« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/02/23

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (78)

الموضوع: اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (78)

 

لا زلنا في هذا النموذج من بحث اعتبار كتب المقاتل بما هي مصادر تاريخية وهذه القواعد كما مر بنا قسم منها مرتبط بنصوص التاريخ وكيفية قراءتها وقسم منها مرتبط باعتبار او توثيق الصدور لتلك النصوص والمصادر فالقواعد على قسمين لا سيما البحث في واقعة الطف فمن القواعد المرتبطة بنصوص التاريخ هذه القاعدة ان العلوم التي قررت وهي المنظومة الثالثة من معارف الدين حيث المنظومة الاولى التي هي مخزونة ملكوتية عند اهل البيت فهم خزنوا كل وحي النبوة الذي نزل على سيد الانبياء ولم يتفرط منه شيء فهم خزنة الوحي فليسوا انبياء ولكن اعظم من الانبياء لانهم خزنوا وحي خاتم النبيين وهذا هو الفارق العظيم بين اهل البيت والنبي نوح وعيسى وموسى فضلا عن بقية الانبياء فهم خزان الوحي لسيد الانبياء هذا الوحي الملكوتي لم يفرط فيه في شيء مثل قوله ما فرطنا في الكتاب من شيء.

المنظومة الثانية هي المنظومة النقلية والمنظومة الثالثة هي العلوم الاجتهادية للعلوم الدينية طبعا هناك منظومة رابعة وهي منظومة الادراكات الوجدانية فضلا عن منظومة العقل النظري والتي هي منظومة خامسة فهناك خمس منظومات في المعارف الدينية وهذا بحث حساس في كل العلوم الدينية طبعا المنظومة الرابعة هي الادراك الوجداني سواء نسميه مكاشفات او وجدان او حجية الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها احد طبقات طبقات الروح والقلب ومنظومة العقل النظري هي المنظومة الخامسة .

نحن كنا في قراءة المتن التاريخي سواء قراءة سيرة المعصوم القطعية او كلام المعصوم القطعي المتواتر او السيرة الظنية قراءتها بالمنظومة الثالثة وهو العلوم الاجتهادية هذه القراءة لا يمكن حصرها بما قد انجز من استنتاجات طيلة الف سنة لان مسيرة الاجتهاد والتفقه في الدين مفتوح ونموذجا على ذلك هو نهضة سيدة الشهداء هذه الحادثة العظيمة الالهية اختلف العلماء في قراءتها واطلعت على بعض كلمات العامة فوجدتهم في حيص وبيص في تفسير نهضة سيد الشهداء كما ان الخاصة لديهم حيرة في تصوير وتخريج نهضة سيد الشهداء فكلا الفريقين محتارين في الامر لا سيما هو سبط النبي وامتداد جده وبالتالي غير النواصب من المسلمين يحتجون بفعل سيد الشهداء فتخريجه ليس بالشيء السهل .

نحن كنا في التخريج الذي ذكره السيد المرتضى والشيخ الطوسي والشيخ جعفر كاشف الغطاء وصاحب الجواهر هذا التوجيه الذي يفسر نهضة سيد الشهداء ان الامام يعمل بالموازين الظاهرية الظنية ومر بنا امس ان هذا من المعصوم لا يسمى اجتهادا فان هذا خطأ وقع فيه علماء العامة فظنوا ان النبي عندما يقول اقضي بينكم بالبينات والايمان فهذا اجتهاد منه فالنبي يخطئ ويصيب وهذا تفسير خاطئ لعمل النبي او اهل البيت الذين شهد القرآن بعصمتهم فعملهم بالظنون ليس من سنخ الاجتهاد والاستنباط الظني فحكم رسول الله ليس ظنيا انما اقضى بالبينات بمعنى هو ليس ظني كما يقول العلامة الحلي انه ظنية الطريق لا ينافي قطعية الحكم فالاجتهاد هو غالبا ظنية الطريق وظنية الحكم عند المجتهدين فالظن الذي يعمل به المعصوم هو امر الهي هذا امر قطعي وليس ظنيا بينما الفقيه يعمل بالظن وكثيرا ما استنادا لامر ظني فهو ظن في ظن اما المعصوم ليس ظنا في ظن وانما ظن بامر قطعي وهذا الذي مر بنا شرحه في الجلسة السابقة ان نفس بنيان الاحكام الظاهرية هو من تشريعات الشارع وهو امر واقعي وليس ظاهري نعم كثيرا ما العلماء لا يصلون الى قطعية الدليل .

هناك تعبير يذكره الاصوليون ومنهم السيد الخوئي ان الظن لا يمكن ينتهي الى الظن ولو بوسائط وانما لابد ان ينتهي الى القطع افترض حجية خبر الثقة دليله ظني فهذا الظن الثاني الذي اوصل الفقيه او المجتهد الى حجية اعتبار خبر الواحد الثقة هذا الظن وليكن اعتباره من ظن ثالث نذهب للظن الثالث اعتباره من اين؟ لا يمكن ان ينتهي الى ظن لابد ان تدل عليه الادلة اليقينية يعني حجية ذاتية هذا الاشتباه اللي صار عند الحداثويين او السفسطيين الجدد قالوا كله ظن في ظن كلا الظن لا بد ان تنتهي الى اليقين .

فهذا بالنسبة الى الفقهاء يمكن ان يتصور ان هناك سلسلة وسائط للظنون الى ان تصل الى اليقين لكن بالنسبة الى سيد الرسل او الائمة الظن محال وانما هو اعتبار قطعي مباشرة بالوحي فليس يقين حسي وانما يقين وحياني فاولا لا توجد سلسلة ووسائط وانما بالمباشرة وهو وحي فهذا فرق سادس بين المعصوم عن الفقيه فالان عندما قضى رسول الله بالبينات والايمان مع ان البينة قد تخطئ وتصيب فالعدلان قد يشتبهان ويكذبان فالعمل بالبيانات ليست يقينية لكن الله امر النبي وحيانيا بيقين وحياني ان يعمل في القضاء بالبينة والايمان .

عندنا روايات ان النبي داود اراد ان لا يقضي بالبينات والايمان وانما يقضي بعلم من الله فالباري تعالى قال له يصعب عليك ذلك والناس لا تتحمل فهو اصر وقضى مدة بالعلم الى انه استغاث بالله وطعنه بنو اسرائيل قالوا انت تنحاز فالظن هو كالمرآة الكاشف والمرآة والمكشوف شيء اخر ولكن الواضع للمرآة من؟ فهناك زوايا عديدة في الظن عند المعصوم اعتباره محال ان يكون بالظن وانما اعتباره بالوحي بينما الفقيه يمكن ان يعتمد على الظن ولكن تنتهي السلسلة الى اليقين ولكنه ليس يقينا وحيانا وانما يقين حسي.

فهناك اختلاف في الحكم الظاهري عند المعصوم والفقيه وحار فيها علماء الاصول كالفخر الرازي في كتاب المحصل في الاصول والغزالي في المستصفى اشتبهوا فكروا ان عمل المعصوم والنبي يعني اجتهاد ظني كلا عمل النبي بالظنون هو بامر وحياني وليس بالظن وبالاستنباط الظني ولكن هذا المأمور به قد يخطئ ويصيب لا ان النبي يخطئ ويصيب ، النبي يصيب دائما ولكن باعتبار ان حكم النبي مأمور به وحيانيا ان يعمل بالبينة فالبينة قد تخطئ وتصيب الذي يحلف يمين قد يحلف يمين الغموس الكاذبة اذن بين المعصوم والفقيه فوارق الى ما شاء الله ومن الخطأ ان نسمي عمل النبي واوصيائه بالاجتهاد وحتى بعض الامامية وقعوا في هذا الخطأ .

النبي يعلم بان هنا موضع البينة وموضع اليمين وموضع قاعدة الفراش لا انه عنده التباس بين الظنون نعم الفقيه يلتبس عليه الامر بخلاف المعصوم لا تنظيرا ولا تطبيقا فاذن عمل المعصوم بالظنون ليس اجتهاد لان الامر وحياني في العمل بهذا الظن تنظيرا وتطبيقا فهذا ليس اجتهاد هذا وحي كما تجد القرآن الكريم في موارد يأمر بالعمل بالشهادات فيما اذا تنازع الزوجان فهذا ليس اجتهاد من النبي فعمل النبي في نزاع الزوجين في الولد او في قذف المراة من الزوج ليس اجتهادا لذلك سيد الانبياء واوصياؤه الكرام من اهل البيت ليس لديهم اجتهاد انما فعلهم بالوحي حتى عندما يعملون بالظن هو وحي فالعمل بالظن بامر وحياني فليس هناك اجتهاد ظني للنبي ولاوصيائه نعم الفقيه يحتاج الى سلسلات ظنية وقد يشخص قاعدة وهي محكومة بقاعدة مقدمة عليها .

كثيرا ما ينقض الفقهاء على بعضهم البعض بانه يشخص اصل عملي معين وليس مورده هذا ، فيمكن ان يشتبه الفقيه في اصل الظنون او كيف يوازن بين ظنون متعددة؟ بينما المعصوم حتى الموازنة عنده وحيانية وليست فكرية ، نعم البعض يقول يعني المعصوم لا يعمل بفكره ابدا وهل كله وحي ؟ سيأتي البحث فيه .

من ثم الفلاسفة الشيعة وغيرهم يعبرون عن سيد الانبياء بالعقل الكلي لا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق فاذن تشخيص المعصوم للاحكام الشرعية حتى لو كانت ظنية لكن تشخيص المعصوم ليس بظني انت لاحظ ما يدور بين عبد الله بن عباس وسيد الشهداء وكذلك بين عبدالله بن عمر ومحمد بن الحنفية وعبدالله بن جعفر وسيد الشهداء ، نفس النقاش يدور بين النبي والصحابة او بين امير المؤمن وحواريه بتعبير الشيخ المفيد وشاورهم في الامر ليس معناه ان النبي يفتقر الى توجيه اصحابه وذكر الشيخ المفيد اربع توجيهات لهذه الاية وذكر جملة من توجيهات الشيخ المفيد الطبرسي في مجمع البيان يعني هو امر وحياني من الله للنبي ان يشاور الاخرين .

يقول الشيخ مفيد فلسفتها انه مع افتقارهم المعلومات لكن النبي كي يربيهم على التفاعل في تحمل المسئولية العامة ولا يبقون متخاذلين متفردين نائيين بانفسهم وانما يقحمهم في المسؤولية العامة فشاورهم في الامر يعني احرجهم وورطهم واقحمهم كذلك اليوم البعض يقول ليس هناك امل في هذا الفساد الكبير فهل انت تتفرج وتنأى بنفسك هذا عين الفسق وليس تقوى بحسب فتاوى كل فقهاء الشيعة اذا عندك قدرة ولو بقدر رأس ابرة اذا تنأى بقدرتك عن الاصلاح هذا اكبر فسق وسنسائل عنه في القبر اول ما نسائل في القبر من ربك؟ ليس المقصود فقط وجود الرب وانما من هو وليك؟ فالرب ليس تجريدا وانما هو مشرع انت لاحظ الشهادة الثانية قبل ان تكون شهادة للرسول بالرسالة حقيقتها ترجع الى الشهادة بالربوبية فهو خطاب لله وليس للرسول انما وليكم الله ورسوله فالشهادة الثانية راجعة للشهادة الاولى وليس الشهادة الاولى فقط وجود تنظيري لله الاله الذي يده مغلولة هذا ليس باله فيجب ان نؤمن بوجود الله وانه مهيمن وحاكم ومسيطر ومشر

فالشهادة الثانية ترجع للشهادة الاولى وهي بعد اخر في الاولى ومخاطب به الله والشهادة الثالثة قبل ان تكون المخاطب بها امير المؤمنين المخاطب بها ولاية الله فلا يسوغ للمسلم ان يؤمن بوجود الله ولكن يقول هو معزول عن الولاية والصلاحيات وان الصلاحيات بيد البشر .

في الحديث القدسي الذي رواه الامام الرضا كلمة لا اله الا الله حصني يعني الشهادة الاولى والشهادة الاولى هي متضمنة للشهادة الثانية والثالثة فانا في الشهادة الثانية والثالثة اخاطب الله وتشريع من تشريعات الله فلا يمكن ان تقول الشهادة الثالثة كلام ادمي واخاطب به سيد الاوصياء انا في الشهادة الثالثة اخاطب الله انه اقر لك يا رب انك ولي وانك مشرع وانك بعثت سيد الانبياء ليوصل تشريعك وانك نصبت عليا فالاقرار الاول في الاسلام هو لله وبتبعه نقر للرسول وبتبعه نقر لامير المؤمنين .

فالشهادة الاولى اذا لا تضمنها الولاية فليست شهادة اولى وانما هي شهادة الصابئي او العلمانيين فالشهادة ان الله ليس ولي وليس حاكما هذه ليست اسلام حقيقي وانما الاسلام الحقيقي ان الله هو موجود انه حاكم مشرع وانه ولي فالله ليس بمعزل عن خلقه لذلك الشهادة الاولى متضمنة لثلاث شهادات وكذلك الشهادة الثانية والشهادة الثالثة انما وليكم الله ورسوله فالرسول هو ولي وليس ساعي بريد فالذي يقول حسبنا كتاب الله لا يقبل ان النبي اولى منه بل ولا ولي وانما هو مجرد مبلغ فانت لم تفهم الشهادة الثانية فاذا كانت الشهادة الثانية والاولى ممسوخة فماذا بقي في الدين؟ فليس الرسول فقط مبلغ فحقيقة الشهادة الثالثة انه لا نجعلها خواء .

فرق توحيد الفلاسفة عن الانبياء وهذا انه انه تنظير فقط اما اذا تشرب الخمر وتنفرد فالفلاس فلا يشكلون عليك المهم ان تفكر بخلاف الانبياء التوحيد ليس فكر انت في ارتباط مع الله دائما ان لم تكن تراه فانه يراك وحتى هناك فرق بين توحيد المتكلمين وتوحيد الانبياء حيث توحيد المتكلمين جاف .

انت لاحظ البيان العقلي في الايات والروايات الله ولي الذين امنوا كما في اية الكرسي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله والطاغوت لم يستخدم في القرآن الا في حكام الجور فعندما يقول لا اله يعني لا حكام جور وليس الحاكم العادل الا من وضعه الله، فمن يكفر بالطاغوت من حكام البشر ويتركهم ويؤمن بخليفة الله فكلمة لا اله الا الله يعني لا حاكم بشري الا ولي الله فتفسر بالشهادة الثالثة فاية الكرسي هي نص اية الغدير .

اذن الشهادة الاولى متضمنة للشهادة الثالثة وبدونها ليس هناك شهادة اولى وانما هذا توحيد فلسفي مجمد مسرطن اذن الفرق بين عمل المعصوم بالظن مع عمل الفقيه شاسع امر الله للمعصوم امر وحياني بينما الفقيه يعمل بالظن بامر ظني اخر الى ان يصل الى اليقين والقطع الحسي فصح ما قاله علماء الامامية ان المعصوم لا يجتهد لان الذي يفكر هو جاهل يجب ان يفكر ويتحرك من المجهول الى المعلوم بينما الوحي ليس مجهول اللي يحتاج الى الفكر لديه حجاب فهو لا يدري ولا يعلم انه لا يدري وهذه ليست عاطفة هذه معادلات .

اذن هناك فوارق كبيرة بين المعصوم وغيره هناك مقامين مهمين لابد ان ننقحهما انه عمل المعصوم في دولته هو بالظنون والمقصود من الدولة ليست فقط البيعة كما بويع الامام الحسن او ابوه امير المؤمنين او كما بايع اهل الشام والكوفة الامام الحسين فالمراد من دولة معصوم ليس خصوص الدولة الظاهرية كما كانت لامير المؤمنين والحسن وانما المقصود الدولة الالهية وهذه لها اشكال وانوا

الاخوة الزوار عندما يزورون العسكريين ليقرؤوا زياراته هناك تعبير بالدولة ، فامامته عبر عنها في الزيارة انها دولة وهي الدولة الالهية وليست الدولة الظاهرية فكل معصوم يدير دول لكنه اياديه مسيطرة وهذا للاسف في علم الكلام الشيعي لم يبلور كثيرا كما ورد ذلك في الصلوات على المعصومين في مصباح المتهجد بحسب الايام ونحن بين قوسين ذكرنا كرارا للعتبات المقدسة انه لتجعل وتجمع الزيارات في كتاب واحد فان هذا من ادنى حقوق الامام ان تكون هناك كتب فقط في الزيارات الخاصة غير العامة .

مثلا هناك كتاب نبراس الفائزين ورد فيه ثلاثين زيارة لامير المؤمنين و ورد في كل زيارات المعصومين في ايام الاسبوع ورد في وصف الامام زين العابدين بدولته يعني فترة دولته الالهية وهذا بحث لم يبلوره علماء الكلام لكن المحدثين منهم الى حد ما بلوروه انه كل امام له دولة ودول سواء اجتماعية امنية خفية دولة ظل دولة الدول الان العلوم الاكاديمية السياسية عرفوا انه دولة الدول كلها كان يديرها ائمة اهل البيت في فترة امامتهم هذا معنى القائم بالامر فالامام في دولته هل يعمل بالظن؟ وهذا ليس فقط دولة الظهور ، لان صاحب العصر والزمان له الف سنة دولة فهناك دولة خفية دولة سرية عند صاحب العصر والزمان له دولة لا يعلم بها الخضر ولا ادريس ولا قطعا الخضر يتشوق للاطلاع على تلك الطبقة لانه من عقيدة المسلمين ان النبي ادريس وهو اخنوخ جد النبي عمره اطول من نوح وهو حي يرزق وهو من وزراء الامام الثاني عشر حتى دولة الامام الثاني عشر هي طبقات وكل امام له دولة الهية .

فهذا السؤال هنا نطرحه هكذا ان كل امام في دولته في اي مساحة يعمل بالظن في الشؤون العامة وسنبين انه ما قاله الشيخ جعفر كاشف الغطاء وصاحب الجواهر غير صحيح .

 

الاسئلة والاجوبة :

طبعا المعصوم لا يعمل الخطأ واعوذ بالله من هذا الكلام فالمعصوم لا يخطأ وانما البينة تخطأ واليمين يخطأ وهذا الاشتباه الذي يحصل عند الاعلام ولذلك قال النبي انما اقضي بينكم بالبينات والايمان ولعل اقضي لبعضكم بقطعة ارض وهي لا تكون له وياتي يوم القيامة وهي قطعة نار في رقبته يعني الميزان الظاهري الذي امرت بالعمل به هذا لا يبرئ ذمتكم وتبقى مسؤولية الواقع على حاله باعتبار ان الله يأمره ان لا يعمل بالواقع لان الناس لا تتحمل الواق

نعم في دول الرجعة سيكون للناس قابلية ان تعمل بالواقع كما ورد لو تكاشفتم ما تدافنتم فالواقع لاينجرع فاذا كان هناك خطأ فهو يرجع الى الظن والى الميزان الظاهري وليس للمعصوم فامر النبي ان يعمل بالموازنة الظنية لكن لاانه اخطأ في العمل بهذا الميزان فالميزان الظني اخطأ لاان المعصوم اخطأ نعم هي بالنسبة للفقيه حجة ولكن ظنية ولكن بالنسبة المعصوم ليست حجية ظنية وانما حجة وحيانية فمستند عمل النبي بالبينة الوحي وليس الاستظهار فكيف النبي يقرأ القرآن ويفكر؟ الذي يفكر هذا عنده مجهول ورد انهم يتدبرون في القرآن لكن ليس بمعنى المجهول .

سؤال :

الفصل بين الشهادات الثلاث اذا فصلنا بين الاولى دون الثانية او الثالثة ؟

الجواب :

اذن جعلنا الشهادة الاولى خاوية عن الولاية هذه ليست شهادة اولى وانما نفسها باطلة ولم نتشهد لله ، انت اذا تشهدت بالله وبالشهادة الاولى خاوية عن معنى الولاية فانت لم تتشهد بالشهادة الاولى وانما حالك كحال اهل الذمة فاله الاسلام هو الله ولي الذين امنوا انما وليكم الله وكذلك الشهادة الثانية اذا تشهدت بها ولم تقل ان الرسول هو اولى بالمؤمنين من انفسهم فانت لم تؤمن به ولذلك يقول القرآن فلا وربك لا يؤمنون وهذا قسم بالله حتى يحكموك فيما شجر بينهم .

البعض يقول بان صلاحية الرسول للحكم اتت من انتخاب اهل المدينة له وهذا موجود حتى في الوسط الداخلي يعني الرسول فقط مبلغ وليس وليا اقول الرسول الذي تؤمن بي فقط انه مبلغ وليس رسول هذا ليس برسول القرآن يقول انما وليكم الله ورسوله فالشهادة الثانية لا يمكن ان تسلبها عن الولاية والا تكون خاوية فانما وليكم الله ورسوله هي شهادات ثلاث .

شيء اخر نذكره هنا انه اذا امنت بانه مبلغ فهو باي معنى؟ هل بمعنى انه يحفظ الاصوات اما المعاني فلا ؟ بل البعض يقول ان الرسول مسجل صوت مع ان التعبير وارد في القرآن لتبين للناس وكذلك ورد فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم انا علينا بيانه ولذلك البعض قال حسبنا كتاب الله يعني المعاني نحن نفهمها ولا نحتاج الى الرسول وهذا الاستدلال موجود في تفسير القرآن بالقرآن انه لا نحتاج للرسول والله يقول في سورة النحل بل مضمونه في عدة سور وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون فلا يمكن ان تعمل بالقرآن من دون الرسول لا بد ان تلتزم بتفسيره فلا يمكن ان تقول حسبنا كتاب الله نعم يمكن ان تستعين بقرائن في القرآن مع بيان النبي لا ان تقول لا نحتاج للنبي او تقول نحتاجه في بداية الطريق فقط هذا كلام من لايعرف النبي من خلال القرآن وانما عرفه من خلال كلمات المتكلمين فيجب ان نجعل قوالب المعارف من الوحي لا نتاج البشر نعم نستعين بالعلماء لكن نقف على القوالب الوحيانية .

انت لاحظ قل الله ولي وليس فقط ذات جامدة ففي قوله ان علينا بيانه يعني النبي مبين لكل الوحي وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم البعض يقولون الواو منفصلة استئنافية ولكن القرآن يقول لتبين للناس وليست واو منفصلة فهنا اخلص معنا الولاية من الشهادة الثانية وكذلك من الشهادة الاولى ولم يبق منهما شيء بل الافظع منه ان نخلص الشهادتين بان النبي مسجل صوت وليس مبلغ للمعاني ان الحقيقة الثابتة في القرآن ان النبي ليس دوره فقط هو مسجل صوت وليس مبلغ للألفاظ والأصوات وانما يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة يعني هو معلم فلا يمكن ان تقول انا احتاج للنبي فقط في بداية الطريق اما في الوسط لا احتاجه هذا لا يمكن فانا احتاجه في البداية والنهاية وهو قطرة من محيط علم النبي فالنبي هو مزكي وهذا ورد في الشهادة الثانية وتزكية النبي للارواح والانفس هي ولاية ملكوتية فهي ليست جبر ولكن ليست فقط ولاية مادية .

من الخطأ ان نقول الولاية مقابل النبوة النبوة مطوية فيها الولاية وليست ولاية الحكم الظاهري وانما ولاية الملكوت ايضا مر بنا ان للائمة دول احداها دولة الملكوت وليست تكوينية بمعنى جبرية احد اوصاف النبي كما ورد في زيارته المطاع في ملكوته فاشد من هو مطاع في ملكوت الانبياء هو سيد الانبياء فاذن دولة النبي طبقات وكذلك دولة الائمة فليس الشهادة الثانية معناها انها مسجل صوت وساعي بريد وانما ولي وحتى الولي تبليغه ليس بالالفاظ وليس فقط المعاني وانما هناك زيادة .

هل نتصور ان النبي يربي جبرائيل؟ نعم هذه حقيقة في المعراج تجد جبرئيل يستعطي العلم من النبي فالمعلم الحقيقي هو النبي وهو المخاطب بالقرآن والملائكة المقربون دينيون نعم ليس لهم شريعة كشريعتنا لكنهم متدينون موحدون بل حتى الكرسي يخاطب بالقرآن والجن والنار والملائكة المقربين فمن المعلم والمربي لهؤلاء؟ لذلك ورد في روايات الفريقين ان نور النبي الذي قبل العرش هذا النور هو مربي لما دونه من المخلوقات ولذلك ورد في الروايات ان جبرائيل وميكائيل واسرافيل لما اتوا بمصحف فاطمة من قبل الله وقبل رسوله على فاطمة وهي تصلي في المحراب انتظروا الى ان تكمل كل نوافلها وتعقيباتها ثم قدموا لها ، فهم من وقوفها يتعلمون كيف كان ذكر فاطمة .

ورد في الروايات انه من ذكر فاطمة ومناجاتها مع الله تتعلم الملائكة كيف تناجي الله فيتباهى الله بامته فاطمة على الملائكة انه تعلموا واقتدوا بفاطمة كما ورد في اصول الكافي فرض الله ولاية فاطمة على الملائكة المقربين والانبياء ففرض الولاية يعني انهم يقتدون بها فالرسول ليس مجرد مبلغ الفاظ واصوات هذه الرواسب الناقصة الموجودة في علم الكلام تبقى في اذهاننا فالنبي ليس فقط يبلغ معانيه بل هو المربي للملائكة المقربين والمربي لنا ولغيرنا والمربي يحتاج الى قدرة ملكوتية يعني نفس هذا الروح الامري في سورة الشورى غرز في ذات النبي لاحظ النبي يعلم حسان عندما يخطو خطوة مستقيمة يقول له نطق رح القدس على لسانك والاخير هو مغروس في ذات النبي . وهناك روايات موجودة انه لا يقول شاعر بيتا في مدح اهل البيت الا وينطق روح القدس على لسانه اذن النبي يبلغ النور والحقائق وليس فقط المعاني وهناك تعبير لطيف للسيد الطباطبائي قال الامام قائد لقافلة الارواح الى الكمالات الالهية وهذا التعبير مقتبس من الايات والروايات.

logo