« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/04/27

بسم الله الرحمن الرحيم

صفات الفعل ودور الأسمار الإلهية في المعرفة

الموضوع: صفات الفعل ودور الأسمار الإلهية في المعرفة

 

مر مبحث صفات الافعال الذي تعرض له امير المؤمنين في خطبته ان صفات الافعال طبقات وفيها تعقيدات عديدة وفيها مساحات مبهمة انها صفة فعل او صفة ذات ؟ فهي اثارات وتساؤلات عديدة منها ان صفة الفعل سواء كانت صفة او اسم ما شئت فعبر دالة عليه تعالى فكيف هذه الدلالة تتناسب مع الخالق؟ والحال ان المخلوق محدود ؟ فكيف صفة الهية تنشا من فعل مخلوق محدود والحال انه قوام الصفات الالهية بالعظمة لا تتناهى بالكلام او بعبارة اخرى مثلا قول الوحي ولقد رأى من ايات ربه الكبرى كبروية الاية، صغروية الاية، وسطية الاية، ما هو معناها وكل ايات الله تعالى يلاحظ المخلوق بما هو هو مثلا المرايا مراة صغيرة كبيرة، شفافة، اقل شفافية، لكن بالتالي هذه المرايا كلها تشير الى صورة معينة ودرجة حكايتها تختلف وشفافية الحكاية فيها تختلف لكن المحكي فيها هو هو .

فمن جانب اختلفت المرايا لكن المرأى بها هو شيء واحد لكن درجة الاراءة تختلف وضوحا تلألؤا نورا كما ان في عالم الاسماء وردت في الروايات يسبح باسمائه جميع خلقه وفي القرآن الكريم سبح اسم ربك اعلى وهناك موارد اخرى ان التسبيح وان تنزيه الله عن التشبيه يتم بالاسم وهو مخلوق او فسبح باسم ربك العظيم او فسبح بحمد ربك فتنزيه الله بتوسط الاسم مع ان الاسم مخلوق فكيف ينزه الله؟ هذا خلاف ما يتوهمه العرفاء والصوفية او الوهابية ان الاسم له دخالة في تنزيه الخالق عن المخلوق فسبح يعني نزهه عن التشبيه فانت باي اية تنزه الله ؟ انه بتوسط معرفة الاسم يسبح لله ما في السماوات والارض يعني التسبيح بالاسم او تسبح بالحمد فسبح بحمد ربك والحمد هو شبيه بالاسم فاذن كيف يتم تنزيه الله عن المخلوقات بوسيلة الاسماء ؟ مع ان الاسماء مخلوقة ؟ فتنزيه الله عن المخلوقات وعن نقائص المخلوقات بوسيلة الاسماء .

العرفاء والصوفية يقولون ان اتخاذ الاسماء وسيلة هذا شرك خفي وان لم يكن جليا والوهابية هذه مشكلتهم يكفرون بالوسيلة فوحدوه يعني اكفروا بالوسيلة البعض يفسر سبح باسم رب باسم ربك العظيم سبح اسم ربك الاعلى يعني هو الصوت نحن نقول حتى لو افترضنا انه الصوت ومع ان الاسماء الالهية ليست اصوات فهذا صوت دال على المعنى في الذهن والمعنى في الذهن دال على الحقيقة الخارجية في الاسم فالاسماء حقائق خارجية غيبية اعظم من العرش فالاسماء العليا هي حقائق عينية مخلوقة غيبية اعظم المخلوقات على الاطلاق طاهرة مطهرة عن الانانية وخالصة من الانانية فانت لا ترى في الاسم الا الحكاية عن المسمى وخلوص تقدست عن انانية المخلوق فالاسم الاعظم طبقات لكن هذا الصوت يعبر عنه اسم الاسم الاسم فالاسماء حقائق غيبية وهذه قاعدة مرت بنا في العقائد دائما ان عناوين العقائد ليست الفاظ وليست معاني العقائد يعني لها حقيقة يعني عينية وليست مجرد مفاهيم ذهنية وهذه قاعدة عامة .

فالقرآن ليس الفاظ ولا نقوش تكتب ولا مفاهيم تفهم القرآن حقيقة غيبية مهولة انما الالفاظ انعكاس واشارة اليها وعنده ام الكتاب ليس عندكم حبل ممدود طرف منه عند الله وليس عندكم وطرف منه عندكم وليس كلا الطرفين عندكم ، كتاب مكنون او في لوح محفوظ عن ان يناله العلماء والمفسرون والفقهاء والمتكلمون والفلاسفة لا يناله الا المطهرون اي اهل بيت اية التطهير بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ عن البشر وغير البشر فالاسماء ليست الفاظ هذه الفاظ دالة على معاني والمعاني دالة على معاني الى ما شاء الله بعد ذلك تصل النوبة الى الحقائق الخارجية العينية قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن هي اسماء وليست صوت فقط ولا معاني فقط وانما تتوجه انت الى الاسم قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى هذه الاسماء مخلوقة له وتؤدي بك اليه تعالى فتوجهك اليها يقودك الى التوجه الى الله وذر الذين يلحدون في اسمائه يعني ما يتخذون الاسماء طريقا للوصول كما يدعي ذلك الصوفية او العرفاء او غيرهم .

لذلك في بيانات عديدة لاهل البيت انه من عبد الاسم دون المسمى فقد الحد وليس اشرك ومن عبد الاسم والمسمى فقد اشرك ومن عبد المسمى دون الاسم فقد وحد لكن هناك شرط انه يعبد المسمى دون الاسم بدلالة الاسماء فبدون دلالة الاسماء لن تستطيع ان تعبد المسمى ، الصوفية والعرفاء يقولون لابد ان يكون بدون توسط الاسماء فالتوسط شرك خفي نحن نقول بالعكس التنزيه عن الشرك وعن التشبيه بالاسماء وبدلالة الاسماء ، الاسماء لا تعبد والمعبود هو المسمى لكن عبادتك للمسمى لابد ان تكون باسترشادك بالاسماء وبتوسلك بالاسماء وبهداية الاسماء وهذه موجودة في جملة كلمات اهل البيت وحقيقة اغفلوها الصوفية عن الحسبان .

لاحظ الله عز وجل يقول وذروا الذين يلحدون في اسمائه اذا انت الحدت في الاسماء كيف تصل الى الله؟ في بيان الامام رضا عليه السلام في المنتديات الدولية التي اقامها اللا مامون العباسي لاحراج الامام الرضا وانقلب المنتدى ضده ذكر هذا الامر وهذا الالحاد في الاسماء ذكرت في سورة الاعراف وفي سورة النحل وسورة فصلت وفي سورة الاعراف ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فانت لا تنفي الوسيلة حيث ابليس رفض ان يكون واسطة بينه وبين الباقين فصار ابليس حسب زعم صوفية من اعظم الموحدين ، طبعا ليس فقط تدعون في بداية الطريق وفي وسط او نهاية الطريق تستغنون عن الاسماء فلله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه فهم لم يلحدوه في الله وانما الحدوا في الاسماء يعني دور الاسماء وذر الذين يلحدون في الاسماء سيلقون غيا سورة الاعراف الاية مئة وثمانين وكذلك في سورة النحل ان الذين يلحدون في اياتنا يعني هذه ليست الاسماء فنفس الكلام فالاية مخلوقة لكن هي تصير السبيل الى الله لا ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا والاية مرادف عقلا وليس لغة للاسم فالاسم دال والاية دالة ومر مرارا المرادفات العقلية للاسم وللكلمة وللاية وللحرف وللدلالة ربما خمسين او مئة عنوان في الوحي ، في سورة فصلت ان الذين يلحدون في اياتنا الاية اربعين يعني اعبد الله بدلالة الايات واعرف الله بالايات والا لن تستطيع الوصول اليه تعالى ، فلا تقل لسنا بحاجة الى شريعة ولسنا بحاجة لنصب الانبياء ولسنا بحاجة لنصب الايات نحن نتخذ طريقا يوصلنا الى الله كابليس ففي سورة فصلت ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا فكم القرآن يقول الكفر بالايات هو كفر بالمسمى والله اعلم كم منظومة لو تبحث تجد الكفر بايات الله والجحد والتمرد على ايات الله فهي اسماء الله .

بينما في بحث العرفان او التصوف يقولون التوحيد الاعظم ان تعبد الله بدون الاسماء وبدون الايات وكذلك في سورة النحل الذين يلحدون في الاسماء ولكن قوله لله الاسماء الحسنى في عدة سور فلاحظ العرفاء والصوفية والوهابية ولو انا لا احشرهم ولكنهم عندهم سقيفة معرفية وان اختلفت ديكورها فهم يخلطون بين الوسيلة وبين الجبت والطاغوت ويعتبرون الوسيلة طاغوتا اوجبتا وحاشا للوسيلة ان تكون جبتا الجبت يعني قاطع الطريق طاغوت يعني انانية ذات المخلوق حاشا للايات ان تكون جبتا او تكون طاغوتا معنى الجبت لغة القطع ومنظر الانحراف هو الجبت والمجري بهذا التنظير وقاطع الطريق لله والطاغوت دائما جبت ، فالمقصود الوسائل والايات ليست جبتا وانما وسيلة هم خلطوا بين الشفيع والشريك وخلطوا بين الوسيلة والجبت والطاغوت الاسماء ليست منزهة عن الانانية لان الطاغوت هي انانية اما اذا تقول الاسماء طاهرة مطهرة مقدسة عين القدس يعني اصلا ليس فيها نجاسة الانانية فهي مقدسة عن الانانية وعن الشوب والشرك فطاهرة مطهرة والطهارة درجات والقدس درجات وقد ورد اسألك باسمك الطاهر المقدس لا المشوب بالشرك لذلك من عبد المسمى دون الاسم لكن بدلالة الاسم كما في بيان الرضا يقول انما خلق الله الحروف يعني هي الاسماء نفسها لكي يهتدي المخلوقات اليه تعالى وبدونها ما يقدر ان يهتدي يعني بدون الحروف ما يمكن .

العرفاء والصوفية يقولون الاحدية والاحادية كيف تستغنون انتم عنهم استكبرت ؟ هل انت تستغني عن الوسيلة وعن الشفيع؟ شبيه قول الباقر لاحد تلامذته فهو صالح بر تقي ينتقد تلميذا اخر انه انت مصر على شفاعة النبي كلا انت قم باصلاح نفسك واصلاح عملك فالامام الباقر غضب من قول هذا المقدس وقال له اغرك برك وصلاحك ؟ ان في القيامة اهوالا لا ينجو فيها الانبياء الا بشفاعة سيد الانبياء يعني عملهم لا زال ليس بكامل وانما بحاجة الى شفاعة سيد الانبياء خذ منهم صدقة تطهرهم وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم مع انه الا بذكر الله تطمئن القلوب فنلاحظ الوسيلة هي تسبب طهارتنا عن الشرك وعن انانية ذاتنا واذا انت رفضت الوسيلة فانت مستكبر وطاغوت فمقابل الخضوع والوسيلة هي طاغوتية الانانية والذات فيقعون في انانية الذات من حيث لا يشعرون .

 

logo