الوسائط و الوسائل في الأسماء والصفات الفعلية

الموضوع: الوسائط و الوسائل في الأسماء والصفات الفعلية

اهل البيت خزائن ملكوتية لنبوة النبي فالائمة الاوصياء ليسوا انبياء ولكنهم بيت للنبوة يعني خزنة وصندوق عيبة علم الله عيبة يعني صندوق فعندما يقال السلام عليكم يا اهل بيت النبوة يعني الصندوق الملكوتي الذي يختزن فيه نبوة سيد الانبياء وهذا ما اختص به اهل البيت من قربى النبي المصطفين دون سائر الصحابة وسائر الامة فهذا البيان او الوصف المتواتر لاهل البيت بانهم اهل بيت النبوة حتى في الاية الكريمة ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ﴾[1] ? احد المعاني الوحيانية لتفسير اية التطهير مع انهم ليسوا انبياء فلماذا يسمون بيت النبوة? يعني بيت وعاء تختزن فيه ملكوت الوحي النبوي فهم ليسوا انبياء لكن خزان النبوة بل خزان كل النبوات من قبلهم وكل المواد النبوية الوحيانية التي انزلها الله على انبيائه خزنها اهل البيت تخزينا ملكوتيا فهذا معنى اهل بيت النبوة فهم ليسوا انبياء لكنهم بيت النبوة .

فرق بين تقول لا نبي وهذا الصحيح لكن بيت النبوة وخزينة للنبوة وهذه نكتة جدا مهمة فالنبوة بما لها من وجود ملكوتي مهول سيما نبوة سيد الانبياء هذه النبوة بقضها وقضيضها خزنها امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين خاصة صاحب الزمان فخزن ملكوتيه والنبوات التي تنزل على الانبياء لا نظن كما يظن المتكلمون او الفلاسفة والمفسرون او الفقهاء ان الوحي الالهي ليس وجود عرضي وكلمات متصرمة ومعاني ذهنية عابرة فان هذا انزل درجات الوحي انما الوحي عمدته جواهر ملكوتية كالروح الامري نعم قسم من الوحي هو مما ينزل به جبرائيل على النبي انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين ولكن ليس هذا عمدة الوحي فالتوراة ليست كلمات وانما هي روح من عالم الامر وكذلك الانجيل وصحف ابراهيم وهكذا مصحف فاطمة والصحيفة السجادية فهي ليست الفاظ فقط وانما بالدقة الصحيفة روح ملكوتي كزبور ال داود ، فنهج البلاغة ليس فقط كلمات وانما حكمة ملكوتية روح امرية ملكوتية نزلها امير المؤمنين بالفاظ .

فالمقصود من بيت النبوة يعني خزنة النبوة ولا يشذ عن خزنها ملف من ملفات النبوة الملكوتية وسابقا ذكرنا ان العناوين في باب المعارف والوحي الاصل فيها الوجود الجوهري وليس الوجود العرضي كالعرض والكم والكيف والزمان والمقولات النسبية الوجود العرضي وجود ضعيف وهذه تنبه اليها كثير من الفلاسفة والعرفاء او المتكلمين لكن قد يغفلون عنها في مواطن عديدة فالاساس والاصل في المهيات العقائدية هو الوجود الجوهري اما الوجود العرضي فهو باتباع وليس اصلا فالقرآن ليس نقوشا عرضية واصوات متصرمة فان هذا تنزيل القرآن وانما اصل القرآن هو الروح الامري المهول ﴿ينزل الملائكة بالروح﴾[2] وفي بيان اهل البيت تصويرات عظيمة للحقيقة الملكوتية للقرآن فوق تفسير المعصوم وتفسير المجتهدين والفقهاء والعلماء .

فالمعصوم امامه لوحة عوالم الملكوت والمشاهد الملكوتية اما علماء الامة يشمشمون من وراء حجب بخلاف بيانات المعصوم فالاصل في المعارف ان تكون وجودات جوهرية مثلا بحث المشيئة هذا ليس علما عرضيا وانما جوهر وليس في عرض الارادة الالهية وانما في الاساس وجود جوهري نعم هناك ارادة وجود عرضي لا انفيه ولكن ليس هو الاصل العلم كما يتبادر باذهاننا هو وجود عرضي كلا ليس اساسه وجود عرضي وهذا المطلب للاسف يعشعش في اذهان كثير من المتكلمين والفلاسفة والحالة ان الارادة والمشيئة والعلم الاساس في كل عنوان ان يكون وجودا جوهريا وليس وجودا عرضيا هذه القاعدة لا تنخرم في باب المعارف والعقائد الوحيانية وانما يجب الالتفات تماما .

كالتعبير الوارد في زيارة سيد الشهداء وهذه الزيارة حسب تلقينا من زرافات من علماء كبار وفضلاء النجف هي اعظم الزيارات السلام عليك يا حجة الله وابن حجته في هذه الزيارة هكذا تعبير وارد ارادة الرب في مقادير اموره كلها تهبط اليكم وتصدر من بيوتكم هنا الارادة ليست وجودا عرضيا وانما وجود جوهري ارادة الرب في مقادير اموره تهبط اليكم من بيوتكم البيوت هنا ارواح فالبيت روح والروح بيت للروح الاعلى منها فالبيت هو وعاء الروح ويكون بلحاظ الروح التي الطف منه ، بيت النبوة يعني ارواحهم وعاء وخازن لكل النبوات ملكوتيا كما بينه عليهم السلام ﴿في بيوت اذن الله ان ترفع﴾[3] يعني ارواح يعني نور الله في بيوت فالنور مرتبة وجودية اعلى يرتبط ويتنزل ويتواجد وهو وجود جوهري يتواجد ويتنزل في ارواح كما يقول الامام الباقر بلغة عقلية قلبية ملكوتية لقتادة من علماء البصرة من الجمهور العامة حيث عندما سأله قال ويحك انت بين يدي ﴿بيوت اذن الله ان ترفع﴾ [4] البيوت هي ارواح .

نعم قد يسمى البدن بيت للروح والروح بيت لروح ارفع منه فقال البيوت ليست من حجر ومدر فهنا ايضا كلمة السلام عليكم يا اهل بيت النبوة يعني ارواحهم اوعية لما ينزل على النبي فهم ليسوا انبياء لكنهم خزنة كل النبوة فكل ما نزل على النبي من امور ملكوتية جوهرية لم يرتفع بل يحتفظ ويخزن عند اهل البيت كما مر بنا القرآن هو حقيقة الروح الامري والاخير الذي هو حقيقة ليلة القدر نزل ولم يصعد فلو صعد لارتفع القرآن ولارتفع الدين وهو ليس المصحف كما يتوهمه القائل حسبنا كتاب الله يعني الاوراق التي تكتب فيه هذا لا يعطي سيطرة للانسان ان يعلم كل صغيرة وكبيرة في ذلك وانما الامر الذي ليس هو منال لاحد ﴿لا يمسه﴾[5] لا يصل اليه ﴿الا المطهرون﴾[6] .

لاحظ القرآن الكريم ﴿الله نور﴾[7] ... ﴿مَثَلُ نُورِهِۦ﴾[8] في بيوت ثم يقول رجال هذه البيوت هي رجال والرجال ليست ذكورية وانما الاشخاص الذين لديهم استقامة وصبر ولذلك ورد في تفسير هذه الاية ذكر خديجة بنت خويلد وهذا حتى عند العامة ذكر خديجة وحمزة مما يدل على ان الدائرة الاصطفائية الثانية لهم حظ من علم القرآن اللدني الملكوتي وكذا زينب وعلي الاكبر هؤلاء ليسوا في درجة الدائرة الاولى لكنهم يتلونهم في العلم بالقرآن وهذا بنصوص قرآنية ونصوص رواها الفريقان كي لا يوسوس فيه موسوس .

فالبيوت اذن وعاء والكلام في البيت والقاعدة مرت بنا ان المراد من العلم والارادة والمشيئة ليست وجودات عرضية ، فاخطر خطأ يرتكبه الباحث في العقائد والمعارف ان يحسب ان الحديث هو عن وجودات عرضية ، كلا البحث عن الوجودات الجوهرية وهي طبقات ودرجات .

هذا كله كان في توضيح خزنة النبوة وبيت النبوة ومن الحري الانسان لما يقرأ الزيارات كما يوصي بذلك المجلسي الاب وغيره من الكبار انه يتلقاها كدورة عقائدية فالادعية والزيارات برمتها عبارة عن منابع في المعارف والعقائد لكنها ذكرت باسلوب الدعاء كثوب سهل للتناول والتناغم مع الروح والانجذاب الروحي لها والا هي بحوث عقائدية فكرية وقلبية عظيمة ، من ثم الصحيفة هي كتاب عقائدي وشرحه كثير من الاعلام منهم السيد علي خان المدني في رياض السالكين وكذلك نهج البلاغة كتاب عقائدي وان كان مصدرا للفقه السياسي وهلم جرا ، وكذا غيره من كتب الادعية والزيارات ، فمفاتيح الجنان بالدرجة الاولى هو كتاب عقائدي بل جملة من نكاته مع احترامنا العظيم للشيخ عباس القمي هي فوق علميته ومرتبطة بتراث اهل البيت وكذا كتب السيد ابن طاووس ايضا هكذا فالادعية كلها معارف وكتب عقائدية تدرس وتدرس .

مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ومزار المفيد ومزار الشهيد الاول هي هكذا فلا نظن ان الكتب العقائدية فقط اصول الكافي وعيون الرضا وتوحيد الصدوق كلا كتب الادعية وكل كتب الزيارات هي كتب عقائدية بامتياز بل المجلسي الاول يقول بيانات ائمة اهل البيت لاسرار المعارف في الزيارات والادعية اعظم مما افشوه في الاجوبة والاسئلة مع الرواة لان في الاخير الامام يتقيد بمستوى السائل او الجو العام بينما في الادعية والزيارات الائمة ينطلقون الى اسرار المعارف بلا مهابات مع انه فيه ترميز واشارة .

اذن لنتعامل مع كتب الادعية والزيارات كمادة دراسية مهمة للمعارف والعقائد وايانا ان نغفل ونقول هذه مجرد ترانيم مداعبة للمشاعر الروحية نعم هي صحيح تؤثر في المشاعر الروحية والعاطفية لكن هي في الاصل مواد عظيمة معرفية ثقيلة انما الدعاء مقبلات وصيغة واسلوب لهذه المعارف الثقيلة وكذلك الزيارات .

الرواية اللاحقة في اصول الكافي باسناد الكليني عن علي ابن محمد عن صالح ابن ابي حماد حيث يروي عنه كثيرا في كامل الزيارات عن الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن الحسن البطائني عن ابراهيم الصيقل او الكرخي او البصري عن ابي عبدالله قال ان الله تبارك اسمه وتعالى ذكره وجل ثناؤه فهل تبارك وصف للمسمى او الاسم? نعم انه وصف للاسم وطبعا كل ما يثبت للاسم فهو ملك للمسمى ولكن وصف الاسم سبحانه وتقدس وتفرد وتوحد ولم يزل ولا يزال و ﴿هو الاول والاخر والظاهر والباطن﴾[9] فلا اول لاوليته ومر بنا الصفات سواء ذاتية او فعلية لا هي اشتراك لفظي مع صفات المخلوقين ومباينة تماما ولا هي اشتراك معنوي تماما وانما هي بين بين يعني هناك اشتراك معنوي بشرط تصفية المعنى عن شوائب ونواقص المخلوقين فاولية الله ليست كاولية بقية المخلوقات انها لها حد تبدأ منه وهذا من عظيم صفاته تعالى ان اوليته عين اخريته فليس الله ماضي يتصرم ولا مستقبل سيتحقق فليس للبارئ ازلية وابدية وانما ازليته ابديته وهي عين سرمديته لم يزل عن الازلية ولا يزال عن الابدية فابديته عين ازليته وعين سرمديته .

ويمثلون في المباحث العقلية بالنقطة في الكرة او الدائرة بالنسبة لمحيط الدائرة يبدأ ويعود وينتهي وهكذا مثلا المتحرك في محيط الدائرة ومحيط الكرة لكن بالنسبة لهذه النقطة المركزية اي نقطة هي اول او اخر ، بالنسبة للنقطة المركزية الاول هو الاخر نفسه اول نقاط الدائرة مع اخر نقاط الدائرة ثلاثمئة وستين درجة او في كل اتجاهات هي بالنسبة الى المركز سواء فهذا المثال المادي الاول فيه هو عين الاخر وان كان الباري اجل من هذا لكن يفيد في جانب التمثيل مع المخلوقات وحتى في الموجودات المادية سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق فهكذا يمثل بالنقطة المركزية في قضية الكرة والدائرة وهذه امثلة في الصفات الالهية كثيرا ما النقطة المركزية في الكرة سواء فيها الاولية والاخرية فبلا تشبيه في صفات الباري فبالنسبة اليه ليس ماضي وانما الماضي هو بالنسبة لنا والمستقبل اللاحق بالنسبة لنا لاحق اما بالنسبة للباري ليس هناك شيء لم يتحقق وليس في الباري شيء مضى وتصرم والا لكان يتبدد الباري فالباري لا يتصرم وليس فيه حالة تعليق وانما وجود مجتمعة حاضرة بالفعل يا من هو هكذا ولا هكذا غيره وهذا الذي يصعب على ذهن الانسان حيث هو تعود على الوجودات المادية فيصعب عليه مثل هذه التصورات .

فكما مر بنا مفاهيم الصفات الذاتية او الفعلية للباري هو الشيء الذي يشدد عليه بيانيا اهل البيت هو فلتر نقي صفي للمعنى الكمالي والكمالات والصفات عن شوائب المخلوقات والا ستقع في تشبيهات باطلة لا حد ولا حصر لها وهذه كما مر بنا من المعجزات المنهجية العقلية العظيمة عند اهل البيت.