47/06/11
العقائد
تأريخ الدرس : الثلاثاء 11 جمادى الآخره 1447
عنوان الدرس : تقوم المعرفة الإلهية بالمعرفة النبوية
في الجلستين السابقين او اكثر مر بنا ان الولاية ليست في قبال التوحيد وهذا التصنيف من مشهور علماء الامامية رضوان الله عليهم غفلة فالموجود في الادلة وبيانات الايات والروايات عن المعصومين ان الولاية ركن الاعتقاد كوظيفة اعتقادية في التوحيد وفي النبوة وفي الامامة وليست الولاية في قبال التوحيد فالاصل هي ولاية الله ثم ولاية الرسول وهذا خطاب الله لسيد الانبياء فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فاللطيف انهم لا يؤمنون بالله او بالرسول كما ان في سورة المنافقين يركز الله على الشهادة الثانية لا على الشهادة الاولى مما يعني ان الشهادة الثانية لابد منها فكيف اخذت الشهادة الثانية في التوحيد? هذا البحث اذا فهم يفتح لنا الطريق لفهم ان الشهادة الثالثة مأخوذة في التوحيد معرفة وولاية فمعرفة النبي هي كمال او سداد ومقومة لمعرفة الله وبدون وجود المعرفة بالنبي لا تستتم ولا تكتمل المعرفة بالله نعم النبي مخلوق مربوب الا ان معرفة النبي وولاية النبي يستتم بها معرفة الله ويكتمل بها معرفة الله .
سورة المنافقين يا لها من سورة عظيمة رائعة تركز على الشهادة الثانية لا الشهادة الاولى ويوجد استحباب شديد جدا قراءتها ظهر الجمعة هي وسورة الجمعة بل هناك من علماء الامامية من اوجب قراءتها ظهر الجمعة سواء صليت صلاة الجمعة او صليت الظهر? نعم المشهور اكدوا استحبابها الشديد بل يستحب قراءة سورة الجمعة في مغرب ليلة الجمعة وعشاء ليلة الجمعة وصبح الجمعة وعصر الجمعة وعصر الجمعة استحبابه اشد من صبح الجمعة والمغربين في ليلة الجمعة وظهر الجمعة اشدها استحبابا جدا بحيث حتى سورة التوحيد لو قرأتها يمكنك ان تعدل عنها ما لم تصل الى النصف اعدل عنها وارجع الى سورة الجمعة او سورة المنافقين مع ان في الاوقات الاخرى سورة التوحيد لا يعدل عنها اذا بدأ به الانسان الا في ظهر الجمعة فلماذا هذا التركيز على سورة الجمعة والمنافقين? لان فيها ملفات خطيرة عن الصحابة كاشفة عن احوالهم .
وهناك تعبير بعض التحقيقات في التفسير ويستاهل ان يكتب فيه رسالة او كتاب وهي من الاطروحات المقترحة يعني هناك اطروحات مكانها شاغر خالي وضرورية للمسيرة العلمية والاقتراح كالتالي وبحثنا ولائي يعني حتى علوم القرآن نقرأه فيما يصب في الاعتقادات وهذه نكتة مهمة فتارة البحث في علوم القرآن يبحث هذه العلوم بما هي هي وهذا منهج جيد لا بأس ولكن شاهدنا عمالقة نجفيين عندهم باع في علم التفسير ينظرون الى علوم التفسير ويوظفونه كقراءة عقائدية ولائية ويا لها من طعم العسل فاذا تقرأ علوم التفسير بما هي هي كانما حسبنا كتاب الله تارة اقرأ علوم التفسير برؤية ومنظار بيانات اهل البيت سيكون توظيف علوم التفسير وقواعد التفسير في العقائد وهذا شيء جدا مهم يعني يخاطب به حتى مراكز علم التفسير في الحوزات العلمية انه لا يكون بحث التفسير بعيدا عن اهل البيت هذا اكبر خطأ وايضا نخاطب به الاكاديميين والكليات الاكاديمية بعلوم التفسير ان لا تكن بمنأى عن بيانات اهل البيت والا سيكون من قبيل منهج حسبنا كتاب الله .
هذا برهان ذكره احد المفسرين الشامخين من تلاميذ السيد محمود الشهرودي الكبير ومن تلاميذ الشيخ حسين الحلي وهو ايضا من تلاميذ السيد الخوئي والسيد محسن الحكيم وهو عديلنا والفاصل بيني وبينه ثلاثين سنة وهو توفي واسمه الشيخ محمد حس الحججي فوجدته قطعة من التقوى وصاحب منهج التفسير وهذا من النوادر الذي وجدت ان نفسه ميتة وانانيته ما موجودة لا تشم منه ذرة من الانانية بدون تكلف وبدون تصنع وهو بحر من العلم وهذا احد من تتلمذت في علم التفسير عليه وانا اذكره من باب اداء الجزاء للشيخ محمد حسين الحججي والعتبة العباسية طبعت تفسيره الجزء الاول والثاني لكن لم ينشروه حتى انا خاطبت العتبة قلت لماذا لا تنشروه? مطبوع منكم منذ 5 سنة لكن لم ينشروه? فهو في هذين الجزئين يشرح معية منهج الثقلين في التفسير اجتهاديا وليس روائيا فهو كمنهج المجتهدين وليس منهج رواة وهو احد من تتلمذت عليه في التفسير وعنده كتب مطبوعة دورة اصولية للسيد محمود الشاهرودي الكبير مطبوع خمس مجلدات وهو فحل من الفحول .
فعلوم القرآن اذا قرأت بمعية الثقلين ومن وجهة نظر ائمة اهل البيت تكون نافعة فعلوم القرآن كثيرة من يقرأها من لسان قتادة والسدي هذا بحث اخر نعم اقرأها لا بأس لكن قارن ما بينها وبين منظار اهل البيت فأسباب النزول من علوم القرآن اقرأه لكن لا اقل قارن بين اهل البيت وبينهم لا اقل اعتبروا اهل البيت علماء اذا ما تعتبرهم معصومين اعتبروهم علماء يعني لما تقول له رواية عن اهل البيت يشكك ويمنع اما اذا تقول له قال قتادة قال السدي لا يسألك عن الطريق بينك وبين السدي ويقول لك انظر الى ما قيل فنحن نقول له لا اقل رواية اهل البيت انظر الى ما قيل والمتن الذي فيه وتعامل مع تراث اهل البيت كما تتعامل مع تراث المجتهدين والفلاسفة والمتكلمين فلا تنظر الى من قال وانما انظر الى ما قيل فلا اقل تراث الحديث لاهل البيت تعامل معه هكذا فهم ليسوا اقل من تراث العلماء والمجتهدين فهل انت تعرض عن كل تراث اهل البيت? ومختوم عليه بالشمع الاحمر? ولكن تراث علماء الامم الفريقين تقدسه وتعظمه ؟ فانت تعامل مع التراث المنسوب احتمالا لاهل البيت هكذا فانت انظر الى ما قيل لا تنظر الى من قال وهذا درجات التعامل مع التراث الحديثي لاهل البيت فلماذا هذه الحرب الشعواء? يعني حتى هذه الدرجة ممنوعة ؟ فعنده السدي ومجاهد حلال نور منور ، هم يقولون هنا يهوديات ولكن عند قتادة ليس يهوديات اعوذ بالله من هذه النظرة ومن عدم الانصاف وهذا الاجحاف باهل البيت فعلوم ومقدمات التفسير وعلوم القرآن يمكن النظر اليها من منظار اهل البيت بمعية الثقلين وتارة ننظر اليها بما هو هو حسبنا كتاب الله .
وهذا استفدناه من عمالقة النجف هناك استاذ اخر اذكره بالخير استفدت منه في علم التفسير من التلاميذ البارزين للسيد هادي الميلاني وانا هؤلاء لم احضر لهم درسا لكن جلساتي الكثيرة معهم ونحن في ذاك الزمان عندما كنا طلبة ولا زلنا نأخذ المطالب من الطرف الاخر بشغف بحيث نمص الفوائد بحيث يقولون كافي اتعبتونا يعني هكذا كانت الاجواء العلمية انذاك فشخص اخر استفدت من عنده في هذا المجال ايضا اسمه الشيخ محمد حسين الصدقي المازندراني وهذا كربلائي المولد وهو درس عند السيد هادي الميلاني ودرس في نجف وهذا منهج التفسير نفس الشيء متقارب تقريبا فهناك ثلة التقينا به من الكبار المجتهدين كان عندهم معية الثقلين في علوم القرآن مكثف جدا ومهم جدا وهذي جدا منهجية مهمة وهؤلاء صيارفة الاجتهاد .
هذا الشيخ محمد حسين الصدقي المازندراني صيرفي في العلم ومتضلع فيه يعني يجتهد باجتهاد الكبار وهذا من باب ذكر الجميل يعني اقل شيء مما استفدنا منه رحمة الله عليهم فاذن علوم القرآن تارة تقرأها بمعية الثقنين وتارة تقرأها حسبنا كتاب الله وحسبنا كتاب الله حتى بمعزل عن سيد الانبياء وهذا اعوذ بالله منه مع ان القرآن يقول وان علينا بيان او لتبين للناس ما نزل اليهم فاذا انت تطلع على الرأي الاخر لا بأس ولكن من دون ان تحبس وتعتكف عليهم دون اهل البيت فهذه كارثة علمية عظيمة .
فلاحظوا الفتاوى الفقهية في علوم القرآن هذا التوظيف لعلوم القرآن للعقائد النقطة الاخرى في علوم القرآن تارة ابحث بما هي هي وتارة اوظفها يعني اقرأها بقراءة عقائدية لا ان اتصنع وانما استشهد بعلوم القرآن بما يثبت امامة علي ابن ابي طالب وباعتراف كل الصحابة والتابعين ان عليا هو الجبل الاشم في علوم القرآن هم يعترفون ان الكل في علوم القرآن يحتاجون لعلي وعلي غني عن الكل هذه براهين عجيبة عظيمة منسية في الامامة بل لقرون منسية والحال هي براهين عظيمة في امامة امير المؤمنين وحتى في المهدي موجود في علوم القرآن وهذا شيء مهم نلتفت الى كيفية توظيف علوم القرآن للمباحث العقائدية لا ان نتكلف او نتصنع او نلوي اعناق الادلة كلا وانما هي الادلة تسوق الى هذا الجانب .
للاسف كثير ممن يخوض في علوم القرآن وكأنه لا يعنيه الثمرات العقائدية الخطيرة في علوم القرآن ولا يكترث بها وهذا خطأ كبير جدا وفي النهاية توصية اكيدة انه في مجالس تلاوة القرآن والمسابقات الدولية في قراءة تلاوة القرآن لا تجعل القرآن بمنأى عن تعليم وبيانات ال البيت لا اقل في هذا المجلس يذكر فوائد من اهل البيت بصيرية في هذه الايات لكي لا يكون محل عتاب الامام الصادق اقاموا حروفه وضيعوا حدوده ، و احد المذمات التي يذكرها سيد الانبياء عن اخر الزمان انهم يذهبون بالجانب الصوتي في القرآن ويتركون الجانب المعنوي نعم الصوت مهم ولكن اذا بمنأى عن معاني وحقائق القرآن هذا خواء للقرآن وصار النهج اموي سقيفي واخفاق لوهج للقرآن فحقائق القرآن تكون مهجورة ومعانيه تصير مهجورة فهذا يكون كالقرص المهدئ ولا يعالج نعم القرآن يؤكد على تلاوته ولكن يؤكد افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر? دائما يقول على قلوب اكنة فالحقائق في القرآن العظيمة كيف متروكة? وقال الرسول رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا فهل هذا القرآن اصوات او معانيه ام نور? فنوره اعظم من معانيه .
البعض يحتفي بالروايات وهذا شيء ممتاز ولكن لا يحتفي ولا يحتفل بمعاني الروايات فما الفائدة? نعم تلاوة القرآن وتلاوة الروايات فيها فائدة لكن دراية الروايات عظيمة وفي بيانات دراية الروايات وفهم المضمون وليس فقط لقلقة لسان ، في الجلسة اللاحقة اذكر لكم الرواية متواترة عند الفريقين على ان الولاية اهم من الصلاة وهي متواترة عندنا وعندهم فلا تساوى بالولاية الصلاة وهي متواترة عند الفريقين وهذا تنبهنا لها بالتدبر وليس بلقلقة لسان حتى ان صاحب الوسائل في باب ان الولاية اعظم من الصلاة نسي هذا الطائفة المتواترة فالاحتفاء والاحتفال والاكتراث بالروايات مهم اما فقط تلاوة الفاظ الروايات كلا ، فيجب التدبر في معانيها هناك حديث موجود في معاني الاخبار للصدوق حديث تدريه خير من الف حديث ترويه وبدراية الروايات تعرف اقدار الرجال والا قد الانسان يسرد الرواية وهو ينكر معاني الرواية جاحد لمعانيها ولحقائق نور الولاية فما الفائدة في ذلك?