« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/06/15

بسم الله الرحمن الرحيم



العقائد

تأريخ الدرس : السبت 15 جمادى الآخره 1447

عنوان الدرس : قراءة تبيانية لأصول الدين

 

في معرض الصفات الفعلية للباري تعالى او عموم الصفات مر بنا امران مهمان وعدة محطات مهمة جدا لكن هناك محطتان مهمتان في هذا البحث احداهما ان الولاية ليس كما اشتهر لدى العلماء في العلوم المختلفة انها في قبال التوحيد بل الامامة اصل اخر في قبال التوحيد ان يقال التوحيد النبوة الامامة اما الولاية في الحقيقة هي في قبال المعرفة والمعرفة والولاية كلاهما ركنان يتقوم بها وظيفة الاعتقاد وهذا مبحث يجب التركيز عليه وله اثار في مفاد الادلة الشيء الكثير فالمعرفة اما تتعلق بالذات الالهية او بالنبوة او بالامامة فالمعرفة وظيفة اعتقادية تتعلق بهذه الاصول الثلاثة كذلك الولاية وظيفة اعتقادية تتعلق بهذه الاصول الثلاثة وهذا صريح الادلة القرآنية العديدة انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون وايضا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فالشيء العظيم في اية الكرسي انها تبين ان الولاية والتبري من ائمة الجور دخيلة في اصل التوحيد ودخيلة في ولاية الله ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى .

ففي بيانات اهل البيت ان اية الكرسي تفسر الشهادة الاولى والتهليل وتفسرها بانه ليس فقط معرفة بل ولاية ايضا كذلك مصدقا تصديق او معرفة يعني لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون المعرفة بالانبياء وبالرسل والولاية ايضا لازمة فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك انت يا رسول الله فيما شجر بينهم فالتحكيم له ولا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت فاذا عندك حرج يعني ولاية ما موجودة عندك وليس فقط معرفة ويسلموا تسليما ايضا هي الولاية .

فهنا الباري تعالى يقول النبوة وهي الاصل الثاني من دون ولاية الرسول ليس باسلام وليس ايمان وبالتالي ليس دينا واقعيا ومن ثم من لا يسلم تسليما في نفسه كالمنافقين حيث لا يسلمون لرسول الله فهذا مسلم صوري لم يدخل الايمان والدين والمعرفة في قلبه وادلة كثيرة موجودة عليه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم يعني هذا هو التسليم من ثم لاحظوا الاية في سورة الاحزاب ان الله وملائكته يصلون على النبي الى اخر الاية هذه الاية كما يقول امير المؤمنين هي في الاصطفاء ودرجة الاصطفاء فيها اعظم بل ما يقاس بالاصطفاء في اية اني جاعل في الارض خليفة او اني جاعلك للناس اماما فيقول امير المؤمنين في هذه الاية ان الله وملائكته يصلون ان ملكوت واصطفاء وصلاحية وامامة النبي هي في الملكوت الاعلى وعند الله بينما اني جاعل في الارض خليفة وان كانت خلافته تشمل الملائكة لكن ليست في رتبة الملكوت الاعلى .

هذا مبحث لم يخض فيه المتكلمون حيث كثير من المباحث والحجج الاعتقادية التي استدل بها ائمة اهل البيت كما في القرآن وفي الاحاديث المتواترة لم يستقصها العلماء بحثا وتوضيحا وان كنا نشكر سعيهم وهذا بحاجة الى تدوين من قبل الاخوة يعني مدونة قائمة مقترحات هذه ليست اطروحات الدكتوراة وماجستير وانما هذه اثقل منهما هذه يعني تحقيق مقام يعني مبادرة ولو خجولة نافعة في هذا المجال فكثير من احتجاجات النبي او القرآن هكذا احتجاج يعني فعل هذه المعرفة القلبية فما الفرق بين الامور العقائدية والاحتجاجات? ان الاحتجاجات اخص من الامور العقائدية الدينية فقد هناك امر اعتقادي يتعرض له القرآن او النبي من دون ان يسوقه ويبينه في مقام الاحتجاج فالاحتجاج اضيق دائرة اما الاوسع دائرة ودرجة فحدث ولا حرج فلا احد يتوهم ان كل ما في القرآن من عقائد ضرورية فضلا عن غير الضرورية ادرجت في علم الكلام هذا توهم خاطئ جدا فهم لم يتعرضوا لها لا انهم ينفوها فهذه قائمة بالديون التي هي ملقاة علينا كلنا .

دائرة اخرى من العقائد هي خصوص دائرة الاحتجاجات التي احتج بها القرآن والنبي والائمة جملة منها مجمدة ولم تبلور ولم تفتق ومع ذلك يحتج بها الائمة الى ما شاء الله مثلا امير المؤمنين يوم الشورى احتج بسبع حجج على انه امام الخمسة في الشورى ولم ينكروا عليه ذلك وكل حجة هي مستقلة في قبال الاخرى فمن ضمن احتجاجاته على امامته وهي غير امامة ابراهيم وغير امامة الحسنين وغير امامة الاحد عشر هو انه سيد الاوصياء احتج على امامته بمقام حمزة عمه انه اسد الله واسد رسوله مكتوب على العرش فهذه اي حجة? وما هو وربطها ؟ فهل حمزة اذا كان انسانا عاديا او مجاهدا مثل بقية المجاهدين وشهيدا كبقية الشهداء كيف يصير حجة لامير المؤمنين وهو من الدائرة الاصطفائية الثانية ؟ لا يمكن ان تفسره وحتى في الدائرة الاصطفائية الثانية من النمط العام كيف يدل على الامامة العليا لامير المؤمنين? ايضا احتج امير المؤمنين بان جعفر اخي حجة مستقلة في الجنان كيف يصير حجة? وما ربطه بامير المؤمنين? لانهم يلتفتون ان حمزة تابع في كل حياته لعلي بن ابي طالب وكذلك جعفر تابع لاخيه فاذا كان المنقاد هذا شأنه فكيف بمنقاد له?

اذا كانت عظمة ام البنين لانها تعظم الزهراء فالزهراء ما هي ؟ عظمة ابو الفضل العباس انه تابع وذائب في الحسين فكيف بالحسين نفسه? من اين اكتسبت ام البنين العظمة ؟ انه لذوبانها لفاطمة اذن ما هي فاطمة? مع انها امتحنت ام البنين في اعظم شيء امتحن به النساء وهي قضية الضرة فهي في اعظم شيء خاضعة وتابعة ومنقادة لفاطمة اذن ما هي عظمة فاطمة? كما ورد ان الله كافأ امير المؤمنين بان يكون قسيم الجنة والنار لانه اخذ بخاطر النبي وخاطر فاطمة اذن خاطر النبي وخاطر فاطمة شيء عظيم عند الله الخاطر يعني الرضا فكافأه الله بانه قسيم الجنة والنار فاي مقام لفاطمة واي مقام للنبي? فاعطي امير المؤمنين انه قسيم الجنة والنار لانه راعى رضا فاطمة فيما هو حلال له وترك هذا الحلال ليأخذ برضى فاطمة وبرضى رسول الله .

فلاحظ ماهي عظمة رضا رسول الله ورضا فاطمة? فليس هناك كدور حتى خفيف في نفس النبي او فاطمة فاذا كان حمزة التابع لامير المؤمنين وكذلك جعفر فاذن المتبوع من هو? لاحظ احتج النبي ليس فقط على النبوة بل على انه سيد الانبياء بالتواتر وليس بالخبر الواحد احتج بمقام حمزة كيف ان حمزة التابع لسيد الانبياء يثبت ان النبي الخاتم هو سيد الانبياء ؟ فكيف انسان عادي كحمزة يثبت ويبرهن على سؤدد سيد الانبياء ؟ هذا لم يخض فيه المتكلمون نعم ربما المحدثون خاضوا فيه بعض الشيء فلاحظ هناك جواهر بكر مهجورة ، فالوحي بحر زخار لا نفاد له وعلينا استخراج اللآلي والكنوز الوحيانية ولا تخلص .

الامام الحسن والحسين وزين العابدين احتجوا على امامتهم بمقام حمزة ومقام جعفر الطيار الامام الباقر في كتاب اصول الكافي يقول كفى حجة بالغة لنا ان عمنا حمزة يعني لاحظ الاربعة عشر معصوم وحتى فاطمة استغاثت بحمزة وجعفر يعني لاحظ هذه السلسلة الاربعة عشر معصوم الدائرة الاولى احتجوا على علو اصطفائهم بمقام حمزة ومقام جعفر طبعا هو متواتر بين المسلمين وليس خبرا واحدا ظنيا طبعا هذا كله لمن لا يكون علمانيا .

فهناك جملة من الاحتجاجات في العقائد الى الان هي بكر يجب التبلور فقد يكون الدليل متواتر قطعي وان لم يبلور فالبلورة قد تكون ظنية لكن اصل الدليل قطعي وليس ظنيا فيجب ان لا نخلط بين العلماء وتفسيرهم وبين اصل الدليل وهو في نفسه قطعي اذن نلاحظ ان في الايات الكريمة التقابل بين الولاية والمعرفة وليس التقابل بين الولاية والتوحيد التقابل بمعنى التعدد نعم التوحيد النبوة والامامة هذا تعدد فيها انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا اما الولاية فلا .

فاذن البحث في الولاية بحث مهم وهذه محور سبق ان اشرنا اليه بايات عديدة ومنظومة من الايات والروايات في ذلك النقطة الاخرى التي مرت بنا الخصها لاهميتها ولكونها باكورة ولكن دليلها قطعي وتبلور اوعدم بلورة الاعلام ليس معناه انكارها ولا يتوهمن ذلك متوهم .

النقطة الاخرى المعاد وان ذكر العلامة الطبطبائي ان النبا العظيم هو يوم القيامة لكن نقول عظمة القيامة ليست بسمائها وارضها وجدرانها عظمة القيامة بالحاكم فيها فعظمة المعاد ليست بجدران الجنة وابواب الجنة والميزان وان كانت هذه كلها امور عظيمة ومهمة وانما عظمتها بعظمة الحاكم ليوم الحساب لذلك يعبر عن الاخرة بلقاء الله يرجون لقاءنا ظنوا انه ملاقوا ربهم .

فالعمدة في القيامة وفي الموت لقاء الله ولقاء رسوله ولقاء قربى الرسول واوصياء الرسول العظمة في هذا المطلب عندما تقول المتواترات من الروايات ان القبر او الموت فيه لقاء النبي ولقاء الوصي ان كنت وليا لهما فتراهما في احسن حال وان كنت عدوا او خصيما تراهما فيما يسوغ فالموت لقاء الله ولقاء الرسول ولقاء الوصي كذلك الرجعة ليست هي ارض الدنيا وانما قصة حاكمية الله وحاكمية الرسول وحاكمية اوصياء الرسول نعم للمعاد توابع الصراط والميزان وجنة ونار لكن العمدة في العظمة ليس في الجنة والنار وانما في تقسيم الجنة والنار فاطمة لها شيعة فما هي دور فاطمة حيث لها شيعة ولها اعداء لانها ولية وامرة تلتقط شيعتها بل حتى محبيها بل محبي محبيها لاحظ كيف ولايتها وامامتها وهيمنتها ودورها?

اذا الاخرة والجنة لقاء الله ولقاء الرسول ولقاء ال بيت فاذن المعاد وان فسره كثيرون بذلك لكن هذا من باب اخذ التبع وترك الاصل واخذ التابع وترك المتبوع واخذ الهامش وترك الاصل شبيه بعبادة العبيد هي منجية وعبادة التجار منجية ولكنها ليست عبادة احرار فان عبادة الاولياء لقاء الله اذن لاحظ المعاد حقيقته الاصلية هو لقاء الله ولقاء الرسول ولقاء اوصياء الرسول وليس توابع لاحظ اذا مات الميت قامت قيامته يعني لقاء الله لقاء الرسول وولقاء اوصيائه فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ان زعمتم انكم اولياء لله واولياء للرسول واولياء لوصي الرسول من باب الولاية فتمنوا الموت هذه نقطة جدا مهمة في تفسير المعاني لم يبلورها الاعلام لكنها ادلة قطعية ضرورية .

فالمعاد هو من ضمن الاصول الثلاثة التي تتكرر بالدقة فالمعاد ليس رابعا مباينا للثلاثة وانما هو اخرة الثلاثة فمبدأ الثلاثة الله ورسوله الشفيع ثم امير المؤمنين ثم المعاد فسميت بالمعاد المبدأ الثلاثي والميعاد الثلاثي نقطة ثالثة متولدة من هذين الركنين المهمين ويجب تدوين العقائد ان يكون على ضوء هذه الادلة القطعية ولا نقصر على ما صاغه ودونه المشهور ، فالصياغة هذه حقيقة متطابقة مع قطعيات البيانات في الايات والروايات وهذا يستلزم منه ان حتى معرفة الامام شأن من معرفة النبي ما امن بي من كفر بك يا علي وهو حديث متواتر او مستفيض بين الفريقين هذه النكتة باعتبار اصل النبوة التي ليس فيها وصايا وامتداد ليست نبوة فنبوة عيسى التي لا تدعو الى نبوة احمد ليست نبوة عيسى وكما يقول الامام الرضا اني كافر بكل عيسى لا يدعو الى محمد لان دور نبوة عيسى انه ممهد وخادم بسيط الى نبوة سيد الانبياء فهو يمهد كمقدمة وطريق وليس له موضوعية بنفسه فاذا انت انكرت هذه المقدمية افرغت نبوة عيسى من حقيقتها .

لذلك الامام الرضا عندما يقول للقساوسة اني كافر بكل عيسى لا يدعو الى محمد هذه حقيقة لانه ماهية النبي عيسى انه يؤدي وطريق وجسر والا هو ليس عيسى فحينئذ نجد ان معرفة الامام شأنه من معارف النبي ومعرفة النبوة والامامة من شؤون معرفة الله لذلك الله يقول لم يقدروا الله حق قدره يعني لما انكروا الانبياء فانت في الحقيقة لم تتطاول على الانبياء وانما تتطاول على صلاحية الله فمعرفة الاصول الثلاثة مترابطة مندكة تؤدي الى بعضها البعض المعرفة .

الولاية كذلك ولاية الاصول الثلاثة ايضا تؤدي بعضهما البعض ولاية الامام لولاية الرسول وولاية الرسول لولاية الله اصل الولاية ولاية الله فولاية امير المؤمنين بما هي مؤدية لولاية الرسول وولاية الرسول بما هي مؤدية لولاية الله فاذا زعزعت الولاية زعزعت اصل التوحيد بالله فكيف لا تكون الولاية اعظم من الصلاة? ومن ثم ورد لدى الفريقين وليس فقط في احاديثنا ان الصلاة ليس لها قابلية الخلاص الاعلى كالولاية ولو اتيت بها بمنتهى الاخلاص فهي لا تسمو الى قمة الاخلاص فقمة الاخلاص ليس بالصلاة ولا بالجهاد ولا بسفك الدماء ولا بالزكاة ولا باي عمل صالح وانما الذي يوصلك الى قمة القرب هي الولاية فالولاية هي ولاية واحدة بدرجات وبتجليات ، المعرفة كذلك هذه امور ثلاثة مهمة وبقية محاور نتعرض لها ان شاء الله .

 

logo