« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/04/15

بسم الله الرحمن الرحيم

/ الصدق والكذب في منطق الوحي ونشر الإعلام/قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (129)

الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (129)/ الصدق والكذب في منطق الوحي ونشر الإعلام/

 

الصدق والكذب في منطق الوحي ونشر الإعلام

 

مر امس ان الاعلام او نشر المعلومة ليس الصدق فيها بالنشر الكامل بل مراعاة ما يكتم وينشر هذا دخيل في الصدق والكذب فيجب مراعاة مقررات وضوابط مسؤولية الكتمان ومسؤولية النشر في اصل الصدق والكذب وهذا ما يغفل عنه في العلوم البشرية في باب الصدق والكذب كذلك في المنطق الارسطي او الفلسفة او الكلام او الفقه الصدق يدور مدار مطابقة الواقع ولكن المشكلة انه اي واقع واي دائرة من الواقع واي تطابق ؟ ومن ثم ورد ومن اصدق من الله قيلا فالله الصادق، ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( 43 ) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ( 44 )﴾ فهل هنا خادع الله سيد الانبياء؟ كلا ولم يخادع ، فهل دلس؟ حاشاه؟ اذن قضية الصدق والكذب لها ضوابط اخرى .

اذن الكتمان فيما يجب ان يكتم هذا صدق والاعلام في مواضع الكتمان هو كذب والكتمان في موضع الاعلام هو ايضا كذب لذلك الله يعاقب علماء اليهود انهم يكتمون ما علموا ومع ذلك الله يؤاخذ من يذيع الامور واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به فانتم لستم بصادقين فيما تقومون به انتم كذبة ومرجفون افاكين فاذ لم يأتوا باربعة شهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون اذن حقيقة وماهية الصدق والكذب في منطق الوحي لها ضوابط عديدة وحقيقة التطابق لها ضوابط عديدة وحقيقة الواقعية لها ضوابط عديدة فمسار ومنهاج الوحي في نشر المعلومات عالم اخر وسبب غفلة البشر عن معنى الصدق والكذب هو هذا .

الباري تعالى عندما يقول وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ فهي اراءة تكوينية من الله فيجعل جيش الكفار قليلين في اعينكم فتستمدون الهمة والامل ويقللكم في اعينهم ايضا فهل هنا دلس وسحر الله عز وجل؟ السحر حرام وحاشى لله ان يأتي بما ينهى عنه لم تقولون ما لا تفعلون؟ اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم؟ حاشا لله ذلك ولكن هو في بدر قلل في اعينهم يعني في الادراك وليس في الوجود الخارجي ويقللكم في اعينهم فتقل شحذ همتهم يقولون ما نحتاج نتأهب كثيرا فاهبة الكفار تقل وعزيمة المسلمين تكثر لاحظ دور الاعلام يريكم يعني مثل اعلام التصويري لله قضى هكذا فلم يعكس كل الحقيقة للمسلمين ولا للكفار ليقضي الله امرا كان مفعولا والى الله ترجع الامور هنا لا تلبيس ولا تدليس .

فليس كل ما هو موجود في الخارج تظنه هو صدق قد الصدق ان تخفيه لان المخاطب ان اطلع على هذا الواقع الجزئي بنى ان هذا هو كل شيء فقد تنفسخ عزائمه اذن ملاحظة التداعيات في نشر المعلومة مهم في مقام الصدق لانه اذا اعطيته هذه المواقع الجزئية ينطبع عليه بشكل خاطئ ويظن ان مصير الحرب في بدر هو عدد المقاتلين في الطرف الاخر وهذا كذب لاحظ عدد المسلمون ثلاث مئة وثلاثة عشر والكفار الف ولكن هذا الاخبار عن هذا العدد الصحيح كذب لانك كأنما توهم المخاطب ان مصير القضية في بدر اولا واخرا هو العدد وهذا كذب وهذا ليس الواقع نعم صورته واقع ولكن في الحقيقة ليس بواقع لذلك الله يقول نشر هذه المعلومة التي هي صورة واقع لكنها انطباع كاذب نشرها كاذب فالمدلول الجدي الذي سيطبع عند المخاطبين او المشاهدين سيكون كاذبا خاطئا فانت تساهم في الكذب ولا تساهم في الصدق .

من ثم النمام كاذب لان النمام يصور للطرفين فقط جانب التوتر بينما هذان الطرفان عندهم تاريخ من العلاقة ولا تنحصر علاقتهم بهذا التوتر الجزئي فالنمام كاذب لانه يحجب عقل الطرفين عن واقع العلاقة المبتدأة الطيبة بين الطرفين فهذا معنى اخر للصدق والكذب ، فتحوير المعلومة في النشر خطير هل انك تجتزأ او تتوسع؟ المصلح صادق حيث يقول تكلم فلان عنك كلاما طيبا وهو صحيح لان تاريخ العلاقة بين الطرفين من الطيب الى ما شاء الله انت اذا تلاحظ جزئية التوتر والمقطع الزمني بين الطرفين للتوتر تقول هذا ليس بصادق ، كلا هؤلاء الطرفان بينهما تاريخ من العلاقة فهل كل هذه تنسف وفقط تلاحظ هذا المقطع الجزئي في هذا الجانب ؟ فالذي يتحكم في العلاقة بين الطرفين هو التاريخ الممتد .

كذلك يكذب الساحر يفرقون به بين المرء وزوجه او الصديق وصديقه معظم السحر هو التسخير للشياطين والجن غير المرئيين فدائما يأتي الشيطان ويذكر المسحور بالطرف السيء وبمنطقة التوتر والتشنج ولا يذكره بالايام الطيبة والعلاقة الطيبة فيشحن بغضا وحقدا ويشعل البغض والحقد والتوتر وهذا ليس فقط بين الزوجين او بين كل رحمين قد بين الصديقين يأتي الجن والشياطين يذكرونه بان هذا كذب لذلك عندنا النمام ساحر يعني يلبس على الطرفين الحقيقة .

هناك تعبير ورد في عصا موسى تلقف ما يأفكون فلاحظ الكلام هو مؤثر في الاعلام والنشر قل للذين امنوا يقولوا التي هي احسن ولم يقل يقولوا الذي حسن لان الشيطان ينزغ بينهم العداوة يعني الكلمة اذا لم تكن طيبة وكانت بنبرة فيها جفاء او غلظة الشيطان يأتي ويأجج نار الفتنة فالكلام هو الية الاعلام وقد اكد عليها القرآن ادفع بالتي هي احسن السيئة فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم لاحظ يعني الكلام يطلسم القلوب والارواح وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد وهذه الاية عظيمة يعني نفس نشر المعلومات ، فلاحظ انت نشر المعلومة يمكن ان تطيب القلوب ويمكن ان تسبب فتنة بين شعبين او عشيرتين وبين الارحام وهي كذب وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد فمن منظومة الايات العديدة الكثيرة يظهر انه اذا كان مردود المعلومة الخبرية سلبي فهو لا محالة كاذب يعني هذا كأنما كشف اني فانت من المعلول تلتفت الى العلة واذا كان مردود الخبر ايجابيا فاعلم بان خبرك صادق لانك لا تجتزئ المعلومة ، فما دامت النتيجة ايجابية فليس المصلح كالمفسد ، الاية الكريمة والله يعلم المصلح من المفسد لان نظام التكوين والتشريع دائما يؤدي للاصلاح والذي يؤدي الى الكذب هذا ليس واقعيا ولا محالة كذب ودجل وما يؤدي الى الصلاح هو الواقع ولكن انت لنظرتك الناقصة تظنها كاذبة مع انه هو الواقع .

فاذن مردود المعلومات اذا ادت الى الفساد هي كذب والصدق يثمر مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ومثل كلمة خبيثة اجتثت من الارض ما لها من قرار وهذا هو الذي لم تلتفت اليه العلوم الكثيرة البشرية وان كان الان الاعلام والعلم التخصصي للاعلام يلتفتون لهذه الامور انه ما هي سياسة و اجندة وبرمجة واستراتيجية الاعلام اذن حرمة الكتمان ووجوب البيان هو في منطقة ، وحرمة البيان ووجوب الكتمان هو في منطقة اخرى وبحسب بيانات القرآن وبيانات اهل البيت معظم العلم مكتوم انما ينشر من قبل السماء بشيء يسير .

فالضوابط التي يذكرها القرآن في نظام الاعلام ونظام نشر المعلومات دخيلة كل الدخل في الصدق والكذب فإذن ليس ضابطة الصدق هو الواقع المجزأ المقطوع بل ان تستكشف الواقعية بدائرتها الوسيعة لما قبل ولما بعد اي الواقعية بكل هذه المساحة هنا مطابقة والواقعية هل يطابق ام لا؟ بخلاف المقطع الجزئي ان تجزئ الواقع .

لنذكر هذه الظاهرة المعقدة الذين اذاعوا السر من تلامذة الائمة مثل عبد الله بن سبأ وهي شخصية حقيقية وليست وهمية ووفاقا لمشهور علماء الامامية ما ينسب اليه امور وهمية انه مؤسس التشيع وان الذي هو حارب عثمان و اجج البلدان ضده نعم كان سابقا يهوديا هذا صحيح لكن هذا ليس معناه انه هو مؤسس للتشيع ، فهل يوم الشورى كان عبدالله بن السبع موجود؟ هل في امتناع امير المؤمنين عن بيعة السقيفة هل عبدالله بن سبأ موجود ؟ هل عدم بيعة فاطمة لابي بكر مرتبط بعبدالله ابن سبأ؟ هل رفض امير المؤمنين لسنة الشيخين يوم الشورى يرتبط بعبد الله بن سبأ؟ فهو ع لم يصحح سنة الشيخين قط بدرجة انه يترك الخلافة لئلا يوهم عقل المسلمين والاجيال الى يوم القيامة ان سنة الشيخين صحيحة وهذا كله يوم الشورى يعني قبل خلافة عثمان في الفاصل الزمني بين عهد عمر وعهد عثمان ابى امير المؤمنين ان يصحح ذلك فضلا عن ان يقدس سنة الشيخين وانما خطأه بشكل مطلق وهذا ضروري في تاريخ المسلمين حيث اشترط عليه ان يتبع سنة الشيخين فرفض ذلك بالمرة يعني دار الامر بين الخلافة وبين ان يبيع عقل الامة بسنة الشيخين ورفض فهو ما امضى اي شيء في سنة الشيخين لا انه فقط لم يقدسهما بل ابطل سنتهما .

كما ان امير المؤمنين حينما دار الامر بين عظمة النبي وخلافة المسلمين فقدم عظمة النبي على خلافة المسلمين هذا منطق مهم نلتفت اليه انه عظمة النبي وقدسيته فوق مصير الامة كما ان امير المؤمنين جمع القرآن وقدسية القرآن عنده فوق الخلافة لانه مصدر مشروعية ومسار الامة فالنبي اوصاه اولا بتجهيزه ثانيا بجمع القرآن ثالثا بمسار ومسير الامة لا ان نقول ان مصير الامة فوق مقام النبي وتجهيز النبي مع انه من المراتب النازلة للنبي والا انت كيف تقيم الحكم في الاسلام وانت لا تعلم القرآن فبماذا تحكم وبماذا تخطط؟ ثبت العرش ثم انقش هم تورطوا في جمع القرآن ولم يستطيعوا ان يجمعوه في سنتين من خلافة الاول ولا في اثني عشر سنة من خلافة الثانية فباي حكم يحكمون؟

فهذا منطق عقلي بينه امير المؤمنين انه اولا شان سيد الرسل ثم القرآن ثم يكون مصير الامة نرجع لمطلبنا اذن قوام الصدق والكذب ليس بقضية مجتزأة وانما بكل سعة الواقعية وقلنا انه قضية التشيع هي قبل انعقاد نطقة عبدالله ابن سبأ .

عبدالله بن سبأ الى ان وصل الى ابي الخطاب في زمن الامام الصادق والمغيرة بن شعبة في زمن الامام الباقر هناك روايات ان لكل معصوم كذاب هذا الكذب الذي ذكر في الروايات حول سلسلة هؤلاء اللي كانوا على الاستقامة ثم انحرفوا والكذب الذي ذكر في الروايات المستفيضة هو انهم اذاعوا السر ، طبعا اتباع ابن الخطاب انحرفوا وقالوا بالتاليه ، لكن هنا تساؤل احتار والتبس على المتكلمين وعلماء الرجال وحتى على الفقهاء انه كيف تسمى اذاعة السر كذب؟ حيث له واقعية فكيف يصير كذبا؟ فبنوا على انه اذا كانوا كذابين ومطرودين اذا كل ما يقولونه هو كذب بالمعنى الموجود لدى الناس يعني لا يطابق الواقع فكل روايات هؤلاء باطلة وروايات غلو .

بينما نجد في بيانات اهل البيت مركز الكذب ليس هذا ، طبعا بعض هؤلاء عندهم كذب من نمط اخر غير اذاعة السر وهو الكذب من جهة التأويل بشكل باطل للمعلومة الحقة ومن جهة الافتراء وينسبون للائمة امورا غير صحيحة لانه سلسلة في زمن الرضا والهادي على نفس الشاكلة فالكلام انه هذه القائمة من هؤلاء اللي كانوا على استقامة ثم انحرفوا لانهم اذاعوا السر كيف هو منشأ للكذب؟ مثل المعلى بن خنيس رضوان الله عليه قتل بسبب اذاعة السر لانه اذاع فضائل اهل البيت ومقاماتهم ونشرها ، وقد تأذى لمقتله الامام الصادق مع انه كان يحذره من ذلك بل امر ابنه اسماعيل ان ينتقم من القاتل وهو رئيس شرطة الوالي العباسي داوود ابن علي فهو العقل المدبر المعادي جدا لاهل البيت وهو من مؤسسي الدولة العباسية حيث اشار الامام الصادق لاسماعيل ابنه عليك به يعني هو رئيس الشرطة فقام وقتله قصاصا لدم المعلى لذلك الكثير من الاعلام عندهم جلالة المعلى بن خنيس فهو ايضا ورد في حقه انه اذاع السر لكنه ليس كابن الخطاب وانما بينهم فرق .

هناك رواية يرويها بصائر الدرجات محمد ابن الحسن ابن الصفار ابن فروخ الاشعري القمي عن الامام الصادق يشرح هذا الامر للمفضل ابن عمر الجعفي حيث المفضل اتخذ موقفا من روايات ابي الخطاب فالامام يبين له ما معنى الكذب؟ وما معنى الصدق؟ فهنا التبس الامر حتى على الفقهاء من تلاميذ الامام الصادق والباقر في شأن المغيرة او في شأن ابي الخطاب مع انهم ملعونون مطرودون وهذا لا كلام فيه ولكن الكلام انه كيف يعبر عن اذاعة السر بالكذب؟ مع انه اذاعة السر هو شيء واقعي فلماذا سمي بالكذب؟ الى درجة اللعن والانحراف ؟ .

مر بنا انه بناء على تعريف الصدق والكذب الموجود في علوم البشر نعم اذاعة السر ليست كذبا غاية الامر هي خطأ في سياسة نشر المعلومات في اذهاننا ولكن الضابطة التي نذكرها في منطق الوحي ان الصدق والكذب ليس فقط بالتطابق المجتزأ انت لاحظ هذه المعلومة اذا تنشرها لجماعة سيؤلهون الامام الصادق فهذا كذب لانه ينطبع بواسطة هذه المعلومة التأليه وهذا باطل فكأنما انت اخبرت بالوهية الامام الصادق وهذا باطل وكذب .

لاحظ تعبير سيد الانبياء عند الفريقين يا علي لولا ان تقول فيك امتي مقالة النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك من الفضائل ما لو مشيت على الارض لاخذ التراب من تحت قدميك يعني لا زال الوحي كتم كثيرا من مقامات امير لانها لو تنشر تنطبع لدى الاخرين الوهية امير المؤمنين وهذا خطأ باطل مع ان المقامات صحيحة لكن نشرها يعطي انطباع كاذب فتصير كذبا فالنبي يقول لقلت فيك من الفضائل ما لو مشيت على الارض لاخذ التراب من تحت قدميك فاذن نفس معلومة السر يجب كتمانها لانها لو اظهرت سينطبع لدى الاخرين انطباعا سيئا للذين ليس لهم اهلية او يسيئون الاستفادة والاستثمار من هذه المعلومة .

فاذن اذاعة السر كذب هو بهذا اللحاظ ولكن لاحظ هذا النظام في منطق الوحي انه ما هو ضابطة الكذب؟ وما هو ضابطة الصدق؟ فاختلط الامر حتى على فقهاء وتلاميذ الامام الصادق والباقر حيث ظنوا انه الائمة لعنوا المغيرة وابا الخطاب طبعا هذا اللعن كان واقعيا وليس صوريا وهم ابعدوا واقعا عن ساحة اهل البيت لكن ليس معناه ان ما كشف من روايات لم يصدر من اهل البيت انما نشره اعطى الانطباع السلبي مثلا من ضمن ما نشره ابو الخطاب ويجب الا ينشره انه الدين رجل وهو رسول الله يعني الدين كله مجسم في سيد الرسل ولكم في اسوة حسنة يعني سيرة رسول الله منشأ للتشريع وانك لعلى خلق عظيم يعني الشاكلة التكوينية لرسول الله هي الكمال الذي يبتغيه الله لعباده فانتم ايها المخلوقات حاولوا ان تجعلوا الرسول نموذجا تهتدون به وتصلون اليه ، فالدين الذي انا اطلبه متجسم في سيد الرسل فمعنى الدين رجل هو هذا وليس معناه ان سيد الرسل اله هذا المعنى الخاطئ ينطبع عند الاخرين .

دعوني اشرح هذا المطلب بشكل اكثر لاحظ هل تشريعات الله فوق الله او دون الله؟ وثم هل الواقعية وحقانية تشريعات الله فوق الله او هي ترشح وانعكاس عن عظمة الله ؟ الكلام بعينه في سيد الرسل فالاحكام الشرعية ليست هي خلقة عظمة رسول الله وانما الاحكام الشرعية ترشحت من رسول الله فعل رسول الله كذا فجرت السنة بذلك طبعا رسول الله عبد خاضع لربه ولكن الكلام في التشريعات هل رسول الله يفدي نفسه للدين او هو اعظم من الدين؟ لاحظ هذه الجدلية الموجودة ان الدين اعظم من الله او الله اعظم من الدين ؟ بلا شك الله اعظم من الدين والاشعرية هنا اخطأوا قالوا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قالوا اذن ليس هناك ضابطة وليس قبحا ذاتيا تكوينيا وهذا خطأ فهناك حسن وقبح ذاتي في الافعال وفي الاشياء لكن ليست تهيمن على حسن ذات الله فرق بين ان نقول حسن المخلوقات لا يهيمن على حسن الله وفرق بين ان نقول بان المخلوق او الافعال او الاحكام ليس لها حسن ذاتي ، هي لها حسن ذاتي لكنها دون حسن الله فلها كمال في ذاتها لكنها دون كمال الله فالصلاة لم تصنع رسول الله انما هو صنع الصلاة بطبقاته العليا لا ان الصلاة ليس لها حسن وليس لها ضابطة ولكم في رسول الله اسوة حسنة .

اذن في الصلاة والصيام يتكامل الانسان وهي الغاية فشرف طريق بالغاية فعظمة سيد الرسل فوق الصلاة لا انه لا يصلي وهذي احد اشتباهات الخطابية المنحرفين ان رسول الله لا يصلي فالصلاة هي خلق رسول الله ومترشحة منه وهذا ما شرحه الامام الصادق اصوم كذا الصيام والصوم والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والحج لان رسول الله تترشح منه هذه العبوديات لله فمن العبودية العظمى في سيد الرسول لله تترشح منه عبديات لربه فعظمة عبودية رسول الله ليس في الصلاة فقط بل لرسول الله عبودية اعظم ويعبد ربه اعظم من عبوديته في الصلاة .

امساك النبي في مراتبه العليا ترشح منه امساك الصيام فليس ان امساك الصيام لا يعبأ به لكنه يختلف عن النزاهة الموجودة في سيد الرسل فهو ترشح من ترشحاته شبيه ما يقال عن الامساك وهناك رواية عن الامام الصادق في ان الصيام القلبي غير الصيام النفسي والروحي والبدني وهو ان لا تلتفت الى غير الله اين هذا الامساك من ذاك الامساك البدني؟ كما انه موجود في الروايات الصلاة القلبية مع الصلاة البدنية لا ان الصلاة البدنية لا نكترث بها كما يذهب اليه الصوفية فالصلاة ذو ابعاد عظيمة لكن في حين نقول الصلاة والصيام والحج والجهاد لكن سيد الرسول شيء اعظم من ثم الولاية صارت اعظم .

احد رشحات الولاية هي الصلاة والصوم فالذي لا يلتزم بالصلاة ولا بالصوم ولا بالحج بالدقة لا يلتزم بالولاية لان هذه خلق رسول الله وخلق الائمة فهذا الحديث الذي رواه المغيرة او ابن الخطاب هو حق لكن لا ينشر لانه حتى العلماء لا يفهمونه الا ان يأتي بيان المعصوم وهو بنفسه فهمه غلط وبتأويل باطل حتى تلاميذ الامام الصادق يقولون عن ابي الخطاب يا مولاي في بداية الامر امرتنا ان نتبع ابا الخطاب والان تأمرنا ان نتبرأ منه ؟ قال نعم لما كان مستقيما مؤمنا كذا اما الان فتبرؤوا منه فالمدار على الاستقامة .

فلاحظ اذن الكذب والصدق ليس كما نتوهم لاحظ لو اخبر مخبر ان عدد جيش المسلمين في بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر واخبر ان عدد جيش المشركين الف هو صادق لكنه كاذب عند الله فاولئك عند الله هم الكاذبون ولكن هذا لا يعني ان العدد لا واقعية له بيد انه يعطي انطباعا عند الاخرين ان الذي يحسم المعركة هو العدد وهذا كذب فالتأثير السلبي لهذا الخبر كذب فلانظن ان المراد الجدي هو ان العدد هو الحاسم النهائي للمصير وهذا كذب اما نفس معلومة العدد انه الف من هذا الجانب وثلاث مئة وثلاثة عشر من الجانب الاخر نفس المعلومة ليس معناه انها غير واقعية لانه الصدق والكذب لايدوران مدار الواقعية المجتزئة المحدودة فعندما يقال فاذ لم يأتوا باربعة شهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون مع انهم رأوا الفجور بام عينهم فلماذا الله يصفهم بالكذب ؟ لان الله لا يريد ان يقول ليس لها واقعية لكن اخباره كذب لانه قام بالاخبار من دون ضوابط وموازين ، هذا الاخبار كذب في حين ان الله لا يقول هذه المعلومة واقعية تامة وانما هي واقعية محدودة مجتزأة من دون ضوابط .

 

logo