47/03/22
/ الإعلام والإخبار الصدق والكذب عند الوحي /قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١١٣)
الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١١٣) / الإعلام والإخبار الصدق والكذب عند الوحي /
كنا في مبحث السلطة الاعلامية والاعلام بالمعنى الاعم بما يشمل القوى السيبرانية وهذه نكتة جدا مهمة واشير لها في القرآن ان الاعلام ليس هو مجرد نقل معلومة بشكل ساذج وهذا اشتباه كبير في الاذهان فمرتكز في اذهاننا انه نشر المعلومة يكون بشكل ساذج فالسلطة الاعلامية او نشر المعلومات بالدقة لها وظيفة اخرى اكبر من نقل الاعلام والاخبار له وظيفة اعظم من نقل المعلومة مطابقة للواقع نحن نظن ان الاخبار هي نقل المعلومة المطابقة للواقع كلا هذه ليست وظيفة الاخبار او الاعلام او الاعلان او نشر المعلومة ، وانما هناك وظيفة اكبر ان لم تتحقق بجانب هذه الوظيفة فهذا النقل او هذا النشر لن يكون ممارسة صحيحة للاعلان وتستطيع ان تقول ممارسة كاذبة واخبار كاذب .
الوظائف الاخرى احدها الجانب التربوي و احدها السياسات الهادفة واحدها ايصال الشاهد او السامع الى نشر الكمال وبناء الكمال والتنمية والاهداف الايجابية وللاسف هذا امر مغفول عنه في عموم الاذهان ظنا ان الاخبار والاعلان او النشر مجرد المطابقة ، فالاعلام ان لم يستثمر في الغايات البناءة فهو شر وتوظيفه في الخير هذا اعلام خير والا فهو شر توظيف الاعلام في الخير هذا اعلام صادق اما توظيفه في الشر والشرور والامور الهدامة هذا ليس اعلاما صادقا وانما اعلام كاذب .
اخيرا وقفنا على ان الصدق المدار فيه ليس كما يتخيل المطابقة وعدم المطابقة هذا جزء وليس كل ، فاذا المطابقة استهدف فيها الشر هذا ليس صدقا وانما كذب وان استهدف فيه الخير يكون صدقا وهذا مبحث لم يهتدي اليه اللغويون ولا علماء البلاغة ولا علماء الاصول ولا علماء المنطق بينما في بيانات الوحي ذكر انه من قوام الصدق توظيف العلم والمعلومة والاعلام والاخبار في الغايات والكمالات الخيرة لذلك عندنا ان النمام كاذب فلا تصدقوا قوله لانه كما نم لك سينم عليك يعني هو في الحقيقة يستهدف امورا اخرى هدامة يعني هو يعطيك معلومة من زاوية انت تبني فيها على سلبياتها يعني طريقة نقل المعلومة متعددة فاذا كانت مطابقة الواقع في طريقة نقل المعلومة تدفعك الى الشر فهو كذب واذا تدفعك الى الخير فهو صدق .
مثلا مصور اعلامي عدسته تركز لك على جانب من الحدث فهو لا يخلق الحدث ولكنه يوجه لك العدسة ان الظالم مظلوم او ان المظلوم ظالم فطريقة الاعلام مسيسة لاهداف باطلة وهذا كذب فليس المدار في الكذب والصدق فقط الجمود على ضابطة ذهنية عقلية للتطابق وانما التطابق له انواع ويؤدي الى انواع من الغايات فيا ايها المنطقي ويا ايها الفيلسوف اي منهما الصدق اي منهما كذب ؟ فهم غفلوا عن هذا البحث لذلك ربما بعض الرواة يأتي ويسمع من الامام معلومة معينة وينشرها في بيئة لا يرضى الامام بنشرها في تلك البيئة لانها يسبب مردود انحرافي في المجتمع فالامام يقول هذا الراوي كذب علي مع ان الكلام صحيح فلماذا هو كذب؟ لان الامام لا يريد هذه المعلومة تنعكس في تلك البيئة لانها تؤدي دورا سلبيا والا لكان الامام قد صاغ المعلومة لتلك البيئة بما يطابق الواقع وبما يخدم تلك البيئة فالامام لم يوجه هذه المعلومة لتلك البيئة وانما لو اراد الامام المعلومة لبيئة معينة فسيصيغها بصيغة هادفة توجب التنمية القلبية بدون ان يخالف الواقع .
الاعلام كعدسة التصوير وكجهاز التسجيل انه انت تسجل من الحادثة اي مقطع افترض طرفان يتنازعان فانت تسجل اي مقطع ؟ هل كلا المقطعين او احد المقطعين ام ابعاضه؟ فانت تعطي صورة وايحاء للمشاهدين تولد لديهم انطباعا اخرا ، فالصدق والكذب ليس صرف المطابقة ايا كانت المطابقة هذا ليس معنى الصدق ، وانما معنى الصدق هو المطابقة وتؤدي الى هدف بناء فهذا صدق ويؤدي الى كمال تربوي اما اذا كان يهدم فهذه ليست معلومة صادقة لان السامع والمشاهد انطبع عنده خطأ عن الواقع فكذب عليه وغش وغرر به فالمعلومة اذا استلمها المشاهد او السامع او المنقول اليه بما يوظفها في الاتجاه الصحيح هذه المعلومة صادقة وما غرر به بالعكس لان الشر هو عدم وخداع بخلاف ما اذا وظف المعلومة الى خداع .
في بيانات الوحي موجود عند الفريقين انه اذا اثنان من المؤمنين او المسلمين او الارحام بينهم نزاع انت اذهب للصلح بينهما وقل لكل منهما ان فلانا يحبك وادى بهما الى المحبة فانت صادق بينما اذا ما تنقله يسبب التوتر لكلا الطرفين فانت كاذب فالذي يؤدي الى الصلح صادق حقيقة والذي يؤدي الى الكذب كاذب حقيقة فليس الواقع كيف ما نقل هو صدق وانما يمكن تحوير الواقع من دون ان تنتفي المطابقة .
لاحظ في قوله تعالى في سورة الانفال الباري قام باراءة النبي في منامه عدد الكفار قليلين والرؤيا من الله لسيد الانبياء وحي اذ يريكهم في المنام قليلا ولو اراكهم كثيرا لفشلتم فهنا الباري اوحى للنبي وقام باراءته بعض عدد الكفار وليس كلهم ثم يقول واذ يريكموهم اذ التقيتم قليلا ويقللكم في اعينهم فهذا تصرف من الله انه جعل المؤمنين او المسلمين في بدر لا يرون الكفار الا قليلين ليزيدهم الثقة بالنصر هذه الاراءة من الله ليس بكذب ولا سحر انما اعطى المعلومة بشكل لا يرون من الكفار الا قلة فتكوينا لم يسمح لهم ان يدركوا الواقع الا قليلا لكي يزدادوا ثقة بانفسهم وبالعزم على النصر فهنا مردود ايجابي للمسلمين ويقللكم في اعينهم بعدد مئتين او اقل فقالوا هذه لقمة صغيرة فلا يستعدون لاخذ اهبتهم بينما جعل المسلمين يزدادون حماسا واملا وقوة ليقضي الله امرا كان مفعولا .
فالمعلومة اذا انت تنقلها ما هو هدفك منها؟ هل تثبيط المسلمين فهذا كذب؟ واذا كان تشجيع الكفار على المسلمين فهذا كذب لان الهدف باطل فلاحظ علماء البلاغة، وعلماء اللغة، وعلماء الفلسفة غفلوا عن ان المدار في الصدق والكذب ما هو؟
لاحظوا مقطع متوسط في الاخبار والمعلومات والاعلام انه مطابق للواقع طيب هذا التطابق مع الواقع له عدة تحويرات وعدة انحاء فالاعلام المرشد الهادي هو الذي يؤدي بك الى اهداف كمالية والى تحمل المسؤولية والى الخيرات والى الحق لا انه يؤدي بك الى الباطل ، وعلماء البلاغة لم يأخذوا الصدق والكذب في الهداية ولا الكذب في الغواية ، فاليس الكذب خادع؟ فاذا صاغ لك الواقع بشكل يخدعك عن اهدافك هذا كذب نعم هو صورة مطابق لكن لبا غاية خدعة وكذب ، اذن الاعلام الصادق اذا قادك الى الاهداف النبيلة والقيم والمبادئ والكمالات وما فيه نفعك وخير لانه لم يخدعك اما اذا اعطاك الواقع ما يثبطك ويحبطك ويضللك ويغيثك ويخوفك ويشنجك تجاه الاخرين هذا كاذب .
هذا مبحث حساس في الصدق والكذب بما يرتبط بالاعلام وبالاخبار انه ما هو الاخبار الصادق ومن هو الاخبار الكاذب؟ وهذا عمود الخيمة في باب الاعلام حتى ان الارشاد الديني هو نوع اعلام ، لاحظ الدلالة الاستعمالية حيث ان الكلام له مدلول تصوري وله مدلول استعمالي وله مدلول تفهيمي وله مدلول جدي وكل منهما له مدلول مطابقي وله مدلول التزامي والمطابقيه والالتزامية انواع والمدلول الجدي المطابقي الجدي الالتزامي على انواع والمطابقي على انواع يعني ترسانة من الدلالات والمدلولات .
فمدار الصدق والكذب على اي مرحلة من من مراحل الدلالة ؟ تسالم علماء البلاغة والمنطق والفلسفة على ان المدار في الصدق والكذب ليس المدلول التصوري ولا المدلول الاستعمالي بل ولا المدلول التفهيمي وانما المدار على المدلول الجدي وهو مراتب فالمدار ليس على المراتب الاولى ، انت لما تقول زيد كثير الرماد فهو اي رماد و اي كثرة ؟ فالموجود في الخارج لا رماد ولا كثرة وانما مثلا طباخ غازي فهل كذب المتكلم ؟ كلا وانما المدار على انه كريم ، فالاستعارة والمجاز والكناية والتعريض والايماء والتنبيه ووو ، فانت لا تلاحظ المدلول المقطعي للكلام لاحظ الغاية والنهاية فيه وبعبارة اخرى اي اخبار صادق واي اخبار كاذب؟ هل الاخبار الاستعمالي في الكلام او الاخبار التصوري؟ او الاخبار التفهيمي او الاخبار الجدي ؟ فاذا كان المراد الجدي فانت ما تكترث بالاستعمالي او التفهيمي او التصوري هذه مجرد مقبلات وانما المحتوى الاصلي عند المتكلم هو المأوى الجدي وانما دور الاستعمال هي محفزات للادراك يعني لما يقول كثير الرماد او يأتي لك باستعارة او بكناية انت تنشد الى الواقع اكثر .
مثلا ما الفرق بين متكلم سيء البيان ومتكلم حسن البيان ؟ الفرق ان حسن البيان او قوي البيان يشد السامع الى مركز المعلومة اكثر ويعطي شفافية من المعلومة اكثر اما سيء البيان او غير حسن البيان يعطي المعلومة بضبابية ولا يجعل السامع او المشاهد او المخاطب يركز بدقة على المعلومة ، فكلاهما مطابق للواقع لكن ايهما يشد الى الواقع اكثر؟ انه حسن البيان .
لاحظ هناك مصور يصور لك المشهد والحدث من بعيد بشكل مبهم ضبابي بينما هناك مصور يركز العدسة بشكل قوي فايهما اوضح؟ هذا الذي قد يعطي ضبابية في التصوير يسبب انطباعا خاطئا للمشاهد او السامع بينما هذا الذي يركز اكثر وببيان شفاف اوضح فهو صادق لانه لم يخدع المشاهد او المخاطب او السامع اذن الية الاعلام لها دور في الصدق والكذب وليست قضية مطابقة ولا مطابقة وانما قضية الهدف .
فنرى عناصر كثيرة في بيانات الوحي لها دخل في الصدق والكذب وليس كما يذكره المناطقة او علماء اللغة انه صرف المطابقة او اللامطابقة والا الصورة المبهمة مطابقة والصورة المفصلة مطابقة ولكن ايهما صادق وايهما كاذب ؟ فالصورة المبهمة قد تخدع المشاهد بخلاف الصورة المفصلة ، مثلا انت تأتي بصورة مفصلة مثيرة سلبا للمشاهد هذه تصير كاذبة بينما الصورة المبهمة هنا قد تكون صادقة لانه لا توتره وتثيره بشكل خادع .
مثلا قد يقوم بنقل صورة بين الرحم او بين الصديقين ولكن هذا يعطي تأثيرا سلبيا خاطئا فح هو كاذب لانه يعطيه الشحنة في غير محلها فيخدعه ويخونه ويغشه فهو كأنه صادق ولكنه كاذب وليس بأمين اذن في منطق الوحي نظام الصدق والكذب يتقوم بأركان غير الذي ذكرها اللغويون والمناطقة وهو دخيل في سلطة الإعلام وقد اشرنا اليه في كتاب علم الرجال الجزء الثالث ان استعمال الكذب والصدق في الوحي يخالف ما هو رائج فالمطابقة واللا مطابقة هذا تعبير فيه استغفال وانما عناصر كثيرة اخرى يجب ان تتنبه اليها في باب الاخبار الصادق والاخبار الكاذب او قل الاعلام الصادق والاعلام الكاذب او قل الاعلام الهادي المرشد او الاعلام المضلل فالذي يؤثر ايجابيا هذا صادق .
فنخلص بهذه النتيجة ان الاخبار او الاعلام او الاعلان او النشر ليس هو صرف النقل كيفما اتفق فهذا خطأ جدا بل يقيد نقل المعلومة بما يؤدي الى مردود ايجابي ويقيد بان تكون الالية في النقل وكيفية نقل المعلومة فتؤدي الى مردود ايجابي .
مثال اخر مثلا تريد ان تخبر عائلة بان فردا من ارحامها قد توفي فاذا انت تنقل المعلومة بشكل مفاجئ قد تسبب عند بعضهم سكتة قلبية فانت هنا تصير كاذبا فلا بد ان تنقلها بشكل تدريجي تقول فلان ذهب الى المستشفى او يعاني من كذا وهذا صحيح فهو ذهب الى المستشفى ويعاني قبل الموت فتندرج في نقل المعلومة وتهيأ له النفسية او تلوح له من بعيد .
نجد في كثير من اسلوب الانبياء والرسل والاوصياء عندما يريدون ينصحون الطرف لا يصارحونه بالنصيحة فهذا اسلوب تربوي خاطئ انه انت مثلا كذا وكذا ، فهذا خاطئ وانما يلوحون له من بعيد بشكل ناعم لان الاخبار هو نصيحة اما اذا كانت نتيجته سلبية فهذا ليس نصحا ولا صدق بل هو خداع ويزيد الطين بلة ويجعل الطرف الاخر يتعصب او يتعقد .
فالتعريض له مدلول تربوي ايجابي يجعل الطرف الاخر لايتوتر ، للاسف نحن طريقتنا في الامر بالمعروف او النهي عن المنكر طريقة ساذجة حمقاوية تشنج الطرف وتقرصه وتسبب عنده ردة فعل سواء داخل الاسرة او بين ارحام او بين الاصدقاء او بين عموم المؤمنين .
فاذن اخذ النصح في الصدق واخذ الغش والخداع في الكذب ، فالمطابقة بمفردها ليست صدق وانما كذب تستغفل الطرف الاخر لذلك عندنا في الروايات ان الناصح من نصح خفية فقد زانه لانه ومن نصح علانية فقد شانه ، فهو في حين يدعي انه في صدد النصح لكنه في الحقيقة في صدد التخريب .
لذلك في جملة من ايات الاعلام نجد هذه الامور مثلا الباري تعالى في الاخبار عن فاحشة الزنا او امثالها من الفواحش الكبيرة يقول لابد من اربعة شهود واذا لم يأتوا بالشهود فيعبر عنهم تارة بالفسق وتارة بالكاذبين فالصدق والكذب يرتبط باداة الاعلام فلا يمكن باي اداة ان تعكس الواقع لانها سوف تكون منشأ وبابا للفتن ولتسقيط المجتمع اما لما تتشدد في الاداة ستحفظ ثقة المجتمع وتقطع الطريق عن التحارب الاجتماعي .
لاحظ في سورة النور لولا جاءوا عليه باربعة شهداء ، فما ربط المطابقة باربعة او ثلاثة او واحد او اثنين ؟ نعم على تعريف المناطقة او الفلاسفة او اللغويين لا فرق في الصدق والكذب لانه عندهم الملاك مجرد المطابقة فالباري يقول لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء فاذا لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون ، افترض ثلاثة نشروا هذا المطلب هذه تسبب زعزعة شخصية معينة هذه الزعزعة اذا استعمل فيها اداة منفلتة يؤدي الى خراب المجتمع وغشه وليس هو صدق مع المجتمع فاولئك عند الله هم الكاذبون يعني هؤلاء مخربين وليسوا مصلحين فالاصلاح مأخوذ في الصدق والتخريب مأخوذ في الكذب بينما هذا لا نجده في كلمات اللغويين وكلمات المناطقة فانت ان كنت مخرب حينئذ ما تنقله من معلومات ولو كانت مطابقة انت كاذب فيها لانك تنقلها بطريقة تغش السامع والمشاهد والمخاطب وتخونه وتغفله وتخدعه اما اذا كنت مصلحا ولو لم تنقل له كل الواقع او تنقل بعدا من الواقع لكن يؤدي به الى الاصلاح والصلاح فانت صادق معه ولست غاشا له .
ثم اليس النقل فيه امانة؟ هل انت امين على الفساد ؟ هذا ليس صدقا وانما كذب ودجل ، لاحظ الامانة مأخوذة فيها الصدق في قبال الخيانة والغش والخداع والمكر فالصادق لا يكون مكارا حيالا دجالا فاذا انت تمكر بالسامع ولو تعكس له الواقع فانت كاذب ولست امينا وهذا للاسف مغفول عنه في باب الاخبار وفي باب الاعلام والان التفتوا الى ذلك ان الاعلام كعلم اكاديمي بشري ليس صرف نقل المعلومة وانما طريقة نقل المعلومة مؤثرة وللاسف جملة من المؤرخين المحققين في التاريخ يظنون ان الصدق صرف نقل المعلومة ويجمدون عليها هذا منهج خاطئ باطل هذا ليس منهجا تاريخيا صحيحا فهو يركز على جانب ويغفل عن جوانب اخرى فيخدعك فهو بدل ان يركز على شدة ظلم الظالمين يركز على خطأ ارتكبه المظلوم ، فاي دجل هذا ؟ هو يترك السارق الاكبر من وراء المحيطات اما من الداخل اذا رأى سرقة صغيرة فيقوم الدنيا ولم يقعدها .
النبي يقول في حديث مستفيض عند الفريقين انما هلك الامم من قبلكم لانهم كانوا اذا سرق فيهم الكبير او الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف او الصغير او المتوسط اقاموا الحد عليه فهم تركوا الشيطان الاكبر واخذوا بالشياطين الصغير فالنبي يبين انه اذا انت تريد ان تحقق العدالة فهذه ليست عدالة وانما هو هدم المجتمع والامة فالاصلاح والصدق والامان له نظام فيجب ان تبدأ بالاكبر لا بالاوسط والاصغر انت اذا بدات بالاكبر ستعالج كل النظام ، فذاك السارق الذي جاء من وراء المحيطات ويسرق في جنح الليل ولا احد يلتفت اليه يتخذ مال الله دولا وعباد الله خولا ويستعبد المواطنين فانت تتركه .
اذن الصدق والكذب في الاعلام هذا مداره واكبر خديعة لعقل الامة واكبر سذاجة وحماقة في نخب الامة ان يتركوا السارق الاكبر وينشغلوا بالصغير وهذا بيان استراتيجي وخطير من النبي انه اذا تريدون ان تصلحوا فابدأوا بالاكبر فسيد الانبياء نفسه بدأ بفراعنة قريش ، كذلك لما ارسل الله موسى الى فرعون ارسله الى فرعون الفراعنة ايضا النبي ابراهيم ارسله الله لنمرود فاذا انت اصلحت هذا سيصلح البقية فسيرة الانبياء هو انهم يقارعون الرؤوس الكبيرة جدا فينصلح الكل فاذا انت باعلامك تترك السارق الاكبر وتتمسك بالسارق الاصغر هذا يسبب هلاك الامة حسب بيان النبي اذن الاعلام ليس نقل معلومة وانما انت لاحظ المعلومة تصب في اي جانب؟ هل تصب في الاصلاح الحقيقي او في اهلاك الامة؟ فليس فقط تقيمون الحد على السارق الصغير وانما عليكم بالسارق الكبير الذي في الوراء مستور وكم سرق بخفية وعلم وهذا اخطر شيء.