47/04/14
قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١٢٨)
الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١٢٨)
الحرب النفسية و الاعلام بين الصدق والكذب
كنا في ايات منظومة الاعلام او نشر المعلومة ومنظومة الامن كما تبين جملة من الايات ان هذا بحث المصير وحساس وكذا ارتباط منظومة الاعلام ونشر المعلومات بمنظومة الادارة والتدبير وما كان المؤمنون لينفروا كافة فما كان هي وظيفة ادارية تدبيرية في العامل المرتبط بنظام الاعلام الديني ان يهاجروا ويرووا ويتفقهوا ثم ينشروا ويبلغوا فهي توزيع ادوار كما انه في موارد عديدة يبين القرآن واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به فربط بين الامن ومنظومة الاعلام وهذا امر حساس .
طبعا نشر المعلومات كما مر يرتبط بالاعلام وبالعلم والتعليم فهناك ثلاثية المحاور منظومة الاعلام والمعلومات والتعليم وثانيا منظومة الادارة ومنظومة علوم الادارة وثالثا منظومة الامن فهي ثلاث منظومات ترتبط مع بعضها البعض فمنظومة الاعلام او التعليم او نشر المعلومات او العلوم هي شيء واحد ومر بنا ان الاعلام او نشر المعلومات لها عناوين كثيرة لعله تبلغ عشرين معنى متقاربة كلها وتنصب في هذا المعنى وهي مع منظومة الامن العام في كل العلوم ولعل بيان اهل البيت التقيي ديني تفسر بمنظومة الامن وانها متأصلة ومتجذرة في التشريع ولكن لعل لها تفسير اخر كما ورد التقية ديني الا في كذا وكذا يعني تجري في كل ابواب الدين والنظام الامني يسري في كل الابواب والان في العلوم الاكاديمية هكذا فالامن ليس بوليسي فقط او عسكري او مخابراتي او استخباراتي وانما كل علم له امن فالطب له امن ، الامن الطبي شيء والطب شيء ولكنهما متمازجين طب المجتمع طب الاسرة ، وكذلك الامن الاقتصادي والزراعي والتجاري والاخلاقي والروحي سواء الروح العامة او روح الاسرة فرب الاسرة يجب ان يكون عنده توازن في ادارة الاسرة كي لا يتزلزل امن الاسرة فهي ادارة وامن ومعلومات وهي متشابكة فعندنا جانب امن وجانب معلوم جانب ادارة ترتبط مع بعضها البعض .
هذه منظومة علوم الادارة مع منظومة علوم الامن كالدم تجري في الشرايين والاوردة فيسري في كل جسم المجتمع او العلوم وربما نؤول الحديث النبوي المتواتر او المستفيض المؤمن كيس فطن حذر يعني المجتمع المؤمن وليس هو الفرد فهو فطن في العلوم كلها في كل المجالات الحذر من عدم الجانب الامني هذه ثلاثة ابعاد مترابطة مع بعضها البعض .
كثير من الايات التي هي بمثابة الاصول الدستورية لباب الاعلام او باب العلوم شبيه بالاية الكريمة في سورة الاحزاب لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة ، المرجفون يعني الزلزال يزلزلون لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا فربط بين الاعلام ونشر الشائعات والمعلومات وبين استقرار المجتمع فالزلزلة في مقابل الاستقرار، ملعونين اينما ثقفوا اخذوا قتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ... فالقرآن يبين شدة جانب الاعلام وارتباطه بالامن فمن هذه الجهة يصعد اللهجة بشكل قوي .
كذلك في سورة الانفال اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا ظاهرا هي في واقعة بدر : ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ( 12 )﴾ هنا يبين القرآن ان من الاليات العظيمة في الحرب هي الحرب النفسية لانه يقول رعب فهي حرب ناعمة وربما كثير من المدارس الاكاديمية سواء عسكرية او سياسية او اعلامية متفقين على ان ثمانين بالمئة من الحرب هو الاعلام والحرب النفسية وورد ان من الاليات التي زود بها صاحب الامر لنجاح نهضته في دولة الظهور هوعامل الرعب كما ان سيد الانبياء ايضا نصره الله بالرعب فهي قوة ناعمة توفر على البشرية الحروب الفيزيائية المادية والخسائر التي تحصل .
تجد في الدراسات المختلفة التي تجري حول بيئة الحيوانات في الغابات ان الحيوان يعتمد عامل الرعب اكثر من العامل الفيزيائي او المادي مثلا الصيد السبع للفريسة اكثر شيء هو الجانب الروحي تجعل الفريسة تجمد . فاحد الامور المؤثرة في الاعلام ونشر المعلومات قضية الرعب ويعبرون عنها ترهبون ارهاب رهبة فالرعب والرهبة نفس المعنى الرعب جانب الحرب النفسية مثلا كثير من ادعاءات الغرب انهم بلغوا كذا بلغوا كذا كثيرا منها لا حقيقة لها وانما دجل في العلم وهذا اخطر من اي دجل اخر هذي كلها تسويقات لاستعباد الشعوب الاخرى والاستعلاء عليهم او على بقية الحكومات والانظمة نتيجة الحرب الاعلامية وهي لا تتم بسنة وسنتين ويوم ويومين وانما اجندة مستمرة الى سنين .
قبل ثلاث سنوات التقيت ببروفيسور في تخصص النانو وهو مؤمن ومتدين فصار حديث عن بعض القضايا الذي يدعيها فذكرت له ان كثير من مراكز الحرة الغربية تفند تمكن الغرب من هذه النتائج وانما مجرد ادعاء وللاسف وجدته عنده هذه الامور بديهية وان هذه المعلومات صحيحة فهو متدين في فكره ونشاطه الديني لكن مغروس في ذهنه ان ادعاءات الغرب بديهية كلا هي مجرد ادعاءات ونحن ذكرنا انه في العلوم الاكاديمية والعلوم الحوزوية عندنا حقائق وعندنا نظرية وعندنا فرضيات وعندنا خيالات واحتمالات وكثير من الفرضيات الموجودة في العلوم تجد صاحب التخصص بقية الابواب التي هو ليس متنمر فيها يظن انها حقيقة وهي ليست الا نظريات لانه لم يخض فيها بشكل عميق وهذه غفلة .
مثلا الذرة متشكلة من بروتون ونيتورون والكترون ومعشعش في ذهننا وحتى اساتذة الجامعة والبروفيسوريين انها بديهية والحال انها ليست حتى نظرية فضلا عن الحقيقة هي الى الان فرضية والفاصل بين الفرضية والحقيقة مرتبتان والنتائج لم يرتبوها على هذه الفرضية ، الان العلم النووي مرتبط بان الالكترون والبروتون فالالكترون موجود والنيترون موجود والبروتون موجود والفتونات موجودة والسحب الطاقية موجودة لكن الذرة ما هي ؟ انها ليست معلومة فمن اين يتنبه الانسان ؟ لاحظ الدراسات التي نتلقاها في الابتدائية والمتوسطة نظن ان هذه حقائق وهذا اشتباه خاطئ وهذا في العالم كله وليس فقط الشرق الاوسط .
هناك نابغة شيعي في طهران سنة ستة وثمانين اوجد زوبعة وهو كان يقدم اطروحة رسالة دكتوراة في جامعة هارفارد او ماجستير فذكر بان الذرة لا نترون ولا بروتون ولا الكترون انما هي سحب طاقية فاوجد زوبعة في العالم واعطوه الماجستير او الدكتوراه او بروفيسور واعطوه كرسي التدريس برتبة عميد وعمره اربعة وثلاثين سنة فعندما اجروا معه الحوار قال هذا ليس بديهي وليست حقائق وليس نظريات وليست فرضيات وانما خيال علمي او اسطوريات .
المشكلة اننا لا نميز بين هذه المراحل انا ذكرت كل هذه المقدمة في نظرية المعرفة لنعرف انه كيف الاعلام يدلس ويستغل ويدجل فاذا كانوا اساتذة الجامعة لا ينتبهون او بروفيسورين ، فهو في جانب بروفيسور وعنده ابتكار متنمر اما في الجانب الاخر دكتوراه ما عنده لان العلم فيه ابواب وليس بابا واحدا ولا تظن انه بروفيسور يعني هو مجتهد في كل ابواب العلم الذي هو متخصص فيه كلا لان الانشعابات في العلوم الى ما شاء الله فهناك تكمن الحرب النفسية عند الغرب تجاه الشعوب الاخرى انه تستغل هذه المجهولات عند النخب فضلا عن عموم الناس فيجذر ذلك لدى الناس بسبب الدجل .
كذلك في علوم الحوزوية يقولون اذا تأتي بنظرية غير نظرية سيد الخوئي فانت خالفت المشهور ويظنون ان السيد خوئي مبناه في علم الرجال هو المبنى الوحيد الحصري في علم الرجال عند علماء الامامية وهذا خطأ وغير تام لان هناك اجيال من العلماء عندهم نظريات اخرى ونتائج ومباني اخرى فكثير من النظريات او الفرضيات تعد مسلمات وهذه مشكلة سواء في علم الرجال او الكلام او التفسير او الفقه .
مثلا الشهادة الثالثة هل يعقل انه هناك من يذهب الى الجزئية الواجبة في تشهد الصلاة ؟ انت حتى لو تخاطب كبار اعلام لانهم لم يطلعوا على طبقات قبلهم فمنطقهم هو الاستبعاد او الاستنكار والحال ان هناك قائمة من العلماء منهم السيد المرتضى بل قبله الان ذهبوا الى الوجوب بل بعضهم ذهب الى الضرورة ولكن تجد البعض يشكك في اصل الشرعية ففهم كلام الشيخ الطوسي بشكل خطأ لاحظ تراكمات خاطئة تعشعش في الذهن الى ان تصير بديهية .
الشهيد الثاني يرى ان عدم جزئية الشهادة الثالثة في الاذان هذا هو مذهب الشيعة وهذا لا صحة له وبتعبير المجلسي لو يتأمل الباحث في كلام الشيخ الطوسي في كتبه وكذا كلام الشيخ الصدوق تجد هذه البديهة غير موجودة بل الشيخ الطوسي في المبسوط يقول من افتى بالجزئية الواجبة للشهادة الثالثة في تشهد الاذان عمله يكون على الموازين الشرعية وان كان انا رأيي ليس هذا ولكن من يلتزم بذلك كالسيد المرتضى ليس بمأثوم لانه عمل على الموازين لان المجتهدين يختلفون في تقييم الموازين .
فلاحظ اين كلام الشيخ الطوسي؟ واين ذهنية الشهيد الثاني؟ رحمة عليهم اجمعين ان الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة بالضرورة ليست جزء وحتى بعض الاعلام المعاصرين عندهم بديهة ان الشهادة الثالثة ليست من الاذان وهناك سبعين عالما من علماء النجف وقم ومشهد في مواجهة فتنة الكاظمية في بغداد قبل سبعين سنة حول الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة ذكروا اراءهم حيث صارت ملحمة علمية جمعها ودونها السيد عبد الرزاق المقرم ، انت لاحظ فتاواهم في شرعية الشهادة الثالثة ولاحظ السيد الخوئي يقول ان الشهادة الثالثة تقترن مع الشهادتين هذه ضرورة القرآن في اية الغدير وغيرها من الايات لان قسما من الفقهاء يستدل ويتكئ على مرسلة مجبورة او غير مجبورة في السند يعني يرى المسألة الظنية لكن السيد الخوئي يقول ضرورة لذلك انا اسند الى السيد الخوئي انه يفتي بجواز الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة لا بقصد الجزئية وهذا من مجموع كلامه في المنهاج وفي شرح العروة في الاذان وكلامه في الاصول في ان النهي عن العبادة يستلزم الفساد وكذا كلامه في خلل الصلاة اذا تجمعها تجزم بانه يفتي بجواز الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة بدون قصد الجزئية فاذا قصدت الجزئية يقول لتتوقف على الاحوط وجوبا اما اذا لم تقصد الجزئية هو يصرح في الاصول ويصرح في شرح العروة وفي المنهاج يقول الشهادة الثالثة يستحب اقترانها بالشهادتين في الاذان كمركب عبادي وغيره من المركبات العبادية لكن بدون قصد الجزئية .
فلاحظ المعلومات ليس من الضروري ان يتنمروا في كل مسائل فهنا يكمن حالة الالتباس في الحرب الاعلامية حيث البعض يظن ان الشهادة الثالثة بدعة والشيخ الطوسي والسيد الخوئي يقولان ضرورة لاحظ الفاصل بين الرأيين فالقول بالبدعة هو بدعة فالمقصود ان الخلط بين البديهيات والضروريات والحقائق التي هي غير بديهة يعني حقيقة نظرية قطعية وبين النظريات والفرضيات او الاحتمالات هذي درجات متعددة جدا هنا يأتي الخداع الاعلامي في جو العلم فضلا عن جو الاجتماع ككل سواء في العلوم الحوزوية او العلوم الاكاديمية البحثية فيقول يفتي بان الصلاة باطلة فوالله لم يفت وانما عنده احتياط وجوبي يعني توقف فكيف تنسب له البطلان؟ لاحظ هذه عملية الالتباس .
فالغرب يستغل هذه الامور انه نحن وصلنا الى نتائج عليا لكي يرسخ ويجذر فوقيتهم على شعوب الشرق الاوسط كي يحسوا بالدونية ، كلا انت لست دوني وانما جذروا الانهزام الغير فهم قوة كرتونية يعني هم ثلاث سنة مضيق معين ما قدروا يسيطروا عليه فهذه عملية غسيل روحي تربوي عند الساسة والقادة سواء دينيين وقادة سياسيين واقتصاديين وقادة عسكريين فاحد الامور الخطيرة في الاعلام ليست قضية فقط رعب وانما انت تصنع غسيل عقلي دماغي ولكن ليس بيوم وليلة فهي تتجذر .
مثلا ما هي حقائق الدين بعد رحيل رسول الله؟ وكيف كانت الماكينة الاموية والاعلامية والعباسية فكيف انت يمكنك ان تكشف الحقيقة؟ فامير المؤمنين خمسة وعشرين سنة كان عنده الجهد جهيد حتى صارت نهضة الامة على مشروع السقيفة وليس فقط ضد عثمان وسبق ان شرحنا ان الصدق والكذب في الاعلام ما هو؟ فالصدق ليس هو مجرد مطابقة للخارج فقد تجد الاعلام يأخذ مقطعا من الحقيقة ويضخمه فيصير عند المخاطب الحبة سماء كاملة فهذا كذب نعم مجرد المطابقة للواقع هذا صدق لكن بالدقة مع هذه الاليات تجده كذبا ودجلا .
لذلك هذا خطأ عند المنطق الارسطي وعند الفلاسفة والعرفاء والمتكلمين وعوام البشرية الصدق والكذب دائرة مدار الواقع ، كلا فاي واقع واي مطابقة تتكلم عنه؟ حيث انت تجزأ الواقع وهذا الدجل مثلا علم التنجيم يقول هذا الزوج وهذه الزوجة لانه بينهم كذا فقطعا يؤدي زواجهما الى الطلاق وهذه في المقطع الذي اتوا به صحيح لكن هذه ليست تمام الحقيقة فهم عندهم مثلا اذا كان بين الزوج والزوجة ست سنين فقطعا يؤدي الى الطلاق لان طبائع الزوج مائة وثمانين درجة تختلف عن الزوجة وهذا يؤدي الى المشاكل ، نقول لهم حفظت شيئا وغابت عنك اشياء من قال لك ان السكان المحرك للانسان فقط الجانب البدني وجانب النفس النازل فالانسان له روح وعقل وعلوم تربوية لذلك كثيرا ما تجد الزوجة والزوج بينهم ست سنين وبينهم الفة اشد من غيرهم لان الجانب الروحي والعقلي والايماني يطغى على الجانب البدني فالتنجيم يلاحظ جانبا معين فاذن نتائجهم كاذبة وليست صادقة مع ان صادقة بالمطابقة اللي هم يقولونها لكن هذا ليس كل الواقع وانما بعضه .
سابقا مر بنا ان هذه الضابطة في الاخبار وهوالكذب والصدق هذه ضابط جدا خاطئة فالوحي في القرآن والروايات يعطينا ضابطة في كيفية التطابق لها حالة معينة والحقيقة لها مجال واسع جدا مثلا القرآن يقول عن الذي ينم بالفتنة كاذب ولذلك يقولون كذب المنجمون وان صدقوا يعني الصدق ضابطة عندكم انه صادق؟ ولكن بالضبط هو كاذب وليس بصادق ، صدق علي ابن ابليس ظنه ولكن لا حقيقة له فهو ليس يقين لكن له نقاط اخرى وموجود تعبير في القرآن انهم يكذبون وان وقع ما قالوا فالضابط في الصدق والكذب يعني حقيقة ولا حقيقة والصدقية والمصداقية هذا مجال يلفظ منه الدجل الاعلامي والغلبة الاعلامية سيما اذا تراكم عقود من السنين يتشبع ، فح نزعه وقلعه ليس بالشيء السهل .
فالاية الكريمة في جانب منها مرتبط بالاعلام ومن جهة تقول مرتبط بالصدق والكذب وتأثيره على عقلية المخاطب وعلى جوانب عديدة انه تستغل هذه الفراغات التي لا يطلع فيها الكثيرون وقلت لكم هو بروفيسور لكن يظن ان ما ذكره الفئات العلمية عبارة عن خلوص علمي بحت من قال لك بهذا؟
لاحظوا قوله تعالى سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب يعني هذا الرعب الذي يلقيه القرآن ليس بكاذب وانما صادق اذ يريكهم الله في منامكم قليلا ولو اراكهم كثيرا لفشلتم وتنازعتم واذ يقللهم في اعينكم ويقللهم في اعينكم ليقضي الله امرا كان مفعولا ، القرآن يقول انت ايها الاعلامي او الناشر للمعلومة او المعلم اذا تنشر معلومة توصل المخاطب هذه المعلومة ستكون تحدث ردات فعل اضخم مما هي عليه فالمعلومة هي معلومة لكن انت توصلها بشكل خاص .
افترض انت تقول لامرأة او لشاب ان هناك جن ولكن ما هو الجن؟ وما هو قيمته؟ حتى العفاريت هل هو رب العالمين او مالك يوم الدين؟ ام ملائكة مقربين؟ فانت لما تخبره بهذه المعلومة انت كاذب ولست بصادق لان هذه المعلومة ستلقاها بمردود فعل اكبر من حجم الحقيقة فانت كاذب ولست بصادق او مثلا امرأة تقول لها ابنك مات في حادث سيارة ربما هي من شدة الحزن يصير لديها جلطة دماغية بينما انت لو قليلا ما تهيئها فتقول هو مريض واصابه حادث وتتدرج معها فانت صادق والذي يخبر بغيره كاذب لان ذاك الذي يخبر فهو يخرج بالمعلومة فقط لان لها مردود كبير على حياة المخاطب لان هذا مدمر فالمخاطب والمشاهد يجب ان لا يتذمر وانما يزن الامور بموازينها فهذه نقاط جدا مهمة تعكس ان معلومة لها وجود او ليس لها مردود هل التفت الى تداعياتها؟ وتلاقي الطرف الاخر لها فالاعلام خاصيته التهويل بينما القرآن الكريم يقول المسلمون قلة ثلاث مئة وثلاثة عشر في بدر والكافرون الف او يزيدون هذه المعلومة لو نقلها الله للمسلمين او للكافرين على ما هي عليها فمردودها خاطئ وينهزم بها المسلمون فالله يقول ايمان المؤمنين هذا يجب ان يعقد في الحسبان وكذلك نزول الملائكة في بدر وعدم استقامة وشجاعة الكفار لها جانبها فلا نأخذ جانب العدد المادي في كل شيء .
لذلك الباري لم يوصل ولم يعكس هذه المعلومة للطرفين فلو ابلغها الله صار انطباع كاذب للمخاطب وليس صادقا لان المخاطب لا يمكن ان يوازن بمجموع العوامل فانت لا تجزء المعلومات فاذا جزأت انت تكون مضطرا ان تجزأ نقل المعلومة على ما هي عليه فيصير كذبا .
اذن التطابق والمطابق له معنى اخر لم يدقق فيه المنطق الارسطي او الفلسفة او علم الكلام او التفسير او علم البلاغة وانما الوحي ينبه عليه ، اذن هناك جانب تهويل فالله هنا هون الامر على الكفار وهو صدق لان الكفار لا يرون ان هناك ملائكة وفي المسلمين الهول موجود ولكن الله اوصى لهم الهول عن طريق اخر والله لم يخادع لان الامر حقيقي فلذلك بعض المقدسين يقول انت لا تدلس على الحقيقة قل الحقيقة كما هي ، كلا هذه ليست الحقيقة كما انت لو تعكس المعلومة خطأ فلست بصادق لان هناك بعض المعلومات لا المخاطب يحيط بها ولا يمكنك ان تجعله يلتفت اليها .
هناك جملة من تلاميذ الائمة كانت لهم مكانة عجيبة عند الائمة او النبي ولكن بعد فترة زلوا وزللهم لان هناك معلومات يجب ان تكون قيد الكتمان لان هذه المعلومات تنطبع عند الطرف الاخر انطباعا خاطئا هم افشوها فهي ظاهرة معقدة جدا حتى علماء الرجال صاروا في حيص بيص وكذلك علماء الكلام والفقهاء نتيجة قضية ضابطة الصدق والكذب ما هي؟ حتى انه وصل الامر ان عدة فقهاء يظنون ان الائمة لا ياتون بالصدق يقول له يا ابن رسول الله سألتك في الاول فاجبت وسألتك ثانيا واجبت بجواب اخر وسألتك ثالثا فاتيت بجواب ثالث فهو لا يلتفت الى ان الحقيقة واسعة فيها زوايا عديدة وظن ان الامام اذا بين مقطعا من المقاطع فهو كل شيء ، من قال لك ذلك؟ كما الله يقول يقللكم في اعينهم فهذا ليس خداع ، بالعكس ، الله اوصل المعلومة جيش المسلمين الكفار هذا خداع من الله للكافرين واذا اوصل الله للمسلمين عدد الكافرين هذا خداع من الله فانت لو كنت في بدر وابلغت قريش بان عدد الجيش ثلاثمئة فانت كاذب وتدجل وتخادع وكذلك العكس لو ابلغت المسلمين ان عدد قريش الفا لكنت كاذبا لان المسلمين اذا عرفوا ان جيش قريش الف مقاتل هذا يسبب الخسران في ارض المعركة وهذا كذب فانت تبلغ المعلومات لكي يستعد ويأخذ حسبانه وهذا ليس حسبان وانما هذا عنصر من العناصر فانت دلست وخدعت ولبست عليه لانه واضح ان الخبر ليس المطابقة وانما المدلولية الاستعمالية التفهيمية الجدية الكنائية الالتزامية فواضح ان هنا دجل وكذب ونظن ان هذا هو كل الواقع كلا هذا كذب من جهات عديدة بينما اذا تنتقل الى الكفار في بدر تقول لهم ان عدد المسلمين اقل من ثلاث مئة وثلاثة عشر هم مئة نفر فهم لا يكترثون يقولون المسلمين قلة بينما .
اذن ضابطة الصدق والكذب شيء اخر وضابطة الاعلام وانه كيف يؤثر شيء اخر؟ قضية سلسلة الخطابية وسلسلة المغيرية في زمن عبدالله بن سبأ وفي زمن كل معصوم هناك من المعلومات التي يجب ان لا يذيعها والائمة وصفوا اولئك بالكذب ، فالفقهاء فهموا من الكذب ان اصل المعلومة ليس لها واقع والائمة قالوا ليس بالمعنى الذي تقولونه وانما الكذب انه اذاع ما ينبغي ان يكتم فالاسرار ليست اكاذيب وانما حقائق .
عندنا روايات متواترة ان الائمة يعللون الكذب في نفس الائمة باذاعة السر فكيف يصير اذاعة السر من جهة هي حقيقة ومن جهة تقول كذب فالتبس الامر حتى على فقهاء وتلاميذ الائمة فظنوا ان ما ينشر من قبل هذه السلسلة التي انحرفت لان هذه الاخبار المشوهة سببت انطباع على بعض اتباع اهل البيت او غيرهم انطباع خاطئ عن اهل البيت وهو كذب.