47/02/13
اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (75)
الموضوع: اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (75)
كنا في هذه المحطة ان فقهاء الامامية تعددت ارائهم وانظارهم في تفسير نهضة سيد الشهداء هل هي من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او من باب الجهاد الدفاعي او من باب وجوب اقامة الحكومة الالهية او من باب قتال البغاة الامويين او الوجوه الاخرى ؟
وقلنا ان قراءة سيرة المعصوم القطعية كنهضة سيد الشهداء مع انها قطعية الا ان الاعلام تعددت واختلفت قراءتهم وتفسيراتهم في ذلك بانها على ضوء اي قاعدة ؟مع انهم لا يحصرون القراءة بما فهموه ولعل هناك وجوه اخرى ومر بنا ان هذه القواعد تطالب بالمزيد من التفسيرات الاجتهادية للسيرة القطعية للمعصوم ولسيد الشهداء وهذا لا يعني ان تلك الوجوه ليست في نفسها تامة او ليست مستقلة وانها منوطة بالوجوه الاخرى كلا هي في نفسها تامة مثلا باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على حاله وكذلك قاعدة الجهاد الدفاعي ثابتة ولكن الكل يريد المزيد .
هذه الجنبة الخفية في فعل المعصوم او قوله تحتاج الى المزيد من المسيرة العلمية الاجتهادية في العلوم الدينية كي يقرأ بالظنون المعتبرة او بالعلم الالهي سيما التدبيرات السياسية التي هي منعطف في ادوار الامام يعني ذروة دور الامام مثل نهضة سيد الشهداء يوم عاشوراء فهل في الفعل الذروي والقمة في حياة المعصوم هل مواقفه مبنية على العلم الالهي اللدني؟ او على الظنون المعتبرة البشرية ؟فجماعة من الفقهاء فسروا نهضة سيد الشهداء على الظنون المعتبرة ولااقل في جملة من مراحل نهضة الامام كهجرته من مكة الى المدينة ومن المدينة الى كربلاء .
نعم يوم عاشوراء هوبحث اخر لاسيما في المقاطع الاخيرة هذا لا يخرج بالظنون المعتبرة لكن استجاب سيد الشهداء لنداءات وكتب اهل الكوفة والشام الذين قطنوا الكوفة وهذا لا يستبعد لانه ابوذر في الشام زرع بذرة التشيع والى يومنا هذا تجد الاكثرية في الشام كسوريا ولبنان ليست سلفية ولا اموية النزعة وكل ما يقال في هذا المجال هو تهريج بل الاكثرية هم اهل السنة والصوفية محبين لاهل البيت فضلا عما جرى من ادوار متعددة على حلب ودمشق من الجو العام .
هؤلاء الذين اتوا لنصرة علي ع هم بعدد الاصابع الذين يعتقدون بان امامته وخلافته بنص من الله ورسوله لا ببيعة من الناس لان البعض عندهم شرعية الخلافة تكون ببيعة الناس فلاحظ هذه الكثرة الموجودة لنصرة امير المؤمنين مع انها ليست بوعي وببصيرة لكن مع ذلك امير المؤمنين يقول لولا قيام الحجة بوجود الناصر لالقيت حبلها على غاربها فكأنما هذا البيان من الامام يلزم حتى بهذه المقادير من النصرة فلذلك جملة من العلماء فسروا نهضة سيد الشهداء بهذا اللحاظ .
ولكن مر بنا ان هذا التوجيه كيف يمكن تفسيره مع وجود نفس الشرائط مع باقي الائمة كالسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والعسكري لم نشهد منهم تلبية لطلب النهضة ضد الحكام كما ان الامام الحسن تصدى للخلافة مع ان الذين بايعوه من الانصار والمهاجرين سواء من شهد الغدير وقامت الحجة عليه او من لم يشهده ربما يرى ان البيعة هي التي تعطي الشرعية للامام الحسن فهذا التوجيه ذكره جملة من العلماء في نهضة سيد الشهداء انه لابد عليه شرعا ودينا ان يستجيب لنداءاتهم لانهم استغاثوه بانه ليس لنا راعي ووالي فبالتالي حماية من الظلم الاموي والعربدة الاموية لابد ان يستجيب و احد موارد الاستغاثة هي استغاثة الامة بتصدي المعصوم لقيادتها وتدبيرها كما عندنا في الادعية والتوسلات الغوث الغوث وهو اعظم غوث ان يستغاث بصاحب الزمان كي يقوم بكشف الغمة عن الامة .
فهنا يقع الكلام عند علماء الفقه والكلام ان السيرة القطعية للمعصوم كيف يمكن تفسيرها؟ وهي محيرة للعقول المعقدة وخاصة السيرة التي هي لولب دور الامام المعصوم طبعا حتى الذين كانوا يعيشون مع النبي وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة ايضا عندهم هذه البلبلة لا ريب ان قسما من افعال المعصوم تقوم على الموازين الظاهرية كما قال سيد الانبياء انما اقضي بينكم بالبينات والايمان كما انا شخصيا استظهر من هذا الحديث المتواتر النبوي انه يكون في النزاعات الفردية لا في النزاعات العامة السياسية وانما يكون ما اوضحه امير المؤمنين في اقضيته وهو توضيح لسنة النبي يعني فيها تفصيل فالقضاء بالبينات والايمان هذه قد تخطئ وقد تصيب .
امير المؤمنين في خلافته في تنصيب الولاة هل يتعامل بالموازين الظاهرية او بالعلم الالهي او هناك تفصيل ؟احد ادلة امامة وقيادة الامام انه اعلم واكثر حكمة ولا يقاس بحكمته احد هذه الادلة التي استدل بها في القرآن هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون او افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى واستدلال القرآن هو عقلي يعني ان الامام تكون قيادته وتدبيره للشؤون العامة والدينية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية والادارية افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع هل هو دائما او في تفصيل؟
انه في موارد يذكر القرآن لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير فكيف نجمع هذه المنظومة؟ وكيف تترتب؟ فهنا تجد الحيرة لدى المفسرين والمتكلمين والفقهاء في جمع هذه الضوابط وهذه هي العقدة والصعوبة في قراءة وفهم المعصوم موجودة .
مثلا الباري تعالى يخاطب النبي يقول انما انا بشر مثلكم فالخطاب لمن؟ فالجنبة البشرية جنبه ولكن هناك جنبات اخرى انه يوحى اليه ما لهذا الرسول يأكل ويمشي في الاسواق لولا ارسل معه ملك قل لو ارسلنا ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون فحتى لو نريد ان نبعث لكم ملكا لا يمكن ان نبعثه بصورته الملكية لانه ليس بامكانكم ان تتواصلون معه لابد ان الطبيعة البشرية تكون كلباس يعني لو جعلنا النبي ملكا لجعلناه رجلا يعني هذه الاية تدل على انه جنبة الملائكية موجودة وكذلك الجنبة البشرية موجودة لذلك المجلسي وغيره من الاعلام يقولون هذه الاية الكريمة تبين ان احدى طبقات النبي بانه ملك كما ورد في شأن فاطمة هي حوراء انسية يعني مع انها انسية لكنها حورية .
ام سلمة تقول في وصف فاطمة ردا على ابي بكر عندما نازعها فدكا : او يقال هذا لفاطمة وهي الحورية الانسية المترددة بين الناس؟ ففاطمة طبقة منها حورية وطبقة انسية وهي ليست كبقية البشر فالانبياء طبقة منهم ملائكية وطبقة بشرية فلماذا تكون هناك الجنبة البشرية ؟ انه لكي يكون هناك تماس وتواصل بين البشر وبين من بعث نبيا والا البشر لايمكنهم التواصل مع الملك فالقرآن يشرح ذات النبي في صور عديدة اعظم شرح لحقيقة سيد الانبياء هو القرآن وليس هو علماء الكلام وهذا بحث طويل تعرضنا له في بحوث كثيرة .
مثلا احد حقائق النبي هو وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا الموحي هو الله والموحى اليه هو النبي واما وسيلة الوحي مسكوت عنها مثلا يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك الموحى اليه امر الله النبي بان يبلغ ولاية علي عليه السلام فهنا وكذلك اوحينا اليك ماذا اوحي؟ هل امرا او زجرا؟ ما الذي اوحاه الله للنبي؟ الموحى هو الروح هذا الروح هو شيء اعطي للنبي هذا ليست وسيلة الوحي وانما وسيلة الوحي شيء اخر لم تذكر في الاية فنفس الروح لامري اعطيه النبي الروح الامري في سور عديدة بينها ائمة اهل البيت انه وصف مهول جدا هذه احد الاشياء التي اعطيت للنبي وغرزت في ذاته فالنبي بحسب القرآن ذاته شيء مهول واذا اردنا ان نستقصي الايات التي بينها اهل البيت في توضيح حقيقة النبي نجد الشيء المهول .
مثلا القران الكريم يقول لسيد الانبياء ما كنت بجانب الغربي ما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم لان النبي لم يولد بعد فكونه البدني لم يوجد اما في المورد الاخرى القرآن يقول ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس يعني بذلك اهل البيت والمراد من الناس هو جميع الناس من الاولين والاخرين فهذا اي حضور؟ يوم نبعث من كل امة شهيدا عليهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فهو شاهد على جميع النبيين فهو ليس الشهيد ببدنه الشريف وانما بروحه فالقرآن يبين لنا ان ذات النبي طبقات فسيد الانبياء وظيفته هل بحسب نوره او ملائكيته او الروح الامري او بحسب بدنه الشريف؟ هنا يحتار العلماء وهذا ليس فقط في سيد الانبياء وانما في سيد الاوصياء وفاطمة والحسن والحسين والتسعة من ذرية الحسين بل الذين عاشوا مع النبي ايضا محتارين في ذلك .
مشكلة الغلاة انهم فقط ينظرون الى نور النبي ولا ينظرون الى شؤونه البشرية وهذا خطأ كما ان المقصرة في معرفة اهل البيت ينظرون فقط ينظرون للجنبة البشرية بل البعض من المتكلمين يفسر الوحي على انه ارتباط متصل اما الروح الامري المهول الذي يبلع جبرائيل وميكائيل والسماوات حسب نص القرآن والذي غرز في ذات النبي هذا اي وحي كما يقول امير المؤمنين في حديث الزنديق في كتاب الاحتجاج للطبرسي ان ترجل علماء الامة في فهم النبي والوحي لاجل انهم لا يعرفون انواع الوحي المذكورة في القرآن وليس بامكانهم ان يستقصوها فكثير من المتكلمين يفرضون الوحي معاني صوتية ومعاني ومعلومات اما انه جوهر ملكوتي مهول فتصوره صعب عليهم .
فاذن بحسب شؤون سيد الانبياء وشؤون اوصيائه من اهل بيته هذه الشؤون المتعددة مختلفة فهل وظيفة الامام بحسب الطبقة النازلة فقط؟ او الطبقة فوق النازلة او المتوسطة او بحسب النور وسيما هذا المضمون نحن الاسماء الحسنى ورد متواترا ، فكيف هم اسماء الهية؟ هل هو بدنهم روحهم؟ فهناك حيرة عند الاعلام ان نهضة سيد الشهداء تفسر بماذا؟ ذكرت لكم انه قبل سبعين سنة في قم حدث توتر بين طرفين من العلماء بشكل قوي جدا حول علم سيد الشهداء ونهضته لاحظوا كلام كاشف الغطاء الاسد في علم الكلام والفقه والاصول وعلوم عديدة كيف يفسر هذا البحث؟ يقول الاحكام الشرعية في المعصوم تدور مدار الحالة البشرية لا حسب نوريته او عرشيته مع انه وردت روايات عن النبي يقول ان العرش مخلوق يبلع جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وحتى الجنة فالعرش ليس جماد وانما هو حي شاعر واستشعاره بالاشياء فوق الملائكة وفوق البشر والجن ، مثلا الطلاق يسبب اهتزاز العرش وكذا الفجور ، فاذا كان العرض غرس في النبي فاذن ما هو النبي؟
فالان كاشف الغطاء يقول الاحكام الشرعية للمعصوم تدور مدار بشريته وليس مدار عرشيته احد انحرافات الباطنية يقولون كيف الروح الامري مغروس في ذات النبي وفي ذات امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ؟ هؤلاء شخصيات متعددة وليسوا شخصا واحدا؟ هذه بلبلة حتى يصعب على الفلاسفة حلحلتها ملا صدرا في المجلد الثامن من الاسفار في مبحث النفس يقول مع هذه النظريات المختلفة في تفسير النفس ولكن ما قبضنا على شيء يقول يعني هذه النظرية لا تفسر حقيقة الانسان العادي فضلا عن النبي فالبحث صعب واذا لا يتمسك الشخص بالعروة الوثقى من الموازين العلمية قد ينزلق كما انزلقت الفرق الباطنية المنحرفة .
انت لاحظ البشر العادي خلق الله العقل وجعل له رؤوس بعدد رؤوس الخلائق فهل نحن عقل واحد او عقول متعددة؟ انا اذكر لكم تقريبا كي يسهل عليكم الجواب الان مثلا الانترنت هل هو مخزن واحد او مخازن؟ يعني بالتالي الانترنت والكمبيوتر كلها متصلة بالانترنت بل الدول كلها متصلة بالانترنت فهل الانترنت منصة واحدة او منصات مختلفة فخلق الله السرفر واحدا وجعل له رؤوس متعددة بعدد رؤوس الكمبيوترات هذا كتقريب المقصود ان خلقة المعصوم معقدة وليست سهلة بحسب بيانات الوحي .
فكاشف الغطاء يقول الاحكام الشرعية للمعصوم تدور مدار الحالة البشرية دون المنح الالهية يعني دون الشؤون الملكوتية والعلم الملكوتي الذي اعطاه الله للمعصومين وذكر كاشف الغطاء هذا المطلب في بحث القبلة في الصلاة فيقول هل الموازين الظاهرية يجري بالنسبة للنبي والمعصوم والحال ان الاحكام الشرعية في الانبياء والمرسلين تدور مدار الحالة البشرية دون المنح الالهية لا تقل لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا فهذا بعد اخر ليس محل وظائف الامام فالامام عنده وظائف بحسب طبقات وجوده .
مثلا جنابك بما انك ذو مهارة في الكهرباء فعندك وظيفة وبما انك طبيب عندك وظيفة اخرى وبما انك محاسب او مدقق في شركات المحاسبة عندك وظيفة اخرى وبما انك شاعر مستثمر طاقتك في الجانب الشعري وبما انك عقل امني جبار يستفاد منك في التخطيط الامني فانت ذو ابعاد وهنيئا لمن كانت ابعاده كثيرة فالمؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف فالمعصوم لانه له طبقات فله وظائف بحسب طبقاته وبحسب بشريته وبحسب نوره وبحسب انه عرش وبحسب انه كرسي وبحسب انه الثقل الثاني المتروك من النبي اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما هل هما اثنان ام واحد؟ هما ثنائيان وان الخبير اللطيف انبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فالمعية بين الثقلين ما هي؟
نحن عندنا مجلدا كاملا في الامامة لم يطبع الى الان انه ما هي معية الثقلين؟ هناك نظريات من العلماء عظيمة وهذه احد الاماكن المعقدة في معرفة الائمة واحد معانيه ان الثقلين تكوينا وجود واحد اذا تذهب الى الاعلى فالروح الامري وحقيقة القرآن وليس هو المصحف الشريف فالاخير هو تنزيل القرآن وليس ام الكتاب ، فعنده ام الكتاب وليس عندكم
الطبري هو من اكبر مفسري العامة ومعاصر للكليني في الغيبة الصغرى ،كتابه جامع البيان مليء بمقامات اهل البيت بل حتى هناك مقامات ربما بعض الوسط الداخلي يجحهدها وهو معاصر لابي حاتم الرازي من اهم علماء العامة ايضا وعنده تفسير مليء بفضائل ومقامات اهل البيت الاصطفائية فلاحظ الطبري يعترف ان ام الكتاب شيء ملكوتي فوقي ولكن المصحف تنزيل فمعية الثقلين هل بحسب كل طبقات القرآن وكل طبقات الائمة ؟فعندما الرسول يقول لن يفترقا مقصوده اي طبقة من طبقات الثقلين ؟لاحظ هذا المطلب الفوقي هو الذي غرز في ارواحهم وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا فليس النبي ساعي بريد فهذا الروح احتفظ بها الرسول يعني غرز فيه ذلك .
المهم وصف الرسول في القرآن بحر لا يدرك اذن احد درجات معية الثقلين هو انه اذا تذهب الى الاعلى تراهما شيئا واحدا وهما وجهان لحقيقة واحدة واذا تنزل الى المرتبة التانية ترى المصحف والبدن الشريف لذلك القرآن تارة يقول كتاب مبين واخرى امام مبين فالمهم كاشف الغطاء يقول ان الاحكام الشرعية للانبياء والمرسلين والائمة الطاهرين تدور مدار الحالة البشرية دون المنح الالهية يعني دون مقام الملكوت والعرش والروح الامري المغروس في ذواتهم وهناك روايات مستفيضة لدى الفريقين ان النبي يقول انا العرش انا الكرسي .
هنا الاعلام يقولون ان سيد الانبياء واهل بيته بحسب ابدانهم عندهم وظائف وبحسب ملائكيتهم عندهم وظائف وبحسب روحهم الكلية وبحسب قرآنيتهم وبحسب وبحسب وبحسب ... عندهم وظائف وابليس احتار في القضية انه كيف ادم خلق من طين ومن تراب ويفوق الملائكة الذين هم طاقات عظمى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا يعني السماء الاولى غير السماء الثانية فاذا كانت الملائكة هكذا شأنهم فكيف الله يجعلهم ينقادون الى موجود طين ارضي؟ انه كما يقول الامام الصادق ان ابليس لم ير نور ادم ، اني جاعل في الارض خليفة فهل يصير ان الملائكة فوقيين وادم دوني ويأمر الله الفوقي بالانقياد الى الدوني ؟هذا غير معقول ؟
انه باتفاق المفسرين في سورة البقرة النبي يقول ان اهل بيته فوق ادم فاذا كان ادم هكذا شأنه فماذا عمن فوقه؟ فاذا النبي طبقاته العليا تناطح الكرسي والعرش فان كان تفرق بين وظائف طبقاتهم فهناك تفرق بين الوظائف .
الاسئلة والاجوبة :
لاحظ الاية وكذلك اوحينا فمن الفاعل؟ من الموحى؟ من الموحي؟ وكذلك اوحينا اليك روحا الروح مفعول به وفرق بين هذا وبين واوحى ربك الى النحل ان اتخذي..... النحل هل هو ساعي بريد او هو نفس البريد ؟ انه هو الطرد البريدي واوحينا الى ام موسى ان اقذفيه في اليم فهنا وكذلك اليك روحا من امرنا هل روحا طرد بريدي او ساعي بريد؟ هذا ليس كجبرائيل ينزل ويصعد هذا اعطي للنبي كالطرد البريدي واودع عنده فكيف الروح الامري يودع عند النبي؟ فليس يودع في البدن الطيني للنبي فالروح الامري اوصافه في القرآن مهولة حسب ما بينه اهل البيت ما كنت تدري ما الكتاب ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء اذن هذا الروح الامري ليس اصوات قرآنية ولا معاني فقط وانما هو حقيقة القرآن وجهة فوقية ملكوتية .
سؤال :
ما المانع ان يكون كلاهما ؟
الجواب :
لا يمكن لان الساعي البريدي يحمل طريد البريدي تارة يقول تنزل الروح هنا ما قال هكذا قال اوحينا فبالتالي ليس تنزل طبعا ورد في ادعية مهج الدعوات للسيد بن طاووس : اللهم اني اسألك بالاسم الذي نزلت به الروح الامري على قلب النبي يعني الاسم هو ساعي او اسألك بالاسم الذي يتنزل به الروح الامري والملائكة وفي سورة النحل الاية الخامسة ينزل الملائكة يعني حتى جبرائيل ينزله الله بالروح يعني نفس الروح الامري هو الذي يكون واسطة لنزول وعروج الملائكة هو نفس الروح عندما يتنزل يستعين بمدد الاسم وفوق كل مدد مدد كل نمد هؤلاء وهؤلاء وما كان عطاء ربك محظورا هذا يعبرون عنه العلماء علماء الفريقين بالنزول الجملي للقرآن انا انزلناه في ليلة القدر يعني حقيقة القران .شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن يعني كله وليس بعضه نزول دفعي وهو نزول لحقيقة القرآن وليس لمعانيه الان هذا الاخ الذي امامنا هذا بدنه ولكن اين روحه وعقله؟ انها طبقات اذا انا صارت عندي معاني عن هذا الاخ هل هي لنفس هذا الاخ او مرآة له؟ او ما اكتب عنه انه فلان ابن فلان وعن شأنه هذا الذي يكتب عنه هو نفسه او هو حاكي عنه؟ فالمصحف الشريف يبين لنا حقيقة القرآن فهو قرآن بهذا اللحاظ فالمعاني القرآنية هي القرآن او اصواته او مجموعها وهذا كله يعبر عن القرآن وعنده ام الكتاب او ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او كلم به الموتى او قطعت به الارض كما ورد في سورة الرعد فكيف القرآن تسير به الجبال؟ يعني هل المراد من القرآن الايات المنقوشة الشريفة المقدسة؟ او معانيها او المراد حقيقة القرآن الذي يحيى به الموتى وهو اعظم من اسرافيل الذي ينفخ في الصور او سيرت به الجبال فهكذا الطاقة تسير به الجبال هذه اثار القدرات التكوينية للقرآن كما بينها اهل البيت فحقيقة القرآن الفوقية هكذا وهذا حسب بيانات القرآن وبتبيين من اهل البيت .
لاحظ القضاء والقدر مربوط بالروح الامري وكذلك ليلة القدر مربوطة بالروح لامري لاحظ حم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة فيها يفرق كل امر حكيم امر من عندنا انا كنا مرسلين يعني كما في سورة القدر انا انزلناه في ليلة القدر يعني عالم القدر يعني عالم القضاء والقدر يقدر فيها كل الحوادث المستقبلية تفصيلها واجمالها لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فهذا يعتبر الروح الامري ما من غائبة في السماء ولا في الارض الا في كتاب مبين يعني الروح الامري .
سؤال :
بما ان القرآن جزء من الرسول يعني يستحيل ان يخالف القرآن ولكن بما ان علم النبي فوق علم القرآن هل ممكن ان يخالفه؟
الجواب :
كلا لكن لا نبي بعد سيد الانبياء ينسخ هذا الشيء هذه ضرورة الدين القرآن لا ينسخ الى الجنة هو الله فوق الكل وهو يقول لا نبي بعد سيد الانبياء فلا شريعة بعد شريعته ولا نبي بعدي ولا شريعة بعدي مع ان الدين لا يمكن ان ينسخ كعقائد نعم يفصل لا انه ينسخ والقرآن تبيان لكل شيء .
بحسب بيان القرآن واهل البيت الانبياء بعثوا بدين واحد وهو الاسلام وانما الشرائع مختلفة فهذه الدعوى ان الانبياء كل منهم بعث بدين خطا محض وتضليل للحقيقة فالاسلام هو الدين الذي بعث به جميع الانبياء والاسلام هو منظومة العقائد لا يصير فيه تغيير اما الشريعة فهي الفروع العملية والقوانين ففرق بين الشريعة والدين لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا ما قال لكل منكم جعلنا دينا ان الدين عند الله الاسلام فهو واحد فالدين شيء والشريعة شيء والمنهاج شيء رسالة النبي محمد هو الاسلام ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ربنا واجعلنا مسلمين لك وليس يهوديين .
سؤال :
لكن الشرائع السابقة لم تحمل اسم الاسلام ؟
الجواب :
بل حملت وهم كذبوا على موسى وعلى عيسى القرآن يقول عن لسان النبي موسى في القرآن بانه مسلم نعم هذا الاسلام هو الدين كعقائد لا يحمل علمه كله النبي موسى ولا ابراهيم ولا عيسى فالطبقات العليا هو لسيد الانبياء .
سؤال :
هل الروح المغروزة في النبي هي الروح التي في عيسى وادم؟
الجواب :
كلا ولكن هذا الروح الامري نظامه كنظام العقل خلق الله العقل وخلق له رؤوسا بعدد رؤوس الخلائق فهل عقلك غير عقلي او هو واحد او هو اثنين ؟نعم المفهوم شيء اما ان تذهب الى الحقيقة فالحقيقة صعبة قلنا مثل سيرفر الانترنت الكل لايدخل على السيرفر انما يدخل كل بحسب حظه فالذي يستطيع ان يدخل على السرفر الكلي هو سيد الرسل فقضية الكمبيوترات والحواسيب والموبايلات والشبكة العالمية العنكبوتية تقرب المفاهيم هذا بالنسبة للانترنت وهو من صنع الانسان فكيف بما هو من صنع الله؟ الرواة الماضين والمحدثين عندما يسمع رواية لا تتحملها عقله يقولون هذا غلو للاسف .
سؤال :
لماذا بعث الرسول اخر نبي ؟
الجواب :
لانه اول شيء يأتي معلم الابتدائية ثم المتوسطة ثم الاعدادية ثم البكالوريوس ثم ماجستير ثم دكتوراه هذا تقريب عقلي وعقلائي .