46/11/27
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (103) الأصطفائيات المهدوية ودولة الظهور
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (103) الأصطفائيات المهدوية ودولة الظهور
كنا في مبحث المقامات الاصطفائية الخاصة بالامام المهدي وهذه المقامات نقتصر فيها على خصوص المتواتر والقطعي وليس على كل ما روي بسند معتبر او غير معتبر وهذا لا يعني اننا لا نحتفي ببقية الروايات وانما بمعنى اعطاء الاولية في المعرفة بخصوص ما هو المتواتر فان التواتر يعني فيما يعنيه ان الوحي له عناية خاصة بالمضمون المتواتر او المستفيض لان سبب التواتر هو نفس الوحي وليس غيره ولعلي لم اقف لقصور مني رغم الابحاث المهدوية الكثيرة والمراكز للدراسات المهداوية في الحوزات ربما تبلغ العشرات وانعم بها لكن ادري هل انهم قاموا بهذا العمل ام لا وهو تصنيف وكتابة خاصة بالاصطفائيات المتواترة للامام الثاني عشر وبلغة عصرية فهذا المشروع ضروري فهل انجزت المرحلة الاولى ام لا؟ لم ادر .
هذا شبيه ما ورد في جد الامام الثاني عشر وهو سيد الاوصياء امير المؤمنين مثلا ما ورد في حديث الطير وحديث الدار يعني رواه علماء ورواة الفريقين ومحدثيهم فمثلا ترى عالما من علماء السنة ميوله صوفية في التنظير الفكري كالزمخشري فهو ليس درويش وانما في التنظير هو الصوفي وكذلك الغزالي فكثير من علماء السنة البارزين ليسوا دراويش ولكنهم صوفية التفكر وليس صوفية الدروشة والشعبذة وهؤلاء يختلفون عن النواصب والامويين والسلفية وللاسف اطلاع المسؤولين سواء في الجانب السياسي او الحوزوي اطلاعهم عن شعوب الدول ونسبة المذاهب فيها من جهة اعتقادية كيف هي في غفلة ساهون .
مثلا في الشام تظن ان اكثرهم سلفية كلا هم اقلية وليسوا اخوان المسلمين ، اهل السنة في الشام اكثرهم صوفية حتى مدينة حما فضلا عن حلب حتى دير الزور حتى ادلب اكثرها صوفية ولكن مغلوب على امرها فالسلفية هم بالسلاح وهم اقلية وهم عصابات وليسوا اكثرية ابدا انتم لاحظوا البيانات المنددة فسوريا ليست اموية ولا سلفية فسوريا والشام تعشق اهل البيت بشكل عظيم لاحظ ادلب بعد سلسلة هؤلاء السلفية والداعشية عشر سنين في الحكم السابق بني مسجد باسم فاطمة من احد تجار ادلب فاذا هي كانت سلفية لا تبني مسجدا باسم فاطمة ولكن السلفية هددوا الناس بالسلاح ان يبدلوا اسم فاطمة الى اسم اخر بل حتى مدينة حما الجهة العليا الفتوائية الحنفية ترفض المذهب النجدي فهم يقولون نحن صوفية ببيانات صدرت منهم هذه الحقيقة نحن نجهلها فضلا عن ساستنا ويبنون سياساتهم على خواء بلا ارقام دقيقة .
بل اقولها ان السلفية في السعودية هم اقلية وليسوا اكثرية فنحن مغيب عنا الحقيقة غالب العالم الاسلامي من خمسين الى تسعين بالمئة هم صوفية وليسوا سلفية ولا اخوان المسلمين ولا مذاهب اخرى فلا تتعامل مع المسلمين بمن يملك السلاح هذا خداع الاعلام انت خذ من اندونيسيا الى الطنجة في المغرب من شرق البلاد الاسلامية الى غربها من جنوبها من الدول الافريقية الى الدول الاوروبية الاسلامية البانيا وكرواتيا كلهم صوفية وكذلك تركيا صوفية وليس اخوان المسلمين ، وانما اخوان المسلمين هم اقلية فضلا عن ان يكونوا سلفية .
فاهل الشام يرفضون المذهب النجدي وخاصة اهل حلب ويرفضون الاخوانية السلفية هذه الامور لابد ان نلتفت اليها والا لا نتعرف على الديموغرافية في العالم الاسلامي فلا تتعامل مع شعب مغلوب على امره على انه وهابي انا لا اركز على مدح الصوفية ولكن افرق بين الصوفية بمعنى الدروشة وبمعنى صوفية حب ال البيت وهؤلاء يختلفون عن الوهابية والسلفية ويختلفون عن النزعة الاموية وعن النواصب فطريقة التعامل تختلف وللاسف هذه نقاط تخفى على كثيرين وتسبب سياسات دينية خاطئة يعني او تعاملات خاطئة سياسية .
فالمقصود ان الاصطفائية التي وردت في امير المؤمنين حتمت على الفريقين ان يبوبوا الصفات الاصطفائية لامير المؤمنين كحديث المنزلة وحديث الطير المشوي وحديث باب مدينة العلم كلامنا الان في المنهجية العقائدية فهي خطيرة جدا اذا لم نستيقظ لها فالذهبي في ميزان الاعتدال وغيره يذكرون ان احد علماء السنة الف اثنى عشر مجلدا فقط في مصادر حديث الغدير مع ذلك هم قاموا بتغيير معاني هذه الاحاديث فقام صاحب العبقات بتبيين معاني الحديث فلا تظن صاحب العبقات كتابه مركز على المرحلة الاولى هو ايضا ركز على المرحلة الثانية وانعم به وانعم فلا نستغفل عن المنهجية هذا خطر في البحث العقائدي والفقه العقائدي وفي العقائد عموما وفي الفقه ايضا كذلك المرحلة الثالثة مرحلة عمق تلك المعاني ولوازمها هذه المرحلة التي حصلت في قرون عديدة لم تحصل في الامام المهدي لا اقول لم تحصل مطلقا ولكن بحاجة الى كثير من التنظيم في التبويب لا سيما المرحلة الثانية والثالثة .
هذا ملخص ما اردت ان انبه عليه في الصفات الاصطفائية الخاصة بالامام الثاني عشر كفهرس منهجي في خضم هذا المبحث سأذكر طوائف اخرى غير التي ذكرناها اذكرها فقط عنوانا لان البحث طويل الذيل وانما انا اردت الاثارة التنبيهية ليس الا والا اصل البحث بحاجة الى سرد طويل ومهم ومؤثر في معرفة البشرية فضلا عن المسلمين بها لان كثيرا من هذه الصفات تتناغم وجذابة ومثيرة للفطرة البشر وليس لخصوص المسلمين ولا خصوص المؤمنين فالمهدوية طرح وحياني يخاطب كل فئات البشر انطلاقا من القيم المبدئية الاخلاقية لفطرة البشر وهي العدالة ولا احد يرفض هذه اللغة .
من ضمن هذه الطوائف نذكرها فهرسة هو قائم ال محمد وقائم اهل البيت وهذه طائفة جدا مهمة ولها معنى خاص مع ان كل اهل البيت قائمون لكن هناك معنى خاص جعله الله للامام الثاني عشر حبوة من الله وان لم ينف ذلك افضلية الخمسة اصحاب الكساء على الامام الثاني عشر فهذا اصطفاء خاص به من الله احد المعاني الخاصة لقائم اهل محمد وهذا المعنى مركب من عدة معاني احد تلك المعاني الخاصة المركبة به انه لا يؤذن له بالهدنة احد المعاني الخاصة به انه على جبهوية بالناعم او بالحار مع كل انظمة البشر السلام على السيف الشاهر فالسيف الشاهر بهذا المعنى يعني هويته هكذا معنى السيف في اصطلاحات روايات اهل البيت يعني المجابهة سواء ناعمة او ساخنة فلم يؤذن له بالهدنة ثم لم يؤذن له بان لا يجابه بحسب الاليات المتوفرة لديه فليس بينه وبين انظمة الجور هدنة ورأفة وليس ذلك مختص بالظهور بل الان هو كذلك احد معنى القائم بمعنى المرابط في الثغر يعني في حالة استنفار لمواجهة انظمة الجور .
بالنسبة الى الامامين اللحسنين ما المراد من قوله صلى الله عليه واله هما امامان قاما او قعدا ؟ بالنسبة للامام المهدي لا يؤذن له بالقعود الذي اذن للحسنين بل هو مأمور ان يكون قائما وحتى لا يؤذن له بالقعود الصوري الظاهري فهو قائم اهل البيت حتى سيد الرسل كان في هدنة او قعود عن مجابهة قريش او قبل بعثة الرسالة فهو كان في سكون ظاهري معهم اما بالنسبة للامام الثاني عشر حتى هذا المقدار الظاهري لا يؤذن له بالقعود فهو لابد ان يكون قائما واستنفاري فهذا مبدأ خاص في مسؤوليات الامام الثاني عشر .
احد معاني القائم انه منتقم لسيد الانبياء ولسيد الاوصياء ولسيدة النساء وللحسن وللحسين وللائمة ومنتقم لجميع الانبياء والرسل ولجميع الصالحين والصديقين والانتقام ليس معناه الحقد نعم المعصوم يتبرم من الظلم ويستنكر المنكر لان القرآن يطالبنا بذلك والقرآن يطالبنا بذلك حتى تجاه قابيل وكذا اصحاب الاخدود وفرعون وهامان ونمرود وقارون والمفسدين في الارض فالقرآن يطالبنا بان نقف موقف المتبري فكريا وشعوريا وروحيا منهم فنأخذ قطيعة مع مسار هؤلاء لكي لا نتلوث ونسير بسيرهم فالانكار القلبي لا يختص باهل زمان المكلف سواء ما سبق او ما سيأتي فليس معنى الانتقام هو فقط التبري الفكري والتبرم الفكري والروحي والمشاعري وانما له معنى اخر ان هؤلاء المفسدين في الارض او الظالمين حائل ومانع عن المشي الالهي فكل نبي وكل رسول وكل وصي من الاوصياء وكل صديق كان في عهدته مشروع الهي بدءا من سيد الانبياء وسيد الاوصياء والحسن والحسين الانتقام لهم يعني ايجاد مشروعهم الذي منعوا عن اقامته هذا المشروع الذي يجب ان يقام وهو ازاحة الظالمين وتداعياتهم منذ الاف السنين والى الان هذه الموانع التي اوردها ائمة الجور والضلال والباطل يجب ازاحتها عن مسير البشرية كي تستعد للمشروع الالهي فمعنى الانتقام هو قلع الظالمين وسننهم التي هي عثرة امام سعادة البشر وعدلها وقسطها وامام الطاقة البشرية في سعادتها وتكاملها فهو المنتقم لكل السلسلة اي انه يطهر الارض من سنن الظالمين ويعبد الطريق لبداية تكامل البشر وسعادته في كل الجهات ومن ثم تكون دولته ممهدة لدول ابائه الائمة في الرجعة في دار الدنيا .
مثلا النبي عيسى حاولوا ان يقتلوه ما قتلوه لكن دفع الله عنه ودافع عن مشروع النبي عيسى وكذلك النبي موسى والنبي ابراهيم فهو ينتقم لكل الانبياء فالانبياء ليست دواعيهم شخصية او فردية او ذاتية وانما مشروعهم مشروع الدولة الالهية اللي هي دولة السعادة ودولة التكامل حيل بين الانبياء وبين اقامتها وحيل بين اهل البيت وبين اقامتها هو ينتقم يعني يزحزح براثن الظلم والجور ويعبد الطريق لمشروع تكامل البشرية في ظل المشروع الالهي فهو ينتقم يعني يبعد الظلم وتداعياته والكذب والدجل عن افكار شعوب البشر ويعبد الطريق يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا هذه احد معاني القائم يعني المنتقم وهذا معنى عظيم وبحثه طويل ومعنى بشري يناغم الفطرة البشرية بغض النظر عن اختلاف الديانات هذا المفروض يصير فيه البحث في المرحلة الاولى والثانية والثالثة بشكل واس
فاذن معنى القائم للامام الثاني عشر امور عديدة من المعاني ايضا التي ربما تساهم مع الاخوة في مراكز الدراسات المهدوية او الكتاب عن الامام الثاني عشر نكون عون لهم في الفهرسة وفي الابحاث كمنهجية من العناوين هي راية رسول الله ولواء رسول الله وهذه لها معاني شبيه بالملة والشريعة والطريقة والمنهاج والدين والسنة والحكمة والفريضة هذه كلها عناوين لها اصطلاحات وحيانية منها اللواء ومنها الراية ومن الامور التي خصص بها الاربعة عشر فقط سيد الانبياء سوغ له ان يفتح رايته في بدر او في بعض الحروب الاخرى وليس في كل الحروب هذا حسب تتبعه هذه من الجنة ودائما الموجودات والكائنات الموجودة من الجنة ليست جمادات وانما جواهر ملكوتية اخطبوطية كالبراق فكل شيء يأتي من الجنة مصدر للقوة وللشعور وملكوت فوق السماوات وفوق قوة جبرائيل واسرافيل وعزرائيل وميكائيل فالبراق قدرته في العروج تفوق اسرافيل فضلا عن جبرائيل البراق دابة من دواب الجنة عندها كل صحائف اعمال البشر شبيه دابة الارض .
فالموجودات الجناوية بالنسبة الى عقولنا المادية كانها خيال فرسول الله تحيط به اليات متعددة من الجنة فرس وسيف ودرع فسيد الرسل لا يكفي ان يعزز بملائكة السماوات وما يكفي يعزز بالمؤمنين وانما جهزه الله باليات ملكوتية فوق السماوات سواء فرس راية لواء الحمد وهولواء رسول الله وحامله امير المؤمنين جملة من الاكابر يقولون ان المدرب المعنوي الكبير نيابة عن النبي لكل البشر ولكل المخلوقات هو امير المؤمنين لواء الحمد يعني لواء التكامل الروحي فسيد الرسل زود بقدرة متنوعة فوق اسرافيل وجبرائيل وميكائيل وفوق الكروبيين ولم يؤذن لرسول الله ان يستعملها في مكان وامير المؤمنين اذن له في الجمل فقط حسب الروايات اما الامام الثاني عشر سيستخدم هذه الاليات على قدم وساق وهو مأمور ان يستخدم راية رسول الله ودرعه وخاتمه وعصاه هذه كلها جناوية ولها قدرات خاصة عسى عصى موسى ليست من الارض ولا من السماوات وانما من الجنة اضرب بعصاك البحر كل فرق كالطود العظيم فعصى موسى او عصى ابراهيم التي هي من الجنة هي ارث للامام الثاني عشر هذه قدرات الجنة تفوق قدرات الملائكة المقربين اهل السماء السابعة .