« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/01/15

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة الشعائر الحسينية (52) اعتبار كتب المقاتل

 

الموضوع: سلسلة الشعائر الحسينية (52) اعتبار كتب المقاتل

 

كان الكلام حول اعتبار كتب مقاتل واقعة الطاف وعاشوراء المتأخرة حيث ان هناك صيحات او اثارات من هنا وهناك ان هذه الكتب غير معتبرة حيث انها الفت في القرن العاشر او الحادي عشر او الثاني عشر وهناك مقال معروف لدى الاعلام المتأخرين ان المنهج في التاريخ هو غير المنهج في الفقه حيث هو يبني على التسامح بخلاف المنهج في الفقه وانا مع تحفظي الشديد على هذه الدعوة والمادة التاريخية ان اردناها ان تكون معتبرة لابد ان تكون مسندة والا فلا قيمة لها كالعدم وهناك غفلة في هذا المجال .

اثرنا العام الماضي قريب خمسين جلسة في هذا البحث وجملة من النكات والقضايا مر بيانها فهرسيا ولكن للتذكير باهمية عناوين تلك القواعد ربما نثير بعضها من جديد ونمهد الطريق الى تتمة سلسلة البحث الذي لم نتناوله العام الماضي .

فمن الامور المهمة اشتباك هذه البحوث في قضية التاريخ سواء سيرة النبي او صدر الاسلام او سيرت كربلاء ولا يخفى ان هذا ليس تاريخا محضا كما ان مثلا جغرافيا مكة والمدينة المنورة والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكاظمين وسامراء وخراسان ليست جغرافية محضة بل هي جغرافيا مبصومة ببصمة الدين والقدس والتقديس ادخلوا الارض المقدسة فالبيان القرآني ينص على ان هناك اراضي بصمت بالنور وهي مشاعر الهية ، فالتاريخ المرتبط بالدين وسيرة سيد الانبياء واهل البيت ليس تاريخا محضا وانما مبصوم بهوية دينية فالتعامل معه حساس جدا لانه هو مصدر من مصادر الدين الحنيف ولا سيما انه يرتبط بمصادر ومنابع الدين .

مر بنا العام الماضي لا يجوز التقليد في مصادر ومنابع الدين لانها عقيدة فح قول اي عالم من الاعلام مهما بلغ علمه لا يجوز فيه التقليد منفردا ومعنى حرمة التقليد ليس الابتعاد عن العلماء وانما يعني فيما يعنيه لزوم الانفتاح على المصادر والادلة الدينية بقدر وسع المكلف ولزوم الانفتاح على كثرة العلماء وكما مر بنا حتى المرجع الاعلى اذا ابتعد عن العلماء كان بحثه العلمي هزيل فكيف بك بغيره؟ فمعنى حرمة التقليد يعني عدم جواز الاكتفاء بقول عالم واحد او اثنين او ثلاثة او اربعة فلا يسوغ لك ذلك وتحاسب انت عليه بل اللازم الانفتاح على مشهور طبقات العلماء ومصادر الثقلين لا ان معنى حرمة التقليد ان توجد بينك وبين العلماء جدارا هذا النوع من الجهل المطبق والخداع العظيم .

كما انه يحرم التقليد على المجتهد هذا ليس معناه انه يوجد فاصل بينه وبين العلماء فالمجتهد عندما لا يقلد يعني انه اما يجتهد يعني ينفتح على مصادر الادلة وكلمات او يحتاط ففي موارد العقائد يحرم التقليد وكذلك الفقيه يحرم عليه التقليد في العقائد وهذا بحث رائع بلوره علماء الاصول في اول مبحث القطع وهو ليس مبحث اصولي بحت وانما كلامي ممزوج بالاصول ومر بنا دراسة الاصول بعمق يعني معرفة جذور الابحاث الاصولية من كلام وتفسير وفقه يعطي للانسان بصيرة في المعرفة الدينية وليس المقصود من الدراسة العميقة هو التفاصيل والتضخم الكبير في علم الاصول .

الان لاحظ مسألة حرمة التقليد هذا ليس مبحث فقهي فرعي وانما مبحث يعطيك المعنى الصحيح ولما تدخل في علم الاصول لابد ان تعرف ان المدارس الاصولية لدى علماء الامامية في علم الاصول كم هي؟ ومر بنا في العام الماضي ذلك فيجب في معرفة هذه المسائل ان لا نستغفل انفسنا ونعيش في سبات فكري فالعالم الفقيه المرجع لا يجوز الاكتفاء بكلامه في المسائل العقائدية فلا تقتصر في عليه بل انفتح على جميع العلماء وهنا ليس تخندقات في التقليد فانت لابد ان تنفتح على الجميع في العقائد او الضروريات في كل العلوم الدينية منها اعتبار الكتب انه ما هي المصادر المعتبرة في العلوم الدينية؟ فلا يمكن ان نكتفي بقول عالم كبير رجالي وانما يجب ان تنفتح على العلماء او الاكثر او الكثير فضلا عن ان تعتمد على استاذ او الشيخ او السيد في المنطقه فهذه الامور يجب حلحلتها فقبل ان نتناقش في صحة المقتل يجب ان ترى انه انت اصغيت لمن واستمعت ممن؟ فلا يجوز الاكتفاء بالشيخ والمرجع الخبير والثقة الفلاني فنفس المراجع لا يصح الاكتفاء بهم فضلا عن غيرهم وانما يجب الانفتاح على الجميع ففي البحث العلمي يجب ان تنفتح على الجميع .

الان مثلا كتب المقاتل معتبرة ام لا؟ هذا مبحث عقائدي وليس فقهي فتوائي تقلد وتكتفي فيه بكلام الاخرين مهما كان حبك وشوقك لعالم من العلماء هذا الشوق محترم ولكن الميزان العلمي ان تنفتح على جميع العلماء خذ بما اشتهر بين اصحابك وهذه ليس اعتماد على مصححة عمر ابن حنظلة وانما الامام يشير الى ضابطة مبدهة ان هناك مسائل لا يجوز التقليد فيها سواء كان الانسان مجتهدا او غير مجتهد المكلف اما ان يجتهد او يحتاط الان كيف عموم الناس يجتهدون في العقائد ولو اجتهاد ؟ ضئيل لابد لهم في العقائد من اجتهاد وليس من الضروري ان يكونوا بحرا طمطاما .

مثلا في علم الطب انا لست بطبيب ولست متخصص ولكن في بعض ضوابط الطب لابد ان اعمل النظر و ارى من الافضل و من المتخصص وارى ضوابط الطب البديل والطب الحديث بالموازنة فبعض المسائل المصيرية في الطب انت كمبتلى بمسألة طبية لا مفر لك ان تنقحها ولو بالادلة الاجمالية غير المتخصصة سواء في الطب او في الكهرباء فانا لست متخصص في الكهرباء ولكن بعض الثوابت البديهية لابد ان تكون عندي واضحة في الكهرباء لانه ليس في كل ساعة بامكاني ان استعين بالكهربائي بعض القضايا لابد ان التفت اليها ففي كل التخصصات هناك مساحة ما يكتفي الانسان فيها بالتقليد لا بد ان ينقح ولو شيء بديهي كما يقال ان الانسان لا يستطيع ان يجتهد ويتخصص في العلوم بل يستعين بعضهم ببعض والنخب تستعين بعضها ببعض ولكن هناك مساحة من العلم حتى ادنى مستوى فرد في المجتمع لاجل ان يقوم باعماله يجب ان يطلع عليها .

مثلا علم الرياضيات الكل يجب ان يطلع عليه كي يؤمن مصرفه اليومي الوارد والخارج ويعرف كيف يقسم المال والا يصير غير رشيد واهبل فبعض المساحة في علم الرياضيات لا يسوغ للعقلاء فيها التقليد اذن هذا ليس فقط في العلوم الدينية حتى في غيرها هناك علوم تجريبية انسانية لابد للانسان ان يتثقف في مساحة مبدهة في هذه العلوم كي لا يخدع نعم المساحة الكبيرة الاخرى هو يرجع فيها الى النخب المتخصص هذا التفصيل بانه هناك مساحة يقلد فيها ومساحة لا يقلد فيها هذا ليس مختص بالعلوم الدينية في غير العلوم الدينية المنهج العقلي والعقلاءي واحد .

ففي بحثنا لا يصح للمثقفين او الباحثين ان يقولوا نكتفي في تصحيح او تضعيف الكتاب الفلاني بالعالم الفلاني مثلا السيد الخوئي اعظم واعظم به كاحترام ، فالتعظيم شيء والميزان العلمي شيء اخر لا مجاملة في البحث العلمي كما ان البحث العلمي لا يعني عدم احترام وتعظيم العلماء فهويبقى على حاله مثلا تقول السيد الخوئي لا يعتمد على هذا الكتاب نحترم رأيه ولكن لا يسوغ لنا الاعتماد على ذلك يجب ان نرى بقية العلماء وليس فقط في قرننا هذا بل الى اثنى عشر او اربعة عشر قرن سابق نعم ان لم نكن متخصصين متبحرين ولكن كشيء اجمالي لا اقل نطلع عليه كما نطلع على رأي السيد الخوئي نطلع على غيره كل العلماء في زمانهم جهابذ ولكن كميزان علمي يجب ان ينفتح على الكل وعلى الاكثر .

اذن الثقافة الدينية او استلهام المعرفة الدينية في المساحة التي لا يسوغ فيها التقليد هذا لا يصح ان اقتصر فيها على رأي عالم واحد لابد ان ننفتح على الجميع قبل كم يوم بعض المثقفين عندهم نشاط معرفي في الانترنت وشبكات التواصل حواريات مذهبية بعضهم حصل لديه الخلط بين مساحة الثقافة الدينية ومساحة التقليد قال هل يسوغ لي ان اتكلم في نقاشي مع الطرف الاخر على مشهور علماء الشيعة؟ بينما مقلدي لا يرى هذا الشيء ؟ قلت له هذا لا ربط له بالتقليد البحث العقائدي او البحث الثقافي الديني لا صلة له بالتقليد ، التقليد له مساحة معينة والثقافة والعقائد والمعرفة الدينية لها مساحة اخرى لابد ان تنفتح انت على المشهور ولا يصلح لك ان تسجن او تقتصر على التقليد فانت في مساحة التقليد المبرأ للذمة تقلد اما المساحة الاخرى تنفتح على العلماء لان التقليد هو الاكتفاء باقل الطرق وهذا لا يكفي ففي المساحة التي لا يسوغ فيها التقليد يجب ان تنفتح على شيئين الشيء الاول المصادر فمثلا حتى في المصادر لا يمكنني ان اعتمد على البحار ، المجلسي هو عالم واعظم به واعظم اما الميزان شيء اخر يجب ان ارى المصدر الذي نقل عنه المجلسي ما هو ولذلك الموسوعات الحديثية كالوسائل والوافي ومدينة المعاجز تحيل الى مصادر اسبق نعم نحن نستعين بهذه الكتب لاجل الفحص والبحث هذا شيء ولكن يجب ان نطلع على جميع الاراء في الكتب ولا نحصر انفسنا برأيهم فارائهم محترمة ولكن لا يمكن ان اقتصر عليه .

فعالم التقليد افترض هناك تخندق معين لكن عالم الثقافة الدينية ليس فيها تخندق بعلم معين الثقافة الدينية كعقائد يجب الانفتاح على المشهور او على الاقل على اكثرية علماء الامامية والخوض في كيفية موازنة الادلة عندهم هذا ليس فيه مجاملات السيد الخوئي في باب التقليد يقول لو اقتصرنا في المعرفة الدينية على احد الاعلام وعلى علم واحد ولو كان الاعلم في زمانك هذا يتبدل من التقليد كأنما يكون مرشح للعصمة وللامامة فالانسان في العقائد او في كل المعرفة الدينية يجب ان ينفتح فيه على جميع العلماء .

بعض الفضلاء يستند الى قول احد العلماء وكان الله غفورا رحيما هذا لا يمكن هذا ليس اسلوبا علميا على الموازين العلمية لا اقل لابد ان تذكر المتقدمين وانهم ماذا قالوا لا اقل واحد او اثنين ثم الطبقة الثانية والثالثة الى عشرة قرون من العلماء كي تطلع على انه كم قول عندنا في هذه المسألة؟ فلا يمكن التهاون في هذه الثقافة مثلا لو اراد ان يسجل موقف علمي على كتاب ما يقول العالم الفلاني يفند هذا الكتاب هذا رأيه لكن ليس هذا كل شيء او يأتيني بكلام مجتزأ من الشيخ المفيد مثلا موقفه من كتاب سليم ابن قيس هناك انطباع مغلوط عن مراده بالعكس كلامه يدل على ان كتاب سليم من الاصول الاساسية الاصلية غاية الامر الشيخ المفيد يقول هناك بحث في اختلاف النسخ فلا يمكن لعامي من الناس ان يستبد برأي عالم واحد وانما يطلع على رأي جميع العلماء والمتخصصين .

هو العالم نفسه لا يمكن ان يستبد برأيه فكيف بغير العالم؟ فهناك ثقافة منتشرة لدى المؤمنين ثقافة خطأ وخطيئة ، فرق بين الامرين الخطأ جانب الادراك النظري والخطيئة في الجانب العقلي العملي يعني ممارسة ستحاسب عليها الخطيئة ان الانسان يعتمد في تكوين رؤية شرعية عن المصادر بان يكتفي بقول عالم او عالمين فانت لا تعذر يجب ان تطلع على مجمل كلمات العلماء ثم تجرأ وتوازن بينها ولو انت لست متخصص لان هذه قضية عقيدة وسبق منا ان المصادر الدينية في اي علم من العلوم نأخذ منها بما لها صفة ارتباط بالوحي هذه المصادر لا يسوغ للانسان ان يقلد او يتابع فيها بل لابد ان لا يقتصر على مرجع الذي يقلده ولا على المراجع الاحياء المعاصرين بل الاحياء منهم والاموات وفي البحث العلمي ليس موت وحياة البحث العلمي المدار فيه على الدليل العلمي وقوته لان بحث المعرفة لا ربط له بتقليد والحي والميت فالمثقفون والحوزويون مطالبون بان يراعون هذه الموازين هذه ضرورة يجب ان نلتزم بها .

حتى في زمن السيد ابو الحسن الاصفهاني كان هناك عالم فطحل في العلوم الدينية الا انه من وجهة نظر السيد ابو الحسن الاصفهاني لم يكن لديه تتبع في كلمات الفقهاء عند تحرير المسائل الفقهية فكان لدى السيد مؤاخذة شديد على ذلك العالم في التصدي لعدم تتبعه في كلمات الفقهاء انا لست في مقام المحاكمة وتصحيح رأي اي منهما ولكن كقضية في واقعه فالاكتفاء بقول المعاصرين هذا ليس استنباط فقهي وليس استنباط في العلوم الدينية فهذا مؤاخذة على عالم ما لعدم انفتاحه على كلمات علماء الامامية عبر القرون فاصل الفكرة كبرويا تنظيريا هكذا فاذا كان عالما من العلماء لم ينفتح على العلماء يؤاخذ في تبنيه حتى النتيجة والفتوى الذي يتوصل اليها ليست مجزية لنفسه فضلا عن الاخرين فاذا امتنع التقليد لا يسوغ لك ان تكتفي بواحد او اثنين او ثلاثة فاولا تطلع على المصادر بقدر الوسع وتنفتح على كلمات العلماء .

السيد البروجردي وهو معاصر للسيد ابو الحسن يقول في بحث العلوم الدينية فضلا عن الكلام الذي هو اخطر من الفقه او التفسير لا يسوغ للانسان ان ينظر تنظير ذهني ويفكر اكثر مما يتبع ربما يروق للبعض انه يفكر اكثر مما يتتبع كلا يجب ان يكون هناك توازن بين التتبع والتفكر التتبع يعني عبارة عن الوقوف على جهود علمية جبارة للعلماء وان كنت لا استصوبها ولكن بالتالي هذه الجهود نافعة .

عندنا في حكم النبي واهل بيته هلك من استبد برأيه او من شاور الرجال شاركهم في عقولهم المشاورة يعني بنك جهود معلومات فالسيد البروجردي عنده هذه الملاحظة على جملة ممن يتشدد في المنهج الصناعي في العلوم الدينية انه وان كان هو امر مهم ولكنه هناك ضعف في التتبع والفحص فهذه اللقطات التاريخية تصب في توضيح المطلب الذي نحن فيه والسيد البروجردي خريج النجف الاشرف ومضى عشر سنين دراسة عند صاحب الكفاية وعند شيخ الشريعة ولعله عند السيد اليزدي فتتلمذ على يدهم وقبله كان في اصفهان وهو صاحب مشروع في علوم الرجال والحديث والفقه وانتهت اليه المرجعية العليا لا اقل في نطاق ايران واعظم به واعظم فالسيد معروف عنه التأكيد على التتبع والفحص والاطلاع على اقوال العلماء في كل علم سواء علم الرجال والفقه والتفسير والكلام حتى انه من تجده في التتبع والفحص ربما سجل عليه مؤاخذة بعض علماء النجف وهذه المؤاخذات تنضج البحث العلمي كما يقول الشيخ محمد الرضا المظفر رحمة ولا توجب التنفير والنفرة يعني كل يأخذ ايجابيات الاخر والتكامل في جميع الايجابيات وجميع الاطراف .

فكان البعض يسجل المؤاخذة على السيد البروجيردي في تعليقاته على العروة انه لا يتشدد في الصناعيات والسيد البروجردي ايضا يؤاخذ على بعض علماء النجف في تتبعه في تعليقاته على العروة ان تتبعه ضعيف لذلك هناك موازنة بين العلماء موجودة يجب ان يكون الباحث سواء مجتهد او حتى غير مجتهد يلزم بالاجتهاد عندما يقال يحرم التقليد في العقائد او في المعرفة او الثقافة الدينية ليس معناه الابتعاد عن العلماء بل الانفتاح اكثر واكثر على العلماء كما ان المجتهد يحرم عليه التقليد يعني يجب ان ينفتح على جميع العلماء او اكثرهم فيجب ان يكون هناك شيئان الرجوع الى المصادر والانفتاح على العلماء وفي ظل الانفتاح على هذين الشيئين يجب مراعاة شيئين وهذان منهجان ضروريان مهمان وهما مراعاة الصناعة والتتبع في المصادر الاصلية .

مثلا في موارد حرمة التقليد العامي كيف يصير عنده صناعة ؟ انه يكون بقدر وسعه بعبارة اخرى في العقائد لا يسوغ التواكل يجب سد حزام التوكل ولو بمقدار وسعه ، ففي المعرفة الدينية انت ايها المؤمن لا يسوغ لك ان تركن الى قول عالم من العلماء او اثنين او ثلاثة يجب ان تنفتح على العلماء فلابد من مراعاة شيئين اخرين التتبع بقدر الوسع والصناعة يعني قدرة الترجيح كل بحسبه والموازنة بحسبها لا ان يقول احد العلماء قال و اكتفي به لابد ان الى الادلة المطروحة بين بعضهم البعض وما ذكرناه مطروح لدى العلماء سواء في العلوم الدينية او حتى العلوم التجريبية .

هناك خطأ كأنما التتبع ضد الدقة الصناعية والدقة ضد للتتبع لكن في الحقيقة ليس هناك تضاد وانما بعضهم يكمل بعض يجب على الانسان ان يربي في نفسه التتبع والموازنة والقدرة على الهندسة ولو بقدر ما اوتي من وسع وان كان جمعهما بدرجة العليا مستصعب وصعب ولكن يمكن ولو بالقدر المستطاع .

قبل ايام التقيت ببعض المثقفين في الحرم العلوي قالوا من انه نهينا عن الرجوع الى المصادر الروائية لانه قالوا لنا انتم لستم مجتهدين قلت فحينئذ يجب ان يمنعوك عن الرجوع الى القرآن وقراءته لانه اصعب فلا يصح النهي عن المراجعة للمصادر الروائية غاية الامر اذا كانت المسألة من باب التقليد لا ينافي ان ترجع للمصادر الروائية مع ذلك انت في عملك تتبع التقليد وان لم تكن المسألة تقليدية بالعكس رجوعك للمصادر لابد منه مثلا انت اذا اردت ان تحدد ظروف فقهية او عقائدية هذه ليس فيها تقليد فكيف تتكون لدى المكلف في مساحة العقائد والضروريات في العلوم الدينية كيف يتكون لديه رؤية عقائدية او معرفة بالضروريات من دون ان يرجع الى كتب الروايات وكلمات العلماء؟ .

مر بنا ان العالم مهما بلغ علمه في اي علم من العلوم الدينية لا يسوغ له ان يقتصر على المصادر الوحيانية وانما يجب ان يتشارك مع جهود بقية العلماء زرارة ابن اعين ما كان يسوغ له ان يقتصر على ما رواه مباشرة عن الامام الصادق من دون ان يعتني بما رواه محمد بن مسلم المرجع الفقيه في زمانه فكلاهما منصبين من قبل الامام الصادق بالتنصيب العام كفقيه ومرجع للمؤمنين في الكوفة والعراق وكذلك ابو بصير وبريد العجلي وعمار السباطي من زبدة تلاميذ الباقر والصادق كانوا مراجع فقهاء اصحاب فتيا وقضاء للمؤمنين في العراق فلم يكن زرارة يكتفي بما رواه مباشرة بدون ان يطلع على ما يرويه محمد ابن مسلم لا يسوغ له ذلك وليس محمد بن مسلم فقط بل بقية الرواة فاستنباط وفتيا زرارة غير مجزية لان زرارة لا يستطيع ان يستوعب الامام الصادق ولا محمد ابن مسلم بل مجموع علماء الامامية ما يستوعبون الامام الصادق وانما يتنجز عليهم .

مثلا جميل ابن الدراج هو تلميذ محمد ابن مسلم هل لمحمد بن مسلم ان يكتفي بما يرويه زملاؤه ولكن يستغني عن الروايات التي رواها تلميذه عن الامام الصادق ؟ كلا ، فالمقصود ان انفتاح عموم المؤمنين على كتب الروايات ضروري غاية الامر ليس لهم ان يحددوا رؤية في المجال التخصصي ان كان في مجال التقليد لكن لا يمنعهم عن تكوين ثقافة معرفية علمية في مساحة التقليد فحتى في مساحة التقليد العمل كتقليد شيء اما الثقافة المعرفية في مساحة التقليد لا يقتصر فيها على المرجع الذي يقلده خطأ ان الثقافة الفقهية او العلوم الدينية نقتصر فيها على المرجع الاعلى اعظم واعظم به لكن كثقافة فقهية حتى في مساحة التقليد وكثقافة معرفية حتى في التقليد يجب ان ينفتح عموم المؤمنين على اغلب علماء الامامية وهذا حصن حصين للثقافة الدينية .

 

اسئلة واجوبة :

سؤال :

هل يجب على عامة الناس ان يكون عندهم ملكة اجتهاد او مقدمات لتمييز الاقوى من الضعيف ؟

الجواب :

سبق ان مر بنا في نفس البحث انه حتى في الطب بعض المسائل المبدئية في الطب لا يسوغ عقلائيا للانسان ان يرجع الى الطبيب بل لا بد ان يصير عنده نوع من الاجتهاد الطبي ولو اليسير بمعنى انه هل هذا الطبيب صالح لهذه العملية الجراحية او ذاك؟ وكيف اميز بين من هو الاصلح؟ فلا يمكن ان ارجع الى كلامهم وحتى لو رجعت الى كلامهم من باب الاحتمالات والادلة لكن لابد لي من الثقافة الطبية المبدهة اعتمد عليها واسعى لتكوينها كي اوازن ان اي طبيب من الاطباء يصلح لهذا المرض القلبي او الكليوي او المعدوي او الاعصاب .

مثلا ارى نتائج الطب الحديث والطب القديم وربما الطب البديل افضل و ربما الطب الحديث في هذا المجال افضل هناك اربعين نوع من الطب موجود فلابد ان اكون ثقافة اجتهادية ولو يسيرة اميز فيها لا اقل استطيع ان اعتمد فيها على النخب في المجالات الطبية المختلفة ونفس الرجوع الى النخب هو نفسه اجتهاد يعني هذا الاجتهاد ولو اليسير في الثقافة الطبية لابد منه وكذلك الثقافة مثلا لا يمكن الاعتماد على كهربائي معين لحسن شهرته وانا اعتمد عليه عميويا وكذلك في التخصصات والفنون المختلفة يعني ادنى نسبة من الاجتهاد او التنقيح في كل مجال هذه ليست مساحة الرجوع للنخب وانما كيف انت تمحص النخب؟ وكيف تنطلق في الاعتماد على النخب؟ هنا يجب الانسان ان يكون عنده الرشد لا ان يكون سفيه ، الرشد ليس فقط في المال او النكاح الرشد في مجمل بيئات المعيشة والانسان اذا اراد ان يكون احاديا هذا صعب او بشكل معياري مقياسي اما بمقدار ولو اقل مثلا وليس في تفاصيل مباحث وانما الاولويات الاعمدة الاساسيات .

مثلا البعرة تدل على البعير هذا المقدار من الاستدلال اجمالي موجود يعني فيه نسبة من الاجتهاد الضامر لا بد منه نعم العجوز اذا ارادت ان توسع ثقافتها اكثر فاكثر فاهلا وسهلا وذكرت لكم انه هناك نجار موجود اسمه الحاج محمد علي النجار السيد الخوئي اعترف بانه هذا اعلم رجل بين الشيعة والسنة في علم رجال السنة يعني اعلم حتى من السنة وهو بحر طمطام حتى كان السيد الخوئي يرجع اليه فيمكن للانسان ان يتوسع اما اذا اراد المقدار الاجمالي الملزم به عينا تعيدا فينفتح على العلماء ويكتفي بمقدار من الموازنة والمصادر .

احد اسرار استحباب قراءة القرآن يوميا لانه كل ما يقرأ تتبدل لديه امور كثيرة يعني حتى هذه المساحات الواضحة كثيرا ما تتضح بالتكرار والتراكم مثلا انت تريد ان تتعرف على هذه الحي وهذه المحلة ففي البداية لا تكون عندك واضحة ولكن بالتكرار تتبنى لك امور كثيرة في جغرافيا هذا الحي هكذا في القرآن الكريم لماذا يحثنا افلا يتدبرون القرآن؟ ولم يقل افلا يتدبر العلماء القرآن؟ يعني نفس غير العالم شيئا فشيء يكون ثقافة وهذا الكلام بعينه يأتي في كلمات اهل البيت اني تارك فيكم الثقلين وليس حسبنا كتاب الله التدبر يعني التصور وليس التصديق التصديق يحتاج الى الاستعانة بالادلة والعلماء فالمهم تحت عذر انه انا لست متخصص فاذن لن انفتح على المصادر هذا غير صحيح انت في المساحة التي تحتاج الى التقليد تتبع الفقيه ولكن حتى في الثقافة التقليدية لا تقتصر على المرجع الذي ترجع اليه بل حاول تكون لديك رؤية عن مشهور علماء الطائفة ماذا يقولون في هذه المسألة؟

بعض الاحيان ترى الفضلاء او الاساتذة لانهم لا يعتمدون على الطبقات السابقة يقولون هذه المسألة لا يفتي بها احد يجب الانسان ان يكون ثقافة علمية معرفية عبر التتبع والفحص طبعا بالنسبة للاطلاع على الروايات يجب الا يكون افراط وتفريط ولكن لا يجرمنكم شنآن قوم الا تعدلوا يعني هناك اناس يقرأ الروايات ولا يقلدون في مساحة التقليد هذا انحراف لكن كلامنا انه تحت ذريعة انك لا تصبح انفلاتي اذن لا تقرأ الروايات هذا خطأ لان هناك مساحة غير التقليد يعني مساحة العقائد كيف تكون لديه ضروريات والعقائد بدون ان يرجع الى الروايات في المساحة الواضحة وهكذا غير الواضحة يستعين .

بل حتى ذكرنا في مساحة التقليد كعمل يقلد ولكن كثقافة لا يقلد لا بد ان يطلع على المصادر وعلى كلمات العلماء لان الثقافة هي عبارة عن رؤية ، فالافراط والتفريط خطأ فحتى هذا المؤمن المثقف الذي لا يرجع للروايات شيئا فشيء يصير علماني لانه يقتصر على التقليد لانه يغذيه العلمانيون الماديون الشيوعيون لانه لم يزود نفسه بالثقافة الدينية والمرجع لا يستطيع ان يضخ له الثقافة .

انت لاحظ جهود اثنا عشر قرن من العلماء في علوم دينية متعددة ولكن هناك جوانب كثيرة لا زالت موجودة يحتاج الى ضخ وجهد فكيف انت تعكف على عالم واحد؟ انه لا يمكنه ان يضخ لك ثقافة دينية كاملة فالتقليد كعمل مطلوب ولكن الثقافة يجب ان تنفتح على المصادر وعلى العلماء .

سؤال :

الان مثلا هذه الرواية لو اطلع شيعتنا على ما جرى علينا في كربلاء لماتوا هل بالنسبة لنا يمكننا ان ننسبه؟

الجواب :

هو البحث حول كتب المقاتل ولكن كلمة اعتبار هذا بحث نظام علمي اذا لم نعرف المنهجية والنظام والموازين والقواعد فيه فلا نستطيع ان نخوض في هذا البحث بشكل موزون مستقيم علميا وذكرت لك هناك ثقافة رائجة عند كثير من او المؤمنين ان العالم الفلاني قال كذا وكان الله غفورا رحيما لا يمكن ذلك اولا لا يسوغ لك الرجوع الى عالم واحد بل يجب ان تنفتح على اكثر العلماء وتطلع على مناهج انا بعض الاحيان التقي باخوة في البحث الخارج يقول في علم الرجال كلام السيد الخوئي هو الفصل اقول له اكرم وانعم بالسيد الخوئي انت لا تقتصر على هذه المدرسة لانه في علم الرجال مدارس فلا يمكن ان نقول اذا ذهبنا الى المناهج الاخرى نحن متعاونون ومتساهلون يعني هذه العشرة قرون من العلماء كلهم متساهلون ؟ كلا ليس هكذا نحن ليس لدينا انسداد وانما لدينا انفتاح ان المناهج ما هي؟ فمن يوصيك بان تبتعد عن جمهور العلماء هذا ليس ناصحا لك هذا يستغفلك مهما كان اسمه فمن يصدك عن الانفتاح على جمهور علماء الامامية وعن مصادر العلوم الدينية الثقلين هذا ليس ناصح لك فهو يرضعك بكتب العلمانيين والحداثويين يقول لك لا تنفتح على كتب الروايات بالعكس انت منهج له كيف يرجع الى الروايات لا انك تمنعه عن ذلك انت منهج له كيف يقرأ القرآن؟ اذكر له كلمات ومناهج العلماء لا انك تمنعه ، فالتبصير شيء اما انك تمنعه تجعله في صحراء قاحلة هذا خطأ .

افترض حتى لو ان شخص ليس لديه قدرة على الاستنباط ولكن لا يعني اننا نطالبه بعدم الانفتاح على جمهور العلماء وجمهور المصادر هذه هي تراث المذهب فاذا تحديد الرؤية والثقافة والمعرفة ولو على درجة التصور من الخطأ ان اغلق واحبس نفسي على عالم واحد مهما بلغ علمه بنلاحظ منهجية الفقه والتفسير المقارن يعني عملية انفتاح وسيأتي الحديث انه احد اعلام علم الكتب والتراجم يقول عن المصادر المخطوطة الموجودة الواصلة حاليا كلام بديع نتعرض له فليس فيها تقليد يعني لا يسوغ لك الاكتفاء بكلام عالم واحد وانما تتطلع على جمهور العلماء بقدر وسعك وتطلع على جمهور الادلة ومعظمها .

سؤال :

لماذا بحث التقليد يكون في المسائل الفقهية مع ان هناك ثمانين بالمية من الفتاوى مشتركة بين الكل ؟

الجواب :

هذا بحث اثير في علم الاصول واذا صار مناسبة معينة اذكرها انه لماذا في العلوم الدينية الاخرى ولا سيما العقائد المعرفة الدينية لا يسوغ فيها التقليد بل يجب الانفتاح على امرين المصادر والعلماء ويراعى نقطتين التتبع والصناعة الهندسة بقدر وسعه وذكرت وجوه متينة في هذا المجال احد الوجوه ان في بقية العلوم الدينية غير الفقه تحصيل حاصل مثلا انت في العقائد ماذا تريد ان تحصل؟ والتقليد ماذا يحصل لك؟ يحصل لك الظن بينما انت هذا الظن اذا عندك مر بنا به المكلف في الادلة واقواله متعددة تلقائيا الظن حاصل فكيف نحجب بقية الظنون عن هذا الظن؟ او في علوم الرجال وفي علم التفسير بعبارة اخرى بقية العلوم الدينية مرتبطة بالمعرفة وبالعلم وليس بالعمل البدني هذا علم الفقه هذا يسوغ فيه التقليد اما في المعرفة كلما ازداد افقك ازدادت معرفتك ولا يسوغ لك الاقتصار على ادناها لانه في وسعك ان تطلع على على عشرين من العلماء فكيف تقتصر على واحد في المعرفة؟ ففي المعرفة الدينية لا يسوغ لك الاقتصار على الادنى مع مكنتك من الاطلاع على اكثر من ذلك .

مثلا يمكنك لا اقل ان تتطلع على المعاصرين او كم قرن قبل؟ اذا كان بهذا المقدار بامكانك ازدياد المعرفة كيف تقتصر على معرفة الدين من واحد وهذا في العلوم الدينية طرا هكذا العقائد عمل علمي وليس عمل بدني ولما يكون علم لا يسوغ لك الاقتصار على الادنى .

سؤال :

لماذا الاصوليين والاخباريين اختلفوا في الاعتماد على الروايات؟

الجواب :

بتعبير الشيخ محمد رضا المظفر نتيجة الصراع العلمي الحميد بين الاخباريين والاصوليين انه بعض الاصوليين تبنوا بعض متبنيات الاخباريين وكذا العكس لذلك مساحة واضحة فاصلة بين الفريقين قليلا ما تجده وهذا تعبير المظفر انه اكسب كل ايجابية قوة الاخر لذلك هناك مثلا بعض المباني السيد الخوئي هي عين مباني الشيخ يوسف البحراني يخالف فيها الاصوليين والعكس شيخ يوسف عنده بعض المباني يتبناها من الاصوليين ويخالف فيها الاخباريين الشيخ المفيد والسيد المرتضى والطوسي وابن ادريس الى المحقق الحلي لا يعبرون اصوليين واخباريين وانما يعبرون محققين وقشريين يعني هو اسمه اصولي ولكنه تقليدي محض لا يحقق ولا ينقب وانما حشر مع الجو العام عيد .

هناك تلميذ من تلاميذ النائيني وهو تلميذ العراقي ومن خصيصي الكمباني التقيت به في قم فقال في جونا في النجف انذاك لا يعتبرون المجتهد مجتهدا اذا لا يدقق ولا يحقق الان مثلا قضية غديرخم هذه عقيدة وليست تاريخ يعني تاريخ منظم العقيدة ان النبي ولد في عام الفيل وبعث رسولا وليس نبيا وكان نبي قبل ان يكون رسولا بعث رسولا كرسالة عامة في سن الاربعين هذه ليست تاريخ هذه عقائد او ان امير المؤمنين قام بمواجهة عسكرية مع اصحاب الجمل هذه ليست تاريخ هذه عقيدة امر بها امير المؤمنين من الله ورسوله ان يواجه الامويين في صفين عسكريا هذه عقيدة او انه امر بحرب الخوارج مع انهم يرفعون شعار العدالة والمساواة بين المستضعفين والمظلومين وشعار تحكيم العدل وغيرها من الشعارات البراقة هؤلاء امر امير المؤمنين ان يحاربهم .

قضية مواجهة فاطمة لما جرى بعد رحيل سيد الانبياء هذه ليست تاريخ هذا منهج عقيدي تقول هي ان المسلمين لن يكتب لهم عز وحماية عن الكفار الا بان تكون القيادة عند من وصفها الله والا سيدب الذل والابادة في المسلمين يعني كانما هي تنظر الى المستقبل والى ظهور ابنها الثاني عشر هذه ليست قضية تاريخية هذه مبدأ وعقيدة ومنازلة عقائدية لذلك كثير ممن ينقنق او يوسوس في القضية التاريخية اذا تدقق ليس نقنقته في القضية التاريخية فقط هو يريد ان يشكك في قضية عقائدية سواء يشعر ام لا فالقضية ما وراء هذا التشكيك ما هو؟

ايها المثقف ايها المؤمن ابحث وافحص لكن دقق ما وراء التشكيك والانكار ما هو ؟ لا تحمل على السلامة في النوايا لا تأخذون الدعاوى مفروغا عنها فالبحث التاريخي ليس بحثا سهلا هو يعني تدوين حضاري وشيء جحفلي ومن يتخيل بان هذا ختم يخطأ في المصادر يجب ان ننفتح على الجميع لكن الميزان هو محكمات الادلة طبعا اكثر المؤلفين هم الشيعة بالمعنى العام وليسوا شيعة اثنا عشرية مثل ابي مخنف هكذا واليعقوبي والمسعودي او ابن مزاحم .

logo