47/01/16
سلسلة الشعائر الحسينية (53) اعتبار كتب المقاتل
الموضوع: سلسلة الشعائر الحسينية (53) اعتبار كتب المقاتل
ربما الاخوة في خمسين حلقة العام الماضي حول اعتبار كتب المقاتل استخرجوا منها مقاطع قد يبلغ الى الف مقطع حسب ما زودوني بجدول ذلك وتبلغ هذه المقاطع بالتالي بصياغات متعددة لا نقل الف محور قل خمسمائة محور فهذه بحوث مهمة ومر بنا العام الماضي قسم منها يرتبط بكيفية دراسات القصاصات الواردة في حادثة عاشوراء فله نظام ممنهج مثلا في الابعاد العسكرية لحادثة عاشوراء بلا شك هي مشهد عسكري وسياسي واجتماعي ومشهد روحي في مجالات عديدة وليس في مجال واحد ومع احترامنا البالغ للخطباء او الباحثين ولكن هذه مؤاخذة منهجية كبيرة عليهم انه ربما يبدون انظارا في الشؤون العسكرية والحال ان المؤرخ نفسه لم يكن لديه بصيرة عسكرية او امنية او سياسية هذه الابحاث مرتبطة بعلوم متعددة فالتاريخ مشهد وحضارة ولكي يقرأه الانسان يجب ان يتخصص في علوم شتى .
مثلا واقعة احد عشعشت في الاقلام الاموية والعباسية ان المسلمين انتصروا فيها اولا ثم هزموا فالتساؤل هو هكذا انه اذا انتهت الحرب بهزيمة المسلمين كيف لم تغار قريش على المدينة مع انها هي التي اكلت كبد حمزة ومثلت بجسده هؤلاء هكذا يصنعون ويعيثون في الارض فسادا فكيف ما اغاروا على غنائم و اموال المسلمين في المدينة او سلب اعراض ونساء المسلمين وكيف يعني تختم بالرواية السردية الموجودة في كتب التاريخ ان الرسول يأمر فلانا انه انظر قريش تركب الابل او الحافر يعني الفرس واذا ركبوا الفرس سيغيرون على المدينة واذا ركبوا الجمل سيذهبون ؟؟ هل هذا يتعقل ؟ انت اعط هذا المقطع لشخص عسكري امني يقول هذا شيء ملفق .
عندنا روايات عديدة عن اهل البيت وذكرت مصادرها العام الماضي انه هزم قريش مرة اخرى بيد علي ابن ابي طالب وهم قطعوا هذا المقطع لانهم عندهم ازمة مع علي عليه السلام ولا تسجل له سوابقه والامام الهادي يشرح كاملا المقطع وحتى عندنا روايات في الكافي عن هذا المقطع اذا اردت ان تقرأ الحدث في البعد العسكري والبعد الاجتماعي والسياسي والروحي والامني فاذن دراسة الحدث والمشهد التاريخي لانقول لانه مؤرخ فاذن كل ما يقوله ويحلله صحيح كلا التاريخ عبارة عن حضارة يدخل فيه علوم ومهارات وفنون متعددة .
مثلا النجاشي في التأريخ والانساب لا يتفوق عليه لكن في الابعاد الاخرى الكلامية الفقهية لا يقارن النجاشي مع الشيخ الطوسي ففي الموقف الكلامي لا يمكن ان اعتمد على رؤية النجاشي ولا على الغضائري الابن لانه ليسوا بمستوى الشيخ الطوسي فهو فحل في الكلام وكذا المفيد فعلم الرجال عبارة عن حقبة من التاريخ فكيف انت تريد ان المؤرخ الرجالي نعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة نعم في تخصصه نعتمد عليه الان مثلا في علم التراجم والكتب هل اقايس بين السيد الخوئي مع اعلميته في الاصول ومع المحقق الطهراني؟ كلا الاخير هو متبحر في التراجم والنسخ والكتب والحديث .
ايضا ليس تبحر السيد الخوئي كميرزا حسين النوري بغض النظر عن المؤاخذات التي تسجل على الميرزا النوري في القضايا الصناعية الاصولية لكن تبحره في علم الحديث والنسخ والكتب والتراجم اين من اين؟ السيد الروحاني دائما يستشهد بخاتمة المستدرك انه بحر من الفوائد والنكات وهو ثمان مجلدات فانت بغض النظر عن اراء الميرزا النوري وانه لا تحسنه صناعيا لكن عنده مواد لا تجدها عند غيره لتبحره في علم الحديث والنسخ وهذا شيء يفتقره كثير من علماء الرجال فعلم الرجال فيه ابعاد .
المشكلة انا نظن ان الاحداث التاريخية هي فقط تاريخ وتقويم وقتي زمني كلا هذا بعد واحد من التاريخ هناك ابعاد اخرى المعيشية البشرية الظواهر الاجتماعية التي كانت مثلا في زمن عاشوراء في مجتمع الكوفة ومجتمع البصرة ومجتمع الجزيرة هذه تدرس ولها تأثيرات وتداعيات او مثلا طبيعة الشبكات الامنية في زمن الامام الحسين كيف كانت؟ وكذا الشبكات العسكرية اذا انت اردت ان تدرس صلح الامام الحسن كيف هو ؟ ه انه بمعنى انه سلم القوة الى معاوية ؟ كثير للاسف هكذا في ذهنه انه الحسن اعطى جهاز الدولة الكبير لمعاوية هذا خطأ اصلا طبيعة الدولة في زمان الامام الحسن كيف كانت ؟ دواوين ومؤسسات ووزارات وما الذي سلمه الحسن لمعاوية؟ هو سلم شيء او لم يسلم شيء ؟ هذا بحث يجب ان نبحثه ، فطبيعة الدولة وهيكليتها بحث اداري تنظيمي فلا يمكن ان يقال لاني مؤرخ فرأيي هو المعتمد المؤرخ يجلب لك مخزن قصاصات اما كيفية تحليل هذه القصاصات يحتاج الى علوم تخصصية متعددة ثم هذا العلم التخصصي مثلا المتضلع في علم الادارة والدولة لابد ان يدرس تلك الحقول التاريخية كيف كانت؟ كي يتضح عندنا انه الامام الحسن هل سلم الدولة ام لا؟
او ان الرسول والدولة النبوية في المدينة المنورة ما هي معالمها؟ وما هي الاجهزة فيها؟ وكيف نظام ارتباط الاجهزة مع مركز القيادة؟ هذه بحوث علمية تخصصية ، طبعا نظام الدولة سابقا غير نظام الدولة الان لكن كل جيل يصير فيه قضايا ودراسات هذا صحيح لكن لا يمكن ان اقول انا المؤرخ في التاريخ انا الاول والاخر ، كلا انت جانبك والتاريخ يعني ان انت ملم بجمع القصاصات في خزينة من باب المثال واقعة عاشوراء هل هو حرب جيش نظامي؟ ام حرب عصابات ام مختلطة مركبة من عصابات ومن جيش نظامي؟ او هل كانت في زمن الامام الحسين عصابات ام لا؟ فحتى لو انا كنت خطيب مع احترامي لخدمة الحسين وهم جنود لهذه الدولة لكن التخصصات في المسائل العسكرية والامنية والادارية والسياسية لا يمكن ان يبدون ارائهم بشكل نهائي نعم لا بأس بان يذكر رأيه كرأي من الاراء لكن ليس انه وحي منزل لان هذه بحوث تحتاج الى متخصصين ولا يكفي ان يعيش صاحب التخصص والعلم في زماننا وانما يجب ان يدرس ذاك الزمان .
انا يعجبني المستبصر المحامي عقيل الدمرداش عنده بحث لطيف يدرس الوضع القانوني العرفي في مجتمع قريش كيف كان ويقارن بان وضع القانوني في قريش في زمن الجاهلية اكثر انسانية اذا اردنا ان نقارن مع انظمة المسلمين والبلدان الاسلامية سواء في بحث الحقوق والنظام القانوني وادبيات القانون وهذا ليس فقط القانون التنظيري وانما القانون المعرفن ، مثلا المرأة ما تهتك وان هتكوها في موارد عديدة فهذا عرف بحاجة الى قراءة ونظام .
انا اتذكر سمعت بعض المقاطع من هذا المرحوم المستبصر يقرأ العرف القانوني الذي كان في الجاهلية هذا بحاجة الى متخصص قانوني والمؤرخ ما يقرأ هذه الامور ولا يشمها لانه ليس تخصصه فيها انت حتى لو كنت ذا تضلع في الفقه والاصول والتاريخ والرجال لكن ليس متضلع في العسكر والبعد الامني والاداري ونظم الدولة ماذا كانت انذاك؟ مثلا رسول الله لم يلغ النظام القبلي وانما هذبه مثلا النسيج الاجتماعي للخزرج او للاوس او القبائل امر بابقاها على حالها ولكن هذبها فجعل التقوى والدين معايير تحكمها ولا يريد الله عز وجل نسفها انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا هذه هياكل تكوينية اجتماعية كونها الباري تعالى بنحو واخر ولا ينسفها الدين ولكن يهذبها .
مثلا هل كان رسول الله جيشه نظامي وعنده سجل ديوان للجنود والقادة ؟ هذا بحث مهم هل سابقا كان مثل الان او كانت تعبئة عامة او هو كان مزيج فانت ايها الخطيب تبدي انظارا في التاريخ وتعتمد على علوم تخصصية وتقول لا حاجة حاجة للعلوم التخصصية في التاريخ وانت ترفع شعار ضرورة التخصص والحال انت فيما تبديه من اراء ما تستند الى خبراء وتخصصات او حتى لو مثقف واكرم به ولكن ليس متخصصا وانما عنده باع صحفي قوي لا بأس به ولكن لايبني نظره في العسكر والقضايا السياسية هذا لا يمكن وانما يحتاج الى تخصص انا استعين بالمصادر وبالمراجع وبالنخب وحتى لو كنت متخصصا في العلم العسكري فهل متخصص في هذا العصر او في جميع العصور؟ لانه اي علم صارت له اجيال فانت متخصص في اي جيل من هذا العلم ؟ فطبيعة وجود نشاط المجتمعات من قرن لقرن يختلف من جغرافيا لجغرافيا .
كنت الاحظ امس تقرير ومن فترة اتابع ظواهر الاجتماعية في الغرب او الشرق الادنى والاقصى يعني اليابان وكوريا الجنوبية والصين او الغرب يعني نحن نعيش نعيم روحي عجيب ببركة رسول الله وهم يعيشون توحش ومعاناة عجيبة غريبة فاذا اردت ان تدرس هذه الظواهر الاجتماعية بحاجة الى تخصص وليس فقط جرة قلم انا الان مثلا قلمي في الانترنت جذاب لا بأس عندك هذه المهارة لكن هل عندك تخصص في جميع العلوم؟ كلا فكيف ندعو الى اهمية التخصص ونحن اول من يخالف ذلك ؟ ثم حتى لو تستعين بالنخب فهناك اراء مختلفة وتضارب وتخصصات عديدة في الترجيح والتوازن فالمقصود التاريخ اسمه تاريخ وترقيم زمني للاحداث ولكن تحليل هذه القصاصات يحتاج الى تخصصات وما يكفي انك صاحب تخصص في هذه الحقبة وهذا العلم تتدخل في جميع التخصصات لان هذه الحقبة الزمانية التاريخية لها طبيعتها ولها شؤونها .
مثلا في زماننا طبيعة القضايا العسكرية في افغانستان تختلف عنها في سوريا وعن تركيا بل حتى في البلد الواحد كالعراق طبيعة القضايا العسكرية تختلف شماله عن جنوبه هناك معلومات ونظم نحن نجر القلم بلحظة الان نفس التخصص الواحد صار الف تخصص ونحن نعرف الحقيقة من خلال هذه الكتابات الاجمالية المختزنة اما اللياقة التخصصية كلا وترى الاخرين واحدا بعد اخر يبدي رأيه وكانه مجمع الفكر والحقيقة ويحكم ويقضي في التاريخ وينفي ويصعد والعمل غير علمي بتاتا هوجائية علمية .
مثلا الان القضايا التاريخية عندما تحللها ترى الحقيقة اعظم مما هي مرسومة في اذهاننا مثلا هل الحر عنصر نفوذي للحسين في جيش عبيد الله ابن زياد او حمزة ابن عبد المطلب هل قتل بيد وحشي؟ او الضربة القاضية كانت لوحشي ام الطابور الخامس في جيش الرسول كان موجود ؟
هناك ثمانين معركة للنبي كيف كانت؟ وكيف صارت؟ من ادارها هل هي فوضوية؟ من المدير؟ من كان الساعد الايمن لرسول الله؟ من ادار الامور؟ فالحرب ادارته اصعب من الحالة المدنية الناعمة الهادئة؟ مثلا المواد الغذائية حالة الاعلام الامن النفسي الامن الاعلامي نحن نفكر كانما امور عفوية تجري .
فعلى كل التاريخ يحتاج الى عمل علمي في كل العلوم حتى التي الان لدى البشر يجب الا نقبل رأيا يصدر ممن هب ودب ولم يكن له تخصص في ذلك المجال سواء عسكري امني نفسي اعلامي اجتماعي فكيف انت الان مثلا ترجع الى كتب التاريخ؟ ايضا يجب ان ترجع الى متخصصين وليس فقط متخصص في زماننا وانما من له باع في ذلك ثم بعد ذلك تنفي وتثبت نعم اذا اردت ان تسرد سرد عشوائي وقصاصات هذا بحث اخر اما ان تبدي نظر ورؤية لنثقف المجتمع وانفسنا في الوسط الخاص والعام والاكاديمي والحوزوي فلا نقبل اي رأي من كل شخص ليس له مبنى وتخصص فهذا تسطيح ذهني ثقافي عمياوي مثلا علم الرجال ليس علما واحدا وانما ابعاد علوم فالكلام متدخل فيه والفرق والملل والنحل من ابواب علم الرجال فمن يكون ابن بجدتها ؟ فالمؤرخ من جهة انه مؤرخ لا يستطيع التحليل يجب ان يكون عنده علم في الكلام وفي البعد الفقهي وفي الفرق والملل فلا هي فقهية محضة ولا كلامية محضة وانما ابعاد .
تجد مثلا بعض الفقهاء في الفقه قوي لكنه في البحوث المرتبطة بالفرق والملل ليس مستأسد وانما متوسط ونحن عاصرناهم هناك بحوث خاصة موجودة في ابواب الفقه لا لغته كلامية محضة ولا لغة فقهية وانما مزيج وسيما الفقيه اذا لم يعالج هذه الابحاث ما يستطيع ان يحدد رؤية .
هذه قضية منهجية وليست مرتبطة بزيد بن ارقم هذا ميزان علمي يحاكمني ويحاكم الكل فانا كيف احاكم التراث بعلم الرجال ولا ادري ان علم الرجال هو يتبنى او يتوقف على علوم عديدة وجهات عديدة هذا بحث الفرق والملل ان لم ننقحه فقهيا كلاميا كيف نخوض في علم الرجال؟ فلا تكفي في علم الرجال مثلا عبر ربما هذا الراوي من الفرقة الفلانية ما ربطها في المقام هذا من البحوث الحساسة في علم الرجال اين يبحث الفقهاء بحث الفرق والملل و في اي باب؟ هذا من بحثه من الفقهاء طيلة عشرة قرون ومن هو اكثر تضلعا في هذا الباب ومن هو متوسط؟ فمن الخطأ ان نعتمد نتائج لاشخاص غير متخصصين وهذه الحكمة تحاكمني قبل الغير فهي ميزان ممنهج لا تعرف القريب ولا البعيد .
فمن الوعي العلمي النامي في عقول المؤمنين والمسلمين ان الانسان اذا كان له رأي معين في الحادثة التاريخية ومرتبط بعلم معين ان يتخصص فيه مثلا علم الطب هل العرق الذي كان في جرح امير المؤمنين سم ام لا ، شخص ينفي شخص يثبت هل انت لديك علم بهذا الطب الذي هو الطب البديل او مثلا كيف سمي الائمة واحدا بعد اخر اصلا في باب الحرب البيولوجية اللي هي السموم كلها مرتبطة بالاسلحة البيولوجية فكيف انت تثبت او تنفي؟ ما شاء الله البعض يعطي اراءه ونتائجه في كل المجالات هو الاول والاخر هذا غلو في النفس .
فمعالجة الاحداث التاريخ في سيرة سيد الانبياء وامير المؤمنين وفاطمة واهل البيت وحادثة عاشوراء التي هي حادثة عظيمة جدا مثلا هل المناوشات العسكرية اقتصرت على يوم عاشوراء؟ او منتشرة في كل ايام العشرة ؟ مثلا مرقد شريفة بنت الحسن عليه السلام كيف هو ، نجد احد ابناء امير المؤمنين يعني مرقد من الشهداء بخمسين كيلومتر عن كربلاء ؟ لاحظ رقعة النزاع والمواجهة ليست واحدة لمعسكر عاشوراء بعض شهداء كربلاء الى خمسين كيلو متر يعني الجيش وضع نقاط مسلحة من الكوفة الى كربلاء وهذا يحتاج الى جنود واجناد وادارة ، فانت هل تستكثر العدد؟ لان القضية هي نهوض شعبي كان لابن رسول الله جيش شعبي ضد الدولة فيجب ان تمسك وتخمد انفاس المجتمع والعشائر فهذه القضايا السياسية المجتمعية والنهضات بحاجة الى تخصص .
مثلا لو كنت تريد ان تحلل مفاد اية كريمة ولكن لا ترجع الى كتاب اللغة كيف يصير؟ او لا تستعين بالنخب او حتى في استعانتك ليست لك منهجية علمية جيدة كيف يمكن؟ الان الاحداث التي نعيشها في عصرنا هذا احداث عسكرية امنية سياسية اعلامية حرب نفسية ترى ما وراء الكواليس انه اين الحقيقة واين عالم الاعلام والاستغفال للعقول والاذهان شيء اخر؟ فالتحري حقيقي فنقول الحرب الاعلامية والنفسية موجودة هل انا اخد بما هو الرسمي في الاذهان ربما هذا الشيء مغشوش مثلا في احد اعلن من الطابور الخامس في جيش رسول الله ان النبي قتل يعني يجب ان نستقيم اكثر لا انه نتصدع وننثني وحتى هذه الحرب الاعلامية وصلت الى المدينة المنورة والنساء خرجن لاحظ كيف الاشاعات تفعل .
فالتاريخ يعني حضارة تحتاج لعلوم كثيرة في الجمع والتنقيب والتوليف لا انه تقول الحقيقة فقط هذا وقفل الباب ، كلا الحقيقة التاريخية تحتاج الى تاريخ دائم ويقينا ما يطلع عليه الوحي اعظم مما يطلع عليه البشر الان التاريخ الذي يستعرضه القرآن منذ ادم الى النبي الخاتم كثير منه غير موجود في المصادر التاريخية ولكن الوحي يطلع على امور لم يطلع عليها البقية هناك قاعدة مرت من العام الماضي ان الحقيقة التاريخية لا تستسهل بها ايضا كذلك علم الرجال لا تستسهل وتقول المؤرخ النجاشي وابن الغضائري هو الاول والاخر كلا هذا بعد من الابعاد الكشي له بعد والشيخ الطوسي له بعد ةالباقي له بعد ابن النديم كذلك والشيخ المفيد كذلك فتكامل الرؤية منظوميا شيء اخر مثلا مجتمع معين تسأل ابن ذلك المجتمع يعلم بمن فيه ويخفى عليه بقية المدن بينما ربما انت عندك تبادل اخبار ومعلومات ربما تكون انت اعلم بتلك المدينة من ابن البلد نفسه لانه هو متقوقع حول المدينة الواحدة ففي الزمن الواحد طبيعة المدن والاعراق والقوميات ابعاد عديدة .
او حتى لو اخبر مستشرق معين قال كذا هذا له تخصصات التخصص في اي مجال لا اقول ان الانسان في البحث والتحري لا يكترث بالارقام والقصاصات لكن الفيصل الكلامي هو محل الكلام فالقضايا اكبر من ذلك مثلا الوحي ينزل على رسول الله ويخبره بدقائق عن عاشوراء قبل ان تقع عاشوراء فيعلم بها النبي ولكن اصحاب التاريخ في عاشوراء لم يطلعوا عليها لا قبله ولا بعده ولا حينه هذا غير ممتنع فهذه قاعدة مهمة في البحث التاريخي وعلم الرجال لا ننسى انه علم متولد من علم التاريخ وعلم التاريخ حضارة يحتاج الى علوم بشرية عديدة في قراءته وتحديده فلا يمكن ان نستهين بهذه القاعدة في قراءة التاريخ ويجب ان لا نسمح لانفسنا ولاذهائنا بمتابعة كل قول وكل رأي من دون ان تكون هناك حوكمة منهجية في هذا المجال ولا نجعل اي رأي هو فيصل نهائي فالباب مفتوح وشعار العلم في كل العلوم ان مسيرة الفحص والبحث مفتوحة وليست مغلقة من يريد ان يجعل هذه الملفات مغلقة نهائية مختومة بالشمع الاحمر هذا شعار الجهل وليس شعار العلم .
في العام الماضي تعرضنا الى عشرات العناوين التي سجلها الاخوان واستذكر سجل فهرسة القواعد لما سبق لانه يلزم استذكار جملة فهرسية ، من الامور التي استعرضناها العام الماضي مثلا اعتبار الكتب هذا من تخصص اي علم ؟ هل علم الرجال علم الحديث علم التاريخ علم اصول الفقه؟ مثلا هذا معتبر في المقاتل او ام لا هذا الباب سندخل فيه من القواعد الاخرى المهمة جدا انه المصادر السردية الروائية لواقعة عاشوراء من الخطأ الكبير والغفلة العلمية ان نظن انها منحصرة في مصدر او مصدرين او ثلاثة قد هناك مصادر قد لا يتبادر لنا في الوهلة الاولى انها مصادر لعاشوراء مثلا نفس الزيارات تعطينا قصاصات لواقعة عاشوراء وصاحب الوسائل جمع مائة وعشرة باب فقط في روايات الزيارات ويتعرض صاحب الوسائل الى اداب نظام الزيارات وهذا غير متون الزيارات وتراث الزيارات فهي ليست اداب مستحبة وانما عبارة عن كل علوم الدين يعني الزيارة هي فقه وعلم كلام وتفسير وعلم رجال ومنظومة اخلاقية نعم ثوبها ثوب زيارة والا هي علوم وهذه للاسف ربما عدة قرون تجد الاعلام نظرتهم لكتب التراث الزياري انه عمل ندبي لا صلة له بالعلوم الدينية الاخرى وهذه غفلة علمية عجيبة .
مثلا كتب الادعية اليوم كنت مع بعض الاجلاء ونظرته حول كتب الادعية قلت له هذه اسمها ادعية ولكن كما يقول المجلسي الاول هي مصدر لكل العلوم الدينية ولكن انت لا تلتفت فالكثير يظن ان هذه كتب وصلت لنا لا ربط لها بابواب علم الكلام او التفسير او الفقه او ابحاث فقهية معينة مثلا لو انت كتبت الفقه بنظام الشعر هل يتبدل الى غير الفقه كلا هذا ثوبه واسلوبه ، هذه المشكلة موجودة في الرجوع الى المصادر وهذه قاعدة منهجية عجيبة .
او علم التفسير نظن انه لابد الرواية تقول قوله تعالى كذا كذا والا لا يكون تفسير اي كلام هذا؟ المهم ان ابواب الادعية هي متواترة وكلام السيد ابن طاووس في مهج الدعوات انه كانت عنده مصادر في كتب الادعية ثلاث اضعاف البحار ويجب تعظيم هذا العالم العظيم في حفظه هذا التراث لان هذا التراث فيه كل العلوم الدينية وغفل عنه الفقهاء بان عقائد وكلام وتفسير وفقه واخلاق وعلم رياضة روحية فيها كل العلوم بلغة الدعاء حتى مشهد عاشوراء موجود فيه رسمة كاملة في كتب الزيارات لو تجمع تصير بالالاف .
اسئلة واجوبة :
السؤال :
كيف نعرف الثورة الحسينية في الوقت الحاضر؟
الجواب :
ذكرنا الجواب العام الماضي ان مصادر عاشوراء عديدة منها الادعية والزيارات وحتى كتب الفروع الفقهية مثلا نفس واقعة المختار وثورته وثورة التوابين لها ارتباط شديد باحداث عاشوراء يعني هي انعكاسات لتموجات مما يدلل على انه من مصادر عاشوراء وحصره في كتب التاريخ المعهودة هذا خطأ ، مثلا احداث اخرى تاريخية لها ارتباط مم بعاشوراء هو برهان على قضية عاشوراء يعني نفس طريقة مجازاة المختار لقتلة الحسين لها ارتباط بطريقة الاحداث الموجودة في عاشوراء او قضية التوابين .
من ابعاد كيفية نشؤ ثورة التوابين التي يذكرها الامام الصادق في كتاب كامل الزيارات للمرجع الاعلى في زمانه وهو ابن قولويه الاستاذ الاكبر للشيخ المفيد هناك الامام الصادق يذكر كيف ان ثورة التوابين انطلقت من نفس ارض كربلاء يوم عاشوراء بعد استشهاد الامام الحسين وهذا ما يلتفت اليها اي مؤرخ ، فلولا جعفر بن محمد لم يطلع عليه احد فيشرح الامام الصادق ان قلب الحسين كيف يعاين مشهد كربلاء ليلة الحادي عشر وهو مشهد عظيم جدا ومهول برزخي وكيف هناك ارتباط موجود بين عالم ما وراء المادة .
القرآن الكريم في المعارك العسكرية الكبرى للسيد الانبياء يذكر ان هناك جانبا غيبيا غير مرئي دخيل في الواقعة كخيبر وحنين واحد وبني المصطلق ونحن ننحصر في صنمية المادة وهو الاول والاخر كلا هناك جانب اخر هذا الجانب لماذا يستعرضه القرآن الكريم؟ ولماذا يعلق ثقافتنا ان هناك جانب غير مرئي وخطير؟ يجب ان تحسبه .
مثلا دولة ابليس الم اقل لكم يا ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون يعني انت لا تعقل فعندما تزن بين المادة والغيب يجب الا تكون كل حساباتك مادية لتكن قسم من حساباتك غيبية وان كانت قسما من حساباتك مادية اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا ، نحن في التاريخ ننحصر في الامور المادية ولكن العلوم والجانب الروحي الغيبي لا ندرسه ، اذا انت في مشهد عاشوراء لا تدرس الجانب النفسي الروحي فيه لا يمكنك ان تعرف حقيقته مثلا في بدر هناك جانب نفسي روحي ما ورائي القرآن يقول انت استعرض جميع هذه الابعاد انا لا اقول لا نبحث لكن في كل علم يجب يحيطوا بجميع جوانبه .
الان مثلا في الفيزياء هل احاطوا بكله؟ ولكن ليس معناه ان نتركه واذا قلنا هذا هو الحد النهائي سيموت علم الفيزياء كذلك الرياضيات والهندسة والاحياء والبيولوجية والعلوم التجريبية الاخرى اذا كنا نريد ان نقيم دراسة علمية يجيبون تخصصات في التاريخ اما الفوضوية والجهلانية مسيرتها موجودة فلابد من تداخل العلوم وتخادمها مثلا الان الحرب الاخيرة التي صارت في ايران لابد من متخصص محامي سياسي محلل عسكري صاروخي نووي امني .
يقولون الان الجيل السادس او السابع من الحروب كيف تتداخل فيه طاقات وقدرات متعددة وليست طاقة واحدة ، في التاريخ هكذا ، سيد الرسل يقول اغلب الحرب هو حرب نفسية اعلامية امنية مع انه وحي النبي قال الحرب خدعة وذكرت للاخوان لوم سيد الشهداء باهل الكوفة ليس في جانب الغدر وانما في جانب اخر وهو فقدهم للحس والعقل الامني حيث هم خدعوا كما هو الحال في صفين تكررت مرة اخرى في الكوفة وتكررت في المدينة المنورة بعد رحيل رسول الله لاحظوا كلام الصديقة في خطبتها العظيمة الذي فيه علوم عديدة فهي تشير الى ان خذلان او تقاعس الانصار والذين هم اليد الضاربة لرسول الله لاجل فقد الوعي فالانصار هم اليد الضاربة وليست قريش ، قريش هي دائما مناوئة لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون وليس اقلهم يقول اكثرهم لا يؤمنون وان اسلموا خوفا او طمعا هذه نبوءة القرآن في سورة ياسين فاليد الضاربة لرسول الله هم الانصار .
هناك اسباب متعددة تذكرها الصديقة في خطبتها ويذكرها امير المؤمنين ويذكرها سيد الرسل ان سبب تلكؤهم هو مجموعة اسباب منها فقدان الحس الامني والعقلي والبصيرة فاذن الحرب هي حرب نفسية واعلامية وامنية في هذا الصيف هناك سلسلة بحوث اربعة عشر جلس القيته في قم وكانت مركزة جدا في تلك البحوث استشهدت بعدة حكم لامير المؤمنين لاحظ الاعجاز الاداري النظمي عنده يقول بان الحرب الامنية والخفية اعظم قوة وفتكا من الحرب بالاسلحة الفتاكة القوية يعني نفس كلام سيد الرسل الحرب سلاح نعم كل الاليات مهمة لكن امير المؤمنين يشخص لنا ما هي الاليات التي اكثر فتكا؟ كما قال سيدنا الرسل الحرب خدعة لاحظ خدعة واحدة بدلت النصر في صفين الى عدم النصر هذا داخل بالاعلام وبالنفس وبالحس الامني وداخل في اشياء كثيرة .
سيد الاوصياء يقول احد النتائج العظيمة لحرب الجمل اللي امر بها من قبل الله ورسوله واحد النتائج العظيمة للنهروان والتي ادخر أمير المؤمنين من قبل الله ورسوله ان يقيم هذه الثلاثة حروب الفلسفة والفائدة العظيمة في الأمة هو تكوين عقل البصيرة ان كذا وكذا في الجمل وفي النهروان الشعارات ليست معيار وانما يراد بها باطل انت اقرأ ما وراء الستار لا يغرنك الشعار لذلك قلل انا فقأت عين الفتنة فالفتنة الفكرية هي اخطر يعني الفتح الذي اقامه امير المؤمنين في الجمل وليس النصر ، النصر ليس مهم الاهم هو الفتح فتح العقول والقلوب انا فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجرأ عليها احد غيري يعني حتى الامام الحسن والحسين مع انهما امامان قاما او قعدا لكن المخزون الشرعي في اذهان المسلمين لامير المؤمنين اكثر رصيدا من الحسن والحسين ثم هذا هو بطل الاسلام الاول والذي بنى الاسلام وكان من الاولين مع رسول الله من البدو الى الختام هو الذي يستطيع ان يكون هذا العقل الامني والبصيري .
ففتح العقول والقلوب هي الاساس كما ان في عاشوراء والطف اصبح هناك فتح للقلوب والعقول عند كافة المسلمين وليس فقط المؤمنين ، الى يومنا هذا حادثة عاشوراء تضيء للعقول وللافهام ان لا تخدع؟ وما هو الميزان؟ صدى عاشوراء الان يأخذ ابعاد في امريكا الجنوبية وفي بلدان العالم عجيبة وغريبة هو منطق اعتمده سيد الشهداء ، اعتمد على قوة المنطق وليس منطق القوة يعني الفكر يعني نفس الفكرة الحرب خدعة تارة انا اقول في مجال معين هذه القصاصة اين مصدرها؟ وتارة اريد ان احلل مثلا اقول هل معقولة زينب تخرج الى ارض المعركة هذي ابعاد اخرى او المشهد النفسي في عاشوراء ما هو؟ يعني الجانب النسيجي الاجتماعي الديموغرافي البيئات المختلفة يجب ان تدرس .
مثلا التمويل الغذائي في عاشوراء كيف كان؟ هل انت عندك علم في هذا المجال؟ الان التمويل الغذائي حيرت دول عظمى ويقولون بالنسبة لظاهرة الاربعين هو تحدي لادارتنا هم ينظرون لزيارة الاربعين انها دولة وحضارة نحن ننظر اليها بسطحية وقشرية مثلا عشرين مليون على الاقل كيف يدارون امنيا تموينيا صحيا ؟ مثلا مدينة كربلاء كيف تستوعب هذا العشرين مليون؟ او مثلا مجال الصرف الصحي كيف يمكنها؟ هم الان في حيرة يدرسون القضية علميا نحن عميويا هوجوياويا فوضائيا ولا ندرسها هم يدرسونها نحن يكفينا الشعارات الاجمالية والابهامية بينما هم يدرسونه هناك مركز فقط يدرس التمويل الغذائي في زيادة الاربعين ومركز عندهم يدرس فقط الجانب الامني ومركز يدرس الجانب المروري .
انا اتذكر في سنة الفين وثلاثة اللي سقط الطاغية هناك اقيمت دراسات انه لماذا لا تكون هناك فوضى في كربلاء مع انه دولة ما موجودة مع ان الدولة لا تقدر على ذلك اتذكر فضائيات مناوئة عربية عبرية تتلصص في ازقة ضيقة في كربلاء كي يرون مثلا فوضى تشنج توتر انعدام للنبض الامني ولم يستطيعوا ان يفلحوا ولو بنتيجة واحدة وللاسف نحن نقول هذه عشوائية سطحية عفوية ، كلا ليس هكذا .
احد الوزراء يقول لاحد المؤمنين انتم عقليتكم غير علمية نحن ندرس هذه العلوم من ابعاد عديدة ويقارن بمشاهد اخرى نحن نحب العشوائية والفوضوية مثلا ما ربط زيارة الاربعين بالمستقبل هم ينظرون لها هذه المراكز كاجندة نحن ما عندنا هكذا نظرة وهذا خطأ هناك موانع من دول المحيط بل من الداخل ومع ذلك الامام الحسين يكسر القيود وهذه هي المعجزة التي قالتها العقيلة عن جدها رسول الله : سينصب ها هنا علم كذا كذا .
انا اطالب من العتبات او المراكز الدراسات بمتابعة المقالات التي تصدر كل سنة عن ظاهرة الاربعين لا اقل نجمعها كموسوعة علمية عصرية تبين اعجاز دولة الحسين ما عندنا حوصلة كي نجمع ذلك .
سؤال :
ما هو الحدس القريب من الحس؟
الجواب :
الحدس القريب من الحس عند العقلاء حجة انت كثيرا ما تحلل ان شخصا عنده عداوة معك هل العداوة مرئية؟ كلا وانما اثارها وقصاصاتها تظهر او المحبة هي ليست مرئية هذا الذي قريب من الحس نهج عقلائي وهذه من القواعد التي مرت بنا في العام الماضي وهو منهج التحقيق الجنائي عند العقلاء كيف هو؟
سؤال :
في الجاهلية كيف امضى رسول الله؟ هل هناك اختصاص يعني ... (السؤال ليس واضح)؟
الجواب :
لا قلت قراءة للمستبصر المرحوم الدمرداش وهو مخضرم في علم الحقوق كان يقرأ لقطات من المجتمع الجاهلي قبل الاسلام ويقارنها بالوضع الموجود في انظمة المسلمين ان الان الوضع الموجود الان في انظمة المسلمين كيف هي اشرس وهتك لحقوق الانسان؟ فاهم شيء هو الوعي المنهج العلمي اذا تفشى وانتشر فالانسان لا يخدع ولا يصغي الى كل زاعق وناعق حتى لو قاله نجم معين في مجال لكن مجاله غير هذا المجال فاذن لا بد ان لا نخدع لكن اذا تفشى الوعي والمنهج العلمي المعرفي نحن نكون في امان .