47/02/07
/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (69)/سلسلة في الشعائر الحسينية
الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (69)/
في الوقفة التي صارت لدينا في النص التاريخي سواء للسيرة القطعية او الظنية قلنا ان قراءتها ليس يمكن ان تتكفلها العلوم الدينية الاجتهادية بل تحتاج الى مزيد من الاجتهاد ومكثنا في منهجية قراءة التاريخ عدة جلسات وهي منهجية مهمة ومرتبطة بقراءة التاريخ فمن ثم لها اهمية مهمة ونعاود الحديث عن بقية هذه المباحث التي مرتبطة بنظرية المعرفة فهو بحث في صناعة الاستدلال في العلوم الدينية ومما يتكفله علم الاصول فقد يثار هذا انه ما معنى استمرار الاجتهاد في العلوم الدينية ؟ لا سيما في مدرسة اتباع اهل البيت وعلمائها ؟ فما هو تفسير استمرار عملية الاجتهاد؟ هل هو لتغطية مساحات لم يتم التنقيب عنها سابقا؟ فهنا واضح ضرورته ولزومه سواء مساحات قديمة او جديدة او لاجل تنقيح اجتهادات ظنية سابقة فيتم اعادة النظر فيها هذا ايضا صحيح لانه ما دامت الاجتهادات ظنية فيمكن اعادة النظر والتدقيق فيها وتصحيحها اكثر واكثر .
هناك مساحة ثالثة انه قد تكون هناك موضوعات قد بني على انها قطعية ولكن مع التنقيب والتدقيق يتبين خلافه وقد تخطئ ومساحة رابعة انه ربما مسائل ظنية سابقا صائبة لكنها لم تصل الى درجة الضرورة فيتم التنقيب اكثر فاكثر فتدعم تلك الاراء والمسائل الى ان تصل الى درجة اليقين او الضرورة او هناك مسائل ظنية ليست معتبرة سابقا ولم يعول عليها فينقلب الحال الى تكون ظنية معتبرة او قطعية يقينية .
فاذن استمرار عملية الاجتهاد لها مساحات كثيرة وهذا في كل علوم الدينية سواء في قراءة التاريخ او فقه الفروع او علم الكلام والتفسير وعلم الرجال او اي علم اخر نحن نفكر اننا فرغنا عن علم الرجال ولا يتغير فيه شيء كلا هذا خطا مثلا المشهور ربما يرون ان هذا الشخص ضعيف او ثقة ولكن يمكن لنا التنقيب لتبرز لنا امور خفيت على من سبق فليس ان علم الرجال لا يجتهد فيه بذريعة انها شهادات حسية وهذا توهم خاطئ حتى لو افترضنا علم الرجال شهادات حسية تبقى ظنية وليست قطعية فلربما انت تقف على قرائن وشواهد عديدة تخالف هذه الشهادات الحسية .
اذن علم الرجال يجتهد في المساحات التي ذكرناها الستة والسبعة وهذه نكتة جدا مهمة انه اذن ليس في علم الرجال امر مفروغ منه ولكن هل هذا معناه انه لا ثوابت في العلوم الدينية؟ لان الاجتهاد تخطئة فاتباع اهل البيت يخطئ بعضهم بعضا في النقد وليسوا مصوبة ولا مفسقة ولا مكفرة ولا معنفة ولكن لا يصوبون فلا افراط ولا تفريط وانما حال وسطية معتدلة ناعمة علمية وهو التخطئة والنقد فهل استمرار عملية التخطئة يؤدي الى انه لا ثوابت في البين؟
الجواب هو نفسه في العلوم التجريبية والرياضيات والفيزياء والاحياء والكيمياء والطب فهذه العلوم كلها بشرية لديها ثوابت ولكن هذه الثوابت لا تمانع المزيد من التنقيح وتوسعة العلم الى ان يصل علم الرياضيات والفيزياء الى علم النانو والنووي والخوارزميات مثلا النظريات القديمة للفيزيا هي تفسر ظواهر طبيعية بنمط ولكن الان الاكتشافات العلمية الاكثر في علم الفيزياء المبنية على ثوابت في علم الفيزياء تبرز ان تلك التفسيرات خاطئة فكما ان في العلوم التجريبة استمرار واستنتاج وتصحيح ونقد علمي لكن لا تزعزع الثوابت لديهم في حين تصحح مساحات كثيرة قد يظن انها واقعية او يقينية او مستندة لادلة معتبرة او مساحات لم تكتشف يعني نفس المساحات السبعة التي مرت بنا في العلوم الدينية نفس الكلام يقع في العلوم التكوينية والتجريبية .
فاذن صرف استمرار البحث والتنقيب والفحص العلمي وتوليد وتكوين نظريات عملاقة لا يعني زعزعة الثوابت ولا الثوابت تعني سد باب استمرار التنقيب العلمي هذه هي العملية التي قد يسموها تجاذبية بين الثابت والمتغير ومن اصعب البحوث في العلوم والتحديات العلمية هو كشف مساحة المتغير وتمييزها عن الثابت فهناك ثوابت تاريخية بلا شك لكن لا تقول ان قراءة الثوابت قطعية قد تكون قراءة ظنية وكما اعترف صاحب الجواهر وكثير من الاعلام ان اصل نهضة سيد الشهداء قطعية لا يمكن انكارها لكن قراءة هذه النهضة وهذه المواجهة بين سيد الشهداء والنظام الاموي اي تفسير فقهي وكلامي وسياسي لها فالحبل على الجرار ولا يتوقف المسار فهذه النهضة قسم منهم اعتبروها تعبد خاص ما يمكن تفسيره .
لعل السيد ابن طاووس ظاهر عبارته هكذا او لعله قد يفهم من عبارته جهاد المواساة فيقول في كتاب اللهوف :
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس مؤلف هذا الكتاب : والذي تحققناه أن الحسين عليه السلام كان عالما بما إنتهت حاله إليه وكان تكليفه ما اعتمد عليه ... أقول ولعل بعض من لا يعرف حقائق شرف السعادة بالشهادة يعتقد أن الله لا يتعبد بمثل هذه الحالة أما سمع في القرآن الصادق المقال أنه تعبد قوما بقتل أنفسهم فقال تعالى ﴿ فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم﴾ . ولعله يعتقد أن معنى قوله : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) انه هو القتل وليس الأمر كذلك وإنما التعبد به من أبلغ درجات السعادة ولقد ذكر صاحب المقتل المروى عن مولانا الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآية من ما يليق بالعقل ، فروى عن أسلم قال : غزونا نهاوند وقال غيرها واصطفينا والعدو صفين أر أطول منهما ولا أعرض والروم قد ألصقوا ظهورهم بحائط مدينتهم فحمل رجل منا على العدو فقال الناس : لا إله إلا الله ألقى نفسه إلى التهلكة . فقال أبو أيوب الأنصاري إنما تؤولون هذه الآية على أن حمل هذا الرجل يلتمس الشهادة ، وليس كذلك إنما نزلت هذه الآية فينا لأنا كنا قد اشتغلنا بنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتركنا أهالينا وأموالنا أن نقيم فيها ونصلح ما فسد منها فقد ضاعت بتشاغلنا عنها فأنزل الله أنكال لما وقع في نفوسنا من التخلف عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا صلاح أموالنا ﴿ولا تلقوا بأيد بكم إلى التهلكة﴾ معناه إن تخلفتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقمتم في بيوتكم ألقيتم بأيديكم إلى التهلكة وسخط الله عليكم فهلكتم . وذلك رد علينا فيما قلنا وعزمنا عليه من الإقامة وتحريض لنا على الغزو وما أنزلت هذه الآية في رجل حمل العدو ويحرض أصحابه أن يفعلوا كفعله أو يطلب الشهادة بالجهاد في سبيل الله رجاء الثواب الآخرة . أقول : وقد نبهناك على ذلك في خطبة هذا الكتاب وسيأتي ما يكشف عن هذه الأسباب.
فظاهر هذه العبارة انه تكليف تعبدي خاص ثم ذكر روايتين مفادها انباء النبي وامير المؤمنين بقتل الحسين ثم قال ابن طاووس اقول انا ولعل من لا يعرف حقائق شرف السعادة بالشهادة يعتقد ان الله لا يتعبد بمثل هذه الحالة فلعل عبارته تفيد التعبد الخاص وقد يؤول كلامه على المواساة ... اما سمع في القرآن الصادق انه تعبد قوما بقتل انفسهم قال تعالى فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم مع ان الفقهاء فسروا هذه الاية على القاعدة وليس تعبدا خاصا ولعله يعتقد ان معنى قوله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة انه القتل ...
فالسيد بن طاووس يقول ليس معنى التهلكة هو القتل وانما يأتي هنا برواية ان الفرار من الجهاد هو القاء النفس في التهلكة يعني عكس المعنى الرائج فسبب نزول الاية عكس ذلك تماما ان جماعة من المسلمين في الصدر الاول بدأوا يبتعدون عن الجهاد والقتل في سبيل الله تحت ذريعة ادارة معاش الاسرة والعيال والعشيرة فنزلت الاية ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة يعني ابتعادكم عن القتل في سبيل الله لاجل الدنيا هذا هلاك في المصير يعني هذا هلاك اخروي وليس دنيوي فالسيد ابن طاووس يفسر الاية بهذا المعنى فيقول التعبد بالقتل من ابلغ درجات السعادة فهو ينقل عن مقتل هناك يقول وقد ذكر صاحب المقتل ولم ار اطول منه يعني اما في فتح فارس او الروم فالراوي يذكر احد الترديدين وابو ايوب الانصاري من حواري امير المؤمنين خزيمة ابن التيهان وهذا من وزراء الحكومة المركزية لصاحب الزمان لانه ذو الشهادتين يبعث ويكون ضمن السبعة والعشرين وزيرا داخل الثلاث مئة والثلاثة عشر .
فاذا دار الامر بين التهلكة الدنيوية والاخروية فالاخيرة اخطر كما قال اهل البيت من قتل نفسا تأويلها الاعظم من قتل حياته الابدية الاخروية يعني اضلها لا قتل نفسا في دار الدنيا ومن احياها تأويلها الاعظم حياتها الابدية اي هداها وانما تأويلها الاصغر هذه الحياة الدنيوية فكلمة الهلكة او القتل او الاحياء في منطق القرآن بلحاظ الاخرة اعظم مصداقا من مصاديق الدنيا والحال ان هذا التفسير لهذه الاية بسبب النزول معقول بحسب القواعد لا تلقوا بايديكم الى التهلكة يعني التهلكة الاخروية اخطر من تهلكة الدنيا فاذا دار الامر بين التهلكة الدنيوية والاخروية فالاخيرة يجب ان تتجنب وان وقع الانسان نفسه في التهلكة الدنيوية كما في حرمة الفرار من العدو ومن ثم في قضية مؤتة لما رجع خالد بن الوليد مع الذين فروا من قتال الروم فاخذ نساء اهل المدينة يعيرونهم بالفرار الى مدة فشكوا ذلك انه نحن نعير بخلاف جعفر الطيار وزيد ابن حارثة وعبدالله ابن رواحة استشهدوا .
فالمقصود ما هو التهلكة؟ هل الدنيوية او الاخروية؟ جملة من الصحابة اعترض على سيد الشهداء انك تهلك نفسك يعني هلاك دنيوي ولكنهم نسوا التهلكة الاخروية او محو الدين وعدم الحفاظ على الدين فهناك جدلية في تطبيق الاية اي شيء مصداقها؟ وهذا بحث بديع فقهي اثاره السيد بن طاووس في غضون اللهوف واقمتم في بيوتكم حرصا على ادارة المعاش ثم يقول قد نبهناك على ذلك في خطبة هذا الكتاب فلعل كلامه يحمل على جهاد المواساة اكثر مما هو على التعبد الخاص .
ايضا ممن ظاهر عبارته التعبد الخاص في نهضة سيد الشهداء هو صاحب البحار في المجلد خمسة واربعين صفحة ثمانية وتسعين يقول مجلسي اقول قد مضى في كتاب الامامة وكتاب الفتن اخبار كثيرة دالة ... وهذه النظرية واضحة وصريحة في التعبد الخاص ولكن نهضة سيد الشهداء العظيمة تفسيرها بهذا التفسير نوع تجميد للاقتداء بها نعم هناك تفسير ساذكره وله وجه .
فلاحظ ان نهضة الحسين القطعية البديهية قراءتها ظنية فيختلف الاعلام في قراءتها فكيف بالسير الظنية؟ فيسجل باحث من الباحثين قراءة لتلك السيرة الظنية وان هذا هو معناه لا غير ويقفل الباب امام اي قراءة اخرى يعني هذا كانه حسمي بتي فكأنما هو افراط في التجزم والتحكم في البحث والتنقيب ، فهناك سيرة قطعية وهي نهضة سيد الشهداء وفحول العلماء بينهم اختلاف فقسم يجعلها من جهاد المواساة والاخر من قواعد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقسم يراها تعبدا خاصا فالاراء متعددة فلا يمكن الحسم .
طبعا هذا ليس معناه الوسوسة وعدم الاستثمار فيستمر المجلسي ويقول كل منهما كان مأمورا بامور خاصة مكتوبة كأنما هو يريد يوجه من اعترضه على نهضة سيد الشهداء بانه القاء في التهلكة فبهذا المعنى هذا بيان اخر ان سيرة المعصومة القطعية لا يصح ان نعترض عليها بقواعد ثابتة في الدين لانه تطبيقنا ظني لان البراهين الدالة على عصمة المعصوم اقوى دلالة من القضايا التي تتشكل في اذهاننا وهذه قاعدة مهمة .
مثلا الصحابة في صلح الحديبية اعترضوا على سيد الانبياء بسبب تحريش فلان وحرضهم على التمرد على رسول الله ان هذا الصلح ذلة ونحن لدينا امكانيات وقوة فلم نعطي الذل والدنية من انفسنا ؟ ويقول ما شككت في الدين مثل يوم الحديبية والحال ان واقع الصلح ليس هكذا ومع ان الصحابة في مشهد يقيني وامامهم فعل رسول الله ولكن يعترضون فبقي تطبيقها ظني من قبلهم والحال ان الوحي يقول هذا ليس فقط انجاز عظيم بل هو فتح مبين لاحظ الوحي كيف ينظر لواقعيات الامور وادراكات البشر القاصرة كيف تعترض وتتمرد على رسول الله ؟ يقولون كيف نعطي الدنية من انفسنا ومن ديننا وكان الفا ونيفا من الصحابة مع النبي انطلقوا من المدينة الى العمرة وصدتهم قريش والقضية معروفة فالنبي تدارك تمرداتهم ومن ثم جدد البيعة والتعهد انه لا تتمردوا مرة اخرى فسماه بيعة الرضوان او بيعة الشجرة حيث هناك شجرة في الحديبية فنزلت الاية انا فتحنا لك فتحا مبينا لان هذا الصلح هو فتح مبين لان سبب دخول كثير من القبائل العربية في دين الله افواجا فصارت الغنيمة لرسول الله لا لقريش ولكنهم لا ينظرون ولا يعلمون بهذه التداعيات من دون الغيب ، فبدون حرب جذب رسول الله جماهير كثيرة من القبائل العربية لذلك سماه القرآن بالفتح وليس نصرا عسكريا او سياسيا هو فتح والاخير يستخدم حول الانجاز الحضاري في القرآن .
فافرض حتى لو كانت هناك قواعد قطعية انت تريد ان تطبقها بشكل ظني فهل انت عندك التدبير التنفيذي كالوحي فتعترض على سيد الانبياء او الامام المعصوم او صاحب العصر ؟ فهذه قاعدة جدا مهمة يتعرض لها المجلسي وهي من القواعد المهمة وحتى نهضة سيد الشهداء المفروض ان عبد الله ابن عباس يدرك ان سيد الشهداء منصوب من قبل الله حتى بمنطق علم الكلام وليس بمنطق العرفان نعم كنصيحة بحث اخر اما عدم متابعة سيد الشهداء لا مبرر له .
تارة انا اقول للمعصوم يا مولاي هناك عدو فهذا ليس من باب الرد والاعتراض هذا نصيحة اما تارة اصر على انه رأي المعصوم غير صائب فلا ، نعم يجب ان اتعامل بالاسباب الظاهرية المادية في نصرة المعصوم هذا صحيح مثل اشارة سلمان على رسول الله ان يحفر الخندق لكن هذا ليس معناه ان سلمان لا يعتقد بالعلم اللدني للنبي وهذه نقطة لطيفة في كيفية التعامل مع المعصوم فمعرفة سلمان بسيد الانبياء ليس كبقية الصحابة لكن مع ذلك سلمان في الظاهر يشير على رسول الله وليس معناه انه يخطئ او يتمرد او يعترض انما هو نوع من النصرة لاحظ الكثير عندهم هذه النظرة انه ما دام المعصوم مزود بالعلم اللدني والقدرة الملكوتية .
فلا تقل انا اذا امرني الامام امتثل والا ما ابتدر من نفسي ، اي منطق هذا؟ هذا منطق الخذلان والتقاعس المعصوم معصوم لكن الله ليس امره جبر ولا تفويض للبشر وانما امر بين امرين فانت وازن بين الغيب والمادة سلمان مع انه له معرفة بالبعد الملكوتي لسيد الانبياء وتختلف عن عبد الله ابن عباس ولكن كان يقترح على الرسول ص وهذا مر بنا مرارا فمعرفته بالنبي وبامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين كان عبر المكاشفات ولو هي مكاشفات ليست نبوية ولا اصطفائية فهو يشهد بالوجدان نور النبي فهو اعظم من لقمان يعني عنده امور لدنية بنص من النبي المصطفى وبنص امير المؤمنين والائمة وهذا لا يمنع سلمان ان يناصر بالاسباب المادية سيد الرسل واهل بيته .
هذه معادلة اخرى في كيفية التعامل مع المعصوم نعم المعصوم مؤيد فليكن ولكن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ان تنصروا الله ينصركم صحيح ينصركم الله غيبيا وباسباب مهولة لكن الله يشترط الحركة ويؤمنكم ايها الامة ويشترط النصر والمؤازرة لمن بعثه اماما او رسولا او نبيا ، هذه جدلية في كيفية التعامل مع المعصوم .
مثلا ابو الفضل العباس لم يقل في نفسه ان الحسين عنده ملائكة وقدرة فيترك نصره اشهد انك بالغت في النصيحة فالجانب الغيبي في سيد الشهداء شيء ووظيفة ابي الفضل العباس شيء اخر ويقول وقبله واعطيته غاية المجهود وبالغت في النصيحة فلاحظ كيف المنطق يتوازن عند العباس؟ كما ان الرسول يقذف امير المؤمنين في اللهوات والخطرات كما تقول الصديقة ان يغامر امير المؤمنين في نفسه في الذود عن رسول الله فمعنى التعامل مع المعصوم ليس انه ابقى اتفرج اذا امرني امتثل والا فلا فنحن وظيفتنا ان نقدم اقصى ما يمكن من اعداد القوة والنصر للمعصوم ولا يمكن ان تقول ان صاحب الزمان موجود ويكفينا الشرور ونحن نتفرج هذا ليس منطق في التعامل مع المعصوم النصرة في الاصل هي واجبة كونوا مع الصادقين وليس ابتعدوا عن الصادقين يعني انصروهم فنصرتي لكم معدة فانت تحرى وانظر ما هي الاسباب المادية لاهل البيت؟ لا ان تتفرج .
اذن في التعامل مع المعصوم التذرع بالغيبيات لعدم النصرة هذا خذلان لهم ، فهذه قاعدة مهمة في التعامل مع المعصومين ومنهاج وراية اهل البيت القاعدة السابقة التي تعرض لها المجلسي هو اننا لا يصح ان نعترض ولو بقواعد قطعية على المعصوم ان كان التطبيق ظنيا بل حتى لو كان قطعيا قد تكون هناك مزاحمات بقواعد اخرى نظير ما جرى بين النبي موسى والخضر اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا امرا قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا فالقاعدة قطعية والتطبيق قطعي الا انه لم يلتفت النبي موسى للتعليم اللدني لدى الخضر فهناك المزاحمات اقوى وقواعد اخرى اقوى ، فلانه ادى البرهان على العصمة فليس لي ان اعترض على المعصوم بقاعدة ظنية او حتى قاعدة قطعية والتطبيق ظنية بل قاعدة قطعية بديهية والتطبيق بديهي ايضا خطأ لانه ليست لدينا محاسبات كل القواعد في منظومة الدين ففي هذه القواعد الثلاث لا يمكن الاعتراض على المعصوم نعم الاستفسار من المعصوم صحيح ولكن ليس استفسار استنكاري وانما اسأل تفهما لا تعنتا او تمردا .
ان مراد النبي موسى ان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا انه في القضايا الامنية افراد المنظومة الامنية لا يتلكؤون في تنفيذ العملية الامنية تحت اي ذريعة انه ما هي الوجهة وما هي الخلفية؟ حينئذ سوف تفشل العملية الامنية وانما يجب ان يكون التنفيذ سريعا خاطفا والا اذا صار تمجمج فتفشل القضية الامنية يعني طبيعة الجهاز الامني كما يبينه القرآن لنا في قضية الخضر وموسى هي هذي هي يعني حتى السؤال تفهما اثناء عملية التنفيذ لا يصح هذا يفشل البرنامج .
في غزوة احد تمرد المسلمون على رسول الله ففشلوا ، حيث الرماة كانوا فوق احد وتمردوا وتلكأوا وتبلبلوا ففشلوا كان امير المؤمنين اذا بعثه النبي الى امر انطلق كالحديدة المحماة هذه ليست عمياء وانما ذكاء الادارة والتدبير واذا يكون هناك تلكؤ لا تتم العملية .
فلان وفلان عندما بعثهم النبي الى خيبر او ذات السلاسل كانوا يتلكأون فافشلوا المخطط النبوي بينما امير المؤمنين يمضي بتدبير بدون ان يتلكأ فهو قمة التدبير في تنفيذ ما امره الوحي في قبال فلان وفلان يقولان اهذا من عندك يا رسول الله؟ اذن هذه قواعد في كيفية التعامل مع المعصوم ، فقد يكتب الله الظهور ونبتلى انه نمتحن بصاحب الزمان فهذه قواعد يجب ان نلتفت لها وكذا في الرجعة قد يرجعون الله مع امام من المعصومين وحسب الرواية سنرجع مع كل الائمة عدة نوبات وفي البرزخ مثلا قد تكون هناك مسؤوليات وهذه القواعد في كيفية التعامل مع المعصومين لها نظام خاص .
لاحظ العبارة : كان علي اذا بعثه النبي الى شيء كان كالحديدة المحماة يعني ليس عمياوي بالعكس قمة التنفيذ والتدبير حتى قيل انه لما كان يبعثه لشيء واراد مزيد من البرنامج كان يسأل رسول الله بدون ان يلتفت الى الوراء كي لا يكون هناك تلكؤ مثلا في قضية مارية بعثه النبي الى مشربة ام ابراهيم لم يكن تلكؤ من امير المؤمنين وانما مزيد نصرة لرسول الله حتى ان النبي دعا له يعني ان هذه الضميمة منك ضرورية بدون يلتفت الى الوراء فهذه قواعد مهمة في كيفية التعامل مع الائمة .
كذلك في قراءة النص التاريخي والسيرة القطعية بل حتى الظنية من قال انه في تلك السيرة الظنية الامام عندما فعل هذا الفعل ليست هناك قواعد اخرى خفيت علينا ولو تلك القواعد هي قطعية وتطبيقها ايضا قطعي فلا يمكن ان تقول لان القاعدة قطعية والتطبيق قطعي اذن هذه السيرة الظنية مكذوبة على الامام كلا قد تكون هذه السيرة الظنية لها وجوه اخرى وانت لم تلتفت اليها نعم انت قد تعترض بقواعد قطعية وتطبيقها قطعي في ذلك الموطن الذي كانت في سيرة المعصوم لكن قد يكون هناك قواعد اخرى محتملة خفيفة علينا فلا تقل انا لا اقبل تفسير العسكري لانه فيه فعل المعصوم بكذا وكذا وهذا يخالف القواعد فمن قال لك المورد منحصر بتلك القواعد كي تضعف كتاب تفسير العسكري برمته ؟
فلاحظ هذا البحث كما يجري في النصوص التاريخية وقراءات التاريخ يجري في علم الرجال واعتبار كتب الحديث وكثير من الاعلام يستشكل في كتاب حديثي لاجل هذه النكتة واعتراضه ليس بصحيح فلاحظ كيف يتدخل علم الكلام مع الفقه بشكل منظومة فكرية
الاسئلة والاجوبة :
طبعا هو نفس الامام الحسن مثل لصلحه او لهدنته مع معاوية بصلح جده المصطفى قال واعترضوا عليه ولم يعرفوا وجه الحكمة ثم وجه الحكمة الامام الحسن في رد اعتراض المعترضين بصلح الحديبية والمدهش في امير المؤمنين هو جمع جانب الصلح والمواجهة في سيرته يعني سيرة الامام الحسن والحسين اذا تجمعهما تجد انه قد اتى بهما امير المؤمنين فتارة يصالح واخرى يحارب جمعت في صفاتك الاضداد وهكذا كان رسول الله مجمع لجوانب عديدة .
مثلا في التحكيم اعترض عليه الخوارج قال ع : الم يصالح النبي في صلح الحديبية كما ان العهد المكي للنبي كان بشكل والعهد المدني بشكل اخر وهذه نكتة جدا مهمة يعني مجمع موارد ومواقف عديدة قد يشتبه الحال وسوف نتعرض للفرق بين نظرة عبدالله بن عباس وموقفه وممشاه مع ممشى سلمان ، يعني كما قد الفت موسوعة في خمسة عشر مجلد في عبدالله بن عباس يجب ان تؤلف موسوعة ثلاثين مجلدا في سلمان ونهجه وانعم بالنهجين فلكي يصير التوازن في الرؤية يجب ان يؤلف ذلك فكما لدينا في تلاميذ النبي وامير المؤمنين والحسن والحسين عبد الله بن عباس وعندنا منطق جدل وكلام وموازين ظاهرية كذلك عندنا منهج سلمان .
طبعا نحن دون ان نقاضي عبدالله بن عباس ولكن فكريا كنهج لا يمكن ان اجعل عبد الله بن عباس قدوتي الوحيدة وارفض سلمان هو ايضا قدوة فسلمان قدوة بنموذج اخر وابو ذر قدوة بنموذج اخر فعندنا نماذج متعددة ولها درجات .
السؤال :
ما رأيكم حول ان ابن عباس مطلوب بملف معين؟
الجواب :
هذه منسوبة له يعني استاذنا الفاني عنده كتيب في هذا ولكن انا عندي قرينة غير الذي ذكره السيد الفاني لدحض هذه النظرية عن عبدالله ابن عباس انه اذا كان هو مطلوب بملف معين كيف عند احتضار امير المؤمنين كان موجودا في الكوفة ؟ لانه اليوم الثاني من دفن امير المؤمنين في الخطبة التي خطبها الامام الحسن بعد الخطبة دعا عبد الله بن عباس المسلمين والمهاجرين والانصار لعقد المبايعة مع الامام الحسن مع انه موجود في الكوفة فاذن هو كيف مطلوب بملف ويقوم بهذا ؟
اذن هذا ليس صحيح نعم يمكن هو عبيد الله ابن عباس او شخص اخر من بني هاشم لان اسم عبد الله بن عباس لم يذكر في خطبة نهج البلاغة وانما ابن عمنا وهذا كالعبارة الاخرى في نهج البلاغة مثلا قال لله بلاء فلان من الاول او من؟ فمن هذا القبيل كثير موجود فليس الكلام في شخصية ابن عباس وانما كلامنا ان الموازنة بين عبد الله بن عباس وسلمان هو كيف؟ وهما نهجان وفعل المعصوم غالبا فيه زوايا كثيرة .
بعض المحققين يقولون فعل معصوم الاصل فيه الاجمال الا ان يوضح بنص لفظي ونحن هذا لا نقبله وانما الزوايا فيه واضحة لكن غالبا يبقى في فعل المعصوم زوايا مجملة تفسيرها من هذا الباب ويقول الامام الصادق اكثر المذاهب الاخرى سبب انحرافها في فهم سيرة النبي بسبب عدم معرفتهم بالزوايا المجملة في ابواب الفقه والعلوم الدينية حتى لاحظ قول المعصوم من اي جهة يعني المضمون غير قول المعصوم من جهة ان المعصوم اصدر هذا القول ، فهذا القول فعل وليس قول يعني يقول لماذا قال المعصوم هذا؟ اي لماذا تفوه بهذا القول كفعل؟ هذا الفعل زواياه مجملة من التقية وغيرها يسمونها جهة الصدور يعني الفعل فيها زوايا عديدة اما نفس القول فهو دائما ابين من الفعل يعني نفس هذا القول من جهة المقال اوضح من الفعل واما من جهة اصدار المقال واصدار القول ففيه زوايا مجملة .
فالقول ابين من الفعل من جهات وان كان الفعل ابين من القول من جهة يعني الفعل هو نص في الجواز قد الكلام يحتمل الجواز يحتمل التقية يحتمل الكراهة والتأويل لكن الفعل نص في المشروعية والرجحان فهناك زوايا يمتاز بها الفعل وزوايا يمتاز بها القول ، لذلك في الجمع في الدلالة لا يتسرع الباحث ان يكتفي بنص ونصين وفعل وفعلين وانما منظومة الادلة هذا في مقام التنظير اما الباحث غير المعصوم سواء كان فقيه او غير فقيه في مقام التنفيذ مع المعصوم لو كنا في حياة حضور المعصوم او عند الظهور او في الرجعة مع الامر التنفيذي وفي مقام التنفيذ فننفذ ولا نسأل .
هذي كما مر بنا هو في تعامل المعصوم مع المعصوم فكيف نحن غير المعصومين مع المعصوم؟ فلا تسألني عن شيء ولا تعترض حتى تفهم فلا تلكؤا عندما يقول لا تسألي ليس لا نتفاهم حتى احدث لكم منه امرا ففي مقام التنفيذ التلكؤ والتمجمج والتردد هذا يفشل العملية التنفيذية وكما في قضية الخضر وموسى قال الرسول لو صبر اخي موسى على فعل الخضر لرأى العجائب وايضا استشهد الامام الحسن بما جرى بين الخضر وموسى واستشهد بصلح الحديبية وعدة شواهد .
سؤال :
ماذا عن رواية السيد بن طاووس في مقتله عن مقتل اخر؟
الجواب :
هو في مقتله يروي عن مقتل قبله ولم يذكر اسمه وهنا بالمناسبة اذكر لك فائدة رجالية جدا مهمة مثلا لو تفحصنا كتب العلماء كالطوسي والمفيد والمرتضى وابن براج الى ابن زهرة الى ابن ادريس والعلامة الحلي وابن طاووس والشهيد الاول والشهيد الثاني والكركي سنقف على قائمة فهرسية من كتب العلوم الدينية كانت بحوزتهم لم تصل الينا سواء في الحديث وفي التفسير وفي المقتل فجرد كامل لهذه الاسماء في كل الكتب هل وفق لها المحقق الطهراني ام لا ـ انا لا انفي ولا اثبت لانها عملية شاقة جدا يعني انا اجد كل كتب السيد بن طاووس واسماء المصادر التي ذكرها سواء ذكرها في الابتداء او في ضمن الاثناء بشكل عسعس هذي مسؤولية الكل ، السيد ابن الطاوس في الربع الاخير من كتاب مهج الدعوات يذكر ان مصادر كتب الحديث لديه فقط في الدعاء سبعين مجلدا يعني ثلاث مئة مجلد بطبعة الان كالبحار هذه اين راحت؟ السيد الخوئي اعتمد على مراسيل الاقوال الرجالية في علم الرجال على دعوى السيد بن طاووس ودعوى المحقق الطهراني فاعتبر ان مراسيل الرجال كلها تكون متصلة ومستفيضة او متواترة .
قال السيد بن طاووس ان في مكتبتي مئة ونيف من كتب الرجال لاصحابنا والسيد الخوئي قال اذن هذا تواتر ، فاذن اقوال النجاشي او الطوسي او الغضائري او العقيق او البرقي ليست مرسلة نعم صورة مرسلة ولكن عندنا علم اجمالي بل تفصيلي بانها مسانيد معتبرة مستفيضة يعني دعوى واحدة جعلت السيد الخوئي يصير كالاخباريين في علم الرجال .
اذن فهرست هذا الكتب جدا مهمة سواء في علم الحديث والتفسير والتاريخ والمقاتل هذه الكتب لو ترصد سوف نجد تراثا متواترا في كل حدب وصوب كما يقول السيد احمد الاشكوري بانه خمسة وثمانين او تسعين بالمية من التراث المخطوط لعلماء الامامية في مكتبات العالم الذي شاهدها لم تطبع وكلام السيد في الكتب الواصلة فاصل النسخ يجب الا نفقدها اما بحث صحة النسخة فبحث اخر .
مثلا المخطوطات الواصلة في اليمن في اسبانيا في اسطنبول في الهند في باكستان لم تنضد الكترونيا ولم تنشر لا حروفيا ولا ورقيا ولا حجريا وانما مخطوطة فيجب ان ننشرها اولا ثم تأتي مرحلة ثانية صحة النسخة ومقارنتها مع النسخ الاخرى وهذا تراث وحياني لم تحدث له تعبئة كبيرة فهذا اعظم جهاد يعني تبديل النسخ المخطوطة الى نشر الكتروني حتى لو ليس تصحيح نهائي وبدون تحقيق .
انا اقول لكثير من المؤسسات قبل التصحيح انشروها الكترونيا على ما هو عليه من الخطأ كي لا يضيع مثلا الان عندنا كتاب في الحديث اسمه المزار القديم طبع حجريا ولم يطبع حروفيا مع انه يستند اليه الميرزة النوري والشيخ عباس القمي وكل المتأخرين لانه من القرن السادس ومنسوب للراوندي او غيره وفيه زيارة الناحية وكثير من الزيارات فلاحظ في بداية الكتاب السيد ابن طاووس ذكر متون الزيارة الناحية مما يدلل على انه يبني على الزيارة الناحية كناشرات الشعور؟ وانا وجدت لها خمسة مصادر قديمة يعني لو نريد ان نجرد ونجعل فهرست فهو شيء عظيم جدا في كتب الاصحاب قرن قرن كتب التفسير والمقاتل والحديث والرجال الى ما شاء الله ليعلم ان المذهب الامامي والاثني عشري متواتر في العلوم الدينية جيلا بعد جيل ويدا بيد .
التراث وصلنا وليس احد يكترث به والاسكنر اسهل من التنضيد مثلا في اليمن والهند وباكستان والخليج ولبنان وفي المكتبة الاسكندرية والزيتونة احد المشايخ يقول وجدت كتب للعلماء الامامية غير موجودة في الذريعة ولكنها في مكتبة الزيتونة في تونس فالاسكنر اسرع من الالكترونيات عندنا مكتبة اسكانر مهولة فيبدأ التنضيد ويبدأ جدول فهرسه ان هذا الكتاب من سنة كذا لفلان علم .
الان مثلا مخطوطات الاسكندرية اول ما فتحت قبل عشرين سنة كانت ممنوعة لكن الان مبذولة حتى في الانترنت فلا عذر لنا لا اقل ننزل الكتب الامامية يعني بشكل صورة ، بعض المكتبات الان حتى في الانترنت يمكن الوصول اليها وانت جالس في بيتك ولكن بحاجة الى مشروع جبار ضروري يرصدها فهذي الخطوة ضرورية فانت ايها المشككل هل رصدت المخطوطات ؟ على الاقل قم بعملية الاسكانر عندك رصيد مالي ابدأ بالاسكنر وحتى لو ذاك صاحب المكتبة لا يعطيك اعطه هدية لكي يسويه سكانر فهذه عملية خطرة لابد ان تنجز حتى في النجف بعض التجار قالوا تباع المخطوطات سرا من تجار بثمن بخس الى الخارج فهذا امر جدا ضروري للتراث ، فاعظم خطوة لحفظ التراث هو الحفظ ثم تأتي المباحث الاخرى.