باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (١٠٠)اللغة المهدوية في الخطاب البشري

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (١٠٠)اللغة المهدوية في الخطاب البشري

وصل بنا بحث الى هذا المقطع من المسؤوليات العامة في الغيبة الكبرى الملقاة على عاتقنا هو ترقي المعرفة بالامام المهدي وتعريف البشرية بهذه المعرفة .

امير المؤمنين يبين ان الدين له مراتب وهذا على خلاف كلام المتكلمين والفقهاء والفلاسفة فيقول اول الدين معرفته ولم يقل توحيده ولم يقل تصديقه قال اول معرفته فنفس التصور هو بدايات الدين وكمال معرفته تصديقه اذن بدء الديانة عند امير المؤمنين بالمعنى العام هي اصل والمعرفة ودرجات حتى تصل الى التصديق ويعبر عنه بكمال وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده انظروا المسافة مع الدرجات بين اصل الدين وثم التوحيد فالتوحيد هو كمال التصديق وهذا بيان معجز لامير المؤمنين في علم الملل والنحل .

فبيانه هكذا ان الشرك نمط من التصديق بالله ولكن نمط ناقص لان المشركين يعتقدون به تعالى لكن نمط ناقص وكمال التصديق به توحيده كما ان المصدق وغير المصدق يشتركان في اصل المعرفة التصورية فكمال المعرفة التصورية هو التصديق فبدايات التصديق كمال للمعرفة التصورية ونهايات التصديق هو التوحيد فبدايات التوحيد نهايات التصديق وهذا الكلام فيه اعجاز دقي عقلي وكمال توحيده الاخلاص به فبدايات الاخلاص هي النهايات لكمالات التوحيد وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه فالتوحيد درجات .

فهناك خمس مراحل يذكرها امير المؤمنين فامير المؤمنين يقول ان الدرجات الناقصة من الدين قواسم مشتركة بين الملل والنحل وهذه القواسم لغة مشتركة يمكن الانطلاق منها ، فمبدأ العدل والقسط لغة مشتركة وهي هوية الامام المهدي ودولة الظهور فالمؤمن لا يفرط في اللغات المشتركة وانما يستثمرها لانها درجة من درجات مساحة الدين فلا يمكن التفريط فيها فلماذا تفرط في هذا الشيء المشترك بينك وبين غيرك؟

لذلك القرآن الكريم في هذه الاية في سورة البقرة يقول وقالت اليهود ليست النصارى على شيء يعني كل النصرانية باطل في باطل وليست فيها مساحة صح هذا المنطق يرفضه القرآن الكريم فليس هو تصحيح للنصرانية كما قد يشتبه الحال على الاخرين شبيه قول القرآن الكريم ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من عمل صالحا هذا ليس معناه التصحيح للصابئة او للنصارى وانما هناك مساحة مشتركة لا نفرط فيها .

وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء لانه قسم من معتقدات النصرانية نبوة النبي موسى والتوراة اذن قسم من النصارى باطل لانهم يعتقدون بالنبي موسى فهذه الاية ليست في صدد تصحيح النصرانية ولا اليهودية وانما يقول هناك مساحة صح لليهودية والنصرانية وهي مشتركة فالمفروض ان النصارى واليهود يحافظون على المساحة المشتركة لانه ليست مساحة باطلة لا انك ايها اليهودي ابطلت النصرانية بقول مطلق لانك ابطلت نفسك بدون ما تشعر وانت ايها النصراني ان ابطلت اليهودية بقول مطلق ابطلت نفسك من حيث لا تشعر فلا يمكنك ان تنسف المساحة المشتركة فلا صحة المساحة الصحيحة تصحح الباطل ولا بطلان المساحة الباطلة يبطل المساحة الصحيحة فكل شيء يأخذ حدوده .

لذلك أمير المؤمنين يرفض هذا النمط من التفكير ان الخوارج عين الامويين وان البطلان فيهم كبطلان اولئك ، فليس من طلب الحق يعني الخوارج فاخطئه فهم طلبوا الحق لكن اريد منه المعنى الباطل كلمة حق يراد بها باطل بخلاف من يرفع الكلمة الباطل ويريد منها باطل ، فليس من طلب الحق فاخطأه كمن طلب الباطل فاصابه فالامويين من الاول لا خبر جاء ولا وحي نزل فيكفروا باصل نبوة سيد الانبياء فلا تقل الكفر ملة واحدة هذا له معنى اخر من كفر باحدنا كمن كفر بنا جميعا ومن كفر باحد الانبياء كمن كفر بجميع الانبياء هذا له معنى اخر فهل الذي اعتقاده ببقية الانبياء باطل في نفسه؟ كلا وانما هذا الاعتقاد مجموع الانبياء لا يصحح جحوده ببقية الانبياء كما ان جحوده ببقية الانبياء لا يبطل حقانية اعتقاده بمساحة الحق ولن يغنيه في النجاة لكن تبقى مساحة الحق . فلماذا جهنم طبقات؟ لماذا لا تكون طبقة واحدة؟ واضح الفرق؟ لماذا بعض اهل جهنم مخلدون؟ له سر وسبب ودرجات ، فمكث غير مكلفين في النار مختلفة لماذا ايضا الجنة جنان وليست جنة واحدة؟ الكلام الكلام .

فلابد ان لا يكون هناك افراط ولاتفريط ، اذن لاتقل ان كانت هناك مساحة مشتركة لنحترم كل الملل والنحل بقول مطلق هذا خطأ وانما نفصل وهذا بحث حساس في كيفية الخطاب في النشر والثقافة او ثقافة اهل البيت والوحي ، قوله تعالى ان تصبهم سيئة يقولون من عند الله وان تصبهم حسنة يقولون من عندهم فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا فالسيئات يعني الشرور والحسنات يعني الخيرات تقديرها عند الله تعالى .

لاحظوا في عهد امير المؤمنين لمالك الاشتر يقول امير المؤمنين ان حفظ الوفاء بالعهود والمواثيق قاسم مشترك بشري حتى مع الملاحدة فاذا لم يكن في البين وفاء عهد لا يستقر للبشر مجتمع بل حتى يكون البشر اشد من الوحوش والغابات وحتى الان اكتشفوا ان السباع والوحوش بينها قواسم مشتركة وهي تراعيها لذلك تعبير القرآن الكريم بل هم اضل قد يشير الى هذا المعنى .

وبعبارة اخرى الاضطراب والذعر الذي يعيشه اهل النار في النار بسبب انفسهم وبسبب العلاقة بين انفسهم هذا اشد ذعرا من وحشية السباع فيما بينها في الغابات ان ذلك لحق تخاصم اهل النار يعني دار لا امان فيها والعيش في الغابات مع السباع الضارية اهدأ امانا من العيش في النار لبئس الورد المورود يعني عيش الحيوان الاليفة بين السباع الضارية في الغابات اكثر امانا وهدوءا وراحة من العيش في النار ، دار لا امان فيها ولا راحة بال وورد في الروايات يتهارشون اهل النار فيما بينهم ضراوة اشد من السباع يؤذي بعضهم بعضا وهذا غير عذاب النار ان ذلك لحق تخاصم اهل النار .

لاحظ الان انظمة الحكم في البشر انظمة تبث الذعر والخوف في شعوبها بينما دولة العدل عكس ذلك هي جنة فاضلة ودولة الطغيان كجور جهنم نموذجية لا ذمة فيها ولا عهد .

فرق الدولة المهدوية عن دول الباطل هو هذا وهذه اللغة لنشر الثقافة المهدوية ولنشر الامن والسلام والمحبة والرحمة والعطف هذي انما توجد في دولة الحق ودولة الامام المهدي لا دول الطغيان ، اذا انت وصلت الحاكم الجائر لا تأمن منه بخلاف ما اذا مكنت سلطان حق وعدل ، ولكن ان لم تكن سبعا ضاريا في نظام الطاغوت فستؤكل اما في سلطان الحق والعدل بالعكس ترسى العدالة والامن والسلام والمحبة وهناك ترسى الخوف والسبعية الضارية والتهارش والبغي والظلم الله هو السلام يهدي الى سبل السلام فالسلام تجده في دولة الحق والدولة الالهية واللا سلام في جهنم دار لا سلامة فيها سواء جهنم الارض او الاخرة البشرية تجتمع لكي تحقق مجتمع الجنة ومجتمع الجنة ما يتحقق فيه بالباطل ولا بالجور .

لذلك القرآن دائما يندد افتطمعون؟ افتطمعون؟ فكيف انت تتأمل من انظمة الطغيان والجور ان يفشوا السلام والامن والامان والعدل وقد كان فريقا منهم يسمع كلام الله ثم يحرفونه فاللغة المشتركة موجودة عند البشر وهذا يؤكد عليه امير المؤمنين في بيانات عديدة ولذلك نلاحظ منطق سيد الشهداء ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم وارجعوا الى حسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون ، فالعروبة ليست هي عنصر قومية العروبة ان تظهر الفطرة السليمة وفتطة الدين ان كنتم عربا كما تزعمون ، العجم والبهم هو الذي يدس الفطرة ويميتها فالعجم والعروبة ليست قومية وجينات وراثية هي قضية سلامة الفطرة لا طمس الفطرة السليمة .

يقول الامام الصادق شيعتنا العرب بمعنى الذين يظهرون مقتضى الفطرة يعني مقتضى الفطرة خلق الموالاة لله ورسوله ولاوصيائه شيعتنا الفرس يعني الذين لهم فراسة وذكاء ويميزون الحق عن الباطل شيعتنا هاشميون يهشمون الباطل يعني معنى وصفي ليس قومي قبلي .

فهناك لغة مشتركة يجب ان لا نفرط فيها وهذه اللغة المشتركة تحمل البشرية مسؤولية مشتركة تجاه اقامة العادل انت لا تركز فقط على مساحة الباطل في اي جهة من الجهات لاحظ ايضا جهات بينك وبينهم فلا تغمض عن جهة المساحة الصحيحة المشتركة كما ان لا تغمض عن المساحة الخاطئة الباطلة او غير المشتركة بينك وبينهم ولا تذب نفسك في الجهة الغير مشتركة ولكن هذا لا يمانعك عن تفعيل الجهة المشتركة فهذا ليس اغراء بالجهل وليس ازدواجية ونفاق هو الحق الحقيق .

الان حتى العقلية البشرية وصلت الى هذه النتائج التي بينها اهل البيت والقرآن الكريم قبل الف واربعمئة سنة عبر اللغة المشتركة لاحظ منطق القرآن ما لكم لا تقاتلون يعني لاتدافعون وتعطون الحماية والرعاية في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين في الارض من الرجال والنساء الذين لا يجدون حيلة ويقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها هذه المسؤولية مشتركة بحسب منطق القرآن الكريم ليس بسبب وحدة الدين الكامل ولا بسبب الوحدة الوطنية وانما بالمنطق البشري بمنطق ان الظلم مرفوض عند الكل والعدل مطلوب عند الكل فيوجب مسؤولية مشتركة فهل القرآن ينفي لنا هذا الجانب؟

الان الفكر السائد في الدول العظمى الذي يريد ان يطبع الشر باسم الخير هذا دجل وخداع فالمساحة واللغة المشتركة بين البشر فنعم والتكفيريون يريدون ان يكفرون اي جهة واي مجال فقط يلاحظون المساحة غير المشتركة وبالتالي يكفرون في المساحة المشتركة قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء يعني منطق باطل ما يقره القرآن الكريم كل شيء يقدره بقدر فانت انفتح على الملل الاخرى في المساحة المشتركة والانفتاح على المساحة المشتركة تسوغ لك ان تذوب في المساحة غير المشتركة التي تعتقد انها خطأ فهذا منطق عظيم في الوحي مثلا الصوفية فيها اباطيل وشعوذات ودروشة لكن مساحة الصح ما يمكن ننفيه .

الامام المجتبى طاعة لتنظير امير المؤمنين الذي يقول لا تقاتلوا الخوارج بعدي فلماذا هذه الوصية من امير المؤمنين لابنه الامام الحسن ؟ لان معاوية بعد عقد الهدنة والصلح مع الامام الحسن ابتلي بالخوارج عسكريا امنيا والسيطرة عليهم ليس بالسهل فاستنجد بالامام الحسن وهذا يدل على ان الامام الحسن بعد الصلح والهدنة لم يكن منزوع السلاح وانما السلاح بقي كقوة عسكرية بيده والا كيف يستعين به عسكريا؟ فالامام الحسن له قاعدة شعبية فاراد منه ان يعينه على قتال الخوارج والسيطرة عليهم فهم مجموعات مسلحة منفلتة كيف يمكن السيطرة عليها؟ فقال امير المؤمنين لا تحاربوا الخوارج فقال الامام الحسن الاقرب فالاقرب والابعد فالابعد هذا منطق مهم يعني نفس المساحة المشتركة والمختلفة قال الامام الحسن لو كنت مقاتلا احدا لوجب علي اولا ان اقاتلك انت يا معاوية يعني الخوارج في حين انهم كذا لكن بعض المساحة تربطنا بالخوارج اكثر من الامويين وتداعيات هذا التنظير الى يومنا هذا اي الذي يذكره الامام الحسن ، فلا الذوبان في الاطراف الاخرى بقول مطلق صحيح ولا نسف الجسور بقول مطرد صحيح كل هذا خطأ في خطأ الامور تقدر بقدرها والمساحة المشتركة يجب ان تستثمر وهذا يوجب توسعة الخير والحق بشكل اكثر .

كما انه اذا صار الذوبان في المساحة غير المشتركة يوجب توسعة الباطل اكثر فالقضية حساسة جدا هذا منطق مهدوي وقرآني ومنطق امير المؤمنين واهل البيت ومنطق الثقلين والتركيز في الروايات على انه يملؤها قسطا وعدلا القسط والعدل مساحة مشتركة بين كل الملل والنحل حتى مع الملاحدة والا لماذا لا يستطيعون الملاحدة ان يكفروا بالقيم الاخلاقية؟ لانهم لا يستطيعون ذلك فيما بين بعضهم البعض لان الذي لا يؤمن بالقيم الاخلاقية هو وحش .

فالنقطة التي يمكن ان يداين بها الملاحدة هي الاخلاق والقيم الاخلاقية وهذا اشار له امير المؤمنين في نهاية عهده لمالك الاشتر ان المبادئ والقيم الاخلاقية لغة مشتركة بين جميع البشر وهذه لا يفرط فيها ، فالحاد الملاحدة شيء والقيم الفطرية شيء اخر .

لاحظ القرآن الكريم يقول فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم يعني الفطرة لو تفتقت هي جزء من مساحة الدين بذرة فيها كامل الدين لانه لا يفرط فيها ، واذا زرعت هذه البذرة وروعيت تصبح شجرة باسقة اذن منطق المشروع المهدوي ومنطق الثقلين ومنطق القرآن ليس كفر وتكفير المطلق ولا الامضاء المطلق ولا التصحيح المطلق وانما توازن الامور بحسبها ان كان فعل الفئة الاخرى والملة الاخرى ان كان انطلاقهم من المساحة المشتركة فهذا صحيح وهذا لا يخطئه الدين والوحي وان كان انطلاقه من مساحة باطلة هذه تسبب الاباحية الاخلاقية فهذه ليست مساحة مشتركة معهم اما القيم الاخلاقية فهي مساحة مشتركة فلا نخلط الخطاب المشترك مع الغير المشترك وانما توازن وتعادل هذا ناموس في الفقه والعقائد وفي كل العلوم الدينية ومن مبادئ الدولة العظيمة المساحة المشتركة الصحيحة ان الحق يحترم بقدره لا بزيادة عليه واذا عممنا الاحترام الى المساحة غير المشتركة هذا دجل وانحراف .

فقالت اليهود ليست النصارى على شيء هذا تكفير وتطرف فما عندهم عدل في النظر والفكر ، والجور في الفكر اخطر من اي جور لانه يسبب الانحراف كما ان الانفتاح على جانب المساحة المشتركة الصحيحة الحقة لا يعني الذوبان لاحظ التولي والتبري لذلك لاحظ في منطق القرآن ومنطق اهل البيت الموالاة متعددة تارة في الدين والانسانية والاخوة حتى امير المؤمنين يقول اخوتنا بغوا علينا قال قائلهم للامام زين العابدين اذا كان امير المؤمنين يعتقد في اصحاب النهروان والجمل اخوة فكيف حاربهم ؟ قال الاخوة درجات والا صالح مع ثمود قال واخا ثمود وهود وعاد اخا عاد فاخوته في اي شيء فانت حدد المساحة كي لا يبقي احد المساحتين على حساب الاخرى وانما توازن لا تقل كل فعل يصدر من الاخر باطل فاذا كان مستند الى المساحة المشتركة هذا صحيح بل حتى من يتزيى بمثل نحلتك وملتك اذا صدر منه فعل منطلق من المنشأ الخطأ ما تستطيع ان تصححه فهو هوية وتنظيرا بالحق اما فعله الباطل باطل وواقعه الباطل اذا كانت ممارسته باطلة باطلة واذا كان واحد ذو هوية باطلة ولكن ممارساته صحيحة يعني منطلقة من المساحة المشتركة فهذه الممارسات صحيحة ولا ان الهوية الباطلة صحيحة يعني في الهويات .

كما يقول امير المؤمنين هناك مساحات مشتركة لانها من الدين ونسيت تعبير امير مؤمنين وكذلك تعبيره الاخر الحكم يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الجور ما الفرق بين الكفر والجور؟ الجور نوع من الباطل لكن يقول اذا زعزعت اصل الفطرة اللي هي اساس الدين فاصل التكامل الديني يتزعزع لان الفطرة اساس الدين وبدؤها فطرة الله التي فطر الناس عليها المبادئ الاخلاقية بعثت لاتمم مكارم الاخلاق يعني هذه هي اساس الدين .

ما النسبة فقهيا عقائديا بين مكارم الاخلاق والشريعة والملة والطريقة والمنهاج ؟ قال الرسول من الغايات العظمى لبعثتي لاتمم مكارم الاخلاق هذه مساحات متعددة يجب الالتفات اليها فانت كما تنظر الى المساحات الباطلة في الطرف الاخر انظر الى المساحات الصحيحة وانظر ان التعامل والفعل ينطلق من اي مساحة كل بحسبه فلا تدمج ولا تمزج لا افراط ولا تفريط .

فالقرآن الكريم يحاسب ويعاتب الكفار والملل والنحل الاخرى في حين يقول ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين يعني يحملنا المسؤولية يعني لهم حرمة نعم ليست هي حرمة الاسلام بمعنى كامل لكن حرمة ادنى درجات الفطرة كل مولود يولد على الفطرة يعني الاسلام الضامر الكامن المضمور هذه اذا تزرعها في ارض طيبة وترعاها رعاية صحيحة تصير شجرة الاسلام وليس هو اسلام كامل وانما بعده ضامر لكنه فيه مجال التنمية والترقي الى الشجرة الكاملة .

المولود يولد على الفطرة يعني حتى هذا يريد ان يحافظ عليه الرأس المالي يريد ان يحافظ على الدين لذلك يقول اول الدين معرفته فلا يمكن ان تكون جهنم بدون جنة ولا جنة بدون جهنم يعني هناك صح وهناك خطأ ما يمكن جهنم طبقة واحدة وانما طبقات ولا يمكن ان تكون الجنة طبقة واحدة وانما طبقات يعني هذه في الحقيقة غير السفسطية هي نسبية حقيقية يجب ان توازن ويا له من مبدأ تنطلق به الدولة المهدوية انه بداية المحافظة على القدر المشترك بين البشرية ككل .

سيد الشهداء يقول ان لم يكن لكم دين فهناك مبدأ مشترك اخر وهو الحرية الموت اولى من ركوب العار والعار اولى من دخول النار وهذا هو منطق المبادئ والدرجات؟ فلا تنسفوا كل الدرجات.