47/03/16
قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (110)
الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (110)
العنوان الثانوي ( قاعدة إعداد القوة وسلطة الإعلام )
كان الكلام في ان الاعلام سلطة من السلطات واللطيف ان الاعلام الية للقوة فيندرج باب الاعلام تحت عموم قاعدة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة لان قوة الاعلام قد تكون بمستوى يسير محدود وقد تكون بمستوى عام ومر بنا كلام الشيخ محمد علي الاراكي ان اي قوة تتخذ طابعا عاما فح تخرج عن كونها قطاعا خاصا وتصبح قطاعا عاما .
مثلا ثروة فدك في زمن دولة النبي تخرج عن كونها ملكية وقطاع خاص الى ملكية الطابع العام واسنادها الى الصديقه يعني فيما يعنيه تولية الله ورسوله لها على هذا المال العام وملك الولاية اشد ثباتا واعظم قوة من ملك الفرد لان القوة منبسطة .
مثلا عندما تقول لله ما في السماوات والارض اي ملكية هذه؟ المحقق الكمباني في مبحث البيع في حاشيته على مكاسب الشيخ الانصاري اشار الى هذا حيث تعرض الشيخ للولايات التشريعية والولايات التكوينية والنائيني والكمباني والسيد الخوئي تعرضوا له فهذا البحث الذي اذكره للاخوان موضع لطيف لمراجعة انظار الاعلام وارائهم حول الولاية التشريعية والتكوينية للنبي واهل بيته مع انه بحث فقهي لكن جل الاعلام في كتاب البيع عندما يبحثون ولاية الفقيه ابتداء يبحثون عن ولاية الله وولاية الرسول و ولاية المعصومين فالكمباني والنائيني والسيد الخوئي وغيرهم من الكبار اثبتوا الولاية التشريعية للنبي ولاهل بيته وكذا الولاية التكوينية بشكل اجمالي اما التفاصيل فهذا بحث اخر .
الان مثلا المخلوق اقدره الله على مقدار من الفعل ففي بقعة الوجود هذا المخلوق الصغير هل هو شريك مع الله في هذه البقعة؟ كلا ليس شريكا معه ولو في رأس ابرة اذن هذه القدرة التي امكنني الله منها هل هو تبع وفي طول وذيل قدرة الله او في عرض قدرته؟ انها في طوله وهذا لا فرق فيه سواء مساحة القدرة حركة اليد او مساحة القدرة يد السماوات والارض فالامر لا يدور مدار سعة الشيء او صغره البعض هكذا ظن انه اذا كانت القدرة قليلة فح يشارك المخلوق الباري تعالى ، كلا لو انحسرت قدرة الله رأسه ابرة في مساحة الوجود لكان هو شريكا لله مثلا قدرة جبرائيل انه لقول رسول كريم ذي قوة عند العرش مكين فاين قدرة جبرائيل واين النملة؟ فمثلا جبرائيل بطرف من جناحه يقلب سبعة قرى فهل فرق بين جبرائيل وبين البشر في نفي وبيان التوحيد ؟
البعض يقول نعم بالنسبة للملائكة لا شرك اما بالنسبة للبشر فيه شرك ، وهذا كلام عجيب ، هل هذا منطق عقلي؟ لا فرق في ذلك بين المخلوق والخالق سواء كان المخلوق ملك بشر نملة بعوضة فما فوقها المدار ليس في من هو المخلوق هذا شبيه بكلام الوهابية يقولون اذا طلبت من الحي شيئا فهذا ليس بشرك واذا طلبت من الميت فهذا شرك ، هذا كلام مضحك اي فرق بينهما بل قدرات هذا الذي في البرزخ اذا كان له مقام عند الله اكثر من قدرات الحي لانه في البرزخ عنده قدرات اخرى عكس ما يتوهم ففي المنطق العقلي الفطري ما الفرق بين الحي والميت؟ ان نقول المخلوق الحي ليس شريك اما المخلوق الميت شريك ، مثلا اذا اقول يا طبيب عالجني لا مانع فيه اما اذا اقول للميت تشفع لي يقولون هذا شرك ، اي فرق بينهما؟ فقضية مخلوق وخالق ، فالقدرة التكوينية سواء في احياء الموتى وفي التصرفات الاخرى وفي الاماتة ليست قضية بقعة صغيرة او كبيرة الفرق ليس في البقعة الصغيرة والكبيرة وانما الفرق في كيفية القدرة والاقتدار مثلا قدرتي في حركة اليد ان لم تكن من قدرة الله فهذا شرك وان كانت قائمة به فهذه عبودية لان المدد من الله .
ما الفرق الان هذه اليد الجارحة او اليد المبسوطة في كل السماوات والارض وهل يتصور ان الله قدرته تنحصر عن بقعة من الوجود؟ لان البحث هو هو .
مثلا القائلين بشبهة الوحدة الشخصية في الوجود شبهاتهم ليست قائمة بسعة المخلوق او صغره يقولون حتى الموجود الصغير برأس الابرة في الوجود ان كان وجوده منحازا مستقلا منقطعا عن فعل الله يكون شريكا فليس فرق بين رأس ابرة والذرة وبين وجود السماوات والارض هذا الوجود المخلوق للسموات والارض سواء اكان عرشا اسماءا او غيرها فكل العوالم وكل المخلوقات وجودها مستقل او قائم بالله فيكون مخلوقا عبدا فقيرا فالمدار ليس على سعة او صغر المخلوق لذلك الباري يقول ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة .
بالنسبة لله عز وجل الرحمن على العرش استوى يعني استعلى على كل عرش المخلوقات فبالنسبة له سواسيا اما نحن المخلوقات بالنسبة لنا السماوات تختلف عن رأس الابرة وفرق بين الذبابة والفيل قوله تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له هذا مثل لا ربط له برأس ابرة فلا تقل السماوات تختلف عن رأس الابرة يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له يعني انتبهوا للحكمة والمنطق العقلي ان الذين تدعون من الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه ضعف الطالب والمطلوب فالنكتة ليس انه هو ذباب او فيل او سماوات النكتة هي واحدة وهي فقر المخلوق وضعفه ، ففقر المخلوق لا يختلف بين كل الوجود ووبين رأس الابرة فالنكتة هي هذه التي تشير لها الحكمة الالهية في الاية ضعف الطالب والمطلوب فالمخلوق حتى لو كان اعطاه الله قدرة السماوات والارض ولكن هذه القدرة بمدد من الله وليست منقطعة .
اذن المخلوق في نفسه ضعيف سواء قدرته قدرة كل الموجودات او قدرته رأس ابرة فالقضية ليست مرتبطة بالذباب فما فوق وانما مرتبطة بضعف الطالب والمطلوب انتم الفقراء اذا انت قلت حركة يدي مستقلة هذا شرك ويكون تفويضا ، فالاختيار ليس بمعنى التفويض الاختيار هو مدد واستمداد من الله فادنى حركة في الوجود وادنى قدرة هي بمدد من الله وليس انحسارا عنه اذن لنترك الصغر والكبر هذه بالنسبة للعقول المبتدئة الكلام في انه هل باذن الله ام لا؟ كبر او ضعف المخلوق اتسعت القدرة او صغرت بالعكس كلما تتسع القدرة يحتاج لمدد اكثر من الله فالحاجة تصير اكثر وبروز الفقر يصير اكثر وهذه الاية التي مرت بنا هي في سورة الحج ثلاثة وسبعين والنكتة العقلية مذكورة في ايات كثيرة اخرى ان فقر المخلوق هو المدار .
نرجع الى بحثنا في الولاية التكوينية او التشريعية التي يشرحها الاعلام في منتصف البيع بما يرتبط بالاعلام كقدرة وطاقم فالقدرة اذا اتسعت تخرج عن القطاع الخاص الى القطاع العام فلا تكن بعدا فرديا لانه الملكية الفردية اضعف من الملكية العامة بلحاظ المخلوقات فيما بينهم والا بلحاظ الله الضعف والفقر سواء فالمخلوق قائم بالضعف بدءا واستمرارا وانتهاء فالمخلوق في مستنقع الفقر فالنكتة هي عقلية وليست قصة ميت وحي .
فالاعلام لانه يتخذ طابعا عاما يكون من القطاع العام وهذه قاعدة يترتب عليها بحوث في ابواب عديدة اشار اليها الشيخ محمد علي العراقي منها ما ذكرناه امس من ان فدك مصداق وهذه الضابطة التي ذكرها الله في الفيئ كثروات الارض استوزر الله ورسوله فاطمة فيها وولدها نوابا واوصياء عنها ، فعندما نزور الامام الكاظم او الامامين الهادي والعسكري احد العبارات في الزيارة السلام عليك يا وصي الاوصياء او اوصياء ابائه يعني الائمة هم ائمة ولكن بما هم نواب عن ابائهم لان ابائهم اكثر رتبة منهم الى ان يصل الى الحسين والحسن والى فاطمة وفاطمة بالنسبة لرسول الله ورسول الله بالنسبة الى الله .
هل يتخيل احد ان ولاية رسول الله انحسرت برحيله؟ حاشا وكلا ، انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا اي امير المؤمنين ، فالولاية لا تنقطع ولا زالت لهم الولاية في طول ولاية الله فما جعل الله لفاطمة وامير المؤمنين من ولاية جعلها لولدها نوابا عنها اوصياء الاوصياء ، كيف ان امير المؤمنين ولايته في طول ولاية الرسول وكذلك ولاية فاطمة كذلك ولاية الحسن والحسين ومن بعده في طوله اي تتضمن معنى النيابة والوصاية .
بالنسبة لامير المؤمنين نقول وصي رسول الله اما بالنسبة لموسى بن جعفر والهادي والعسكري نقول انهم اوصياء وصي رسول الله نعم يصح ان نقول وصي رسول الله لكن هو متضمن لوصي وصي رسول الله فيصح لموسى بن جعفر والهادي والعسكري انهم خلفاء الله لكن بالدقة كما هو خليفة الله فهو خليفة رسول الله و ورد في زيارة امير المؤمنين التعبير بخليفة الله وخليفة رسول الله يعني معاني طولية موجودة من ثم ورد في باب الخمس ان الائمة يتصرفون في الخمس بما هم ولد فاطمة يعني نيابة عن جدتهم فلا زالت هي مهيمنة عليهم اذن الاعلام كما مر ذو طابع قوة من ثم يكون مندرجا تحت قوله واعدوا له ما استطعتم من قوة وكلامنا في الاعلام بالمعنى العام يعني مطلق نشر المعلومات ما هي ضوابطها التي يرسمها لنا الوحي ولكن لا بأس وقفة يسيرة عند قاعدة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة التي هي محور كل هذه البحوث في ابواب المسئوليات العامة ؟
الزمخشري عنده اسلوب فني لا بأس به في تفسير الايات بلحاظ علم البيان والمعاني وهذا شبيه الشهيد الثاني مثلا في اية المودة ذكر هذه الاحتمالات ان الباري تعالى لم يقل قل لا اسألكم عليه اجرا الا مودة القربى بدون الف ولام وانما قال المودة او لماذا لم يقل قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة للقربى ؟ فهو يأتي بست سبع احتمالات في التركيب النحوي او اللغوي ثم يقول اعجاز القرآن انه قال الا المودة في القربى فلم يقل مودة القربى او مودة للقربى او المودة للقربى هذه الاحتمالات كلها لا تعطي معنى المودة في القربى ففي مقام اعمال ضوابط العلوم البلاغية من المعاني والبيان لا يستطيع الانسان ان يتفطن الى الاستنباط وبنية الظهور الصحيحة الا اذا اتى باشتقاقات وترتيبات اخرى فح يلتفت الى الفرق ما هو؟ .
هذه الية للاستظهار باعمال العلوم اللغوية وهو نعم الاسلوب ، هنا لماذا قال الباري تعالى واعدوا لهم استطعتم من قوة ولم يقل استقووا ولم يقل اوجدوا القوة وانما قال اعدوا لهم ما استطعتم فما قال استقووا او خذوا القوة مثلا يا يحيى خذ الكتاب بقوة هناك ما قال يا يحيى اعد وانما قال خذ الكتاب بقوة وكذلك في بني اسرائيل خذوا ما اتيناكم بقوة ، ولكن هنا لم يقل خذوا بالقوة وانما قال اعدوا يعني القوة التي يريدها الله هذه القوة الراهنة الحاضرة ما تكفي وانما يريد مضي قوة بعيدة المدى وشاهقة المستوى ذات اعداد طويل طبعا الانسان لا يفرط بمقدار ما هو موجود من القوة ولكن لابد ان لا يكتفي بذلك وانما يعد كي يصل الى المستوى والدرجة المطلوبة وهي ليست درجة محدودة فعندما يقول يا يحيى خذ الكتاب او خذوا ما اتيناكم بقوة يعني هو الموجود عندك اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ليست القوة الموجودة هذه لا تكفي نعم حافظ عليها واستثمرها لكن زد عليها و اسع الى تنميتها وانمائها .
الاعداد في البحوث العقلية على مسير بعيد المدى فلماذا يسمونه العلة المعدة؟ لانه تنطبق خطواتها على الاعداد البعيد وليست تقتصر فقط على القريب او المتوسط المدى فعملية تنامي القوة امر لازم في هذه الاية الكريمة ونحن في العام الماضي اشرنا الى الفتوى المتفق عليها بين كل علماء الامامية سواء السياسيين منهم او الذين ليس لهم مشرب سياسي اتفقوا في هذه الفتوى نصا وفتوى وهي حرمة بيع السلاح على الاعداء والسلاح تعني القوة يعني حومة المؤمنين وحومة راية الايمان مقدار ما لديهم من القوة يجب الحفاظ عليه ولا تفرط فيه ولكن هذا غير كافي وانما يجب انماء هذه القوة وتناميها اعدوا لهم ما استطعتم من قوة تعني الحفاظ على القوة الراهنة وزائدا يطالبك بالزيادة ، فدائما لا تفرط في القوة .
اذن اعدوا لهم ما استطعتم من قوة يعني اجعل نفسك طويلا وصبرك طويلا واستمر وثابر في انماء وزيادة القوة لا انك تسلب عن نفسك القوة فالقرآن يطالبك بالزيادة فضلا عن حفظ القوة الموجودة فالانسان لما يعد القوى تلقائيا تزداد القوة وتزداد الاستطاعة والاستطاعة ستحصل قوة اخرى فتزيد الاستطاعة مثل الذين امنوا ثم اتقوا ثم امنوا ثم اتقوا ثم امنوا وزدناهم هدى يعني نفس الايمان يوجب مزيدا من الهدى والهدى يوجب مزيدا من الايمان ودواليك ترامي في حلقات الايمان والهداية .
هكذا قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة فانت عندما تعمل الاستطاعة في تحصيل القدرة نفس المنطق سوف يوجد لك ارضية للاستطاعة اكثر اي ارضية الاستطاعة لقدرة ثانية واذا حصلت القدرة الثانية ستحصل على استطاعة ثانية لقدرة ثالثة ودواليك لذلك لم يقل اعدوا القوة وانما قال اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، فالاعداد وتحصيل القوة يمهد لاستطاعة اخرى يعني الباري لا يقنع بحد معين لان كل قوة الحصول عليها يستلزم مزيدا من الاستطاعة لما بعدها والاستطاعة غير القوة فالاستطاعة هي الارضية لتحصيل القوة فاذا حصلت على القوة هذه القوة سوف تعطيك ارضية جديدة لتحصيل القوة .
الفرق بين عنوان الاستطاعة والقوة ان القوة تعطي ارضية لما بعد هذه القوة من درجات اخرى فاذا استثمرت الارضية ستحصل على القوة الجديدة لما بعد وتلك القوى تعطيك ارضية اخرى من الاستطاعة وهذا بحثوه في العلوم العقلية في الفلسفة والكلام في بحث الجبر والاختيار انه ما الفرق بين الارادة والقدرة على الفعل؟ فالارادة هي اعمال القدرة والقدرة قبل الارادة وارضية القدرة قبل القدرة هنا في الاية الكريمة عنوان الاعداد والاستطاعة هي نوع ارضية فتجتمع هاتان الارضيتان لتحصيل القدرة وعندما تحصل القدرة تلقائيا تتولد ارضية لاستطاعة اخرى فنؤمر بالاعداد وهلم جرا مما يدل على ان الباري تعالى لا يقنع بحد من الاستطاعة والقدرة .
لماذا لم يقل الباري اعدوا ايها المؤمنون لماذا قال اعدوا لفظة جمع؟ لانها مسئولية عامة وتحتاج الى تكاتف ولم يعلق مسؤولية احد على الاخرين وانما قال واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وليس ما استطعت فقط ، ثم لماذا قال من قوة؟ وما قال اعدوا لهم ما استطعتم قوة ؟ انه يريد ان يقول ان القوة لا تتناهى فكل ما انت تعد ستحصل على بعض القوة ولكن المسيرة لا زالت مستمرة فهذه اية عظيمة .
ثم قال اعدوا لهم ما وهذه ما مبهمة يعني تكاتفكم يجتمع منه قوة عظيمة بخلاف تفرقكم فتناصركم وتواصيكم يخلق منكم قوة اكثر ، ففي علم الاقتصاد الفائض المالي لكل فرد فرد لو جمع يبلع الدولة باكملها لانها اعظم من ميزانية الدولة باضعاف ، هناك تقرير دولي لزيارة الاربعين من سنة الفين وثلاثة الى الفين واربعة وعشرين عدا هذا العام يقول ان هذا الصرف المالي الموجود في زيارة الاربعين لا تكفيها ميزانية دولة انما هي نفس نظرية الفائض المالي المتكاتف التي تصبح ثروة عظيمة شبيه الان لو كل فرد تبرع بخمسة الاف فاضربه في عدد سكان البلد يكون شيئا ضخما جدا وكما بين سيد الانبياء في سفرة من سفراته الشريفة قال لاصحابه اجمعوا الخشب والحطب قالوا ليس في هذه الارض حطب ، قال ما حصلتموه فاجمعوه ، فهم اجمعوا فاصبح شيئا هائلا يعني نفس النظرية شرحها النبي وهي معجزة هنا نفس العبارة قال اعدوا اي تكاتف وهذا يؤثر في الاعداد وفي تجمع القوى فالاية تحمل زوايا ونكات عديدة في اعظم فريضة في القرآن الكريم وهي اعداد القوى وهي مرتبطة بالولاية وبالحكم .
هذا شبيه الاية الاخرى اطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم فالتعدد شيء لكن التصادم شيء اخر فيكون مدار الالفة على طاعة الله ورسوله لا الالفة على الباطل التي لا قيمة لها الالفة والاجتماع والوحدة على الحق اطيعوا الله واطيعوا الرسول بما هو مستطاع من اطاعة الله ورسوله يعني القدر المشترك من الحق هذا صحيح هذا القدر المشترك يتفق عليه ويوجب القوة اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين لان الصبر يزيد القوة اكثر .فالاية الكريمة فيها نكات في بنية الظهور جدا مهمة في هذه القاعدة ومن مصادقها الاعلام اذا صار على نطاق واسع يكون ازيد قوة .
المراد من الاعلام ليس التلفزيون او الراديو وانما مطلق الاعلام يعني نشر المعلومات لذلك يصدق حتى على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى كل النظام السيبراني بما فيه كل الالكترونيات بكل الاليات انه اعلام ونظام سيبراني الان في العرف الدولي البشري الراهن عندهم الحكومة الالكترونية هي حكومة الحكومات وجيش الجيوش وسلاح الاسلحة وللاسف هذا سلاح الاسلحة مسلوب عن الدولة الى دول الجوار فسلاح الاسلحة بيد دول الجوار هذا يجب ان يستعاد لا انك تقول ابناء البلد يسلموا سلاحهم هي الدولة مسلوبة السيادة لان سلاح الاسلحة وهو السؤدد العمدة بيد دول الجوار فهل ننام كما تنام النخب في النخيل ؟
اذن الاعلام بمعنى نشر المعلومات قوة وليس المراد به الية معينة ومر بنا ان هذا الاعلام كالية اذا تتمدد تتحد مع السلطة التنفيذية ومر بنا حكومة الحكومات هي الحكومة الالكترونية وجامعات الجامعات ليست ابنية هارفارد وانما المعلومات موجودة في الجانب الالكتروني هي اعظم جامعة على الارض فهذا المجال الافتراضي الالكتروني هو جمع الجمع وغرفة القيادة في التعليم وفي كل شيء والبشر في حالة ازدياد سلطة الالكترونيات لا ضعفها فكل شيء صار يرتبط بالالكترونيات فبالتالي هذه الظاهرة البشرية من الاعلام ونشر المعلومات سيما الالكترونيات اشرنا اليها في بحوث تعطيلية في شهر محرم وصفر وذكرت للاخوة ما هو موجود في السياسة الدولية ان عالم الالكترونيات او الذكاء الصناعي او المعلومات الالكترونية اصبحت لها نظرية معرفية ذات طابع خاص متطور متقدم في فحص المعلومات واستبيانها وتحليلها وتسمى بمنطق نظرية المعرفة الالكترونية السيبرانية ، فالمعرفة الالكترونية في قبال المعرفة الحسية والعقلية والفكرية والقلبية ، فالالكترونية لها طابع خاص وبنود ومعالم خاصة من اهم معالمها هو دوام واستمرار الفحص وعدم الاكتفاء ببعض او مجموعة من الظنون بل الانفتاح على الافق الواسع في المواد العلمية بلا حد ولا هذا طابع خاص في نظرية المعرفة فهي منطق بمدرسة معرفية جديدة .
انه قد ولى عالم الاكتفاء ببعض الظنون فمع وجود امكانية الفحص عن مواد هائلة لا يعذرونك العقلاء ان تكتفي بالظن ان الظن لا يغني عن الحق شيئا فالحقيقة الان في متناول يدك بالفحص الالكتروني فكيف تكتفي ببعض الظنون؟ فلا تقل ما استند لهذه الرواية او ما هو مضمون هذه الرواية؟ انت انفتح على كم هائل من الروايات بشكل الكتروني واذا لا تتعلم الالكترونيات تبقى في العصر الحجري هذه الية عصرية موجودة في اليات الفحص الالكتروني فلا تقل رواية واحدة و سند واحد ومتن واحد وانما منهج منظومي من طابع نظرية المعرفة الالكترونية فثروة المعلومات الالكترونية لها طابع منطقي خاص فهي قدرة خاصة على التعلم والمعلومات فلا تقل ما هو السند الى تاريخ الطبري؟ او الى تاريخ ابي مخنف ؟ انت يجب ان تستند الى منظومة المصادر وتكترث بها فكلما تكرر الفحص تتسع عندك المعلومات اكثر فاكثر بسهولة وبضغطة واحدة فلاعذر لك .
الاصوليون بحثوا في هذا الجانب انه اذا كان لديك ظن وقدرت على تحصيل العلم هل يجب ان تحصل العلم في فرض الحرج او المشقة؟ الان العلم في متناول يدك بالفحص الالكتروني لماذا تكتفي بالظن؟ هذه هي نظرية المعرفة الالكترونية ، وهذا البحث بحاجة الى تتطوير وهو مرتبط بعلم الاصول وبالعلوم الدينية والمنطق ، منها ما نحن فيه ان الاعلام اصبح له سريان والنظام الالكتروني المعرفي اصبح له سريان في السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية .
القاضي يستطيع ان يعرف الكترونيا ان هذا النزاع الموجود في هذا المال ما هي خلفياته بتوسط الوثائق الموجودة في النظام الالكتروني فكيف يعتمد على الظنون والشهود والبينات؟ فبالفحص الالكتروني وبثواني يحصل على الملف الكامل والبطاقة الشخصية فهل يعذر القاضي في عدم اعتماد ذلك؟ فالان حتى صرح القضاء بالنظرية المعرفة الالكترونية لم يعد كالسابق هذه وقفة جدا مهمة في توسع المعرفة الكترونيا في الاعلام والاعلام له تمدد عجيب اصبح بلون السلطة التنفيذية والسلطة القضائية وله طابع خاص ماهوي حقيقي.