« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/11/16

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٩٦) دولة الظهور مدارها بواطن البشرية

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٩٦) دولة الظهور مدارها بواطن البشرية

 

كان الكلام في معالم دولة الظهور وانها من المسؤوليات الامة ان تعد لهذه الدولة وقلنا ان من معالم دولة الظهور هي انها تحتاج الى خلوص عالي وورد في الروايات ان سبب تأخير الظهور هو لاجل تمحيص المؤمن المغشوش عن المؤمن الخالص المؤمن الذي يطلب الدين للدنيا او يطلب اهل البيت دنيا ولمنافعه الشخصية هذا مؤمن مغشوش ربما شخص يطلب الدين للدنيا ولكن الدنيا تبع للدين هذا لا مانع منه لا ان يقدم المصالح الدنيوية على الاعتبارات الدينية والا الدين لا ينسف الدنيا وانما اذا دار الامر بين الدين والدنيا لا يقدم الدنيا على الدين .

فورد في روايات كثيرة انه لتمحيص البشرية والمؤمنين ولاختبارهم يكون الامر فكل مولود يولد على الفطرة وكثير من اتباع الديانات الاخرى فكريا لسانا تراه متزيي بزي خاص ولكن فطرته ليست ملوثة ، اذن فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ففطرة هم باقيين على الدين القيم وان لم تتفتق تلك الفترة وسيأتي او انف صاحب العصر وربما من تشدق بالايمان او بالاسلام لسانا خواطرا لكن فطرة الانسان قد تتلوث فذاك ظاهره ليس بمسلم ولكن فطرته مسلمة مؤمنة وهذا ذكرناه في بحوث علوم الكلام الجديد وهو بحث صعب ان الانسان مثل ما يتخيله بعض المذاهب الاسلامية من قال لا اله الا الله بلسانه لا يدخل النار ولكن هذا بفكره او بخواطره وهواجس قلبه لم يقل لا اله الا الله لاحظ الطبقات في الانسان فقولوا لا اله الا الله بلسانكم وبفكركم وبعقلكم الباطن يعني الفطرة .

فالمولود يولد على الفطرة يعني فطرة الاسلام فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم من ثم ورد عندنا انه يدخل في هذا الامر عند الظهور من الملل العجيبة لكن فطرتهم سليمة لك وهم يرون ان مبادئ الدولة المهدوية تتناغم مع فطرتهم فيتركون هذا القشر من الملل الباطلة لان هذه الملل تلوث فطرتهم بينما هناك من يلبس لباس الاسلام ليس على لسانه فقط حتى في فكره فينظر للاسلام وللايمان على صعيد عقل الظاهر والعقل الباطن .

هذا من البحوث الفلسفية والعلوم الانسانية المهم انه ما المقصود من العقل الظاهر والباطن الطبقات الظاهرة من ذات الانسان تسمى عقل ظاهر مثل الفكر والخواطر ، ثم ان العقل الباطن هو الطبقات الخفية من الانسان تسمى الفطرة فيتعدد الاسلام والايمان بطبقات الانسان فهو بلسانه مسلم ولكن بقلبه ليس بمسلم فهذا باب من ابواب علم الكلام الجديد ما نقح الى الان في كلمات الفريقين ولكن في الوحي دلالات وادلة عليه ، هوية الانسان في الايمان والاسلام بلحاظ طبقاته الظاهرية او بلحاظ طبقاته الباطنة او من مجموع هذين الامرين ؟ انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وليس شرائع موسى وعيسى فالاخلاق دورها فطرية تكوينية .

فبحث الشرائع بحث تفصيلي في الاعمال والابدان وهذا البحث صعب وتشير اليه ادلة كثيرة في النصوص القرآنية والروايات انه ما هي المدار في الانسان؟ اجماليا اذن بواطن الانسان عليها معول ازيد من ظواهره نعم الظواهر لها دور لكن الباطن دورها اكثر هذا البحث في بيانات اهل البيت المتواترة له عدة طوائف وعدة السن منها بحث الطينة ان الانسان له طبقات من الطينة وان الانسان له عدة اجسام وطبقات من الذات اظلة واشباح وطينات وعوالم الذر وعوالم الميثاق هذه كلها طبقات من الانسان الواحد لكن المدار على من؟ هذا بحث حساس .

بلا شك الباطن لها دور وايضا الظواهر له دور كما يقول الامام الصادق من معالم الدولة المهدوية انها تدور مدار الباطن لاالظاهر والتسليم الصاعد بلحاظ بواطن الانسان لاحظ الخلوص ليس بلحاظ البدن او الاعمال او الافكار وانما بلحاظ اعماق نوايا الانسان والخلوص ايضا درجات .

ورد في اوصاف امير المؤمنين اخلص المخلصين واشد المخلصين فحتى الاخلاص درجات في نقاوته من الشوائب هناك امرأة يهودية او غير يهودية تقول لسيد الانبياء ما لك تجلس جلسة العبيد؟ فقال هل رأيت اعبد مني لله؟ فالعبودية درجات والطوعانية درجات والانقياد والتسليم درجات .

هناك بيان عقلي عظيم ومعجز لامير المؤمنين لاعرفن الاسلام تعريفا لم ينسبه احد قبلي ولا احد بعدي ، طبعا ليس المقصود ان علمه يفوق سيد الانبياء المقصود انه ما كان هناك مجال لسيد الانبياء او بيئته لكي يطلق هذا العلم فهذا علم نشره امير المؤمنين لانه لم ينشره رسول الله فنشره سيد الاوصياء انا اتعجب من البعض الذي يقول لو كانت الشهادة الثالثة واضحة كيف لم يدركها صحابة رسول الله وصحابة امير المؤمنين وفي زمن الصادق لم يدركوه؟

نقول من قال ان قابلية الناس موجودة ؟؟ حتى الائمة كانوا يكتمون اسماءهم مع انها متواترة ولكن ليست للكل ، بعد شهادة الامام الصادق علماء الامامية كانوا في حيص وبيص هل الامام بعد جعفر بن محمد هو موسى بن جعفر ام لا؟ فاذن اصل الامامة كان فيها تكتم فهل انت تريد ان لا تكون الشهادة الثالثة فيها تكتم في الصلاة ؟ اذا تقول غير معقول فلانك لا تفهم البيئة ولا تفهم البيان التدريجي بسبب التقية بسبب قابليات الناس لهضم هذه الامور .

اذن مئتين وستين سنة مثلا لم تبين الشهادة الثالثة فيبين ذلك الامام العسكري فلماذا نقول الائمة حجج؟ لاجل البيان التدريجي فما يكتفى بما صدر في زمن رسول الله وامير المؤمنين والائمة السابقين ربما تحين الفرصة في زمن الغيبة الصغرى فتطرح ، فقابلية الناس تختلف في اصل الامامة فضلا عن شرطية الشهادة الثالثة بالامامة .

في غدير خم هم ما قبلوها وضمن الله لنبيه انه لن تنقلب عليك الامور والله يعصمك من الناس انت تريد الشهادة الثالثة اللي هي بمرتبة اخطر يعلمه الكل ؟ البعض يقول لو كان الائمة يأتون بها لسمعوه الاصحاب ؟ نقول اصحاب امير المؤمنين الحواريين يترجلون فيما هو الموقف تجاه فلان وفلان؟ يعني قضية الباب والدار والسقيفة الى الان ما صحصح لهم الوعي .

فاذن على هذا الكلام تصير حجية الصحابة فوق حجية الامام الجواد وفوق حجية الامام الباقر والامام العسكري لان في زمن الباقر لا يبين كل شيء وكثير من الامور ما يمكنك تبينها او اذا بينت فبشكل خفي ما يشعرون به فلا تقل حيث لم يكن تشريع الشهادة الثالثة بشكل صريح ولو كان واجبا لكان بشكل صريح اذا نقطع عقلنا نقول اصل الامامة كان يتكتمه الامام الصادق عن صحابته اعني امامة موسى ابن جعفر الا للنوادر لمن يأمنهم عن الدولة الغاشمة بني العباس يعني السقيفة مستمرة فسقيفة الدول العظمى باقية وهذا هو معنى البيان التدريجي .

الامام الصادق يقول لو لم يبين الامام الباقر الحج لعموم المسلمين وحتى للمؤمنين ما عرف احد معنى الحج ، هذه الرواية يرونها حتى العامة والبخاري مع ان زمن الباقر بعد مئة سنة من رسول الله كيف الناس مئة سنة ماتفهم احكام الحج لولا الباقر ؟ اولم يحجوا مع رسول الله ؟ او لم يحجوا مع امير المؤمنين والحسنين؟ السبب هو قابلية الناس فالقابلية غير موجودة فيأتون بالحج على الظاهر الاجمالي لان الركن اذا لم يختل فالخلل في بقية الامور معفو عنه ، فلا تظن ان صحابة امير المؤمنين حجة نستغني بهم عن الائمة اللاحقين انت اذا تقول ان صحابة امير المؤمنين او رسول الله او صحابة الحسنين نكتفي بهم ونستغني بهم عن بيان الاحكام للائمة اللاحقين فهذا معناه انك تقول بحجية الصحابة وتغني حجية الصحابة عن حجية الائمة وعن تدريجية الاحكام .

فانا اريد ان اقول ان الاسلام والايمان مداره الطبقات الظاهرة او الباطنة يقول الامام الهادي في زيارة الاربعين لجده المرتضى وكذا الاام الرضا ان ولاية امير المؤمنين والغدير بينه الله منذ اول الاسلام قبل ان يأتي فاصدع بما تؤمر ولكن كان بشكل خفي ثم صار بشكل جلي لان الناس لا تتحمل .

البعض يريد اي شيء واجب يكون بين مبين صريح منذ زمن رسول الله الامام الرضا يقول في حجاجه مع اللامامون العباسي وكذلك الامام الهادي صريح في زيارة الغدير لجده المرتضى يقول الله عز وجل بين الامامة والغدير في الايام الاولى من الاسلام وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين ولكن بشكل ملفلف مغلف وليس بصريح لان الناس ستكفر فاصل الامامة التي هي من اصول الدين فيها تدريجية في البيان فلماذا لم يصرح الائمة انه من الامام بعدهم؟ كثير من الصحابة كانوا يصرون على ذلك والائمة لم يشيروا لهم لان الوضع ملغوم امنيا واجتماعيا واسبابه كثيرة احدها التقية .

فلاحظ كلي الامامة شيء وانه اثنى عشر اماما ولكن ما هي اسماؤهم؟ مع انها متواترة لكن ليس بنحو تكون في يد الكل فلا يقول قائل اذا لم يكن معروف فليست متواترة هي متواترة ولكن تواتر مغلف مخزون هذه من السياسة الالهية في بيان العقائد واصول الدين فالحواريون ليس عندهم قابلية ، فالحكومات اغتالوا الائمة في هذا البيان التدريجي وحتى الامام الحسن العسكري وفي الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى ولا زال الامام صاحب الزمان يبين الاحكام بشكل غير رسمي ولا شعوري عبر ايدي الفقهاء والرواة والعلماء فلا تقل لو كان لبان اذا لنقل ان الصحابة يأخذون دينهم كله من النبي ما نحتاج الى الائمة .

فبيان اصول الدين تدريجي الا تسمع ان اصحاب كل امام كانوا حيارى في الامام الذي بعده هذه اعظم من شرطية الشهادة الثالثة في التشهد لو كان واجبا سيما في الصلاة وليس ركنا من الاركان لانه واجب وليس هو ركن في الصلاة وان كان الشيخ الطوسي يرى الشهادة الثالثة ركنا من اركان الصلاة في احد فتاواه في الخلاف انت لاحظ الروايات الواردة في الزيارات المتواترة في بيان حقيقة الشهادة الثالثة ولكن لم يأتوا بها عليهم السلام في الصلاة وان اتوا به في الزيارات او الادعية .

يقول المجلسي الاول الادعية والزيارات باب لكشف حقائق معارف اهل البيت الا نقول ان زين العابدين استخدم اسلوب الدعاء لبيان عقائد اهل البيت فليس من الضروري ان يأتي بلسان صريح فالدعاء والزيارة لسان في العقيدة وليس فرع من فروع الدين المستحبة الدعاء ثوب وغطاء والزيارة ثوب ندب وغطاء لجواهر عقائدية ان حقيقة التشهد وحقيقة الدين ما هي؟

انت راجع الفقهاء يعتبرون الاسلام بدون الشهادة الثالثة ليس اسلام حقيقي وانما اسلام ظاهري صوري ، فالتواتر موجود ولكن باي اسلوب فالايمان والاسلام مداره على ظواهر الانسان او البواطن ؟ القرآن الكريم واضح يقول بانه والله يشهد ان المنافقين لكاذبون ان الكلام بمفرده من دون الواقع لا فائدة فيه اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك رسول الله يعني الشهادة الثانية والله يعلم بالشهادة الثانية والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون .

فهذا الكاذب في الشهادة الثانية اسلامه صوري وليس حقيقي وهذا يترتب عليه اثار الاسلام ان لا تسفك دماؤه ولا يهتك عرضه لكن الاسلام صوري غير واقعي فانت فتش في الفقه وكلمات الفقهاء ان الاسلام الحقيقي ما هو؟ هل هو بدون الشهادة الثالثة؟ ابدا لو كان لبان ، فالتواتر موجود ولكن امام الاعداء ليس باسلوب مكثف لذلك الروايات الخاصة الواردة في تشهد الصلاة في الوسائل من الكتب الاربعة يقول هل التشهد في الصلاة شيء مؤقت؟ قال لو كان مؤقت لهلك الناس يعني هل التشهد في الصلاة روايات خاصة به تبين حقيقة شرعية للتشهد ؟ قال كلا .

اذن هو التشهد المعهود تبين في الادعية والزيارات متواترا في القرآن اليوم بالشهادة الثالثة اكملت لكم الاسلام والشهادتين دينا اليوم الشهادة الثالثة رضيت بالشهادتين دينا والا ما ارضى ، فالقرآن ينادي بصراحة فهل تجعل القرآن خلف ظهرك؟ فاصحاب الائمة ليس فوق اللاحقين وليسوا معصومين رب حامل فقه وليس بفقيه ولذلك ما كان اصحاب الرسول حجة والا لماذا احتجنا لعلي ابن ابي طالب؟ فالصحابة لا يستوعبون لا عملا لا التزاما وهذه الفكرة نفسها موجودة في صحابة امير المؤمنين والحسن والحسين وصحابة الائمة والا سوف يستلزم ان تكون حجية صحابة النبي تغني عن الائمة فصحابة امير المؤمنين والحسن والحسين ليسوا معصومين لا ابو حمزة ولا زرارة وانما يستوعب علم المعصوم المعصوم فقط .

اذا اتاك الدليل على وجوب شيء جهله زرارو او محمد بن مسلم فالحجية للامام الحسن العسكري وليس لزرارة فصحابة الصادق لا يغنون عن الكاظم ولا صحابة الكاظم عن الرضا ولا حواري الرضا عن الجواد ولا حواري الجواد يغنون عن الامام الهادي ولا حواري كربلاء يغنون عن زين العابدين ولا الحواريين من اصحاب الهادي يغنون عن الحسن العسكري فانت اجعل في كفة كل الثلاثة عشر معصوم وفي كفة اخرى كل الناس ، لا مساواة ، .

في بيان الروايات ان حقيقة الرجعة لم تبين الا في زمن الائمة اللاحقين مع انها باعتراف علماء الامامية من ضروريات المذهب العقائدية ولكن لم تبين الا لاحقا فاذا كان الامر في العقائد فما بالك في الفروع ، والى الان دور صاحب الامر هو هكذا ينفي عن الدين انتحال الجاهلين ويفتق من الدين ما لم يفتق في زمان ابائه ولم يعقله زرارة ولا هشام ولا ابو بصير وهذا ليس استنقاص منهم ولكنهم غير معصومين وهذا هو طبيعة البشر فلا تستغرب وانما عليك بالدليل وليس عليك بصحابة الائمة فهموا او لم يفهموا فالدين متين حتى في اصل العقائد .

نرجع الى بحث الايمان والاسلام وهذا تطرقنا اليه فهرسيا ولم ندخل تفصيلا فيه الا بالشيء اليسير وما ربطه بدولة الظهور ، فورد في الروايات انه لابد فطرة البشرية والمؤمنين والمسلمين تتفت كي تأتي دولة الظهور فدولة الظهور مدار ايمان الفطرة في الاعماق وتسليمها لا بحسب اللسان فقط ولا بحسب الخواطر والافكار ولا بحسب ما يقال عنه في العلوم الروحية والفلسفية الحديثة العقل الظاهر وانما يجب ان يكون بحسب العقل الباطن للانسان .

هناك دعاء ذكره ابن طاووس في يوم الغدير يستحب قراءته وهذا مثال وهذه دلائل على تعدد طبقات الانسان الواحد باطنا وظاهرا باطنا يعني اغوار اعماق نواياي وافكاري قد الانسان يحمل افكار نيرة او دواعي نيرة ولكنه لا يكتشف مواهب ذاته التي اعطاه الله اياه والان هذا موجود في علم التنمية البشرية وقد لا سمح الله الانسان يحمل في اعماقه طبائع خبيثة فيجب ان يتطهر منها والا لا ينجو يعني لا يكفي في النجاة الطاعة بحسب الاعمال البدنية .

لذلك التكليف مستمر في البرزخ والرجعة والقيامة والتكليف في القيامة اشد من الرجعة والرجعة اشد من البرزخ والبرزخ اشد من عالم الدنيا الاولى نحن الان كانما نمتحن في القشر لعالم الدنيا الاولى العلامة الطبطبائي يقول في بيانات اهل البيت ان الظهور سنخ من المعاد يوم لا يغني نفس عن نفس ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا القيامة الوسطى تعتبر دولة الظهور فلماذا سمي ظهور الصاحب بالساعة؟ احد معانيها التي نقر في تشهد الصلاة وان الساعة اتيت لاريب فيها وهذا منصوص عليه في بيانات اهل البيت الساعة اولها ولاية ودولة الامام المهدي وهذه نصوص مستفيضة فالنصوص الخاصة في باب تشهد الصلاة موجود فيها وان الساعة اتية لا ريب فيها فهذه الساعة يجب ان تفهمها ولا تقرأها بشكل عمياوي الساعة في بيانات اهل البيت اولها القبر ، لإالقبر حق والنار حق والساعة حق ، الاعظم هي ساعة دولة الظهور والذي يساءل الانسان في القبر وهي المعاد الاصغر يسائل عن ثلاث ما يسأل فقط عن الشهادتين والمعاد الاوسط هو ظهور الصاحب وكناية عن ودولة وامامة اهل البيت والشهادة الثالثة .

الساعة اتية لا ريب فيها والساعة الكبرى هي في القيامة والذي سيسائل عن القيامة الكبرى هي الشهادات الثلاث فالموضوعية بهذا اللحاظ ، هل الموضوعية للتوحيد او للمعاد؟ الموضوعية للتوحيد وللنبوءة انما المعاد بيئة ستساءل عنه انت ، عم يتساءلون عن النبأ العظيم ليس هو بنفسه وليس القبر في نفسه فان الساعة اتية لا ريب فيها بيانات مستفيضة ومتواترة هي دولة الظهور وان كانت هناك عدة معاني لها كلها مرادة فدولة الظهور هو تجلي قوي لعالم القيامة فالاحكام التكوينية والشرعية سينتابها تجلي او شدة اكثر من عالم الدنيا الاولى فنحن في الدنيا الاولى نمتحن في القشر انما الدنيا الاولى لهو ولعب وتفاخر بينكم لكن الامتحان في القبر والرجعة والقيامة وفي دولة الظهور يمحص على درجة اخرى .

يوم تبلى السرائر يعني تمتحن وتكشف ولكنها هي امتحان ففي القيام الامتحان سيكون على مستوى اخفى عن بواطن الانسان فدولة الظهور تحتاج الى تمحيص بواطني في البشر وايمان وانقياد ليس على مستوى البدن فقط ولا على مستوى الافكار ولا على مستوى اللسان هذا لا يكفي يجب ان يكون انقياد تام كما يقول تعالى: فلا وربك لا يؤمنون بلسانهم فقط حتى يحكموك فيما شجر بينهم اي يمكنوك فليس فقط تنظيرا نحن مؤمنون بالنبي وبدولته ولكن عملا لا نصطف عسكريا وسياسيا وامنيا وماليا مع النبي نظير مسلمين مكة لم يهاجروا الى النبي قالوا يا رسول الله نحن مسلمون ولكن دعنا عن الحروب العسكرية ومن المسؤوليات ومن الفزع الامني اللي تعيشه انت في المدينة المنورة دعنا بهداوة وبتقية ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا فليس الحاجة مجرد الانقياد في البدن والانقياد في الفكر والخواطر واللسان والعقل الظاهر وانما يجب ان يصير انقياد في الباطن لانه كلما نحن نستمر في العوالم ستمحص بواطننا الباطن فالابطن .

لاحظ يوم تبلى السرائر وحتى لم يقل الباري يوم تبلى القلوب لانه عندنا قلب خفي واخفى ما هو السر؟ يعلم السر واخفى دولة الظهور يعني المسؤولية من البشرية عموما والمسلمين خصوصا ومن المؤمنين اخص تحتاج الى مؤمنين ، ففي بواطن دعاء الغدير يذكر ان المؤمن بلسانه وبفكره او بدرجات نازلة من قلبه قد يكون مؤمنا وقد يطهر من الكفر والشرك والرياء والعداوة لاهل البيت لكنه بحسب طبقات الباطن الخفية لا زال ملوث والتطهير يحتاج الى درجات وامتحانات واكثر الامتحانات في الرجعة تشتد ودولة الظهور منها لكي تمحصوا .

يقول الامام الصادق كما لتمحصن كما يمحص الذهب او المعادن من الاخباث المشوبة فيه لتكسرن في الرجعة كما تكسر المعادن يعني تمتحنون بامتحانات اشد حتى تظهر بواطن الانسان ، في بيانات الوحي انه بين عالم القيامة والجنة هناك شوائب مع انه طوى العقبات واهوال الموت والنفخ في الصور وصعق من في السماوات والارض ومع ذلك هناك شوائب لا بد ان يتطهر منها المؤمنون كما في سورة الدهر .

اذن الانسان كم يحمل من الخبث ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها بالتالي هذا التمحيص والتطهير والامتحان كل مرحلة اشد تتطلب تمحيص وتطهير وانقياد اكثر فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني يمكنوك ويقيمون دولة الاسلام وهذا ليس بكافي ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا انتقل من البدن الاجتماعي الى النفس فيجب ان لا يكون هناك حرج وتبرم ويسلموا يعني يجب ان يكون عندهم اقبال للقيادة ، وتسليما يعني بقية الطبقات في ذواتهم لابد ان تسلم هذه اية مرتبطة بايات الولاية في سورة المائدة انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا يعني امير المؤمنين هذه بنفس منظومة ايات الولاية فلا وربك لا يؤمنون .

فاذن دولة الظهور تبتني على تنمية وتطهير او اعداد نفسي من المسلمين والبشرية وحتى المستضعفين يحتاجون ان يؤمنوا بمشروع الامام المهدي لا اقل بند من بنود الامام المهدي يجب ان يكونوا في قناعة تامة وهو المنجي والعدالة هذا اذا كانت فطرتهم سليمة اما اذا كانت غير سليمة فمشكلة الشيطان تكمن هنا في انه يأخذ الجبهات الخفية يحارب البشرية او المؤمنين في الجانب الخفي وهي اصعب من الجبهات الظاهرة .

جبرائيل يقول لسيد الانبياء يا رسول الله الموت هو امتحان وطامة ولكن ما بعد الموت من الامتحان اطم فاطم فيقول الباري تعالى فاذا جاءت الطامة الكبرى يعني شدة الامتحان كيف تكون؟ ومن ثم يقول امير المؤمنين كلما ازداد امتحان الانسان اكثر سيكون ملك اهل البيت اقوى وملك اهل البيت في الرجعة اقوى من ملكهم في دار الدنيا الاولى وملك اهل البيت في القيامة اشد وملكهم في الجنة اقوى يعني لاحظ بحسب طهارة البشرية اكثر فاكثر .

اذن من شرائط اعداد دولة الظهور التسليم الفكري العقلي المشاعري باعلى درجاته والا ستضطر الارادة الالهية بحسب هذه البيانات ان يبعث مع الصاحب الامام الصادق او احد الائمة الثمانية من ابائه فما يتكئ على البشرية لانهم لا يقوموا بالواجب ، لاحظ قول امير المؤمنين ع لو كان اخي جعفر وعمي حمزة لما انحرفت الامة هذا الكلام يصدق مع الامام المهدي فيضطر الامام الى نصرة احد الائمة من ابائه ولو اكثر من واحد فلا يكفي الحواريون ولو انه لا يقاس جعفر وحمزة بالائمة لكن التسليم صعب مستصعب .

 

logo