47/01/24
/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (59)/سلسلة في الشعائر الحسينية
الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (59)/
قبل ان نواصل كلام السيد المرتضى في الليلة الماضية قلنا ان هناك قواعد في اثبات النصوص التاريخية وهي متعددة وسبق قسم منه في العام الماضي وفي هذا العام وسيأتي ان شاء الله اكثر ونحن للتنوع نتعرض ايضا للقواعد التي ترتبط بقراءة النص التاريخي فمن ضمن ما مر بنا الليلة الماضية ان القراءة الفقهية لما انجز ودون لدى الفقهاء الاعلام لقراءة التاريخ القطعي فضلا عن الظني ليس جامعا ومانعا وهذا مقرر بين الفريقين وليس مختصا بالامامية .
هنا تنشأ اشكالية والتباس في قراءة التاريخ القطعي فضلا عن الظني لان هذا الفقه ليس هو جامع مانع يستطيع ان يفسر او يحكي الواقع نظير جيل من الفقهاء ما كان موقفهم ايجابي من ثورة التوابين وكذا بالنسبة لواقعة المختار بسبب شدة الظروف الامنية وتعقيد الوضع الامني فلم يكن نظرة الفقهاء ايجابية تجاههم بل حتى بالنسبة للمختار بل حتى بعد ثورته واستشهاده الى درجة ان حفيد المختار اتى الامام الباقر يبكي يقول يا سيدي انا موال لكم فان امرتني ان اتبرأ من والدي لتبرأت منه فترحم الامام الباقر عليه واشاد بعظم ما قام به المختار .
هذا كله سببه ان هذه البنية الفقهية ناقصة لا تستطيع ان تقرأ مرام واستراتيجية اهل البيت فالاستعانة بما هو حرر ومقرر في المدونة الفقهية من دون اليقظة الى ان هناك عسائس في ابواب الفقه وفي كلمات الفقه غير مفيد وهذه العسائس موجودة ولكن اذا كان هناك من يستطيع ان يستكشف المنظومة الفقهية المستترة الموجودة في ضمن المنظومة الفقهية الحالية طبعا اصل المنظومة هي من اهل البيت ولكن هناك افاق وابواب عديدة لم تبلور بعد ولم تحرر كما تج القضية في زيد الشهيد .
مر بنا السؤال الذي وجه للسيد محسن حكيم واعترف هو بانه هؤلاء النجوم في تاريخ التشيع فالذين مضوا على طريق الشهادة والاستشهاد لا يمكن تقييمهم بهذا الفقه المدون والسؤال كما ذكرت لكم نشرته مجلة الاضواء النجفية انذاك ونقله الشيخ عبدالهادي الفضلي والمجلة هي عدد الثاني او الثالث صفحة تسعة وخمسين وشبيهه عند السيد الخميني وجملة من الاعلام وكذلك السيد الخوئي فالسؤال هو هكذا يقول لقد جاء في رسالتكم العملية في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان لا يلزم من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرر في النفس او في العرض او في المال ولقد رأينا جملة من المؤمنين الصالحين العاملين قد امروا المعروف ونهى عن المنكر ولاقوا ما لاقوه من قوى الشر والضلال فهل ان عملهم صحيح؟
اذن هكذا رؤية فقهية كيف نطبقها مع هذه الرموز العظيمة في تاريخ التشيع؟ كميثم التمار وحجر بن عدي فهذان فممشاهم غير ممشى عبدالله بن عباس من جهة الاسلوب في نصرة راية اهل البيت فليس هناك تناقض وانما تعدد وممشى حجر بن عدي غير ممشى عبدالله بن عباس من حيث الاسلوب طبعا هذا مثال ونحن يجب ان نأخذ الكبرى الموجودة في هذا البحث ان المدونة الفقهية لا تغطي كل الحقيقة يحتاج الى انجاز اكثر فاكثر فيجب الانسان ان يكون اخطبوطا في الفقه كي يبصر المصير الحقيقي لا ان يتمسك بباب واحد ومسألة واحدة فيكون حفظت شيئا وغابت عنك اشياء.
فاجاب السيد محسن الحكيم قال ان شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ذكرناها وذكرها الفقهاء انما هي لشرائط النهي عن المنكرات المتعارفة كتارك الصلاة وشرب الخمر واكل اموال الناس ونحو ذلك مما هو بعد فردي فقهي ولا يمس باساس الدين وبيضة الاسلام يعني قضايا فردية ليس مرتبطا باصل العقيدة والدين واما المنكرات التي يخشى من وقوعها على اساس الدين فيجب مكافحتها والتضحية في سبيل المحافظة على اصل الدين واساسه بكل غال ورخيص وبالنفس والنفيس كما وجب في كثير من الاعصار والامصار حفظا لبيضة الاسلام وكيان الدين وما قام به هؤلاء المؤمنون الصالحون من تضحيات وما لاقوه من قوى الشر والضلال من هذا النوع يعني من الفقه السياسي والاجتماعي والفقه العام الاعظم يعني الفقه المرتبط باصل اقامة الدين وليس مرتبطا بالفقه الفردي .
اذن لاحظ السيد محسن الحكيم يصرح بان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي قد دونه الفقهاء كله على هذا النهج يعني في الفقه الفردي وليس هو فقه سياسي ولا فقه اجتماعي وليس مرتبطا بكيان الدين ذاك شيء ومسؤولية اخرى اعظم حتى من السياسية فهذا تصريح عظيم من السيد ان هذه المدونات الفقهية لا يمكن ان نقرأ بها التاريخ كله نعم قسم من التاريخ يمكن لا كل التاريخ .
مر بنا استصعاب كثير من الفقهاء التفسير الفقهي لنهضة سيد الشهداء ونقلنا كلمات كثيرة وربما نأتي بمتونها فهذا الفقه المدون باعتراف كثير من الاعلام ما يستطيع ان يفسر قواعديا كل سيرة سيد الشهداء في واقعة الطف فهذا يدل ان هناك مشكلة موجودة ان هذا التدوين وهذه الجهد من الفقهاء شكر الله سعيهم تحتاج الى جهود اكثر فاكثر فكيف انا احدد الرؤية الفقهية والوظيفة الشرعية التي ملقاة علينا في عصرنا ؟ فما دون بالفقه لا يستطيع ان يقرأ قراءة تامة لقطعيات التاريخ وهذا يسبب نقصا في الرؤية الفقهية الفعلية الملقاة على عاتقنا .
فلاحظ كيف التاريخ القطعي يؤثر على الفقه وعدم القراءة العميقة الشمولية الكاملة الجامعة المانعة للتاريخ القطعي من سيرة المعصومين يؤزم حتى الرؤية الفقهية وهذا مما يدل على انه من اكبر الجهاد هو فتوحات العلم فهو اعظم مسؤولية لان العلم امام العمل فمسئولية العلم قصوى وخطيرة فالعلم نور وبصيرة .
السيد الخوئي في منهاج الصالحين المسألة تسعة وخمسين اتى بتعبير اخر بنفس الشرائط ما لم يكن يعارض بيضة الدين السيد الخميني ايضا في تحرير الوسيلة او كتاب فقهي اخر يفيد نفس كلام السيد الحكيم فاذن المسألة حساسة ومشكلة وكما مر بنا ليلة امس ان نعتبر من ما حرر من ابحاث فقهية هذا هو الميزان الاكبر وعليه تدور رحى قراءة التاريخ فكلا ، والحال انه ما دون قسم منه قطعي وقسم اخر ظنون معتبرة ثم هي لم تستوعب كل المواد فالمدونات التاريخية الى الان لم تستوعب قطعيات التاريخ التي هي مصدر للفقه وستأتي ان شاء الله قاعدة في منهجية قراءة متن التاريخ عكس ما يتخيل ان التاريخ امره سهل واسهل من الفقه كلا امره اشد من الفقه هو مصدر للفقه وهذا لا يعني التفريط فيه وعدم الاكتراث بالموازين كثيرا.
فهناك غفلتان موجودتان الاولى ان المنهج في التاريخ اكثر سهولة وتسامحا بخلاف المنهج الفقهي ففيه تشدد وما شابه ذلك والغفلة الثانية انه ليس بالضرورة القضية التاريخية يترتب عليها اثر فقهي كي نتشدد فيها فكلا المقولتين خاطئتان وهناك مقولة ثالثة انه بناء على ذلك نستوسع في الظنون في التاريخ بخلاف الفقه هذا كله بخلاف ما اذا قلنا ان التاريخ كالفقه يجب ان نتشدد ظنون ونضيقها هذي ايضا خاطئة فسنبين ان الامر في التاريخ اشد من الفقه لكن هذه الشدة لا تستدعي التضييق كما توهم ومقولة رابعة انه التاريخ لا يترتب عليه اثار فقهية فحسب بل اثار عقائدية المحقق الطهراني في كتابه نفي التحريف وطبع اخيرا يقول ان الظنون العامة حتى المرسلة التاريخية يتكون منها بالتراكم ضرورات دينية عند الفريقين مع انها مرسلة والضرورة فوق التواتر ونظرته صناعية وعميقة جدا وانا اتكلم بالقيراط الصناعي الاصولي .
مثلا اللغة كلها مراسيل ولكن هناك ضرورات لغوية تنشأ منها فهناك تخادم متبادل بين الفقه والتاريخ فبالتالي اذن كما سيأتي بان الفقه المدون باعتراف جملة من الاعلام الفحول ليس مدون جامع شامل مانع لقراءة قطعيات تاريخ المعصومين كما ذكر السيد الحكيم والخميني بل حتى صاحب الجواهر وكثير من الاعلام ، فهذا الفقه تدوينه وتنقيحه لا زال يحتاج الى اجيال فانت لا تظن بان هذا الفقه تستطيع ان تفسر به قطعيات التاريخ وتكتفي به فضلا عن ان تفسر به ظنيات التاريخ لانه لم يستوعب كل المجالات والابواب .
مثلا باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قسمان : قسم مرتبط بالفقه الفردي وقسم مرتبط بالفقه السياسي والاجتماعي مثلا ما الفرق بين بيضة الدين وضرورة الدين؟ نقول بيضة الدين او قوام الدين ليس مرتبط بالتنظير الفكري والمعرفي وانما مرتبط بالوجود الخارجي مثلا وجود الكعبة بيت الله الحرام جعل الله البيت الحرام قياما للناس كثير من المفسرين والروايات قالوا قوام الدين ودنيا الناس والباري تعالى ليس ربط دين الناس بالكعبة بل راهن ان دنيا الناس تستمر مع بقاء الكعبة فلا يمكن لابرهة ان يبيدها شبيه لولا الحجة لساخت الارض باهلها وعندنا روايات متعددة انه ما دامت الكعبة قائمة وقبر النبي قائم وقبور اهل البيت والعترة قائمة والقرآن قائم مع اختلاف السن الروايات فالناس في امان .
طبعا القرآن غير المصحف والمصحف الشريف هو اكبر كتاب منتشر في العالم وبكل مجانية وفي متناول الايادي فلو رفع المصحف لما امهل البشر يعني هذي قضايا خارجية كاعمدة البيت وقواعده اذا انهدت انهد البيت كله جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس فقال قيام وما قال قوام يعني قوام دين ودنيا الناس وليس فقط دين الناس فكتاب الله لو ابيد لما امهل الناس لانه بيضة الدين .
فهناك فرق بين بحث الضرورة الدينية كمبحث فكري عقائدي وبين البيضة ، فالاخيرة يعني الوجود الخارجي واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت اسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وشبيه انه لما قتل سيد الشهداء مطرت السماء دما هذه ليست ضرورة معرفية هذه بنية وجودية للدين والدنيا خارجيا و ورد في الاف الروايات بين الفريقين ، او لولا الحجة وهو عين القرآن وعين العترة لساخت الارض باهلها هناك روايات مستفيضة ان لم تكن متواترة نقلها حتى الطبري في تفسير سورة القدر بنفس ما ورد عن بيانات اهل البيت انه لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن فهناك تلازم بين ليلة القدر والقرآن والطبري معاصر للكليني وكتابه جامع البيان هو اكبر كتب التفسيرية الروائية وفيه مقامات اهل البيت الشأن العظيم وهناك تفسيران معاصران في التفسير الروائي عند الجمهور ايضا مملوء من مقامات فضائل اهل البيت الاصطفائية الملكوتية التي ربما يتنكر لها في الوسط الخاص ممن يتزيى بالعلم .
ابن حجر الهيتمي صاحب الصواعق المحرقة كتب هذا الكتاب ضد الرافضة مع انه صوفي لانه رأى في القرن العاشر مكة والمدينة المنورة اصبح اهلها رافضة وذكر هذا في اول كتابه وهذه ملحمة تاريخية مهمة في القرن العاشر فيعبر رافضة وليس شيعة فهو في هذا الكتاب يعترف باصطفاء الائمة الاثني عشر لانه صوفي ويأتي بفضيلة اصطفائية لاهل البيت للاسف ينكرها بعض الوسط الداخلي وقرأت اليوم في احد الكتب للمحقق الفلاني ينكر هذه الفضيلة وهو يعترف بان ابن حجر يعتمد على هذه الفضيلة ويقر بها لاحظ المفارقات هذا ينكر ومنتسب لاهل البيت وذاك يقر وكتابه ضد الرافضة .
محمد بن مسلم واعظم به يأتي للامام الصادق مستنكرا لفضيلة اصطفائية ويصعب عليه ويقول يا ابن رسول الله هذا الفقيه الفلاني يروي عنك هذا هل هو صحيح؟ حيث رواها له الحكم ابن عيينة من فقهاء العامة المنفتحين على ائمة ال البيت وموجودة الرواية في مصادرنا ان رسول الله قال في مناجاته والله ما انا ناجيته ولكن الله انتجى عليا ، فترى هذا الفقيه يصعب عليه ذلك انا لست في صدد ذم محمد بن مسلم وهو من الاركان واعظم به اقصد القابليات كما قال اهل البيت مختلفة وقد ورد علمنا صعب مستصعب كم من حديث ضاع ولم يذكره الرواة لانهم يستبشعوه الشيخ المفيد يقول جماعة من مدرسة الرواة المحدثين كانوا مقصرين في معرفة اهل البيت يعني يستثقلون هذه المعاني .
كفوائد جانبية نقول ان كتب الحديث القديمة عند العامة مملوءة بمقامات عظيمة اصطفائية لاهل البيت فلا يغرنك المتكلمون من جمهور العامة هم اعرضوا عنها لانهم يرون حقا لاهل البيت فيعرضون بينما المحدثون اتوا بها الكثير الكثير وهذي نكتة جدا مهمة وربما حتى الخاصة يتنكر لها لفضيلة مستفيضة عندنا وعندهم لاهل البيت من ثم متون الاحاديث والايات اوسع نطاقا في بيان العقائد مما كتبه المتكلمون من الفريقين وكما مر بنا المدونة الفقهية ليست جامعة مانعة باعتراف جملة من فحول الاعلام فما نستطيع ان نقرأ بها التاريخ القطعي لسيرة المعصومين فضلا عن الظني منه كذلك المدونة الكلامية حتى للامامية لم تستوعب كل ابواب المعارف المستفيضة المتواترة لاهل البيت عند الفريقين فكيف اقول كتاب الحادي عشر من العلامة الحلي وشرح التجريد وغيرهما واعظم بهم لكن ليس معناه انه مستوعب لكل الابحاث وكل ابواب العقائد للعقائد المستفيضة عند الفريقين فلم يستوعب علم الكلام البحث عنها .
فالمدونة الكلامية ليست جامعة مانعة لانها جهد بشري وفي صدد التكامل مثلا منهاج الصالحين هل يقارب الشرايع توسعة ؟ كلا اضعاف المسائل فيه مع ذلك ليس بجامع مانع فليس كل ما لم يذكره علماؤنا من الفضائل ليس من الوحي بل ربما هو مبده من الوحي فضلا عن علماء الكلام عند العامة يعني نحن نوجه الخطاب للمسلمين من المذاهب الاسلامية الاخرى انه ان اردت العقائد على افقه المفتوح اذهب الى كتب الحديث فهي اقرب للحقيقة ولا تقتصر على الكتب الفلانية لابن تيمية ولمحمد ابن وهاب او لابن قيم الجوزية انت اذهب الى كتب الحديث ستطلع على العجب العجاب المستفيض المتواتر مما يبين لك الحقيقة وهكذا في كتب العلماء اعظم بجهدهم في الكلام واكرم ولكن هذا لا يستوعب كل الابواب ولذلك تجد اللاحق يستدرك على المتقدم فابواب قطعية عليها استفاضة الادلة عند الفريقين وليس فقط خصوص الامامية وهذا ليس فقط في المدونة الفقهية .
كذلك الكتب الكلامية والرجالية فلا تقل الرجاليون اذا ما ذكروا هذا الراوي فهو مجهول ، ومن قال لك اذا لم يذكره الرجاليون يعني هو صفر على الشمال ؟ هم ما استوعبوه والعلم في حالة تكامل وتنامي هذه من الاخطاء الكبيرة الهدامة العجيبة في علم الرجال عند المتأخرين تجد انه اذا لم يذكره الرجالي فهو مجهول كيف مجهول؟ هناك مواد تكشف لك عن شخصيته .
انت اذا تبحث في مصادر علم الرجال الثمانية عشر عن ابراهيم بن هاشم والد علي بن ابراهيم خمسة قرون لم يوثق ومع ذلك الان المعاصرين وجدوه من اعظم الاجلة اذ وقفوا على مواد من علم التاريخ والرجال فهل الرجال استوعب الاولين والاخرين من قال لك هذا؟ ذكرنا السيد البروجردي يقول هذه الاسانيد التي هي بالالاف اعظم مصدر لعلم الرجال صحيح فهو اعظم مصدر حسي قطعي لا يستطيع احد ادعاء الانسداد في علم الرجال لانه يكشف لك هوية الراوي واساتذته وتلاميذه وزمانه ومشربه فالمتون التي يرويها يكشف لك ملف الراوي من اوله لاخره بشرط الانسان يشتغل على هذا ، وهو بحاجة الى تتبع وافر فلا يمكن التقليد العمياوي المحض لعلماء الرجال .
نفس في كتاب جامع الرواة يقول استطعت ان ارفع الجهالة عن كذا مائة راوي لان مسلكه تجريد الاسانيد فليس مجهول ومهمل اذ ليس هناك حصر في العلم فليس علم الرجال في يومنا هذا جامعا مانعا وبصراحة كل العلوم الدينية او العلوم التجريبية والبشرية ليست جامعة مانعة وانما في حالة توسع وتنامي فانت افتح باب التحقيق سترى العجب العجاب لا ان تكون عمياويا وبغبغائيا انت افتح باب التحقيقات في المصادر الاصلية الثرة ستطلع على ما لم يكن واضحا عندك .
الاسئلة والاجوبة :
سوف نقيم رؤية السيد المرتضى لكن على اي تقدير انه هكذا رؤية منه صعبة وشيء عجيب انه يرى ان الامام ليس له اتصال وحياني .
سؤال :
هناك كتاب للسيد محمد رضا الجلالي اسمه جهاد الامام السجاد يذكر ثلاثة نصوصا يستشهد فيه ان الامام شارك عسكريا .
الجواب :
صحيح لان في الكافي الرواية موجودة وكذلك في غيبة النعماني .
السؤال :
مع انه لم يذكر في السير وكتب التاريخ ان الامام شارك في الحرب .
الجواب :
هذه هي المشكلة كأنما كتب السيرة والتاريخ وحي منزل وكأنما هي لا يدانيها ريب واحاطت بالواقع الخارجي بكل صغيرة وكبيرة ، فعدم تعرض المؤرخين الى شيء في التاريخ لا يعني عدم وجوده يجب على كلامك ان نقول كتب التاريخ فيها تبيان كل شيء ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها السيد محسن الحكيم قال ما دون في الفقه كله مرتبط بالفقه الفردي وليس مرتبطا بالفقه السياسي الاجتماعي فضلا عما هو بيضة الدين لانه نتاج بشري لماذا في الشرائع كما يقال اثني عشر الف مسألة؟ وفي الجواهر اثنين وستين الف مسألة ما النسبة بينهما؟ هذا امر طبيعي لان المحقق الحلي ليس كتابه جامعا مانعا مع انه عظيم وجليل وشكر الله وسعيه لكن لا تتوقع منه كما يقول السيد الحكيم انه يتعرض لمسائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في البعد السياسي .
الشيخ الطوسي تعرض اما المحقق الحلي كلا فكتب الطوسي ابوابها اكثر شمولية من كتاب الشرائع مثلا المبسوط والخلاف كتابان عظيمان فيهما ابواب من الفقه السياسي والاجتماعي والمرتبط ببيضة الدين هذه الابواب في كتاب الشرائع مع ان المحقق الحلي غير ابن اختيه العلامة الحلي فالاخير منفتح على الفقه السياسي وجامع مانع يعني قلب الدولة المغولية الى دولة ايمانية وهذه نكتة خطيرة في تاريخ الفقه انا اول مرة ابوح بها انه بين فقه الشيخ الطوسي وفقه المحقق الحلي فاصل كثير، انه بعد الشيخ الطوسي تضاءل الفقه السياسي والاجتماعي الى ان وصل الى المحقق الحلي فصار فقها فرديا بينما الشيخ الطوسي في كتاب المبسوط والخلاف وهما كتابان عظيمان استوعبا الفقه السياسي والاجتماعي والمرتبط بحياطة بيضة الدين الشيء الكثير لكن هذا اختزل في كتاب العلامة الحلي ، نحن لا ننكر فضله في تشييد فقه الامامية لكن لا نقل هذا الجهد الجبار الذي قام به المحقق الحلي هو نهاية العلم نعم كتاب الشرائع يسمى بقرآن الفقه صحيح ولكن يبقى قرآن بشري .
فلاحظ بعض الاساتذة والباحثين المحققين اخذوا هذه الغفلات ارسال المسلمات مع انها مبدهة وحيانيا انا اقول هذا التقييم بالضعيف والصحيح لم يكن الى القرن السابع عند العامة والخاصة لكن في القرن السابع صار هناك انقلاب علمي عند الفريقين والى الان لم احصل على خيوطه ولم اجمع نشأته كيف هذه المزامنة صارت؟ الى الان مشهور علماء السنة المتأخرين والخاصة يفسرون صحة الكتب العشرة او الست عند العامة وعندنا يفسرونه بالصحة في الطرق وهذا خطأ وحتى الذهبي غفل عنها وحتى الحكم النيسابوري غفل عنه بصراحة مع ان صحة البخاري او مسلم عند قدمائهم ليس معناه صحة الطرق هذا فهم خاطئ عند الفريقين المتأخرين ، انما المراد بصحة المتون كما ذكر الكليني والطوسي والصدوق وكامل الزيارات وكذلك تفسير علي بن ابراهيم القمي وكذلك كفاية الاثر ليس معناه صحة الطرق مرادهم من صحة الكتاب هو هذا .
هذا مبنى المفيد والمرتضى وابن ادريس والشهيد الاول وابن حمزة وابن براج وابن زهرة حول الخبر العلمي وحتى الوثوق له معاني ليس وثوق بالصدور هم عندهم المتن اهم من الصدور ووثوق المتن اهم من وثوق الصدور هذه اصطلاحات غابت عن اذهان الوسط العلمي لكن المتأخرين غفلوا عن هذه المطالب
الان مثلا في علم التفسير عندهم طريقة وحتى سيد البروجردي عندما تعرض في التفسير عليه اسئلة يرجعها للعلامة الطبطبائي وكلاهما ليسا وحيا منزلا فكل علمائنا المجتهدين ليسوا خارجين عن النقد العلمي لانه نتاج بشري ونحن مذهب الامامية مخطئة ولسنا مفسقة ولا مكفرة الوهابيين مفسقة ومكفرة وكذلك الداعشيين نحن لا مفسقة ولا مكفرة ولا مصوبة نحن مخطئة يعني بشكل ناعم علمي تذكر نقود علمية بدون تفسيق وتكفير وبدون ان تسيء الى الطرف الاخر هذا معناه التخطئة .
العلامة الاميني الى الان هو المدار في لوحة الغدير وهو العلم شئنا ام ابينا مثلا السيد عبدالحسين شرف الدين زميل السيد البروجردي وبينهما صداقة وطيدة وظف اجتهاده الى علم الخلاف وعلم الكلام وكل سعيه مشكور ، يقول تلاميذ السيد بروجردي ان الليلة التي ارسل فيها السيد شرف الدين كتاب المراجعات للسيد البروجردي لم ينم الى الصبح قراءة لهذا الكتاب وارسل رسالة له وقال قد قرأت هذا الكتاب في الليلة الواحدة الى الصبح مرتين لنفاسة النكات الموجودة فيه وانا سمعت من السيد شهاب الدين المرعشي باذني يقول الانجازات التي حققها السيد شرف الدين على صعيد العامة والازهر اقوى بكثير من السيد البروجردي فالسيد شرف الدين لما زار مكة جعلوه عدة ايام امام جامع الحرم المكي وهذا لم يعط لا للسيد البروجردي ولا لغيره .
وكيل السيد البروجردي اسمه الشيخ محمد تقي القمي في مصر وبعثه لاجل تطييب العلاقات والجسور مع الازهر خمسين عاما انا انقل عن السيد محمد تقي القمي هو نقل عن الشيخ محمد تقي القمي ان تأثير السيد شرف الدين على مصر والازهر باضعاف من البرودجردي وان فتوى شلتوت متأثرة بالسيد شرف الدين اكثر من السيد البروجردي فالسيد عبدالحسين له مدار فكل من يخدم في اي مجال له دور والتأثير العلمي يبقى هو نبراس .
الميرزا النوري تلميذ المجدد معروف عن الميرزاالنائيني انه كأنما مقلد للنوري في علم الحديث يعني يتابع ويوافق نظريات الميرزا وتتلمذ على يديه في علم الحديث والسيد الروحاني يشيد بكتاب خاتمة المستدرك لنفاسة الدرر الكثيرة فيه بغض النظر عن استنتاجات المؤلف لكن المواد الموجودة فيه بحر سيال من الفوائد ثمان مجلدات في علم الحديث والرجال يعني موسوعة ثمان مجلدات فيها مطالب رجالية حديثية تراجمية تاريخية عقائدية عجيبة فكل يبقى له تخصص ودور .
صارت جلسة من عدة من المراجع حول مسألة عقائدية وكان هناك موقف معين عقائدي اتفاقا الذي اكثر تقليدا في الفروع في حسب ما قيل في تلك الجلسة مقلدوه يقلدون هؤلاء المراجع في العقائد يعني رجوعهم في العقائد الى هؤلاء وفي الفروع يرجعون لذلك الاكثر تقليدا فاحد الاعلام قال صحيح ذلك اكثر سعة في التقليد في الفروع ولكن المقلدين يقلدون هؤلاء الموجودين بمعنى انه يتابعونه في العلوم الدينية فكل له مجال الشيخ باقر شريف القرشي انقل عنه بواسطة يقول اتى وفد كبير من الازهر الى النجف الاشرف واخذوهم للقاء السيد الخوئي واعظم به واعظم وصار بالتالي لقاء معه لكن بصراحة هذا الوفد الاسري قالوا نحن اتينا النجف لملاقاة شخص اخر وهو المحقق الطهراني فيقول الشيخ باقر شريف القرشي اخذناهم الى بيت الطهراني ورأوا البيت المحقر فسألوا هل انت المحقق الطهراني انت التشيع هويته مرهونة بك وهذا مكانك؟ قال نعم هذا مكاني فهو عاش حياة فقر وكان اخر ايامه يذهب لزيارة الحسين يركب اللوري وهذا هو الجهبذ العظيم يعني لاحظ الان هوية التشيع به في الذريعة فكبار شخصيات الازهر يعرفونه ونحن لا نعرفه ولا نعرف قيمته مع انه سند وحقيقة التشيع فالذريعة ليست موسوعة واحدة وانما فيها موسوعات تراجم الكتب والعلماء والتاريخ فحقيقة المذهب فيه.