47/01/19
/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (56)/سلسلة في الشعائر الحسينية
الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (56)/
كان الحديث في هذا المحطة ان جملة من رواد علم الرجال او الباحثين والمحققين في التاريخ عندهم هذه الغفلة انه اذا كانت مصادر تاريخية معينة لديهم معتبرة فيجعلون منها ميزانا لعدم اعتبار اي نقل تاريخي اخر محل جدل في اعتبارها وكانما يعني الحدث التاريخي يحصر في تلك المصادر .
طبعا مغايرة المصادر التي محل جدل في اعتبارها هي على نحوين :
تارة على نحو زيادة لم تذكرها المصادر الاخرى
وتارة مناقض .
فعلى كلا التقديرين هذا لا يزعزع تلك المصادر الاخرى لأنه اي مصدر من المصادر لا يمكنه ان يغطي الحدث من جميع الجوانب هذا غير معقول وغير ممكن وهناك بحث فلسفي عقلي ان الحس لا يحيط بالحس او قل الحس الضعيف او الحس المتوسط لا يحيط بالحس المتوسط لابد من درجات اخرى قد يعبر عنها فلسفيا الادراك المثالي وهو غير الحس الغليظ المقصود الحس اللطيف وفوق كل علم عليم وان كانت درجات الحس مختلفة اي الاستشعار الحسي لدى المخلوقات ليست على درجة واحدة ولدينا في الوحي ان الله تعالى جعل سمع اربعة من المخلوقات ليست كالبقية منها العرش حيث عندنا روايات متواترة من ان درجة الاستشعار الحسي لدى العرش مهول جدا فاستشعار العرش العظيم بالارض او اهل السماوات او كل ما دونه من المخلوقات مهول وعظيم ومن ثم ورد عندنا انه يهتز العرش بكذا وكذا .
الجنة كذلك جعل الله لها السمع لما دونها من الخلائق فاذا فرغ العبد من الصلاة ولم يطلب الجنة فهذا نوع جفاء وعدم رغبة بما رغب الله فيه وكذلك النار جعل الله لها السمع حيث هو موجود ملكوتي له شعور بحسب بيانات الوحي واذا لم يستعذ العبد في الصلاة من النار كأنما ما انذر بها وتقول النار لماذا العبد لم يستعذ مني؟ عندنا في الروايات الحور العين هكذا جعل الله لهن السمع واذا فرغ العبد من الصلاة ولم يطلبهن فأيضا لم يرغب فيما رغب الله فيه وايضا موجود سمع سيد الأنبياء كذلك فكل من يصلي عليه واله يبلغه فدرجات الاستشعار متفاوتة وهذا يطابق المنطق العظيم مما ينبه على ان ذوي الحس المتقارب لا يحيط احدهم بالاخر احاطة كاملة بخلاف من يكون حسه اكثر فاكثر .
وهكذا يمكن ان يدعى عقليا منطقيا ان مصادر تاريخية معينة لا يمكن ان تحيط بكل صغيرة وكبيرة في الحدث التاريخي ، فعقلا لا يمكن وهذا ليس منطقي بل لا بد ان ينفتح الانسان على جميع المصادر نعم لسنا في صدد ان هذه المصادر كلها في درجة واحدة ومر بنا في الجلسة السابقة ان هناك فلسفة في نظرية المعرفة تختلف عما قبل عشر او عشرين سنة مثلا نفس هذه المعرفة الالكترونية السيبرانية فتحت افقا في مدارس منطقية وفلسفية او ادراكية وحتى مدارس قانونية اوجدت لدى العقلاء مسار نظام معين في العلوم الانسانية مثلا الان عندهم الادارة المفتوحة من اعظم نظم الادارات وهذه هي نظام يقول ان النظام الهرمي في القيادة والادارة خاطئ لان النظام يجب ان يكون مبسوط الافق ومفتوحا .
فمثلا فهذه المعرفة الالكترونية الادارية تلقائيا العلم يضفي بظلاله عليه ويوجب نشئ فلسفات جديدة في نظرية المعرفة وهذه الفلسفات الجديدة توجب تداعيات ولوازمات جديدة حتى في المنطق البشري فارسطو ليس وحيا منزلا بل هناك مدارس اخرى او مدرسة المنطق الرياضي فهناك مدارس منطقية كثيرة سنبحث ان اعتبار كتب التاريخ او كتب المقاتل او كتب التراث له ربط بهذا لانه بحث معرفة وعلم فنظريات المعرفة تختلف عما قبل عشرين سنة تلقائيا وهذا يضفي بظلاله على كل العلوم .
هذا التغيير والاضافة ليس بلحاظ مباني القدماء فقط لان القدماء هو هذا مبناهم وانما هذا بلحاظ مباني السيد احمد ابن طاووس من حصرية الصدور بالطريق والسند فبلا شك هذه النظرية المعرفة الالكترونية السيبرانية تضفي بظلالها قطعا على زعزعة قضية حصرية الطرق بالمعتبرة عن غيرها نعم البشر الان يستثنون قسما ثالثا وهو قسما معينا من الظنون او القصاصات التي هي خيالات وخزعبلات وشيطانيات وكهانات مع انه حتى هذا القسم لا يستثنونه مطلقا وانما يتحفظون عليه بلحاظ ضوابط صارمة اذا كانت عبر قضايا روحية او معنوية كسحر او شعبذة او جن اما هذه الظنون الحسية التي هي مختلف القصاصات والاشارات والعلامات المادية القريبة من المادة المحسوسة فالعلم الالكتروني والسيبرانية منفتح عليه على قدم وساق فالان هذه هي المدرسة السائدة لدى البشرية وهي المدرسة الالكترونية السيبرانية ولها معلومات مهولة بلا حد وحدود .
طبعا لا يتعامل معها العقلاء في عصرنا عشوائيا عفويا وانما عندهم خطوات الخطوة الاولى هي المعلومات اللامحدودة لا سيما المستندة الى جهات من الحس الثاني نظم تلك المعلومات ونظم قاعدة البيانات وتقريبا هي نفس نظرية الانسداد وهي متطابقة جدا مع نظرية القدماء يعني نظم واكتشاف المناسبات بين المعلومات هذا الذي اذكره لاحظوه الان في التخصصات السيبرانية الالكترونية هذا نظم المعلومات والبيانات تأتي الخطوة الثالثة والرابعة وهي تحليل البيانات وهي اصعب مرحلة ، فهذا ليس الصغرى وكبرى ونتيجة فهذا المنطق يعد في يومنا هذا انحباس نعم لا يرفع اليد عنه لكن مصادر جفاف للعلم والمعرفة بان تحصرها بالاشكال الاربعة او القياس الاقتراني او الاستقراء الناقص او بالقياس والتمثيل هذه كلها اليات جزئية تعتبر مقابل هذا المنهج الهائل قليلا .
فهذه النظرية المعرفية تعتبر ارشد من وصل اليه البشر ونظرية المعرفة السيبرانية من يتخلف عنها يعتبر متخلف في الرشد والعقل للبشري فالجانب الاول هو الجانب الفني انه كيف تستقي المعلومات والثاني الوقوف عند هذه المعلومات الثالث نظم هذه البيانات والرابع تحليل البيانات فكل خطوة من هذه الخطوات الاربعة يرتبط بالحس وليس بعيد عنه وله انفتاح هائل على الحس الاعظم ، مثلا اليات الاحاطة بالحس كالعدسات الهائلة والسمع الهائل فالان صوت كل بشر له بصمة وحرارة يختلف عن الاخر وعينه لها بصمة فالحس لانه ترقى صار منفجرا الى اليات مسلحة ومعينة اكثر فاكثر الان الحس منفجر عشر اقسام من واكثر واكثر فالانسان له ابعاد كثيرة في الحس فاي موجود جسماني له ابعاد الى ما شاء الله موجي وصوتي واشعاعي هذه كلها ابعاد جسمانية هذه فلسفة جديدة غير تلك القديمة وهذه ليست خيال وانما حقيقة لان البشر ادراكاتهم واليات ادراكاتهم زادت تلقائيا تصبح فلسفة عقلية جديدة ونظرية معرفة جديدة ونظام جديد هذا بحث عقلي وليس عقلائي فقط فعقل العقلاء هكذا .
فبناء على هذه المدرسة والتي هي ارشد مدرسة وصلت اليه البشرية حينئذ كثير من النقنقات الموجودة عند مسلك اصحاب السند والطريق او مسلك السيد الخوئي لهذا الكم الهائل من القرائن كل هذا سوف ينزوي وبالعكس نفس مبنى القدماء يحيى اكثر وكذا مبنى اصحاب الانسداد يحيى اكثر ومبنى كثير ممن ينفتح على العلوم النقلية بكل وسعها يرقى اكثر اما الانزواء فهذا لا معنى له لان الاعتماد ليس على الظن وانما الاعتماد على منظومة الظنون وتحليل بياناتها الى ان تصل الى العلم اما الاكتفاء على الظنون البشرية حتى مع امكان الوصول الى العلم ولو العلم العرفي العادي وليس العلم الدقي حتى هذا المقدار يعتبروه تساهل لانه يعتمد على الظنون المعتبرة .
مثلا تحليل العلم الوراثي للجينات موجودة نعم قاعدة الفراش صحيحة ولكن اذا موجود هذا العلم ويعطيك درجة تسعين فما فوق فلا يمكن الاعتماد فقط على قاعدة الفراش فقاعدة الفراش ظنية وليكن ولكن ليست تناطح العلم الحسي فليس هذا حس بعيد عن العلم وانما حدس قريب من الحس مثلا امير المؤمنين عنده اقضية تسمى عجائب اقضية امير المؤمنين كتب فيها المخالفون اكثر من الموافقين والموالين وكثيرا ما تحت عنوان عجائب اقضية امير المؤمنين فما هو تفسيرها؟ هل هي مثل قضية الخضر وموسى؟ هناك عشرة قرون العلماء في حيص وبيص في تفسير اقضية امير المؤمنين انه يعتمد على ماذا؟ لانه لم يعتمد على البينة لان البينة ظن والحلف ظن انما اقضي بينكم بالبينات والايمان وانما اعتمد على ابواب اخرى ، فبالدقة منهج امير المؤمنين في تلك الاقضية بدل الاعتماد على الظن المعتبر هو يعتمد على تحريات وتحقيقات وتنقيبات توصل الى العلم اي العلم المطالس للحس او استجرار الاقرار هذا بحث اخر فيصير حجية الاقرار مقدمة على البينة وعلى القسم فهو عليه السلام يستجرر الواقع وهذا ليس علم شخصي له وانما كل من يطلع على حادثة وملابساتها يلتفت اليه ويصل الى درجة العلم .
طبعا هل علم القاضي حجة ام لا هناك لغط كبير بين العلماء لكن هذه المساحة منها يقبلونه انه اذا كان المستند الذي حصل عند القاضي وعلم به اذا اطلع عليه نوع العقلاء يحصل لديهم العلم فبامكانه ان يوثق هذه المناشئ يعني يحرزها ويثبتها للاخرين فاذا كان منشأ العلم القاضي بهذا المستوى بحيث تكون مصادره مناشيء نوعية وقابلة لاطلاع الاخرين عليها فاذا حصل لديه علم بهذا المقدار فمتأخري الاعصار يقبلون حجية علم القاضي فحينئذ قضاء القاضي بعلمه بهذا النمط من العلم الا في مسائل خاصة يكون حجة .
نعم في باب الزنا في باب اللواط في باب الفجور هناك نمط معين من الشارع اراد ان يسد العلم الحدسي ولو القريب من الحس هذا بحث اخر اما اذا لم يكن اقرار ولم يكن اربعة شهود في جملة من الفجور الشارع استثناء سد الباب وهذا بحث اخر اما في غيرها من الابواب والمواطن التي يعتمد فيها على البينة الظنية او على قواعد ظنية مقررة في كتاب القضاء بلا شك العلم مقدم عليها فالان عملية حصر اعتبار مصادر خاصة مع نظرية المعرفة اللي هو العلم مفتوح فلا معنى له ، فاذا انت تحصل علم فهل تكتفي بالظن؟ هذا لا معنى له لان الظن قد يخطئ وقد يصيب فحتى المعتبر فليس بدرجة العلم بينما هذا علم مستند الى الحس وهو عقلائي .
لذلك هذه غفلة كبيرة ان احصر المصادر بما استذوقها واتثبتها والبقية لا اعتبرها وتكون البقية عدما مطلقا هذا ليس منطق يتلائم مع النظرية المعرفة الموجودة الالكترونية او السيبرانية او ثورة المعلومات وهو منهج التحريات والتحقيقات والفحوص والتثبت .
فبيئات البشرية حتى في النزاعات الحساسة لا يعتمدون على الظنون المعتبرة اتفاقا ما ورد من قوله انما اقضي بينكم بالبينات والايمان هذه في النزاعات الفردية اما اذا صارت نزاعات ترتبط بمسير الامة ونزاعات سياسية عامة بين دولتين مثلا ومرتبطة باطياف اجتماعيات وكتل فهنا ليست قضية بينة ولا ايمان وانما طريقها طريق اقضية امير المؤمنين لابد من تحصيل العلم والتحريات والتحقيقات بتراكم ظنون كثيرة وبالانفتاح على الظنون الحسية الى ما شاء الله ولا اتكلم عن الظنون التي تعتمد على السحر والجن والتنجيم والشعبذة وانما اقصد الظنون الحسية المتعارف تداولها لدى العقلاء .
اذن قضية الانحباس والانحسار في ظروف خاصة اعتبارية اولا هذا بديل والامتثال النازل لا يضاهي العلم وقد اثار الاصوليون هذا البحث قديما وحديثا انه مع امكانية تحصيل العلم من مناشئ قويمة هل يجوز الاكتفاء بالظن المعتبر؟ ومر علينا هذا البحث في الحجج .
اذن الكلام في حجية هذا الظن المعتبر هل ادلته واطلاقها شاملة لامكانية تحصيل العلم او ان الظن المعتبر انما يعتبر معه تعذر العلم او حرجيته او مشقته ؟ فهناك كلام عند الاصوليين فنفس هذه الادلة التي انت تترنم بها ومبتهج بها في ادلة اعتبار الظن المعتبر اين مساحتها؟ وباي دائرة؟ وهذا بخلاف تحصيل العلم ، فتحصيل العلم امر تكويني وليس اعتباري وسبق بحثه في العام الماضي في الاعتبار والاعتبار امر محمولي اما الظن وجوده تكويني فالوجود التكويني للظن ليس متوقفا على الاعتبار فبعبارة اخرى هناك ظن معتبر وهناك ظن غير معتبر وهناك ظن منهي عنه كالقياس والسحر وقول الكهنة والجن والشياطين فالظنون غير المعتبرة ليست منهيا عنها وانما هي ظنون لم تعتبر لدى الشارع وعدم الاعتبار لا يساوي اعتبار العدم وهذه غفلة وقع فيها جملة من الاكابر المتأخرين فعدم الاعتبار ليس هو اعتبار العدم اعتبار العدم هو القسم الثالث ولذلك كل الاصوليين فرقوا بين القياس وبين الظن غير المعتبر من القسم الثاني فالقياس نهى عنه الشارع مطلقا في الاعتماد عليه او في المرجوحية كمانع هذا قسم ثالث يعني استعمال هذا الظن القياسي في اربع حالات على اقل تقدير او اكثر منع عنها الشارع بل حتى لو حصل لدى الانسان علم من القياس كما يقول الشيخ الانصاري لا يعذر الانسان في العمل به يعني لو حصل له قطع وجزم لان الجزم والقطع غير العلم ، فالظن القياسي نهى عنه الشارع في حالات كثيرة يعني كانما هو سم وكما يقول صاحب الكفاية الدين اذا قيس محق يعني هو كالسم .
اما الشهرة ليست كذلك وكثرة الرواية ليست كذلك وهذه القضايا التي لا يعتبرها السيد الخوئي ففرق بين ما لم يعتبر وبين اعتبار العدم فعدم الاعتبار يختلف سنخا عن اعتبار العدم نعم السحر نهى عنه الشارع : من تكهن او تكهن له برئ من دين محمد وهذا حديث اعتمدت عليه مصادر العامة ولكن اعتمد عليه القدماء ، فالكهنة او الشعبذة او السحر او الجن والاتصال بالشياطين جملة من العقلاء تعتمد على هذه الظنون حتى الان ولكن الشرع نهى عنه فهناك ظنون نهى عنها الشارع ان لا تقترب اليها ولا تستعملها باي نحو فهذا نهي خاص من الشارع كلامنا في الظنون الاخرى الحسية .
مثلا في الهلال تطوق القمر شيء حسي يحدس منه الانسان ان هذا لليلتيه وليس لليلة واحدة وهناك رواية صحيحة واردة فيه وافتى بها السيد الخوئي ولكن المشهور اعرض عنه او اذا رأيت ظلك في الهلال اعرف انه لثلاث ليالي وموجودة الرواية الصحيحة او اذا رأيت الهلال او قرص القمر مستويا فاعرف انه ليلة النصف او ليلة اربعة عشر مثلا حسب مفهوم صحيحة افتى بها الشيخ بهجت والمشهور اعرض عن هذه كلها او اذا كان شعبانكم كذا فرمضانكم كذا هذا يسموه بالجداول مثلا بداية السنة كذا فشهر رمضان كذا هذه يسمونه علم الجداول في علم التنجيم هناك روايات مستفيضة وربما متواترة كان يفتي بها الشيخ المفيد فترة من الزمن كما ان الصدوق يفتي بها ثم عدل الشيخ المفيد عنها والصحيح هو هذا مع ان المشهور اعرضوا عنها والروايات المستفيضة او المتواترة حملها المشهور بمعنى اخر فالشارع في باب الهلال منع عن كافة الظنون حتى القسم الثالث والقسم الثاني بل القسم الاول منع عنها وحصر الظن الحاصل محصور بالرؤية صم للرؤية وافطر للرؤية اما اذا تضمنت الرؤية الحسية شيئا حسيا فلكيا تنجميا تطويث او غير تطويق هذه ضميمة اخرى فالان مثلا رؤية الهلال مطوقا نحدس منه حدس رياضي فلكي انه لليلتين فهذا لا تعتمد عليه صم للرؤية يعني حصرا لتكون ثبوت الرؤية بالرؤية انفرادا علما حسيا خاصا،
او اجلكم الله كالفجور انه كالميل في المكحلة اراد حسا خاصا هذا بحث اخر فيمكن للشارع ان ينهى عن الظنون كلها في باب معين الا ظنا حاصلا من شهادة وبينة تستند الى العلم الحسي والرؤية البشرية ليست الرؤية المسلحة هذا بحث اخر ففي بعض الابواب الشارع نهى عن كافة الظنون الا عن ظن خاص اما في عموم الابواب الشارع نهى عن قسم من الظنون واما بقية الظنون منفتحة على بعضها البعض لم يردع عنها الشارع نعم لا اقول اعتبرها وانما وجودها التكويني اذا حصل منه القطع والجزم فهو حجة وحصول العلم امر تكويني وليس ظنيا وليس متوقفا على الاعتبار ففي تلك الموارد قال الاصوليون بان الظن المعتبر هل هو معتبر مع امكانية تحصيل العلم من الظنون ولو غير المعتبرة يعني مع امكان تحصيل العلم هل هذه ظنون معتبرة ام لا؟ لان هذا امتثال ظني لا يساوي ولا يوازي الامتثال القطعي هل هو معتبر ام لا؟
فهناك كلام عندهم ، فبغض النظر عن هذا الكلام فهل هذا الظن معتبر بادلة الاعتبار او لا؟ الا مع الامتناع او الحرج او المشقة عن تحصيل العلم اي ما كان الظنون المعتبرة بجزم الاصوليين هي ادنى اعتبارا بالنسبة لتحصيل العلم ولو بتراكم الظنون الان الكلام في ادلة الاعتبار هل هو بقول مطلق ام لا؟ فمع هذا النظام الموجود لدى الاصوليين كيف نتناسى هذه الضوابط؟ وكأنما نصير كالسلفية والوهابية نسجن البحث او نضيق افق المعرفة الدينية بما هو ادنى فهذا غير صحيح .
فملخص ما حصل هو ان حصر المصادر التاريخية بكتب خاصة هذا لا يتوافق مع نظام المعرفة البشري الحديث ابدا وهو نوع من التحجر وغلق المعرفة البشرية امس ذكرنا عن جملة من المتتبعين ان المخطوطات الواصلة الى هذا العصر الموجودة في مكتبات العالم والتي هي محل امكانية التناول بخلاف ما هي غير مسموح بها فدعوى انه نكتفي بمصادر ونعزب عن هذه المصادر الموجودة هذا شيء يسفهه العقل بلا شك سيما هذه النسبة اللي ذكرها السيد الاشكوري التي نقلنا عنها نسبة عشرة او خمسة عشر يعني هو المطبوع اما خمسة وثمانين او تسعين بالمئة فهذا ليس مطبوع هذا في الامامية فضلا عن تراث المذاهب الاخرى والتي يمكن ان يعتمد عليها فنحن لانحصر التراث من تاريخ وسيرة المعصومين او عاشوراء فقط بمصادر الامامية وانما حتى المصادر الاخرى مع واجديتها للشرائط تعتمد فهذه النسبة لا يمكن الغفلة عنها ولا عذر في عدم التنقيب بانه اريد ان استنتج واعطي الرأي النهائي مع وجود هذا الافق الواسع القاعدة الثانية والتي تصب في نفس القاعدة الاولى انه الاعتماد على العين الحسية دون العين الحدسية في سرد احدات التاريخ هذا خطأ وهذا هو الضيق .
تلك القاعدة كانت تقول ان السرديات الروائية او اللقطات والعين الحسية مصدر للتراث ومنفتح الى ما شاء الله هذه القاعدة تقول علاوة على ذلك العقل يرى ما لا يراه البدن الان هناك خمسمائة امور كبروية يراها العقل ولا يراها الحس البدني الان مثلا البدن يرى المجرة او الكوكب البعيد والشمس الضخمة الكبيرة البعيدة عنا بكذا من السنين الضوئية يراها كرأس ابرة مع انها ليست رأس ابرة فالعقل يرى ما لا يراه الحس او طرفي الشارع في نهاية الافق يراه الحس ان طرفيه التصق لكن العقل يقول هذا الحس كاذب الان في البحوث البشرية سواء فلسفات قديمة او جديدة في نظرية المعرفة هناك ثمانمئة نوع وليس مورد وكل نوع له مئات الموارد اه يرى العقل خطأ الحس فيرى العقل ما لا يراه الحس .
فاذن عدسة العقل ترى ما لا يراه الحس او قل عدسة القوى الادراكية الاخرى للانسان هو كالخيال والاخير ليس وهم فيرى ما لا يراه البدن او قل هو متفوق فلا يمكن ان نكون جموديين على الالفاظ التي ذكرها المصدر التاريخي ولا نزيد فيها ولا ننقص انت اذا رأيت العقل هذه الالفاظ فالعقل سوف يرى شيئا اخر .
اليوم كنت اتصفح كلام الصدوق وهو واقعا عظيم فهو في كمال الدين يناقش الفرق والمذاهب بلغة عقلية وقلبية عظيمة ومن ضمنها يقول انه البعض يدعي ان غيبة صاحب العصر والزمان لا يعتقد به لانه غائب فقال له هل انت تعتقد بعصمة من قبله من الائمة ؟ فهل عصمة الائمة السابقين رأيتها بعينيك؟ فيقول كيف امنت بالعصمة ولم ترها بعينك؟ فانت تراها بعقلك ولم تراها بعينك .
الاسئلة والاجوبة :
سوف ننقح في هذه العام قبل ان نختمه انه نظرية المعرفة الالكترونية السيبرانية التي هي نظام معرفة منفتح كبير كيف تنطبق على مبنى القدماء الانسداديين ؟
ثم هناك مطلب اخر انه كم مدرسة عندنا في حجية الخبر عبر التاريخ ؟ علماء الامامية خاصة الاصوليين و دعنا عن غيرهم للاسف هذه كلها مغيبة عن ذهنية الجو الحوزوي في هذه السنين والحال انها جدا خطيرة على كل ليس صحيحا ان تقول انا استثني مصادر نعم هنا ك ميزانية ولابد من التمييز لذلك قلت لك الالية الفنية اولا اذا نحن عندنا نقص في الجانب الفني وجانب الخطوة الالكترونية نفس هذه المخطوطات موجودة وكلامهم ليس فقط على نحو العشوائية ، البعض يقول التراكم يعني عشوائية ، كلا هو ناظم ، فتحت ذريعة انه لا يوجد لا يمكن اتركه وهذا عكس ما يدعيه النفاة ولذلك نحن نقول النفي دجل من هذه الجهة هذا ليس طريق علم وانما طريق جهل فانت لا تبت وانما ابق الباب مفتوحا فانت استنتج لكن ليس استنتاج نهائي فلا تقل هذا الحسم حسم النهائي ، فهذا في باب العلم خطأ لان قافلة العلم والبحوث مستمرة ومن يقول تقف فهذا جهل .
المقام الرابع هو تحليل البيانات ، يعني ما وراء الحس طبعا العقل يرى ما لا يراه الحس الان مثلا طرفي الشارع يتصلان في الافق فيجزم العقل بان هذا كذب او النار الجوالة الدائرة هي عندما تديرها بسرعة الحس يراها حلقة مع ان هذا كذب فالحس البدني قاصر عن رؤية حقيقة هذه النار انها هي نقطة وليست حلقة الان حتى نفس التلفزيون ليس تصوير متحرك العلم يقول هذه الاف الصور المترتبة بسرعة يقذفها الجهاز على العين فالعين تنخدع وتظن بان هذه الصورة تتحرك وهذا بحث الصور في الادراك الحسي يفتح باب موجود في بحوث المعرفة عند الفلاسفة العرفاء انه هل ما نشاهده حركة؟ او تجدد وجودات وراء بعضهن البعض؟ يسموه تجديد الامثال ؟ لان الحس يقيني ولكنه ادنى درجات اليقين .
السؤال :
هل الحر من ضمن حواري الامام الحسين؟
الجواب :
بلا شك .
السؤال :
هل الظنون الذي اعتبر الشارع عدمها يعني بان وراء هذه الظنون لا شيء اصلا ؟
الجواب :
ليس انه هناك لا شيء ولكن لا يجوز لنا استعماله ومنعنا عن استعماله كمنعنا عن شرب الخمر حيث فيه منافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ففيه منافع لكن مقابل المفاسد الموجودة فيه هذا خطر فالان عندما يحرم الشارع الخمر ليس معناه انه ليس فيه مصلحة هناك مفاسد موجودة فيه رجحها الشارع على مصالحه فليس كل شيء ينهى عنه لا مصلحة فيه مطلقا ولكن جهة الفساد راجحة عليه كما انه بعض ما اخبره الشارع فيه مفاسد لكن جهة الصلاح فيه اعظم من جهة المفاسد مثلا بعض العمومات هي ابية عن التخصيص يعني دلالتها قطعية .
السؤال :
مثلا اذا اتينا الى قاعدة فلسفية الوقوع خير دليل على الامكان يقول هذا بادنى من المصادر يعني هذا هو الموجود ؟
الجواب :
ليس الموجود ليلة امس نقلنا مثلا احد الفضلاء من العتبة العسكريين سابقا الان متواجد في المانيا ذكر لي احصائية عن مخطوطات الشيعة في المانيا فقط وفي الفاتيكان وذكر نسبة الموجود في الرسالة التي ارسلها لي وكلامه يتقارب مع كلام السيد احمد الاشكوري وهذا الشيخ الفاضل زار المكتبات عدة مرات وعنده احصائيات في قضية المخطوطات في الفاتيكان فزار كلا المكتبتين عدة مرات واطلع على جدول الفهرسة وذكر المصادر وهذي تعزز نفس الفكرة ونفس المطلب انه نحن لم نقم بالخطوة الاولى في الجانب الفني بان نبدل هذه المخطوطات الى حروف الكترونية بغض النظر عن تصحيح النسخ اتذكر قبل فترة احد الدكاترة المتخصصين في نسخ القرآن اطلع هو اما مباشرة بعينه او بالاسكانر على كل المصاحف الموجودة على يد البشر قال هي ثمانين مصحفا اذا لم تخني الذاكرة وهو ذكر خصائص عديدة لا يعلم بتداعياتها على علوم القرآن وقلت له لازم ذلك كذا وكذا فهو مطلع على كل النسخ الواصلة الينا من القرن الاول اما عبر الاسكانر او عبر رؤيته مباشرة فنحن على الاقل نقوم بهذه الخطوة .
السؤال :
بالنسبة الى مسلك الظنون سابقا كان متعذر يعني يأخذ وقتا انه يفتح الكتاب ويبحث عن الكلمة او الجملة التي يريدها لكن الان اليات السيبرانية الالكترونية صارت حجة علينا .
الجواب :
نعم هذا صحيح لذلك ذكرت لاحد الاخوة قلت له الاطلاع والتدرب على الاليات الالكترونية واجب من باب البحث العلمي فطريقة الفحص والاطلاع على المواد العلمية الدينية النقلية بالاليات الالكترونية ليست مجزية فالان كل ما تأتي تحديثات في الية البحث قلت له لا يجزئ الاستنتاج والاستنباط بدون الفحص حتى للاعلم فاذا انا عندي اليات فحص مسلحة كيف اتركها؟ فتعلم هذه العلوم والذكاء الصناعي واجب على المجتهد والفاضل لانه انت تفكر بانك تفحص ولكن ليس تفحص ولو بالتعلم والتمرس .
الان في نفس هذا الحرب الاثني عشر يوما في طهران استهدف علماء السيبرانية كما استهدف علماء النووي لان هذا الذكاء الاصطناعي لا يريدونه بيد المؤمنين فيجب ان تقضي عليه فالذكاء الصناعي خطورته لا تقل عن السلاح النووي فجاء احد المسؤولين من مؤسسة علمية ضخمة الكترونية عندهم تحديث جديد كيف يعني الشبكة الخوارزمية؟ يعني ما هو التناسب الشبكي؟ ان تنتقل من فئة معلومات الى شجرة اخرى يسمون شبكة عنكبوتية ، الان اوجدوا تطابقا بين نهج البلاغة والقرآن الكريم امر مهول تنتقل من مبحث لمبحث تحصل عند لديك رؤية عجيبة فهي منظومة معلومات مرتبطة بالبحث .
مثلا ما الفرق بين الطبعة الحجرية والحديثة؟ ان الطبعة الحديثة اسهل للوصول للمعلومة من الحجرية فالان الطبعة الالكترونية ما فرقها عن الورقية فالوصول للمعلومة ومنظومة المعلومات اسهل الان قضايا الحاسوب والذكاء الاصطناعي بالنسبة لطلاب العلم واجب ، فبعض الاحيان عدم اطلاعك على تطبيق جديد يؤثر في فحصك يعني المعلومات تروح من عندك .
سؤال:
ما معنى اعراض المشهور؟
الجواب:
معنى الاعراض يعني انه وقف عليها واعزب واعزف عنها اما اذا لم يقف عليها لا يسمى اعراض مثلا الكثير من الماء المضاف مبنى السيد ابو الحسن الاصفهاني والسيد محسن الحكيم انه اذا كانت اكرار كثيرة من الماء المضاف قال انما ينجس القريب اما البعيد فلا ، كالمخزن من نفط او حليب او الدهن ، ويجزم بذلك سيد ابو الحسن وكذلك السيد محسن الحكيم مع ان الادلة لا يساعد عليها نحن نقول اكثر من ذلك اذا كان كرا من المضاف هل ينجس بالملاقاة؟ هناك روايات معتبرة دالة على ان الكر من المضاف لا ينفعل ، فرق ان هذا غير مطهر او اذا تغير ما يمكن تطهيره ففرق بين قرب الماء المطلق وقرب الماء المضاف الشيخ التبريزي قال هذه روايات شاذة ومعرض عنها قلت له شيخنا الرواية انما تكون الشاذة اذا كان وقف عليه المشهور واعرض عنها او رموها ولكن هذه الروايات ليس في كلماتهم انهم وقفوا عليها وانما القليل وقف عليها فبالتالي رميها بالشذوذ غير تام .
مثلا كل من كان قبل العلامة الحلي يفتي ان ماء البئر المطلق ينفعل بمجرد الملاقاة والعلامة الحلي رأى ان هذه الروايات المتواترة ليس لسانها النجاسة اللزومية انما النجاسة الكراهية وهو اول من فتح الباب في ذلك فلا يمنع ان نقول شهدوا و اعرضوا عنها وانما هذا اختلاف في الفهم مثلا نجاسة الحديد الشيخ الطوسي يراها نجاسة لزومية ومن تأخر عنه يراها نجاسة كراهية .