« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/02/24

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (79)

الموضوع: اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (79)

 

كنا في هذه القاعدة اللطيفة والتي يجب التدبر فيها ان العلوم الدينية الاجتهادية ماذا يراد منها؟ هل العلوم الدينية هي الوحي؟ او العلوم الاجتهادية كما ان الحداثويين او العلمانيين عندهم مغالطة في الاعتراض على جملة من العلوم الدينية انه ما المراد منها؟ فهل الوحي او النقل الواصل او غير الواصل ثم هل هو الواصل في زماننا ام ماذا ؟ ثم هل تقصد منه المطبوع او غير المطبوع؟ حسب احد الخبراء نقلنا عنه ان خمسة وثمانين بالمئة من تراث الامامية لم يطبع بعد ولا زال مخطوطا فلم يطبع لا بطبع حجري ولا حروفي ولا الكتروني او المراد من العلوم الدينية هو اجتهادات العلماء عبر عشرة قرون في العلوم الدينية المختلفة سواء في التفسير في الكلام في الرجال او المراد منها ما يدركه العقل او ما تدركه الفطرة ؟ فما هو المراد من العلوم الدينية؟

هذا العنوان يجب التدقيق فيه انه ما هو المراد من العلوم الدينية؟ فهي ليست على اوزان واحدة ، فالمستشرق اذا اراد ان يقيم حوكمة علمية انه ما المراد بالعلوم الدينية او حتى المصادر الدينية نفس الكلام اي مصدر تقصد منه فمر بنا ان اجتهادات العلماء لا تكفي لتفسير الدين يعني الوحي او النقل رغم جهود الوف مؤلفة من العلماء مع ذلك هذا شيء قليل لان مادة الوحي ومادة العلوم النقلية بحر لا ينزف وهذا بحث معرفي وتجري هذه النظرية في بحوث التاريخ وفي مقتل سيد الشهداء وفي كتب المقاتل فاذا اردت ان تغلق هذا الباب ستغلق باب الاجتهاد وباب الاجتهاد لا يغلق في كل العلوم الدينية سواء علم الرجال الذي لا يختم باحد وكذلك علم الاصول والفقه وعلم سير المعصومين فباب الاجتهاد مفتوح .

هذه هي المنظومة الثالثة في العلوم الدينية فلا تقل بانه حسم الامر ، السيد الخوئي في الاجتهاد والتقليد يقول كل من يظن انه يسد هذا الباب عند عالم اذن هو معصوم وليست عصمة في المقام بل حتى فيما هو متواتر الاجتهاد موجود لان قراءة المتواتر الباب فيها مفتوح فكون المادة النقلية متواترة امر وقراءتها امر اخر يجب الا نخلط بين محور المنظومة الثانية مع المنظومة الثالثة وهو العلوم الاجتهادية وهذا خطأ جدا الاية الكريمة تقول قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى وهي واضحة وكانما هي ضرورية الا ان السيد شرف الدين استخرج من كلام الزمخشري قراءة لهذه الاية غفل عنه علماء الفريقين فالقراءة الاجتهادية بابها مفتوح .

فغفل او جهل من يدعي انه هناك حسم نهائي مثلا هناك مجموعة روايات كانت تعد غير معتبرة صدورا لوجود ابراهيم ابن هاشم فيها ولكن بعد كم قرن قرر متأخروا الاعصار انه من الجلالة والوثاق بمكان وذكر هذا في كتاب جامع الرواة وهو في مجلدين واشرف السيد البروجردي على تصحيحه واصر على طباعة هذا الكتاب فهو استطاع ان يصحح صدور وطبقة مئات الروايات وكثير ممن اتى من بعده وتأثر به يعني استدرك على من قبله من العلماء في العلوم الدينية ان ما جعلتموه ضعيفا ليس بضعيف وهذه من روائع مذهب الامامية فالثوابت على حالها لكن باب الاجتهاد مفتوح وهذا لا يزعزع الثوابت وليس تمردا على الثوابت بل هو انصياع اكثر وانقياد اكثر للثوابت .

هذه البحوث في نظرية المعرفة تجري في علم التاريخ والرجال والتفسير والكلام فالضوابط اللي ذكرها الاصوليون هي انها لابد ان لا تخالف الضرورة ولا تكن بلا دليل الشيخ الطوسي في المبسوط يقول من قال بالجزئية الواجبة للشهادة الثالثة استنادا للروايات التي وردت تقول هذا الاجتهاد لم يأثم عليه يعني لم يرتكب معصية علمية في قوانين باب الاجتهاد يعني هو على الموازين ولكن انا رأيي ليس هكذا فمن عمل بهذه الروايات الدالة على وجوب الشهادة الثالثة وانها جزء لم يأثم فلا تخالف الضرورة .

طبعا الضرورة ليست تثبت بادعاء الاعلام وانما انت يجب ان تفحص عن كون هذا شيء ضروري ام لا؟ يعني ربما في تشخيص الضرورة يصير خطأ والعصمة لاهلها الشهيد الثاني في شرح اللمعة توهم ان القول بجزئية الشهادة الثالثة هذا خلاف الضرورة بالعكس كلامه هو غفلة وهو خلاف الضرورة فهو غفل في قراءة عبارة الشيخ الطوسي وقراءة عبارة الشيخ الصدوق والعلامة الحلي هذا كله عبارة عن منطق العلوم الدينية ومنها كتب المقاتل والبحث التاريخي فهذا لولب مهيمن منطقي .

انت لاحظ اصل نهضة سيد الشهداء قطعية ولكن قراءة الاعلام لها ظنية فلا تتذرع بان قيام سيد الشهداء لانه قطعي فقراءته قطعية كلا القراءات شيء اخر القراءات اجتهادية ظنية فكونه قطعي شيء والاستنباط منه شيء اخر والعلماء يقرون بانه الامر هو هكذا كما يقول سيد الانبياء رب حامل فقه الى من هو افقه منه فيبين سيد الانبياء ان مراتب الفقاهة والفهم لا تنتهي وفوق كل ذي علم عليم[1] فهذه تدل على ان المراتب لا تنتهي اذن باب الاجتهاد لا ينتهي وهذا لا ينافي الثوابت .

مثلا هذي المفردة الرجالية لا تقول حسمت يمكن هناك قراءة اخرى لها او مثلا قيل في تعريف النبوة انه مسجل صوت نعوذ بالله هذا كلام باطل الرسول صلى الله عليه واله في استنباط الايات ليس مجتهدا ويفكر بالادلة وهذه العبارة موجودة حتى في مصادر الخاصة وهو امر عجيب نعم النبي عنده قدرة ان يهدي المجتهدين الى العام والخاص لا انه استخراجه للحكم عن طريق الظواهر الامام مهيمن على الظاهر والباطن لا ان علم الامام محبوس كالفقهاء في منصة الظاهر .

احد الفوارق بين المعصوم والفقهاء ان الفقهاء يصلون الى ما وراء الظاهر عن طريق الظواهر فمحجوب عنهم الواقع كما قال سيد الرسل القرآن حبل ممدود يعني ممتد لا ينتهي طرف منه عند الله وطرف عند الناس والطرف اقل من البعض فطرف منه عند الله وطرف منه عند الناس الطرف اقل من البعض هذا التشبيه البليغ من سيد الانبياء لكي يبين ان القرآن علمه غير محدود وغير متناهي فالمقصود اقرأ وارقأ

اذن طريق غير المعصوم الى البواطن عن طريق الظاهر اما المعصوم ليس هكذا وما يعلم تأويله الا الله انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب العالمين مكنون يعني مخفي انه لقرآن مجيد في لوح محفوظ يعني مخفي عن بقية المخلوقات فهذه الطبقات في القرآن طريق العلماء لها يبدأ من الظاهر يترقى شيئا فشيء وسلم ودرجة فدرجة وهذه طريقة الفقهاء والعلماء محدودة بحسب قدرة البشر بينما المعصوم يحيط بالظاهر والباطن فيهديك من الظاهر الى الباطن ومن الباطن الى الظاهر .

هل كما كتب في بعض الكتب الخاصة النبي يفتح الورق القراني ويقرأه؟ نعم المصحف موجود وكتاب الجامعة الذي املاه رسول الله لامير المؤمنين موجود ولكن علم المعصوم ليس عن طريق الحركة من المجهول الى المعلوم لان الذي يستعمل فكره لديه علم محجوب والايمان بحسب الطبقات فذاتها ليست مجهولة نعم الدرجات النازلة ليست بمثابة الدرجات الصاعدة لكن تلك الطبقات متصلة متواصلة مع الطبقات النازلة فهنا فرق اخر بين العمل بالظاهر من قبل الفقهاء مع عمل غير المعصوم .

اذن النبوة ليست مسجل صوت وليست تبليغ اصوات ولا فقط ترجمة معاني بل تبليغ حقيقة القرآن وهو الروح الامري ولا يقتدر اسرافيل ولا جبرائيل ولا ميكائيل ولا عزرائيل على العروج للسماء والنزول الى الارض الا بمدد الروح الامري كما بين اهل البيت في ذيل سورة النحل ان الله عز وجل ينزل الملائكة بالروح ونفس الروح الامري قدرته من اسم الهي فوقي فالروح الامري الذي هو حقيقة القرآن ليس معاني القرآن فالقرآن له الفاظ وله معاني لا متناهية قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي يعني معاني لا متناهية ، الحقيقة للقرآن هو الروح الامري هذي مجموع بيانات ال البيت حول حقيقة القرآن وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان فبين اهل البيت في منظومة سور القرآن ان الروح هو حقيقة القرآن وهذا الروح مغروس في ذات النبي وفي ال النبي بلا انقطاع ومع انهم متعددون ويمكن تصويره بلا تشبيه كالحواسيب الكثيرة تتصل بسرفير واحد فهي من اجهزة مختلفة ولكن فيها جهة مشتركة من دون ان تذوب الهويات في بعضها البعض وهذا مفتوح فقط للنبي واهل بيته ولم يفتح لاحد غيرهم .

فالقرآن له حقيقة وله معاني هذه المعاني عبارة عن انعكاس مفاهيم مهولة عن الحقيقة القرآنية وحتى نقلنا كلام الطبري وهو من علماء العامة عنده تفسير روائي معاصر للكليني يقر بان حقيقة القرآن غيبية وليست عند العلماء ام الكتاب هذه من الامور المعرفية الثقافية الضرورية لفهم اصل النبوة وهي للاسف لم تذكر في كتب الكلام وانما موجودة في روايات اهل البيت والقرآن يعني هناك قصور ونقص .

فالقرآن له حقيقة مهولة وليس هو معاني ولا هو الفاظ الالفاظ هي التنزيل فلاحظ بحث القرآن محور عظيم لمعرفة نبوة سيد الانبياء وامامة البيت وقد اكد القرآن على بيان شؤون القرآن في القرآن لكي يبين من هو سيد الانبياء واوصيائه لان القرآن يشهد بالاوصياء كما في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا يعني وراثة اصطفائية ملكوتية وليست مادية فواضح ان النبي هو الاتي بالقرآن والا لو كان المراد به حروف القرآن لما خصصه بالذين اصطفاهم الله ، لانه حتى الكافر يقرأ حروف القرآن .

اذن هذا توريث اصطفائي خاص كما انه في سورة النحل والشورى يبين اهل البيت ان القرآن حقيقة بعد رسول الله وتراث اصطفائي ملكوتي لاوصياء النبي من اهل بيته عندما نقول السلام عليكم يا اهل بيت النبوة فهم ليسوا انبياء هذا القرآن احد بنوده انه لم يرتفع بعد النبي بل ملكوتيا خزن عند امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين كالسرفر لكل حواسب المعصومين منفتحة عليه من ثم يقال شؤون ائمة اهل البيت اعظم من عيسى وموسى ونوح لان القرآن يصف نفسه انه مهيمن على التوراة والانجيل وكل الانبياء فهذا العلم اورثه الله لاهل البيت واورثه لفاطمة ، اين ابراهيم من فاطمة؟ فاهل البيت بالضرورة موجودين انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت وبالضرورة فيها فاطمة بل كل نصوص القرآن التي ليست لفظ امام واستدل بها الائمة وعلماء الامامية على الامامة كلها فيها فاطمة لان الاستدلال على امامة اهل البيت لا ينحسر ولا ينحصر ويختصر على لفظة امام وانما يعنون بملك وخليفة .

عنوان اهل البيت كما بين اهل البيت في اية التطهير هو محور لا يمسه الا المطهرون وفاطمة ذكرت في الايات اللي استدل بها ائمة اهل البيت والنبي وعلماء الامامية على امامة اهل البيت كاية المباهلة فالامامة بضرورة مذهب ائمة اهل البيت وعلماء الامامية لا ينحصر بعنوان امام وانما خليفة مولى ملك ، اية المباهلة احد ادلة التي استدل بها على امامة اهل البيت بالضرورة فيها فاطمة ورتبتها مقدمة على الحسن والحسين وكذا عنوان القربى وكذلك الفي عندما يقال يصلي عيسى خلف المهدي هذه ليست تعارفات ولامجاملات سيما عند الانبياء والاوصياء لا توجد مجاملات زخرفية النبي موسى يسأل الخضر هل اتبعك؟ قال ان اتبعتني يعني انا متقدم وانت خلفي هذه كلها حقائق وليست مجاملات ان اتبعتني فلا تسألني عن شيء فهذه كلها اداب وحقائق بحاجة الى انضباط صارم قال هذا فراق بيني وبينك فليس النبي يفهم القرآن من خلال اللفظ وانما عنده معاني مهولة لا متناهية وليس مثل الفقيه او المفسر يتسلق من اللفظ الى المعاني .

فانت ايها الباحث لا تناقشني في عبارات المتكلمين نعم نتناقش مع قوالب الوحي اما الكلمات الاخرى لا نعرض عنها ولكن لانكن في انحباس في جهودهم ومن بداية البحث قلنا لكم الاجتهاد مفتوح بل هو العالم لا يستغني عن العلماء فضلا عن غير المجتهد لكن فرق بين هذا وبين ان ينحبس وانما لابد ان ينفتح على الوحي بالعكس مساجلات العلماء تثير الباحث وتعطيه يقظة ان مواد الوحي كيف تعالج الاختلافات؟ اذن القرآن محطة عظيمة لفهم النبوة ولفهم حقيقة ائمة اهل البيت .

اذن عمل للنبي والائمة بالظاهر ليس كعمل الفقيه ومر بنا ان كل امام له دولة الهية لا نتخيل انها محصورة بامير المؤمنين بل نفس امير المؤمنين ليس محصورا بخمسة وعشرين سنة وانه ليس له دولة بل له دولة الدول دولة في الملكوت ودولة في الاجتماع ومن ثم امير المؤمنين لما خذل في السقيفة نفس الامة قامت بتثقيف امير المؤمنين ان تنادي باسمه وشطبوا على مشروع السقيفة فزحزحوا الثالث وفسحوا المجال لامير المؤمنين واننا لا نعترف بمسار السقيفة واخطأنا في ذلك .

كما ان سيد الانبياء اوطئته مشارق الارض ومغاربها يعني دور فعال وخفي ، وباتت العلوم السياسية والاكاديمية تذكرو ان دولة الظل والدولة العميقة هي دول وليست فقط الدولة الرسمية الظاهرة مثلا الله يقول لابراهيم اني جاعلك للناس اماما مع انه لمن تكن دولة ظاهرة لابراهيم لكن في اخر عمره اعطي امامة الارض ما كان يدع الارض وفسادها ولكن بطريقة لا يلتفت اليها ملوك ذلك الزمان والقرآن يقول اني جاعل في الارض خليفة ولم يقل اني جاعل خليفة في الارض وفرق بينهما يعني هو بدنه في الارض ولكن له اكوان اخرى وهذا فرق بين العبارتين .

في علم البلاغة والمعاني اني جاعل في الارض خليفة غير قوله الكائن في الارض جعل خليفة فهو ساكن في بيت في بغداد لكن رئاسته على كل مكان فهو قابع في مدينة معينة لكن رئاسته امر اخر والقرآن يقول مساحة خلافة هذه الخليفة ان تنقاد له جميع ملائكة السماوات فخلافته ارضية وليست بشرية فقط .

قلنا للملائكة اسجدوا وعلم ادم الاسماء كلها فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا قال يا ادم انبئهم باسمائهم اذن مساحة دولة هذا الخليفة ليس فقط الارض بل الملائكة ومن ضمن الملائكة هو رضوان مالك الجنان ومالك خازن النيران فقسيم الجنة والنار اصل قرآني فالقرآن يبين لنا الامامة ما هي؟ وليست تفهم الامامة بكتب علماء الكلام فكل امام له دولة ومرت بنا امس في زين العابدين والهادي ان لهما دول وليس دولة . من ثم هذا من النظرة الهابطة والضيقة ان نقول صاحب العصر والزمان في خفاء هو يدور الدول في الخفاء وليس في العلن هذه كلها قطعيات قرآنية وليست اخبار احاد .

فاهل البيت في دولهم هل يعملون بالظاهر او بالواقع؟ كما قال السيد المرتضى والشيخ جعفر كاشف الغطاء مر بنا ان دولهم عظيمة تعم الملائكة وليست خاصة بالارض لذلك القرآن يقول فعلم ادم الاسماء كلها بهذا العلم الجامع الاسمائي ففضل خليفة الله على ملائكته ويقود الملائكة فهذا ليس بعلم الظاهر .

فاذن مساحة خليفة الله انه يعمل بالعلم اللدني فلا نقصر النظر في دولة الامام او النبي الى مساحة الكرة الارضية وانما كل امام له دولة عميقة ودولة خفية ودولة اجتماعية ودولة فكرية كما ان العلوم الاكاديمية عندهم ان الدول ليست واحدة وانما مجموع المركبات الدولية تصير دولة في البقعة والارض الواحدة فهذه الزعاقات قديمة انه كيف الامام خفي وغائب؟ بالعكس هذا مظهر اعجاز لاهل البيت ان الامام عظيم في ادارته هذا عنصر قوة وليس عنصر ضعف .

فخلافا لما ذكره الاعلام كالسيد المرتضى والشيخ الطوسي او الشيخ جعفر كاشف الغطاء وصاحب الجواهر اصلا باب الامور العامة السياسية العسكرية الامنية الظن ليس فيها حجة فيها حتى في القضاء انما اقضي بينكم بالبيانات والايمان طبعا هذا في النزاعات الفردية اما في الشؤون العامة لا مسوغ للعمل بالظن بل لابد من تحصيل العلم لخطورة هذه الامور كما الان في السير العقلائية في الشؤون الخطيرة لا يكتفون بالظن وانما يعتمدون على تراكم الظنون الى ان تتضح الصورة فهو حصر اضافي شبيه بـ لا يضر الصائم ما صنع اذا اجتنب الاكل والشرب او للمسافر ان يقصر في ثلاث موارد وذكرت مكة والمدينة وقبر الحسين وعكسها ذكر مكة والمدينة ومسجد الكوفة هذه صور متعددة وليست حصر لذلك عند القدماء كل مراقد المعصومين يصلى فيها تماما كما هو فتوى المفيد في المزار وفتوى استاذه ابن قولويه في كامل الزيارات وفتوى علي بن بابويه والشلمغاني وابن الجنيد وفتوى السيد المرتضى واكثر القدماء عندهم ان التخيير بين الاتمام والقصر في كل مراقد المعصومين ففي الامور العامة لا يسوغ حتى لغير المعصوم فضلا عن المعصوم ان يتصدى للظن فلا يجوز ذلك للحاكم ولا للعالم بل حتى يجب على المؤمن الفاسق شرعا ان يقوم بالواجب لان هذه امور عامة لا تترك يعني لو لم يتصدى الفاسق يعاقب كما يعاقب الصالح فيجب عليك ايها الفاسق ان تتصدى لا ان تتركه واذا تركته تعاقب عقوبة اخرى اشد من فسقك ، فيجب ان يقوم بما هو صالح رب صالح يفسق في ادارته ورب فاسق تصلح ادارته .

هذه الامور ذكرها القرآن لان المسؤولية العامة لا تترك فهذه وظيفة غير المعصوم فضلا عن المعصوم فهذه العبارة انه سيد الشهداء عمل بالموازين الظاهرية في عاشوراء مسامحة من اغلب علماء الامامية ، فما دامت هي امور عامة لا مسار للعمل بالظن لغير المعصوم فضلا عن المعصوم كما ان القدماء يقولون لا نعمل بالخبر الصحيح الظني والخبر الاحادي وانما نعمل بالخبر العلمي مقصودهم مجموع القرائن التي تورث العلم العرفي ولو لم يكن عقليا.

 


[1] سورة يوسف الاية ستة وسبعون.
logo