/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (65)/سلسلة في الشعائر الحسينية

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (65)/

كان الكلام عن هذه القاعدة ان النص التاريخي في سيرة النبي وال بيته سواء كانت السيرة قطعية فضلا عن ان تكون ظنية ليس بالضرورة ان يكون ما انجز من علوم دينية باجتهادات علماء الاعلام هو تفسيرا لتلك السيرة لان ما انجز من جهد وسعي مشكور لعلماءنا الاعلام هذا ليس تنقيحا لكل المواد في تلك العلوم الوحيانية حيث مر بنا انه عندنا منظومة وحيانية خاصة بالمعصومين والضرورات الدينية التي لدينا هي قناة الى مساحة من ذلك الوحي فاليقين والضرورة اعلى من القطع .

المنظومة الثانية هي المنظومة النقلية ويجب الا نخلط بين العلم الوحياني او العلوم الوحيانية والعلوم النقلية فالاخيرة هي روايات وايضا المصحف الشريف يعني من جهة الكتابة والنقش ، فهناك كثير من الخلط بين العلوم الوحيانية والعلوم النقلية والحال انهما منظومتان سواء كانت قطعية متواترة او ظنية فهي قناة لنقل المواد الوحيانية فالوحي شيء اخر يعني كثير من العلمانيين يخلطون بين المنظومة الوحيانية واحكامها التكوينية واثارها الشرعية مع المنظومة النقلية .

المنظومة الثالثة هي اجتهادات العلماء في العلوم الدينية فهي مساحات وراء العلوم النقلية اللفظية وهي مساحات تنسب الى الدين والى الوحي والى الله ورسوله وليست نسبة قطعية او ظنية هذه نكات جدا مهمة يجب ان نفرق بين منظومات ثلاث فالعلوم الوحيانية علوم لدنية ملكوتية والعلوم النقلية هي كالحديث والمصحف ، وهناك علوم الاجتهادية في العلوم الدينية من سبل الدين سواء بنحو القطع او الظن المعتبر فهي منظومات ثلاث يجب ان لا نخلط بين بعضها البعض .

نعم المصحف الشريف الفاظه وحيانية ولكن هذا انزل مراتب الوحي فهو من بعد نقلي يكون وحياني اما الدلالة بحث اخر فالمصحف الشريف شيء والدلالة بحث اخر الدلالة تدخل في المنظومة الثالثة هاي الاجتهادات اذا كانت ضرورية تندرج في المنظومة الاولى اما النقل الحسي يندرج في المنظومة الثانية ودلالة الاية تندرج في المنظومة الثالثة فهناك ابعاد متعددة وهذا الذي يخلط ويخبط كالعلمانيين او الحداثويين او حتى بعض المفسرين فهو يقع في متاهات والتمييز بين هذه المنظومات الثلاث سنخا في علم الاصول والكلام وحتى علم الفقه بالغ الاهمية وقليلا ما يحصل التمييز الا عند بعض رواد الاعلام فغفلة يحصل الدمج بين المنظومات الثلاث .

شبيه لهذا البحث بحثه الاصوليون في الكتاب والسنة اي الحجج الاربعة قالوا ما المراد من الكتاب والسنة اثباتا او ثبوتا فهذه الثلاثية التي نحن ذكرناها تعطي نظرية المعرفة الدينية بشكل مهم وتفيد في مباحث كثيرة ويجب ان نميز ولا نخلط بينها .

نرجع الى مبحثنا ان سيرة النبي واهل البيت في النصوص التاريخية قطعية كانت او ظنية ليس من الضروري ان يكون ما انجز من ابواب اجتهادية كافية لتفسير هذه السيرة القطعية فضلا عن الظنية فما انجز من ابحاث ليس كاف فالمنظومة الثالثة لا تستوعب المنظومة الاولى ولا الثانية فضلا عن الاولى وهذا بحث في نظرية المعرفة مهم جدا .

امس مر بنا قضية الخضر مع موسى وقضية النبي ابراهيم فحتى في الانبياء هناك طبقات في الوحي فضلا عن غيرهم ونستطيع ان نقول هذه النظرية في المعرفة هي ام الحجج وهذا في مقابل من يريد ان يحسم تحليل القضية كلها بقراءة فقهية او كلامية فيسد باب الاجتهاد مثلا يقول هذا هو الوحي المنزل او يريد ان يدعي ان المنظومة الثانية حدودها محسومة فنأخذ نموذجا نهضة سيد الشهداء اليوم كنت اسمع لاحد الاجلة وهو كان رئيس القضاء في البحرين ومجتهد رحمة الله عليه اثار نكتة لطيفة في سبب نهضة سيد الشهداء وخروجه فهو يشكل في تسمية هذا الخروج بالمعنى المصطلح قال كلمة الخروج بالمعنى المصطلح من تسويق بني امية والسقيفة والا بالمعنى المصطلح هذا ليس خروج لان الطرف الاخر وهو يزيد حسب مباني السقيفة ايضا لم تكن له خلافة شرعية فضلا عن رؤية مدرسة اهل البيت وهو النص الشرعي لان الاتفاق الذي كان بين الامام الحسن ومعاوية هو ان بعد الاخير يكون الامر للحسن ع وبعد الحسن يكون للحسين فكيف هذا الاتفاق ينقض؟

فاذن حتى بحسب منطق البيعة والسقيفة فان يزيد لا خلافة له ولا بيعة فمن ثم الصحيح ان لا يقال لنهضة سيد الشهداء خروج بالمعنى المصطلح عندهم نعم الخروج اللغوي بحث اخر انما خرجت لطلب الاصلاح ولكن هذا الكيان لا يحمل الشرعية بحسب منطق ومدرستهم اتفاقا اهل الكوفة والعراق بل اهل الشام ارسلوا الى سيد الشهداء بالبيعة فالبيعة عقدت للحسين لا ليزيد وانما الاخير متغلب على جهاز السلطة من دون ان تكون له شرعية حرمة الخروج على السلطان فهم يريدون يلبسون سيد الشهداء انه خرج يعني هناك سلطة رسمية ، كلا ، اصلا من بايع يزيد؟ بالعكس المهاجين والانصار عقدوا البيعة للامام الحسن بعد امير المؤمنين وما استشكلوا في ذلك لكن نفسهم طعنوا على معاوية انه يجبر على بيعة ابنه ويجعلها كسروية يعني نفس المهاجرين والانصار استنكروا الخلافة الوراثية في بني امية ولم يستنكروا الخلافة الوراثية في بني هاشم وكانت بيعة المهاجرين للحسن بادارة وايعاز من عبدالله بن عباس للامام الحسن وصار ع الخليفة ومن ثم يسمونه الخليفة الخامس وهو على الموازين الذي عندهم وايضا عقدت البيعة للامام الحسين .

فعلى الموازين الذي عندهم الامام الحسين ليس خروجه غير شرعي ، فعلى كلتا المدرستين مدرسة الامامية او العامة انعقدت البيعة له والكتب كلها بمثابة بيعة للامام الحسين فهو الخليفة السادس على هذه الموازين لكن نفس المهاجرين والانصار لم يستنكروا على انفسهم ان يعقدوا البيعة للامام الحسن مع انه ابن لامير المؤمنين لماذا لم يسموها كسروية؟ هذا يدل على ان في بيت النبوة الوراثة اصطفائية وليست ملوكية وقيصرية فبعد استشهاد الامام الحسن معاوية حاول ان يعقد البيعة ليزيد وما استطاع ان يأخذها من كل المهاجرين والانصار الا من المتزلفين والنطيحة والمتردية ، فهم طعنوا على معاوية في اصراره على عقد البيعة ليزيد بان هذا جعل الخلافة ملوكية قيصرية وليست خلافة دينية فهنا يدل على انهم يفرقون بالضرورة بين بيت بني هاشم وغيرهم فبيت بني هاشم وراثة اصطفائية .

لماذا بنو امية يعبرون خرج؟ هم يريدون ان يعطوه رسمية مع انه لاشرعية بحسب مدرسة السقيفة ليزيد دع عنك ما كتب في القرن الثالث او الثاني او الرابع ان الشرعية بالتغلب هذا بعدين حصل هذا المنطق ما موجود هذا الكيان لا شرعية له لا على مدرسة اهل البيت ولا على السقيفة فالتغلب وجه استحدث عند علماء العامة في القرن الثاني او الثالث اما في ذلك الوقت بين المسلمين والمهاجرين التغلب ليس بمنطق القوة .فهذا الملعون اراد ان يوصم سيد الشهداء بهذا التعبير انه اين الشرعية الموجودة في يزيد حتى على منطق السقيفة كي يقال للسيد الشهداء انه خارج .

انا اذكر هذه الامور كي نرى ان الفقهاء واعلام الامامية هم في تعدد اراء في كيفية تخريج سيد الشهداء كما يقول الكثير من الكبار النهضة لها وجوه ومجمع لقواعد عديدة وهذه من عظمة المعصوم ان فعله ينطبق عليه زوايا عديدة وهذه الزوايا ليست كلها لها عموم ازماني في فعل المعصوم ولكن لها انطباق ولو على مقطع زماني، فخروج سيد الشهداء من المدينة كان لها تخريجات ومن مكة الى كربلاء لها تخريجات وفي ارض كربلاء لها تخريجات فلا نظن انها تخريج واحد بل حتى من مكة الى كربلاء بلحاظ المنازل والمقاطع والظروف والملابسات لها عدة تخريجات فالقراءة لفعل المعصوم اجتهادية وان كانت السيرة قطعية لكن قراءتها بالمنظومة الثالثة وكون انها سيرة قطعية بإلحاظ المنظومة الثانية والاولى .

نرجع الى كلام السيد المرتضى وتخريجه وحبذا لو يكتب كتاب في اراء عشرة قرون من اعلام الامامية لنهضة سيد الشهداء وسنجد ان القضية معقدة وصعبة جدا وهذا ان دل على شيء فيدل على ان قضية العمل السياسي والاجتماعي العام والعقائدي واقامة الدولة والحكومة على طول المسيرة له زوايا عديدة جدا وعبر في بيانات اهل البيت عن سيد الشهداء انه ثائر وكذلك عبر عن الامام الثاني عشر فالسيد المرتضى عنده ان سيد الشهداء عجل الله فرجه - وهذه عبارة صحيحة وفي عدة زيارات لكل امام اللهم عجل فرجه يعني في الرجعة ففي احدى زيارات العسكريين ورد انه في دولتهما يعني كانت دولة الهية خفية او ملكوتية او غيبية فكل امام عنده عدة دول في امامته كما ان صاحب الزمان له عدة دول غير دولة الظهور وهذا حتى في اصطلاح العلوم السياسية الحالية عندما يكون زعيم طائفة يعني زعيم دولة اجتماعية وكثير من ذوي النشاط السياسي يتبعون نهج دولة الظل فالائمة كانوا يمارسون عدة دول نعم الدولة الرسمية كانت عباسية او اموية او سقيفية لكن لا انهم ليس لهم دولة .

لاحظ نفس تعبير امير المؤمنين انا لكم وزير خير لكم مني امير فالوزير له سلطة ما علينا ان امير المؤمنين في ضمن الخلافات السابقة عليه ما كان وزير بمعنى انه يكون اصبعا لهم كان هو غرفة تحكم يوجه الثلاثة بقدر ما يستجاب له لذلك ذكرنا في كتاب عدالة الصحابة ان بعض المحققين في التاريخ يرون فتوحات فارس كلها بتخطيط رسول الله وامير المؤمنين وكذلك فتوح الروم والشام فالذي وضع الخطة الاستراتيجية هو رسول الله في يوم الخندق فبشر بكذا وكذا وتفاصيل الخطة كانت على يد امير المؤمنين فالائمة يمارسون دول عديدة .

لاحظ قريش لما عرضت عروضها على سيد الانبياء في بداية دعوته وجعلت اباطالب وسيطا بينها وبينه فقال يا عم لو وضعوا الشمس في يدي فالشمس قدرة تكوينية هذه بالقياس الى القدرة التكوينية التي اعطاها الله للنبي ليس بشيء فقال لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بشمالي لما تركت هذا الامر لان الامر الذي اعطاه الله عز وجل اعظم من هذا فيطيع له كل ملائكة السماوات .

فاذن هو عنده قدرة ونفوذ فنفس جهاز بني هاشم جهاز حكومي لسيد الرسل والدليل هو حادثة يوم الدار وكلهم منقادون لسيد الانبياء فبنو هاشم دولة وعبد المطلب دولة فكل اباء النبي كانوا رؤساء قريش يعني دول كانوا اقوى نفوذا اجتماعيا حتى من ابراهيم وعيسى وموسى فاباء النبي كانوا زعماء وكل منهم له دور تغيير اجتماعي في الحقبة الزمنية التي عاشها كعدنان ولؤي وهاشم الله انزل سورة كاملة وهي سورة ايلاف في مدحه لهاشم كما ان الله اجرى اصلاح اقتصادي على يد النبي يوسف كذلك هناك مدح اقتصادي حضاري لهاشم كما ان سورة الفيل مدح لعبد المطلب على خلاف التفسيرات العمومية والسقيفية لموقع عبدالمطلب بينما بنو امية وبنو مخزوم كلهم هربوا من مكة المكرمة وفروا واللي بقى هم بنو هاشم بينما الايات في صدد مدح عبد المطلب فالله انزل سورة كاملة وهي سورة الفيل ودائما الامويون يمارسون التحريف المعنوي لسور القرآن الكريم الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تضليل؟ معناه ان هناك تقدير الهي لحماية هذا البيت .

اصلا ذهاب عبد المطلب الى ابرهة هل هذا فعل شخص جبان ؟ وابرهة يقول لما رأيته وجدت فيه السيادة وهذا الطلب منه ابتزاز وتهديد لابرهة يعني قال انا رب الجمل واما قضية البيت فانت لن تستطيع فان له ربا يحميه وهذا تهديد وتوعيد له لذلك عبدالمطلب اشار لعبدالله وابي طالب انظروا من ناحية جبل قبيس تأتي الطيور فهو على علم به فلم يبق من بني هاشم الا عبد المطلب وهذا مدح من الله له وقد حصل ما حصل بدعاء عبد المطلب اما قريش فانها هربت وفرت .

هؤلاء هم الدائرة الاصطفائية الثانية يابن الاعلام اللائحة يا ابن الانجم الزاهرة لذلك عندنا في تواتر الروايات والزيارات الارحام المطهرة يعني معصومين وتطهير اصطفائي فهم ليسوا اناس عاديين فاصلاب شامخة وارحام مطهرة فكلا الوصفين موجودان اذن قراءة سيرة المعصومين القطعية او الظنية تدخل في المنظومة الثالثة وهي اجتهادات الاعلام وفيها تعقيد كثير فعملية الاستنباط مستمرة لان طبيعة فعال المعصومين غير اقوالهم وهذا عكس ما يقال فافعال المعصومين مجمع لقواعد وتخريجات عديدة فافعالهم مجمع لما هو اعظم من التخريجات ولهم من كلها المخرج فلا يمكن حسم قراءة افعال المعصوم برؤية ظنية اجتهادية وكأنها وحي منزل هو الوحي طبقات فكيف بك انت اللاوحي؟ وظنك الذي قد يخطئ وقد يصيب .

لذلك نلاحظ هنا كلام السيد المرتضى الذي نقلناه في تنزيه الانبياء يقرأ افعال سيدة الشهداء في طول هذه المنازل المتعددة بقواعد كلامية فقهية متعددة انا فقط اريد المنهج ولا ادخل بالتفاصيل ومن اهم القواعد لتفسير نهضة سيد الشهداء عند السيد المرتضى الفيصلية والنهائية ان جهاده ليس دفاعي اصطلاحي ولا جهاد بدائي ولا جهاد بغاة وانما هذا جهاد استشهادي نظير حرمة الفرار الهدف منه اما جهاد الفضائل او احياء بيضة الدين او جهاد العزة والاباء او جهاد المواساة يعني عدة ابواب وعدة جهات وهذه الابواب من الجهاد للاسف لم تبلور ولم تكتب فقهيا باعتراف السيد الحكيم وكثير من العلماء لذلك ما ينقل عن بعض الاعلام ان نهضة سيد الشهداء ما نستطيع ان نفسرها سببه هو انه مرتكز في ذهنه الشريف بان يفسر نهضة سيد الشهداء بما قد نقح من ابواب الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه الابواب باعتراف كثير من الاعلام ليس تنقيحا كاملا للمواد الوحيانية او النقلية للمنظومة الاولى فضلا عن الثانية .

فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر او ابواب الجهاد وما فهم منهما الالوف من العباقرة من علماء الامامية او الفريقين ليس الا مساحة صغيرة من الوحي اياك ان تحاكم الوحي بالمنظومة الثالثة وانما حاكمه بالمنظومة الاولى وهذا معنى فتح باب الاجتهاد لذلك لا بأس ان نلقي بعض النظر على هيكلية جهاد المواساة انت ابحث عن كلمة المواساة لاحظ الفقهاء ماذا يقولون في مدوناتهم الفقهية؟ فالمواساة قاعدة اكثر شمولية من جهاد المواساة وساذكر بعض الاحكام التي ذكرها الفقهاء طردا للباب في عسائس البحث وذكروها باجمال واختصار من دون ان يبووا ويبينوا هيكليات كاملة ، فكثير من افعال وبطولات شهداء كربلاء سواء من اهل البيت او من الانصار ليس لها تفسير في ابواب الجهاد المدونة ولا ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل تفسيرها هو بجهاد المواساة او جهاد العزة وهذا الجهاد له ادلته في القرآن وفي الروايات متواترة وهي جحفلية .

ورد في الزيارات انه احد اعظم الصفات الاصطفائية لامير المؤمنين انه واسى سيد الرسل في كل شيء وحتى بعد رحيله فما هي الفلسفة وفقه المقاصد لهذه القاعدة؟ فهذا بحث شيق جدا ومعقد ولم يبلور وهو جدير ان يستخرج من الابواب والكتب ، فهي مسالة مستحدثة ولكن ليست مستجدة الا ان الالتفات اليها مستحدث ، جملة من اسس قاعدة المواساة او جهاد المواساة حسب تتبعي في كلمات الفقهاء هو حاكم على كل المنظومة ونظام العلاقة بين الامام او النبي والرعية .

النقطة الثانية ان هذه القاعدة حاكمة على قاعدة لا ضرر ولا حرج والمشقة .

النقطة الثالثة : ان هذه القاعدة ينبثق منها جهاد المواساة وهذا الجهاد ليس شرائطه شرائط الجهاد التي ذكرت في جملة من ادلة الجهاد الابتدائي او الدفاعي او جهاد البغاة فلا يتضيق بتلك الشرائط كما اعترف السيد محسن الحكيم انه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لحماية بيضة الدين الذي لا يتقيد بشرائط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الفردي هذا فقه مرتبط بحماية الدين .

النقطة الرابعة : ان هذه القاعدة ينبثق منها المواساة وينبثق منها ابواب اخرى في المواساة .

النقطة الخامسة : والتي ذكرها الشيخ الطوسي في المبسوط وبيانه بديع يقول ان قاعدة المواساة بالمعنى العام يتقوم بالايثار وعدم العوض المادي ولو لم يكن في البين نصر مادي وغاية مادية مرجوة فالمواساة هيكلها قائم بنفسه فهو يختلف عن بقية الحروب او المعارك مثلا باب الانفاق للمواساة يختلف عن الانفاق لغير المواساة سواء انفاق الدولة او انفاق الفرد او انفاق الاسرة مثلا كثير من الانفاقات الذي يبذله المؤمنون في زيارة اربعين هذه ليست صدقة مستحبة هذه خارجة عن هذا المطلب ، فبالدقة هو انفاق مواساة ولا يتقيد بشروط ضيقة فيقول الشيخ الطوسي في المبسوط ان المواساة يتقوم بالايثار وعدم العوض يعني حتى الهدف المادي والعوض الفردي يعني العوض بمعنى الحرب العسكرية وغرض مادي عسكري او امني .

اذن هي من الواجبات والفرائض الفدائية المتمحضة في الاحسان وكلمة الاحسان وردت في كلام الشيخ الطوسي الاحسان يعني خالص عن الغرض والدواعي نقي خالص انصح الامة لرسول الله هو امير المؤمنين على الاطلاق لانه ما كان يطمع بشيء وهذا معناه الخلاص وهذه احد معاني الخلاص لله ايضا ان تعمل لاللجنة ولا لوقاية من النار وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك .

فبعض الاعلام قال المواساة منطق الاحسان وهو اعظم من العدل فهذا الاحسان اذا اتيت في الجانب العسكري والامني وفي الجانب التبرعي الخيري في المال فهو باب عظيم اخر فهو بلا غاية مادية بل متمحض في الغايات الروحية المعنوية ايضا من كلام الشيخ الطوسي في قاعدة الاحسان يقول ان باب الاحسان يختلف عن قواعد باب المعاوضات ويا لها من قاعدة عظيمة مثلا هناك بحوث خيرية ذكرها الفقهاء في اللقطة وغيرها قالوا اذا كان الفعل احسان لا يضمن المحسن اي ليس على المحسنين من سبيل فورد هذا البحث الفقهاء في ابواب عديدة قالوا قواعد باب المعاوضات والتضمين يختلف عن قواعد باب الاحسان احد ابوابها جهاد المواساة قالوا الزكاة ليست معاوضة وانما هو من باب المواساة ورتبوا على ذلك اثار كثيرة .

الاسئلة والاجوبة :

السؤال :

ما هو معنى اني لم اخرج اشرا ولا بطرا؟

الجواب :

نعم اخرج لغة لا ان الامام الحسين يعترف ان هناك سلطان رسمي ، فاخرج لغة يعني ثورة لا ان هناك سلطان له رسمية كما ان هذا الاصطلاع على فقه العامة وفقه السقيفة حتى الرجعة تسمى خروج بالمعنى اللغوي ولكن الخروج بالمعنى الاصطلاحي في فقه العامة شيء اخر ذاك يعني انت من الخوارج فاحد بصمة الخوارج انهم لا شرعيين لان هناك سلطة شرعية رسمية يعني كلمة البغاة هم يسمونها خوارج بغى على الامام .

سوال:

بالنسبة لاية هذان خصمان اختصموا في ربهم ماذا تقولون؟ .

الجواب:

اقول المعنى اللغوي شيء والمعنى الذي عندهم شيء اخر بمعنى البغاة والبغي .

سؤال :

هل خروج الامام الحسين استشهادي الغاية منه ايقاظ الامة واحياء الدين؟

الجواب :

هذا احد الوجوه انها عملية فدائية لكن ليست حصرية لذلك لاحظ الان العمليات الاستشهادية كيف يخرجوها الفقهاء؟ فانها فقط في الدفاع لا يتصور وكذا الجهاد الابتدائي وحقيقة الجهاد الدفاعي والابتدائي فيه انواع اخرى من الجهاد في بعض المقاطع ما يمكن تفسرها بنفس شروط الجهاد ، المهاجرين والانصار عندما دعاهم عبدالله بن عباس لبيعة الامام الحسن في اليوم الذي دفن فيه امير المؤمنين المهاجرون تكاثروا وبايعوه ويعرفون انه ابن علي ولم يستنكروا على ان يبايعوه واقاموا عقد البيعة لخلافته ، ولكنهم انفسهم بفاصل عشر سنين استنكروا على معاوية انه كيف جعلت الخلافة في ابنك؟ فلم يستشكلوا على يزيدية يزيد ولا على معاوية معاوية قالوا كيف يجعل ابن واب عرصات ملوكية ؟ بينما في الامام الحسن لم يرون ملوكية اذا كانت قضية ابن اب فيرد الاشكال في كليهما انهم كيف عقدوا البيعة والخلافة للامام الحسن ؟ مما يدل على انه في ارتكازهم هذا مفروغ منه .

قول رسول الله في الامام الحسن والحسين امامان قاما او قعدا لذلك لاحظ الامام الحسن لم يعقد البيعة لنفسه بعد معاوية فقط وانما عقدها لاخيه الحسين ايضا بعده فلماذا الامام الحسن يعقد البيعة للحسين في نفس الاتفاقية؟ يعني هذا شيء مرتكز لدى المسلمين قول النبي فيهما هذان امامان او قعدا نعم على منطقنا النبي اشار بالنص الالهي على امامة الحسن ولكن على منطق مدرسة السقيفة فلا ، كما انه في قضية التحكيم اولا اشار امير المؤمنين الى الامام الحسن فما رضوا ثم الحسين فما رضوا ثم عبد الله بن عباس ايضا ما رضوا .

سؤال :

ما معنى يظهر الامام على دين جديد على العرب شديد؟ ما معنى على العرب شديد؟

الجواب :

يعني الانظمة العربية وكثير من النخب التي تساوم الدين بالدنيا فهذا شيء طبيعي الان موقف غالبية الشعوب العربية مناصرة لاهل البيت ولو هم قلبهم صوفية ومحبين لاهل البيت لكن كموقف سياسي هم متخاذلون وطبعا عندنا انه الامام سيكون شديدا على بعض القوميات الاخرى فهي ليست قضية قوميات وانما قضية مبادئ ومناهج كما قال النبي عن اهل فارس او غيرهم انهم سيضربونكم على الاسلام كما ضربتموهم انتم في بدء الاسلام ومستفيض هذا عندهم .

سؤال :

ورد ان الامام العصري يسير بسيرة بخلاف سيرة المعصومين يعني مثلا امير المؤمنين لم يقتل ابن ملجم على نيته فمعناه ان صاحب العصر بمجرد ان يرى شخصا يفكر فيقتله ؟

الجواب :

لا ليس فقط بالتفكير فليس معناه انه لم يخرج منه فعل مثلا انت اذا كنت مخطط للانقلاب عسكري او امني مبيت فهذا تصير مواجهة اسبقية معك طبعا من رواية واحدة لا يمكن ان نفسر جميع الجهات نعم على العرب الشديد يعني العرب في تخاذلهم لاهل البيت سيكون الامام شديدا عليهم اصلا اكثر انصار الصاحب هم من الشعوب غير المسلمة يعني المسلمين والمؤمنين ربما يحصل عندهم تخاذل وتلكؤ هو رسول الله اول من حارب قريش ولم يحارب كسرى وقتل ذئبان العرب كما في دعاء الندبة ، فكانوا يقولون هذا ابن قتال العرب يقولون هذا الحسين ابن قتال العرب والثاني كان يحفز ضدهم في السقيفة ان هذا قتل اباؤكم وكذا وفي رواية لامير المؤمنين ليلة دفن رسول الله يقول عشنا كأنما بلا سماء وبلا ارض لان رسول الله اوتر الناس جميعا فليس الامام يقتل بخاطر خطر في ذهن احد وانما اذا كان يبيت انقلاب عسكري ومحاولة اغتيال فالامام عنده برنامج بهذا المعنى نعم الائمة هم عفوا عن كثيرين ولكنه لا يعفو وانما ينتقم .

سؤال :

هل خروج سيد الشهداء يدخل في الجهاد المذكور في الفقه ؟

الجواب :

الشرائط التي ذكروها في الفقه اصلا ما تنطبق ولم يذكره الفقهاء في ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر العامة باعتراف السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي وكثير من الاعلام وهذه الابواب الخطرة المهمة للاسف الى الان لم تبلور ولم تنقح نعم هناك وجوه كثيرة موجودة ولكنها ليست عامة شمولية زمانية لكل مقاطع حركة سيد الشهداء وانما هي لبعض المقاطع مثلا ليلة عاشوراء اي اصلاح اي خروج ؟ فالكلام بحسب الشرائط الموجودة .مثلا الفتح ما انعقد له بابا في الفقه .

سؤال :

الحسين اقدم على خطوة استشهادية لايقاظ ضمير الامة ؟

الجواب :

نعم هذا صحيح لكن هذا ليس الجهاد المصطلح هذا جهاد اخر الجهاد الذي ذكروا له شروط وقيود هذا ليس منهم حتى الابتدائي لا يدخل فيه الشروط التي ذكروها جهاد المواساة يعني الاحسان للدين وحماية لبيضته .

سؤال :

ابو سفيان يقول ما من جنة ولا نار ويزيد يقول لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل ؟

الجواب :

بالتعبير الوحياني انهم قاسطين كما حارب امير المؤمنين القاسطين حارب الامام الحسن والحسين القاسطين فالامام الحسين سن سنة عظيما باب الثورات وانه لا يضع السيف حتى يرضي الله كما ورد في الروايات هذه لغة المنظومة الاولى الوحيانية اما اذا اردت ان تترجمها بلغة المنظومة الثانية او الثانية يحتاج الى اجتهاد واستنباطات جديدة المنظومة الثالثة لا تتكفل تفسير كل افعال الائمة وبحثنا هو حول هذا الشيء فالمنظومة الفقهية تحتاج الى مزيد من التنقيح الاجتهادي وليس بامكانها ان تفسر كل افعال المعصومين فهل انت حصرت سيرة من مضى من الائمة بالمدون من الفقه؟ وقلت ان الامام الثاني عشر يخالفه؟