« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/03/24

بسم الله الرحمن الرحيم

/ نظام الصدق والكذب عند الوحي في الإعلام والأخبار/قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١14)

الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١14) / نظام الصدق والكذب عند الوحي في الإعلام والأخبار/

 

مر بنا ان التعريف العصري الاكاديمي لظاهرة الاعلام والاعلان والنشر وادوات النشر اكد فيه على ان هذه الظواهر ليست مجرد نقل لمعلومات هلامية ومجرد اخبارات خام وهذه الحقيقة موجودة من اول البشر الى الان بل حتى في الوحي وفي عوالم الملكوت ايضا موجود هذا المعنى لان الوحي ايضا هو نوع من الاخبار خلافا لما عليه علماء اللغة والبلاغة او المناطق ، فالوحي يؤكد على هذا الشيء ان طبيعة الاخبار والنقل والاعلام ليس مطابقة الواقع بشكل نقل خام ساذج وانما تتدخل فيه عناصر شتى والاخبار والانشاء يبحثه علماء البلاغة .

مرارا مر بنا ان السيد المرعشي سأل السيد شرف الدين حيث كلاهما ترعرعا في النجف ولكن السيد شرف الدين متقدم رتبة وانا سمعتها من السيد المرعشي النجفي مباشرة قال سألت السيد شرف الدين ما هو سر توفيقك اللي صدر منك هذا الانجاز لرفرفة راية اهل البيت في العالم الاسلامي فانت تالقت نجما بين علماء الشيعة - مع انه لم يتصد للمرجعية وكان بامكانه ذلك لكن بدلا عن ذلك كالعلامة الاميني اشتغل بالعقائد والمعارف لا سيما في بيان دلائل امامة اهل البيت- والسيد المرعشي يقول هو العالم الوحيد في زمانه الى الان الذي ام المسجد الحرام بينما السيد البروجردي والسيد الحكيم وغيره من العلماء الكبار لم يفسح لهم المجال فكثير من المراجع في زمانه لم يسمح لهم ان يصلوا امام جماعة في المسجد ولكن صلى السيد شرف الدين كما انه دعي من قبل جامع الازهر مرتين بالحاح منهم وهذا دور مختص به ، فدوره عظيم وكثير من رجال الدين من الطرف الاخر اعلنوا استبصارهم ببركات كتبه .

من النقاط التي اشار اليها السيد المرعشي ولكن عرفت تفصيلها من السيد تقي القمي ان حتى فتوى شلتوت المعروفة بجواز التعبد بمذهب ال البيت اثر على هذه الفتوى السيد شرف الدين بقدر سبعين بالمئة وليس السيد البروجردي ونقل هذا المطلب السيد تقي القمي عن الشيخ تقي القمي وكان الاخير وكيلا للسيد البروجردي في القاهرة لمدة خمسين عاما لكن دور السيد عبدالحسين شرف الدين انجح من دور السيد البروجردي وهذه الظاهرة فيها عبر كثيرة ومنهجية في خدمة راية اهل البيت وان كان لكل تألق ونور ولكن يجب نرى ايهما انجح وانجع فهذا بحث اخر؟ فالسيد المرعشي ينقل عن السيد شرف الدين قال ما سر توفيقك ايها السيد؟ قال الاخير كررت دراسة كتاب المطول في البلاغة تسعة عشر فمرة درسته ودرسته ثمانية عشر مرة فاصبحت البلاغة في يدي كالطين فاستثمرتها في دلائل حقائق امامة ال البيت من الايات والاحاديث المتواترة .

فربط هذا المطلب ببحثنا ان علم البلاغة لا سيما المعاني هي من اهم العلوم ولذلك اللغة الفرنسية والانجليزية والهندية والفارسية اخذوا نتاج بحوث علماء اللغة العربية في المعاني كنسخ ولصق لان علم المعاني لا يرتبط بخصوص اللغة العربية وانما مرتبط بقوالب المعاني في الذهن وانا ابين هذه المقدمة كي اقول ان اهمال كتاب المطول او مختصر المعاني في المقدمات هو محظور كبير في المسيرة الحوزات العلمية لان هذه الكتب دسمة جدا وتظافرت عليها الجهود ولا بديل قوي لها اما جواهر البلاغة والبلاغة الواضحة فهذه سندويشات مصنعة سرطانية حيث علم المعاني والبيان يتدخلان في علم التفسير والاصول والاستنباط الفقهي وكذا علم الكلام والضعف في هذا العلم يجرجر الى الضعف في كثير من الامور .

مر بنا الشهيد الثاني بعد ان اصبح فقيها مجتهدا اعاد مدارسة العلوم العربية بينه وبين نفسه لاهميتها في استنباط فهذا ليس عيبا على الانسان انه حتى لو بلغ الاجتهاد ان يعيد دراسة البلاغة لانه ليس بالسهل سيما علم المعاني والبيان ولذلك سموه علم المعاني انه كيف تنتقل من معنى الى معنى وهذا نحن نشترك فيه مع الملائكة لانهم ينتقلون من معنى الى معنى خلافا للفلاسفة حيث يظنون ان الملائكة كل علومهم حضورية هذا خطأ وانما الملائكة عندهم علوم حضورية وعلوم حصولية فينتقلون من معنى الى معنى كما ان الجن ايضا عندهم علوم حصولية فعلم المعاني لغة مشتركة بين كائنات كثيرة يعني حتى الملائكة والجن الطبقات النازلة منهم يدرسون علم المعاني ليزداد علمهم لان هذا علم لايختص ببشر وانما الجن او الملك فالاعراض عن التوغل في علم البلاغة خطير في الحوزات العلمية فعلم المعاني والبيان لهما التضلع في علوم التأويل .

مثلا في سورة يوسف قال النبي يعقوب ليوسف ويعلمك من تأويل الاحاديث وفي اخر السورة النبي يوسف يشكر الله انه علمه من تأويل الاحاديث فتأويل الرؤيا وتأويل القرآن وعلوم التأويل هي كثيرة و احد الاليات المهمة لعلم التأويل هو علم المعاني والبيان فالكثير يظن ان التأويل هلوسة كلا لانك لم تتضلع في علم البلاغة فالتأويل له موازين فاحد الاليات المهمة في العلوم هو التأويل حتى في التفسير وفي استنباط الفقه .

قرأت عبارة لصاحب الجواهر يستدل بظاهر النصوص وباطن النصوص في كتاب الشهادات في مجلد واحد واربعين صفحة ثمانية عشر في رأي فقهي معين للشهيد الثاني ويقول هذا الذي ذهب اليه مخالف لظاهر النصوص الكثيرة بل ولباطنها يعني يقصد التأويل فالمقصود دخالة علم البلاغة والمعاني والبيان في علوم التأويل الشيء الكثير لا تظنون ان علم البلاغة علم جاف او مر انت ان تتضلع فيه سترى حلاوته ودوره في التفسير وعلوم التأويل .

ومما له دخل في علوم التأويل هو علم الكلام والعلوم العقلية عموما فالتأويلات الموزونة ليست هلوسة نعم ربما الصوفية او العرفاء عندهم هذه الشطحات لكن ليس كل تأويل باطل هناك تأويل موزون يعني على موازين علم البلاغة او الموازين العقلية فالذي يريد ان يتضلع في علم التفسير وعلم التأويل لا محالة لا بد ان يتضلع في علم المعاني وعلم البيان والعلوم العقلية فيكون موزونا .

ان ابواب علم المعاني هي ثمانية احدها باب الاخبار والانشاء فباب الاخبار الذي بحثه علماء البلاغة في علم المعاني يصل الى بحث الاعلام او الاخبار وعلماء البلاغة اخطأوا عما في الوحي كالمناطقة والفلاسفة وحتى المتكلمين ظنوا بان الاخبار مجرد مطابقة الواقع مثلا صدق الخبر او كذبه جعلوه يدور مدار النقل المجرد الخام من الخبر وهذا خطأ وهذه احد معجزات ائمة اهل البيت الان لاحظ عشرة قرون الفلاسفة والمتكلمين والفقهاء واللغويين عندهم مدار الصدق والكذب هو مطابقة الواقع او اللا مطابقة انت لاحظ هيمنة علوم اهل البيت كيف هي؟

فتقول هذا خطأ كبير ليست المطابقة واللا مطابقة هي المدار فقط ، فكل العلماء جعلو المطابقة واللامطابقة فقط ولكن انت اجعل علماء البشر في كفة واهل البيت في كفة اخرى ولا يقايسون بهم بينما اهل البيت يقولون المطابقة من اعمدة الصدق ولكن ان لم تتوفر بقية الاعمدة فلا يتوفر الصدق مثلا قوله تعالى من فعل هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ قال بل فعله كبيرهم فاسألوهم ان كانوا ينطقون فهنا ابراهيم اسند ذلك الى الهتهم فيقول الامام الصادق هنا اتقى ابراهيم ولم يكذب او في قول جهاز يوسف يا ايتها العير انكم لسارقون ماذا تفقدون؟ قالوا نفقد صواع الملك ومن جاء به حمل بعير هنا اتقى يوسف ولم يكذب وموارد اخرى في القرآن بين اهل البيت ذلك .

ومر بنا امس والذين يرمون المحصنات فان لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون فلو كان الكذب دائر مدار المطابقة واللامطابقة لماذا هم كاذبين ، ففي باب القذف لم تجعل مجرد المطابقة مثلا في سورة النور لولا جاءوا عليه باربعة شهداء فان لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون وهذا ليس تعبد فظاهر القرآن ليس تعبد منطق القرآن في الكذب والصدق غير هذا النظام الموجود عند علماء البشر .

الراوي يسأل الامام الصادق انه اصلح بين الرحم فاتي بما يحبب الطرفين بعضهم لبعض هل هذا كذب قال لا انت صادق بينما النمام كاذب فكيف يكون النمام كاذبا والمصلح صادقا ، فلو كانت صرف المطابقة فان جملة من النمامين هم اصدق الصادقين فهنا بيان الوحي اخذ جانب الايات التي تتعرض للنميمة طبعا الكاذبون اقوى من الفاسقين الفاسقون ارتكبوا معصية ولكن نحن ندور مدار عنوان الكذب فالفاسق قد يكون صادق لكنه فاسق يعني بمنطق علماء البشر بعض الصدق فسق لانه يؤدي الى الشر اما في منطق الوحي ما يؤدي للشر ليس صدقا وانما كذب وما يؤدي الى الخير فهو صدق وليس كذبا .

مر بنا امس في نظام الوحي الصدق او الكذب يعتمد على اعمدة اخرى وليس فقط مجرد المطابقة واللامطابقة فخيرية الشيء وشرية الشيء هو الغاية من اصلاح او افساد امانة او خيانة مثلا هذه الاية الكريمة يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون فهذا بعد اخر في الصدق والكذب ان الصدق والكذب هو لما مضى او لما يأتي بنحو الاخبار اما في الانشاء فلا يرتبط بالصدق والكذب وهكذا علماء البلاغة والمنطق والفقه والكلام بينما في بيانات الوحي الصدق والكذب اعم من الاخبار والانشاء فالالتزام بما تعهد به انشاء يعبر عنه الوحي صدق واما النكث وعدم الوفاء بالالتزام يسميه كذبا بينما على التعريف الموجود في الصدق والكذب ما يمكن تصويره .

لذلك احد ادلة حرمة الكذب في بيانات الوحي هو لم تقولون ما لا تفعلون مع ان القول هو قبل الفعل وعندما نقول الوحي فليس المقصود منه التعبد فالحقيقة المطلقة التي ينبع عنها الوحي لم يلتفت اليها علماء العلوم المختلفة وانما نخوض هذا البحث لكي نبين ان الاعلام كالاخبار ليس مجرد نقل خام للمعلومات هذا خطأ والعلوم العصرية تؤيد نظام الصدق والكذب في الوحي فهذه احد الموارد التي يختلف فيها الوحي من ان المدار الوحيد ليس هو المطابقة واللامطابقة وانما هذه احد الموارد التي فيها يختلف نظام الصدق والكذب بين الوحي والعلوم بشرية الاخرى .

نلاحظ الاية الكريمة الاخرى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليهم فهو من باب الانشاء لاالاخبار وكذلك قوله تعالى ولقد صدقكم الله وعده والوعد انشاء فالوحي يبين ان الصدق يعم الانشاء او الالتزام بالانشاء هم يقولون لان في الانشاء من الله اخبار يطابق ما في المستقبل فيرجعون الى الاخبار بينما بيان الوحي هو نفس الانشاء والالتزام بالانشاء هو صدق وكذلك ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين ما معنى الصديق؟

ورد في النبي عيسى وامه الصديقة يعني ملتزم بالطاعة سرا وعلانية او ورد لا يغسل الصديق الا الصديق فسمي الالتزام الصارم بالطاعة لله صدقا ولكنهم هم يفسرونه بالتعبد لكن الصحيح انه ليس هكذا لان نظام الصدق والكذب في الوحي اوسع وضوابطه غير ما ذكره علماء العلوم المختلفة .

هذا التعريف العصري للاعلام وهو الاخبار نفسه اذكر نموذج منه يقولون يهدف الاعلام الى الاخبار والتثقيف والتأثير وهو من اهم الوسائل التي تؤثر في الافراد فهم لاحظوا في الاعلام والاخبار التأثير وليس مجرد ايصال المعلومة فاخذ فيه جان التأثير الايجابي او السلبي وهذا غير بحث صرف الادراك وايصال المعلومة فما ربط التأثير بالمطابقة واللا مطابقة للواقع؟ اذن هنا عنصر اخر غير المطابقة يعني لم يكتفوا بصرف المطابقة وانما اخذوا جانب التأثير وكذلك جانب التعليم وقالوا من اهم الوسائل التي تؤثر في المجتمعات وتؤثر في صناعة الرأي العام هو هذا ، مما يعني السلطة انت تسمع الرأي العام يعني عندك نفوذ في عقول المجتمع وعقول الشعب .

لاحظ جانب سلطوي وجانب نفوذ هذا اي ربط له بالمطابقة واللا مطابقة ؟ اذن ليست القضية مجرد المطابقة واللا مطابقة وانما اخذ في الاعلام التأثير والتربية والتسييس والنفوذ اذن الصدق والكذب بتبع ذلك وله اعمدة وله عناصر زيادة على قضية المطابقة واللامطابقة اذن هنا البيت القصيد اذا كان الصدق والكذب يؤثر مع بعضهم البعض فتوازن هذه الاعمدة فينتج صدقا وعدم توازنها ينتج كذبا وهذا ما لم يلتفت اليه علماء العلوم بينما نجد الوحي نبه على ذلك وعلماء العلوم اغفلوا العناصر الاخرى للصدق في الاخبار وفي الاعلام ولم يراعوها .

في التعريف الاكاديمي العصري يقولون الاعلام مؤثر في صناعة الرأي وتوجيه السلوك والاعلام يحلل المعلومة ، فالتحليل ما ربطه بالمطابقة واللا مطابقة؟ كثير ممن يخوض ويحقق في علم التاريخ غافل عن على ان النقل الخام المجرد هذا ليس علم التاريخ وانما النقل الموجه هذا هو علم التاريخ لاحظ القرآن يقول نحن نقص عليك احسن القصص ولم يقل نقص عليك كل القصص فلو كان التاريخ في منطق القرآن والوحي ومنطق امير المؤمنين هو كلما هب ودب فلماذا يقول نحن نقص عليك احسن القصص؟ هذا مرتبط ببحث الصدق والكذب ايضا وكذا الاعلام .

فالاعلام ليس كيفما اتفق فقد يستخدمك الامويون في التاريخ ، فقد هو من اتباع اهل البيت ولكن منهجه خاطئ ومن حيث لا يشعر يخدم في كتابته التاريخية الامويين لانه لم يفهم معنى الاخبار والنقل التاريخي انه يجب ان يكون موجها وليس صرف المطابقة واللامطابقة ، فالمطابقة هي احد الشرائط وليست كل الشرائط فينقل من التاريخ ما يخدم الامويين او العباسيين او السقيفة ولبئس ما يصنع بينما يتحامل على النقولات التي فهيا عظمة ومقامات اهل البيت فان هذا من حيث لا يشعر صار البا لاعدائكم على اوليائكم فهذه ليست فقط حدثت في سنة واحد وستين هجرية وانما تتكرر مع السذاجة والغفلة .

ان القرآن يقول ولا تكن للخائنين خصيما ايضا يقول ﴿وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ( 107 )﴾ فاذا كان الجدال مدار الصدق والصدق مدار مطابقة الواقع لماذا يحرم القرآن المحاماة عن الخائنين؟ ففي عدة سور الباري يحرم عليك ان تكون محاميا عن الظالم ولو كان مطابقا للواقع كما في سورة النساء فلماذا يحرم القرآن الكريم ذلك ؟ فاذا كان مدار الصدق المطابقة لماذا يحرم القرآن المحاماة عن الامويين او العباسيين او المحاماة عن السقيفة في التاريخ ؟ اذن الصدق ليس مداره صرف المطابقة ، فهل انت بذريعة المطابقة تريد ان تلمع شخصية الامويين السفاكة للدماء وتريد ان تلمع شنائع العباسيين او السقيفة ؟

وكذلك ولا تركنوا الى الذين ظلموا ولكن الاصرح منها ولا تكن للخائنين خصيما هو يظن انه عنده راية الصدق ولكنه في منطق الوحي اكذب الكذابين ، اذن في منطق القرآن نظام الكذب والصدق والحق والباطل ليس فقط صرف المطابقة وانما المطابقة شرط من الشروط فلو انت تدافع عن المجرم ولو في مقطع منه سوف ينجر الى تبييض هذا المجرم في جرائمه الدموية .

اذن الاعلام والاخبار له ادوار عديدة وليس مجرد نقل المعلومة الخام الساذجة هذه خطيئة ارتكبتها العلوم الكثيرة من المنطق والفلسفة وعلم الكلام والفقه فهي خطيئة علمية فادحة وليس خطأ وفرق بينهما نعم المطابقة احدها ولكن ليس كلها وانما بقية العناصر يجب ان تتوفر فكيف تجد محقق تاريخي يدافع عن الامويين؟ وهو من اتباع ال البيت فكيف تدافع عنهم؟ هل هو بصرف المطابقة؟ او مثلا يكتب كتابا ضد المؤمنين افترض انت وجدت ظاهرة معينة هذه المعلومة يأخذها العدو ويستثمرها في تخريب ما هو حق فاحيانا انت اكذب الكاذبين هذا لا يسمى مطابقة للواقع وضابطة المطابقة للواقع غفلوا عنها علماء العلوم المختلفة غير ما هو عند الوحي وهم لم يتقنوا ضابطة المطابقة .

مر بنا امس ان المراسل الاعلامي يركز لك على زاوية من المشهد ويصور عند المشاهدين ان المظلوم ظالم او ان الظالم مظلوم وهذا خداع ، فهل هذا مطابق للواقع؟ فاذا كان يعطي انطباعا لدى المشاهد عكس ما هو الواقع هل هذه مطابقة او هذا تزييف؟ اذن انتم ايها المناطقة والمتكلمون والفقهاء والفلاسفة لم تتقنوا معنى المطابقة ، فان معنى المطابقة في الوحي شيء اخر والان البشر التفتوا اليه فحتى المطابقة يتلاعب بها .

 

logo