اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (90)

الموضوع: اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (90)

مر بنا هذا البحث بان الفنون لها دور كبير عظيم في التجسيد الحي لمشاهد التاريخ وان المكتوب المدون الصامت يعتبر مشهدا جامدا ميتا بالقياس للفنون فواضح ان المشهد الحي يكون التفاعل معه اكبر واكثر فكريا وروحيا بينما المشهد المكتوب المدون على الحروف والكلمات يبقى التفاعل معه اقل لان التفاعل الروحي يزيد اثارة الفكر من مجرد الكلام الجامد فالمشهد المكتوب الجامد مهما يكون اثارته في الفعل قليل وهذه نكتة مهمة في نظرية المعرفة عكس ما يتخيل من ان الهيجان العاطفي يحرك الفكر اكثر فليس فقط الفكر يحرك العاطفة ايضا العاطفة تحرك الفكر لان طبيعة الانسان منظومة قوى تؤثر بعضها على بعض فتؤثر وتتأثر فليس تأثير من طرف دون اخر وانما متعاكس التأثير والتأثر في قوى الانسان .

هذا اخر ما توسل له التحقيقات في العلوم الانسانية او النفس او العلوم العقلية ان طبيعة قوى الانسان تتأثر مع بعضها البعض هذا انتم خذوه كاصل موضوعي لا نريد الخوض فيه تفصيلا لذلك مثلا تعريف العدالة يقولون عنها توازن القوى مع بعضها البعض ، عند جملة من كتاب التاريخ ومحققيه ان من الضروري ابعاد العاطفة جانبا في تحليل التاريخ وتدوينه هذا المنهج هو بعيد عن استيعاب الحقيقة كثيرا بل العاطفة تؤثر على الوعي والوعي يؤثر على العاطفة ثم الوعي بمعنى الادراك الشامل يتم بمجرد الفكر وحده مثلا امرنا في قراءة القرآن بالتدبر الفكري ولكن لا نجمد على الالفاظ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ الاية ثلاثة وعشرين في سورة زمر الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جنود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله وكما يقول امير المؤمنين اقرأوا القرآن واتلوه بنحو تقنع به قلوبكم القاسية نعم الله نزل احسن الحديث فلاحظ حتى التدبر الواعي بالقرآن يجب ان يصاحبه جانب قلبي روحي فلماذا القرآن يؤكد على الدور العاطفي؟ مع ان الباري يقول الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني ؟

فيقولون لابد من تلازم الفكر والعاطفة تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم وهذا فعل قلبي وجلود بحث عاطفي ثم تلين جلودهم بالتالي هناك تلازم تفاعلي بين الامرين ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله وحتى قوله تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن مبين ذكر مرتبط بالقلب نظير القرآن لما يقول هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليه اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فلماذا قدم التزكية على التعليم؟ فاول شيء هو قوله يتلو وهو تعليم سطحي يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة ليست فقط لقلقة لسان فربط التعليم بالتزكية وهذا هو تفاعل قوى الانسان مع بعضها البعض .

انا لا اريد ان اغوص في انه من هو العلة ومن هو المعلول؟ وما هو السبب المسبب؟ وانما هو بالدقة هو تفاعل منظومي نظير ما في سورة الواقعة انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون ما ربط تطهير النفس بعلو معرفة الانسان بحقائق الكتاب الغيبية ؟ الى ما شاء الله هناك من شواهد موجودة كثيرة في الوحي ان الانسان طبيعته منظومة قوى تؤثر بعضها على بعض فدعوى ان الوحي فقط لادراك المجرد الجاف الفكري للكلمات هذا اول الكلام دائما الانسان اذا صارت عنده اثارة عاطفية اتفاقا طاقة الفكر ستنشط اكثر فاكثر .

فاذن هذا المنهج الداعي الى عزل الفكر عن العاطفة هذا اول الكلام وغير صحيح ثم الفكر هو ماذا؟ هو ادراك المشهد الانساني والمشهد الانساني طبيعته ليس فكرا جامدا فقط وانما عواطف ونبهنا على المشهد العاطفي الروحي في عاشوراء حيث في عاشوراء كانت عواطف وشجاعات فمشهد عاشوراء ليست حواسيب كمبيوترية وانما عبارة عن زلازل روحية انسانية قيمية مبادئية فالتأثير التربوي التوعوي الحضاري لعاشوراء في الاجيال من بوابة العاطفة الصادقة فهناك عاطفة صادقة وعاطفة كاذبة فالعاطفة مع الحقائق والكمالات والفضائل صادقة اما العاطفة مع الرذائل او مع الكذب كاذبة .

لاحظ هذا معنى الصدق والكذب في العاطفة فالمتورع عن التلذذ بالمحرمات صديق يعني عاطفة صادقة يمسك ويصوم عن اللذات في الحرام وانقباض صادق عما ينبسط للحلال وللقيم والمبادئ عاطفة صادقة نفس العاطفة يعني تفاعل الروح فيه صدق وكذب الفرق بين الحاسوب والانسان ان ذاك فقط معلومات والانسان فيه تفاعل روحي واحساس ومشاعر في اي مشهد من المشاهد .

لذلك لاحظ القرآن الكريم يركز على المعلومات وهو وجود ولا وجود او كنت او لم تكن ويركز ايضا وزلزلوا زلزالا شديدا يعني يركز العدسة على الجانب العاطفي حتى قصة يوسف واثارة زليخا وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك يعني لاحظ تصوير الاثارة واستبقا الباب لولا ان رأى برهان ربه لاحظ ولقد همت به يعني يصف العواطف وهم بها وهو ليس انجذب اليها وانما هم ان يقتلها او يدفعها لولا ان رأى برهان ربه انه انت باي حركة ولو بدفع قد تجرم فتكون هي صاحبة الحق من ثم هرب منها فاستبقا الباب لاحظ يعني عناية القرآن بالمشهد العاطفي والروحي .

كتب التي تشرح المشهد الروحي في عاشوراء لان الروح والقلب موجود في كل البشر من كلا الطرفين ففي وقعة عاشوراء المشاهد الروحية العاطفية عظيمة وحتى لو لم تذكرها كتب المقاتل لكن الانسان يستنتجها بشكل تلازم قطعي عملي فعملية الهيجان هي هكذا قيل لسيد الانبياء لما رأوا دموعه تهطل بكاء على وفاة ابنه ابراهيم قالوا او لم تمنعنا من البكاء يا رسول الله؟ فلماذا انت تبكي؟ فالنبي لم يمنع من الدموع وانما منع من الجزع بلسانه فقال اما ما كان من اللسان و اليد فهو من الشيطان واما كان من العين او القلب فهو رحمة من الله والنبي لا يمنع الرحمة لاحظ الحزن والوقار اتفاقا المشهد العاطفي المبدأ القيمي في عاشوراء هو جبل الشموخ وهو الذي يربي وهو المخزن الحضاري والوقود والملكوت الالهي الذي يرفد الاجيال للتربية فكيف نريد ان نطمسه؟ هذا التفاعل مع مواقف نجوم عاشوراء لا سيما من اهل البيت هذا التفاعل هو المدرسة التربوية والبوتقة التربوية فهذه الزلازل الروحية عبارة عن تجسيد حي عيني لتلك الافكار والقيم فالفكر مقدمة لهذه الغاية لا انه غاية في نفسه فكيف نريد ان نسفه منهجية العاطفة؟

نعم رب عاطفة صادقة او غير صادقة هذا بحث اخر اما ان نلغي الجانب العاطفي كان نريد تحويل قضية الشعائر الحسينية الى مركز فكري جامد هذه ليست مدرسة للاجيال وانما مدرسة الاجيال هي قيم تنبض في الروح والضمير ولا يمكن ان يكون المنبر الحسيني موضوعا فكريا بحت فالعبرة جيدة مهمة والعَبرة ايضا لابد منها من ثم قيمة الدمعة الواحدة عظيمة لان فيها صدق قد الفكر لا يلتزم بها الانسان روحيا فلا يمكن التنظير الفكري من دون التجسد العيني التفاعلي .

ما هو هدف الشعائر؟ سواء للصلاة والحج ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وليس رشدا للفكر القلب يجب ان يتفاعل وبدون تفاعل القلب لا فائدة ولا يتربى ولا يتكون فجانب القلب مهم والانشداد الى احداث المعصومين عموما وبالخصوص احداث عاشوراء جدا مهم وهذا الحدث الجليل العظيم الانشداد اليه قلبيا غير الانشداد اليه فكريا حتى في العبادة والصلاة ذكر الله باللسان مقدم وبالفكر مقدم والاعظم هو في القلب فالغاية هناك فكيف نحن نركز على المقدمة وننسى ذي المقدمة؟ فالاستهانة باحوال القلب والنفس سيما في هذا المجال امر خطير .

مثلا ما الفرق بين العلوم الانسانية والعلوم التجريبية ؟ ان العلوم الانسانية يعني ان تطلب انسان بما هو انسان اما التجريبية يعني حتى الجمادات مع ان هذه العلوم التجريبية اذا وصل الامر الى ذروة ادراك العلم يبدأ يصير قشعرير من عظمة خلقة الله من ثم في البحوث العقلية تبعا للنظام الوحياني العقل النظري وزير لدى العقل العملي لاالعكس فالرئيس هو العقل العملي ومن ثم عندما يبين الامام الكاظم العقل كذا كذا سأل هشام بن الحكم قال وما تلك التي كانت عند معاوية؟ قال ع تلك النكراء وليس العقل يعني لاحظ الفكر اذا سخر للقلب اما قوى الفكر اذا سخر الى القلب فيصير حكمة العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان اذن كمال الفكر ان يكون وزيرا للقلب كم من عقل اسير تحت هوى امير؟ فقد يطلق العقل على الفكر و اعظم وزراء العقل هو القلب اي العقل العملي .

احد اسماء مراتب القلب هو العقل العملي وهو مطابق للوحي كما ذهب اليه سقراط وافلاطون من فلاسفة اليونان والفلسفات الهندية هكذا وذكرناه في العقل العملي وكذلك الفلسفة الفهلوية والفارسية القديمة هكذا متقدمة على الفلسفة اليونانية وكذا الفارابي وارسطو نوعا ما اعطوا اهمية اكثر للعقل النظري وللفكر اكثر من العقل العملي وتابعه على ذلك ابن سينا عكس من تقدمهم وهو غير صحيح وتابعه عليه كثير من فلاسفة الشيعة ومنهم الكمباني والعلامة الطبطبائي والشيخ المظفر ولكن في العقل العملي ذكرنا ان ما رأوه تبعا لابن سينا غير صحيح وحتى ابن سينا في بدايات حياته العلمية ذهب الى رأي القدماء واما في اخر حياته العلمية ذهب الى ان العقل العملي والنظري قوة واحدة كما تجد انه ذكره المظفر في المنطق او في اصول الفقه وهذا هو رأي ابن سينا الاخير وهو خطأ فالعقل النظري ادراكات حصولية مرآتية وهي قوة تختلف عن قوة العقل العملي فالعقل العملي عمال نفسي وان التصديق هو من فعل العقل العملي وليس من العقل النظري الفكر بما هو فكر ليس فيه تصديق فما ذكره ابن سينا ليس في محله الصحيح انهما قوتان فهذا العقل النظري الذي هو فكر كماله ان يكون وزيرا لقوة العقل العملي لا انه عين العقل العملي فالعقل العملي وعي لكن وعي حيوي متجسد متدفق للواقعية وهذه المسألة اذا لم تحل يكون خلطا في المنهج التاريخي والمنهج الفقهي والشعائر .

فالانسان هو طبيعة منظومة حتى عندنا رواية انه الانسان يكون له جارية صوتها حسن تقرأ له القرآن والدعاء يعني الجاذبية الروحية تؤثر في الفكر مثل ما يقول سيد الرسل تغنوا بالقرآن وهذا ليس الغناء المحرم وانما جودوا اصواتكم وكان الامام الحسن اذا قرأ القرآن تقف المارة ويزدحموا لسماع صوته فجمال الصوت يجعل الانسان يستيقظ فكريا وللاسف عندنا في الوسط العلمي الحوزوي فكر متغلغل ان الفكر الجامد هو العلم اما الجانب الاخر ليس حقيقة لعلم وهذا الكلام غير تام .

في علم التجويد التفتوا لنكتة ان التجويد البارع لا يكون بلحن وطور واحد وانما كما اوصى الائمة انه اذا تخويف يجب ان يأتي بطور فيه تخويف واذا تشويق يجب ان يكون الطور فيه شوق وجذبة فخطأ ان تقرأ ايات الجنة بنفس نمط ايات النار وهذا كما في الافلام فعندما يكون مرعبا لابد ان يؤتى بصوت مرعب في جهنم اما في الجنة وايات الجنة فيها انجذاب وغرام اذا تأتير الصوت حكمة وتعليم فيجب ان يكون الصوت وقور وزون وزين مثلا سليمان اذا اراد ان يدعو كان يدعو بالفارسية واذا اراد ان يعظ مثلا بالعبرانية والسريانية والفارسية والعربية وفي الحكمة كذا لان اللغة فيها طور وكل لغة فيها طور صوت موسيقي معين دخل ابو بصير على الامام الصادق فرآه يدعو بالسريانية فسأل عن ذلك قال هذا دعاء الياس فاذن جانب الفني مؤثر لان طبيعة الانسان هو كتلة منظومة قوى وكل قوة لها مفتاح .

اصل نقل التاريخ لاجل الدروس والعبر والاتعاظ الفكري ولكن اذا لا يتأثر الانسان ولم تتحرك عاطفته وقواه فلايفيد فليس فقط العاطفة تؤثر على الفكر ، الفكر يؤثر على العاطفة كما مر بنا في بداية الحديث طبيعة قوى الانسان منظومة قوى تؤثر وتتأثر وتنعكس بعضها على بعض لا هذا فقط ولا ذاك فقط هذه طبيعة الانسان بل حتى الحيوانات عندما تكون في حالة رعب لها صوت معين واما في حالة الامان صوتها اخر فاستبعاد الجانب العاطفي او الجمالي او الفن والفنون هذا بعيد عن الحقيقة والواقع وبعيد عن الوصول للواقع والحقيقة .

في واقعة كربلاء هناك مشاهد روحية وقلبية للاسف لم يتم التركيز عليها مثلا الانصاريان في اخر الوقت بعد ما بقي الحسين فريدا تابا ورجعا الى معسكر الحسين ومر بنا انه لماذا كانوا يخافون من مناشدة زينب بعد دقائق من مقتل واستشهاد الامام الحسين؟ لانها لبوة حيدر وتلهب الارواح والنفوس لذلك اكثروا من ضربها على متونها وهناك مصادر كثيرة موجودة وهذا من ضمن العذاب الذي لاقته زينب فهي لما كانت مثكولة بالحسين اصبحت بركانا ولو تركت لقلبت الجيش فهي بركان لهيب فما استطاعوا ان يسكتوها الا بالضرب على متونها فالمقصود ان العاطفة عظيم وخطير وكبير وعندما دخلت قافلة سبايا الحسين الكوفة انما الذي اثار الكوفة هو خطب زينب وام كلثوم وسكينة وفاطمة الصغرى وهو مشهد عظيم والا من اين انطلقت ثورة التوابين وثورة المختار؟ فهو صار جمرة يتقد في قلوب المؤمنين والمسلمين فكيف انت تريد ان تخمد عاشوراء؟ فعاشوراء ليس فكرا جامدا .

احدى الاشكالات في العالم الحضاري الغربي ان جانب العاطفة مميت وكلها توحش وسبعية فيقتل شعبا باكمله والان شعوبهم بدأت تنبض ولكن المسلمين ما شاء الله قلوبهم ميتة فتجد الغرب بدأ ينبض بالفطرة ولله في خلقه شؤون ولكن حكام المسلمين يميتون قلوب المسلمين والشعوب بينما نبض الفطرة عند الغربي بدا ينبض اما طائفة المؤمنين الحمد لله لا بأس بهم اما بقية مذاهب المسلمين ابدا تجدهم اموات القلب مع انهم يصلون ويصومون ولكن الفطرة لوثت بسبب حكام الجور فالولاية هي النبض الحي في القلوب ونبض الفطرة واذا تسلب الولاية فلا صلاة تنفع ولا مسجد ولا حج وانما جمود فهو مسلم كرتوني قشري ميت بينما ذاك الذي ما تلوثت فطرته ولو تلوث بمعاصي اخرى لا زال نبض الفطرة ينبض عنده .

فالذي يحافظ على الفطرة بكاملها هي الولاية ولذلك تجد اول شيء عندهم اعتراض على الحكام الجائرين لاحظ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله مشكلة بقية بلاد المسلمين اصلا كأنما التبري من الطاغوت غير موجود عندهم فاي فكر ينفعهم اذا لا توجد نبض التولي ونبض التبري من الطواغيت ، من ثم هناك توقع في دولة ظهور صاحب الزمان ان يدخل في هذا الامر من كان مثل عابد وثني لانه عندهم نبض الفطرة ويتبرون من الطواغيت فالقضية ليست طقوس ابدان او كلمات فكرية هذا ليس روح الحياة وانما روح حياة الانسان بقلبه فلا نسعى لاماتة هذا النبض الحي القوي العظيم الصادق والواقعي .

هناك امور كثيرة مغفل عنها في عاشوراء من هذا المشهد الامني بل كل نهضة سيد الشهداء من المدينة الى الكوفة قراءة امنية ما وراء الكواليس جدا مهمة كيف الخطط الامنية والحرب الاعلامية النفسية؟ جانب جدا عظيم وفي كل سيرة النبي وامير المؤمنين وفاطمة انه ما هو الجانب المشهد الامني في سيرهم؟ وللاسف هو مغيب سواء منهم او من اعدائهم فهذا جدا مهم وفيه عبر عظيمة لم يركز عليه ، فالمشهد الامني ودور الحرب النفسية والحرب الامنية ودور الاعلام واخفاقات المؤمنين في ذلك او المسلمين هذي جدا ابعاد مهمة في سير المعصومين لم يركز عليها بشكل دقيق والحال هي جدا جدا مهمة ولو فعلا في الفترات الاخيرة صارت بعض الاثارات انه من هو الصحابي الصادق الناصح للنبي ومن هو الغاشم المتآمر على النبي؟

كذلك المشهد القلبي لاحظ مثلا المشهد القلبي لحياة الرسول مغفول عنه وكذلك المشهد القلبي والروحي لامير المؤمنين ولفاطمة هناك حديث متواتر عند الشيعة على حدة وعند العامة على حدة وهو حديث جذع النخل فهو لا مشروح ولا مبحوث مع انه متواتر ويعتبر من معاجز النبي وكله مشهد روحي عرفاني وليس عرفان بشري وانما عرفان وحياني فحنين وانينه امر عظيم وما قام به النبي ونزل من المنبر وعانق الجذع ثم كلمه ثم ركز النبي على المودة والمحبة ومن هذا القبيل كثير مشاهد موجودة.

هناك رواية في الكافي ان شابا كان يتحين الفرص لينظر للنبي ويسر بالنظر اليه فافتقده النبي بعض الوقت قال اين هو؟ فقال كان يحبني فحاولوا ان يطعنوا فيه من جهات اخرى قال حبه للنبي ان شاء الله سوف ينجيه فعلاقته مع النبي قلبية هناك مشاهد سيرة النبي وعلاقة قلبية مع المؤمنين والمسلمين مغفول عنها حتى من امير امير المؤمنين ومن فاطمة هذا مشهد من سيرة المعصوم مغفول عنه .

مشهد اخر من سيرة المعصوم لم يركز عليه للاسف وهو قضية هو ادوار خفية لهم .

الاسئلة والاجوبة .

سؤال :

ماذا عن اللحظات الاخيرة للامام الحسين؟

الجواب :

هو مشهد روحي يقول شغلني نور وجهه على التفكر في قتله يعني الامام الحسين يستخدم الالة النفسانية والروحية في مواجهة العدو او في هدايته ايضا جانب الوعي هو جانب عاطفي . الهيجان امر ضروري الامام الصادق يهيج في البكاء فكيف هذا لا وعي؟ انه عين الوعي ففي نظرية المعرفة الخاطئة يتصورون ان الوعي يقابل العاطفة بالعك

سؤال :

الوعي ومجموع قوى الانسان ما هو اثاره؟

الجواب:

قلنا عوامل متعددة اما فلسفية فلسفة المشاء التي حورت او المنطق ولكن الواقع والمشاعر تأثيرها اكبر واكثر والتأثير الاكبر اذا اجتمعت هذه الامور الفكر والعاطفة يصير تأثير اكثر .

سؤال :

موجود في نهج البلاغة فيا لها من مواعظ شافية لو لاقت قلوبا زاكية يعني القلب الزاكي يتأثر اما اذا كان ملوثا فلا ، هم يستغربون انه كيف الدمعة لسيد الشهداء لها هذا الدور؟ انت لا تنظر الى الدمعة وانما انظر الى الانجذاب القلبي والعاطفي مع نور الحسين يعني يتبرأ من ابليس وولاية المعاصي لان المعاصي تجذر ولاية الشيطان في الانسان ونفس المعاصي تجسمها في عالم الملكوت زبانية جهنم واغصان الزقوم فلمن يبكي سوف ينشد الى شجرة طوبا والى النور وينحسر عن الظلمة بقدر انشداده فانت لا تنظر الى الدمعة في البدن انظر الى روحه فبدل ان يصر على المعاصي ينفتل عنها وبدل ان يقيم على الغي والظلم والجور يذهب الى جانب الحق والنور فهو تغيير مسار النكتة هي هذي اذا نريد نقرأها بلغة عقلية لغة ملكوتية .

عندما يقال لك الصغيرة اذا اصر عليها تصير كبيرة لماذا؟ لانه ينجذب اليها وانما ينقطع عنها اذا شد الى النور الامام الصادق يقول الانسان ربما يرتكب الذنب الكبير ويتوب وينقطع عنها لكن هذا الذنب يبقى في نفسه فالتوبة درجات هناك في زيارة الامام الرضا التوبة ثلاثة عشر درجة او اكثر يعني انقطاع الانسان عن الذنب كجوهر ملكوتي ظلماني درجات تارة العفو والصفح والغفران ومحو المحو والمحو ايضا درجات : اللهم اني استغفرك استغفار حياء واستغفار رجاء فالذنب يسلب منك كمالات متعددة فانت عندما تتوب تستعيد الذكر والكمالات فليس فقط جانب توبة .

فلاحظ كيف تقلع الجانب السلبي من التوبة؟ والايجابيات التي فقدتها يجب ان تسترجعها واذا ما تسترجعها يقول امام الصادق يعود اليك الذنب ويلح عليك ان ارتكبني مرة اخرى وقد يتأثر الانسان بالالحاح من ثم التوبة درجات مثل الثوب اذا طهرته بمواد كالزاهي والقاصر فيجب ان تحافظ على نعومة الثوب والمربي هم اهل البيت عليهم السلام .

سؤال :

بالنسبة الى النص الصامت اذا تحول الى مشهد فني او التمثيل حينئذ يصبح صامتا ويبقى مختزلا على مشهد واحد الان مثلا قوله تعالى وراودته كل شخص يصير له تصور خاص ولكن تجد المشهد التمثيلي يختزل لك مشهدا واحدا .

الجواب :

ليس بالضرورة ذلك لانه دائما حالة التفاعل ليس فيها تغييب للنص والكلمات وانما هذا نوع من احدى الصور الحسية والا انت لما يأتيك تصوير في الخواطر وفي مخيلاتك يمنعك عن الصور هل هو هكذا كلا؟

سؤال :

قوله تعالى وتمثل لها بشرا سويا هل هذا التمثل لجبرائيل هل هو فقط صورة تختلف عن الواقع ؟ لان التمثل هو الانتقال من شيء الى شيء .

الجواب :

التمثل له معنى اخر ليس فقط انتقال يعني يستطيع ان ينشأ لنفس الصورة صورة جسمانية في معنيين لا ان هناك معنيين للتمثل فهناك تمثل بمعنى ان ينشئ في مخيلة الطرف الصورة هذا النوع من التخييل هنا التماثل ليس بهذا المعنى وانما ينشئ صورة خارجية ويسموها انشاء الاجسام حتى لو كانت لطيفة مثلا في التكنولوجيا كالهوليجرام نوع تكثف معين فهي ليست لوحة وانما مثل نحت الاجسام وتجسيم الاجسام بالهولوجرام ربما بعض الموتى عنده قدرة ان يتجسم ويتكثف وهذا البحث غير ما نحن فيه وهو ان قضية الجانب الفني له دور .

سؤال :

انا سألت الذكاء الاصطناعي قلت له هل عالم الفن والفنون تعطي نتائج علمية رصينة ام هي ظنون؟ قال الفنون بطبيعتها تنتمي الى مجال الابداع والتذوق اكثر من انتمائها الى مجال البرهان العلمي فالعلم يقوم على التجربة والاختبار وقابلية التكرار فانه ينتج معرفة يمكن الاعتماد عليها بينما الفن يقوم على التعبير والتأويل وقد يفتح ابوابا للمعرفة بالمعنى الوجداني لا البرهاني لكنه لا يقدم نتائج علمية صارمة بالمعنى الفلسفي؟

الجواب :

الذكاء الاصطناعي يعطيك جوابا حسب ما تعطيه من مواد فيقول بان الفن علم وبدون هذا العلم لا نستطيع ان نستوعب الحقيقة لان العلم كافكار لاتغطي كامل الحقيقة فهو يجيب نفسه بنفسه فالكلام في في الادلة يعني فيما قيل لا في من قال مثلا الحضارة المصورة تعايشها يختلف عن المكتوبة او العلوم التكنولوجية فبدون ممارسة عملية ما تقدر ، .

مثلا علوم المهارات والتقنيات والفنيات الكهربائي لو تقول له الف درس نظري اذا لم يمارس لا يمكنه التخصص كذلك الطب فهو ليس فقط علم بل فن ممزوج بعلم ومهارة مثل الفرق بين المعمار والمهندس النظري فالاخير هو فكر اما المعمار فهو مهارة على صعيد الواقع فلاحظ هذا يقترب من الواقعية غير ذاك وكل له دور لكن الاقتصار على الفكر فقط ما يمكن قراءة التاريخ بالعبرة فقط ، وانما العبرة ضرورية وهي عبارة عن تفاعل وجداني واذا ما تتفاعل وجدانيا كانك لم تصل للحقيقة فرق بين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين نعم هناك مطلب اخر ان المدركات الوجدانية كيف تترجم بالفكر؟ وهم خلطوا فيه كثير حيث عندهم قوة في الوجدان لكن لا يستطيعون ان يترجموها بالفكر وكثير عندهم فكر ولكن لا يمكنهم ان يترجموه بالفن نحن عندنا علم نظري وعلم وجداني اذا اردنا ان نترجم العلم الوجداني بالنظري لابد ان تكون معادلات وضوابط واذا اردنا ان نترجمها الى واقع عيني هنا لا تفيد المعادلات النظرية لابد الى هندسة وفن تطبيق .

ففرق بين الواقعية وبين الصورة فالاخيرة ضرورية كي تحتفظ بهندسة وبخارطة الامر لكن الاكتفاء بها خطأ لا بد من الواقع العيني كي يترجم الصورة ، فان كثيرا من علوم البشر لما لم تدون فكريا اندثرت وذهبت بذهاب اصحابها فلابد من كليهما في الكمال والتكامل نحن لا ننكر ضرورة الفكر ولكن هل الفكر المجرد ام بضميمة العاطفة؟ فالتحليل امر مطلوب وهو عبارة عن ترامي الافكار وراء بعضها البعض لا من يقتصر على النص الجامد هذا ممنو

مثلا شخص يأتيك بافكار معينة عن الواقعة التاريخية يقول انت تخالف النص التاريخي نحن نقول له لا تجمد على الالفاظ وعلى الفكر السطحي دع الفكر يحلل ويصور مساحات مغفول عنها مهمة فحتى اصحاب دعوى الوعي يحاربون التوسع الفكري هم شعارهم الفكر لكن يحاربون التوسع الفكري وهذا خطأ وخطر جانب اخر وهو جانب التفاعلي الذي هو العين الوجداني الخارجي ضروري فالمجموع هو الاكمل دائما في العلوم المنهجية اهم خارطة طريق في العلم هو المنهجية .

سؤال :

ما هي النسبة بين الجانب الفكري والجانب العاطفي ؟

الجواب :

ذكرناه في العقل العملي حتى ما في بيانات الوحي ان الانسان عنده لغتان لغة التصور والعلم الحصولي ولغة العلم الحضوري وهي قوتان ووجهان يتطابقان وانا ذكرت هذا المطلب خلافا لابن سينا ان كل ما يدركه العقل العملي يمكن ان يدركه العقل النظري وكل ما يدركه العقل النظري يمكن ان يدركه العقل العملي مثلا لاحظ الاخلاص في الجانب العملي نسميه اخلاص ورياضة روحية ولكن في جانب الفكر تقول توحيد فهما شيء واحد هنا يسمى بلغة وهناك يسمى بلغة، الرياء هو بلسان الروح اما بل لسان الفكر هو الشرك و احد مناشئ الجدل في هذا البحث قضية الموازنة بين المادة والغيب وحتى تقرير المباحث هو فن والكتابة مهارة هناك من عنده هذه المهارة بقوة وهناك من عنده هذه المهارة بضعف قد تجد شخصا علمه غفير كثير الا ان مهارته في فن الكتابة والتقرير ضعيفة وقد شخص علمه متوسط او قليل لكن مهارته في الكتابة قوي فالكتابة فن من الفنون ومن الضروري جدا لطالب العلم ان تكون عنده مهارة الكتابة ومهارة الالقاء فالفن ينشر واذا ما عنده هذه المهارة يكون صندوقا مقفلا فهذه المهارة ضروري ان يكونوها طلاب العلم في انفسهم ، حيث ان من البيان لسحرا ، يقال المحقق العراقي بيانه ساحر ولكن كتاباته رموز مغلقة الشيخ محمد علي الكاظمي من انبغ تلاميذ النائيني يقولون ساحر البيان وساحر الكتابة واقوى بيانا من السيد الخوئي ولو قدر ان يبقى لما وصلت المرجعية للسيد الخوئي فهذه مهارات وفنون لابد ان نتطور فيها نعم التدقيق العلمي على حاله.