47/06/22
#تقرير_درس_العقائد
تأريخ الدرس : السبت 22 جمادى الآخره 1447
عنوان الدرس : ▫️ الولاية والمعرفة والوظيفة الاعتقادية ▫️
مر بنا ان الوظيفة الاعتقادية في العقائد ليس كما يظهر من كتب الكلام انها فقط المعرفة نعم المعرفة قوام عظيم في الاعتقاد ولكن الصحيح ان الاعتقاد لا يكفي فيه مجرد المعرفة فان ابليس اللعين كان على معرفة بالله وبتفضيل ادم نبيا واماما وعلى معرفة بالمعاد قال انظرني الى يوم يبعثون وهل هم جرا لكنه كان متمردا على ولاية الله فضلا عن ولاية نبيه وامامه فلم يغن عنه من الله شيئا وكان من الكافرين مما يدل على ان الوظيفة الاعتقادية في التوحيد ليست صرف المعرفة بالله تعالى من دون ان يجعل الانسان وليه الاول الله تعالى انما وليكم الله ومن يتولى الله فبدون تولي الله عز وجل فليس هناك توحيد وان عرف ما عرف فهو ربما يعرف براهين عظيمة في التوحيد ولكن لا تفيده بشيء لانه ليس لديه انقياد وخضوع لله تعالى وانما يتمرد على الله وهذا كله بغض النظر عن النبوة والامامة وانما اصل التوحيد لم يحصل لديه فالتوحيد ليس معرفة كما قد يوهمه كلام المتكلمين والفلاسفة وبعض اصناف العلوم الدينية وانما التوحيد معرفة و ولاية .
كما ان الامامة ليست صرف ولاية كما يتبادر في الاذهان من كلمات المتكلمين او المحدثين او المفسرين انما الامامة معرفة وولاية وليس صرف ولاية كذلك النبوة ليست هي فقط تصديق نبوة سيد الانبياء فهذا لا يكفي ارأيتك هذا الذي فضلت علي? يعني اعرف بان الله اصطفى ادم وجعل له مقاما اصطفائيا لكنه يتمرد .
فاذن في هذه الاصول الثلاثة لا يكفي المعرفة بمفردها كما لا تكفي فيها الولاية بمفردها بل لا بد من معرفة وولاية فاولا المعرفة ثم الولاية فالمعرفة متقدمة ولكن الركن الثاني هي الولاية التي لا محيص عنها في التوحيد والنبوة والامامة لاحظوا النص القرآني فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني بعد الولاية في الرسول ينقادوا ويخضعوا لولايتك حتى يحكموك فيما شجر بينهم وليس حتى يعرفوك ويصدقوك هذا لا يكفي وانما يحكموك فيما شجر بينهم سواء في الوضع السياسي العام او في الوضع الاجتماعي في القضاء في كل شيء يشجر بينهم يأتون لحضرتك .
نعم الولاية مرتبط بالمودة والمحبة ونحن الان لسنا في صدد التفاصيل وانما في اصل المبحث ان النبوة ليست مجرد معرفة وتصديق بل لا بد فيها من التولي ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب هم الغالبون فلا يمكن ان تقول اطيعوا الله وانا اؤمن بالله فقط لكني لا اذعن بالطاعة لله في شيء فهذا ليس بتوحيد اصلا ولو كان عندي خمسين برهانا على الاحدية والواحدية ما كنت لاسجد لما خلقت يعني تمرد فهذا ليس التوحيد فالتوحيد معرفة وولاية كلاهما .
قالوا يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان كذلك الامامة ليست ولاية فقط كما اشتهر في الالسن وفي الاذهان وانما الامام معرفة وولاية والا اذا كنت اتولى الامام فقط ولكني لست عارفا بمقاماته ولا اقل الادنى منها فلا يمكن ذلك .
في ليلة عاشوراء سيد الشهداء امتحن اصحابه وحتى ربما ال بيته قال هذا الليل فاتخذوه جملا وانتم في حل من بيعتي يعني هل نصرتكم لنا ناشئة من البيعة وعقد اجتماعي فاذن لا تعرفون امامة الامام وانا انقل عن خطباء كبار عندهم متابعة تحقيقية دقيقة ومحققين في المنبر شهدنا منابرهم يذكرون مصادر وان لم احفظها ان سيد الشهداء حينها كشف ابصارهم واراهم منازلهم في الجنان وهذا بعد ما امتحنهم في المعرفة والتولي فليست الولاية والامامة ناشئة من عقد البيعه و انما ، انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا سواء بايعتهم ام لا ومن يتولى الله ورسوله سواء بايعت ام لم تبايع اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم سواء بايع ام لا وانما البيعة مزيد توكيد وتشديد وتغليظ لا انها هي منشأ اللزوم والالزام فهذه المعرفة هي السديدة اما اني اظن باني ملزم بنصرة الامام المعصوم لاني بايعته فليس بصحيح سواء بايعته او لم تبايعه .
نعم البيعة لازمة وملزمة ونوع من النصرة للامام ايضا لكن لا ان وجه الالزام بنصرة المأموم للامام هي البيعة وانما هي احدى اليات المناصرة للامام المعصوم لا انها منحصرة ، فالبعض يظن ذلك وهذا خطأ في المعرفة الفقهية والعقائدية اني ملزم بالدفاع عن المعصوم ما دام الدفاع له ثمرة والا فليس واجب علي الدفاع عنه هذا غلط في غلط لان الدفاع عن المعصوم لا ينحصر بالجهاد الدفاعي بل هناك نوع ثالث من الجهاد الواجب وللاسف لم يبحثه الفقهاء بتاتا الا من ندر ويسمى بجهاد المواساة وهو اعظم واعظم من الجهاد الدفاعي ومن الجهاد الابتدائي وهو جهاد الدعوة فهذا باب وقاعدة عظيمة وهي مواساة المعصوم لا من باب الاسلامية الدينية او من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانما هي جهاد المواساة وهي اعظم من حتى الجهاد الدفاعي والا حتى العباس عليه السلام ربما كان لو شرب الماء يقوى على الجهاد مثلا لكن لاحظ جهاد المواساة اعظم حتى من الجهاد الدفاعي وهذا باب لم يبحثه الفقهاء ولكن ادلته موجودة وعسى الله يوفقنا ان نكتب في ذلك كتابا كاملا .
الشعائر في فرح اهل البيت او في حزنهم هو نوع من الموالاة وتولي والمواساة فالاخير باب عظيم جدا اذن عملية معرفة وشؤون الامام والتولي له باب وسيع وكبير جدا وهو ليس محدودا بحدود وقيود فلابد من معرفة الامام والتولي له على ضوء سعة المعرفة اما اذا كانت المعرفة ناقصة كان اقول النبي ساعي بريد واتمرد عليه او اقول ان الرجل ليهجر كما قاله فلان فالمعرفة غير موجودة فهؤلاء الذين لا يلتفتون ولا يتنبهون الى ضرورة العقائد والتوسع فيه نتيجة الاختزال في العقائد او الاقتصاد فيها يسبب ان الانسان يتمرد ويصير علمانيا تلقائيا فيتمرد على شرع الله وعلى رسول الله وعلى اوصياءه لان المعرفة الكاملة غير موجودة فليست فقط اصل المعرفة فهذا الذي عاشر النبي في مكة وفي مدينة ولكن في نهاية المطاف يقول ان الرجل ليهجر لم يعرف النبي .
او نقول النبي يستقي معلوماته من القرآن كما يستقيه الفقيه والمجتهد فهذا لم يعرف النبي ولم يعرف الامام فكثير من العامة عندهم ان النبي يجتهد فشأنه شأن بقية المجتهدين فهذه ليست معرفة بالنبي بالعكس هذه تفتح باب التمرد والرد على الله ورسوله والائمة لذلك الامام الصادق يقول لا تفيد الولاية والمحبة من دون معرفة سديدة صحيحة فالمعرفة الناقصة هي المعرفة المقلوبة وهذا ليس فيها حب .
كما يقول الامام الصادق اذا كان المسلم يرى الله جسما او يرى يده مغلولة فهو لم يعرف الله واحب غير الله وتولى غيره فلابد لا اقل من المعرفة الصحيحة السديدة ولو بالسقف الادنى والا اذا تتولى بدون ذلك فلا فائدة فيه وفي بيانات كثيرة عند اهل البيت يقولون ان في الكوفة لم يكن يعرف حق امير المؤمنين تماما ولو بالادنى حتى المقربين منه ولا يقول الامام المعرفة العالية وانما ادنى المعرفة اللازمة وانما يرونه رجلا صالحا صحابيا لا انه مصطفى وعنده امامة وجانب غيبي وعلى الارتباط الاول برسول الله حتى في البرزخ ولا يقدم ولا يتأخر الا بامر من الله ورسوله فلا يفهم هذا .
فاذن يجب في الوظيفة الاعتقادية اولا ان تكون المعرفة سديدة تامة ثم الولاية ولكن احدهما دون الاخر لا يفيد حتى ان الصادق يقول لو كان يشبه الله ثم يحبه ويريده فقد احب غيره واراد غيره ولم يوحد الله فمعرفته باطلة كذلك المعرفة بدون التولي ايضا ليست توحيد كابليس فلابد من كليهما اي معرفة سديدة تامة وتولي ولا يفيد احدهما بدون الاخر فهو هباء منثورا وبتعبير احدى الكاتبات تقول السقيفة بالدقة هي عبارة عن بداية النهج العلماني في الاسلام مع انها هي من الطرف الاخر لكن كلامها دقيق ولطيف ان السقيفة هي اول من فتحت باب العلمانية من التمرد على النص اذن لا نفكر ان العلمانية شيء اسطوري فبالتالي اذا لم نعرفه بحق معرفته ولا اقل المقدار اللازم منه فلم نعرف حقيقته ولم نعرف له حق معرفته فبالتالي سوف تكون لدينا طاعة ناقصة وتولي ومعرفة ناقصة فيكون طريق الزيغ والضلال الى ما شاء الله مفتوح .
فلابد من كليهما صحح المعرفة ثم تولى من عرفته لذلك تجد في هذه الرواية :
قال يا فتح من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق ومن أسخط الخالق فقمين أن يسلط اللَّه عليه سخط المخلوق وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار عن الإحاطة به جل عما وصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه وقرب في نائه فهو في نائه قريب وفي قربه بعيد كيف الكيف فلا يقال كيف الكيف وأين الأين فلا يقال أين إذ هو منقطع الكيفوفية والأينونية » .
فالعقول تسمى اوهام لانها لا تستطيع ان تصل الى ادراك كنه الخالق ، فما تدركه عن الخالق انما هو ايات وتجليات فاذا حسم العقل ان ما يدركه هو كنه الخالق فهذا وهم فكلما تصورتموه فهو مخلوق لكم ومردود اليكم انما هذه ايات وتجليات وليست هي عين الخالق فهذه المعرفة ضرورية فهنا التحدي انه في حين ان العقل والفكر لا يكلف اكثر مما يستطيع ان يدركه بذهنه وبعقله فما ادركه بفكره وعقله ينظر به الى الله لكن لابد عليه ان يصحح المعرفة فيقول هذا هو تلسكوب وليس هذا هو الله هذا منظار وليس هو المنظور اليه وليس هو نفس عين الباري فتصح المعرفة عندما يلتفت الى ان الصور الدينية او المعاني العقلية هذه ليست الا اليات مخلوقة لنفس العقل لكن بها ينظر وليست هي كنه الباري وعينه تحققا وانما هي عين الباري حكاية فبها ينظر حكاية للباري ففي حين لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها ما ولكن لابد ان يلتفت الى ان هذه اليات وليست هي كنه الباري تعالى .
انظر كيف المداقة العقلية عند اهل البيت قبل الفلاسفة والعرفاء وهذه عجيبة في بياناتهم تدل انهم ليسوا بشر عاديين وهذه ليست الا نبع الوحي الفائق على عقول البشر فيقول عليه السلام: وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار عن الإحاطة به جل عما وصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه وقرب في نائه فهو في نائه قريب وفي قربه بعيد كيف الكيف فلا يقال كيف الكيف وأين الأين فلا يقال أين إذ هو منقطع الكيفوفية والأينونية » .
جل عما وصفه الواصفون يعني انما هذه امور ينظر بها وليست هي عينه نأى في قربه فهو ناى عن اكتناه البشر فمعناه ان تصرفه وقدرته من البشر والمخلوقات قريبة هذه وصفة بينية بين المخلوق والخالق تدل على عجز المخلوق وعظمة الخالق ثم قوله عليه السلام ناى في قربه هي صفة كمال الباري لا للمخلوقين ومر بنا قوله تعالى اني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان .
الوهابية والسلفية او سقيفة العرفاء او سقيفة الفلاسفة يقولون لا نحتاج الى وسيلة لان الله قريب وهذه مغالطة نعم الله قريب لا ان المخلوقين مقربون وانهم لا يحتاجون الى وسيلة وشفيع هذه مغالطة بين اوصاف الخالق واوصاف المخلوقين لذلك هذه الصفات البينية بين الخالق والمخلوق ان لم نتقنها سوف يكون توصيفنا لله زيغ نأى في قربه بأي معنى? هل هو بعيد تصرفه وقدرته وعلمه حاشاه? انما نأى عن ان تحتوشه عقول البشر فادوات العقل لا تستطيع ان تحتوي الله ففي حين هو قريب علمه من المخلوقات وقدرته وتصرفه من المخلوقات وليس بقرب جغرافي بل اعظم من الجغرافي داخل في الاشياء لا بالممازجة ولا بالمزايلة نأى في قربه وقرب في نايه فهو في نأيه قريب بهذا المعنى وفي قربه بعيد يعني بعيد عن تناوش المخلوق لا تدركه الابصار بعيد لكن هو يدرك كيف الكيف? فلا يقال كيف الكيف? واين الاين? فلا يقال اين?
اذن الباري منقطع الكيفية والاينونة منقطع يعني ما دونه مخلوقة فالمخلوق لا يحتوش الخالق فهي لا تحيط بالباري انما هو يقومها ويوجدها فكيف هي تحيط به? هي مقومة بالفتح فلاتكون مقومة بالكسر فهو منقطع يعني يتناهى عن المخلوق لاحظ هذه عبارات عقلية جزلة كلها لسان عقلي والاخر يظن ان هذا بعد تعبدي ولساني كلا هذه السنة عقلية بلغة عقلية صارخة فلا تسألني عن سند الرواية هذا عيب انت انظر البراهين الساطعة على التوحيد فالتوحيد ما ربطه بالتعبد الظني ونحن ذكرنا ان الايات والروايات في العقائد هي براهين وعيب تسال عن السند السند انما للوقوف على تاريخ المسألة العلمية واما وجه الحجة ليس بالسند والطريق فهذا بحث عقلي محض نعم تارة الانسان ضعيف في المباحث العقلية هذا شأنه .