47/06/16
#تقرير_درس_العقائد
تأريخ الدرس : الاحد 16 جمادى الآخره 1447
عنوان الدرس : الصلاة والعبادات غايتها ولبابها الولاية
كنا في شؤون الصفات عموما وتداعى بنا الكلام الى الولاية والامامة والتوحيد والنبوة والمعاد والنقطة المهمة انه ما هي الثمرة والغاية من المعارف? هل هو تكامل الانسان او امتثاله للوظيفة الالزامية? يعني الفقهاء عموما وعلماء العلوم الدينية بينوا في الفقه القضاءي والحدود غاية النظام الاجتماعي هو الاسرة السالمة حيث الاسرة تشكل النظام السالم كذلك العدل في المعاملات والايقاعات ما هو غايته ?ان غايته تفرغ الانسان للعبادات فخلق الانسان للعبادات لكي لا تعوقه وتمانعه وتشاغبه المعيشة الدنيوية كما ان القضاء والحدود وباب الاحكام وقد يعبر عنها الاحكام السياسية في النظام الاجتماعي غايتها العدالة في المعاملات وغاية العدالة في المعاملات هو العدل والتفرغ للعبادات والاخيرة فيما بين بعضها البعض من باب المقدمة وذي المقدمة الى ان تصل الى الصلاة .
هناك بيان تفصيلي في الروايات والايات وفي كلمات علماء العلوم الدينية ولكن عندما نمر عليه مرورا اجماليا لغاية اخرى فبالتالي ما هي الغاية في العبادات? حتى الصلاة الغاية كما يتلفظ بها المصلي هي التقرب ومر بنا التقرب ليس خصوص التقرب لله بل التقرب لرسول الله والتقرب بنص القرآن فيه مواد عديدة وكذلك التقرب لاهل البيت لكنهم ليسوا شركاء واندادا لله وانما هم شفعاء ووسائل فهي وسيلة منصوبة من قبل الله وليس من قبل البشر او من قبلهم انفسهم فلاحظ اذن غاية التقرب لله وللرسول ولاهل البيت هذا التقرب هو حب والبعد عن اعداء الله واعداء الرسول فلاحظ غاية الصلاة هي الولاية الجهاد ايضا لحماية الدين ودار الدين ودار الاسلام الصوم كذلك لمنع القوة الغضبية عن المشاغبة والزكاة هي للتكافل الاجتماعي الى ان تصل للصلاة فالصلاة صلة وتوجه وولاية في الحقيقة والمباينة بين الصلاة والولاية معنى خاطئ حتى بلغة فقهية بحتة فهذه المباينة خاطئة فضلا عن لغة كلامية لان الصلاة برمتها من تكبيرة الاحرام الى السلام كلها اذكار وافعالها عقيدة وكلها طقوس عقائدية انت فتش في كل زوايا الصلاة لا تجد غير الطقوس العقائدية فهي انشودة عقائدية بحتة بامتياز فكيف انا اباين بين العقيدة والصلاة? لا معنى له نعم التسليم جيد ولكن الدراية والتسليم اعظم من التسليم بدون دراية وان كان التسليم بدون دراية له شأن لكن التسليم مع الدراية اعظم واعظم .
فكيف ان الصلاة عمود الدين? فالصلاة ليست مباينة للولاية ولا مباينة للعقيدة لانها ليست حركات رياضية بدنية الصلاة كلها طقوس عقائدية من خضوع وتسليم وانقياد لله فالافعال القلبية للصلاة عقائدية ايضا افعال اللسان اقوال الصلاة كلها عقائدية انت أتني ببصمة من بصمات الصلاة ليست عقائدية كلا هي تجسيد للعقائد وتجسيد للاعتقاد بالعبودية لله ان المخلوق العبد وهو عبد الله تجسد بالسجود فرمزية السجود او الركوع او حتى القنوت يعني هو واقف وقفة العبيد امام الله واستقباله والتوجه الى الله فالصلاة من بدئها الى نهايتها كلها عقيدة اذا كان القرآن ينص في ايات عديدة جدا على ان التقرب هو الى الله والى الرسول فالرسول هنا التقرب اليه ليس كالشريك وليس كاله وليس كمعبود وانما شفيع ووسيلة فالوسيلة للتقرب الى الله بان تتقرب الى النبي وكلما تقربت الى النبي تقربت الى الله اكثر فيتوجه بهم الى الله .
هناك فتوى افتى بها كل الفقهاء انه من مستحبات الشروع في الصلاة ان تتوجه الى الله بالنبي واله وافتى به كل علماء الامامية ودعاء التوجه له صياغات متعددة متفق عليه بل متسالم عليه وهذا غير النصوص القرآنية التي ذكرناها وهي كثيرة منها اية ولو انهم اذ ظلموا انفسهم واية تهوي اليهم واية خذ من اموالهم صدقة وفي سورة التوبة ومن الاعراب من يؤمن بالله قربات وصلوات الرسول ايضا الاية اربعين في سورة الاعراف ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها له تقرير ذكرناه في السنين السابقة مرات وموجود في الامامة الالهية الجزء الرابع والخامس فالمقصود منظومة من الايات العديدة دالة على ان العبادة في الصلاة غايتها التقرب الى الله والى الرسول والى اهل الرسول ولكن كوسيلة وشفعاء .
ذكرت لكم ان الالوسي في اربع صفحات عنده بيان بلغة عقلية برهانية فطرية شهودية لهذا المطلب وانصافا هو بيان بديع جدا وفيه نكات برهانية جدا جيدة وهو على النقيض مئة وثمانين درجة تماما مع الوهابية والسلفية مع انه يقال ان الذي طبع كتاب الالوسي حرفيا هو حفيده والاخير كانت لديه ميول ونزعات وهابية لكن هو الالوسي عنده تصوف نظري ويقال ان حفيده هذا حذف من تفسيره الكثير من الامور المرتبطة بعلم اهل البيت وليت النسخة الاصلية تتبعها احد الجهاد كالعتبات فتصور النسخة الاصلية الحجرية او غيرها الموجودة في مكتبة اسطنبول قبل ان يحرقوها ويحذفوها احد الاخوة المطلعين سافر الى هناك فنقل ان هذا المطبوع من كتاب روح المعاني الالوسي حذفت منه اشياء كثيرة مرتبطة باهل البيت وتعظيمهم ومقاماتهم من قبل حفيده .
فهذه الاية الكريمة ايضا فيها دلالات ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فالمقصود في منظومة الفتاوى المتفق عليها عند علماء الامامية ان الغاية في الصلاة هي القرب لله يعني الصلاة انما تروضنا كيف نتقرب من النبي ومن علي لماذا الصلاة تطهرنا وتنهانا عن الفحشاء والمنكر? نحن نطهر اذا استجبنا للصلاة ونتأهل ان نقترب من المطهرين ثم يعرج بنا في السفينة الى الله فلاحظ الصلاة روحها الولاية ونية التقرب فيها قائمة بالولاية والتقرب بالحب والحب لله وللرسول وكما يقول الشيخ جعفر كاشف الغطاء النية هي روح الصلاة لا انها شرط في الصلاة فهي الفصل المقوم للصلاة فلب لباب الصلاة هي الولاية .
دعني اذكر هذا المطلب وشرحناه في شرح العروة في نية الوضوء او نية الصلاة بلغة فقهية بحتة وبرهانه سهل حيث باجماع وضرورة المسلمين ان الركعة الثالثة والرابعة في الصلوات الرباعية الظهرين والعشاءين هي من سنة النبي وليست فريضة ومن ينويها فريضة من الله وان الله شرعه دون تشفيع الرسول فقد ابدع في الدين وهذا بضرورة المسلمين حتى عند البخاري ومسلم وبقية الصحاح العشرة او الستة كما ان الركعة الثالثة في المغرب سنة نبوية وليست فريضة الهية باجماع المسلمين فحينئذ عندما تصلي الظهر تقول اصلي صلاة الظهر امتثالا لامر الله وامر الرسول لانه ان قلت هذه الصلاة برمتها من امر الله كفريضة ابدعت في الدين وانما جاءنا امتثال اطيعوا الله واطيعوا الرسول في الصلاة فصلاتي لا تتحقق الا بانقيادي وخضوعي لله وللرسول فطوعي وخضوعي وانقيادي لله وللرسول كخطاب الله للملائكة اسجدوا لادم يعني انقادوا له لكن لا تعبدوه .
ايضا الله خاطبنا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر وهم قربى النبي يعني انقادوا لهم مطلق الانقياد في طول الانقياد للله فالخضوع والتضرع والانقياد للرسول لابد منه في اي طاعة وهذا ليس فقط في الصلاة اذهب الى الصوم والحج والزكاة وكل العبادات هكذا فقد تضمنت كل عبادة الخضوع والطوعانية والانقياد لسيد الرسل حيث فيها سنة نبوية وهنا لا يقف الامر كذلك في الصلاة فكما هناك فرائض من الله وسنن من النبي وسنن من امير المؤمنين وسنن من فاطمة ومن الحسن والحسين ومن ائمة اهل البيت بينت في الروايات سواء في الصلاة في الحج في الزكاة لان هذه منظومة كاملة فعندما اقول اصلي صلاة الظهر امتثالا لامر الله وامر الرسول ووقفت فهذا كذب هناك اوامر لاهل البيت ان انقاد لهم هو الله امرني اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم سواء في العبادات او في كل شيء يجب ان اسلم وانقاد لهم .
اذن الطوعانية والانصياع للقربى هي لب لباب الصلاة وهي قمة عبادات في الصلاة وفي غيرها من العبادات ثمرتها وغايتها التقرب الى الله والى الرسول والى ال الرسول وهم الباب الى التقرب الى الله فاصلا هذه هدفها فالصلاة الولاية بمنطق الفقه ومنطق القرآن ومنطق الفتاوى وبمنطق المستحبات السيد المرتضى في ضمن البيان للشهادة الثالثة بتشهد الصلاة يقول نفس تشريع الصلاة على النبي والآل في الصلاة تثبت مطلوبيته سواء بالوجوب كما عليه الامامية واكثر العامة او من باب الاستحباب كما عن البعض القليل من العامة فمطلوبية الصلاة على النبي والال في تشهد الصلاة هذه المطلوبية بضرورة عند المسلمين مشرعة وواجبة .
فيقول السيد لما يكون تشريعها ضروري يعني امر اعتقادي اخذ في الصلاة وهو الاعتقاد بالال فالصلاة محبة وتولي لله فاظهار محبتك للرسول واجب بالضرورة في التشهد عند اكثر المسلمين وعند بعضهم مستحب لكن بالتالي هي ضرورة اظهارها في كبد الصلاة وهو التشهد ان تظهر محبتك وودادك للنبي ولآل النبي فمعناه ان الولاية تتلألأ في كبد الصلاة لله وللرسول ولال الرسول فاين افترقت الولاية عن الصلاة? فالروح النابض للصلاة هي الولاية وقد ذكر هذا الامر السيد المرتضى في رسائله بصفحة كاملة يستدل على هذا المطلب وهذا هو الوجه الثاني عنده لوجوب الشهادة الثالثة وهو ينسب هذا الوجوب لكل المسلمين وليس فقط للامامية والاجماع التقديري شغال عند السيد المرتضى يعني هو يرى انه اذا هناك تسالم او ضرورة على شيء فلوازم ذلك الشيء ينسبها للمجمعين وللقائلين بالضرورة فهو ينسب هذا لكل المسلمين وليس فقط للامامية فاذن لب الصلاة هي الولاية فلاحظ ما الربط بين الصلاة على النبي والال والصلاة ? ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فما الربط بين الصلاة على النبي وبين الصلاة الواجبة هل هما شيء واحد او شيئان? في اية ان الله وملائكته يقول امير المؤمنين ان هذا اصطفاء اعظم من اصطفاء جعل خليفة في الارض يعني هذا اصطفاء وامامة وقيادة وولاية اكبر واعظم ان الله وملائكته يصلون يعني الولاية العظمى للرسول ومن بعده لال الرسول فهي الولاية العظمى وهذا بيان عقلي وفي ذيل الاية وسلموا تسليما وليس سلموا سلاما يعني ولاية فهذه الاية الصلاة على النبي ومحبة النبي وتولي ولاية النبي يوم القيامة قد ذكره الوحي فالصلاة لبها الولاية لله وللرسول اذا حقيقة الصلاة واحدة .
لاحظ قوله تعالى واربط بين العناوين التي يذكرها القرآن فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وليس يصدقونك بانك نبي وانما يصدقون بان لك ولاية وكذلك يسلموا تسليما هنا ايضا ولاية فمعنى اية ان الله وملائكته يصلون الى وسلموا تسليما هو هذا ، فلاحظ عناوين متعددة مرتبطة مع بعضها البعض موحدة تدل على ان اصل الصلاة بمعنى الولاية فالصلاة هي صلة وانعطاف وميل ومودة ومحبة لله وللرسول ولاهل بيت الرسول .
ومن الفتاوى المتفق عليها عند كل المذاهب الاسلامية غير الامامية انه يستحب بدء التشهد الاول والوسط في التشهد الثاني حتى قبل ان تذكر الله تقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته وحتى الوهابية في التشهد الوسطى وسط الصلاة يقولون وانه يستحق ان تبدأ بسم الله وبالله ان تقول السلام عليك ايها النبي وهذا ورد في كتبهم المذاهب الاربعة والثمانية وفي الصحاح ووردت عندنا روايات عن اهل البيت ان هذا ليس مبطلا وانما المبطل لما يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ففي رواية اهل البيت حصرت قالت عبدالله بن مسعود ابطل صلاة الناس بلفظ السلام علينا لان هذا كلام تخاطب الناس بينما لم يقل الائمة في الروايات ولم يقل علماء الامامية ان كلمة السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته هذا امر باطل ابدعه عبدالله بن مسعود انا اتي بفتاوى العامة من جهة انها منبهة على هذا المطلب وحتى رواياتنا تدل على ان الصلاة محضر التوجه الى الله بالنبي والال فالصلاة محضر وعروج بالنبي والال التوجه بكم الى الله وانا كان الغرض اصل الى مطلب اخر ولكن ازف الوقت .