47/04/19
قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١٣1)
الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١٣1)
( اقتحام واختراق الأنبياء والأوصياء للأنظمة الفاسدة )
قبل الدخول في باب فقه الادارة هناك جملة من الايات القرآنية في اصول التشريع ومقاصد الشريعة تبين ان تمكين اهل البيت من الحكم في الامر هو من الغايات العظيمة في الدين وبالتالي اقامة حكم الدين هو من الغايات العظيمة ، ثم ان طوائف الادلة في هذا كثيرة فالبحث تارة على صعيد حكومة الدين وتارة على صعيد حكومة الحاكم الديني .
طبعا بالنسبة لال البيت البحث متحد نعم حكومة الفقه الديني شيء وحكومة الفقيه شيء اخر والكثير يدمج بين المقامين ولكن كبحث فرق بين حكم الدين والحاكم الديني فهما شيئان وليس شيئا واحدا فحكومة الفقه شيء وحكومة الحاكم الفقيه بعد اخر فيجب الا نخلط بينهما يعني من جهة حكومة الدين واحكام الدين هناك ادلة في هذا المجال من الايات والروايات والعقل فالمقصود من حدود الله ليس باب الحدود مقابل القصاص وانما تشريعات الله مثلا في نزاع الزوجين يوصي الله بان يراعيا تشريعاته وحقوقه كل منهما ، تلك حدود الله فلا تعتدوها فحتى الزوجين اللذان اصبح بينهما طلاق تعبير القرآن فان ظنا انهما يقيما حدود الله فلا جناح عليهما ان يتراجعا فالحدود في القرآن والوحي تستخدم بمعنى مطلق احكام الله وورد مستفيضا او متواترا الحد يعني الحكم ، حد من حدود الله يقام يعني حكما وليس المقصود الحدود مقابل القصاص فهو ليس ضيق بهذا الضيق .
لاحظ في سورة البقرة الاية مئتين وثلاثين وتعرضنا لها مفصلا في بحث التفسير كذلك في سورة الطلاق وفي سور اخرى كثيرة فالمراد من حدود الله هي احكام الله وكما ورد ان اقامة حكم من احكام الله ابرك على الارض من اربعين يوم مطرا وكذلك ومن لم يحكم بما انزل الله في سورة المائدة فحكومة الدين شيء والحاكم الديني بحث اخر والمذاهب الاسلامية تختلف بين بعضها البعض وربما في المذهب الواحد يخلطون بين هذا البحث وهو بحث الحاكم وحاكمية الله وعلى اقل تقدير حكومة الدين هي حكومة تشريعات الله فاصل فلسفة الدين ان يكون حاكما والا الدين ليس مزويا عن الشأن والحياة المجتمعية .
فعمدة احكام الدين هي في المجتمع وفي البعد المجتمعي العام وليس البعد الخاص فالدين ليس تشريعات فردية بل عمدة الدين هي تشريعات عامة مجتمعية سياسية الان من يكون الحاكم هذا بحث اخر وهناك اختلاف بين المذاهب الاسلامية او حتى المذهب الواحد فيجب الا يخلط بين هذا وهذا .
من ثم كان ائمة اهل البيت يحاججون الاول او الثاني او الثالث او حكام بني امية وبني العباس بحكم الدين وحكومة الفقه فحكومة الفقه غير حكومة الفقيه فعلى هذا التصوير الغاية هو التمكين اي تمكين حكم الله في الارض بوجوه لا تنتهي من الايات والروايات والادلة العقلية واصل فلسفة الدين هي هذه ولذلك نموذج مهم في سورة يوسف كما يبينه القرآن ان النبي يوسف منذ نعومة اظفاره كابد الاهوال فمرت على يوسف مكابدات هائلة ليست بالسهلة لاجل ان يمكن من الحكم فالغاية الالهية منها ذلك ، كذلك مكنا ليوسف في الارض يعني في الحكم فطريقة السماء في اقامة حكم الله لا تقتصر على اسلوب معين يعني حتى الاختراق والتغلغل لابد منه فكون النظام فاسدا في منطق القرآن لا يبرر الانكفاء والانعزال عن التغلغل والنفوذ للاصلاح وسورة يوسف في هذا الصدد انه ايها المؤمن وايها الصالح وايها العادل والمتقي والورع لاحظ ان النبي يوسف لم يمهد ولم يعد التمكين في التغلغل في النظام باعداد يسير وانما مر باهوال ومخاطر ومكابدات مع ذلك هذا مسير سلكه النبي يوسف وهو من الانبياء .
ثم لم يكن النظام كله بيده وقبضته وانما جانبا من النظام وليكن فهذا المقدار من التمكين لا بد منه كما هو الحال في ذي القرنين فهو رئيس الكل في الكل ولكن النبي يوسف هو جانب معين ولكن بهذا المقدار يستحق ان يكابد النبي يوسف الاخطار ، فعدة ايات في سورة يوسف تؤكد هذا الشيء كذلك مكنا ليوسف يعني الارادة الالهية وكما في اخر السورة واتاني من الملك اي القدرة وكذلك قول اخوة يوسف تالله لقد اثرك الله علينا فهذا المقدار من التمكين لابد منه .
فلما نقرأ سورة يوسف لنلتفت الى ان النظام السياسي مهما كان حتى لو كان عابد وثن لا يسوغ لنا ترك هذا النظام وانما يجب التغلغل والاختراق والاصلاح بقدر الامكان ولذلك في مذهب اهل البيت احد ادلة لجواز تولي ولاية النظام الجائر هو بقيد الاصلاح وبقيد دفع الضرر عن المؤمنين وبقيد جلب النفع للمؤمنين فيكون مشروعا بل واجبا لقد كان في قصصهم عبرة يعني تعتبروا به فهذا من مقاصد الشريعة ان النظام السياسي لا يترك تحت اي ذريعة فلا تقل ليست لديه قدرة نقول حتى وان كان كذلك ولكن عندك قدرة نسبية ولو واحد بالمئة هذا لا يعفيك عن المسؤولية .
ببيان الامام الرضا ان النبي يوسف قال اجعلني يعني هو بادر قال انك اليوم لدينا مكين امين فلم يحددوا له وزارة معينة فبتعبير الامام الرضا حتى النظام الكافر من مسئولية الانبياء والاوصياء واتباع الانبياء والعلماء اختراقه والتغلغل فيه لتقليل الفساد وللاصلاح لا ان تترك الامور على عواهنها وعلى غاربها فهذا ليس بمنطق وانما المنطق هو تحمل المسئولية نعم عندما شارك النبي يوسف هو قد شارك باسلوبه بطريقة وببرنامج لم يعزز الفساد في النظام الفرعوني وانما بكفاءة النبي يوسف ودرايته ومهارته واعداده وكان بنحو لا يستطيع النظام الفاسد ان يجر منه الفساد بل يجر منه الصلاح والاصلاح والاستصلاح ومن ثم مؤمن ال فرعون قال عن النبي يوسف كما في سورة المؤمن او غافر ولقد جاءكم من قبل يوسف بالبينات فكانت ادوار النبي يوسف متعددة دور جانب العقائدي والفكري وهذا بدأه يوسف منذ ان وطأ ارض مصر فهو دور اداري وتدبيري لانه حتى العدالة اليسيرة في قصر احد وزراء النظام الفرعوني يجب ان ينشر وتنتشر فيه مفاهيم العدالة فبالتالي ادوار وابعاد عديدة قام بها يوسف فلا تقل هذه المؤسسة الصغيرة نقول حتى ولو كانت صغيرة فالنبي يوسف قبل السجن بدأ بادواره في ابعاد عديدة في الادارة وفي نشر القيم والمبادئ وهذا ليس على الصعيد الفردي وانما على الصعيد الجمعي كتساوي الحقوق وكرامة الانسان فسورة يوسف تشرح لنا مسلسلا من ترقي ادوار يوسف في ابعاد عديدة فلا تستصغرن الادوار فانت كل دور تقوم به ايها الخبير يرشحك اكثر فلا تستصغرن دورا من الادوار .
هذا شبيه النبي داوود كما مر بنا مرارا كان فقيرا راعيا للاغنام حافيا وليست لديه امكانيات مع ذلك هذه الامكانيات المتواضعة لم يستصغرها داوود وجعل الله التغيير الاستراتيجي في الشرق الاوسط على يده وعلى هذه الامكانات المتواضعة نتيجة الهمة والارادة والعزم فقتل داوود جالوت واعطاه الله الملك ، كذلك الحال في يوسف فمشهد المسؤولية الاجتماعية والسياسية والاخلاقية والعدالة المالية والامنية والادوار العديدة التي قام بها النبي يوسف هي مواجهة ناعمة من النبي يوسف مع النظام الفساد فهو تغلغل الى كبد النظام وظهرت على يده كفاءة النظام الديني في البعد الاقتصادي والامني والمالي والقضائي .
فالامام الرضا نقل عنه الصدوق رواية في عيون اخبار الرضا الجزء الاول الباب اربعين حيث الصدوق وفق ان يكتب مواقف او مواطن عظيمة للامام الرضا ركز كتابه عن حياة الامام الرضا فهذا الباب الاربعين هو الباب المعنون بالسبب الذي من اجله قبل الامام الرضا ولاية العهد من اللا مأمون العباسي طبعا ولاية العهد التي قبلها الامام الرضا انذاك في الدولة العباسية هي كانت قريب من خمسين دولة وولاية العهد بالتالي ليس بمنصب سهل ، صحيح الامام الرضا قال لا اعزل لا افعل كذا كذا هذا صحيح لكنه تدخل في اصلاح امور كثيرة ليس دعما لملك العباسيين وانما لتجلية مذهب اهل البيت وجدارته اكثر فاكثر .
فجملة من المقدسين الشيعة اخذوا بالاعتراض على الامام الرضا سواء من الشيعة او من غيرهم من مذاهب المسلمين انه لماذا زججت بنفسك في النظام السياسي؟ وهذه الدنيا وفيها فساد وفيه نجاسات والصدوق اورد روايات عديدة في هذا الباب وبيانات كثيرة عن الامام الرضا عمدتها ان اقتحام النظام الفاسد هذا مشروعه بل هو سنن الانبياء لا ان تخلي الامور على عواهنها وحتى بين الامام الرضا الفارق بينه وبين يوسف ان يوسف نبي ووصي ثم دخل في نظام فرعون الكافر بينما هذا النظام في الظاهر يحمل راية الاسلام والنبي يوسف هو بارادته اقتحم واقحم نفسه في ذلك النظام بينما انا اجبرت على الاقتحام فالامام اراد ان يبين بان اقتحام الانظمة بما لا يكرس الفساد بل بما يكرس الاصلاح والصلاح هذا من سنن الانبياء والا لماذا يستعرض ذلك القرآن في سورة يوسف ؟ انه لاجل ان يبين ان هذا المسلسل من حياة يوسف يصب في الغاية القصوى وهي اقتحام يوسف في نظام كافر .
اذن مشروع السماء له درجات في الاقامة لا انه درجة واحدة واسلوب واحد اذن ليس هناك انكفاء من الانبياء والاوصياء واتباعهم عن العملية السياسية نعم الانكفاء عن الفساد هذا صحيح ولذلك لاحظ امير المؤمنين والامام الحسن والحسين وسيرة فاطمة وزين العابدين والباقر والصادق اذا رأوا حكما قضائيا باطلا اعترضوا وتدخلوا فيه وحتى تدخلوا في الجانب الامني والاداري ليس دعما لحكومة السقيفة او لبني امية او لبني العباس انما دعما لاصل النظام الاسلامي الذي بناه رسول الله بغض النظر عن هذه الحكومات التي لا تعترف بشرعيتها حيث قلنا فرق بين اصل النظام وبين الحكومة المتربعة .
كذلك لاحظ النبي يوسف اصل النظام السياسي الذي يدير نظم المجتمع هو شيء وفرعونية النظام او فرعونية الحكومة شيء اخر ولذا اقحم النبي يوسف نفسه لكي ينشر العدل ويقيم العدل بين المجتمع ويقيم المبادئ الاخلاقية والتوحيد ويقيم الامن والامان بين البشر فادوار عديدة قام بها النبي يوسف سواء في الامن الاقتصادي او البوليسي او العسكري فاذن الائمة ليسوا منعزلين عن النظام السياسي حتى في الصورة الظاهرية وانما عندهم مداخلات في موارد عديدة حساسة وفي المنعطفات .
احد الشواهد التي يأتي بها الامام الرضا على ان النظام السياسي لا يترك انه لماذا دخل امير المؤمنين في الشورى اذ كان بامكانه ان يرفض ذلك ؟ انه دخل لانه لابد من الاقتحام لاصلاح ولاقامة العوج فامير المؤمنين لما اقتحم الشورى سجل موقفا عظيما في التاريخ ان الحكم الديني قام على كتاب الله وسنة النبي لا على سنة الشيخين فهذا نوع من الاصول التشريعية العظيمة التي بينها امير المؤمنين في هذه المداخلة وهي خطوة في النظام سياسي وفي النظام الدستوري لحكم الاسلام بحيث يقطع المعاذير على من يوسوس او يغالط في موقف امير المؤمنين بل في يوم الشورى كما بين امير المؤمنين ذكر سبعين حجة على اصطفاء اهل البيت في الحكم وهي حجج مقطوع بها وليست ظنية وهذا نوع من ترسيخ وتأصيل الاصول التشريعية .
اذن ليس من التقوى والتقدس ان ينكفئ الانسان وينعزل وانما يقتحم باي الية حتى لو بدرجة الاستشارة والمشورة فلم يكن ائمة اهل البيت ينكفئون عن الشور والاستشارة على انظمة بني امية وبني العباس بما يصب دعما للاسلام وليس دعما لهؤلاء الامويين الدمويين او العباسيين او حكم السقيفة وانما لترسيخ النظام النبوي .
الان في العلوم السياسية يفككون بين اصل النظام والحكومة اي الجانب المتغير عن الجانب الثابت فالجانب الثابت بني على يد رسول الله ولو غير فيه الشيء الكثير وبدل فيه الشيء الكثير واحدث فيه الشيء الكثير لكن المقدار الذي بقي كان يحافظ عليه امير المؤمنين وبقية المعصومين فهذه الاعتراضات على الائمة او على الامام الرضا يجيب عنها الامام الرضا انه سنة الانبياء وسنة ابائه هكذا ونحن في كتاب عدالة الصحابة ذكرنا من مصادر العامة دلائل عديدة جدا وتابع هذا البحث احد الافاضل رحمة الله عليه في كتابه جواهر التاريخ ان الفتوحات لها ثلاث ملفات اولا اصل تدبير الفتوحات وكيفية التخطيط لها والملف الثاني تطبيق التنفيذ والملف الثالث البديل ، والتشويه الذي حصل في الفتوحات في الملف الثاني او الثالث لا الاول لان الاول هو اصل تخطيط الفتوحات هذا تم على يد امير المؤمنين وعند مصادرهم وليس مصادرنا ففتح فارس تم بتخطيط علي بن ابي طالب سواء في القادسية او في نهاوند وهذه في مصادرهم ولكن للاسف قل من انتبه اليها كذلك فتح الروم يرموك او جلولاء تمت بتخطيط علي ابن ابي طالب والاصابع من حواريه يعني القادسية لم تتم على يد سعد ابن ابي وقاص كما يزعمون وهذا في مصادرهم موجود انه لولا احد حواري امير المؤمنين لانهزم المسلمون في القادسية ولولا تدبير وتخطيط امير المؤمنين في نهاوند وهو في المدينة وقد استعان به عمر حيث تزلزل عمر في ادارة نهاوند اي زلزال وتذكر مصادرهم ذلك ولم يفلح احد الصحابة في ادارة هذه الازمة فالمسلمين كانوا مرشحين للهزيمة في نهاوند حيث ملوك عدة تضافروا لمحاربة المسلمين في نهاوند وفي فارس وخططوا ان يأتوا الى البصرة بل الى المدينة وهذا كله دفع ببركة تدبير امير المؤمنين .
وهذا ذكرتها في كتاب عدالة الصحابة ففتح فارس وفتح الروم ببركة امير المؤمنين بل بعد ذلك تابعت هذا الملف وذلك الشيخ المرحوم الفاضل تابع ايضا جزاه الله خير انه ما من فتح في اي بلد مسلم الا ولمذهب اهل البيت فيه يد انت اذهب الى اندونيسيا والى اي مكان تريد تجد ذلك ، المهم ان فتح فارس وفتح الروم تخطيطه ونجاحه على يد امير المؤمنين بل حتى في حروب الردة حيث هي قسمان بعض المسلمين هم صحيح ارتدوا لكن بعضهم الاخر حوربوا باسم الردة فهذا القسم ممن رجع من الاسلام ما كان ابو بكر يستطيع ادارة الامور لولا استعانته بامير المؤمنين اعني هذا القسم الذي فيه بعض القبائل وبعض المناطق التي ارتدت عن الاسلام فحروب الردة ليست كلها حروب ردة حتى باعتراف عمر نفسه وانما القسم الكثير من المسلمين انما امتنعوا عن حكومة ابي بكر فقط اما قسم من حروب الردة هي في البدايات في بني فلان وبني فلان فهذه الحروب ما كان ابو بكر يستطيع ان يدبر ادارة الجيوش لولا امير المؤمنين واستعان في كيفية التخطيط به وموجود ذلك في مصادرهم فهي ادارة دولة الحرب فامير المؤمنين لم يدعم حكومة ابي بكر وانما دعم النظام الاسلامي النبوي لا حكومة السقيفة .
للاسف كثير من الباحثين حتى الخاصة لا يفككون بين اصل النظام النبوي والحكومة السقيفية وحكومة بني امية نقرأ في صحيحة يونس بن عبدالرحمن الامام الرضا يقول ليونس فيما لو داهم في مدينة من مدن الرباط يعني الحدود الفاصلة بين دولة الاسلام والكفار يقول انت دافع عن النظام النبوي لا عن الحكومة العباسية فكيف يفكك هذا البحث ؟ هذا بحاجة الى خبرة عسكرية امنية سياسية ادارية وهذا ما قام به اهل البيت بدءا من امير المؤمنين الى الامام الحسن والحسين فلم يكن هناك انكفاء وانعزال مطلق من اهل البيت عن الحياة السياسية والقضائية والعسكرية والامنية لنظام وانما كانوا في كبد المسؤولية نعم بحكم علمهم اللدني كانت برامجهم تصب في اصلاح وتجذير وتقوية بنية نظام الاسلام للحكومات المؤقتة الجائرة فحكمة تدبيرهم الفائقة جدا المتفوقة على عقل البشر كانوا بنمط لديهم اقتحامات او مداخلات لا تصب في دعم الحكومة الفاسدة وانما تصب في حفظ مصالح النظام النبوي وهذي مسؤولية عامة تقع على الجميع .
طبعا هذه الرواية مذكورة في الوسائل في باب تولي ولاية الجائر وهذه الولاية متفق عليها بشرط انها ما تدعم الفساد ثم تشير بما هو صالح لما هو منقذ للمسلمين وللمؤمنين وبهذه الشروط اتفق كل علماء الامامية على ذلك بل على وجوبه وليس فقط مشروعيته واستحبابه وانما وجوبه يعني هناك بديهة في فقه اهل البيت ان المسؤولية العامة السياسية العسكرية الاقتصادية القضائية بحسب امكانيات قدرة المؤمن يجب التغلغل فيها باي درجة من العلم والكفاءة والخبرة فيلزم عليه تحمل المسؤولية والاقتحام لا الانكفاء ولا الانعزال.
احد الاخوة كتب مقالة جدا لطيفة ربما ستة عشر من فقهاء تلاميذ الباقر والصادق وزين العابدين والكاظم والرضا كانوا وزراء في دول بني امية او بني العباس وفيهم فقهاء وليسوا فقط مؤمنين وصلحاء منهم عبد الله بن سنان وعلي بن يقطين ومحمد بن اسماعيل بن بزيع والعجيب في هؤلاء الفقهاء انه في حين كانوا وزراء في دول بني امية وبني العباس كانوا مراجع فتيا للشيعة في زمن الائمة فكانوا يجمعون بين امرين وهو واقعا امر صعب وشبيه بادوار الامام الصادق كيف جمع بين ادوار عديدة؟ يعني سلسلة وقائمة من فقهاء وتلاميذ الائمة كانوا فقهاء ومراجع للمؤمنين وكانوا وزراء في دولة بني امية وبني العباس مثلا علي بن اليقطين ليس شخصا عاديا وانما هو فقيه فهذه من سيرة تلاميذ الائمة في محضر ومشهد من الائمة عليهم السلام .
كذلك محمد بن اسماعيل بن بزيع كان لديه قصر الاخضر وكان ذو ثراء ولكنه جمع بين الامرين فلنذكر الرواية قال له رجل اصلحك الله كيف صرت الى ما اليه من المأمون فكأنه انكر عليه فاجابه امام الرضا بما فعله النبي يوسف يعني هي سنة الانبياء .
ايضا رواية اخرى يذكرها الصدوق عن الريان ابن صلت قال دخلت على الرضا فلاحظ هؤلاء المقدسين او المنكافئين المنعزلين كيف يشكلون على اهل البيت؟ مع ان هذه ليست سنة اهل البيت هم يظنون ان التقوى ان يحجم عن المسؤولية العامة فحتى اعترضوا على امام الرضا بل احد الباحثين قال اعتراضات الفقهاء على زيد الشهيد قسم منها كان من هذا القبيل ونلاحظ هناك نظرة موجودة ان موقف الائمة من الخط الزيدي سلبي مطلق وهذا موجود في اذهان كثيرين في الحوزات العلمية لكن اذا يدقق الانسان يجد هذه النظرة حتى لدى فقهاء تلاميذ الامام الصادق او الباقر قبل وقبيل واثناء وبعد ثورة زيد الشهيد طبعا هناك مؤاخذات عليه هذا صحيح ولكن موقف الائمة من الخط الساخن ليس سلبيا مطلقا .
صح ان زعماء اتباع زيد كانوا ينصبون العداء للامام الصادق او الكاظم او الباقر فهذه المؤاخذات موجودة لكن هل نظرة الائمة سلب مطلق عن هؤلاء ؟ كلا هناك تفصيل مثلا هذا التعبير عن الامام الصادق لا زالت الزيدية وقاء لكم يعني الخط الساخن مهما يكون له توازن وهذه ليست تقية وانما في وجهة نظر اهل البيت فمشكلة الباحثين في الفقه السياسي او العقائدي او العلوم الدينية عندهم نظرة واحدة وهذا خطأ طبيعة مواقف اهل البيت هو التفكيك بين الملفات لان اهل البيت هم دولة الهية عظمى وطبيعة الدول العظمى ان تفكك بين الملفات فان اخذتها بنظرة واحدة اخطأت .
لذلك موقف جملة من الفقهاء او المتكلمين من تلاميذ الصادق والباقر كان موقفه سلبيا جدا من زيد بينما بعض فقهاء وتلاميذ الباقر والصادق كانوا يتقنون تعدد الملفات عند الائمة ولذلك الامام الصادق يناقش الفضيل ابن يسار وهذا نفسه من تلاميذ اصحاب الاجماع وتوفي في حجر الصادق وكانت له كرامات حتى في تغسيله ووصفه الامام الصادق ان الفضيل منا اهل البيت فهذا الفضيل هو شارك مع زيد في الثورة او ربما تقول هو شخص غيره بالتالي موقف الامام الصادق يفصل فيه حتى الامام يسأل هذا الذي شارك مع زيد هل انت كنت مترددا؟ قال لا يا ابن رسول الله ولو كنت مترددا ما شاركت يعني اصل عملية تعدد الملفات وتعدد الادوار هذا لابد منه لذلك الامام الرضا خصص مبالغ مهمة كمؤسسة لرعاية عوائل الشهداء في ثورة زيد اذن ليس الموقف سلبيا مطلقا.