47/04/28
منظومة الأسباب و المسببات والفعل الإلهي
الموضوع: منظومة الأسباب و المسببات والفعل الإلهي
مر بنا ان الصفات الفعلية ذات مباحث متعددة وجهات كثيرة لا تقل خطورة المعرفة فيها عن الصفات الذاتية ، وهناك عقد صعبة مبهمة في الصفات الفعلية ويترجل فيها رواد الفلسفة والكلام والتفسير والعرفان ومنها هذا المبحث الذي تمت الاشارة اليه ان نظام الاسباب والمسببات عندما يقول الله وجعلنا من الماء كل شيء حي هذه لاتبين افتقار الله الى الماء سواء كان جنس الماء او الماء الفيزيائي او المشيئة او الماهية حيث الهمزة في الماء ليست اصلية وهذه امور ذكرت في علم الصرف وهو متروك في الحوزات مثلا شرح الوافي وشرح الوافية للعالم النجفي نجم الدين الاسترابادي في القرن السادس الفه تحت قبة امير المؤمنين ويعتبروه اماما في النحو والصرف كيف عبارته جزلة ووجيزة واوسع كتاب في الصرف هو شرح الوافية ومن اوسع كتب النحو شرح الكافية شرح متن الوافية لابن حاجب لكن الشرح هو لنجم الدين الشيعي الاثني عشري وايام زماننا عندما كنا ندرس المقدمات كانت المباحثة معهودة في شرح الوافية وشرح الكافية وعلم الصرف هي بنية الدلالة في المعارف وكل العلوم الدينية تعتمد على الصرف وعلى النحو وعلم الاشتقاق فما هو الفرق بين علم الاشتقاق وعلم الصرف؟ كما انه ما هو الفرق بين علم المعاني وعلم البيان؟
نرجع كذلك وجعلنا من الماء كل شيء حي في سورة الانبياء الاية ثلاثين الماء بلحاظ الاشتقاق الصرفي اصله من ماه موه وهي ماهية مادة واحدة في اللغة؟ ومعنى الماهية اي تكون مشيئة فعالم الماهيات عالم المشيئة وهذا بحث مفصل ، فهل هنا جعلنا من الماء هو علم المشيئة؟ ام لا؟ والاشتقاق يوقف البحث على حقائق في معاني الايات ما كان يلتفت اليها لولا علم الصرف او علم الاشتقاق فهل جعلنا من الماء كل شيء حي لعجز الله في خلق الاشياء ؟ كلا .
فكان عرشه على الماء اذا الماء بمعنى المشيئة العرش على يعني مستعلي فعالم العرش فوق عالم المشيئة وهل عندنا عالم عرش واحد او عروش؟ وربما يشير قوله تعالى رب العرش العظيم الى ان العرش طبقات عرش السماء عرش السماوات وهذه موجودة في بيانات اهل البيت ثم لماذا يعبر الباري جعلنا ولم يقل خلقنا؟ هذه التساؤلات تأتي لاحقا في بحوث العوالم كلمة بديع السماوات والارض مثلا لماذا التعبير في القرآن صوركم ؟ انشأكم ؟ خلقكم؟ ما الفرق بينها؟ وكذلك برأ مثلا هو الله الخالق البارئ فصور البارئ انشأ خلق جعل ابتدع ما الفرق بين هذه الامور؟ وهذه مباحث حساسة تدل على درجات في الخلقة والمخلوقات وعوالم الخلقة والفعل الالهي لا ان نمر عليها مرورا سطحيا اجوف هذه قواعد عقلية تكوينية بين الوحي وما ورد في منظومة الايات بالفاظ والسن مختلفة لو يجمعها الانسان تحت عنوان منظومة الاسباب والمسببات في عالم الخلقة بالفاظ والسن وبيانات متعددة يجدها كثيرة
فهل عالم الاسباب والمسببات في فعل الله وخلق الله؟ لماذا مثلا عالم الموت يبين الله منظومة اسباب ومسببات؟ ملك الموت الملائكة الموكلون بالموت والله فوقهم مهيمن فلماذا نظام اسباب ومسببات في الموت؟ او لله جنود السماوات والارض ايضا هي من ايات الاسباب والمسببات هل هذا لعجز في الله؟ او في عالم القيامة يخاطب الله الملائكة خذوه فغلوه فهل الله يحتاج الى ملائكة؟ اصلا كل نظام الملائكة لماذا؟ هل الله محتاج؟ وعاجز؟ هذا ليس فقط في السماوات وانما في الملكوت وملكوت الملكوت وعالم القيامة عالم الجنة وعالم النار كلها سبب ومسببات فلماذا انيط الفعل الالهي بالاسباب والمسببات؟ فهذا ملف كبير وليس في سورة وسورتين او بحث وبحثين حتى التعبير في القرآن ادعوني استجب لكم او ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم فلماذا انيط الفتح بهذه الحالة؟ ان تنصروا الله ينصركم او لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم يعني سلسلة الاسباب والمسببات في عوالم وبيئات وجهات عديدة حتى التعبير انما امره اذا اراد شيئا فلاحظ امره هو مضاف اليه لاحظ انما امره الضمير مضاف اليه اثنين او ثلاثة شيئا اربعة ان يقول خمسة له ستة كن سبعة ف ثمانية يكون تسعة فهذه السلسلة لماذا في القرآن؟ وفي عدة موارد يذكر هذا الشيء فلماذا منظومة الاسباب والمسببات؟
فان جعلت هذه الاسباب والمسببات شرائط وقيود تبين صفة عجز في الله فهذا محال وباطل بخلاف ما اذا جعلت صفات الفعل الالهي بلحاظ المخلوق لا بلحاظ الخالق لاحظ في سورة النحل الاية اربعين انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون كذلك في سورة الانعام الاية ثلاثة وسبعين او في سورة البقرة الاية مئة وسبعة عشر اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون او مثلا انما مثل عيسى كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون خلقه من تراب فكن فيكون اتت بعده خلقه من تراب وهذه في سورة ال عمران
فهذه الايات تبين سلسلة الاسباب والمسببات انها صفة للمخلوق وليست صفة للخالق يعني صفة الفعل الالهي من جهة المخلوق لا من جهة الخالق والا الباري تعالى هو مسبب الاسباب والشفاعة التكوينية الكاملة والولاية له ففي فعله لا يعجزه شيء انما شيئية الشيء لا تتكون في المخلوق الا بهذه الاسباب وبدون هذه الاسباب لا شيء كما يبينه ائمة اهل البيت فهل يمكن مثلا ان اتصور جسما يخلقه الله ليس له طول وعرض وعمق؟ هذا لا يمكن فلا يمكن ان يكون جسما ليس له مقادير وهذا ليس لنقص في الباري وانما النقص في اصل قابلية المخلوق فبسلسلة الاسباب تتقرر شيئية المخلوق ذاتيا ماهويا وبدونها يتلاشى وتتلاشى شيئية الشيء فسلسلة الاسباب والمسببات دخيلة في تقرر ماهوي ذاتي في ذات المخلوق بحيث انت لو ترفع حلقة من الاسباب او المسببات يتلاشى نفس المخلوق ذاتا .
فاذن الحاجة الى الشفيع التكويني او الاسباب التكوينية او الوسيلة التكوينية هذه في الحقيقة حاجة المخلوق وليست حاجة الله ولا فعل الله ولا فاعلية الله انما حاجة المخلوق وبدون هذا اصلا لا تتقرر شيئية وماهية وذات للمخلوق سواء ذات المخلوق كماله تكامله ايا ما كان فالمغالطة التي تحصل من ابليس او من السلفية والوهابية او جملة من العرفاء او كثير من الصوفية ان سلسلة الوسائط هي اصنام وهذا شرك خفي نقول له اشتبهت ، حيث انه بلحاظ المخلوق لابد منها لا لفقر في الله تعالى وانما تقرر نفس المخلوق هو هكذا وما المراد عندهم انه المخلوق في جهة تلي للخلق وفي جهة هل تلي الخالق وهذا التعبير موجود عند الفلاسفة والصوفية والمتكلمين ان المخلوق فيه جهتان جهة تلي الخالق وجهة تلي المخلوق ؟ فهم يدعون في المخلوق في الجهة التي تلي الخالق لا وسائط ولا وسيلة موجودة فيقولون كل مخلوق له جهتان ونسبتان نسبة الى المخلوقات حتى يصل الى الله وهذه نسبة بعيدة وفيها عقبات وحجب وانا الان انقل كلامهم بحذافيره كي نبسط الكلام فيه اين الخلل؟ فيقولون بان المخلوق له لله جهة من الخلق الى الحق هذه جهة طويلة وفيها حجب وعراقيل اما هذا المخلوق اذا اراد من الجهة التي تلي الرب فيمكن ولسنا بحاجة الى شفيع
لا يستجيب الله الدعاء الا اذا انقطع العبد عما سوى الله وما معنى الانقطاع؟ ان لا تتوجه لغير الله وتحصر توجهك الى الله وتنقطع عن كل ما سواه وهذه حالة قلبية فكرية ، ضل من تدعون الا اياه يعني يصير عند الانسان انقطاع فييأس من الاسباب والمسببات دعوا الله مخلصين له الدين فاذا انجاهم اذا هم مشركون فهم يقولون بان القرآن نفسه بين الاسباب والمسببات ان التوجه لها شرك خفي .