« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/04/04

بسم الله الرحمن الرحيم

/ درجات المسؤولية الكبرى في نشر المعلومة /قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١21)

الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١21) / درجات المسؤولية الكبرى في نشر المعلومة /

 

لا زلنا في سلسلة ابواب المسؤوليات العامة ووصل بنا البحث الى سلطة الاعلام او قل نشر المعلومة وتبين من الجلسات السابقة من ايات عديدة ان نشر المعلومات مسؤولية عظيمة جدا طبعا قد يعترض ان المعلومة بحسب صلة المعلومة بالبيئات المختلفة مثلا حرمة الكذب ليست ذات درجة واحدة وانما ذات درجات بحسب مورد الكذب فكلما كان مورد الكذب خطير كلما كانت مسؤولية حرمة الكذب اشد واشد كذلك ان الصدق امر عظيم وهذا كلام تام .

مر بنا ليس معنى الصدق المطابقة للواقع فقط فهذا تعريف خاطئ للصدق جرى في العلوم البشرية الى يومنا هذا والحال ان في بيانات اهل البيت والقرآن حقيقة الصدق تتقوم بامور عديدة وحتى المطابقة بمنطق الوحي ليست هي المطابقة الموجودة في اذهان البشر فالمطابقة لها زوايا عديدة واذا تحصر عدسة النقل باي الية من الاليات على زاوية وتهمل بقية الزوايا فهذا تدليس وخداع وكذب وليس صدقا ، وانما المطابقة نسبية فالصدق درجات واعظم صدق على الاطلاق هو الايمان بالتوحيد والتسليم واكبر كذب على الاطلاق هو جحد التوحيد ثم المرتبة اللاحقة هو الايمان بسيد الانبياء اي الشهادة الثانية فهو اعظم صدق على الاطلاق واعظم كذب في المرتبة الثانية هو جحد نبوة سيد الانبياء ومن بعده نبوات الانبياء وفي المرتبة الثالثة اعظم صدق هي الشهادة الثالثة واعظم كذب على الاطلاق هو جحد الشهادة الثالثة .

ان بحسب المذهب الامامي الشهادة الثالثة مقدمة على المعاد والمعاد مرتبة لاحقة فاطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ، فعندنا امنوا بالله واليوم الاخر لكن بضرورة الدين الشهادة الثانية مقدمة على المعاد مع ذلك في كثير من الايات ورد امنوا بالله واليوم الاخر وهذا ليس معناه ان المعاد مقدم فهل اولياء المعاد اعظم او المتولي عليه؟ هل الولي اعظم ام المتولى عليه؟ وان كان ذكر السيد الخوئي ان المعاد مقدم على الشهادة الثالثة لكنه نفسه لم يقبل ان المعاد مقدم على الشهادة الثانية ولكن نفس الايات لو تريد الاسترسال معها لم تذكر الشهادة الثانية فاذا هناك قيد الكلام ، فهل الجنة اعظم او ولي الجنة ؟ فهل الارض اعظم او مالك الارض؟ فمفاتيح الجنة والنار ملكه الله لسيد الانبياء وسيظهر اثر هذا في يوم القيامة ثم يكشف النبي ان هذا التمليك من الله له للجنة ولا النار يكون لوصيه ونائبه امير المؤمنين قسيم الجنة قسيم الجنة والنار فهل الجنة اعظم ام وليها؟ ام المالك لها؟ .

ان عالم الجنة وعالم النار اعظم من عرصات يوم القيامة لان المعاد الابدية هي الجنة والنار وليست عرصات القيامة فالاخيرة ليست ابدية وان كانت هي خمسين الف عالما وكل عالم اعظم من حياة الدنيا بمرات فالطريق طويل فاذا كانت الجنة والنار وليهما ومالكهما التكويني اعطى مفاتيحهما للنبي فهذا تكويني وليس اعتباريا واعطى النبي ذلك لفاطمة ولامير المؤمنين وفاطمة تدخل محبيها ومحبي محبيها ومحبي الشيعة الجنة فهي لها شراكة طولية مع امير المؤمنين مع ان الاخير له تقدم عليهما السلام فليس هو قانون وتشريع اعتباري وانما كلها قضايا تكوينية والتكوين غير الجبر فاعطاء الله مقاليد الجنة والنار للنبي هذا ليس معناه انحسار قدرة الله فالله اقدر النبي وهو اقدر من النبي فيما اقدره عليه فهذا الاعطاء التكويني ليس بمعنى الانحسار .

لاحظ تعبير القرآن له مقاليد السماوات والارض فله الملكية والجنة عرضها عرض السماوات والارض فاذا كان اعطى الله مقاليد الجنة والنار تكوينا للنبي فكيف بمن هو دون الجنة والنار فهي جنة عرضها السماوات والارض فهذه المقاليد تكوينية كما يذكر ذلك السيد الخوئي في بحث البيع وكذلك المرحوم الكمباني فمقاليد الجنة والنار اعطاها الله للنبي والنبي اعطاها لعلي تكوينا ولكن هذا لا يعني انحسار قدرة الله فعندما الله اعطاني القدرة لان احرك يدي هل معناه انحسار قدرة الله؟ اذن هذا يكون شركا وكأنما تكون قدرة الله تتبدد وتتناقص فارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير فملك الله لا ينحصر فملك الله لا ينحسر في حركة اليد ولا في الجنة والنار ولا في السماوات والارض ولا في العوالم كلها فملك الله لا ينحسر ولا ينقص ابدا الله اعطانا بعض الكمالات وهذه لم تنقص من ملك الله ومن قدرته وكل ما يعطينا الله فهو من ملكه ومن كرمه فهو يعطي لكن مدده لا ينكفئ ولا ينحسر ، مقاليد الجنة والنار هي عالم فوق سدرة المنتهى وفوق شجرة طوبى لان ببيانات المعراج المتواترة عند الفريقين هذه العوالم اعظم من السماوات السبع فهي كحلقة في فلاة يعني نقطة رمل في بر من الرمال وقطرة في محيطات كما ان السماء السادسة بالنسبة للسابعة قطرة في محيط وكذلك الخامسة بالنسبة الى السادسة والرابعة بالنسبة الى الخامسة والثالثة بالنسبة للرابعة والى اخره فاذا اعطى الله مقاليد الجنة والنار للنبي فهذا لا يجعل قدرة الله تنحسر فحتى لو صغرت تلك القدرة او كبرت لا تنحصر قدرة الله فالمعادلة واحدة وليس كما يتخبط فيها الوهابية او السلفية او علماء المادة والحس وانما هي سواء .

ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة فلو تتفاوت الاشياء على الله في قدرته لكانت قدرته محدودة وهذه تلازم ومعادلة عقلية فلو تفاوتت الاشياء على الله لكانت قدرة الله متبددة محدودة فليس الشيء الكبير يثقل على الله كاهله اذن فتنتهي قدرة الله هذه نكات عقلية مسلمة في بيانات القرآن وبيانات الروايات وتسالم عليها حتى الفلاسفة والعرفاء وهذي من عظمة المعاجز العلمية عند ائمة اهل البيت في القرن الاول وهذي البيانات موجودة في نهج البلاغة وفي الروايات في القرن الاول والثاني فلو تفاوتت الاشياء على الله تصير محدودة فليست السماوات او الكرسي او الجنة ثقيلة على الله اذن انت قدرة الله تجعلها محدودة فالقدرة اللا متناهية والعلم اللامتناهي والصفات لا متناهية لله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة فان اعظم المخلوقات بالنسبة الى الله كاصغر المخلوقات نعم هذه بالنسبة للمخلوقات يكبر في صدورهم .

اذا تقول ان قدرة النملة تخرج عن قدرة الله اما العوالم العظيمة لا تخرج عن قدرة الله فهذا منطق جدا خاطئ لانه لا يخرج من حيطة الله وهيمنته رأس ابرة فتكون قدرة الله محدودة اذن قدرة الله سواء في رأس ابرة ام في خلق السماوات والارض فلو اعطى الله قدرة العالمين كلها لمخلوق من المخلوقات هل خرج ذلك عن قدرة الله ؟ هذا الباحث يغره كبر الشيء وصغره لانه لم يعرف التوحيد بعد لذلك مر بنا ان الذين يطعنون بالغلو هم في انفسهم يتبنون الشرك الخفي في قدرة الله اما الذي يوحد قدرة الله وملك الله لا يتفاوت عنده والامر سيان سواء قدرة جبرائيل او قدرة نملة فلا يخرج من ملك الله وقدرته جبرائيل ولا اسرافيل ولا عزرائيل ولا ميكائيل ولا من فوقهم ولا من دونهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

فحينئذ لا يفرق بسماوات او جنة او نار او اي شيء اخر لذلك وجود رأس الابرة ليس هو مستقل فسماوات واراضين وجنة ونار محال ان تخرج من قدرة الله وحتى قدر رأس ابرة ايضا لا يخرج عن قدرة الله ففي اللامتناهي لا معنى ان تفترض نملة او مجرة كلها سواء قائمة به ، فهي لها وجود ولكن ليست مستقل عن الله وهذه من اصعب الصعاب فكل المخلوقات ايات له تعالى وهي حروف والحرف ليس وهما وانما حقيقة لكن حقيقة الحرف ما انبأ عن معنى في غيره فوجوده حاكي نحن فقط لقلقة لسان .

فاذن لا استقلال لاي مخلوق ولا غنى له بذاته عن امر الله فصغر وكبر المخلوق لا يتفاوت على الله هذا هو ضابط التوحيد لا الصغر والكبر فلا تقل احياء كل الموتى لا يمكن اما احياء واحد واثنين وثلاث يمكن فاي فرق بينهما؟ فاذا كانت الجنة والنار بضرورة المسلمين مقاليدها التكوينية بيد سيد الانبياء وهو يفيضه على امير المؤمنين فالمعاد ما هو خطبه وشأنه؟ نقول اذا تقصد المعاد الابدي فهو مملوك لله وللرسول ولوصي الرسول فضلا عن القيامة التي هي مقدمة للمعاد الابدية فكيف يكون المعاد الذي شأنه مملوك اهم من المالك؟ هذا غير ممكن عقلا .

اذن الشهادة الثالثة هي اعظم حقيقة بعد التوحيد والنبوة وهي اعظم من المعاد ونفهم من بيان الامام الصادق في الروايات الخاصة الواردة في تشهد الصلاة قال ماذا اقول غير الشهادتين؟ قال قل احسن ما علمت او ما علمت ، و احسن غير ما هو حسن ، فاحسن شيء ما علمت هي في العقيدة والشهادة الثالثة وهذه الرواية نص في الشهادة الثالثة ولم يفصح بكلمة الشهادة الثالثة لانه بني امية وبني العباس موجودين وهم في الغدير وفي السقيفة كذلك بداوا بالمكر فالتقية موجودة فالامام الصادق لا يعيش في اجواء حرة وديمقراطية فلا يمكن ان يفصح بكل ما يراه من اراء فالامام لما يقول له اقرأ احسن ما علمت فهي الشهادة الثالثة بضرورة الالاف من الادلة القطعية في القرآن وفي الروايات فليس اليوم الاخر هو احسن ما علمناه وانما ولي ديان يوم الدين هو احسن ما علمناه ويوم يقوم الاشهاد ثم حكام وخلفاء الله فلا تقل استخلاف الله في الارض ممكن اما في القيامة غير ممكن نعم الخليفة وجوده في الارض ولكن منطقة خلافته من قال هي فقط الارض ؟ فلو كانت منطقة خلافته في الارض لم يسجد ملائكة الجنان وملائكة النيران له ؟ مما يدل على ان ولايته تمتد الى الجنة والى النار فكل الملائكة وليس بعضهم فسجد الملائكة كلهم اجمعون ست ادوات على التعظيم يعني رضوان مالك الجنان سجد وهو مالك تكويني للجنان وليس اعتباريا وهذا مالك تحت يد مالك فوقه وهو سيد الانبياء .

فاذن نلتفت الى هذه المطالب انه قل احسن ما علمت يعني معرفة وعلم ففي نظام القرآن والروايات المتواترة النبوية فضلا عن العترة ليس لدينا مقام بعد التوحيد والنبوة اعظم من الولاية فهذه روايات صريحة في الوسائل في باب الصلاة خاصة تدل على هذا المعنى نعم في ظل دولة بني امية وبني العباس ما يمكن ان يبوح الامام بذلك لاجل الخوف والرعب وسفك الدماء ، فلم تكن حرية التعبير في زمن الامام الصادق كايام السقيفة الاولى التي رحل فيها رسول الله تلك الايام كانت شديدة على اهل البيت كما بعدها في ظل بني العباس وبني امية فالامام الصادق يضطر بان يكني والحر تكفيه الاشارة وهذا كله في الروايات الخاصة فضلا عن العامة حديث تدري خير من الف حديث ترويه فباب التنقيب عن الحقائق مفتوح مغلق والا العلامة الحلي يجب ان لا يخالف من تقدموه في طهارة البئر وكلهم جحاجيح من العلماء ونحن وقفنا على ثمانية عشر من العلماء يصرحون بالوجوب بل اربعة او خمسة منهم يصرحون بالضرورة وهي ازيد من وجوب .

فلاحظ بحث واحد يعطيك خارطة في ابحاث كثيرة فاصدق مقالة في الدين وفي الحقيقة هي التوحيد ثم النبوة ثم الولاية وهذه الولاية ليست لامير المؤمنين وانما في الاصل هي ولاية الله ثم ولاية الرسول فهل تسلم ان ولاية الله من اصول الدين ام لا؟ هل الاصل الثالث المعاد ام ولاية الله؟ فولاية الله اعظم وكذا تنشأ منه ولاية الرسول ولاية امير المؤمنين فالتوحيد الى هنا هي ولاية الله قبل ان تكون ولاية النبي او ولاية الوصي والا تكون يد الله مغلولة وهذا ليس توحيد ان الله ليس له ولاية غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا فيقول الامام الرضا والصادق عليه السلام الى ها هنا التوحيد يعني هي في الاصل ولاية الله انما وليكم الله ولكن يجللها النبي او الوصي فالشهادة الاولى هي تتضمن شهادات ثلاث وكذلك الشهادة الثانية والا الشهادة الاولى بدون الشهادات الثلاث انت لم توحد الله فليس ان توحدوه بان تقولوا يد الله مغلولة لذلك اليوم بالشهادة الثالثة رضيت لكم الشهادتين دينا فالشهادة الثالثة ترجع للشهادة الاولى هذا الشرط ماهوي وشرط وضعي وشرط تكليفي وشرط تكويني اليوم يعني بالشهادة الثالثة رضيت لكم الاسلام دينا بان الولاية لله ثم للرسول وليس لكم ، فلا يمكن ان نجبر الله ونقول ارض بالشهادتين دون الشهادة الثالثة .

فالرواية ليس ظاهرها الشهادتين وهذا يجزيك الشهادتين الكل ما عمل بها وانما قالوا يجب ان تتقيد بوجوب الصلاة على النبي والا لا تجزي بضرورة فقهاء الامامية حتى العامة فاكبر معلومة هي التوحيد في اصل وجود الله تعالى ثم حاكمية الباري تشريعه وولايته كل هذه مراتب التوحيد فالشهادة الثانية والثالثة ترجع للتوحيد انظر ماذا يقول الباري لابليس : ما منعك ان تسجد لما امرتك؟ يعني حتى السجود لادم طاعة ترجع الى امرية الله والتمرد على ادم تمرد على الله وليس على ادم ذاتا قال ما كنت لاسجد لما خلقت قال اخرج منها مذوما مدحورا، وان عليك اللعنة الى يوم الدين ، فهذا استكبار على الله وليس على ادم لاحظ يقول ما منعك ان تسجد اذ امرتك والاية في سورة الاعراف فالتمرد ليس على ادم بالذات وانما تمرد على الله فاذن نقل المعلومات وسلطة الاعلام اعظم شيء هو بحث التوحيد وبحث العقائد وهي اصول الدين وفقه الفروع فروع الدين ، وفروع الدين اعظم شأنا من اصول الدين واصول الدين بلا فروع الدين خطأ وفروع الدين بلا اصول الدين ايضا خطأ وكون اصول وفروع الدين في عرض واحد هذا خطأ اما اصول الدين مهيمنة على فروع الدين فهذا هو الصحيح .

اذن عندنا خيارات اربعة اما فروع الدين بلا اصول الدين او اصول الدين بلا فروع الدين او اصول الدين في عرض فروع الدين وهذه كلها خطأ اما اصول الدين مهيمنة على فروع الدين فهذا هو الصحيح وهذه الهيمنة لابد من مراعاتها في الدراسة الحوزوية .

الشيخ المفيد تسعين بالمئة من كتبه في العقائد وعشرة بالمئة في الفروع وكذا الشيخ الطوسي والسيد المرتضى ايضا ثمانين بالمئة من كتبه في العقائد العلامة الحلي بخلاف المحقق الحلي هو موسوعي التأليف يقال العلامة الحلي عنده ثلاث مئة مؤلف وكل هؤلاء الاعلام نبراس هداية وان تفاوتوا في الفضل .

اذن مر بنا نشر المعلومة الله تعالى يقول كبرت كلمة تخرج من افواههم تكاد السماوات يتفطرن وتخر الجبال هدا وتنشق الارض ولولا فضل الله عليكم ورحمته لمسكم فيما افضتم عذاب عظيم وكذلك سور اخرى تهدد بنشر المعلومة من دون تحمل مسؤولية فالمعلومة درجات كما ورد في القرآن واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به وقوله تعالى لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض لنغرينك بهم يعني نأمر بقتلهم فالارجاف هي نشر المعلومات من دون مسؤولية فتسبب رجفة يعني زلزلة وحرب نفسية في المجتمع وحرب ثقافية وحرب اخلاقية فالمعلومة مسؤولية خطيرة فالمعلومة هي ريموت كنترول في المجتمع وحتى في التاريخ والاجيال كبرت كلمة تخرج من افواههم فالكلمة مفتاح خطير وسلاح عظيم لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك الا قليلا .

نفس الغرب هم يكذبون ويكمكمون الافواه ويخافون من الاعلام اكثر من غيرهم فتجد مذيع قناة فضائية يقصوه ويغتالوه اذا افصح بشيء من الحقيقة ضدهم لان المعلومة خطيرة ونشرها اخطر اذن المسئولية في نشر المعلومة او المعلومات جدا خطيرة سواء على المجتمع الحاضر الراهن او على ما يأتي من الاجيال فلا نظن انها كلام هباء منثورا فربما كلمة تسقط المجتمع وكلمة يتعاظم بها المجتمع فنشر المعلومات قوة وسلطة اعظم فتكا من السلاح النووي ومن اي سلاح اخر قوله تعالى واعدوا له ما استطعتم من قوة وليس من ضعف وجبن وتخويف وحرب نفسية فنشر المعلومة جدا خطير فانا عندما اتكلم بالكلام اما مثبط مهبط او ناصر فهي روحية اما نفث خبيث او صالح ؟

لاحظوا هذه الاية الكريمة وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط العزيز الحميد فالقول الطيب ينصر راية الحق وينصر المظلوم اما القول الخبيث ينصر العدو الظالم والطواغيت فاعظم سبب ينجي الانسان هو هدوا الى الطيب من القول فهو التوحيد والنبوة والامامة فسبحان الله لخصت نشر المعلومة وسلطة الاعلام في هذه الكريمة يعني نفس نشر المعلومة هداية فترتبط باصل ولاية الله وولاية الرسول وولاية قربى الرسول سورة الحج اية اربعة وعشرين .

لاحظ كيف ان نشر المعلومة مسؤولية كبرى جدا وهي اعظم سلاح واعظم اعدادا للقوة لا تقل ان مدونتي وتغريدتي وكتابتي ومقالتي لا يتأثر بها احد والقرآن دائما يبين ان الامكانيات لا تستصغرها ابدا فامكانية النبي داوود قلبت معادلة الشرق الاوسط برمتها حيث كان فقيرا راعيا للاغنام فاصطفاه الله ولكن لم يجعله خليفة فهو لم يستصغر امكانياته فهو كان اضعف جندي في الجنود من جانب المادية في جيش طالوت الا ان الله جعل التغيير الاستراتيجي يقع على يده لان الامكانيات المادية قد تسبب هزيمة امة بكاملها. فالامكانيات مهما صغرت انت لاتفرط فيها فالامكانية خطرة .

 

logo