47/06/09
العقائد
تأريخ الدرس : الاحد 9 جمادى الثانية ١٤٤٧ ه
عنوان الدرس : الولاية و المعرفة ركنان في الوظيفة الاعتقادية
ونحن في بحث صفات الفعل والصفات عموما هناك عدة شؤون ومقامات يجدها الباحث وينبه عليها اهل البيت ، ومن دون تعصب ومن دون عاطفة مع تجريد فكري هم ع ينبهون على محاور لم يصل الى افقها الفلاسفة ولا العرفاء ولا الصوفية وهو في هذا التراث الحديثي الواصل الينا المهجور المتروك للاسف وهذا التراث ينبه على ما في القرآن من اسرار عظيمة في المعارف فهناك محاور متعددة في الصفات الفعلية والصفات الذاتية وهي شؤون عظيمة والالتفات الى هذه المحاور ينبه عليها اهل البيت على الدوام في طوائف الروايات بما في القرآن الكريم وان كان هذا المحور في مدونة علماء الامامية لم يشر اليه ونحن على سفرة نتاجهم ونترعرع بمصادرهم ولكن بالتالي التحريات العلمية لا تقف عند حد فيرى ان الولاية ليست مقابل التوحيد كما مر بنا امس ولا مقابل النبوة وهذا معهود في كلمات الفقهاء او المفسرين او المتكلمين او الفلاسفة او عرفاء الامامية او الصوفية انفسهم ان الولاية مقابل التوحيد والحال ان في بيانات ال البيت تجد الولاية والمعرفة جناحان يبينان حقيقة الوظيفة الاعتقادية كفعل فمتعلق الوظيفة الاعتقادية من المعرفة والولاية اما هو التوحيد او النبوة او الامامة فالتقابل هو بين الامامة والتوحيد وليس التقابل بين الولاية والتوحيد فهذا تقابل غير صحيح .
كما هو نص القرآن الكريم انما وليكم الله ورسوله وليس انما وليكم امير المؤمنين علي ابن ابي طالب فقط لاحظ هذه الاية ليست في صدد فقه الفروع والفقه السياسي فقط هذه الاية اساسا في العقائد قبل ان تكون في الفروع مثل اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم هذه الاطاعة في العقائد قبل ان تكون في الفروع ومثل قوله تعالى ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا مفاد هذه الاية في العقيدة قبل ان تكون في الفروع فاية المودة حذاري ان ننساق الى تفسيرها على انها مختصرة حصريا على فقه الفروع وانما هي مبحث عقائدي قبل ان تكون مبحث فردي فقهي وكذلك اية التطهير قبل ان تكون مفاد فقهي ان تبجل وتحترم وتقدس اهل البيت مفادها عقدي لان الطرف الاخر يحاول ان ينزل هذه الشموخ في هذه الايات عن المفاد العقائدي الى المفاد الفقهي الفرعي نعم اية المباهلة واية المودة وايات كثيرة في مقامات اهل البيت ليست هي في صدد فقه الفروع والفقه الفردي وانما هي تبعا تشمل فقه الفروع ولكنها هي في الاساس في العقائد .
السيد المرتضى في كتابه النفيس الشافي العظيم جدا وكان يدرس سابقا في الحوزات العلمية وكتاب محل مباحثة لان كل بحثه في فقه المضمون وليس في فقه الصدور وليس عنعنت صدور الرواية كذلك كتاب له اسمه رسائل السيد المرتضى طبعه السيد المرعشي باربع مجلدات واكثرها فتاوى عقائدية وليست فتاوى فقهية فرعية لعل ربعها فتاوى فقهية ولكن اكثرها فتاوى عقائدية فهو عنده هذا المطلب المتين والعظيم والقويم يقول لو تنزلنا جدلا ان بعض الادلة القطعية واردة ومرتبطة بالفقه الفرعي في مقامات ال البيت مع ذلك هي عقائدية قال لو تنزلنا وقلنا ان اية المودة لا ترتبط بالعقيدة والعياذ بالله وانما مرتبطة بحكم فقهي وربما حتى تنطلي هذه الشبهة على بعض من هو في الوسط الداخلي وكذلك اية اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر انما وليكم الله هذه كلها فقه فروع .
السيد المرتضى يقول لو تنزلنا على ان هذه الايات في فقه الفروع مثل اقيموا الصلاة ومثل اتوا الزكاة يقول مع ذلك هذه عقائدية لماذا? لان وجوب المودة قطعي ضروري بضرورة القرآن فاذا صار ضروريا فانكاره كفر والانقياد اليه واجب اذن تكون اية المودة عقائدية فالصلاة اداؤها فروع اما وجوبها والاقرار بوجوبها هي من عقائد الدين وليست من الفروع وهذا الكتاب حافل بالمباحث العقائدية العميقة كذلك اية التطهير هب انك استرسلت مع الطرف الاخر وانطلت عليك الشبهة وخدعوك في معنى الاية لا بأس بالتالي وجوبها وجوب قطعي وضروري والاقرار بهذا الوجوب عقائدي وليس بحث فروع .
مر بنا كرارا انه ربما يصير غفلة على مستويات علمية كبيرة بين الفروع واركان الفروع فاركان الفروع ليست من الفروع ففرق بين ان تقول فروع وبين ان تقول اركان الفروع فالاركان هذا مصطلح اخر نعم هو يتصل بالفروع لا انه فروع فاركان الفروع من الاصول وليست من الفروع فلماذا سميت اركان الفروع? لانها ركن تعتمد عليه الفروع وهذا مصطلح وارد في الوحي وفي كلام علماء الامامية في العلوم المختلفة لدى الفريقين فلا تشتبه وتقول اركان الفروع هي فروع وان اركان الدين عشرة كلا هي اداؤها من الفروع وانما هي من الاصول فلا يشتبه علينا الامر فكما قال السيد المرتضى لو تنزلنا جدلا ان هذه الايات مفادها فروع ولكن حكمها ليس من الفروع اداء الصلاة من الفروع لكن وجوبها ليس من الفروع وصرح به الفقهاء باعلى اصواتهم في اول باب الصلاة ان وجوب الصلاة وظيفة اعتقادية وليست وظيفة فرعية فانت يجب ان تعتقد بوجوب الصلاة فانت لو تصلي طول حياتك بنية ان الصلاة ليست واجبة وانما هي رياضة ارشادية ستدخل النار او اذا تلتزم بالصيام من باب ان الله مرشد وليس هناك وجوب للصوم ومن باب ان هذه رياضة روحية ومناجاة مع الرب او ان الله ليس اوجب الحج فهذا يدخل النار لانه انكر ما هو ضروري فانكار وجوب الصلاة اشد من ترك الصلاة فترك الصلاة فروع اما اذا تنكر وجوب الصلاة فهو وجوب اعتقادي وهذا دليل على انه عقيدة وليس فروع فاركان الفروع ليست فروع وانما وظيفة اعتقادية .
لذلك السيد المرتضى اللوذعي الالمعي يقول تشريع الصلاة على النبي والاهل في تشهد الصلاة غالب المسلمين يقولون بالوجوب سواء وجوب وضعي او تكليفي وانما قلة قليلة من المسلمين من يقول باستحباب تشريع الصلاة على النبي والال في تشهد الصلاة السيد المرتضى يقول هذه ضرورة فالذي يقول بالاستحباب والوجوب يعني عنده ضرورة تشريع الصلاة على النبي والال في التشهد والذي يقول بالاستحباب ايضا عنده التشريع ضرورة ، فمطلوبية الصلاة على النبي والال تشريعها في تشهد الصلاة ضرورة وليس ظنيا فلما تكون ضرورة يعني تصير عقيدة لان كل ضرورة تندرج في العقيدة فمقام الال هي عقيدة اسلامية عند كل المسلمين ومن ثم يقول هذا وجه لوجوب الشهادة الثالثة في التشهد ان الاعتقاد بالال والاقرار بهم ضرورة في التشهد هذا احد وجهي الوجوب الذي يذهب اليه السيد المرتضى للشهادة الثالثة في تشهد الصلاة .
انا كلامي ليس في الشهادة الثالثة وانما كلامي كيف ان السيد المرتضى يستخلص ان الضرورة وظيفة اعتقادية وليست وظيفة فرعية السيد الخوئي عنده عبارة ذهبية اعتقادية متلألئة في شرح العروة في الاذان يقول من استدل من الفقهاء على استحباب معية الشهادة الثالثة مع الشهادتين بالأدلة الرواية الظنية هذه مسامحة منه لأن مطلوبية اقتران ومعية الشهادة الثالثة بالشهادتين بضرورة الدين وليس دليلا ظنيا وانما الايات كايات الاكمال دالة على مطلوبية اقتران الشهادة الثالثة اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت معية الشهادة الثالثة مع الشهادتين دينا هذه المعية مطلوبة راجحة من قبل الله بضرورة الدين اي معية الاقتران امر عقائدي من ثم هو يفتي في المنهاج باستحباب اقتران الشهادة الثالثة في المركب العبادي كالاذان وغيره فهو لم يستثن شيئا وهذا لا ريب فيه عند السيد الخوئي يعني في كل الماهيات العبادية الاخرى سواء التشهد من الاذان او من غيره غاية الامر يقول هذا الدليل لا يقتضي الجزئية وانما من دون قصد الجزئية من ثم نجزم ان السيد الخوئي يفتي باستحباب الشهادة الثالثة في التشهد من دون قصد الجزئية ونبه هو قدس سره في موضع ثالث في دورته الاصولية في باب النهي عن العبادة عن الجزء قال الذي هو ذكر ذاتي لا يتبدل من ذكر ذاتي الى كلام ادمي .
فانا كلامي انه الشيء اذا اصبح ضرورة حكمه لا يندرج في الاحكام نحن كلامنا الان في الايات ان اصل مفادها عقائدية وليست فقهية هب انك انخدعت وفسرت الايات العقائدية بانها فقهية لكن حكمها ليس فرعيا وانما حكمها ضروري عقائدي اذن انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو علي ابن ابي طالب هذه الاية حكمها عقائدي بل مفادها عقائدي ولو اغمضنا النظر جدلا عما هو صح الى ما هو خطأ فحكمها عقائدي ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون فهذه الاية الثانية ايضا حكمها ومفادها عقائدي .
كذلك اية المودة مفادها عقائدي هل مودة القربى فقط او مودة الله ؟ ومر بنا كرارا ان اية المودة متضمنة لمودة الله في رتبة اسبق ومتضمنة لمودة الرسول في رتبة اسبق وان مودة القربى تبع للنبي لانهم قربى النبي ومودتهم تبع لقرب الله يعني مودة قربى نبي الله فالثلاثي موجود فالصحيح في هذه الاصول العقائدية كما نبهت عليه كثير من الروايات ان التوحيد فيه معرفة وولاية ولا يكفي المعرفة بدون ولاية والولاية تنقسم وتتوزع الى ولاية الله وولاية الرسول وولاية الائمة .
التعريف الذي ذكره المتكلمون والمفسرون والفقهاء مع احترامنا العظيم لهم بالنسبة للرسالة والنبوة ناقص والصحيح ما تذكره الادلة انها هي معرفة النبوة وولاية النبوة والرسالة انما وليكم الله ورسوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول او ايات كثيرة بلغ ما انزل اليك من ربك فلا وربك لا يؤمنون حتى يذعنوا بولايتك باذعان مطلق يعني التحكيم في جانب الولاية السياسية يحكموك فيما شجر بينهم او في التشريع او في التنفيذ او القضاء وفي كل ابعاد الحكم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فاخواء معنى النبوة والرسالة عن الولاية خطأ استمر قرون عديدة عند الطرفين فالولاية مأخوذة في النبوة والرسالة ومأخوذة في التوحيد والامامة ايضا فليست هي مجرد ولاية فقد تجد شخصا يتولى اهل البيت لكن لا يلزم نفسه بمعرفة مقاماتهم هذه ليست امامة لان الاصل الثالث هو معرفة وولاية فالمعرفة هي بمقامات اهل البيت الاصطفائية والولاية لهم فولاية بدون معرفة لا يمكن نعم ربما هو ينجو هذا بحث اخر لكن لن يؤدي الوظيفة الاعتقادية .
اذن الوظيفة الاعتقادية التوحيد معرفة وولاية وكذلك النبوة معرفة وولاية وكذلك الامامة معرفة وولاية وبدون هذين الركنين لا تتحقق الوظيفة الاعتقادية على ضوء هذا البحث ننتقل في الجلسة القادمة انه هذه المعرفة وهذه الولاية كم هو حدها في بيانات الوحي؟ لان هناك انذار من الامام الصادق انه ان لم تكن المعرفة بحدودها والولاية بحدودها ولا الاقل بحدها الادنى فلا الوظيفة الاعتقادية لا تتم لا في التوحيد ولا في النبوة ولا في الامامة اذن هذا التقابل بين الولاية والتوحيد فيه غفلة كبيرة جدا والتقابل بين الامامة والنبوة وليس بين الولاية والنبوة فالنبوة فيها ولاية والتوحيد فيه ولاية والله هو الولي .