« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/04/13

بسم الله الرحمن الرحيم

/ ثلاثي المسؤوليات العامة الإدارة والعلوم والأمن/قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (127)

الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (127) / ثلاثي المسؤوليات العامة الإدارة والعلوم والأمن/

 

مر بنا ان هذه الاية الكريمة في سورة النساء تبين ان نشر المعلومات مسئولية ثنائية ذات حدين وكذلك الاية في سورة البقرة ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى الى ان يقول اولئك يلعنهم الله يلعنهم اللاعنون فلماذا هذه الثنائية بين البينات والهدى؟ فهي فهناك ثنائية ومعية شبيه بمعية الثقلين انما انت منذر ولكل قوم هاد حيث عبر عن الامامة بعناوين عديدة في ايات مختلفة امنوا بالرسول والنور الذي انزل معه واللطيف في الزيارة الغديرية للامام الهادي لجده امير المؤمنين يؤكد الامام على ما يؤكد عليه الوحي انه لا يكفي الايمان بالله وبالرسول وبما انزل على الرسول بل اللازم الايمان بجميع ما انزل على النبي واذا اختل الايمان بذلك فانت لست مؤمنا فلا يمكن بان تؤمن ببعض ما انزل على النبي ولا تؤمن بالبعض الاخر فلا تؤمن بما انزل على النبي في علي واهل بيته وتؤمن بمجالات اخرى هذا لا يصح .

وقد ورد في مصحف عبدالله بن مسعود ومصحف ابي بن كعب وهما من اشهر المصاحف بعد مصحف علي بن ابي طالب ورد في موارد عديدة بلغ ما انزل في علي بلغ يا ايها الرسول بلغ ما انزل في علي فلو جحد الانسان حكما من الاحكام التي انزلت على النبي فليس مؤمنا ، يا علي ما امن بي من جحدك لانه يرجع الجحود الى النبي وجحود النبي يرجع الى جحود الله وهي ليست قضية اخس المقدمتين وانما هي حقيقة منطوية فيه بالدقة كما يقول الله ما منعك ان تسجد لما امرتك حيث انا الامر وانت المأمور فالامام هو ادم فانت لم تتمرد على ادم وانما تمردت على الله من ثم الولاية ترجع الى ولاية الله انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا فالله حاكم بل احكم الحاكمين .

لذلك اليهود قالوا يد الله مغلولة فهم امنوا بالله ولكن جعلوا يد الله مشلولة مغلولة فهو ازراء بالباري تعالى فيغضب الله تعالى ويقول غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ففي الحقيقة الولاية ترجع الى ولاية الله ولذلك عندما يقال ان النبي واوصياؤه ايادي الله يعني مظهر قدرة الله ويرجع اسناده واضافته الى الله من ثم حقيقة الشهادة الثالثة بالدقة هي الولاية والشهادة بولاية الله من ثم ائمة اهل البيت يقولون الى ها هنا التوحيد فنفس لا اله الا الله يعني لا ولي الا الله حيث هو الولي فترجع الى التوحيد لا الى شيء اخر .

كما ان النبوة ترجع للتوحيد يعني الحاكم المشرع هو الله والا لماذا الشهادة الثانية دخيلة في اصل الدين والاسلام والايمان لان الشهادة الثانية تفسير للشهادة الاولى والشهادة الثالثة تفسير للشهادتين وترجمان وبيان فان لم تؤمن بالشهادة الثالثة فهناك خلل في ايمانك وفي نفس معنى الشهادتين وخلل في نفس الشهادة الاولى .

فالامام الهادي يؤكد في زيارة الغدير على هذه النقطة انه فلا وربك لا يؤمنون يعني لا يؤمنون بالله واصل الايمان حتى يحكموك هذه الشهادة الثالثة وليست الثانية لان حاكمية النبي السياسية ترتبط بولاية وحاكمية النبي وحاكمية النبي القضائية ترتبط بالولاية ، فهذه الاية الكريمة دليل على ان الشهادتين من دون الثالثة عاطلة باطلة فلا وربك لا يؤمنون حتى يقروا بالولاية وحاكمية النبي وهي غير نبوة النبي وغير رسالة الرسول وهو يحكموك فيما شجر بينهم وهذا تدل على ان الشهادة الثانية من دون الشهادة الثالثة انكار لنفس الشهادة الثانية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت يعني ليس تحكيما بدنيا ظاهريا وانقيادا وانتماء سياسيا وانما يجب الانتماء في القرار وفي العقيدة بل هذا ليس بكاف وانما يسلموا يعني بطيب خاطر وايضا هذا ليس كافيا فقال يسلموا تسليما فاصل الايمان هو موقوف على الولاية .

نفس هذه الاية دليل على ان الشهادات الثلاث هي في حقيقة اصل الدين والايمان وهذا الذي يبينه النبي هو نفس ظاهر الاية وصادحة وصادعة بذلك وهذه الزيارة الغديرية التي هي للامام الهادي زار بها جده المرتضى ويجب ان تقرأه يوميا لانها درس عقائد فيؤكد في ايات عديدة في القرآن وفي الحديث النبوي على ان نؤمن بجميع ما انزل فلا يتم اصل الايمان بالله وبالرسول الا بذلك شبيه ما قاله الباري اتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فلا يمكن ان تقول اؤمن بالقرآن ولا اؤمن بالحديث القدسي الذي انزل على النبي .

احد الاعتراضات الكبيرة للصحابة على عثمان بن عفان في الحقيقة ترجع على الاول والثاني انهما قاما بابادة المصاحف التي فيها التأويل وحتى الاول والثاني لما احرقا الحديث النبويع في حديث قدسي فانت لما تحرق الحديث النبوي احرقت كلام الله فكلام الله عبارة عن تفسير القرآن وليس هو متن الفاظ تنزيل القرآن وما يعلم تأويله الا الله ، فالله عنده تأويل لكتابه وتفسير ثم ان علينا بيانه يعني تفسيره وتأويله فلاحظ كلام الله اما قرآن او تفسير بيان القرآن او تأويله او حديث قدسي وربما اكثر منه فلما اقدم الاول والثاني والثالث على احراق هذا التراث اللي هو كلام الله ومنعوا الحديث النبوي يعني منعوا كلام الله هذا فضلا عن الحديث النبوي المحض ان هو الا وحي يوحى يعني قسم من الوحي والغيب فبالتالي اعتراض الصحابة على عثمان هو اعتراض على جرأة الصحابة ومشروع السقيفة .

فالمهم في هذه الاية الكريمة فلا وربك لا يؤمنون هو عين و رضيت لكم الاسلام دينا يعني بالشهادة الثالثة وبتعبير السيد الخوئي يقول دلالة اية الغدير على مطلوبية اقتران الشهادة الثالثة بالشهادتين فدلالتها بدرجة الضرورة في المذهب وقالها في شرح العروة في كتاب الصلاة في باب الاذان عند بحثه عن الشهادة الثالثة فهو يتعجب من الاعلام الذين يتمسكون بمرسله فهو يقول مطلوبية اقتران الشهادة سواء كانت عقائدية فقهية هي بضرورة الدين فليس امر اجتهادي او يقين نظري وانما كلمة ضرورة وقد اشار اليها بحر العلوم في ارجوزته الفقهية واشار الى الضرورة السيد المرتضى في موضعين .

فعندنا قاعدة في نشر المعلومات واخطرها المعلومات الدينية وهي قاعدة حرمة الكتمان ووجوب البيان واما وجوب الكتمان وحرمة البيان عكس النشر فالبيان والاذاعة شيء مر بنا ان هاتين القاعدتين بانحاء وانماط متعددة بينها الوحي ومن يقول ان حقائق الدين ليست الا في الظاهر يعني ينكر الخفاء والباطن والتأويل فيقول ليس بالدين حقيقة الا منصة الظاهر فهذا يكفر بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله ولكن لو انعكس وقال كل حقائق الدين هي في الخفاء وليس في الظاهر شيء هذا ايضا انحرف عن الطريق فهناك من الدين ما هو ظاهر وتنزيل وهناك ما هو خفي وباطن مؤمن بسركم وعلانيتكم ولا تقل سيرة اهل البيت فقط هي المعلنة هذا خطا السيرة الخفية ليس لعلبة كثير من الباحثين في التاريخ هكذا يظنون انه واقعة عاشوراء كلها معلنة ولا من شيء خفي واذا كان هناك ما وراء المعلن لا يعبه به .

اذن كل شيء فيه قسم مخفي وقسم جلي فلا يمكن ان تتمسك بالقدر المتيقن وتنكر كل ما خفي وقد ورد البيان ان اكثر الدين فيما تنكروه واكثر الحق فيما تنكروه لما خفي عليكم والقرآن يبين هذا الشيء قل لو كان ما في الارض من شجر اقلام فما هي نسبة المتناهي مع اللا متناهي يعني ما خفي لا متناهي وما ظهر محدود اذن هذه الرواية فيها تأصيل قرآني ان اكثر الحق فيما تنكروه طبعا لابد ان تكون بموازين ولذا هذه قاعدة مهمة في المعرفة الدينية وفي كل العلوم الدينية .

احد معاني المعية هي معية الظاهر والباطن وهذه احد معارف الثقلين فلا ظاهر بلا باطن ولا باطن بلا ظاهر وانما لا بد من المعية ، التعطيل يعني لا ظاهر والتشبيه ان تقول لا باطن فالتعطيل نفي المعرفة ونفي وجود اي شيء وهذا باطل حتى في التوحيد والتشبيه يعني كل ما في حقيقة معرفة الله شيء يشبه به في الظاهر ولكن ورد لا تعطيل ولا تشبيه بل توحيد فالتوحيد يقوم بمعية الظاهر والباطن ولذلك الامام الرضا عنده بيان ان ما يعرف ما هناك بما هنا يعني في الغيب وفي الغيوب وفي الباطن بما فيها هنا هذه النكتة وهذه نكتة خفيت عن العرفاء والصوفية فليس فقط معية الظاهر والباطن وانما هناك شيء اخر وراء ذلك يقوله الرضا لكن ليس بقدرة البشر ان يستدلوا من الظاهر الى الباطن .

طبعا هذا البيان من الامام الرضا مطابق لحديث جده المصطفى المتواتر حيث قال بالنسبة الى القرآن والعترة حبل ممدود طرف منه عند الناس وطرف منه عند الله ممدود يعني ممتد احد معانيه يعني لا متناهي لا ينقطع فعندما يكون طرف منه عند الله يعني ليس منقطع فيمكنك ان تترقى وترقى من الطرف الظاهر المنزل عند الناس الى الباطن ومن ثم يقول الباقر في سورة التوحيد لو شئت لاستخرجت الشرائع والسنن والفرائض من لفظة الصمد هذه قدرة المعصوم لكن بغض النظر عن هذه القدرة واقع الامر موجود قدر عليه من قدر وهم المعصومين وعجز عنه من عجز فلا ان الباقين عاجزين تماما ولا انهم قادرين تماما وانما امر بين امرين فمعية الثقلين حبل واحد وليس حبلان وهذا دليل على المعية والوحدة .

فما بينه الامام الرضا زيادة على ما بينه جده الصادق لا ظاهر الا بباطن ولا باطن الا بظاهر زيادة على ذلك ما قاله الباقر والرضا انه يستدل بكل ما هو غيب يستدل به بالظاهر فليس انسداد وليس تعطيل غاية الامر القدرة في الوصول من الظاهر الى الباطن هذا امر اخر وهذا برهان على المعية اذن معنى ثنائية نشر المعلومات في الاعلام هو نفس ثنائية الظاهر والباطن بعضها لابد تكون خفية وبعضها معلنة حتى الله عنده تقية يعني خفاء وكتمان .

احد الاخلاق العظيمة لله التي يندب المؤمن اليها كتمان السر كتاب مكنون في لوح محفوظ لا يمسه الا المطهرون وهم اهل البيت فاذن عندنا ثنائية في المعلومات وهذه الثنائية ليس فيها تناقض وتنافي اما بلحاظ البيئة او بلحاظ المخاطب البيان يغلف يعني بالدقة كل ظاهر يوصلك الى ابطن الباطن لكن لا يقدر عليه الا من يلتفت اليه وكما مر بنا بيان الرضا في حديث ان المؤمن ينظر بنور الله وهناك احاديث اخرى نبوية استدل بها الامام الرضا للا مأمون العباسي .

قد ظاهر الحديث ما تلتفت اليه وحتى الحديث النبوي لعن الله من منع الاجير اجرته هو النبي فسر هذا الظاهر انا وانت يا علي اجيرا هذه الامة فمن منعنا المودة فعليه لعنة الله وكذلك لعن الله من عق والديه انا وانت ابوا هذه الامة مثل الاب والجد فمن عقنا فعليه لعنة الله فكيف النبي بالحديث المتواتر يستدل به على العقيدة؟ انا وانت يا علي اولياء هذه الامة فمن ابق من طاعتنا وولايتنا فعليه لعنة الله .

اذن هذه ثنائية حرمة الكتمان ووجوب البيان مع القاعدة الاخرى هو حرمة البيان ووجوب الكتمان فاحد اليات الجمع بين القاعدتين في مورد واحد بان يبين بشكل مغلف او مكنى وحسب بيانات ائمة اهل البيت ان الوحي لسيد الانبياء سواء في القرآن او في الحديث القدسي او في بقية اقسام كلام الله قائم على التعريض وليس التصريح ومن يجمد على الكلام الوحياني باقسامه في الظاهر ويحبسه على ذلك يجحد بالاخر نعم هو على الموازين وبامكان الفقهاء والمفسرين ان يصلوا اليه شيئا فشيء وبمساحة محدودة بحسب قدراتهم وبحسب تطور العقل والعلوم البشرية بخلاف المعصوم الذي يحيط بذلك كله .

اذن هناك قاعدتان في نشر الاعلام فهناك خفاء وليس كل حقائق القرآن في منصة ظاهر القرآن ، كثير وكبير والاكبر بل الاكثر بل الاعظم بل بلا نسبة الموجود هو في خفاء القرآن قل لو كان البحر يعني لا تناهي القرآن قل لو ما كان في الارض من شجر ايضا هذا المعنى ما من كذا وكذا الا في كتاب مبين نفس الشيء يعني يبين انه حقائق للقرآن معظمها لا متناهية لكن هذا الظاهر مرتبط لا انه منقطع ما عندنا ظاهر منقطع عن الباطن او باطن منقطع عن الظاهر واللطيف حبل ممدود وليس مقطوعا وهذا توصيف النبوي للقرآن والعترة بحبل ممدود فيه اسرار من المعاني عجيبة وغريبة وفيه وجوه من البحوث الكلامية والفقهية والاصولية وهذا كما مر بنا ثنائية القاعدة في الاعلام بين البيان والكتمان تلقائيا هو نظام امني ونظام اداري وتدبيري .

هذا الاعلام الذي يهول القرآن من خطورته هو نشر المعلومات التي ما فتئ القرآن في مواطن عديدة يبين خطورة نشر المعلومات ان استيقظوا لهذه الحقيقة وهي خطورة المعلومات ونشرها يجب ان يكون وفق نظام امني وبيقظة امنية ووعي امني وليس انفلات ساذج حمقاوي وكذلك النظام الاداري مرتبط بالادارة فكيف يجمع بين القسم الاول والثاني؟ هذه كلها تدبير وادارة .

طبعا بيانات اهل البيت في خطورة مسؤولية كتمان المعلومات هي ما شاء الله وكتمانها درجات وكذلك البيان درجات فلاحظ الوحي له تنزيل وتنزل وله تأويل ومكنون ومحفوظ وغيب ومغيب وليس المغيب والمنزل انقطاع بل هناك امتداد متواصل فالصورة التي يرسمها الوحي لنا هكذا .

اذن بمقدار المسئولية الموجودة في وجوب البيان وحرمة الكتمان بنفس المسؤولية والخطورة موجودة في عكس ذلك وفي المجال الاخر في كل الاصعدة وهناك تعبير لطيف يذكره العلامة الاميني انه لو بقيت ورقة من اوراق الاسلام يعني افترض كل تراث الاسلام لم نعثر عليه الا في ورقة واحدة لرأيت ان هذه الورقة فيها الله محمد وعلي فطن اليها من فطن وغفل عنها من غفل .

فاذن المسؤولية على كلا الحدين وكلا القسمين وهي كبيرة وعظيمة وهذا ما ينبهنا على ان سلطة الاعلام كيف هي ، فكيف تنفتح على باب الامن وهذا بصراحة الى الان لم يعقد له الفقهاء بابا مستقلا في الفقه كيف سلطة الاعلام؟ ولا يمكن القيام بالمسؤولية العظيمة التي اولى من عظمتها القرآن في ايات عديدة للاعلام الا بالقيام بمسؤولية الامن واذا جاءهم امر من الامن ، فالقرآن ربط بين المعلومة والامن واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الله والى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فهذا باب خطير ومتروك وهو اعظم سلاح فتاك كما يقول عنه القرآن مرتبط بباب اخر وهو باب الامن ولم يعقد له الفقهاء في المدونات الموجودة بابا مع انه من الابواب المهمة فحري بنا بعدما ننتهي بشكل موجز في فهرسة الاصول الدستورية في باب الاعلام ان ندخل في باب الامن ما هو الاصول الدستورية في باب الامن ؟

مر بنا الامن حتى عند البشر هو منظومة علوم كالدم الساري في كل العلوم وفي كل البيئات ولا يقتصر الامن على البوليسي او العسكري او الاستخباراتي والمخابراتي ، مثلا الدول العظمى تجد عندها ربما اثنين وعشرين مؤسسة مستقلة عن بعضها البعض فكل وزارة فيها امن خاصة بها فهذا خطورة الامن كما يبينه القرآن وكذلك بحث الادارة واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه يعني نوع تنظيم المسؤوليات والادوار ، ولو ردوه الى الرسول واولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فجانب الادارة هو ارتباط هذه الابواب مع بعضها البعض بشكل وطيد جدا وايات الادارة كما مر بنا منظومة علوم الادارة كمنظومة الامن السارية في كل علوم الادارة والتدبير .

اذن نفس الاعلام بحاجة الى نظم انه ما هو واجب البيان وما هو حرام الكتمان فلاحظ الكلمة واذا جاءهم امر من الامن او الخوف هل هذا مرتبط بالامن؟ ام ماذا؟ هذا بحاجة الى تدبير وادارة شبيه البيان الموجود في القرآن وما كان المؤمنون لينفروا كافة يعني طلب العلم الديني واحياؤه ضروري ومن الواجبات الكفائية كما في اية القتال هذا ادارة ونظم فكلمة الادارة موجودة بالفاظ وبعناوين اخرى وهي مسؤوليات النخاعية العامة واية النفر مرتبطة بحفظ ورعاية اصل الدين وعلم الدين مع ذلك بنظم فالنفر هو لاجل نشر الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم فيتفقهوا ويرووا .

فهذا الاعلام مرتبط بالادارة وما كان المؤمنون لينفروا كافة فربط الباري الاعلام ونشر المعلومات الدينية بالادارة والتدبير وهذا باب اخر ايضا حري ان يعقد له في الفقه باب مستقل انه ما هي اصول الادارة والتدبير في القرآن وفي الروايات ؟ فمر بنا ان منظومة الادارة كالدم الساري في كل العلوم وحتى منظومة الامن كالدم الساري في كل العلوم حتى الادارة ، فتشابك بين علوم الادارة مع علوم الامن ومع العلوم الاخرى ومنها الاعلام هذه ابواب حسب ما يبينه القرآن مصيرية وعمود فقري كيف تترك في تدوين الفقه؟

انطلاقا من الفتوى التي قرأناها للسيد الحكيم ان ما دون من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس الا الفقه الفردي اما الفقه الاجتماعي والسياسي للامر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدون والقافلة تمشي بالارتكازات وهذه الارتكازات بحاجة الى تدوين فالقرآن يبين ان قضية الادارة في الشأن العام هي اخطر شيء ، اليس الولاية اعظم شيء في الدين؟ وهي يعني ادارة وتدبير احد التعاريف الماهوية الصميمية في الامامة هو الادارة المتفوقة والتدبير المتفوق فلاحظ ادارة نظم تنسيق انسجام تفاعل تواصل هذه امور مصيرية تبحث في علوم الادارة وكذا نظم تواصل شفاف سريع تفاعل تنسيق تناسق يعني منظومة من العلوم فهذه الامور المصيرية احرى ان تدون وليس فقط نشر المعلومات .

المؤمن ليس فرد ولا المؤمن جنس وانما مجتمع فالمؤمن كيس يعني عنده ادارة متفوقة فليس فقط مجرد ادارة وانما ادارة متفوقة فطن يعني عنده علم بالعلوم حذر يعني عنده حس امني متفوق ثلاث ابعاد منظومة الادارة ومنظومة العلوم وهذا شبيه بما عندنا عقائد اخلاق وفروع ، فالعلم كله فضل الا ثلاث اية محكمة وهي عقائد سنة قائمة وهي الاخلاق فريضة عادلة وهي الفروع وهذا الحديث نبوي متواتر ايضا هنا المؤمن يعني المسؤولية التي تقع عليه كدين وايمان المسؤولية في ثلاث اعمدة بينها سيد الانبياء منظومة علوم الادارة سيما العامة منظومة العلوم في كل البيئات وهي الفطنة والحذر يعني المجتمع المؤمن يجب ان يكون منظومة علوم الامن .

فبهذه المسؤوليات الثلاث يقوم المجتمع المؤمن بالمسؤوليات العامة كياسة ادارة فطنة فالعلوم باي علم كان نووي نفط زراعة صناعة وفراسة لو كان العلم في الثريا لناله رجال من فارس يعني فراسة وفطنة هذه صفات وليست اعراق كما ايضا في كلام سيد الانبياء لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين هذه خطورة الجانب الامني .

ايضا في باب المسؤوليات العامة ثلاث ابواب خطيرة اهملت في التدوين الفقهي الف سنة يجب تشييدها باب الادارة والتدبير باب المعلومة في كل علوم وباب العلوم الامنية ثلاث اعمدة للقيام بالمسؤولية وهي متروكة .

 

logo