« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/06/08

بسم الله الرحمن الرحيم



العقائد

تأريخ الدرس : السبت 8 جمادى الثانية ١٤٤٧ ه

عنوان الدرس : ▫️ المعرفة والولاية والوظيفة الاعتقادية ▫️

 

هناك ضابطة خطيرة يذكرها الامام الصادق في باب الوظائف العقائدية تجاه اصول الدين وهذه الضابطة مهمة والاعتماد ليس على سند الرواية وان كان لها طريقان وكلاهما معتبر عندنا لكن حاشا لهذا البحث ان يعتمد على الظن المعتبر وانما هو بحث قطعي يقيني فانا لست من الحشوية والقشرية الذي يعتمد على وثاقة الرواي في العقائد وانما نعتمد على البيانات اليقينية الموجودة في الروايات والايات وعلى العلم الحاصل .

هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم فلا يعني انه يأمرهم وينهاهم ويزجرهم وانما يعلمهم وبعد التعليم في الوحي امر مهم احد مقامات سيد الانبياء العظيمة هو هذا بل قبل سيد الانبياء هو الله عز وجل اتقوا الله ويعلمكم الله وليس يأمركم وينهاكم ويزجركم فالمعلم والمتعلم والرابط بينهما هي الارشاد والتنبيه والايماء والتلويح والتعريض فسنخ التعليم وحجية العلم بين العالم والمتعلم ليست هناك مولوية او وطاعة وانما مقام انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا علي ابن ابي طالب ومن يتولى ورسوله والذين امنوا فهذا مقام اخر لا نخلط بينه وبين يعلمهم الكتابة والحكمة .

فالرسول يعلم الكتاب والكتاب نفسه معجزة وبرهان لا ان النبي من باب المولوية والتعبد يقول بان القرآن قرآن من الله نعم احد براهين كون القرآن وحي من الله هو وحيانية النبي وهو من اعظم براهين وحيانية القرآن فالروابط ليست مولوية فالرابطة بين الدليل الدال على النتيجة القطعية ليست مولوية فالصغرى والكبرى ليست لها ولاية على العقل ان تقول له انا الصغرى والكبرى دليل وبرهان ولي ولاية عليك ايها الانسان المدرك للبرهان ، وانما بيان وتنبه وادراك .

اذا باب العلم هو من اعظم الحجج الذي ذكره الاصوليون في علم الاصول ومن لا يشم هذا فلا يفهم باب العلم وحجية القطع فحجية القطع سنخا تختلف عن حجية الظن وحجية العلم مقدمة على حجية الظن بل في علم الكلام والعقائد مر بنا ان تسعين او خمسة وتسعين بالمئة من علماء الفريقين يقولون بعدم حجية الظن المعتبر في العقائد وانما لابد فيها من تحصيل العلم وليست الوثاقة فهذه الوثاقة لا تنجيك في العقيدة وانما يجب ان ترى البرهان فلا نغفل فالمدار على اليقين وانما اذا استعرضنا ان الرواية من رواها ومن اي مصدر لا من باب الاعتماد على وثاقة الرواة وانما من باب معرفة تاريخ المسألة علميا انه من تداولها من طبقات تلاميذ الائمة ومن دون هذه الرواية ومن تبناها? ونعرف مبنى الكليني عندما يروي في اصول الكافي ان الله كان متفردا بالوحدانية فهو يذكر سنده ولكن اعتماده ليس على السند في العقائد فجملة من المعارف المتفجرة بينت من قبل الامام الجواد وله علاقة خاصة بجدته الزهراء فالامام الجواد بين هذا المطلب ان الله متفرد بالوحدانية ثم خلق الاشياء ثم قبل ذلك قال خلق محمدا وعليا وفاطمة ولم لم يقل خلق الحسن والحسين ولم يقل خلق التسعة من ولد الحسين .

طبعا هذا البيان موجود في روايات الفريقين ان بدء الخلقة هكذا وهذا له معنى في اللغة العقلية لا ينتهي قال خلق الله محمدا ثم عليا ثم فاطمة ووقف ثم خلق جميع الاشياء فهذا الثلاثي له دور وموقعية خاصة في عالم التكوين والعوالم فثم خلق الاشياء يعني اشهد الثلاثة على خلق جميع الاشياء يعني الله اشهد محمدا وفاطمة في خلقة الحسن والحسين وفي خلقة التسعة من ولد الحسين واشهد الله محمدا وعليا وفاطمة في خلقة النبي ادم والنبي نوح وابراهيم وموسى وعيسى وخلقة جبرائيل وعزرائيل ميكائيل وخلقة العرش والكرسي .

هذا النص انه كان الله متوحدا في فردانيته هذه بلغة عقلية وهذا من فم الوحي وبيان عقلي ولغة عقلية فاشهد الله محمدا وعليا وفاطمة على خلقة جميع الاشياء من الانبياء والائمة ثم قال واجرى طاعة محمد وعلي وفاطمة او فرض طاعتهم على جميع الخلائق فاذا كان الائمة الاحد عشر مفروضة طاعة فاطمة عليهم فاذن دور فاطمة ما هو? فامامة الحسنين منقادة لفاطمة وامامة التسعة منقادة لفاطمة فالكليني صيرفي في علم الكلام يعني قال وفوض اليهم الاشياء يعني تكوينا لا التفويض الباطل التفويض باذن الله وبقدرة الله حتى في خلقة الاشياء الاخرى يعني هيمنة تكوينية للنبي وفاطمة وعلي على خلقة الائمة الاحدى عشر والانبياء والرسل والكرسي والعرش فاعتبار الكليني لما يورد هذا المضمون وهو الصيرفي فتارة هناك محدث لا خبرة له بالمعارف فهو معذور ويورد روايات لا يعي مضمونها وقد يكون هناك محدثين او فقهاء لكن اعظم بهما وكل له مقامه وكل له مقام معلوم .

فالكليني محدث ومفسر وفقيه ومتكلم صيرفي من نجوم علم الكلام الامامية في عصره يروي هذه الرواية فالاعتماد ليس على وثاقة الرواة وانما يريد يبين لك انه هذا المضمون رواه جملة من الرواة الذين عندهم صيرفة في علم الكلام وفي العقليات ، ففرق بين راوي فقيه في الفروع وليس فقيه في الاصول عندنا فقهاء مثل معاوية بن وهب ومعاوية بن عمار احدهما والترديد من عندي عنده كتب في الفقه من التلاميذ الجهابذة للباقر والصادق يسأل الامام الصادق هذا الراوي الفقيه الجزي المبجل المحترم المعظم عنده كتاب خاص بالحج يسأل مسألة فيها شبهة التجسيم فالامام الصادق لان تلميذه عزيز عليه يعاتبه شديدا وكيفية السؤال تنبه على كذا كذا فالامام لانه عزيز عليه تلميذه قال له ما اسوأ حالك لو مت على هذا? فعلم الفقه شيء والكلام شيء اخر فلكل تخصصه .

لذلك الرواة في باب العقائد لكي نعرف هذه الرواية مرت على من وحتى المضمون لا نرهنه بهم لكن نعلم ان هذا المضمون قد تم تداوله ورسمنته من كم طبقة من طبقات تلاميذ الائمة والمسألة كم هي عريقة? ربما البعض يقول هذه مسائل استحدثت في زمن الشيخ المفيد كلا هذا كلامك دجل البحوث موجودة عند الرواة المتكلمين البعض يقول عبارات نهج بلاغة فلسفية وجدت في القرن الخامس وليس في القرن الاول والثاني نقول اخسأ تعال وانظر الى الباقر والصادق سترى عند تلاميذهم مذاق اشد من هذا الذي لدى المتكلمين وهم تلقوها من بيانات اهل البيت فكيف بامير المؤمنين? فبحثنا في الرجال والكلام ضروري لكن لا من بعد ان نعتمد على الظن وانما لنلتفت الى التاريخ العلمي للمدارس والاراء والمسالك كي لا تقل ان هذه النظرية في البحث استجدت كلا الكليني تبناها والكومباني تبناها .

انا اكرر هذا المطلب لانه الى الان ذوي المسلك الفقهي في الفروع معشعش عندهم ان منهج الكلام هو نفس منهج الفقه كلا هذه ازمة علمية نعم علم الرجال في المعارف والكلام ضروري واشد من فقه الفروع لكن الثمرة ليس اعتبار ظني وانما احوال الرجال لتعرف تاريخ المذهب والتمذهب ومدى عراقة النظريات العقائدية .

فهناك رواية رواها الخزاز محمد بن الحسن الاشعري القمي عن الصادق عليه السلام بيان برهان موجود في مضمون الرواية يؤكد الامام على ان الوظيفة الاعتقادية تتكون من ركنين معرفة وولاية ومحبة فالاعتقاد ليست مجرد معرفة كما ذهب الى ذلك المتكلمون والفلاسفة كما ان العقيدة ليست ولاية فقط وهذا خطأ ، العقيدة وهو الاعتقاد غير المعتقد فعندنا عقيدة واعتقاد مصدر ووظيفة عقائدية وعندنا معتقد متعلق العقيدة افرض اصول خمسة توحيد نبوة امامة عدل ومعاد هذا متعلق العقيدة اما الاعتقاد كوظيفة يقوم بها الانسان ويقوم بها القلب .

يقول الامام الصادق الاعتقاد لها ركنان خلافا للمتكلمين والفلاسفة او العرفاء وغيرهم او المفسرين .وانما لها ركنان ركن معرفة وليس معرفة مجردة وركن ولاية لا الولاية بمفردها تغني عن المعرفة ولا المعرفة تغني عن الولاية وهذي نكتة جدا مصيرية يبينها الامام الصادق وبيان برهان عجيب عظيم فيقول الامام الصادق عليه السلام في التوحيد ليست الولاية مقابل التوحيد كما درج على ذلك مشهور علماء الامامية رضوان الله تعالى عليهم لا هذا خطأ كبير وغفلة كبيرة ليست الولاية مقابل التوحيد مثلا نقول توحيد نبوة امامة و ولاية هذا خطأ شائع وانما التوحيد فيه ركنان معرفة و ولاية والنبوة فيها ركنان معرفة وولاية والامامة فيها ركنان ليست ولاية فقط هذا خطأ شائع الامامة معرفة وولاية المعاد معرفة وولاية نحن نشرح الاعتقاد كفعل قلبي يتقوم بركنين وهذا بيان عقلي للامام الصادق عليه السلام .

فالولاية مقابل التوحيد هذا خطأ شائع وليس اعتماد على هاي الرواية اذا تنبهنا من هاي الرواية لتواتر الروايات وطوائف الروايات عند الفريقين وليس عند الامامية فقط حتى في طوائف رواية الفريقين التوحيد يقوم بركنين ليس معرفة فقط هذا خطأ وانما معرفة وولاية لله انما وليكم الاول الله فالولاية اخذت في التوحيد وثم رسوله .

النبوة في تعريف المتكلمين والفلاسفة والعرفاء تصر على المعرفة هذا خطأ النبوة معرفة وولاية الامامة ولاية ؟ لا خطأ الامامة ليست مجرد ولاية وانما معرفة وولاية اذن المعرفة في كل اصول الدين والولاية في كل اصول الدين لكن ولاية الله اعظم وولاية الرسول اعظم في الرتبة ثم ولاية الائمة اذن الولاية اكملت لكم دينكم فلا وربك لا يؤمنون بك يا رسول الله حتى يحكموك يعني حتى يتولونك واما بدون الولاية مع الرسول اصلا نبوة ما موجودة واعتقاد بالنبوة ما موجود ومن يتولى الله انما وليكم الله ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون التولي مأخوذ في التوحيد ومأخوذ في النبوة ومأخوذ في الامامة ومأخوذ حتى في المعاد.

فهنا بيان عظيم سيد الصادقين صلوات الله عليه ان الاعتقاد كوظيفة يتقوم بركنين غاية الامر اما متعلقه التوحيد او متعلقه النبوة او متعلقه الامامة او متعلقه المعاد على ضوء هذا يبين الامام الصادق خطأ كبير موجود اخر بعد ان شاء الله نبينه.

 

 

logo