« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/01/25

بسم الله الرحمن الرحيم

/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (60)/سلسلة في الشعائر الحسينية

 

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (60)/

 

كنا في هذه القاعدة وهي قراءة المتن والنص التاريخي التي دونت من قبل علمائنا الاعلام طيلة الف سنة ، طبعا هذا لا يختص بالامامية وانما يشمل متن المذاهب الاخرى يعني ما اتفق عليه فيما بين المذاهب من النص التاريخي القطعي فضلا عن الظني فيشاهد ان هذه المدونة الفقهية او الكلامية وسائر العلوم الدينية هذا ليس بالضرورة انه وافي وكافي في قراءة سيرة النبي القطعية او امير المؤمنين او فاطمة وبقية الائمة فضلا عن السيرة الظنية فهو ليس بجامع ولامانع .

الامام الصادق في جملة من الابواب الفقهية يبين ان سبب اشتباه وخطأ العامة في تفسير سيرة النبي هو قصورهم عن فهم او ضبط سنة النبي سواء قوله او فعله او تقريره وحتى المحيطين به من الصحابة والمحبين له باخلاص كانوا كذلك ، افترض زيد ابن حارثة او زينب بنت جحش وغيرهما ولدينا في الرواية انه استشهد زيد ولم يعلم حقيقة سيرة النبي وان كان حبه مخلصا ولم تكن صحبته لطمع رئاسة او خلافة بعد النبي لكن رغم ذلك هو في موقف وموطن ما من السيرة النبوية انطبع لديه نظرة معينة من دون ان يريد ان يسيء للنبي فليست نظرته بمستوى عظمة النبي مع انه محب له .

فلاحظ الفرق بين امير المؤمن وزيد فهؤلاء المخلصون لا يستطيعون ان يعوا سنة النبي فعله قوله وتقريره ففعل صدر من النبي توهم زيد بنحو وزينب بنت جحش بنحو اخر وبقول الامام الرضا استشهد زيد وهو لم يعرف حقيقة موقف النبي والا النبي اطهر واعصم من ذلك فاذا كان هذا حال المحبين المخلصين الاتقياء فما بالك بغيرهم مع ان هذا مشهد حسي امام مرآة زيد ولكنه لم يفهم خلفياته .

اذن الحس العادي ليس بامكانه ان يكشف ما وراء مالك؟ لذلك ورد في الروايات كذب بصرك وسمعك لان الحس لا يعطيك صورة كاملة عن افعال النفس الطرف الاخر والدواعي الان لاحظ العامة يؤخرون صلاة العصر الى ان ينقضي وقت الفضيلة ثلاث ساعات ونصف فوقت الفضيلة اصلا ذهبت ومن ادمن المجيء بصلاة العصر عند اصفرار الشمس يكون موتورا يوم القيامة وحتى لو دخل الجنة لا يعطى قصر يعني يكون ضيفا على اهل الجنة وهذا مروي عن الامام الصادق .

فالاشتباه الذي حصل عندهم كان في كلمات النبي وعجيب ان هذا المطلب كان واضحا عند القدماء من الامامية ولكن من زمن المحقق والعلامة الحلي وقعوا في نفس الغفلة شيئا ما وبقيت الغفلة الى قرون وحتى عند متأخري الفقهاء او مثلا الدباغ هل تطهر جلد الميتة ام لا؟ فهم فسروا كلام النبي بشكل خاطئ المهم ان الامام الصادق يعبر عن الانحراف الفقهي لدى العامة في الابواب الفقهية بسبب انهم لا يتقنون سنة النبي لا ضبطا لكلماته ولا فعله ولا تقريره مع انه محسوس يعني مثلا الصحابة الذين كانوا يحيطون بالنبي حسا ولكنهم لا يحيطون بسنته فعلا ولا قولا ولا تقريرا ولا عقلا فهم يقولون بان دباغة جلد الميتة يطهرها ويعدد الامام الصادق اخطائهم في ابواب عديدة .

لاحظ احد زوجات النبي في مشهد من النبي حسيا لكنها تدرك بدن النبي ولا تدرك عقله ولا روحه ولا مرامه ولا ترى نور النبوة كما يراه امير المؤمنين فاذن لاحظ هناك مشهد حسي قطعي لكن هذا الصحابي او زوجته لا تفهم ابعاده وخلفياته فهم اخطأوا على صعيد اللفظ والمعنى فالسيرة قطعية لكن لا يلتفتون لها .

السيد المرتضى والشيخ جعفر كاشف الغطاء وصاحب الجواهر في توجيه نهضة سيد الشهداء كل منهم عنده وجهة نظر حول نهضته ليزيد وبني امية فتفسير هذا فقهيا عند الاعلام هو تفسير ظني وليس قطعيا مع ان السيرة قطعية لكن تفسيرها ظني مختلف فكل يبدي وجهة نظره مع ان سيرة سيد الشهداء من المصادر العظيمة لتبيان وجهة نظر مسار اهل البيت ومسار وظائف المؤمنين حتى في زمن غيبة الائمة لاحظ سيرة الامام السجاد القطعية الظنية المعتبرة توجيهها وتفسيرها عند الاعلام وابعادها ودواعيها محل اختلاف ، فاذا كانت السيرة القطعية ناهيك عن السيرة الظنية المعتبرة .

اذن لاحظ قول المعصوم وفعله وتقريره القطعي كالتواتر فهمها ظني فاللفظ والصدور متواتر لكن المعنى تتدخل فيه موازين ظنية ويختلف الاعلام فيه فالمتواتر من فعل او تقرير او لفظ لكن الجهود الذي بذلت في فهمها في علم الفقه والكلام وباقي العلوم الدينية والتفسيرية منذ عشرة قرون ليس جامعا مانعا وانما يحتاج الى المزيد من البحث وحتى عند ظهور الامام الحجة لاتكون الدرجة واحدة فليس النقص في المعصوم وانما في العلماء الاعلام .

هناك رواية معروفة عن ابن يعفور يسأل من الامام الصادق سؤال ويجيبه الامام ثم يسأل هذا السؤال ذريح المحاربي فيجيبه جواب اخر في مجلس اخر فيعاود الامام الصادق ويسأله عن ذلك فالامام قال ومن يتحمل ما يتحمل ذريح المحاربي .

اذن ما انجز ودون كما قرأنا في كلام السيد محسن الحكيم وبقية الاعلام من الفقه والكلام والتفسير وعلوم دينية ورجال لا تجعله ميزانا جامعا كاملا مانعا لقراءة سيرة المعصوم القطعية فضلا عن الظنية المعتبرة يعني هذا الذي انجز يجب ان تضيف اليه تحقيقات اخرى والاجيال اللاحقة سوف تضيف تحقيقات اكثر واكثر غاية الامر تصير معتبرة ظاهرية والبحث لا زال على قدم وساق ولا يحسم فالبحث مفتوح لذلك كما قرأنا السيد محسن الحكيم يقول ان شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ذكرناها في منهاج الصالحين وذكرها الفقهاء عشرة قرون انما هي لشرائط الفقه الفردي وليس للفقه المرتبط بكينونة الدين كبعد عام او البعد السياسي الاجتماعي حتى يقول السيد الحكيم ان شرائط الامر بالمعروف النهي عن المنكر بلحاظ البعد السياسي او الاجتماعي واعلى من ذلك البعد المرتبط بكيان بيضة الدين شرائطه شيء اخر لذلك يتفق الجهاد مع باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

فيقول الشيخ عبدالهادي الفضلي عن مجلة الاضواء النجفية ما نصه :

واما المنكرات التي يخشى من وقوعها على اساس الدين وبمكافأتها تضحية في سبيل المحافظة على اصل الدين واساسه بكل غال ورخيص وبالنفس والنفيس كما وجب الجهاد في كثير من الاعصار والامصار لحفظ بيضة الاسلام فشرائط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هنا متسقة متحدة متفقة وهذه بحوث وقواعد عظيمة ما ذكرت في الف سنة من كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والسيد الخوئي اشار اليه في مسألة تسعة وخمسين من كتاب الجهاد في منهاج الصالحين وكذلك ذكره السيد الخميني في كتاب اخر باللغة العربية وهو

اتحاد بابي الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب ان ينصب في مسار بيضة الدين او البعد المنكر السياسي او الاجتماعي ، الان عقلية الجو العلمي في الحوزات العلمية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اخذت معادلاتها غفلة من بعض الاساتذة انه الجهاد مقيد بالقدرة نقول له اي قدرة هل في البعد الفردي او ان اصل الجهاد واجب كفائي؟ فليس على المريض حرج ولا على الاعرج حرج هذا البعد الفردي اما في بعد الكفايي كيف؟ قوله تعالى : واعدوا لهم ما استطعتم من قوة هنا الله امر بالتحصيل قدرة ترهبون به عدو الله وعدوكم يعني تردعون وتخيفون لان ما دون في باب الجهاد مزج الفقه الفردي مع الفقه السياسي فامتزج الحق العام مع البعد الفردي .

هنا عدم الميز مشكل فاذا كان الاعلام روادهم في اختلاف ما بالك بمن دونهم مما يدل على انه حتى هذا المدون المنجز من الفقه من علم الكلام من العلوم الاخرى الدينية يحتاج الى اجيال واجيال من التحقيقات نعم ما لا يدرك كله لا يترك كله هذا صحيح لكنها نتائج ظنية فعشرة قرون من علماء الاعلام من النوابغ لم يستطيعوا ان يحيطوا بكنه فعل المعصوم وقوله وتقريره في القطعيات فضلا عن الظنيات وهذا ليس فقط في سيد الشهداء بل في فعل النبي والاربعة عشر معصوم هكذا وهذا في السيرة القطعية فضلا عن الظنية ولو اتى باحث وبنى على انه ما انجز من العلوم الدينية وحي منزل ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا ويقرأ سيرة المعصوم القطعي بشكل حسمي فان هذا مخطئ لان البحث على قدم وساق .

السيد المرتضى لاحظ تحليله في نهضة الحسين حيث هذا السائل اشكل عليه وهو واضح من الفضلاء لاحظ السائل يقول : ما العذر في خروجه عليه السلام؟ يعني تكلم عن العذر وليس عن الوجوب واللزوم مع ان الامام الحسين يقول ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح فلما يقول ما العذر يعني كأنما حكم ثانوي والحكم الاولي ليس هذا ـ، مع ان الامام يقول فتح وسيد الانبياء يقول وانا من حسين والحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ولكن ترى هذا السائل يقول ما عذره يعني كأنما هذا الفعل يحتاج الى تخريج بالقواعد الاولية .

هذا شبيه اعتراض الصحابة على سيد الانبياء في صلح الحديبية يقولون للنبي ما هذه الذلة؟ يعني ما يفهمون ما يرتسم عند سيد الانبياء مع ان الله يصف هذا الصلح بانه انا فتحنا لك فتحا مبينا فالوحي يصفه بالفتح ولعل الف وخمسمائة صحابي كانوا مع النبي بينما الوحي يقول هذا فتح مبين . فلاحظ فحول الفقهاء يحيرون في تفسير السيرة القطعية للمعصومين وتخريجها على اي وجه فما بالك بالمصادر الظنية؟ نعم هو معتبر ولكن لملمتها وتنسيقها ونظمها بشكل ظني يكون معتبرا ولكن يبقى يخطئ ويصيب .

ان قضية الاحاطة بالحكم الواقعي من مجموع منظومة الموازين القطعية فيها خلاف فكيف بك بالظنية؟ وهل انت تريد ان تدعي ان ما قرر وانجز في كتب الفقه وحي والشهيد هو كذا كذا والذي لا يغسل او يغسل فهو كذا فنأخذ الفتاوى الظنية للفقهاء انها وحي منزل ومن ثم يريد يقرأ شهداء الطف بذلك ؟ فهل هذه الظنون نسقت جيدا ام لا ؟ وهل نسق بينها وبين ما هو الادلة القطعية؟

المشكلة السائل يقول وكيف خالف ظنه وظن جميع اصحابه في الخروج؟ لعل احد اسباب التخاذل عن سيد الشهداء هو عدم فهم معرفة المعصوم وتخاذل الصحابة في صلح الحديبية للنبي هو لعدم معرفة النبوة وعصيانهم له في مواطن عديدة لعدم وجود المعرفة وذاك بغض النظر عن قضية الايمان ، فنحن في هذا نقول التأكيد على معرفة النبي فليس افراط ولا تفريط احد النتائج العظيمة للمعرفة الكاملة الكلامية باهل بيت النبي انها تعطيك قراءة صحيحة حتى لسيرتهم الفقهية ونتيجة التمرد عليهم احد اسبابه هو عدم المعرفة بهم .

الان لاحظ كلمات صاحب الجواهر وكلمات الاعلام يبينون انه كيف تفسير العصمة ومعرفة الائمة المختلفة عندهم هذه ان لم تنقح كيف نحن ننقح القضايا الفقهية المترتبة عليها؟ علم الكلام اساسه علم الفقه لا العكس وان كان بين العلوم تخادم وتأثير وتأثر فالضرورات الفقهية تفسر متشابهات علم الكلام والضرورات الكلامية تفسر متشابهات علم الفقه ولكن بالتالي هناك دور مهم لعلم الكلام ، فتراه يدرس الفقه والاصول لكنه مترجل في علم الكلام فكيف يقرأ السيرة الفقهية؟ لذلك انت لا تعجب من محمد بن الحنفية او عبد الله بن عباس او عبد الله بن جعفر وانعم واكرم بهؤلاء من بني هاشم او حتى عبدالله بن عمر يعترضون على سيد الشهداء في خروجه وسيتكرر في ظهور صاحب العصر والزمان نفس المطلب عبدالله بن عباس حبر الامة فلا يمكن ان نحتج على صاحب الزمان بالفقه الظني المعتبر هو القضايا القطعية مختلف في قراءتها فعبدالله بن عباس ليس انسانا سهلا الم يسمع كلام النبي في الحسين؟ نحن ابدا لسنا احسن من عبدالله بن عباس الا انه لابد ان نصحح معرفتنا بالامام انت لاحظ احتجاجات عبد الله بن عباس على اصحاب الجمل انا واياك لا نقوى عليها وكذلك احتجاجاته على الخوارج وكذلك احتجاجاته في الجمل يعني لم يكن بعد الحسن والحسين شخص يمكن ان يعتمد عليه في الاحتجاج الا عبدالله بن عباس .

في التحكيم اول من رشحه امير المؤمنين هو الامام الحسن وما قبلوا ثم الحسين وما قبلوا ثم عبد الله بن عباس ولم يقبله ، وفي بقضية الجمل ذهب الى فلانة واحتج عليها فهو سيف من سيوف امير المؤمنين فهو ادرك النبي وتوفي النبي وعمره ثلاثة عشر سنة مع ذلك هذه المعرفة لم تكف لعبدالله بن عباس ان يكون منقادا تمام الانقياد ، عبدالله بن عباس فخر من مفاخر اتباع ال البيت ولكن عدم المعرفة لم تؤهله ان يسلم للائمة تسليما تاما وان كان هو حسب قناعته انه ما يفعله من باب الحب لاهل البيت لا العداء فهو يجلل الامامين الحسن والحسين بشكل عظيم وقطعا لا يرى نفسه وهناك شواهد عديدة على ذلك هذه عبرة لنا .

فاذا المعرفة تكون ناقصة التسليم يكون ناقصا نفس المشهد اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ قال يا ادم انبئهم باسمائهم فنحن لا نقايس بعبد الله بن عباس هو رضوان الله تعالى عليه ظل مدافعا عن امير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة الى اخر عمره وربى عكرمة وسعيد ابن جبير وعطاء مع ان عكرمة عنده ميول لاهل البيت لذلك الامام الباقر اراد ان يلقنه ما انتم عليه فعنده ارضية ان يهديه الامام الباقر فابن عباس كم له من مواقف وسيوف حادة لامير المؤمنين في الاحتجاج وكذا للحسن والحسين وهو الذي امر ببيعة الامام الحسن وانصاع له الصحابة في الكوفة لكن رغم ذلك كله قلة المعرفة قعدت به في مواطن عديدة .

فعلم الكلام يتحكم في علم الفقه وفي فقه المقاصد وعلم الكلام اذا ما تضبط المعرفة هكذا يحصل ولكن ابن عباس ما عنده قصور ، انت في بعض الابعاد لاحظ امير المؤمنين في كثير من الموارد في خلافته يظهر جملة من المعجزات وجملة من الكبار قالوا كثف أمير المؤمنين من المعجزات التكوينية في الكوفة بعد خلافته ، مثلا في ذهابه الى صفين يقول سيأتي عليكم الف فارس ولكن عبدالله بن عباس قال انا لله وانا اليه راجعون ، فهو معرفته كلامية وليست معرفة اسرار كمعرفة سلمان بالنبي وبامير المؤمنين ليست معرفة قلبية وانما معرفة فكرية وهذه ان لم تكن فيها معرفة قلبية فيحصل مشكلة .

فرق بين معرفة سلمان ومعرفة عبدالله بن عباس حتى معرفة سلمان درجات نحن بدون ان نقارن بهذه النماذج الشامخة ولكن هو بحث المنهج لكي نعتبر وان لم نكن اهلا لذلك ، ففي موارد عديدة امير المؤمنين في طريقه الى صفين والنهروان والجمل يبدي معجزات و وجل من صدقها عبد الله بن عباس قبل ان تتحقق وبعد ان تقع كان يقول اخبره النبي بذلك يعني ينظر الى ان علم أمير المونيك راوي من الرواة يعني هل ابن عباس كان يعرف ان امير المؤمنين عنده ملكوت اخر؟ الله اعلم ولكن هكذا اعتراضات يظهر انه ما ملتفت لذلك .

امير المؤمنين مسدد بروح القدس و احد ارواحه هو روح القدس مثل هذه البيانات التي كان مفضل ابن عمر وجابر ابن يزيد الجعفي وسلمان يعرفها لم يكن يعرفها ابن عباس فنمط المعرفة مؤثر من علم الكلام وعلم الاسرار وعلم العرفان وعلم القلب ، ابن عباس احد الثمانية الذين ثبتوا في حنين من بني هاشم والباقي كلهم فروا مثلا ما فرق معرفة كميل بامير المؤمنين مع معرفة عبدالله بن عباس وكذا معرفة ميثم التمار وحبيب ابن المظاهر صاحب علم المنايا والبلايا فميثم وحبيب ورشيد ليسوا نكرات والاخير له غرائب ملكوتية فلا يمكن نقول ان النمط الصحيح هو فقط المسير العلمي لابن عباس اما نمط سلمان وميثم خطا كلا هذا غير تام فالامام عنده تنوع في التلاميذ والقابليات تختلف والمعرفة تختلف وهؤلاء اشخاص متفق عليهم ولكنهم تنوعوا .

البعض ينكر عالم الروح والرياضات الروحية للائمة هل انت تنكر حبيب بن مظاهر الاسدي؟ فهذه كلها علوم .

الاسئلة والاجوبة :

السؤال : ليس بواضح ...

الجواب :

اذا كان هذا الكلام عند عبد الله ابن عباس فيدل على انه عنده معرفة من النمط الثاني معرفة عرفانية واسرار اذا قصور المعرفة الاعتقادية بلغة كلام وقلب هذا يسبب تلكؤ في الطاعة والتسليم وايضا يسبب تلكؤ في فهم حقيقة سيرة المعصوم قوله وفعله وتقريره فكانوا يعيشون ازمات وهذه باقية وستبقى يعني احد اسباب قراءتنا للمعصوم ازدياد معرفتنا به فلا يمكن ان نقول نرفض قراءة التاريخ من خلال عدسة علم الكلام وانما نقرأها بعدسة متمحضة تاريخية .

احد المحققين في التاريخ يتبنى هذه القاعدة وهذه قاعدة غير صحيحة وسنطرحها ان شاء الله ففي زماننا الاعلام رحمهم الله مختلفين في درجات معرفة المعصوم كنظام وميزان والازمة هي هي وليس اولئك من جينات معينة ونحن من جينات اخرى اويس القرني لم ير رسول الله رؤية حسية ولكن يتعايش روحا مع النبي وكان شديد الحب له فتجد شخصا في حضن النبي ولكن بعيد و واحد بعيد جغرافي لكنه عنده معرفة حتى انه لما اتى بعد رحيل سيد الانبياء الى المدينة قال الصحابة ان رسول الله كان يذكرك كثيرا ويقول اسألوا اويس القرني لو كان يفتح لك اجابة الدعاء بماذا كنت تدعو؟ قال كنت ادعو الله ان يبقي لنا رسول الله الى يوم القيامة لاحظ هذه هي المعرفة هي متطابقة لما هو متواتر عن اهل البيت انه لم يصب احد بخسارة مثل مصابنا بخسارة فقد سيد الرسل ورحيله فلاحظ معرفة اويس كيف كانت؟ فليست القضية حس جغرافي القضية انه هل يشتغل الانترنت ام لا؟

انت حتى لو تتشرف برؤية صاحب الزمان ببدنك لكن ليس لديك انترنت ولم يشتغل عقلك وقلبك فلا ينفعك كثير من العلماء الكبار عاصرناهم يقولون لمن يتشوق برؤيته وهو نعم الشيء لكن يقولون عليك بالتشرف العقلي والقلبي وليس الحسي يعني تفهم صاحب العصر والزمان ، فزوجة لوط كانت ليل نهار مع لوط ولكن ما كانت تعرفه وكذلك زوجة النبي نوح ولم تكن تعرفه فعبدالله بن عباس لا يمكن ان نقول عنه راوي محض ، امير المؤمنين في الاحتجاج بلغة كلامية لا يعتمد على غيره فهو يفحم ذاك الطرف في الجمل الذي شبه على كل مسلمين وافحم الخوارج بحجية وامامة امير المؤمنين .

فاحتجاجات عبدالله بن عباس خالدة دفاعا عن النبي او عن امير المؤمنين او الحسن والحسين يعني احتجاجاته لاهل البيت اذا تعطيها لمتكلم من الامامية لا يأت بقوتها الى الان قوة احتجاجاته عديمة النظير فمنهج المعرفة مؤثر في فهم المعصوم فعبدالله بن عباس ليس براو كفلان فهناك درجات في المعرفة .

رشيد الهجري وصل الى ما وصل لكن عبر عنه بانه مستضعف فرشيد بالقياس الى موسى بن جعفر مستضعف فاذا كان هذا حال الرشيد فما حالنا نحن؟ فلا يمكن ان نقول افراط في دراسة علم الكلام والمعارف والمهم فقط الفروع الفقهية نضبطها كلا هذا كلام خاطئ انت كيف تضبط الفقه بدون الكلام فالمهم انه نتمسك بالمحكمات لا المتشابهات ولكن قدراتنا في التمسك بالمحكمات مختلفة فهذه النصوص التاريخية ملتبسة كافعال واجمالها اشد من القول هو القول الان مختلف في تفسيره بين رواد العلماء فماذا تقول بالفعل وهو مجمل ؟ كما اعترف بذلك كل الاصوليين والفقهاء والمتكلمين والتاريخ اجمل منه فكيف تريد تحسم التاريخ بجرة قلم؟ هل هذا يمكن؟ هذا قطعي فضلا عن الظني والظني لايعتبر انه ما يتوصل اليه وحي منزل وان ما خلافه باطل كاذب ودجل وبدعة اي كلام هذا؟ هذا غلو في النفس .

الامام الرضا لم يولد في زمن النبي لكنه يعرف النبي حق المعرفة ولذلك ينزه النبي عما فهمه زيد ابن حارث وهذا يدلل على ان القصور في المعرفة تسبب ما تسبب وانها زلت زيد بن حارث في التعامل الفقهي مع النبي خطأ وان لم يكن عنادا .

سؤال :

اذا كنا نعرف اصل العصمة فاي ضير ان لا نعرف الاكثر؟

الجواب

بعض الاحيان اذا اصل العصمة تعرفها بدون ما تتوسع فيها فهذا لا يشفع لك مادمت لم تكن مسلما لاهل البيت وهذا معنى نجده في قامات نيرة عظيمة الان هناك من ينظر على هذا المدعى بانه فاذا عزمت فتوكل على الله يعني عزمت على ما رآه الصحابة فانت ملزم برأي الصحابة ، فعدم المعرفة الكلامية تؤثر في الاستنباط الفقهي في ابواب خطيرة وسيرى المعصوم بنظرة معينة مع ان القرآن يقول واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم فيغفل عنكم هذا المطلب وقوله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الله ورسوله لعلمه الذين يستنبطونه منهم ويغفل عن ان النبي زود وايد بروح القدس والروح الامري وما من صغيرة ولا كبيرة الا احصاها .

فحتى في بحث الفقه السياسي والاجتماعي اذا كان هناك نقص في المعرفة ستؤدي الى نتائج عجيبة غريبة لذلك السيد الحجة الكوهكمري من تلاميذ المحق العراقي ومن مراجع قم يقول اتقى تقوى لطالب العلم هو مثابرته في تحصيل العلم يعني يملأ وقته بالجد في طلب العلم وافسق فسق يرتكبه طالب العلم ان يفرط في تحصيل العلم وهذا ليس فقه و اصول وانما كلام ومعرفة وفقه وتفسير هذه العلوم الدينية مترابطة مع بعضها البعض بشكل منظم مبرمج فهذا السيد الجليل يقول انه المعرفة والعلم عظيم وكل ما يصعد السطح العلمي تهدم الميكروبات الخطيرة الفكرية .

سؤال :

اذن ماذا نقول في عبد الله بن عباس ؟

الجواب :

نقول هو لم يكن مسلما لسيد الشهداء كتسليم ابي الفضل العباس ومسلم لذلك يعبر عن ابي الفضل العباس انه نافذ البصيرة و ان كان ابن عباس سيفا من السيوف العظيمة الماجدة للامام الحسن والحسين وبقي الى اخر ايامه كذلك لاحظ في حنين عبدالله بن عباس ثبت وغيره لم يثبت الان حكم قطعي في الدين او في مذهب اهل البيت نحن نتلكا فيه الى ما شاء الله و منهاج امام الحسين نحن نتلكأ فيه فالحسين ليس محصور بدنه الشريف وانما كمنهاج ونور فنحن مبتلون بهذه الامور ونتمجمج ونتلكأ .

بلا شك احد اسباب تأخير الظهور هو قصور المعرفة لانه سوف تتكرر صفين ورفع المصاحف ثانية وتتكرر الجمل و النهروان فيرفعون شعار تعلموه من امير المؤمنين ضده فيرفعون شعارات العدالة ضد امير المؤمنين انت لا تفكر ان الخوارج هم اشخاص وانما هم منهجية وكلنا مبتلون به وموجود في دعاء يوم الغدير كل مؤمن مبتلى في طيات باطنه بمرض النصب ولو بدرجات خفية وكذا بمرض الجبر والغلو وغيرها من الامراض الفكرية الروحية فالغلو ليس في اهل البيت وانما في انفسنا فكل انسان في طبيعته وفكره وقلبه مطويه فيه امراض يجب ان يتطهر منها شيء فشيء فمن لم يلتفت الى ما يبتلى به نفسه وروحه وقواه وطيات نفسه من امراض فهذا يخادع نفسه اكيس الاكياس من التفت الى نفسه ويشخص كم مرض عنده وان كان عنده سلامة الايمان لكن هناك امراض موجودة والمشكلة نفكر اننا بلغنا الطهارة وما عندنا امراض لا فكرية لا عقلية لا معرفية لا قلبية وهذا خطأ .

 

logo