47/01/26
اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (80)
الموضوع: اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (80)
كان الكلام في هذا الوجه الذي ذكره جملة من الاعلام القدماء والمتأخرين ان سيد الشهداء في واقعة الطف كان ملزما بالعمل بالظنون وان علم بعلمه اللدني او غير اللدني ان هذه الظنون ليست مطابقة للواقع كتعبير سيد الاوصياء لولا حضور الحاضر ولزوم الحجة بوجود الناصر لالقيت حبلها على غاربها وهذا توجيه اخر موجود عند الاعلام من الفريقين يعني هذا البحث حول ابعاد نهضة سيد الشهداء والغايات منها بحثه علماء الفريقين وليس فقط علماء الامامية حيث نقل لي عن كتاب السيد مهدي الخرسان عدة مصادر من علماء العامة عن نظريات في تفسير وتخريج نهضة سيد الشهداء وكتاباتهم انها تنم عن ان الحسين نبراس يقتدى به وهو سبط الرسول وحجة .
ربما هذا مذكور في كلمات علماء الامامية انه مثلا سيد الاوصياء وان علم ان الامة ليست تنقاد له بما هو امام منصوب من قبل الله ولكن انقادت له بما هو افضل القوم فولته امرها وبيعة امير المؤمنين بعد الثالث كان بهذا المنطق عند كثير من المحبين كاهل مصر والكوفة واهل الخليج اللي هم العبيديين وعبد قيس فثلاث مناطق هي تآزرت للاطاحة بالخليفة الثالث لكن ما كانت رؤيتهم واعية ان امارة امير المؤمنين وصلاحيته في القيادة هي بالاصطفاء ونصب من الله وانما ينظرون اليه انه اكمل الرعية واكمل الامة .
طبعا هذا ايضا هو منطق على حدة ولكن غير منطق الاصطفاء والنص ، فامير المؤمنين كان يستشهد الصحابة الذين شهدوا الغدير ليدلوا بها للجيل القادم كما يقول فيما نقله ابن ابي الحديد ان الفتوحات ليس لها غيري يعني فتوحات فارس والروم ولكن ذهب الجيل الذي كان يعلم واتى الجيل الذي لا يعلم ونسبوه الى الاول او الثاني او الثالث ففتوحات الروم وفارس كانت بتدبير وادارة وليس بمشاركة وذكرنا مصادر ذلك وذكرنا هذا المبحث في كتاب عدالة الصحابة بثلاث ملفات انما البحث الذي نحن في صدده ان الامة انصاعت وانقادت لقيادة امير المؤمنين بعد الثالث بعنوان انها توليه امرها فالتوليه عندهم شرعية .
هذا المنطق بهذا المقدار امير المؤمنين يستثمره لمقدار من الاصلاح حتى ان قولته الخالدة يقول ان غالب الامم تشتكي من ظلم الحاكم للرعية وبت انا اشتكي من ظلم الرعية لي فبهذا المقدار من الفرصة لم يفوتها امير المؤمنين واعتبرها انها ملزمة له لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر لالقيت حبلها على غاربها او كما في صفين قبل بدء الحرب رأوا امير المؤمنين يواجه جيش معاوية بمفرده قبل ان يشتبك الجيشان فسئل امير المؤمنين انه اذا كان لديك مثل هذه القدرة فلماذا في السقيفة لم تعملها؟ قال لعدم وجودكم انتم فلاحظ مع انهم لا يؤمنون انه امير المؤمنين من باب النص وانما من باب انه اكمل وافضل واعلم الامة فاعطته امرها فهذا المقدار يلزم امير المؤمن ان يقوم بمقدار من الاصلاح وتقويم العوج واصلاح الفساد وهذا هو وجه غير الوجوه المذكورة السادس والسابع ان سيد الشهداء بهذا المقدار يؤسس ويسن في الامة الثورة الاصلاحية والخروج الاصلاحي ومن ثم تتالت الثورات بعد سيد الشهداء بعنوان ان المسؤولية تقع على الامة الاسلامية في اي طرف من الاطراف فعندما تكون لهم قوة فهي تتمرد على الظالم ولم تستسلم هذا ان لم يكن غالب الامة لا اقل فئة ممن تأخذ على عاتقها زلزلة عروش الظالمين .
فطريق الثوار لا نظن ان الائمة كانوا يخالفونه كالامام السجاد والباقر او الصادق وانما كانوا يرتأون انه لا يكون هو السيناريو الوحيد وانما يكون هو احد الاجنحة اما بقية الاجنحة كالقوة الناعمة فلابد منه يعني يجب الا يكون مصير الامة على شاكلة واحدة لا ان هذا الخط الذي هو خط سيد الشهداء يجمد ولكن لا يراهن كل مصير الامة بهذا السيناريو وبهذه الاجنحة ولكنه امر لابد منه لكن لا يعمم لتكن هناك اليات متعددة بهذا اللحاظ .
فمعنى ان الحسن والحسين امامان قاما او قاعدا يعني كلا النموذجين لابد من مراعتهما في زمان واحد ومن ادوار مختلفة هذا ليس تناقض ولا تدافع فاذن سيد الشهداء سن في هذه الامة ذلك لذلك تلاحظ انت في كامل الزيارات لعله في اخر باب منه يوجد مدح من الامام الصادق للتوابين وهي اول نهضة عسكرية لموالي اهل البيت من دون وجود امام معصوم في الظاهر ولكنه على نهج الامام المعصوم من باب مأذونية التشريع ، لذلك هذا المدح ورد من الامام الصادق للتوابين وفي الحقيقة التوابون هم الرواد في اتباع اهل البيت ففتحوا باب المسؤولية والنهضة العسكرية من دون تعذر انه لايوجد امام معصوم في العلن لان هذا تشريع عظيم فنفس هذا الوعي هو ثمين فهناك جملة من اتباع اهل البيت مع عدم وجود امام لم يروا لانفسهم العذر في عدم القيام بهذه المسؤولية حسب منطق الفقه الجعفري .
نعم التوابين كانوا على الموازين كما ورد عن الامام السجاد لو ان عبدا حبشيا تعصب لنا اهل البيت لوجب على الناس نصرته ومن هذا القبيل كلمات عديدة فلاحظ التوابين لهم ريادة في هذا الجانب يعني الامور العظيمة التي انجزها سيد الشهداء ان فتح باب قيام الامة بمسؤولية الاصلاح الداخلي على حساب التوسع الخارجي لمد فساد النظام الحاكم لانشاء ليالي حمراء فالتوابين واضح فيهم انهم من تداعيات نهضة كربلاء كما يقول الامام الصادق في رواية كامل الزيارات .
من ثم نستطيع ان نقول صحيح ان التوابين لم يكونوا بجدارة او كياسة المختار لكنهم سابقوا المختار من جهة اخرى حيث هم الذين فتحوا هذا الباب ، فعدم وجود امام معصوم في الظاهر لا يتعذر به المؤمنون في القيام بالمسؤولية وان كانت هذه المسؤولية ليست السيناريو الحصري ، وهذا هو الخطأ في الزيدية انهم ينظرون ان هذا هو الالية الوحيدة ، كلا هذه احد الاليات كما ورد عن الامام الصادق لو لوددت ان الخارجي من ال محمد يخرج وعلي نفقته مع روايات اخرى ولا تناقض بينها وانما هذا يبين تعدد الادوار في الزمن الواحد وعدم وضع المصير في مسار واحد وانما هي عدة مسارات فمن هذه الجهة التوابون يمتازون بهذه الميزة حيث هم الذين فتحوا هذا الباب نعم المختار استثمر هذا واقام بريادة وتاسيس دولة تابعة لاهل البيت من دون وجود امام معصوم في العلن ومدحه امير المؤمنين والامام السجاد والباقر والصادق .
لا تقل لي علم الرجال ماذا يقول ؟ هذا ليس من شأن علم الرجال وانما من شأن علم الفقه والكلام فهو الذي يحدد مصير علم الرجال هذا هو تبعية علم الرجال للفقه والكلام فان لم يكن الرجالي متضلعا في علم الكلام يخفق في تحديد صورة واضحة عن المختار وان لم يكن عالم الرجال متضلعا في بحوث وقواعد الفقه السياسي يكون متتعتعا في تشخيص شخصية مختار فعلم الرجال تبع لعلم الكلام وعلم الفقه لا العكس فهذا بيان ان علم الرجال كيف يحتاج الى اجتهاد في علوم متعددة .
من هذه الحيثية تجد اقوائية الشيخ الطوسي على النجاشي وان تميز النجاشي عن الطوسي في البعد الرجالي التاريخي للانساب لكن في بعد التفسير الفقهي واحداث مفردات الرجال والتاريخ اين النجاشي من الطوسي؟ لا يقايس وهذا يدل الى ان علم الرجال يحتاج الى علوم دينية اخرى وليست مجرد قصاصات ونقولات ونصوص ، فعلم الرجال ضرورة ولكن تبتني على اي منهج واي مدرسة ؟ حيث هناك عند علماء الامامية مدارس وليست مدرسة وحيدة يجب الاطلاع عليها فلا تحبس افقك العلمي في مدرسة واحدة هذا خطأ كبير جدا وانما انفتح على كل المدارس وانتقي ما هو الاقوى في كل مجال منها وهذا معنى فتح باب الاجتهاد في علم الرجال فعندما يقول علماء الامامية لا يغلق باب الاجتهاد لا يقصدون فقه الفروع فقط بل حتى علم الرجال ومذهب اهل البيت فتح بابه في كل العلوم الدينية سواء في التفسير وفي الكلام مع ان الثوابت تبقى على حالها .
النجاشي في الصفحة الاولى يحدد اكبر غاية وهدف من علم الرجال وانه ليس فقه الفروع وانما اكبر غاية هو تثبيت تاريخ هوية العقيدة في بعدها التاريخي وكذلك الشيخ الطوسي ايضا في كتاب الفهرس في اول صفحة يذكر هذا الهدف اذن علم الرجال ضرورة ، لذا نحن نحرم الانحباس في مدرسة واحدة ونؤكد ما يؤكد عليه علماء الامامية من فتح باب الاجتهاد بمدارسه المتعددة في كل العلوم الدينية .
نرجع الى بحثنا ان قضية المختار من بناء دويلة من دون وجود امام معصوم ليس هو من باب تشريع خاص بعد ثورة كربلاء وان كانت دولة المختار دولة حسينية بامتياز واهدافها كلها للمشروع الحسيني وللدولة الحسينية يعني البنود الاصلية لتأسيس دولة المختار مرتبطة بنهضة الحسين كما ان من البنود الاساسية لدولة صاحب الزمان هو طابع الثورة الحسينية ويا لثارات الحسين ليس كما يظنه البعض انه قضية احن وانما الانتقام في منطق الوحي هو ان تنتقم من نهج الانحراف ونهج الباطل وتطهر الارض فتقتلع رؤوس الفساد الى نهج الحق هذا معناه يا لثارات الحسين وان المختار منتقم بهذا المعنى يعني لا يجعل العراق التي عانى ائمة اهل البيت في بناءها وتشييدها تبنى على اساس اموي وانما يبنى على اساس نبوي وحياني لا على اساس اموي مناهض للنبي واهل بيته على طول الخط هذا هو معنى الانتقام .
اذن لاحظ دولة المختار لها قراءة فقهية ولكن هذه ليست تشريع خاصة بفترة معينة وانما هو على الدوام حيث ورد من تعصب لنا وليس لنفسه فاذا حكم بحكمنا يعني اضافة لهم سلام الله عليهم عكس تلك الروايات اللي تقول فصاحبها طاغوت لانه يتعصب لنفسه انه يعبد من دون الله مثلا العباسيون اتوا بيا لثارات الحسين ولكن تعصبوا لانفسهم فصاروا طواغيت فهم في البداية استغلوا هذا الشعار وكذلك منصور الدوانقي لو تراجعون حياته كان فدويا مناضلا مخاطرا بنفسه لنشر معرفة امير المؤمنين في البلدان الاسلامية لكن تبدل لما وصل الة الحكم وكم مرة هو تعرض للاغتيال لكن تبدل هذا المناضل من فدوي لاهل البيت الى محورية الذات فالحكم يغلب كل شيء وما شابه ذلك فاصبح يغلب مصلحة الحكم وكان من الد اعداء اهل البيت وهم اسسوا المذاهب الاربعة في قبال اهل البيت واسسوا المذاهب الكلامية .
فاذن صاحبها طاغوت بهذا اللحاظ يعني تصير عباسي اما بخلاف ما اذا جعل المحور هو اهل البيت بداية ونهاية فهذه هي تكون شرعية دولة المختار فلاحظ هذه النهضة قام بها التوابون وقام بها المختار من تأسيس دولة .
احد ما افرزته نهضة سيد الشهداء وفهمه المؤمنون ان لا تعتذروا ان الامام المعصوم ليس موجود في البين انتم قوموا بمسؤولية ولكن علاوة على هذا حسب القواعد الفقهية فبالتالي اذن العامة لديهم توجيهات وتخريجات لنهضة سيد الشهداء كي يستنطقوا فعله سلام الله عليه وسنته .
احد عبارات التي قرأتها من المرحوم السيد مهدي الخرسان في هذا الجانب جدا لطيفة تبين مدى نبض الضمير الذي تأثر به حتى الشارع الجمهور من نهضة سيد الشهداء يعني لا تظنن ان جمهور العامة لا يتأثرون بنهج سيد الشهداء هم لا زالوا يتأثرون فهو سبط النبي ومحبته مغروسة نعم النواصب هؤلاء قلة في سوريا وفي كل مكان فالدواعش واخوان المسلمين هم قلة اقلية والا اكثر العالم السني صوفي محب لاهل البيت فيقتدون ويحتجون بسنن الحسن والحسين واهل البيت نعم ليس كلهم على وتيرة واحدة لكن اصل هذا المبدأ ولو نسبيا موجود عندهم فهذا مهم فالتوسل والاعتقاد والتشفع باهل البيت موجود عندهم هذه كلها مظاهر عقائدية دينية .
فنرجع الى اول البحث هل ان ما قام به سيد الشهداء في نهضته هو عمل بالظنون كما قال كثير من الاعلام ؟ كلا نحن نخالفهم في ذلك هو ليس بالعلم اللدني ولكن ليس بالظنون لان الصحيح الذي نرتأيه في باب الفقه السياسي والمسؤوليات العامة ان هذه المسؤوليات لا يصح ابتناؤها على الظنون والا ما دام هناك مجال للفحص وتحصيل العلم ولو كان عرفيا لا يسوغ الاعتماد على الظنون في هذه الابواب الخطيرة كما ان في القضاء ذكرنا مرارا قول النبي انما اقضي بينكم بالبينات هذا يكون في النزاعات الفردية اما في النزاعات التي تتخذ طابعا عاما وشأنا سياسيا اجتماعيا مصيريا او دوليا هذا لا تحل بالبينات اي البينة ما تنهض وانما لا بد من الفحص .
نفس منهج العقلاء هومنهج التحريات والتحقيقات وهو نهج اشار اليه امير المؤمنين لاحظ اقضية امير المؤمنين كثير منها ليست بالبينات والايمان وهي متواترة عند الفريقين ومن الروائع والبدائع العظيمة النورية لنهجه في قضائه في الكوفة طيلة خمسة سنين انه لم يقض بالبينات والايمان وانما كان يتحرى عن علامات العلم فهذا من باب قضاء القاضي بعلم عرفي نوعي متبع عند العقلاء وليس بعلمه الخاص فهذا حجة وهذا هو الصحيح في هذه المسألة التي هي شائكة في باب القضاء انه هل يجوز للقاضي ان يعمل بعلمه ام لا؟ توجد شقوق وبحوث واراء كثيرة انه يعمل بالعلم العرفي الذي هو نوعي فاذا قيل للقاضي اين مستندك؟ يقول هذا بحيث يتابعه العقلاء فيه فهو حجة نوعية تفوق البينة ومقدمة عليها وعلى الايمان وهذا هو الصحيح لانه حتى في النزاعات الفردية هذا الباب الذي ورد فيه اقضاكم علي حيث هو فتح هذا الباب ان قول النبي انما اقضي بينكم بالبينات والايمان لا يمنع القاضي ان يتحرى الفحص اتفاقا حتى علماء الاصول في حجية الظن واليمين عندهم جدل انه هل يجوز العمل بالظن مع التمكن من تحصيل العلم ام لا؟ مع انه في الوظائف الفردية بغض النظر عن القضاء يمكن العمل بالظن وهذا موجود في الرسائل وفي الكفاية ففي كتب الاصول بحثوا هذا يعني تقدم العلم والبحث العلمي النوعي مسلم ومفروغ عنه فهو مقدم على الظن وهذا هو مسلك الشيخ المفيد والمرتضى وابن ادريس وكل القدماء ان الخبر العلمي حجة لاالخبر الصحيح الواحد بل عندهم ان هذا بدعة في الدين لان ما دام الفقيه والمجتهد يتمكن في العلوم الدينية من تحصيل العلم العرفي لا يسوغ له التعويل على خبر صحيح وانما يجب عليه تحصيل الخبر العلمي نعم الشيخ الطوسي على كلا المبنيين وهو الوحيد الذي جمعهما الا ان البقية يقولون بتحصيل العلم والخبر العلمي وهو مبنى القدماء في حجية الخبر كالشيخ المفيد والسيد المرتضى الصدوق ابن براج ابن زهرة سلار الديلمي ابن حمزة الحلبيون ابن ادريس الشهيد الاول مبناهم على الخبر العلمي فالخبر العلمي على انه اذا كان بامكانك في العلوم الدينية ان تحصل العلم اترك الخبر الصحيح واترك الظنون وانما اعتمد على العلم العرفي فلا يسوغ لك التعويل على الخبر الصحيح ولو من تراكم الضعاف فهو مقدم على الخبر الصحيح عند القدماء في كل العلوم الدينية .
طبعا علم التاريخ اصعب من فقه الفروع من هذه الجهة وهذه نقطة صناعية مهمة جدا حيث البعض يقول في علم التاريخ التسامح والتساهل اوسع من فقه الفروع نعم هذه بمعنى صحيحة ساشرحها ولكن يقولون علم التاريخ اوسع هذا كلام صحيح من جهة ان علم التاريخ اصعب من فقه الفروع لان السيرة والتاريخ مصدران للعلوم الدينية فهو اخطر شأنا حتى من فقه الفروع لانه مصدر للعلوم الدينية فهو اصعب لان في التاريخ لا يكتفي الباحث في العلوم الدينية او التاريخ الديني بالظن نعم هو لا يفرط في الظن ولا يكتفي بالظن المعتبر فالظن المعتبر ليس له قيمة نهائية في علم التاريخ حيث قيل في فقه الفروع بكفاية الظن المعتبر وعدم لزوم تحصيل العلم كما نقحه الفقهاء وعلماء الاصول اما في علم التاريخ الظن المعتبر غير كافي كنهاية مطاف نعم هو كمحطة وسطية له شأن لان البحث في التاريخ لا يرتوي الا بالعلم العرفي حيث حتى العلم له طبقاته ولا يقف عند درجة .
فطبيعة نهج البحث التاريخي هو هذا فمن جهة لا يفرط في اي قصاصة ولا ظن وانما يكترث بكل القصاصات هذا منهج عقلائي وهو منهج التحريات والتحقيقات وهو ليس وليد هذا العصر وانما السيرة عقلائية هي على ذلك وهذا اعلى من سيرة العمل بالخبر الواحد وهذا المنهج مقدم حتى على السيرة العقلائية الذي هو الدليل على حجية الخبر واحد فسيرة العقلاء في التحريات والتحقيقات مقدمة ومهيمنة وواردة وحاكمة على سيرة العقلاء في الخبر الواحد الصحيح هذه السيرة هي الاصل وفي هذه السيرة لا ينظر العقلاء ولا يفرطون في قصاصه مهما صغرت وقل احتمالها .
السيد الفشاركي استاذ المحقق العراقي والمحقق النائيني ومن تلاميذ الميرزا المجدد عنده عبارة لطيفة جدا يقول حتى الاحتمال امارة كاشفة يعني حتى لو كان خمسة بالمئة يقول هي امارة تكوينية لان فيها كشف تكويني نعم لا يعتبره الشارع هذا بحث اخر ولكن فيها كشف لذلك نحن عندنا في الفيزياء وفي الكيمياء وفي الرياضيات حقائق ونظريات ثم فرضيات ورابعا الاحتمالات وخامسا الخيالات والخرافات يقول هذه الخزعبلات والخرافات لها نسبة احتمالية ناشئة من شيء معين وهذا هو معنى اضغاث احلام يعني لها نسبة الاحتمال حتى انهم قالوا اطلاق الصواريخ في الفضاء استفادوها من خلال احد الكتاب المسرحيين وهذا ليس خيال وانما هو حقيقة فاطلاق الصواريخ الفضائية عند البشر بدا من هذا .
مع احترامنا للاكاديميين لكن يصعب على مستوى الدكتوراه بل البروفيسور تمييز الحقائق في الفيزياء عن النظريات وهذا ليس فقط الاكاديميين حتى الحوزويين الكبار كيف يميزون بين الثوابت والنظريات وكيف يميزون بين النظريات والفرضيات؟ نعم تجد بروفيسور في جانب يميز بين الحقائق والنظريات والفرضيات لكن هو نفسه او غيره يجهل ان يميز بين الحقائق والنظريات او النظريات والفرضيات حيث هناك فرق كبير بينهما حتى في العلوم التجريبية البشرية .
كان هناك نابغة شيعي وهو اللي اكتشف ان الذرة ليست الكترون وبروتون ونيترون وذلك في الثمانينات وكان يقدم اطروحة ماجستير لجامعة هاروارد وهو من طهران وسنه اربعة وثلاثين سنة فكان يطرح نظرية اخرى ان هذه خيوط طاقية وليست الكترون وبروتون ونترون وانا سمعت هذا اللقاء في سنة ستة وثمانين حيث اصبح ضجة وصدى في العالم فبدل ان يعطوه شهادة ماجستير جعلوه استاذ مدرس وثم لفقوا النظرية وجعلوه باسم شخص انجليزي والا النظرية اصلا لهذا الشخص ففي اللقاء قالوا له اليس الكترون وبروتون؟ اليس هذه حقيقة؟ قال بل هي ليست نظرية فيزيائية وانما هي فرضية ، فتجد استاذ جامعي يدرس الفيزياء ويدرس علم النووي لكن ليس ملتفت للحقائق اين هي والنظريات اين هي؟ وهذا ليس فقط الاكادميين حتى نظم المعلومات في الحوزات العلمية الامر فيها صعب جدا فتمييز طبقة ونظم المعلومات في قضية المعرفة نفسها قاعدة البيانات في المعلومات وتمييز طبقة المعلوم فلا تأخذها على عواهنها .
علم الرجال هي مدارس فالاجتهاد غير مغلق عند الامامية في كل العلوم الدينية فعلم التاريخ الديني وتاريخ المعصومين كهوية دينية اصعب من فقه الفروع من جهة انه ما يكفي فيه الظن المعتبر وانما هو وسط المطاف فلا يوقف عنده كما انه لا يفرط في ادنى ظن بل ادنى احتمال فيبقى مفتوحا فالصعوبة من هذا الجانب .
المحقق الطهراني هذا المحقق الفذ عنده كتاب في علم التفسير في نفي التحريف وطبع اخيرا النقد اللطيف هذا الكتاب رغم جزالته هو يبحث فصلا من فصول قواعد التفسير ربما مئة وخمسين صفحة هذا الفصل دخل فيه بعمق صناعي معقد عميق اضعاف ما ذكره السيد الخوئي بمراتب وفيه فذلكات صناعية اصولية جدا دقيقة وهذه العقد التي ذكرها وحاول ان يحلها صناعيا اعقد مما في الكفاية نعم العبارة السلسة جدا لكن المعنى صعب ومعقد صناعيا وانا بحثت ورشة مع الاخوان عدة مرات حتى فهمت ماذا يقول؟ فيظهر لنا انه كم صناعي و اصولي بارع؟ وهو طبقته قبل السيد الخوئي واساتذته متقدم سنا على السيد الخوئي اللي درس عندهم فهو درس عند صاحب الكفاية وغيره فهو من اوتاد الحوزة فهو ليس باحث تاريخي ومؤرخ هو لو تصدى للمرجعية لكان ما كان لكن هو نذر نفسه لحفظ تراث اهل البيت فهو كتاب مرصرص صناعيا هناك يذكر منهج تاريخيي عظيم وانت انظر كتابه الذريعة من يفتش فيه يجد روائع صناعية مذهلة رجالية حديثية تفسيرية وفي كثير من العلوم الدينية يظهر براعة هذا الرجل لانه لا يكتفي فقط بترجمة الكتاب وانما بمناسبة ما يدخل في نفس ذاك البحث .
هذه الذريعة يمكن ان يستخرج منها كتب وموسوعات وهو عاش حياة الفقر الى اخر حياته وكان يذهب الى زيارة الحسين خلف اللوري ويقولون مرة نتشرف برؤيا الصاحب عج فهذه الذريعة فيها نكات علمية عجيبة فهو يبحث اسس العلوم الدينية والاسس الصناعية وليست صناعات الفروع النازلة من ضمن ما يذكره قضية المنهج التاريخي والصناعة وهو امر عجيب يقول الضرورات تنبع من المراسيل كما في علوم اللغة .
الاسئلة والاجوبة .
سؤال.
قلتم بان الحسين لم يعمل بالظنون في القضايا العامة السياسية فالقضية خطرة اذن بماذا عمل ابي عبد الله الحسين؟ ونحن لا نذهب الى العلم اللدني؟
الجواب :
عمل بالعلم العرفي .
السؤال :
هل العرف على مستوى العقول؟
الجواب
النصوص قراءتها تختلف
السؤال :
هل يأتي من خلال النصوص شيء جديد؟
الجواب قد يقف على نص اخر قد يركب النصوص بطريقة اخرى وهذا هو معنى الاجتهاد ، فالاجتهاد له الف صورة وصورة وقراءة نص واحد بقراءات مختلفة او ترتيب للنصوص بطريقة اخرى مثل ما يعبر عنه بانقلاب النسبة او قد يقف على نص جديد يضمه فتنقلب النتيجة فالاجتهاد على افق كبير يعني منهج التاريخ اكثر من منهج فقه الفروع واصعب واوسع طبعا لا اقول ان نحصر ذلك ذكرت هذا المطلب انه لا نحصر الادلاء والخوض في التاريخ بالعلم وانما حتى الاحتمال لا نفرط فيه ولكن ليس هذا نهاية المطاف فلا يدعي باحث تاريخي ان هذا نهاية المطاف لانه رواية صحيحة تدل عليه وما عساها هذه الرواية ان تكون وكذا لا يفرط حتى في رواية ضعيفة فلا الضعيف افرط فيه ولا الصحيح اكتفي به ، في المنهج التاريخي يجب ان يكون فحص دائم فانت تستعرض هذه الامور في وسط المحطات لكن ليست على انها نتيجة نهائية وانما النتيجة وسطية .
سؤال
قد توجد حكم تؤثر على العقيدة؟
الجواب :
كما مر بنا في العام الماضي نقطة جدا مهمة وذكرناها في الدروس ان اعتبار المصادر لا يجوز التقليد فيها كثقافة وكمصادر دينية هي من العقيدة يعني من اسس المعرفة الدينية هذا لا بد من ان تنقح فلا يمكن ان تقول هذا هو رأي السيد الخوئي ، وان كان كذلك هو رأيه محترم لكن لا يسوغ لمقلديه متابعته في اعتبار كتاب فلان او عدم اعتباره وانما يتلقون كلامه كرأي من الاراء فيجب ان يضموا اليه ويقارنوا اراء كثير من الاعلام ثم يستخرجون نتيجة معينة لان هنا ليس تقليد في العمل هذا التقليد في الثقافة الدينية المعرفة يعني عقيدة ولذلك ذكرنا مرارا نكتة مغفول عنها ان المقلد يرى نفسه انه مجبور في الثقافة الفقهية ان يتبع مرجعه كلا هو في العمل يتبع مرجعه فيه اما الثقافة كمعرفة وكعقيدة لا يسوغ له التقليد فيها بل يجمع ثقافات كل الفقهاء من عشرة قرون بقدر وسعه ففرق بين الثقافة الفقهية والعمل الفقهي .
فالتقليد عمل وليس ثقافة اما الثقافة الفقهية فانفتح ولا تنغلق ولا تنحبس بل انفتح مع كل فقهاء الامامية هذه ضرورة وللاسف هناك حصل خلط ربما من خمسين سنة او عقود انه التقليد يعني ثقافة اخذها من مرجعي كلا لا يسوغ ان تأخذها من مرجعك بل يجب عليك الانفتاح على جميع العلماء الاموات منهم والاحياء هذا ليس تقليدا كي تقول تقليد الميت غير جائز الثقافة الفقهية يعني عقيدة ولو بدرجة معينة مثلا الكتاب الفلاني مصدر ام لا؟ حيث من ضمن الثقافة الفقهية المصادر وهي ليست مخصوصة بعلم الكلام يمكن ان تقول انا كتاب سليم ارى مقلدي ماذا يقول فيه؟ لا يجوز لك ان تأخذه من مقلدك يجب ان تنفتح على كل علماء الامامية نعم هو يدلي برأيه وهو رأي محترم ولكن هذا ليس معناه ان يسوغ لي الاكتفاء برأيه .
مثلا تواتر في هذا الكتاب حديث معين ولكن المرجع الذي اقلده يقول هذا الكتاب ليس معتبر انا ارى اغلب علماء الامامية يقولون معتبر وعليه شواهد قطعية فالحديث الذي مصدره هذا انا اخذ به متواتر لانه يقين .
سؤال :
اذا قال مقلدي هذا الكتاب لا يجوز العمل به
الجواب :
الكلام الكلام هذا ليس عمل وانما ثقافة والثقافة لا تقليد فيها انما اضم كلامه مع كل علماء الامامية .
سؤال :
اذا قال لي المرجح هذا كتاب ضلال والمكلف ملزم باتباع هذا الرأي؟
الجواب :
اذا كل علماء الامامية يقولون هذا كتاب هدى ففي المصداق لا يمكن فليست قصة اختلاف مصداق فهل هذا المصداق ارجع فيه للمقلد والمرجع؟ ام لكل علماء الامامية؟ او اكثرهم؟ خذ بما اشتهر بين اصحابك فان المجمع عليه لا ريب فيه ودع الشاذ النادر هذا المرجع في هذا الرأي شذ ولا يعتبر هذا الكتاب بينما غالب علماء الامامية يعتبروه فيجب ان نفرق بين العمل وبين الثقافة انما يسوغ العمل بفتوى العالم في العمل اما في قضية الثقافة الدينية لا يسوغ فيها التقليد ولا يكتفى بقول واحد .
معنى حرمة التقليد ليس الانقطاع عن العلماء وانما التمسك اكثر واشد بالعلماء فلا تكتفي بواحد وانما يجب ان تتمسك وتنفتح على جميع العلماء بعشرة قرون .
سؤال :
الاختلاف على قول ان النبي امي ام غير امي؟
الجواب :
نعم هي معرفة دينية هذا الوصف موجود لكن ما هو معنى الامية؟ فهل هو لا يعرف؟ كلا اعوذ بالله اما هو لم يمارس الكتابة هذا صحيح فرق بين انه لا يمارس ولا يعرف كما بين الامام الباقر فاذا كان البحث في مصدر لابد عليه ان يبحث مع كل العلماء فعلم الرجال لا تقليد فيه وكذا العلوم الاخرى اما فقه الفروع يقلد فيه فعلم الرجال وعلم الكلام وعلم السيرة كلها ترتبط بالمعارف فلا يقلد فيها وانما فقط فقه الفروع ، ثم ان عدم التقليد لا يعني الانقطاع عن العلماء بالعكس ان تنفتح على مزيد من العلماء ولا يسوغ لي ان اكتفي بواحد مهما كان هذا اعلم دهره ففرق بين الثقافة والعمل الفقهي الان مثلا رأي مرجعي ان الطقوس والشعائر كثقافة دينية وليس كممارسة عملية هذه استحدثت انا كثقافة لا اتبنى ان هذه استحدثت هذه متأصلة منذ القرون الاولى فانا لتحديد هذه المسألة لا اوافقه ثقافيا ولا يسوغ اما كعمل بحث اخر .
مثلا لو كنت اريد ان اكتب مقالا حول هذه الطقوس الشعائرية لا يمكن ان اكتبها على وفق تقليدي لا يسوغ لي ذلك وانما اكتبه على اصول الثقافة الدينية و كثقافة ارجع ل علماء الامامية فهم يمثلون الشارع والمذهب الامامي وليس الواحد نعم كعمل اتقيد به بخلاف الثقافة فاذا اكتب مقال واروج يجب ان اخذ معلم هوية علماء الامامية، ففي التقليد يعني ارجع لشخص واحد اما الاحتياط يعني اتابع الكل فالتقليد انما يسوغ في الفروع الفقهية اما بقية العلوم والمعارف الدينية الفقهية لا يسوغ فيها التقليد بل يلزم الانفتاح على الغالب فهو حجة فقط في العمل وليس كثقافة ومعرفة .
لذلك لاحظ كثير من الذين يقلدون احد المراجع في فروع فقهية في احتجاجهم مع الوهابية حول تلك الفروع الفقهية ما يحتجون بكلام مرجع لانه ما يعتبروه هو قوي في التنظير في الثقافة فلذلك يجب ان نميز بين المعرفة والعمل فالعمل في الفروع الفقهية شيء اما في المعرفة لا يسوغ لك ان تستقيها من قناة واحدة حتى الثقافة الفقهية لا يسوغ لك ذلك بل اللازم ان تستقي المجامي
السؤال :
هل يمكن ان يكون العمل من غير اعتقاد؟
الجواب :
هذا الذي يسمونه بالموافقة الالتزامية فلا صلة بالموافقة الالتزامية مع الموافقة العملية وبحثوها الاصوليون ونعم ما تفضلت وهذا من باب الخبط الذي يصير في السيرة العملية عند المؤمنين خطأ انت ثقافيا تنحصر به انت تخندق مع غالب علماء الامامية هذا هو المدار اما العمل بحث اخر مثلا المختار لا تحصره بالسيد الخوئي انعم به واكرم السيد الخوئي ولكن ائتني بغالب علماء الامامية ماذا قالوا عن المختار؟ هذا يمثل رأي الشارع حول المختار ومع ذلك لو رأيت احتجاج اقوى وهلم جرا؟
فهذي نكتة مهمة انه معالم المذهب ترتبط بالمعرفة الدينية وهذه ليس فيها تقليد فلا يلزم بما الزم في التقليد العملي هذا جانب نظري تنظيري كثير من الاخوة في نفس العمل يقلدون مرجعا معينا لكن في نقاشاتهم مع الوهابية ينظرون ما قاله غالب علماء الامامية وهو خلاف مرجعهم في مسألة معينة فهو في هذه المسألة الخلافية يعمل بما يمليه عليه مرجعه لكن في التنظير يحتج بادلة غالب علماء الامامية كتنظير فقهي وثقافة فقهية .
فاللازم في العلوم والمعرفة الدينية الرجوع الى مجموع علماء الامامية وان لا يترك الخبراء ففرق بين التقليد وبين الثقافة الدينية فالثقافة لا تنحبس بالتقليد وانما انفتح على تاريخ الفتاوى كثقافة دينية وفتاوى علماء الامامية دعه هذه ثقافة ومعرفة دينية افترض في الشهادة الثالثة هو يقلد من لا يسوغ ولكن كاقوال في الشهادة الثالثة في التشهد يجب ان ينفتح على تاريخ فتاوى المذهب منهم من قال بالضرورة وليس فقط الوجوب وعشرات قال بالمشروعية والرجاء ومنهم من هو متوقف ، فكثقافة لا تحبسها في شخص واحد وانما اجعله ينطلق بين علماء الامامية ولا يبتعد عنهم فلا تحبسها في عالم واحد نعم انعم واكرم بهذا العالم لا مانع ولكن مجموع الكبير للسيفر السبراني لعلماء الامامية شيء بين حاسوب وهارد واحد شيء اخر فالتقليد عرف بانه عمل ليس الا اما الثقافة شيء اخر مثلا الان النزاع العلمي بين مدارس علم الرجال في علماء الامامية انا لا اقلد فيها حتى لو كان قمة ولا انحصر بالسيد الخوئي وانما ارى علماء الرجال ماذا قالوا؟ فالثقافة والعلوم الدينية لا تنحصر بالمرج