« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/02/28

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (82)

الموضوع: اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (82)

 

كان الكلام في هذا التوجيه الذي ذكره جملة من الاعلام في نهضة سيد الشهداء وعموم اهل البيت ان الاصل في اعمالهم هو العمل بالظنون المعتبرة يعني الحكم الظاهري حتى في الشؤون العامة السياسية طبعا التعابير عند الاعلام فيها شيء من الخلط تارة يعبرون بالقدرات البشرية فالقدرات البشرية ليس مفادها الحكم الظاهري فالقدرات البشرية في قبال المقدرات الملكوتية التكوينية والتعبير بالحكم الظاهري والظنون شيء اخر المفروض ان لا يكون خلطا بين هذين الامرين لان قضية القدرات التكوينية البشرية امر مهم .

لا ريب ان الامتحان وفلسفة الامتحان للبشر وللجن تعني فيما تعنيه عدم الجبر والالجاء وتعني معادلة كلا نمد هؤلاء وهؤلاء وما كان عطاء ربك محظورا يعني حالة المصارعة او المواجهة بين قطب الخير وقطب الشر بنفس القدرات واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ان تنصروا الله ينصركم لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فالسنة الالهية سواء تكوينية او تشريعية في المصير البشري العام خاضع لفلسفة الامتحان وهي الصراع بين راية الحق وراية الباطل راية الخير وراية الشر وليست قائمة على الجاء البشرية بقدرات خارقة وملكوتية .

طبعا هذا لا يعني عدم تدخل السماء في المنعطفات افرض طريقة انجاء النبي موسى وقومه والعذاب الذي ينزله الله على الامم التي تمردت على الانبياء مثل قوم عاد وثمود ومدين ولوط هذا صحيح فليس الامر فيه ابعاد غيبية عن مجريات احداث البشر طبعا هذا باب مفتوح لكل التقديرات الغيبية وهذا ليس معناه الاتكال على السنة الالهية وانما هو بحسب القدرات البشرية وبحسب السعي تحصل على النتائج كقوله تعالى وان ليس للانسان الا ما سعى وانه ليس لراية الحق الا ما سعت كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وهذه هي فلسفة الامتحان فبالتالي كما يقول القرآن في سورة البراءة المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض فتناصر وتكاتف الاولياء ليس فقط في الرقابة وانما حتى من جهة التناصر يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يعني يبنون قامات المعروف في المجتمع السياسي في قبال المنافقين الذين هم داخل الامة الاسلامية ومن ثم الامام الهادي عندما يذكر جده امير المؤمنين في الغدير ينفي عنه انه حصل له سكون وخمود في السقيفة فيقول اشهد انك لم تسكن والسكون يعني خمود او جزع او وهن او نكول او ضعف وحاشى له ذلك بل هو قمة النشاط والسعي .

لذلك مر بنا هذه الخمسة وعشرين سنة امير المؤمنين اصلح ساحة الامة بعد ان كانت متخاذلة ومتقاعسة في حادثة السقيفة بعد رحيل النبي ولكن بعد ذلك عادت الامة وتمردت على مشروع السقيفة وزحزحت الخليفة الثالث الذي هو وليد السقيفة الى ان تحكمت في مصيرها يعني لا يقل قضية المجيء بامير المؤمنين من قبل الامة عن قضية كربلاء فثورة الامة على البعد الاموي لان الثالث كان يمثل هذا البعد بشكل صارخ واضح فهي ثورة ناعمة وقادها امير المؤمنين وان كان امير المؤمنين ينتقد الثوار ان جملة من الاليات لم تكن حكيمة عندهم يعني لو عزلوا الثالث ثم اقاموا حكم الشرع عليه كان اضبط واكثر حجية .

فامير المؤمنين لم يستكن ولم يضعف ولم ينكث بل كان قمة النشاط بالاليات المفتوحة ومن ثم كان حتى لدى السلطة السقيفية خوف من تمدد ونفوذ امير المؤمنين في الامور حتى لما وضع الخليفة الثاني امير المؤمنين في ضمن الستة فان هذه ليست من جهة المحبة له او الاعتقاد به وانما الامة والوضع يفرض نفسه فلا يمكن ان يزعزع موقعية امير المؤمنين وما تسمح الامة ان ينأى بنفسه عن الساحة كما انهم استعانوا به في الفتوحات كما ذكره ابن اعثم فخطط فتوح فارس والروم وجلولاء كلها بتدبيره وان لم تكن هناك مشاركة مباشرة منه لكن عناصر امير المؤمنين وحواريه ومالك كمالك الاشتر وعمار ابن ياسر وحذيفة كانوا يأتون بالخطة ولم تتم الفتوحات الا بهم سواء القادسية او نهاوند او اليرموك او جلولاء وذكرنا مصادره في كتاب عدالة الصحابة والمرحوم الشيخ علي الكوراني في كتاب جواهر التاريخ تابع هذا الملف بشكل جيد .

فاذن موقعية ودور امير المؤمنين ليست فقط قضية غيب واعجاز وانما هي قضية سعي ومثابرة وتعبير القرآن الكريم وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا يعني ما يسكنون ويخمدون السعي هو مثابرة باي الية متاحة ففي الحرب النفسية كذلك هم اقوياء وايضا في جانب الاسباب المادية لا يسمحون للعدو ان يجعلهم في بيئة ضعيفة وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين فالصبر ومثابر ومصابرة والسعي الحثيث على ذلك .

فهذه ظاهرة في سيد الانبياء واهل بيته ظاهرة جدا معقدة وفهمها معقد فهم عندهم ملكوت لكن ليس مأذون لهم ان يستخدموه كما ان الله هو ذو القوة المتين لكنه لا يلجأ ولايكره عباده اكراه تكويني على الايمان ولا على التدين لكن من جانب اخر السعي لا بد منه فلذلك تجد المؤمنين والموالين والتابعين لائمة اهل البيت يتوقعون من الامام انه ما دام عنده قدرة تكوينية فيفعل ما يشاء كما في تعبير الشاعر ارى فيئهم في غيرهم متقسم وايديهم من فوقهم صفرات قال اي والله فالبعض يقول كيف الامام عنده قدرة والارض فيها ذهب وكذا ولايستخدمها فيظنون ان الامام يمشي على هذه القدرات الملكوتية التكوينية ولذلك من المواقف العظيمة لمفضل ابن عمر كان يزج الامام الصادق بضخ ماله فهو وكيل او تاجر من التجار المؤمنين في الكوفة وكذلك كان موقفه مع الكاظم حتى اسماه الامام هو الاب بعد الاب لان الامام يعيش اسباب والحالات المادية الموجودة فهم متفوقون على البشر في كل المجالات لكن هذا لا يعني انهم يستخدمون الاسباب الملكوتية في كل سيرة وشؤونهم الا في موارد يكون هناك امر الهي خاص كما قوله تعالى الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ وهذا غير بحث العلم والحكم الظاهري والظنون ذاك شيء اخر وربما حتى ما ذكرناه من شواهد كثيرة على ان ائمة اهل البيت من جهة الاسباب المادية البشرية المعتادة متفوقون ويستطيعون ان يحققوا انجازات كبرى للبشرية على جميع الاصعدة حتى على الصعيد المالي لكن هذا غير باب الملكوت والمعجزات والملائكة وانما هي الاسباب العادية ولكن حتى هذا لا يؤذن لهم به مطلقا .

فجانب الثروة المالية عند امير المؤمنين كانت بكد اليمين لاحظ كم احيا مزارع في ينبع فليس امير المؤمنين عنده فقط بيت المال فالاراضي والبساتين التي احياها امير المؤمنين في ينبع ظلت تدر بالمال على اولاد الائمة الى زمن الامام العسكري يعني الانتاج المالي لامير المؤمنين والاسباب العادية لتفوقه البشري ولم يكن كبقية الصحابة يستغني بالغنائم وبيت المال وانما بكد يمين والبساتين الى الان موجودة في ينبع وكذلك لاحظ عيون امير المؤمنين التي انشأها حتى في مسجد الشجرة فتعرف بابيار علي وادي ذو الحليفة يعني العمل المدني العمراني لامير المؤمنين الى الان يرن وهذا ليس بالمعجزات ولا بالملائكة ولا بالملكوت .

نحن ذهبنا الى خيبر بفاصل مئة وسبعين كيلو متر شمال المدينة المنورة على طريق تبوك وهي محل معسكر النبي لان النبي عسكر بفاصل خمس كيلو مترات عن قلعة خيبر كي يأمن شر اليهود فلما ذهبنا الى خيبر الجديدة التي تقع على الشارع العام سألناهم اين قلعة خيبر؟ لم يلتفتوا الى ذلك اما لما قلنا لهم اين عين علي؟ التفتوا لها يعني على خمسة كيلو متر تدخل داخل الى الان هي عين تروي تلك المنطقة وهي من بركات امير المؤمنين بعد ان فتح الحصون وانا رأيتها بعيني وشربت منها ولو الوهابية بعد ذلك غطوها والى الان هي ترفد تلك المنطقة فانجازت امير المؤمنين العمرانية هي باسباب تفوق بشري الى الان نعم بعض الموارد لا يأذن الله لهم حتى في التفوق البشري فضلا عن المعجزة لان الله يريد الامة ان تتحرك وذكرنا هذا في صفين وفي قضية هدنة الامام الحسن مع معاوية حتى في مسيرة سيد الشهداء تجد التفوق الاداري والامني العسكري لائمة اهل البيت يفوق البشر وكان حتى بامكانهم تحقيق النصر والانجاز والثراء المالي بدون معجزات لكن الله لا يأذن لهم هذا المجال بشكل مطلق لان طبيعة الناس اللي يظهر منه قوة ينجذبون اليه الباري يريد ان يمتحن هذه الامة .

فهؤلاء الاشخاص المصطفون من ال النبي بنص الهي يجب ان تتبع وتولوهم مقادير الامور ويشير الى ذلك امير المؤمنين في خطبة القاصعة ان الله يمتحن الامم بالانبياء والرسل بانه يجعل الائمة والانبياء ليسوا اثرياء ولا ذا قوة وهذا ليس من باب انهم عي في الثراء وانما زيادة لامتحان البشر فيقول امير المؤمنين لو كان موسى عليه الزخارف لسهل ايمان فرعون والاخرين به وهذا غير قضية الاعجاز حتى التفوق البشري لكن الله كانوا يظهرهم قليلي المال لزيادة الامتحان لا سيما في قضية الكعبة والبيت الحرام سيما الى قبل خمسين او مئة سنة الحج الى بيت الله الحرام صعب مستصعب بين وديان وقلة ماء قال ولو شاء لتعبدكم في مكان خضر وجنان ولكن ابى الا ان يكون في هذا المكان غير ذي زرع رب اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ففلسفة الامتحان الالهي يجب ان يكون واضحا .

ان الله لا يجعل للانبياء ولاهل البيت مجالا حتى في التفوق البشري ان يستثروا كثيرا وان يحققوا النصر للبشرية وانما بالامتحان كانما شيء معتاد وهذا بغض النظر عن الملائكة والمعجزة والملكوت فانتم متفوقون على البشر ومتميزون بدون الاصطفاء وبدون العصمة فعندكم تفوق ولكن لا تظهروه كما ان واقعة كربلاء اشارت لهذا المطلب لان الله يريد ان يمتحن هذه البشرية بامتحانات غليظة وشديدة كي يكون الامتحان فقط عن ايمانهم بالغيب .

لاحظوا هذه الخطبة بديعة في هذا الجانب في فلسفة الامتحان الالهي فتدبير ائمة اهل البيت وعدم استعانتهم بالمعجزات والملكوت الاصل هو هكذا الا فيما كانت هناك مأموريات خاصة الهية بل لا يسمح لهم الله ان يستخدموا تفوقهم البشري فضلا عن المعجزات والملكوت كما ان في الرواية هكذا خطب سيد الشهداء في واقعة الطف انه قيل له اتيت لتقتل ام تقتل؟ يعني يكفيك التفوق العسكري اذا عمرو ابن عبدود يصفونه بالف فارس فكيف بمن هو اعظم؟ ولكن لا يؤذن له .

اذن في اسباب القدرة الالهية السنة على عدم استخدام الغيب لذلك كثير ممن عاشر الائمة يستغرب كيف ان الامام يعيش حالة فقر وهذا لا لقصور في تدبيرهم وانما هو امتحان يعني حتى تفوقه البشري يجب ان لا يستخدمه كثيرا وانما يراهن الله على انهاض الامة للمشروع الالهي ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .

لاحظ اخذ فدك هو لماذا؟ لانها اذا بقيت في يد فاطمة وامير المؤمنين فسوف تميل اليهم الناس بغض النظر عن امور اخرى يعني اهل البيت لو جمعوا ثراء مالي كبير بتفوقهم البشري هذا يخفف الامتحان عن البشرية وهذا دليل على ان ما خول النبي فاطمة بنت فدك هذه ولاية في ظل حكومة الرسول ففدقت عنه قوة مالية تؤثر على المجتمع والامة فالله لا يسمح لاهل البيت ان يزدادوا ثراء بتفوقهم البشري فضلا عن المعجزات لانه يسهل امتحان الامة في اتباعهم بينما الباري يريد ان الامة تتبعهم بقناعة عقلية قلبية وليس باسباب مادية هذا يذكرها امير المؤمنين في الخطبة القاصعة ان الله يريد ان يمتحن البشرية باتباع جميع الانبياء فضلا عن سيدهم الاعظم او اهل بيته ان يتبعوهم بعقل وقلب لا باسباب غرائزية مادية .

الان لاحظ كل من كتب عن صفين ذكر ان امير المؤمنين استطاع ان يصطاد في المعركة بمفرده لا بملائكة ولا براية رسول الله ولا بمالك الاشتر وانما هو بمفرده قام بذلك وكذلك عمرو بن العاص وصنع ما صنع حتى اظهرا سوأتيهما فكان بامكان امير المؤمنين انه حتى لو اظهر معاوية سوأته ان يضربه ولو بغض طرفه ولكن لم يؤذن له لان القضية هي تدبير الهي ان لايقتل معاوية وهذا ليس لان معاوية محقون الدم لان هذا انجاز امير المؤمنين بتفوقه هو يريد ان يرى هل الامة تقوم بالواجب ام لا؟ بل تسعة عشر من قيادات جيش معاوية اصطادهم سيف امير المؤمنين وفعلوا فعل عمرو بن العاص فيجب ان يكون ذلك بالسعي ومثابرة من الامة فلما لم يستثمر التفوق في احداث النصر الامام الحسن استدرج جيش معاوية الى ان اشتبك الجيشان داخل كوفة بدون فتنة ولم يعقد بعد مع معاوية الصلح ويستطيع ان يقضي على معاوية واصروا حواري الامام والخوارج ان نقضي عليه لان كل اليات معاوية في الاختراق التجسسي ذهب وصار في يد الامام الحسن فانت لاحظ الامام الحسن هو في عاصمة دولته استدرج جيش معاوية بدون التزام وانما بمجرد دخوله في التفاوض فحصل هذا لاحظ هكذا الحسن عليه السلام ولكن الامة كسولة هنا.

لا يسمح الله ان يستخدم الامام الحسن تفوقه القيادي والاداري البشري وكذلك مواقف كثيرة من الائمة في كل الابعاد احد المحققين يقول ان في زمن الامام الصادق هذه الصناعات الالكترونية الان نراها كانت في زمن الصادق بصنعه هو شواهد موجودة غير قضية جابر بن حيان والموسوعة البريطانية اكدت ان كل العلوم التجريبية انبثقت من تلميذ الامام الصادق و ان انكر العرب هذا الشيء هذا ليس من علم لدني ولا ملكوت وانما من تفوقه البشري وعندنا شواهد ان هذا الانترنت كان من ذاك الزمان حتى بالنسبة الى ادريس النبي اخنوخ ورفعناه مكانا عليا هذا ليس بمعجزة ولا بالملائكة بل بتفوق صناعي من نفسه ان يبلغ السماء الرابعة فالانبياء والاوصياء عندهم بعد اخر غير البعد الملكوتي والملائكي والروح الامري وانما هو بتفوقهم البشري قل انما انا بشر مثلكم ولكني متفوق وهناك شواهد موجودة واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فهو فاز في الامتحان قبل ان يجعله الله اماما وان كان التفوق البشري في الانبياء متفاوت عن سيد الانبياء فهو في القمة وكذلك الائمة وهذا بعد لم يركز عليه في شخصية النبي والانبياء واهل البيت وانما ابعاد مجهولة في شخصيتهم .

لاحظ في دعاء الندبة فشرطت عليهم الزهد فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فيعني ذلك انه لم يكن باصطفاء وانما كان بعد ذلك انت اعطيتهم الاصطفاء فهذا اصطفاء منذ ولادتهم لما يعلم من تفوقهم البشري وانهم ثابتون وفيون بهذا التفوق فالنبي والاوصياء من اهل بيته حتى في التفوق البشري لا يؤذن لهم ان يعملوه بكل افاقه التي لديهم وهذه ابعاد خفية في سيرتهم مجهولة المفروض تصير سلسلة حركة علمية لكشفها .

من الامور التي مرت ايضا ان ادوار اهل البيت الخفية السرية اضعاف ما قاموا بها علنا ولكن لابد ان تكتشف لربما هنا يقال بما انها في الخفاء فيستخدمون قدراتهم البشرية كي لا تنزلق الامة الى الهاوية كما في دعاء الندبة واوطأته مشارق الارض ومغاربها يعني كافة ارجاء الكرة الارضية محل نشاط اجتماعي وسياسي روعوي من سيد الانبياء وهذا ليس خاصا به اوصياؤه ايضا هكذا لذلك كثير ممن يعيش مع النبي وامير المؤمنين يجد عندهم قدرات خاصة فيقف يتعجب كيف يقرأ المنظومة المتكاملة في شخصية هؤلاء؟

لاحظ قضية الخضر وموسى فدخلا قرية فاستطعما اهلها فابوا ان يضيفوهما ثم وجدا جدارا يريد ان ينقض فاقامه قال لو شئت لاتخذت عليه اجرا فحتى موسى تعجب انه لماذا الخضر لا يستثمر؟ وهذا غير الثواب نحن نقرأ الثواب كبعد فردي انت اقرأ الثواب كبعد سياسي وبعد اجتماعي وحضاري تجد له معنى اخر غير الذي سطره المتكلمون من بحث الاجر والثواب والجزاء فهذا بقراءة الفقه الفردي وليس بقراءة فقه مجتمعي او فقه حضاري او فقه عوالمي وبتعبير العلامة الطباطبائي ان الامام يقود الموجودات وارواح البشر بما فيها الجن والانس والملائكة الى الكمال اي هو رئيس قافلة الكمال فكل الموجودات هو يقيدها الى الكمال هذا الثواب له معنى اخر ذاك المعنى الذي طرح في علم الكلام الذي هو بعد فردي غير تام وانما لابد ان يكون بعد كوني حضاري مجتمعي وان ادخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيك فهذا بعد اخر .

لاحظ قوله تعالى لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير هو القرآن يقول لايعلم الغيب الا من ارتضى من رسول فكيف يقول هذا؟ يعني الغيب الذي هو تحت يدي وتحت سلطنتي لا يمكن ان استخدمه بدون اذن رباني هذا الغيب لم يعطه لي لكي استثري ماديا دنيويا وانما استخدمه في القيادة الالهية والقيادة والفلسفة الالهية على سنة الامتحان فتجد في خطبة القاصعة ان سنة الامتحان هو قصد متعمد من الله ان يشدد امتحان البشرية فيظهر ان الانبياء الائمة لا حول لهم ولا قوة فيجب ان ينجذبوا انجذابا عقليا روحيا قلبيا لا انجذابا ماديا والوان وزرق وبرق .

تعبير القرآن الكريم ولولا ان يكون الناس امة واحدة يعني كافرة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة كذا كذا فشدة الامتحان في الدنيا شيء وجذب الاخرة شيء اخر جذب الاخرة شيء عقلي قلبي جذب الدنيا مادي كما ان كثير من الاشكاليات والتساؤلات عن غيبة صاحب الزمان الكلام الكلام منشأه عدم فهم هذه الفلسفة الالهية في الامتحان .

نأتي الان للجانب الاخر وهو قضية العلم الصحيح كما مر بنا ان الامام له شئون ودول متعددة قيادات وادارات في السماوات وفي اقسام المخلوقات تلك لها نظامها الخاص وهذا بحث لم يفتح الى الان لاننا غير مطلعين عليه والا ليس جزافا الباري يطوع ويأمر بانقياد هذه الموجودات المهولة الخطرة من الملائكة المقربين ان تنقاد لخليفته وهذا الامر لم تتناوله الفلسفة البشرية ولا العرف البشري ولم يتناوله حتى علم الكلام من الفريقين هم طرحوا نظرية الانسان الكامل فقط في الارض اما ما هي علاقته بانه امام في الملكوت لم يشموه حتى ابن عربي لم يشمه هذه الملفات لعلها تظهر في دولة الظهور ودولة الرجعة .

اما شأن الامام في الارض فهذا البعد نرى نحن ان الصحيح فيه كما مر في البعد العام الظنون لا تستعمل ولا يسوغ استعمالها للفقيه فضلا عن المعصوم لا بد من الفحص انا كان عزمي ان اخوض في هذا الملف لكن استهواني ما طرحته وللائمة ملفات لا تنتهي فالعمل بالظنون مشكل بل لابد من تحصيل العلم العادي وليس العلم المعجز والملكوت فالامام بتفوقه البشري عنده قدرة وذكرنا انه لا يسمح للامام حتى ان يستعمل العلم البشري لانه هو مظهر وجه الله ويد الله وخليفة الله وروح الله وجنب الله ويد الله لكن يريد ان يشدد الامتحان على البشر ، اما ان يستخدم الظنون هذا غير صحيح هذا التقريب الفقهي للاعلام لا نوافقهم عليه بل هو يستخدم الفحص نعم البعد الفردي بحث اخر اما في البعد العام يجب على غير المعصوم الفحص عن العلم العرفي العادي فضلا عن المعصوم .

هذا يؤكد على ان منظومة حجية الظنون المعتبرة منظومة متقوقعة في البعد الفقهي الفردي ليس الا اما تراكم الظنون الذي هو مسلك القدماء هذا هو العمدة في الشؤون العامة وكفى لذلك شاهدا صناعيا وللكلام تتمة .

 

الاسئلة والاجوبة

الظن له حدود كالمصباح جيث له حدود ينير وما ورائها تراها ضبابية او ظل النور فظل النور يصير ظن بل حتى في نفس الوسط المركزي في مساحة الالف لو اراد ان يبصر قطاعات الساعة فلا يستطيع فهو كما وكيفا محدود فيجب ان يأتي بانارات خاصة لقطاعات الساعة وباصطلاح علم الاصول تراكم الظنون يولد علم عرفي غير العلم الدقي العقلي او الرياضي واشار له الشهيد الصدر في كتابه اسس المنطقية في الاستقراء وللانبياء تفوق بشري وبين الانبياء تفاوت في التفوق وتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض هذا ليس جزافا كذلك في الاوصياء فدرجة التفوق الموجودة عند الانبياء والاوصياء لا يسبقهم سابق هل هذا بالاصطفاء؟ كلا وانما بغض النظر عن الاصطفاء لا يسبقهم سابق ولا يطمع في ادراكهم طامع وموجودة في زيارة النبي .

سؤال :

هل استعداد التفوق البشري موجود عند الناس ام لا؟

الجواب :

ان كان الاستعداد لكل واحد لكن العاصي يعصي لشقاوته والمتخاذل يتخاذل ويتكاسل لخذلان نفسه بنفسه ولله الحجة البالغة انا واياك عندما نعصي هل مجبورين؟ ونحن عندنا علم وقدرة المشكلة فينا وليس في الله فالقابلية سواء انما نمى هذه القابلية سيد الانبياء قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها فنحن عندنا ارض صالحة ولكن تنميتها عندنا وباعتراف العلوم الحديثة يقولون البشر لا يستخدم طاقات البدنية الدماغية الروحية سببه الانفلات .

السؤال

حتى المؤمن ما يقدر يصل للامام بطهارته ؟

الجواب لماذا لا يصل؟ هل قبل الاصطفاء ام بعده؟ اذا تقول قبل الاصطفاء يعني مجبورين هذا لا يصح لان الله قبل ان يخلقهم علم انهم متفوقون والعلم ليس جبريا يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل ان يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة فهي صبرت ونحن لم نصبر عن المعصية والا ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هذه من المحكمات فالمسؤولية واللوم تقع علينا الخصوصية ليست قبل الفعل ولا قبل الاختيار والامتحان بالعكس منطق القرآن على خلافه واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فجعل في إبراهيم الخصوصية فأتمهن احسب الناس ان يؤمنوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون المشكلة انه نحن نريد ان نبرر لانفسنا شقاوتنا وعصياننا فنقول الله لم يعطنا خصوصية ، نحن الصحيح عندنا في نظرية الاختيار في مقابل الجبر يكون حتى في ايجاد الجوهر وظن المتكلمون الامامية ان هذه في الافعال كلا هذه حتى في ذواتنا حتى ايجاد الله لذوات المخلوقات لما علم من افعالهم فبالتالي هي امتحانات وابتلاءات اما المشكلة فينا نريد ان نبرر معاصينا وتخاذلنا وتكاسلنا انه الامام مجبور وهذه القضايا لم يعطها الله لنا لاحظ كم فرطنا في الطاقات وفرطنا في عمرنا والعمر والشباب والصحة ونريد زيادة على ذلك ان نعترض على الله فعلم الله بالفعل اسبق من الذات .

في مدرسة الموهوبين ايهما اسبق؟ نفس الكلام فهم بعدهم لم يدخلوا المدرسة فميزوهم ان هؤلاء من الموهوبين والاخرين غير موهوبين هذا بحث عقيدي تكويني لماذا يدخلونه في مدرسة المتميزين ولم يدخلوا بعد وهذا يؤثر في ذواتهم لانه سيصبحوا رئيس وزراء ورئيس جمهورية فلماذا من الاول تدخلوا مدرسة الموهوبين؟ فلماذا هذا التمييز هذا ليس الجبر ولا ظلم هذا تمام العدل لانه يعلمون بان هؤلاء مثابرين مجدين مكافحين بخلاف اولئك ما اصابكم من كذا الا بما كسبت ايديكم يعني نظرية الاختيار مع احترامنا الكبير لعلماء الامامية في علم الكلام خصوصا بحث الافعال في قبائل الاشاعرة هذا في الحقيقة حتى في اصل ايجاد الجوهر ، فانه بحسب بيانات الوحي قضية لاجبر ولا تفويض حتى في حسن ايجاد الذوات يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل ان يخلقك فوجدك لما امتحنك به صابرة وهذا قبل ايجاد ذواتهم علم منهم الوفاء به هذا يسمونه الجزاء قبل العمل بسبب العلم الالهي بالفعل ، فالعلم الالهي السابق بافعالهم هيأ لهم قابليات وذوات تناسب تفوقهم وهذا كقضية الموهوبين والمتفوقين والمتميزين والناجحين لان هؤلاء بعد كم سنة تكون مقدرات البلد بايديهم اما بالنسبة لاهل البيت فشرطت عليهم فشرطوا وعلمت منهم الوفاء به وذلك قبل الامتحان فهو جزاء مسبق على فعل متأخر .

فهذه الفكرة كذا انه مسبق على فعل متأخر بسبب علم الله بالمتأخر وافضل وجدان على ما نقول انه انت عندما تريد ان تعصي الله وتتمرد عليه ذلك ليس بغفلة فمن الذي يجبرنا؟ عندنا علم وقدرة وعظمة الله موجودة فكلامي في البحث العقلي انه كيف انت تتصور الاختيار انه عندنا اختيار مع ذلك نعصيه فاذا اردت ان تجد الحجة البالغة لله على نفسك لاحظ نفسك حين المعصية هذه التبريرات كاذبة كلها من انفسنا وشقاواتها ان الله لا يظلم العباد مثقال ذرة ولكن الناس كانوا انفسهم يظلمون .

لذلك يوم القيامة او في البرزخ او في القبر او في دار الدنيا تتمرد على الله وانما يجب ان تكون كزين العابدين تقول الهي عصيتك و ارفع الراية البيضاء والراية البيضاء حقيقة .

سؤال :

الله يعلم انه عندنا استعداد مثل استعداد المعصوم؟

الجواب :

تقصد الاختيار وليس الاستعداد فرق بين الاستعداد والاختيار الان العلوم المادية تعترف بان البشر يفرطون في تسعين بالمئة من طاقاتهم فالمشكلة معنا نحن البشر وليس مع الله فالازم فينا نحن حتى الذكاء لا يمكن ان يبدل الى غباوة العلامة الطبطبايي يذكر في حياته وكذلك السيد المرعشي اربع سنين يجلسون في الحوزة في النجف يدرسون متعاصرين ولم يفهموا المطالب ولكن عندهم اصرار فكسروا هذا القيد واصبحوا نابغة فنحن حتى نصنع جوهر انفسنا افترض في الاعوام السابقة صنعنا جوهرنا بشكل سيء الان يمكننا ان نصنع جوهرا نورانيا فالحجة البالغة لله وليس لنا نحن نفرط في الطاقات وفي الامكانيات الان انت اضبط نفسك الى اربعين يوما لا تذنب ذنبا لا بعينك لا بخاطرك سوف تجد العجيب .

فالمشكلة فينا طبعا العصمة الاكتسابية انا ابطلها تماما العصمة تصطفى لكن ليست جبر وتعبير جملة من الاعلام عن العصمة اكتسابية هذا غير صحيح تماما فالمواهب اللدنية ليست باصطفاء فعندنا المواهب اللدنية اصطفائية ومواهب لدنية اكتسابية لاحظ ابليس وصل الى مقام الكروبيين في السماء السابعة هذا اكتسابا وليس اصطفاء ففرق بين الاصطفاء والاكتساب الاصطفاء ليس جبر وانما هو تفوق الاصطفاء خلافا لما يقرر في جملة من كتب المتكلمين او الفلاسفة او العرفاء او الصوفية ، فانما الاصطفاء نتيجة الاختيار وتفوق ، واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما فقتل داوود جالوت فاتاه الله الملك فالسعي موجود فهناك نص قرآني ان الامامة بالسعي وكسبي اختياري اصطفائي فانتقاه الله لعلمه بهذا .

ففرق بين الاكتساب والاصطفاء فكلاهما اختياريان لكن ليس عصمة والاصطفاء نتيجة التفوق الاعلى وفي زيارة النبي لم يسبقه سابق فشرطوا فعلمت يعني اربع مراحل يذكره دعاء الندبة وهذا من الاعجاز العلمي في هذا الدعاء حتى المتكلمين لم يبلوروا هذا البحث لاحظ تفوق دعاء الندبة طيلة الف سنة على علم الكلام متنه معجزة وحتى معجز على العرفاء والصوفية والفلاسفة ايتني بهذه البلورة والمعادلة العظيمة في كتب الفلاسفة او العرفاء هيهات هيهات تمنيهم انفسهم فهل دعاء الندبة يدور مدار الراوي؟ لاحظ حدهم في الزيارة حتى اتاك اليقين فبلغ الله بك اشرف معالي المكرمين واعلى منازل المقربين وارفع درجات المرسلين حيث لا يلحقك لاحق ولا يفوقك فائق ولا يسبقك سابق ولا يطمع في ادراكك طامع يعني هذا التفوق بغض النظر عن الاصطفاء .

سألت قريش النبي لماذا اصبحت سيد الانبياء؟ قال لسبقي يعني هذا الاصطفاء الذي جعله الله لي نتيجة التفوق لسبق البقية في الاطاعة اما الشقاوة واللجاج والعناد والغضاضة والفضاضة منا نحن حرمنا انفسنا من النبوة لان الله علم اننا غير متفوقين بل حرمنا انفسنا حتى ان نكون مؤمنين كاملين كما ورد في الاية لا تلوموني ولكن لوموا انفسكم .

logo