« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/05/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: إمامة فاطمة و الإرث الاصطفائي

هناك مبحث معقد في معرفة فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة وطبعا هناك جوانب عديدة في شخصية المعصومين بالنسبة الى عموم ذهن العلماء يشوب عندهم بالغموض فتحتاج الى مزيد من الغوص والتنقيب في الادلة واحد هذه المباحث الرئيسية والتي شغلت اذهان الاجيال منذ حادثة السقيفة الى يومنا هذا وهو معنى وراثة فاطمة او ارث فاطمة للنبي فالارث الذي طالبت به فاطمة ما هو وباي معنى وباي منطق وميزان ؟ وذلك بغض النظر عن قضية فدك حيث هي في فدك استدلت باربع ابواب احدهن الارث وان كان الارث ما ينحصر بفدك ، فلا استحقاق فاطمة لفدك ينحصر بالارث ولا الارث ينحصر بفدك لكن ما معنى ارث فاطمة ؟ احد الحجج التي تمسك بها امير المؤمنين على اصحاب السقيفة هو ارث امير المؤمنين من ابن عمه المصطفى والارث هو حقه في الامامة والخلافة وهما ليسا البعد الفردي في سيد الرسل وانما بعد المقام والمنصب يعني مناصب النبي الالهية الدينية والسياسية هي ارث امير المؤمنين فاستدل امير المؤمنين بنظرية الارث في موارد عديدة بل حتى بقية الائمة يستدلون على امامتهم وليس فقط على الولاية وانما امامتهم و ارثهم للمناصب الالهية الدينية والسياسية بالارث .

انت لاحظ صريح عبارتها في الخطبة الفدكية وورث سليمان داود رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ال يعقوب واولي الارحام بعضهم اولى ببعض وكذا زكريا فهي استدلت بعدة ايات في الارث ام خصكم الله بالارث دوني من ابي فهذه قاعدة عامة ام انا وابي من ملتين لا يتوارثان فقاعدة الارث اعم من فدك كما ان فدك مستندها الارث وغير الارث فهناك ارث ووراثة عادية فردية اي البعد الفردي مثلا رئيس جمهورية او رئيس الوزراء او وزير او رئيس برلمان او اي ملكية فردية فهذه شيء اما المناصب شيء اخر فاولاده يرثون منه بعده الفردي كفرد وكمواطن من المواطن هذا في الارث العادي والوراثة العادية اما ان يرث ابن رئيس الوزراء من ابيه رئاسة الوزراء فهذه وراثة اخرى وهذا مثل الملوك يعني بغض النظر عن صحة هذا النظام او عدم صحته فان السلاطين يملكون ويورثون ابناءهم الولاية والخلافة .

اذن سنخ الارث عقلائيا على نمطين نمط البعد الفردي ونمط بعد المقام والمناصب والولاية والسلطة فالارث الذي طالبت به فاطمة هو اي ارث لكي يثبت في فدك وغيره؟ ففدك هو بلا شك للنبي لكن هو النبي بما هو فرد ومواطن عادي او بما هو سيد الرسل ؟ انما هو بلحاظ سيادته على الرسل والنبوة فلا تنتقل لاحد لكن الملكية هذه بسبب مقام النبي الاصطفائي وبسبب اني جاعل في الارض خليفة يعني هو ملك المقام فهذا المقام للنبي متحد مع شخصه يعني البعد الفردي فيه اشهد انك محمد بن عبد الله واشهد انك امين الله واشهد انك رسول الله قل انما انا بشر مثلكم يعني البعد الفردي يوحى الي هذا البعد متحد مع بعد الهوية الفردية فهي لما تطالب بالارث طالبت بالفيء الذي ثبت للنبي بما له مقام وحياني لا بما هو فرد بشري يعني متحد مع الهوية الفردية لسيد الانبياء .

اذن هذه الوراثة اصطفائية وهناك موارد كثيرة في القرآن للوراثة الاصطفائية وهي غير الوراثة الفردية وفي سور عديدة بشروط عديدة ولا ندخل فيه بشكل كثير وانما نركز من باب الاشارة الاجمالية ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم لماذا قال ال؟ يعني هذا الال بلحاظ نسب الميراث اصطفائي لال ابراهيم وال عمران وفي قراءة عبد الله ابن عباس او عبدالله بن مسعود او ابي بن كعب او شخص اخر من كتاب الوحي وال محمد ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران وال محمد على العالمين وكلمة عمران هو اسم من اسماء ابي طالب وبغض النظر عن هذه القراءة بعد ذلك يقول القرآن ذرية بعضها من بعض يعني ان الاصطفاء يتوارث قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي يعني هناك توارث في الامامة فالامامة تورث .

ففاطمة لما تقول لي ارثي من ابي احد وراثة النبي الاصطفائية لفاطمة هي بنص القرآن قال ومن ذريتي سواء الذكور والاناث قال اني جاعلك للناس اماما؟ قال ومن ذريتي وهذا مثل ال داوود بقية مما ترك ال موسى وال هارون وهذه من دلائل الاصطفاء وهذا كله في قضية طالوت يأتيكم التابوت فيه سكينة اعملوا ال داوود شكرا فالقرآن الكريم يوضح ان نظام الرحم لا يختص بالوراثة الفردية العادية وانما يعم الوراثة الاصطفائية وبشرائط ينص عليه الكتاب الكريم ولست الان في صددها وانما في صدد شيء اخر .

فشرائط الوراثة الاصطفائية هي زيادة على شرائط الوراثة الفردية مثلا يجب ان لا يكون الوارث قاتلا للموروث والا يكون كافرا ولكن في الوراثة الاصطفائية يزيد على ذلك ثم اورثنا كتاب الذين اصطفينا من عبادنا فالقرآن يذكر شرائط الوراثة العادية وشرائط الوراثة الاصطفائية اذن من الخطأ ان نفهم نظام الوراثة انها فقط وراثة فردية وانما هناك وراثة اصطفائية في المقامات الالهية هنا فاطمة عندما تطالب بفدك هل فدك ملك للنبي ملك اصطفائي؟ او فردي عادي؟ ما افاء الله على رسوله فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب فلله وللرسول بما هو رسول فهي طالبت بالفيء وليس بخصوص فدك وهذه من الامور المغفول عنها او قل ما ركز عليها كثيرا فهي لم تطالب بخصوص فدك وانما كل الفيء .

اوليس القرآن يقول ان الفيء استخلف الله عليه خليفته اني جاعل في الارض خليفة وفي بيانات اهل البيت لماذا سمي الفيء فيئا؟ لانه في الاصل جعله الله للامام ولخليفته في الارض لكن اغتصبه الكفار والظالمون والطواغيت فلما يستولي امام المسلمين العادل وخليفة الله كأنما رجع الفيء اليه فلاحظ كيف بيان اهل البيت يعالج البنية الظاهرية للايات خلافا لما يتوهمه كثير من المفسرين من علمائنا الاعلام ويظنون ان رواية اهل البيت هي في صدد التأويل فقط ولا صلة لها بالبنية الظاهرة لايات الكتاب وهذه الغفلة تحصل كثيرا الا من عصم الله .

مثلا قطب الدين الرواندي صاحب كتاب فقه القرآن عنده ان الروايات تعالج اولا وبالذات بنية الظاهر للايات وللاسف علماؤنا يظنون كانما الروايات التفسيرية هي روايات تأويلية محضة وهذي غفلة عجيبة وغريبة سببت ان المنهج التفسيري يبتعد عن الصواب عجيبا وغريبا وهو منهج خطير جدا مع ان التفسير غير التأويل فرواية اهل البيت اولا وبالذات هي في مقام التفسير وليس التأويل نعم هذا بحاجة الى تنبه واحاطة اكثر بمنظومة الحديث فلا يمكنك ان تلتفت اليه بسرعة وانما يجب التدبر والتأمل والاستنباط كما ان الفقهاء يستدلون ببنية الظاهر في تخصيص العام وجميع المخصصات ولكنه لا يجعلوها خارجة عن بنية الظهور فلماذا سمي الفيء فيئا؟ الفيء في القرآن جعل اساسا للامام اني جاعل في الارض خليفة كل الارض تحت ملكية وولاية وتدبير الامام وهذا نص واضح في القرآن طبقا لبيانات اهل البيت فالفيء الذي طالبت به فاطمة وفدك فهل هي امام كي تطالب به؟ مع ان النبي خولها في حياته وهذا شيء مسلم حتى ابو بكر يسلم ان في زمن رسول الله فدك اعطيت لفاطمة فهل هي امام كي يعطيها النبي ؟ مع انها لا تطالب بخصوص فدك فقط وانما الفيء فكيف هي ليست امام؟ او انها فقط معصومة وطاهرة ومطهرة ولكنها ليست حجة ؟ كيف هذا ؟ فلما تكون معصومة من الزلل يعني معناه انها ترشدك الى الصراط المستقيم .

فجعلت الامامة بنص القرآن لها وفي رواية مستفيضة حتى عند الفريقين ثلاث ايات في ثلاث سور الزمت النبي وشددت عليه امورا في فاطمة وهذا شبيه بقضية غدير خم فهذا الامر الفوري في غدير خوم بولاية امير المؤمنين بنفس النمط في فاطمة في سورة الروم وسورة الاسراء وسورة الحشر فهي ماذا تطالب بالارث؟ في الفي لان الله جعل ولاية الفي بمنطق الارث ما افاء الله على الرسول من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى يعني جعل ولاية الفيئ وولاية الخمس وولاية الانفال جعلها ارثا فهي طالبت بحقها في ارث النبي و ارث مناصب النبي الاصطفائية ومنه الفيء وليس كله فدك بعض ما طالبت فدك وهو مصداق للفيء ولذلك في اجابة الامام الكاظم للخليفة العباسي عندما سألوه ما فدك؟ قال حدود الدولة الاسلامية بعض علماء الاعلام يقولون هذا كلام رمزي من الامام وكناية كلا هو كلام حقيقي لانه الامامة يعني فاطمة خليفة ولها ولاية على كل الدول الاسلامية لا ما كان في عهد النبي فحق جدتي الزهراء كل الدولة الاسلامية ففاطمة امام وولية وحجة .

انا ليس كلامي شعري ولا عاطفي وانما هو نظام القرآن المتواتر بل فوق المتواتر فالوحي اعظم من المتواتر فاذن هي طالبت بارث فدك والاخير خصصه الله لسيد الانبياء ليس بمنطق الملوكية وكذا الذي هو اعم من فدك جعله الله لاي امام اني جعل في الارض خليفة يا داوود انا جعلناك في الارض خليفة فاحكم يعني تفسير الخليفة وهو امام فهل فدك جعله الله للنبي من باب الملوكية مع ان سيد الرسل هو ازهد الزاهدين ؟ كلا من باب الولاية والامامة والقيادة والتدبير فهو مقام اصطفائي فهي لما تطالب بهذا المقام تطالب بالاصطفاء وليس بالارث الفردي والعجيب من جملة من الاعلام يفسروها بالارث الفردي فهي لما تطالب الارث الاصطفائي هذا مرتبط بالولاية العامة والذي له ربط بالامامة فكيف في زمن النبي تفعل ولاية فاطمة في الفي باعتراف ابي بكر نفسه واعتراف اصحاب السقيفة ان يد فاطمة في زمن رسول الله ليست يد فردية وانما يد والية حاكمة وامام في حكومة النبي وفي حياته ؟

ففاطمة امام بالفعل وليس بالتقدير ولكن تحت ظل الرسول فهي في زمن النبي لها الامامة والولاية فضلا عن زمن امير المؤمنين وسيد الانبياء اعظم ولاية وامامة من امير المؤمنين مع ذلك هي لها امامة بالفعل تحت ظل النبي يعني لها يد تصرف وقدرة ووزيرة النبي في زمنه فكيف في زمن امير المؤمنين لم تكن اماما؟ وليست ولايتها بالفعل ؟ اذن بين امير المؤمنين وفاطمة شراكة في الولاية والامامة في نفس زمن النبي فضلا عما بعده نعم لا شك بان امير المؤمنين له التقدم كما ان النبي مقدم على فاطمة لكن لا بمعنى عدم فعلية امامتها لاحظ هي ليست كامامة امير المؤمنين وامامة الحسن والحسين انه امام صامت وامام ناطق فالامام الحسن امام صامت والامام الناطق هو امير المؤمنين لكن في ظل عهد النبي نسبة فاطمة لولاية النبي او ولاية فاطمة لولاية امير المؤمنين تختلف عن النسبة التي بين امامة امام الحسن وامير المؤمنين هذه امور تستحق الدراسة العميقة في الادلة التي هي نص قاطع في القرآن وما بيان ائمة اهل البيت الا تنبيه على هذه المعادلات البينة كيف تنتظم؟ .

فاذن هي لم تستدل بالارث فقط لاحظ في الوراثة الاصطفائية الوارث يرث من المورث في حياته قبل مماته ونظام الوراثة الاصطفائية يختلف في كثير من ابعاده عن نظام الوراثة الفردية كما في ولاية الرسول بعد الله فالله ليس له زوال وهو حي لا يموت فكيف تصل النوبة لولاية الرسول؟ ما افاء الله على رسوله فلله وللرسول فكيف وصلت النوبة للرسول؟ هل توفي الله ام هو حي لا يموت ؟ اذن فعلية ولاية الرسول لا تتنافى مع ولاية الله لان هذه ولاية اصطفائية للرسول ان الله اصطفى ادم ونوحا فالاصطفاء ليس الذي يصطفى للولاية مجمدة وانما مفعلة في حياة السابق هكذا ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول وذا القربى ففعلت ولاية فاطمة على الفيئ وليس فدك في ظل الولاية الفعلية للنبي على الفي وفي نفس الزمن فهناك اتحاد زمني مع اختلاف الرتبة وهذه نكتة لطيفة في نظام الولايات والامامة الاصطفائية والولاية الاصطفائية وهو التزامن مع ان الرتبة مختلفة .

فامامة فاطمة وولايتها بنص القرآن في ظل وولاية وامامة ابيها وبعلها لكن رتبة مختلفة فرتبة اولا النبي ثم امير المؤمنين ثم فاطمة فاذن يجب ان لا نسحب احكام الوراثة الفردية ونجرجرها على الوراثة الاصطفائية نظام الوراثة تختلف عن نظام الوراثة الفردية ثم استحقاق فاطمة للفيء ولفدك في ظل حياة الرسول بمنطق الوراثة لان منطق الوراثة الاصطفائية يعطي استحقاقا لفاطمة في الفئ في نفس حياة رسول الله فضلا عن وفاته فاولا باجماع المسلمين الا من شذ وانحرف ان ولاية الرسول لا تنقطع برحيله وانما هي باقية فمع ذلك قربى الرسول يرثون هذا المقام اذن منطق الوراثة الاصطفائية يعطي لفاطمة القيادة في العرض الزمني للنبي مع اختلاف الرتبة وقد فعل هذا الشيء في حياة النبي واقر اصحاب السقيفة بان لفاطمة يدا على ذلك ولذلك بضرورة المسلمين اخذت فدك من فاطمة يعني كانت تحت يدها .

ان فدك في ذلك الزمان وحتى الان هي مثل ابار النفط يعني عمدة المالية للدولة النبوية من قرى فدك فاذن استدلالها بالارث هو اصطفائي ان هذا الفيء ولايته للنبي بما هو امام كما مر بنا في سورة البقرة اني جاعل في الارض خليفة لاحظوا روايات الخمس الواردة في الوسائل وغيره وكذا الانفال والفي ذكروا ائمة اهل البيت انه لماذا سمي الفيء فيئا؟ فهي لا ترجع لمريم مع انها مصطفاة وحجة ولكنها ليست بامام فليس هناك نص قرآني في القرآن ولا في الانجيل ان مريم لها الولاية في الفيء نعم هي حجة ومعصومة لكن ليست لها ولاية في الفيء اما فاطمة بنص القرآن لها الولاية في الفيء بنص الاية في سورة البقرة فبالمراجعة الى الروايات المستفيضة لاهل البيت في كتاب الخمس والانفال سواء في الوسائل او الكتب الاربعة يبين اهل البيت ان ارث الائمة الاحد عشر لورثتهم لامير المؤمنين للفيء وامهم فاطمة يرثون مقام الخمس او الفي والانفال والاموال في الارض بمطلق الولاية والولاية من نمط الامامة .

فاذن نظام القربى الذي نص عليه القرآن في سورة الحشر والانفال حيث يدل على الانفال وعلى الفيء وبينه القرآن واهل البيت وبتبعهم الفقهاء ففي سورتين من سور القرآن يبين الله ان ثروات الارض ولايتها وامامتها وقيادتها وادارتها بيد الله ثم سيد الرسل ثم نظام القربى لسيد الرسل واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى هنا ايضا نظام القربى موجود والكثير من الاعلام يتخيل ان الخمس غير باب الفيء كلا هو نفس باب الفي ونفس باب الانفال فاية الخمس بحسب نظام التشريع في الخمس وهو نفس الفي والانفال ربما تقول اي ربط بينهما كل ما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب بينما خمس الغنيمة شيء اخر ، وسنجيب عنه ففي بيانات اهل البيت عن النظام الفقهي في ان اصل تشريع الخمس واصل تشريع الفي هو شيء واحد اية الخمس هي اية اخرى في ان الفيء بيد الله وبيد الرسول وبيد القربى وسنبين كيف يكون ذلك فقهيا حسب ثوابت الفقه بما بينه اهل البيت والتفت لها جماعة من الفقهاء وربما الكثير لم يلتفت له ؟

لاحظ كيف الفقه يدخل في العقائد؟ وطبعا اقصد جذور الفقه فعندما تغوص في الفقه يوصلك الى العقائد وكذلك الغوص في جذور اصول الفقه يوصلك الى العقائد فنظام الفي والانفال والخمس قائم على القربى وهم الطبقة الاولى لقربى النبي؟ هم امير المؤمنين وفاطمة فامير المؤمنين هو ابن عم النبي كيف يكون الطبقة الاولى؟ العم هو من الطبقة الثانية فضلا عن ابن العم سنبين ان امير المؤمنين يشارك فاطمة في الطبقة الاولى مع انه ليس ولدا للنبي ولماذا لا يشارك العباس بن عبدالمطلب؟ لان العباس ليس شقيقا لعبدالله والد النبي والقاعدة ان الشقيق مقدم على غير الشقيق فابو طالب اخو عبدالله من الام ومن الاب ومن ثم امير المؤمنين يرثه فامير المؤمنين صار من الطبقة الاولى لان هناك امور ترتبط بالذكورية فيرثه امير المؤمنين لانه اول وارث في الطبقة الاولى ولا ينازعه احد حتى العباس لانه عم ليس بشقيق بينما امير المؤمنين ابن عم شقيق وهو مقدم فمن ثم يشترك مع الصديقه وايضا فاطمة من الطبقة الاولى في الارث اما الامام الحسن والحسين هما من الطبقة التي تلي فاطمة وليسا في طبقة فاطمة في الارث حسب نظام الارث وهذا ينبهنا على ان المناصب الاصطفائية الالهية تصل الى الحسن والحسين عن طريق امير المؤمنين وفاطمة وليس مباشرة عن النبي والرتبة اسسها لنا القرآن وهو نظام القربى ونظام الارث وهب لي من لدنك وليا يرثني ، فلم يقل ولدا وانما قال وليا هذه هي الوراثة الاصطفائية وهذا دليل على ان الرحم سبب للوراثة الاصطفائية بشرائط ذكرها القرآن هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله رب زكيا فبالتالي ولاية اية الفي واية الخمس هي الامامة والولاية هذا النظام للامامة والولاية في الفيء شبيه اني جاعل في الارض خليفة دال ان خليفة الله متصرف فيدل على ان الفي امامة وليس مطلق الحجية وانما حجية خاصة وهي اامامه .

فاذن نظام القربى دال على ان الحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين يرثون الامامة والولاية بطبقات الارث واحتجاج الائمة من ولد الحسين على ابناء الحسن ان الامام بالارث لان بتوسط الامام حسين لا ترجع لولد الحسن وانما تستمر بولد الحسين فاحتجاج الائمة التسعة على بني الحسن ان الامامة فيهم هو بالارث الاصطفائي يعني نفس نظام الارث الاصطفائي يقتضي ذلك وهو ثابت واحتجت به فاطمة ونص عليه القرآن الكريم ومن ثم نظام القربى الموجود في اية الفي موجود في اية الخمس وكذلك في اية المودة حيث اية المودة استدل بها ائمة اهل البيت وعلماء الامامية على الامامة وهذه الاية فيها نظام القربى والارث الاصطفائي يعني دور فاطمة موجود فيها فلماذا اختلفت فاطمة عن بقية النساء المحيطات بالنبي حتى ممن لهن نسب اصطفائي بالنبي ؟ لان الائمة من ولدها يعني هي همزة الوصل بين ولدها وبين النبي وهي همزة الوصل بين ولدها والنبي فلا يصلون الى الارث الاصطفائي بمقامات النبي الا عبرها وعبر امير المؤمنين وهو وارث ايضا فالوراثة في الحقيقة متوزعة بين فاطمة وامير المؤمنين وللاخير التقدم .

فاذن في اية المودة نظام القربى واية المودة هي اية الامامة والولاية وليست فقط ولاية وليست فقط عصمة وحجة بل الامامة وشدد القرآن على هندسة هذه الوراثة والامامة والاصطفاء بنظام الوراثة الاصطفائية بدءا من امير المؤمنين وفاطمة قبل الحسن والحسين ومن ثم عندنا قاعدة مروية ايضا وتبناها السيد المرتضى ان كل امام سابق افضل من اللاحق الا الامام الثاني عشر لان النبي نص على انه افضل التسعة من ولد الحسين ولكن ليس افضل من الخمسة فامير المؤمنين افضل من الحسن والحسن افضل من الحسين والحسين افضل من زين العابدين الى ان يصل الى الامام الثاني عشر فهناك نصوص كثيرة عديدة بالفاظ عديدة دالة على ان الثاني عشر هو افضل التسعة وليس افضل الاثني عشر هو قائمهم وهو افضلهم وهو افضل التسعة يعني في نصوص مستفيضة او متواترة وهو بنظام القربى نعم قد يرد استثناء من نفس الوحي لذلك فاطمة ايضا ركزها الله في اية التطهير وفي حديث الكساء المتواتر فركز الله وجود فاطمة لانها هي في نظام القربى.

 

logo