47/02/09
/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (71) /سلسلة في الشعائر الحسينية
الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (71) /
لا زلنا في قاعدة قراءة النص التاريخي لسيرة المعصومين وكنا في قاعدة عظيمة جدا وهي ام لقواعد عديدة ان العلوم الدينية الاجتهادية ما انجز منه لا يتكفل لقراءة السيرة القطعية او الظنية بشكل قطعي وانما هو بشكل ظني حتى لو كانت السيرة قطعية لكن القراءة والتفسير غالبا ظني اجتهادي فعملية الاجتهاد مستمرة وليست منقطعة ، هذا في قراءة سيرة الائمة القاطعية فضلا عن الظنية وذكرنا عدة اسباب والان نذكر سبب اخر والذي هو مقارب للمعنى الثاني في سيرة المعصومين .
ما نذكره هو ان طبيعة فعل الانبياء والاوصياء لا سيما سيد الانبياء واوصيائه لا يكون الهدف والمقاصد فيه مقتصرا على مقطع زمني ولا جغرافي ولا شعبي بل افعالهم لا سيما في المنعطفات هو ببرنامج وتخطيط وحياني عابر للازمنة والاماكن وللشعوب الى يوم القيامة فهي افعال خطط لها وتمت هندستها فتعطي غايات ممتدة الى عوالم القيامة وعوالم الجنة فهذه الافعال وجه الحكمة فيها لا يقتصر على قاعدة وقاعدتين وثلاث واربعة ، الله اعلم كم من القواعد والوجوه والغايات ومن ثم هذا يعبر عنه بالفعل الحضاري وليس السياسي او الاجتماعي ليكون مقطعيا وانما هو فعل حضاري يعني يبني حضارة خالدة الى يوم القيامة والى عوالم عديدة .
فافعالهم لا سيما المنعطفات والمواقف المهمة في سيرهم القراءة لتلك السيرة ما يقتصر على قاعدة واثنتين وثلاث ولا يقتصر على ما استنبطه المجتهدون حتى لو كان ذلك بنحو القطع لا الظن فضلا عن كون تلك القراءات ظنية فتلك القراءات حتى لو كانت قطعية فمع ذلك غير منحصرة فكيف اذا كانت ظنية؟ لذلك باب الاجتهاد دائما مفتوح في قراءة سيرة اهل البيت ونهضة سيد الشهداء كما مر بنا جملة من رواد الفقهاء وزعماء مسيرة الامامية يعترفون ان هناك وجوه ظنية عديدة في التفسير الفقهي لنهضة سيد الشهداء مع ان سيرة سيد الشهداء لسنا ملزمين بها فقط لاجل اتباع الثقلين وانما هناك تأكيد خاص على خصوص نهضة سيد الشهداء للارتباط والتفاعل معها من قبل ائمة اهل البيت فيقر الفقهاء بان هناك تفسيرات فقهية لسيرة سيد الشهداء ظنية يعني حصر وجه النهضة في هذه القواعد هو ظني حتى وان كنا نسميه ليس بظن معتبر لان اثبات شيء لا ينفي ما عداه .
مر بنا في الجلسة السابقة ان معنى التعبدي له معنى اخر غير التعبد الخاص المصطلح فليس بمعنى انه لا نفهم وجه الحكمة بل انما نفهم وجه الحكمة من قواعد بينها سيد الشهداء في خطبه العشرة او الاكثر فضلا عما بينه اهل البيت حول نهضته في الزيارات فالتعبد بمعنى انه لا نفهم منها شيء هذا غير صحيح هذا طرح للروايات اللفظية وطرح لقول المعصوم فلا يمكن بتلك الذريعة نقول ان الفعل مجمل فالتعبد بهذا المعنى لا يمكن قبوله نعم التعبد بمعنى اخر وهو ان ما قيل من قواعد قطعية او ظنية وتطبيق قطعي او ظني هذه قواعد لا يمكن حصر التخريج او الغايات الفقهية التي نهض من اجلها سيد الشهداء في ذلك هناك نقطة محورية انه ربما تكون غايات النهضة ليست فقط غايات فقهية ربما تكون غايات عقائدية عظيمة جدا وهي اعظم من الغايات الفقهية فاقامة صرح العقيدة اعظم من اركان الفروع مع ان اركان الفروع قلنا مراد الاعلام في علم الكلام والعلوم الاخرى الدينية مرادهم من اصطلاح اركان الفروع ليس هو الفروع وانما هي اركان للفروع لا انها هي فروع فعندما يقال الصلاة من اركان الفروع ليس هو فرعا من الفروع وانما وجوب الصلاة ركن في الدين ، اداء الصلاة الذي هو فروع الصلاة من الفروع اما وجوبها ليس من الفروع هو ركن في الفروع فالاركان ضرورات بل اعلى منها تدرج في اصول الدين فاصول الدين ليست خمسة وعشرة فما يفوق الضرورة يصير اصول الدين .
ان اصول الدين ليست اجتهادية وكذلك ليس اصول الدين في فتوى الفقيه ، اصول الدين دليله فوق الضرورات ولا يمكن ان نقول اصول الدين هو عند الفقيه الفلاني هذا لا معنى له نعم اصول الدين بحسب الادلة كما ان نقول في الكتاب او في العترة هو كذا اما ان نحصره عند الفقيه فلا معنى له وهم الفقهاء ذكروا في كتبهم الفقهية انها خارجة عن مساحة الفقيه والراوي بل وخارجة عن صلاحية عشرة قرون من علماء الامامية فالثقلين القرآن والعترة مرتبتهم مهيمنة على الاربعة عشر قرن من العلماء وهذي ليست مجاملة بدءا من سلمان الى عبد الله ابن عباس او سليم ابن قيس .
لذلك من خاصية مذهب ائمة اهل البيت والعلماء التابعين لهم ان اجماع الامة من دون المعصوم ليس بحجة وقد قرر هذا في علم الكلام والاصول يعني ليس هو بحجة وحيانية والا الحجة الحسية موجودة ، فاجماع الامة هي تواتر وحجة حسية يقينية وهي لا تصنع دينا كاساس ، فنظام المعرفة عجيب في مذهب ال البيت فاساس الدين يبدأ من اليقينيات فوق الحسية لان العقل يرى ما لا يراه الحس فيرى الله برؤية عقلية مع انه يكون الحس اعمى الا ان ينضم العقل اليه والقلب يرى ما لا يراه الحس والحس قاصر عما يراه القلب نعم اذا انضم الحس الى القلب فيكون الحس لما وراءه .
لذلك اليقين الحسي لا يمكن ان يكون اساسا للدين خلافا لما احتار فيه الفخر الرازي وهذا مبحث طويل في نظرية معرفة فقد ورد في الاية الكريمة وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم هذه الاية ملحمة معرفية فالقرآن يخطئ الحس وتجد الرازي يقول اذا اخطأ الحس فاي قائمة تقوم للدين ؟ من ثم يحتار في الجواب ، وجوابه سهل في بيانات اهل البيت ان اساس الدين لا ينطلق من الحس ولا التواتر الذي هو يقين حسي وانما الدين ينطلق من العقل وما فوق العقل ويدركه العقل والقلب وما فوق القلب .
وما قتلوه يقينا يعني عندهم يقين لكن شبه لهم ، وهذا ليس انهم سحروا فالقى الله شبه عيسى على ذلك الرجل فالقرآن يقول اليقين الوحياني فوق اليقين الحسي وهم قد شاهدوا النبي عيسى وشاهدوا معجزات وحيانية فلم لا يصدقون قوله الوحياني ويتبعون بصرهم الحسي مع انه اخبرهم بانه سيموت وقول عيسى برهان وحياني وليس حسي والبرهان الوحياني فوق البرهان الحسي فنقول للفخر الرازي بان الوحي لا يعول على الحس ولا على التواتر وانما على اليقين الوحياني هذه منظومة الحجج من اعقد ابحاث علوم الدين ومن اعقد ابحاث نظرية المعرفة ومع ان الفخر الرازي فيلسوف متكلم ومفسر ولكنه لم ينهل من مدرسة اهل البيت فتلتبس عليه اللوابس ولو راجع بياناتهم لانحلت المشكلة .
فالحس ما يمكن ان يكون منطلقا واساسا للدين لان الدين هو شيء ما وراء الحس كوجود الله والقيامة والغيب والملكوت وعوالم الشهداء نعم الحس اذا ضم الى العقل والى القلب فيكون حجة ، فالحس يكون الة لينظر به لا لينظر اليه يعني تعبر عنه الى ما وراءه فتنظر اليه لا ان توقف وتقصر النظر عنده فلذلك هذه معجزة في عقائد الامامية ان اجماع الامة من دون المعصوم هو تواتر حسي ليس بحجة وحيانية وان كانت حجة حسية فبعض مقامات الدين ممتنع ان يكون حجة حسية وانما يجب ان يكون حجة عقلية وحيانية قلبية فطرية .
فنظام الحجج يجب ان يترتب وعدم التراتب سيستغل من قبل البعض ضد المؤمنين البسطاء في الفهم وتحرفهم الفرق المنحرفة سواء صوفية او عرفانية مثلا الفرقة الفلانية التي تدعي الاتصال بالامام المهدي او باهل البيت من باب المكاشفات والرياضات الروحية ستستغل الامر .
فنظام الحجج نظام عظيم ومر بنا ملحمة موسى والخضر هي ملحمة في نظرية المعرفة ويتنافس العلماء في تفسيرها وهي بين نبي اولي العزم والخضر يعني كل ما تأتي بتفسير صحيح تجد اصح منه ويتأسف سيد الانبياء انه لو صبر موسى لاراه الخضر العجب العجاب فنلاحظ كيف طبقات الحجج في نظام المعرفة مهمة فاذن قراءة سيرة النبي وال بيته حتى لو كانت قطعية التنظير والتطبيق او قطعية التطبيق وظنية التنظير او العكس لا يمكن حصر فعل او سيرة المعصوم بها ، لان طبيعة فعل المعصوم في المنعطفات لها غايات لا يحصيها الا الخالق اما البشر فلا يحصونه لان فعلهم حضاري عابر للعوالم فاذن هذه القاعدة موجودة في قراءة النص التاريخي سواء نص قطعي او ظني يعني المعصوم برهان عصمته فوق العلوم الدينية التي انجزها خمسة عشر قرنا علماء الامامية فبرهانه يتجاوز هذه الامور وهذا مر بنا في قضية ابراهيم وقضايا اخرى فلا يحصر الحجة الاعلى بالادنى الحجة الاعلى فهمها وتفسيرها وقراءتها لا تحصر بالادنى ولو كان الادنى قطعيا .
فمثلا تعالى الى اركان الفروع - وهذه اصطلاحات ذكرت في بيانات ال البيت قبل كلمات العلماء يجب ان لا نخلط بينها وبين الفروع - فاركان الفروع هو عمود يسند الفروع فلا نخلط بين اداء الشيء وهو من الفروع يعني حتى لو ان احدا ترك الصلاة عمدا فهو فعل كبيرة من الكبائر ولكنه ليس بخارج من الملة والدين خلافا للسلفية والوهابية .
الشيخ جعفر كاشف الغطاء يقول في الرد على الوهابية او بعض من اختلط عليه الامر في الوسط الداخلي ان هناك فرقا بين الكفر كمعصية عملية مثل الغلو والجبر والتفويض وبين المعصية الاعتقادية هذه من البراعات الصناعية الانفجارية التي نقحها الشيخ جعفر كاشف الغطاء اذ وقع خلط بين رواد العلم بين الغلو كمعصية عملية والغلو كمعصية عقائدية فالنكران بحث عقائدي اما ترك الصلاة معصية عملية وفرق بين الكفر الاعتقادي والمعصية العملية فالكفر العملي مرتبط بالصلاة وبالغلو وبالتفويض وبالجبر وبالتشبيه وبالتعطيل هذي امور باطلة ففرق بين المعصية العملية مع المعصية الاعتقادية .
مثلا لو ان شخصا سجد الى المعصوم فهذا ارتكب كبيرة لانه منهي عنه قال النهي عن السجود للمعصوم تكليف فرعي وليس عقائدي ففرق بين المعصية العملية والمعصية القلبية والاعتقادية فهو مبحث عقائدي محض وليس فقهيا محضا وانما هو بين بين وبحاجة الى مستأسد في علم الكلام والفقه والاصول كالشيخ جعفر .
مثلا لاحظوا كلام صاحب العروة هو في باب النجاسات يذكر الفرق والمذاهب ويقول وحدة الوجود مقالة باطلة وايده محشي العروة فهذا فعل فرعي وليس بالضرورة يكون فعلا عقائديا فهي مقالة باطلة ومعصية لكن هل هي معصية عملية ام عقائدية؟ يقول ليس معصية عقائدية ان تقول عنهم كفار لانه كثير يهذي بكلام ولكن لم يلتزم بلوازمه فهو يقول اذا التزموا بالتزامات الاسلام يحكم عليهم بالاسلام والطهارة وان كانت المقالة باطلة فهذا السجود منهي عنه وهو معصية عملية وليست معصية عقائدية بدليل انه لو تسأل هذا الساجد سيقول انا اقر بالله ولا اعبد المعصوم وهذا مثل المرأة الحائض تصلي ايام الحيض لتعبد الله لكن تأتي بمعصية فالصلاة حرام عليها كمعصية عملية وليست عقائدية .
فالسيد اليزدي في نفس المبحث يقول اصحاب المقالات الباطلة منها وحدة الوجود هؤلاء حتى قولهم ليس كفر عقائدي لان ارتكازهم في العقائد قد يمشي هو على الجادة نعم قد يهذر ويهذي فيصير معصية عملية وليست اعتقادية فيقول اذا التزموا باحكام الاسلام فهم مسلمون ونحكم عليهم بالاسلام ووافقه السيد الكببيكاني والخميني والخوئي والميلاني والشاهرودي الكبير وسيد الخنساري يعني عندنا معصية في المقالات الباطلة كمعصية عملية وعندنا معصية عقائدية فلا نخلط بينها مع انها صورة هي واحدة .
لاحظ الدقة عند الاعلام وهذا بحث مرتبط بنظام الحجج اللي نحن فيه وهي مراتب اليقينيات والظنيات وارتباط اليقينيات بالظنيات اصوليا فقهيا كلاميا فالفروع يقصد منها المعصية العملية وليست اعتقادية وهذا بحث مهم واصطلاح ثاني للفروع ومعناه ان دليل هذا شيء ظني قد يخطئ وقد يصيب وهذا المعنى الثاني مبين للمعنى الاول وبينهما عموم خصوص لكن المعنى الاول الذي ذكره الفقهاء والمتكلمون والاصوليون هو معصية عملية في قبال المعصية العقائدية .
هذا الفرع قد يكون قطعيا ضروريا مثل تارك الصلاة وقد يكون فرعيا بالمعنى الثاني فترك اداء الصلاة فرعي بالمعنى الاول يعني معصية عملية وليس بالمعنى الثاني اللي هو ظني فالصلاة ضرورة وللاسف نجد في الكلمات خلط ، مثلا قضية ولاية اهل البيت قد شخص يعصي الامام وهذه معصية عملية وليست اعتقادية يعني بالمعنى الاول لاالثاني فلا تقل بان امامة اهل البيت امر فرعي بالمعنى الثاني هي قطعية وضرورية ، فلاتقل كلما اتفق عليه المسلمون فهو من اصول الدين وكلما اختلفوا فيه فهو من فروع الدين هذا كلام باطل ، فاي فروع تقصد و اي اصول ؟
فهذه القاعدة التي نحن فيها من اسبوعين ان فعل المعصوم القطعي او الظني هو وحي وقرآن متجسم لانه معصوم وهذا لا تحيط به اجتهاد المجتهدين طيلة خمسة عشر قرن وهذا ليس فقط في موقفنا العملي او العلمي تجاه المعصوم وسيرته مثلا ابراهيم لم يغلب قواعد قطعية في الدين في ذبح اسماعيل سواء كانت قطعية التنظير او التطبيق فهو لم يغلبها على الوحي فلا ينحصر به كي يستشكل عليه ابليس .
مر بنا ايتان عظيمتان في مجادلة الله لليهود والنصارى في سورة البقرة يحتج بها القرآن تلك امة قد خلت هذا ليس خطاب للمسلمين ابتداء وانما خطاب اليهود والنصارى يعني ايتان بينهما تسع ايات فاصل كررها القرآن مرتين في سورة البقرة تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون وذكرنا ان التحريف الاموي او السقيفي لهاتين الايتين ظل معشعشا الى زماننا هذا وحتى في اذهان جملة من الخاصة فيدعون انه لا تنبش عن تاريخ الصحابة والامم مع ان القرآن هو بنفسه يصر على التنبيش فنلاحظ من بداية القرآن لاخره قراءة الامم السابقة حتى ملف زليخا فتحه القرآن وفيها القضايا الكذائية فليس لا تَسألون واما لا تُسألون فهناك تحريفات عجيبة في هاتين الايتين وكررتا مرتين فلم تنهانا الاية عن السؤال والتنقيب والفحص وانما سياقها في حجاج اليهود والنصارى فيأتي القرآن بقوله انه ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا فيذكر حججا متعددة لدحض تهويد اليهود وتنصير النصارى لا ان الله يقبل كل دين وآخر حجة يحتج بها وهي اعظمها واكبرها انه تلك امة قد خلت فلا تسألون عنها لا انكم لا تَسألون بالعكس اسألوا يعني لا يكون لكم عذر في عدم السؤال .
لاحظ كيف الاية مسخوا معناها الامويون والسقفيون فلا تسألون يعني ليس لديكم عذر والمسائلة يعني محاسبة ما يفيدك فعل الامم السابقة ولا يكون عذرا لك ، لكن تجد هناك فحولا في عصرنا عشعش في ذهنهم الشريف نفس المعنى المحرف لهاتين الايتين مع ان الله يقول هب ان نبي الله ابراهيم يهودي او نصراني - مع انه انزلت التوراة بعد ابراهيم – لكن هل الله اكبر او النبي ابراهيم اكبر؟ فكيف انتم تتعذرون باليهودية؟ انا رب ابراهيم اقول لا تأخذوا باليهودية والنصرانية حتى ولو اخذ ابراهيم وموسى وعيسى بها فلا يكون عذرا لكم فهذه المعاجز ليست من قدرة سيد الانبياء وانما هي من الباري فالله يخاطبكم انه انتم تحتجون بابراهيم وموسى وعيسى ولكن رب ابراهيم وموسى وعيسى ياتي لكم ببراهين فوق ذلك فهؤلاء لا تسألون عنهم يعني ما يكون لكم عذر بان ابراهيم كان يهوديا او نصرانيا او موسى وعيسى يهودي او نصراني هذا عذر لاينفعكم انا الله بالبراهين اقول لكم لا تتبعون ولا تأخذون اليهودية والنصرانية دينا حتى لو فرضنا ان الانبياء السابقين كانوا يهوديين او نصارى فالصلاحية لله فصلاحيات الله فوق عيسى وموسى هذا النظام منتشر في القرآن من مراعاة الحجج اليقينية والوحيانية .
فالنبي ابراهيم وحي ولكن وحي الله اعظم لذلك قال سيد الانبياء فيما رواه الفريقان لو كانا موسى وعيسى حيين لما وسعهما الا اتباعي ولو استغنيا بما اوحي لهما عما اوحي الي لما اغني عنهما من الله شيئا فحتى الوحي طبقات ان لم تراع الوحي الاعلى واخذت بالوحي الادنى ستظل ايها الانسان متهوكا وهذا اصطلاح من سيد الانبياء فاتباع الوحي الادنى كالتوراة وترك الوحي الاعلى وهو القرآن هو تهوك والنبي يخاطب فلان وفلان المعروفين بالتهوك يعني ضلال وانحراف في نظام الحجج والمعارف حتى الامام الصادق في بيان مفصل يقول من تتبع المتشابه من القرآن وترك المحكمات ضل، الوحي والطبقات نظام الحجج يفسره علم الاصول والكلام والفقه فيقول الامام الصادق بان الوحي الذي اوحي للنبي في المعراج اعظم من الوحي الذي اوحي اليه على الارض .
الاسئلة والاجوبة :
الاجتهاد في الفروع الظنية حجة اما الاجتهاد في القطعيات ليس بحجة يعني اذا كان هناك قطعي ضروري او كان من الاركان .
سؤال :
هل مصاديق هذه الضروريات اجتهادي؟
الجواب :
كله ليس اجتهادي نعم يختلف فيها الاعلام ولكن هذا ليس دليل على اجتهاديته مثلا الملحد والموحد مختلفين ولكن لا يعني ان التوحيد اجتهادي كذلك نبوة سيد الانبياء ومن قبله هناك خلاف ولكن لا يعني ان هذا اجتهادي فليس كل ما فيه اختلاف انه اجتهادي وهذه عبارة خاطئة اطلقها عدة من من كتاب الخاصة انه كلما اختلف فيه المسلمون اجتهادي وهو من الفروع وكلما اتفقوا فيه فهو من اصول الدين هذه الضابطة ليست صحيحة .
سؤال :
فماذا تقولون فيما قاله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ؟
الجواب :
هذه قراءة خاطئة لكلامه وسطحية جدا عبارته في اصل الشيعة واصولها في وادي وما فهموه بعض الوجهاء والخطباء في وادي اخر فالشيخ محمد حسين ما ينكر الضرورة .
سؤال :
ما حكم من ينكر الرجعة؟
الجواب :
جمعناه في المجلد الاول والثاني والثالث من كتابنا ان الرجعة في كلمات الاعلام امر مفروغ عن ضرورتها ونحن كلامنا انه ما هي ضابطة اصول الدين وما هي ضابطة فروع الدين؟ هناك عبارة ان بعض الكوفيين والعراقيين سألوا السجاد عن الرجعة فابتسم وهذه هي المرة الوحيدة التي ابتسم فيها طيلة حياته بعد عاشوراء فقال الامام الباقر تعجبا يا ابتاه انت دائم الحزن والان تبتسم ؟ قال والله سألوني عن امر ما ظننت على الارض من يفقهه او يؤمن به وهي الرجعة فجعلني ابتسم يعني هذا امر عظيم ولكن الناس في غفلة منه او زراره يسأل الصادق عن الرجعة والامام حاول ان يبتعد عن الجواب لزراره ولم يجبه ولعل ذلك للتقية او ان هناك امور اهم من الرجعة كاصل الامامة والولاية .
اما الظهور فعندنا كتيب من نفس مبحث الرجعة يؤكد اهل البيت انه لا يفهم الظهور الا بالرجعة ولا تفهم الرجعة الا بالظهور والعلامة الطباطبائي في تفسير الميزان في سورة البقرة الاية مئتين وواحد يؤكد على ان الظهور والرجعة والقيامة من سنخ واحد تكوينا الا انه اشد فاشد فالارهاصات التكوينية لظهور صاحب الزمان وللرجعة وللقيامة الكبرى من سنخ واحد ولكن اشد واشد وهناك يبين العلامة ان روايات اهل البيت والتراث الروائي معجزة علمية فكلما يتقدم العلم ينبهر البشر بالاعجاز العلمي لواحدة واحدة من روايات اهل البيت وليس المجموع فان هذه الروايات مدونة قبل الاكتشافات العلمية بقرون والان العلم يثبت مضمونها المعجز وهوذكر هذا في الرد على من يستهزئ برواية الرجعة فيقول هذه الروايات معجزة فالعلامة عنده تعصب علمي عظيم لتراث اهل البيت والاحادي من الروايات وكلامه ان ظهور الصاحب والرجعة والقيامة من سنخ كوني تكويني واحد لذلك اطلق في الروايات على ظهور القيامة بالساعة واطلق على الرجعة الساعة واطلق على القيامة الكبرى بالساعة .
احد الاساتذة الكبار اجتمعت معه في مشهد وهو متبحر في العقائد ومتشدد في التمسك بالروايات لكن لم يقف على ما ذكره الطباطبائي من ان اطلاق الساعة على الظهور والرجعة قاعدة معرفية ينفتح منها ابواب كثيرة فالعلامة متعبد بالرواية هنا بشكل عظيم حتى طبق يسألونك عن الساعة ايان مرساها قل علمها عند ربي ان احد مصاديق هذه الاية هي الظهور ثم الرجعة وبين هذه الاحداث الكونية الثلاث ان هناك جامع تكويني وحياني والعلامة خاض في هذا البحث جيدا .
سؤال :
هل يصير فرصة لكمال المؤمنين اكثر وهداية لغير المؤمنين؟
الجواب :
نعم دور ثاني وثالث ورابع ولله الحجة البالغة .
سؤال :
هل الرجعة تشمل الكل؟ ام البعض؟
الجواب :
خلافا لمشهور علماء الامامية وجدنا روايات متواترة انه كل انسان سواء كافر او مسلم معاند او صغير وكبير كلهم لهم رجعات وليس رجعة واحدة الا الذين اصطلمهم الله بالعذاب الاخروي في الدنيا كقوم عاد فهناك روايات اخرى فسرت محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا انه لا يحاسب وليس لا يرجع فوهم الرواة فحذفوا المحاسبة .
مثلا في القبر هل لا يدخل في القبر الا من محض الايمان؟ كلا فالقبر يدخله الصغير والكبير والمستضعف انما لا يحاسب في القبر فالقبر دهليز لعوالم تكوينية والكل يدخلها اما الحساب في القبر فيلهى عمن محض الايمان او محض الكفر لذلك تجارب الموت لدى النصارى والمسيحيين ليس شاهد على العدم ، البعض يقول لاحظ هذا المسيحي مات ولم يسائل عن سيد الانبياء نقول في الجواب انه مستضعف فلا يسائل وما حاسبوه الملائكة ورجع الى الدنيا نحن عندنا بيانات في الوحي ان المستضعف درجات والقصور درجات والتقصير درجات حتى الجحود درجات المستضعف يلهى عنه ولكن يحاسب بمقدار ما عليه من مبادئ اخلاقية .
او مثلا ما منكم الا واردها سئل الامام الرضا ادخلتم جهنم ؟ قال جزناها وهي خامدة هامدة فالمقصود انه فرق بين ان يقال لا يرجع او لا يحاسب ، في الرجعة لا يحاسب ،
في الرجعة لا توجد ولادة وانما اذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض فبعض العرفاء والصوفية فسر الرجعة بالتناسخ وهذا باطل مثلا فلا انساب بينكم يوم القيامة يعني بالبعث من القبر وليس من الرحم او كلام سيد الرسل كل نسب وسبب مقطوع يوم القيامة الا نسبي وسببي فاحد معانيه لا نسب يعني البعثة في القيامة الكبرى او الصغرى ليس بعثة من ارحام الامهات ولا اصلاب الاباء فالتكون ليس بالنسب وانما من الارض فيبعث من قبره فتكون امه الارض منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى.