47/06/18
#تقرير_درس_العقائد
تأريخ الدرس : الثلاثاء 18 جمادى الآخره 1447
عنوان الدرس : ▫️ الولاية والمعرفة وطبقات الانسان ▫️
الرواية التي وصلنا اليها عن الامام الرضا تشير الى الترابط بين الولاية والمعرفة الولاية والتولي من وظائف القلب فحب وبغض ورضا وسخط افعال يقوم بها القلب واما التفكر والادراك ولو الحصولي يقوم به العقل النظري او قوة الفكر فكما قال الامام الصادق وظائف الايمان موزعة على اجزاء الانسان لا سيما القلب والعقل طبعا العقل يطلق على قوة الفكر اي العقل النظري وقد يطلق على القلب اي العقل العملي فهذه الرواية الشريفة في الكافي عن الامام الرضا حيث انتقل الامام الرضا من بحث الرضا والسخط الى التنزيه والتحميد للباري تعالى .
فرواية الامام الصادق في كفاية الاثر وفي كتاب فضائل امير المؤمنين لابن عقدة التي هي رواية الخزاز طبعا ابن عقدة رجالي وعنده كتب كثيرة منها فضائل امير المؤمنين لانه زيدي والزيدية يؤمنون بالامامة الالهية لعلي ابن ابي طالب ويؤمنون بفاطمة وبالحسن والحسين وكذلك بالامام زين العابدين فبالتالي هناك مشتركات وهو كان رهيبا في الحافظة والاتقان والضبط وكل الامامية يذعنون له بالعلم والوثاقة فهو روى هذه الرواية في كتاب الفضائل وقد استعرض الامام الصادق فيها مدارس الرياضات الروحية .
العام الماضي ربما مئة وخمسين جلسة عقدنا في هذه الرواية الشريفة التي يذكر الامام الصادق المدارس للرياضات الروحية ولم يذكر الامام ان هذه المدارس مثلا تعبدية وانما هي مدارس رياضات اشبه ما تكون تكوينية يعني العضو الفكري كيف يرتاض روحيا? والقلب كيف يروض والقوى النفسانية في الانسان كيف تروض طبعا مع وصولهم الى منصة التوحيد .
فيذكر الامام الصادق في هذا الحديث الذي له طريقان قضية النفس ومنازلها فهذه الرواية موجودة قبل ان تنشأ فرق الصوفية وفرق الباطنية وهذه احد المباحث المهمة في العرفان العملي وهو مبحث منازل السائرين يعني منازل النفس في سير الرياضات الروحية وهناك كتب الفت من قبل العرفاء والصوفية في ذلك لكن كلها متأخرة ومقتبسة من روايات اهل البيت بغض النظر عن ان اقتباسهم سديد ام لا وهذا من المشاريع المهمة جدا فنحن بحاجة الى مجموعة تشد حزامها وتستخرج العناوين للرياضات الروحية ولفقه القلوب من النصوص القرآنية والنصوص المستفيضة الواردة عن اهل البيت مثلا قضية وصول ووصال القلب والقلب المتيم واجعل قلبي بحبك متيما فيمكن تأليف معجم للعناوين الروحية والرياضات التي اقتبسها الصوفية والعرفاء من اهل البيت وهي موجودة في نصوص ائمة اهل البيت قبلهم بقرون ولكن هم حرفوها فبالتالي اصل المعنى موجود وهذا انجاز عظيم لم تنجزه الحوزات العلمية طيلة الف سنة وهم حرفوها لكن بالتالي اصل المعنى موجود .
مثلا عنوان الوصال ورد فيه كم اية ورواية? فنفس هذا عبارة عن تخطيط لبناء علم الرياضات وفقه القلوب من خلال الوحي حصرا ثم بعد ذلك الانسان يستعين باللغة وبكلمات العرفاء من باب المقارنة شبيه الفقه المقارن كي يلتفت الانسان الى سداد وصواب البيان الوحياني على الفكر البشري او التجربة البشرية فبحث مهم جدا فهو خدمة للوحي ولمدرسة اهل البيت ان عنوان واحد يؤلف فيه كتاب وهذه خطوة الى الامام لان هذا الباب كما مر بنا العام الماضي الجهود العلمية طيلة عشرة قرون قليلة جدا من علماء الامامية واذا ما يملأ هذا الفراغ المؤمنون بالتالي متشبثون للعطش الروحي ان يلجئوا الى الصوفية والعرفاء كما الان لاحظ المسيحيين يتعطشون الى الرياضات الروحية البوذية الهندوسية لان القساوسة عندهم طيلة عشرين قرن تركوا هذا الباب مع انه هم عندهم رياضة روحية لكنهم اقبلوا على الدنيا وبالتالي ترى نفس النصارى يتعطشون الى الرياضات البوذية او الهندوسية او الرياضات الاخرى بل حتى يتعطشون للسحر وللجن لان طبيعة الانسان عندها هذه القوة والعطش ولابد ان يملأها وان لم تملأ من الوحي ستملأ من نتاج بشري منحرف .
انت لاحظ السيد بن طاووس حبس نفسه في هذا الباب وهو الدعاء والدعاء عبارة اخرى عن بحث الرياضات الروحية فهو شرع فيه لكي يملأ الفراغ حيث يصرح في كتاب مهج الدعوات في الربع الاخير منه ان لديه سبعين مجلد ورثه من القدماء في الدعاء يعني البحار هو سبعة وعشرين مجلدا وبالطبعة الجديدة صار مائة واحدى عشر ، فسبعين مجلدا يعني قريب ثلاثمائة مجلد بالطبعة الحديثة وهذه هي المصادر التي يستند اليها ابن طاؤوس في كتابه فهذا تراث وحياني عظيم ولو لم يحفظه لنا ابن طاؤوس لذهب عنا هذا التراث وهذا الباب العظيم مع ان الدعاء عقائد ورياضات روحية فهذا باب عظيم ومنه ينشأ علم الاخلاق ايضا لانه كما مر بنا العام الماضي فقه القلوب مهيمن على الرياضات الروحية والاخيرة مهيمنة على الاخلاق وفي مركز التحكم في علم الاخلاق هو الرياضات الروحية ومركز التحكم في الرياضات الروحية هو فقه القلوب وهذا كما يقال هو تسلسل تكويني في العلوم العقلية ولا يوجد فيه اي ترديد وتعبد .
كما ان نقول الانسان روح وجسد فهذا ليس شيئا تعبديا ولا اعتباري وانما هو امر تكويني ولا انتاج بشري ففقه القلوب ثم الرياضات الروحية ثم علم الاخلاق دونه ثم علم الاداب فكل طبقة من الانسان في هذا الجانب تهيمن وتحوكم وتسيطر على ما دونها فهذه بحوث مهمة ونحن لسنا في صدد الترويج الى فرق صوفية او عرفانية وانما نحن في صدد احياء علوم وحيانية مهجورة ومتروكة وهذا امر خطير فيقتبسها الاخرون ولا يقوم به المؤمنون فهذا مشروع ضخم ومهم وكل خطوة في هذا المجال مثمر ولو بالكلمة وهذا ليس ابتكارا من عندي وانما سمعناه من كبار فتسجل هذه اقتراحات والاطاريح في هذه العلوم الدينية وهو ضروري والانسان لما يكبر سنه يمكن ان يؤسس ورشة عمل علمي ان لم يقم بسائر الوظائف الدينية .
علم الاخلاق وكتب الاخلاق سواء من الفريقين بعيدة عن هذا المجال بينما انظر هو من الاهمية بمكان فاحد الخطوات المهمة في علم الاخلاق ومشروع علم الاخلاق انه لو يحصل معجم لغوي اخلاقي يعني الانسان يذكر في هذه اللفظة من الفضائل الاخلاقية منظومة الفضائل ومنظومة الرذائل وما هي تعريفاتها اللغوية بعمق وليس بسطحية وهذه نفسها دورة تهذيبية رياضية للانسان عظيمه فاذا الانسان مبتلى برذيلة معينة احد ادوية هذه الرذيلة ان يتعمق لغويا في معنى هذه الرذيلة فح ستتضح له خفايا هذه الرذيلة التي هو غافل عنها فيستطيع ان يتحكم في قلع هذه الرذيلة من نفسه بدون ان يتخذ قرارا صعبا مرا فهذا الطريق من اسهل الطرق وهو الالتفات العلمي الفكري فهو دواء عجيب ولكن شريطة ان تتعمق فكريا في هذه الرذيلة التي يبتلى بها الانسان فنفس التعمق في هذه الرذيلة بابعاد صناعية علمية تلقائيا يكسب الانسان دورة تهذيبية ويعطيه قوة على السيطرة عجيبة لمداواة نفسه بنفسه لا سيما اذا انضم الى هذا الفحص العميق اللغوي روايات الشارحة لهذه الرذيلة فيكون نورا على نور .
كذلك في الفضائل الانسان ليست لديه فضيلة معينة فيبحث لغويا في هذه الفضيلة الاخلاقية وكيفية اكتساب هذه الفضيلة وكيف يبقيها او يبنيها في نفسه? فنفس الغور اللغوي للفضائل هو اولا انتاج علمي عظيم يفيد المجتمع والدين والمذهب ومن جهة اخرى الانسان بنفسه يرتاض .
لاحظ فقه العداوة بين المؤمنين ربما بقينا مع الاخوان سبعة اسابيع او اكثر مع عمل مكثف وبعد ما انتهينا الكل صارت عنده رياضة روحية خاصة بحسب درجات التعمق لان نفس الترشيد العلمي رياضة عجيبة للانسان انه ما هو فقه واحكام العداوة بين المؤمنين وهذا البحث غاص فيه الفقهاء اكثر من علماء الاخلاق ومن العرفاء بحكم انهم ملزمين به وهو حكم شرعي وازيد من الصوفية ونحن تابعناهم كشبكة خوارزمية امكانيات تسبب تهذيب النفس لدى الانسان واللطيف هو يطلعك على محيطات اخرى عقائدية عجيبة وغريبة فهذان مشروعان مشروع العناوين في الرياضات الروحية كمعجم مؤلف ولكن بحاجة الى الجهد العلمي والتعب والسهر
المحقق الطهراني لمدة سبعين سنة شد حزامه العلمي لكي يحفظ اسماء تراجم تراث الشيعة وبتعبير علماء الازهر الحافظ لهوية التشيع المذهب في زمن المحقق الطهراني ليس مراجع للشيعة وانما هو ، وانا انقل هذا عن الشيخ باقر الشريف القرشي بواسطة طبعا هذا الكلام افراط منهم فكل يحفظ المذهب من جهة لكن هم نظرتهم ان الذي حفظ هوية تراث التشيع هو المحقق الطهراني ومن جهة السيد محسن الامين في اعيان الشيعة وهلم جرا فاقصد هذا المعجم شيء مهم معجب في الرياضات الروحية الواردة في الثقلين ثم ذكر ما قاله البشر سواء قديما او حديثا كي تكون اثارة علمية للبحث اكثر فأكثر لأنه كما يقول الوحي بالمقارنة يفهم الوحي اكثر فأكثر .
فهذا مشروع عظيم ولو ان يقيمه الشخص بعنوان واحد او اثنين وثلاثة ونقلنا في العام الماضي انه الاداب ثم فوقها الاخلاق وفوقه الرياضات الروحية وفوقه فقه القلوب فالانسان لديه فضائل ورذائل بحسب الاداب ولديه فضائل ورذائل بحسب علم الاخلاق ولديه فضائل ورذائل بحسب الرياضات الروحية ولديه فضائل ورذائل بحسب القلوب وحتى بحسب قوة الفكر فالفضائل والرذائل طبقات وليست طبقة واحدة وكثير من العلماء شاهدوا كبارا في الجانب الروحي والقلبي قمم ولكن في الاداب ضعفاء اومتوسطين او دون المتوسط باعتبار انهم غير معصومين فالمعصوم هو قمة الاداب والاخلاق وفي الرياضة الروحية فالانسان طبقات قد يكون هو فضيلة في الطبقة الفوقية ولكن الطبقة النازلة منه لم تتكامل بعد او بالعكس او قد في الطبقة النازلة كامل وفي الوسطى غير متكامل .
لذلك يقول الامام الصادق والكاظم جنود العقل وجنود الجهل لا يستتم الانسان الا بها وفي جنود العقل والجهل اربع طبقات اداب او اخلاق روحية او قلبية وحتى الفكر ذكر فيها الفكر ايضا كطبقة خامسة له رذائل وله فضائل ونحن دخلنا في هذا البحث لان العقيدة وظيفة يقوم بها قوة الفكر كعقل نظري ويقوم بها القلب فالولاية يقوم بها القلب وليست الولاية كما مر بنا هي قبال التوحيد نعم الامامة والنبوة قبال التوحيد اما الولاية والمعرفة كلاهما ركنان يقوم بها الانسان بقوته تجاه التوحيد فمعرفة وولاية التوحيد النبوة معرفة وولاية الامامة معرفة وولاية .
هنا نضيف شيئا لم نذكره في الايام السابقة بين على لسان الامام الصادق ان الولاية ليس لها اي قيمة ان كانت المعرفة ناقصة او خاطئة فالحب والبغض ان لم تكن سديدة فليس للولاية اي اثر فيكون تولي لشيء باطل انما تكون الولاية ولاية حق اذا كانت المعرفة سديدة غير ناقصة او غير منحرفة وبينه الامام الصادق في ذيل هذا البحث حيث كان في مجلس مالك اجماع على تجسيم وتشبيه الله فالامام قال حب الله بهذا المعنى هذا ليس ولاية وتعبد هذا ولاية شركية لان الله ليس بجسم فان لم تكن المعرفة سديدة وصحيحة كان التولي لغير الله وحبا لغير الله فقوام الولاية اولا هي في التوحيد وفي النبوة فانت تتولى النبي لكنك تطعن بالمعارف في بيان حقيقة النبي انه جوهرة وحيانية وانما تقول النبي بشر كالبشر وليس له جوهرة اخرى وراء البشرية فانت هنا ما عرفته ولا توليته انما توليت شخصا اخر انت فقط حسبت انه النبي هو ليس بنبي كما يقول الامام الرضا اني اكفر بكل عيسى لا يدعو الى نبوة محمد لانه انت اي عيسى تقصده ؟ فانت نبوة عيسى لم تعرفها .
فاذن الولاية لا تستتم بلا معرفة سديدة وهذي نقطة جديدة عقلية التي يضيفها لنا الوحي ان الولاية تتلألأ بعد المعرفة كما قال امير المؤمنين اول الدين معرفته فان لم تكن المعرفة سديدة صحيحة فالولاية اذا ابدا لا تنفع بشيء .