« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/06/19

بسم الله الرحمن الرحيم



العقائد

تأريخ الدرس : الاربعاء 19 جمادى الآخره 1447

عنوان الدرس : امامة فاطمة في القرآن

 

اسعد الله ايامكم بمولد الصديقة الطاهرة ريحانة النبي بل روحه وامه ودعونا نستعرض ما مر بنا من البحوث حول ولاية فاطمة او امامتها طبعا هناك مؤلف من علماء لبنان في القرن السابع او الثامن عنده كتاب والمخطوطة موجودة و احد المصححين للكتاب قبل سنتين اراني خمس روايات في هذا المؤلف المخطوط فيها اطلاق لفظ الامامة على فاطمة ولعل هذه الروايات كلها عن امير المؤمنين ولعلها ارسلها لي بالنسخ الخطي الحجري وما شابه ذلك ولكن انا فقدته ولا ادري هذا الكتاب طبع ام لا بغض النظر عن هذا الكتاب هناك نصوص مستفيضة بل متواترة وهي غير هذه النصوص الخمسة التي اودعها هذا العالم من جبل عامل في هذا الكتاب وهذه الروايات الخمس عن امير المؤمنين لهذا العالم حسب ما ببالي تنبه على نكات قرآنية في امامة فاطمة يعني نكتة الاستدلال بنفس الاصول القرآنية يعني القيمة ليس فقط لخمسة طرق روايات وانما قضية الامامة قطعية وما تثبت بالظنون ولو كانت اخبار صحاح خمسة وانما لابد ان تكون بادلة قطعية مفعمة والتمسك بالرواية انما هو من باب التنبيه والا ففي الامور العقائدية المرتبطة باصول الدين لا يكفي لا الخبر الصحيح ولا الخبر الاعلاءي الصحيح وانما لابد من وصول الامر الى القطع واليقين لانه امر مذهبي يقيني .

في المحاضرات السابقة بينا الاصول القرآنية وسنعاود ذكرها باختصار منها ولاية الفيء التي جعلت لخليفة الله اني جاعل في الارض خليفة وهذا بنص القرآن وبالزام لسيد الانبياء انه في حياته يسنده لفاطمة فاذن هي من جملة الخلفاء فانتم راجعوا روايات الخمس والفيء ينبه اهل البيت بما في هذا التأصيل قرآني اني جاعل في الارض خليفة يعني صلاحية ولاية الارض وثرواتها يكون للخليفة الالهي فاذن هي عليها السلام لها المقام قبل الحسن والحسين وانما الاخيران والتسعة من ذريتهما ورثوا ذلك منها .

مر بنا ان فدك ليس نزاعا فرديا وشخصيا فهذه قراءة خطيرة لحادثة فدك حيث هو مستمسك مذهبي عقائدي عند ائمة اهل البيت وعند علماء الامامية تبعا لهم فكيف يكون مستمسكا عقائديا ان لم يكن هو مقام اصطفائي الهي ؟ يعني قضية فدك تعدل نص الغدير وتحاذيه سواء من جهة عطاء النبي فدكا لفاطمة او من جهة الاحتجاج الذي جرى بين فاطمة وامير المؤمنين من جانب والسقيفة من جانب اخر فهو نص على ولاية وامامة اهل البيت كما ان الغدير نص على ذلك ومن يتوهم غير ذلك فهو بعيد عن حقيقة المطلب كل البعد فان هذا هو برهان في نفسه قائم .

فعندنا عدة ايات اية الفيء في سورة الحشر ثم اية الخمس ثم اية الروم وات القربى حقه في سورتين فهناك اربع ايات في اربع سور باتفاق علماء الامامية بل المسلمين اكثرهم على انها نزلت في شأن صلاح فاطمة يعني اصل الصلاحية كانت لخليفة الله في الارض ولكن لما اخذها الكفار واستولوا عليه يأتي الحكم الاسلامي فيفيئ الى اصله فسمي الفيء فيئا لانه يرجع الى التشريع الاول فاذن فاطمة هي من الخلفاء والخليفة في القرآن وفي الادبيات القطعية البديهية في بيانات اهل البيت هو الامام وكون فاطمة هي ولية قبل الحسن والحسين بمعية امير المؤمنين فرتبتها في الامامة والولاية والطاعة والحجية امور قطعية لا لبس فيها ولكن تحتاج الى شيء من التأني والتدبر فهو تأصيل قرآني بديع .

هناك وجوه كثيرة الوجه الاخر من هذه الوجوه ان ائمة اهل البيت وسيد الانبياء قبلهم وهم قبل علماء الامامية احتجوا على امامة الائمة الاثني عشر بطوائف من الايات فهي وجوه وليس وجها واحدا لكن بين هذه الوجوه جامع مشترك صناعي عقلي قرآني وحياني فهذه ليست قضية استظهارية ظنية وانما هذه قضايا قطعية وان لم تكن قطعية فلا نستدل بها حتى لو كانت الظنية بظن معتبر فالظن المعتبر في باب العقائد دوره منبه لما هو قطعي والا الظن في نفسه ليس بحجة لا سيما في قطعيات العقائد واصولها فهذه الطوائف مثل اية التطهير واية المودة واية المباهلة واية الولاية وكذلك قوله تعالى لا يمسه الا المطهرون ذكر علماء الامامية في الفين دليل على الامامة كما صنعه العلامة الحلي في كتاب الالفين وان لم يسعفه الاجل ان يكمله فجملة كثيرة منها قرآنية وجملة منها احاديث متواترة وليست ظنية فطوائف الاحاديث المتواترة والايات ووجه المشترك بل وجوه مشتركة لكن الصناعة مشتركة فيه فهذه الاحاديث المتواترة النبوية في خصوص فاطمة او في علي وفاطمة او في اصحاب الكساء والله اعلم كم هي عددها بل حتى هناك ايات حول الدائرة الاصطفائية الثانية وانا شخصيا ما وقفت من استدل على امامة ال البيت بمقامات الدائرة الاصطفائية الثانية .

نعم الكليني في اصول الكافي استدل على سؤدة سيد الانبياء بمقام عبدالمطلب وحمزة وبمقام جعفر والصدوق والشيخ الطوسي ايضا في كتبهما الحديثية والصدوق اشار انه الف ثلاث كتب في الدائرة الاصطفائية الثانية ففي مقدمة احدى كتبه الواصلة الينا ذكر الصدوق اني الفت ثلاثة كتب احداها في حمزة بن عبد المطلب وفضائله الاصطفائية المروية عن النبي والوحي وكتاب اخر في فضائل جعفر بن ابي طالب الطيار التي وردت من الوحي والثالث هو الفضائل الوحيانية التي وردت في ابي الفضل العباس لكن هذه الكتب فقدناها .

طوائف من الايات والروايات استدل بها ائمة اهل البيت وفي هذه الايات ثالث شخص بعد النبي وامير المؤمنين هي فاطمة وهو بقطعي المسلمين وليس فقط بقطعي مذهب اهل البيت فاذا كانت هذه الايات تدل على امامة اهل البيت وهي تدل بلا شك وهي ليست فقط قضية حجية وولاية وطاعة بل هي بعينها تدل على مقام فاطمة وان لها نفس الشؤون فكيف نريد ان نفككها? فهذا وجه عام قطعي لامامة فاطمة وليس ظنيا فاذن هنا وجه في خصوص الخمس والفيء والخليفة .

هناك وجه اخر فيه عشرات الادلة ان لم تكن مئات من الادلة القرآنية القطعية ان الامامة في القرآن ليس بالضروري ان يعبر عنها بفلظ امم وامام فقط وانما يعبر خليفة اي امام وهادي وهو الامام وملك وهو الامام وطهارة بدرجة طهارة سيد الانبياء وهو الامام واية المباهلة ايضا وعناوين اخرى بمعنى الحجة وامام كذلك اية المودة هي ولاية وامامة فابدا لا يمكننا ان نفرط في هذه المئات المؤصلة من الايات في الامامة ان نقول هذه في شؤون اخرى وليس في الامامة كيف تقول هذا? الامامة هي اولا واخرا بل في هذه الايات التي مندرجة تجد فاطمة في الرتبة الثالثة فهي تهيمن على ابراهيم ونوح وعيسى وموسى وهؤلاء اولي العزم هم ائمة ولكن ولاية اهل البيت مهيمنة عليهم فبالتالي كيف يولي على الامام وهو ليس بامام? فعلم فاطمة كعلم امير المؤمنين وعلم النبي من الكتاب والقرآن وراثته الاصطفائية مهيمنة على التوراة والانجيل وصحف ابراهيم فهذا هو موقعية فاطمة .

فالوجه الثاني هو منظومة وجوه وهناك جانب مشترك في منظومة الادلة لا ننساه ان فاطمة بالقطع عند المسلمين فضلا عن مذهب اهل البيت هي رتبة ثالثة في هذه الايات وهذه الايات استدل بها على الامامة لا على غيرها فكيف هي تخرج? وهذا كلام قطعي وليس عاطفيا وليس شعريا فهي قطعيات فكرية واصحاب القرآن مهيمنين على الانبياء كما ان في اية الفيء تجد النبي عيسى حي يرزق وكذا الياس وكذا ادريس جد النبي النوح لكن لم يسند الله الفيء اليهم وانما اسنده الى فاطمة من زمن رسول الله ولعلمكم ولاية رسول الله لا تسقط برحيله الى البرزخ وولاية فاطمة لا تسقط برحيل فاطمة وانما هناك ارتباط مفعل مع ابنها صاحب الزمان فكيف الله يسند ادارة اموال الارض الى فاطمة ولايسندها الى عيسى وفي عقيدتنا النبي موسى سيرجع وكذا ابراهيم وكل الانبياء يرجعون في الرجعة ومع ذلك الله لا يسند اليهم ولاية الفاطمة وانما يسندها الى فاطمة فهي امرأة لكنها فاطمة .

ففاطمة من وراء الحجاب تدير الامور كما هو الشأن في امها خديجة فالاخيرة هي اثرى تجار قريش في زمن الجاهلية ولم ير احد وجهها قط وكانت دائما تضرب بينها وبين التجار ملاءة وهي تدير اكبر شركة تجارة فالاسلام احتاج الى اموال خديجة حيث ثراءها هو قبل الاسلام وقبل ان يتزوجها النبي وفي ذلك الحين لم يرها رجلا قط فلم تنزل اية الحجاب بل نزلت اية الحجاب في المدينة المنورة يعني اصلا لم ينزل القرآن في حياتها في اية الحجاب وهي في ادارتها اكفأ من رجالات قريش بل انخرط سيد الانبياء في تجارتها بل حتى في مصادر الطرف الاخر ان ملوك الارض من حبشة والروم وفارس وقبط طمعوا في الزواج منها وهي رفضت ذلك يعني هي ذات شركة وثراء وادارة سيما في تلك الايام مع العرف البشري انذاك كيف تدير الامور والحجاب على حاله يعني تدير من وراء حجاب جغرافي وحجاب نفسي وحجاب اخلاقي فشأن خديجة عظيم جدا حتى النبي وصفها بانها وعاء الامامة وهذا حتى اشارة لامامة فاطمة فنلاحظ الله اسند ولاية الفيء لفاطمة ولامير المؤمنين وهو نوع توزيع ادوار من النبي والله بين امير المؤمنين وفاطمة .

كذلك في ادارة الاموال وادارة الارض لن يحصره الرسول خالصا لامير المؤمنين وهذه البعدية رتبية وليست زمانية بل حتى في حياته لم يسند الامور لامير المؤمنين خاصة بل جعلها شراكة بينه وبين فاطمة وهذه ليست قراءة عاطفية او شعرية مع احترامنا للشعراء هذه نصوص قرآنية قطعية يعني حتى السقيفة تقر بان الفدك بيد رسول الله وكان بيد فاطمة وحتى ابو بكر وعمر وعثمان اقروا بذلك فالكل يقولون بان رسول الله في زمنه جعل سلطة الفدك لفاطمة ونحن لا نريد الكلام عن فدك بعد رسول الله وانما في نفس زمن رسول الله فهذا من الواضح ان فاطمة لها ولاية الامور .

من ثم لاحظ في الخطبة فذكية العظيمة جدا تجدها هي الاامرة والناهية للانصار تأمرهم وتثيرهم للقتال العسكري ومواجهة السقيفة بالسيف ولم تتكلم جماعة السقيفة ببنت كلمة عندما استنهضت الانصار مرتين بالنهوض العسكري في مقابل السقيفة يعني الجو ما كان يسمح لامير المؤمنين ان يعلن هذا بينما بنت النبي اعلنته جهارا وامرت بالتصدي العسكري للسقيفة ولم يستطيعوا ان يسجلوا على فاطمة شيئا وانى لهم ذلك لاحظ الشرعية التي تمتلكها فاطمة وتختزنها في نفوس المسلمين على جماعة السقيفة بحيث اعلنت الحرب العسكرية ففاطمة بكل ثبات وبكل تجذر في نفوس المسلمين اجمع لها صلاحية ان تكون امرة وناهية في القضايا العسكري فكيف لفاطمة هذه الصلاحية? ومن جهة ايضا هي تطالب بولايتها على الاموال العامة في خطبة فدك كما هي تطالب المسلمين والصحابة والانصار والمهاجرين بالارعواء الى ولاية امير المؤمنين ايضا تطالبهم بولايتها نفسها فهذه الممارسات من فاطمة في ظل المهاجرين والانصار لم يعترض عليها احد يعني مرتكز عندهم هذه الصلاحيات بان تمارسها فاطمة فهي امام معصوم امرة وناهية في العسكر وامرة وناهية في الولاية بنصب من الله وهذه هي الامامة وليس شيء اخر .

ثم بضرورة ائمة اهل البيت وعلماء الامامية الامامة ليست منحصرة بامم وانما لها خمسين مرادا في القرآن او اكثر وهذه من الاشتباهات بان نحصر الامامة بهذا اللفظ وانما عندنا ملكا عظيما وخليفة وانما انت منذر ولكل قوم هاد والولاية انما وليكم الله كل هذه ادلة الامامة ومن يغفل عن هذا الامر فهو في تيه .

قد يقول قائل لماذا لم يبلور علماء الامامية هذا الامر ؟

هنا نكتة لطيفة يجب ان ننبه عليها وهو منهج السيد المرتضى والشيخ الطوسي في الاجماع وجملة من الاعلام كبحر العلوم وحتى الاخرين لم يفندوا هذا المبنى والمبنى هو انه اذا كان الشيء قطعيا يلتزم به الكل ارتكازا وله لازم قطعي بديهي اخر انا اخبر واسند الى الكل انهم يلتزمون باللازم سواء التفتوا او لا فالسيد المرتضى اجماعاته كلها هكذا وكذلك اكثر جماعات الشيخ الطوسي والسيد بحر العلوم هكذا مثلا هو في ارجوزته الفقهية اسند الى علماء الامامية انهم يقولون بوجوب الشهادة الثالثة كجزء ، بدليل اية اكمال الدين ويبين انها جزء واجب السيد الخوئي عنده شبيه لهذا الامر ايضا في الشهادة الثالثة قال اية الاكمال في الدين هي بضرورة الدين وليس بدلالة ظنية فتدل على رجحان ومطلوبية اقتران الشهادة الثالثة بالشهادتين وذكر هذا في شرح العروة في باب الاذان فهو يقول هذه ضرورة وليست قضية رواية كي تقول تتمسك برواية ظنية فيسنده السيد الخوئي الى بديهيات المذهب لانها ضرورة بغض النظر عن ان الخوئي عنده الاقتران جزء ام لا لكن الاقتران ضرورة ورجحانه ضرورة فمطلوبيته واردة من الشارع ان تقرن الشهادة الثالثة بالشهادتين بالضرورة سواء كان هذا الطلب وجوبي او جزء استحبابي لكن عنده اصل الطلب ان الشارع يطالبنا باقتران الشهادة الثالثة بالشهادتين فلا يمكن لاحد ان ينكرها .

فالتساؤل كيف نبلوره ونجيب عليه? نقول علماء الامامية ارتكازهم تبعا اهل البيت ان هذه الايات في حق فاطمة نعم كثير من القضايا لم يبلورها علماء الكلام او التفسير او الحديث ولكن هذا لا يزعزع المطلب والصدوق ممن يقول بامامة فاطمة لانه عنده في ثلاثة من كتبه ان الاحد عشر من الائمة انما ورثوا الولاية من فاطمة والصدوق روى اربع روايات اثنتان عن الصادق وواحدة عن الباقر وواحدة عن الكاظم وكذلك الكليني بل الشيخ الطوسي ايضا عنده هذا المطلب وهو ليس بهذه الروايات الاربعة وانما بروايات اخرى لان الطوسي في التهذيب والصدوق في الفقيه والاستبصار يقولون ان ولاية الخمس والفيء ورثها الاحد عشر من الائمة من امهم فاطمة وهي وراثة اصطفائية فهذا معناه انهم يقولون بامامة فاطمة وهذا ليس فقط في الصدوق والطوسي والكليني بل كل الاصول المعتبرة الروائية من طبقات تلاميذ الائمة رووا هذه الروايات فاي انكار لهذا الشيء? فرووا ان الاحد عشر ورثوا ولاية الخمس والفيء من امهم فاطمة وهذا تأصيل قرآني في اية الفيء ويجب جرد من روى هذه الروايات من الاصول المعتبرة كزرارة ومحمد بن مسلم وحسن بن محبوب وهؤلاء هم من الفقهاء وليسوا من البلهاء فعندما يروون رواية لا يمكن ان تكون خلاف الضرورة المذهبية .

فاذن هذه الروايات ان الحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين انما ورثوا ولاية الخمس والفي وهي من شؤون الامامة وولاية من امهم فاطمة فاذا كيف يقولون بامام فاطمة ولعل علي بن جعفر بن الامام الصادق روى هذه الروايات فان الاحد عشر ورثوا الفيء من امهم فاطمة وهذه طائفة اخرى غير الاربع روايات التي اوردها الصدوق حينئذ نستحصل على قائمة من علماء الامامية ممن يقولون بامامة فاطمة فهم دونوا هذا المطلب فالانسان بالتأني يجد شجرة مباركة نورية موجودة في التراث وعند العلماء فاذا انت تتدبر تلتفت الى حقائق مذهلة فيجب الاستقراء وكتابة النتائج .

نكتة اخرى عظيمة موجودة في امامة فاطمة في القرآن هو عنوان القربى وهذه ليست لوازم لان ولاية الخمس والفيء هي امامة وليس شيئا اخر والكليني جعل الخمس من اصول الدين يعني اصل معرفته ووجوبه فهو ادرج الخمس والفيء في الاصول وليس في فروع الكافي وانما اداؤه هو من الفروع وانما الاعتقاد بوجوبه هو من اصل الدين وفي هذه الروايات التي اوردها الكليني والطوسي في التهذيب والصدوق في الفقيه والبرقي في المحاسن وهم نقلوه من اصحاب الاصول الاربعمائة سنقف على جمرة من العلماء يقولون ان فاطمة هي امام فهو نفس المطلب وليس لوازمه .

مطلب اخر بالنسبة لامامة فاطمة ان القرآن يصر على ان الامامة وراثة ونسب اصطفائي وهذا لا محيد عنه سواء في اية المودة والفيء والخمس او في اية ثم اورثنا الكتاب طبعا قضية الوراثة النسبية غير قبلية وانما وراثة نصب اطهار واصفياء وبتعبير الامام الرضا من شرائط الامام ان يكون ابن البتول فاذن نسأله اين هو في كتاب الله? الجواب هو الرضا والصادق وكل الائمة قالوا انه من شرائط الامامة ان يكون ابن البضعة الطاهرة وقد ورد ذلك في اصول الكافي فاين هو في كتاب الله? وماذا يعني بالنسبة لفاطمة? فهو ان لم يكن ابن فاطمة لا يستحق الامامة ابدا ولو كان من نسل امير المؤمنين وانما لابد ان يكون ايضا من نسل البتول وهذه متواترة في مجموع روايات اهل البيت فهذا الشرط من اين اتوا به ائمة اهل البيت? واين اصله القرآني?

نقول اصله القرآني هو عنوان القربى في اية الخمس والفي واية المودة فكل ما اتى لفظة قربى الرسول او ارحامه فالنبي اولى هذه اولوية امامية وولاية فالنبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم ثم يقول واولي الارحام بعضهم اولى ببعض يعني هذه الاولوية التي للنبي ثابتة لامير المؤمنين ولفاطمة لا للمهاجرين ولا للانصار .

فالمهم كلامنا في الفهرس الاجمالي القطعي اليقيني الوحياني ان الله ادرج فاطمة في الرتبة الثالثة وهو لا يوصل الامامة والولاية للحسن والحسين والتسعة من ذرية الحسين الا عبر النسب الى رسول الله وهذا النسب الذي بين رسول الله والحسن والحسين يقع في طريقها امير المؤمنين وفاطمة وكلاهما في رتبة واحدة وكفؤ لبعض وهذه الحلقات بنص القرآن هي حلقات مصطفاة كلها لهذا الشأن فانما يرث الحسن والحسين الامامة من رسول الله عبر امهم فاطمة وعبر ابيهم امير المؤمنين .

فهل يمر هذا الاصطفاء عبر فاطمة وهي لم تستحقها ؟ بلى هي استحقته ثم اورثته للحسن والحسين هذا نظام قرآني اصيل ال ابراهيم ال عمران ال يعقوب ال موسى ال هارون يعني ابى الله ان يورث الا ان يجعل كل حلقة تورثه للحلقة التي بعدها وهذا هو الاصطفاء والعجيب ان علماء الجمهور يقرون بهذه اكثر من علماء الامامية وذكرت ذلك في المجلد الثاني في مقامات فاطمة فيقرون بان وراثة فاطمة اصطفائية من النبي ثم هي تورثها لاولادها فالحق احق ان يتبع سواء وجدناه عند اي طرف ، فالحق مع اهل البيت تنبه اليه من تنبه ولم يتنبه اليه من لم يتنبه واعظم واكرم علماء الامامية .

لذلك لاحظوا الصدوق في الروايات الاربعة التي رواها في معنى حي على خير العمل قال هو بر فاطمة وولدها بر فاطمة يعني ولايتها يعني اننا بتولينا ولايتهم بررنا الائمة فلما يقول بر فاطمة وولدها اي طاعتهم والانقياد والائتمان بهم فلاحظ الرواية عن الباقر والصادق والكاظم حي على خير العمل اي نداء وبر بالميثاق وبالطاعة والانقياد لولاية فاطمة وولدها يعني ولدها اخذوا الولاية بسبب الولادة منها فلا يكون الامام اماما الا ان يكون ابنا للبتول الطاهرة وهي الحلقة بينهم وبين جدهم المصطفى فكيف تتخطا هي هذا الاصطفاء ؟ فهي الطريق لنسبهم والانتقال للاصطفاء لهم والقرآن من اعظم ما ذكره ان هذه المقامات الاصطفائية لا بد ان تكون نسبية ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا يعني طبيعة القرآن الذي اوحي الى النبي كيف ينتقل الى ائمة اهل البيت? كما في نص اية التطهير في سورة الاحزاب وسورة الواقعة لا يمسه الا المطهرون وهم الراسخون في العلم فالواو عاطفة في الراسخون في العلم وليست استئنافية ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم .

فالقرآن يقول ان من يحوي علم القرآن كله هو الامام وقاله في اية وكل شيء احصيناه في امام مبين وقال القرآن بان فاطمة من اية التطهير وقال بان فاطمة تمس الكتاب كله فهي امام يعني انت لاحظ هذه المعادلات التي ينبهنا عليها الائمة لا تحصى ولا تعد وهي على امامة فاطمة .

معادلة اخرى يقولها الباقر في مصحف فاطمة وما ادراك ما مصحفها والذي اجمع علماء الامامية عليه وعلى رواياته ولا ندري هل هو خمسين او مئة رواية الله اعلم ولاباس يكتب كتاب فقط في جمع المصادر حول روايات مصحف فاطمة فهو مشروع يزيدنا معرفة ويقظة ففي هذه الرواية يقول الباقر ان تأويل المصحف وتفسير التنزيل هذا في ورقة واحدة من مصحف فاطمة فالامام يقول لابي بصير ما قلتك هو في بعض صفحة واحدة من مصحف فاطمة فانت لاحظ في روايات مصحف فاطمة ماذا يقول علماء الامامية عن ائمتهم? ان كاتب الوحي الذي ينزل على فاطمة هو امير المؤمنين كما كان هو كاتبا لرسول الله ، فمن هي فاطمة? وهل تعقلون ان شخصا يكون وسيطا بين الله وبين الغيب وبين رسول الله والائمة الاحدى عشر ؟ نعم هي امهم فاطمة وبتعبير السيد الخميني يقول وجدت اشياء من شؤون اصطفائية في فاطمة لم يذكرها ائمة اهل بيت لانفسهم وليس معناها انها ليست موجودة لديهم ولكن لم يبرزوها ولم يعلنوا عنها وانما فقط اعلنوها في فاطمة فالامر ليس بذاك السهولة .

اسرافيل وميكائيل وجبرائيل يأتون من الليل قياما حراسا الى ان تفرغ فاطمة من تهجدها فيسلموها المصحف من الله وهذا المصحف حتى ورقه ملكوتي فتعكف عليه قراءة من بعد تعقيبات صلاة الصبح الى الزوال فتأتي عليه كله ، فاي زبور داود واي توراة موسى واي انجيل عيسى? مصحف فاطمة وما ادراك ما هو? طبعا في بيانات اهل البيت كل امام له مصحف وهذا ذكرناه في بحثنا فالامر ليس بذاك السهولة .

ثم ان هناك طائفة من الروايات متواترة اطلقت لفظ الامام على فاطمة مع الخمسة من اصحاب الكساء والتسعة من اولادها سنتعرض لها لاحقا .

 

logo