46/11/12
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (91 )
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (91 )
كنا في مبحث الخصوصيات الاصطفائية للامام المهدي ومر بنا هذه الرواية التي يخاطب الامام الصادق فيها الامام المهدي بسيدي سيدي والقد رواها كل من النعماني في الغيبة والشيخ في الغيبة مع اختلاف يسير في الطريق ومر بنا ان الاداب الموجودة عند المعصومين ليست امور صورية بل هي تشير الى حقائق اصطفائية ومراتب في الولاية والاصطفاء وهناك مصادر اخرى موجودة .
وحتى رواية لو ادركته لخدمته ايام حياتي رواها النعماني في كتاب الغيبة ويكرر هذه الرواية عن الامام الصادق يعني بنفس الطريق فجعلها محورا في بلورة الرؤية لاحظ كتاب غيبة النعماني صفحة مئتين يركز على هذه الرواية كثيرا والنعماني من فقهاء الامامية والتلميذ الاول للكليني يقول ان الله خصص الامام المهدي بخصائص دون الائمة وتميز عنهم .
فاذن هناك خصائص له وهذا مبحث مقرر عند علماء الامامية في زمن الغيبة الصغرى وهو تميز الامام الثاني عشر بخصائص اصطفائية دون بقية الائمة نقطة لاحظتها في كتاب الغيبة للنعماني ان الامام الباقر والصادق ربما من اكثر الائمة ذكرا الامام الثاني عشر وان كان بقية الائمة ذاكرين له كما ان هناك مواطن عديدة من امير المؤمنين يعبر هذا التعبير عن الامام الثاني عشر : بابي يعني هذه التفتيح او الاستعمال لشدة المعزة من امير المؤمنين للامام الثاني عشر وكما مر كل امام من اباء الامام الثاني عشر عنده بيانات عديدة حول الامام الثاني عشر فضلا عن قول سيد الانبياء في خطبة الغدير ونستطيع ان نجزم ان طرق هذه المقولة من النبي حول الامام الثاني عشر من طرقنا فضلا عن طرق الاخرين مستفيضة جدا ولا استبعد ان تبلغ التواتر .
فالحديث النبوي اللي يرويه النعماني بسند صحيح اعلائي وطرق عديدة عن ابي عبدالله عن ابائه قال قال رسول الله :
أخبرنا محمد بن همام ، قال : حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر الحميري ،
قال : حدثنا أحمد بن هلال ، قال : حدثنا محمد بن أبي عمير سنة أربع ومائتين ،
قال : حدثني سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ،
قال :
" قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عز وجل اختار من كل شئ شيئا ، اختار من الأرض مكة ، واختار من مكة المسجد ، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة ، واختار من الأنعام إناثها ، ومن الغنم الضأن ، واختار من الأيام يوم الجمعة ، واختار من الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر ، واختار من الناس بني هاشم ، واختارني وعليا من بني هاشم ، واختار مني ومن علي الحسن والحسين ، وتكملة اثني عشر إماما من ولد الحسين تاسعهم باطنهم ، وهو ظاهرهم ، وهو أفضلهم ، وهو قائمهم . قال عبد الله بن جعفر في حديثه : ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين .
لاحظ هذا ذكره النبي في خطبة الغدير ان التاسع من ولد الحسين افضل التسعة كانما ملكوت الائمة التسع هو الامام الثاني عشر وهو ظاهرهم وهو قائمهم وفي تتمة الحميري حديث السند كل زعماء الامامية رواه يرون هذا الحديث تتمة الحمير هكذا ينفون عنه يعني هؤلاء من الاثني عشر تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
وبعد ذلك يذكر النعماني طريقا ثالثا : واخبرنا محمد بن همام من زعماء علماء الامامية في الغيبة الصغرى ومحمد بن الحسن عن سعيد بن غزوان هذا الحديث مع هذا المتن مع قليل اختلاف في الالفاظ وله طرق لا يبعد ان يكون متواترة عندنا وربما غفل عنه السيد المرتضى في بعض اسئلته واجوبته لان النص على تفضيل الامام الثاني عشر على التسعة قطعي في مصادرنا لا انه اخبار احاد لا سيما العقائد المرتبطة بالاصول والعقيدة لا مسرح للخبر الصحيح انما القطعي والمحكم فقط وهذا مسلك القدماء من المفيد والمرتضى حتى الطوصي وابن حمزة وابن زهرة وسلار الى الحلبيين الى ابن ادريس مسلكهم الخبر العلمي الذي تنضم اليه قرائن وشواهد متنية وغير متنية تفيد القطع لا خبر الاحاد يعني ليس اعتماد على طريق واحد صحيح هذا لا يعول عندهم لا في الفقه ولا في العقائد .
فهناك مسلكان يشير لهما الشيخ الانصاري في كتاب الرسائل وهو مسلك الخبر العلمي او خبر الاحاد ، احاد يعني بوحده منفرد ولو كان صحيح السند اما الخبر الذي لا يكون له طريق صحيح ولكن له شواهد دامغة تورث القطع والعلم العرفي بمتنه حينئذ يعمل به فالمدار عندهم على الخبر العلمي الذي يحصل منه العلم العرفي العادي ولو لم يكن عن دقة عقلية .
فهناك مسلكان في الخبر الواحد وهذا غير الوثوق بالصدور هذا مبنى اخر الخبر العلمي غير الوثوق والصدور يرتبط بمدارية المتن فهناك تعدد طوائف والسن لتفضيل الامام الثاني عشر في التسعة بجزم قطعي عندنا فضلا ان نجمع بين روايات الفريقين ولا بأس ان يكتب كتاب خاص حول تفضيل الامام التاسع من ولد الحسين على التسعة بروايات مجموعها قطعي لا ظني هذا مشروع كتاب مهم فضلا عن ان تأتي بشؤون عامة عن الامام المهدي لكن هذا خصوصية اخرى مهمة وهناك خصوصية مهمة وبحاجة الى عدة محاولات وهي الخصائص الاصطفائية به دون بقية الائمة وهذا قليل من كتب فيه ويصر عليها النعماني وهو من زعماء الشيعة في الغيبة الصغرى وبدايات الغيبة الكبرى في غيبة النعماني فالافضلية بعد الخمسة يأتي دور الامام الثاني عشر لكن الامام الحسين له خصائص تميز به حتى دون جده المصطفى مع انه ليس افضل منه ولا افضل من ابيه امير المؤمنين لكنه تميز بخصائص في الادلة خلافا للسيد المرتضى هذه تدل على تفضيل الامام الحسن على الحسين والادلة كثيرة لكن مع ذلك جعل الله الامامة في ولد الحسين دون الحسن هذه خصيصة اصطفائية .
استشهاد الامام الحسين يسبب ان الرسول يقول مكتوب على العرش ان الحسين مصباح الهدى فلما التركيز على الحسين? مع انهم كلهم مصابيح هدى ، على يمين العرش ليس جغرافيا وانما في مقابل اليسار يعني الدنو اللهم اعطني كتابي بيميني ليس المقصود البدن يعني الكتاب يكون نوري والخلد في الجنان جسمانية عندها شيء دخول الجنة والا هو شيء نوره فوق الجنة اللهم اعطني كتابي بيميني هنا اليمن المراد به العلو واليسار المراد به الدنو وهذا اصطلاح وحياني وفلسفي وعرفاني اقتبسوه من الوحي فليس المقصود من اليمين هو اليمين الجغرافي .
فرغم ان الامام الحسن افضل وشأنه افضل لكن للحسين التقدم وان كان هناك تقارب شديد بين الحسن والحسين ربما ليس هناك امامان بينهما هكذا تقارب كتقارب الحسن والحسين حتى في كثير من النصوص ان الامام الحسن اوصى للامام الحسين بان ينفذ امورا في الوراثة الاصطفائية مع ذلك هذا لا ينزع عن الامام الحسين خصائص ان جعلت الامامة في ولده وهكذا صاحب العصر والزمان وهذه امور قطعية دل عليها الدليل يجب ان تعرفن وتنشر في اذهان اهل الايمان واهل الاسلام والبشرية ان له خصوصية ما يمكن جحدها ويجب التسليم بها ومر بنا هذا يؤثر في الظهور وفي توقيت الظهور وفي تعجيل الظهور والاحاطة بالخصائص الاصطفائية القطعية التي وردتنا قطعا معنويا وليس قطعا لفظيا .
الامام الثاني عشر شأنه هكذا الاربعة عشر رتبة هم النبي ثم امير المؤمنين ثم فاطمة ثم الحسن والحسين ثم هو عجل الله فرجه ثم بعد ذلك الامام زين العابدين والباقر والصادق والكاظم والرضا وهذه النصوص عقولنا لا تصل اليها كلها منظومة النصوص تتركب مع بعضها البعض هناك اختلاف في تشخيص هذا الامر السيد المرتضى له رأي اخر لكن اقول منظومة الادلة بغض النظر عن اراء العلماء هي هذه .
فالنعماني روى هذا الحديث بطريقين او ثلاثة ورواه الصدوق بطريق اخر : قال ان الله اختار من الايام الجمعة الى ان يأتي بالذيل واختارني على جميع الانبياء واختار مني عليا وفضله على جميع الاوصياء واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين الاوصياء من ولده يعني هذا دليل على افضلية الحسين من كل التسعة .
فعندنا روايات كثيرة مستفيضة من الفريقين انه خلق من نور الخمسة اصحاب الكساء خلق التسعة وفي الروايات ورد انه خلق من التاسع يعني من الامام الثاني عشر بقية التسعة لان هذا هو معنى باطنهم اذن ليس عبط او كناية او تعليم فقط يقول سيدي وكذلك ليس عبطا امير المؤمنين يقول انا عبد من عبيد محمد وليس مجاملات في الاصطفاء وانما كلها حقائق تشير الى مراتب الاصطفاء وكما عن رسول الله عندما يقول امير المؤمنين انا عبد من عبيده هذا ليس صوري هذه لها حقيقة اصطفائية ولما يقال ان فاطمة كفو علي هذا ليس كلام عشائر وقبائل وانما لغة اصطفاء يعني لو لم يخلق الله علي لما كان لفاطمة كفو يعني حتى الائمة التسعة ليسوا كفوا لفاطمة ادم فمن دون مع ان ادم اب لكن لو قدر ان لا يجعله الله ابا وانما يجعله في سلسلة اخرى في التنسيل مع ذلك هذه تعابير ليست شعرية خيالية وانما اصطفائية بامتياز من يحملها على انها تعابير بشرية عرفية عرفانية هذا في الحقيقة بمعزل عن حقيقة الوحي .
فيقول النبي واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين التسعة من ولده ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين هذا رواها الصدوق في كمال الدين تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وهو باطنهم قبل الصدوق صاحب كتاب مقتضب الاثر في النص على الائمة الاثني عشر وهذا غير كفاية الاثر التي يلي زميله الصدوق محمد بن حسن الخزاز اما مقتضب الاثر لسعد ابن عبدالله الاشعري متوفي في سنة اربعمائة وواحد يذكر بسنده ولا اريد ان اذكر السند طرق متعددة .
كما ذكرت لكم يروي عن سلمان قال دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذ الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبل عينيه ، ويلثم فاه يقول : أنت سيد بن سيد أنت امام بن امام أخو امام أبو الأئمة أنت حجة الله ابن حجته ، وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم .
وهذا يدل على ان رتبة كل امام تفضل على امام اخر يعني هو امام لمن بعده ودونه من الفضل ومن ثم سيد الرسل امام لامير المؤمنين وامام الائمة الاثني عشر اخو امام ابو ائمة التسعة تاسعهم قائمهم اعلمهم احكمهم افضلهم ، كل هذه الفضائل في الامام الصادق وباقي الائمة موجودة ولكن بشكل اعظم في صاحب العصر والزمان فموقعيته في الاصطفاء انه سادس الاربعة عشر .
فقال صاحب مقتضب الاثر مما روته العامة عن رسول الله ما رووه عن جابر بن عبدالله الانصاري وهذه الرواية لها طرق عديدة في العامة ان الله اختار من الايام الجمعة واختارني الى ان يقول تسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم احكمهم .
فهذا الحديث الشريف من تفضيل الثاني عشر على التسعة من ولد الحسين مروي عند كلا الفريقين وبطرق متعددة وهي يضم اليها السن اخرى من الروايات ببيان قطعي متواتر لتفضيل الامام الثاني عشر على التسعة بعد الخمسة اصحاب الكساء وهو ايضا يروي بسنده عن الامام الصادق الحديث نفسه من طرقنا تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم وهو افضلهم .
كذلك الشيخ الطوسي روى نفس هذا الحديث تاسعهم قائمهم باطنهم افضلهم ايضا رواه في الغيبة بطرقه والصدوق ايضا عنده عدة طرق لنفس هذا الحديث بهذا اللسان وبهذا اللفظ قطعا متواتر لانها طرقها متعددة مختلفة من الفريقين اما الى الائمة او الى النبي وهو تفضيل صاحب العصر والزمان على التسعة ورواه الطبري في دلائل الامامة بسنده ايضا عن سعد ابن عبد الله الاشعري في كتاب بصائر الدرجات وهو غير بصائر درجات الصفار وهو مفقود والصفار هو استاذ سعد ابن عبد الله الاشعري محمد ابن الحسن ابن فروخ الصفار الاشعري هذا من اصحاب الامام الهادي والعسكري وتوفي في اوائل الغيبة الصغرى بينما تلميذه سعد بن عبدالله الاشعري بقي الى منتصف الغيبة الصغرى وتوفي سنة ثلاثمائة ومن امتيازات سعد ابن عبد الله الاشعري انه يؤلف شبيه اساتذته وان كان مضمونها وطرقها يختلف .
هذا الكتاب حسب ادعاء صاحب الوسائل وصل اليه وهو بصائر الدرجات سعد ابن عبد الله الاشعري ثم تلميذ الشهيد الثاني الحسن بن سليمان الحلي اختصر هذا الكتاب الثاني بصائر الدرجات لسعد ابن عبد الله وهو موجود وليس مختصر بصائر الدرجات للصفار من اذن ثم خلاصة كتاب سعد ابن عبد الله الاشعري موجود الان ومختصر الحسن ابن سليمان الحلي من تلاميذ الشهيد الثاني فهناك طرق متعددة .
فهذا الحديث جزما يكون متواتر فضلا عن طوائف عديدة اخرى ورواه ايضا محمد ابن شاذان ابن اخت قولويه في المناقب في المائة منقبة رواه المجلسي في البحار من مصادر العامة عدة طرق وفرات الكوفي رواه في كتابه مسندا لابي جعفر وكذلك السيد هاشم البحراني رواه في غاية المرام من طرق العامة متعددة وينابيع المودة والحضيني صاحب الهداية الكبرى رواه من طرق اخرى الى الامام الصادق ولفظ الحديث فيه هكذا واختار من الحسين تسعة ائمة وتاسعهم قائمهم ظاهرهم وباطنهم وهو سمي جده وكنيته .
المسعودي بطريق اخر عن الامام الصادق او الى الرسول او الى الائمة لذلك تواتر هذا الحديث لا شك فيه مجموعا عن اهل البيت ان تاسع التسعة ظاهر التسعة وباطنهم وقائمهم وافضلهم واعلمهم واحكمهم واذا انضم الى خطبة الغدير مصادرها التي ذكر فيها النبي نفس المتن فهذا الحديث قطعي الصدور عن النبي والائمة وكما ذكرنا في اثبات الوصية في موضعين بطريقين روى عن الامام الصادق فكل السلسلة مختلفة هذا تتبع يسير عندي متوفر لهذه الطرق والمصادر بالاستعانة مع المصححين لهذه الكتب يشيرون الى المصادر فهذه جملة من الخصائص الاصطفائية القطعية لصاحب الزمان ومرت بنا ان هناك خصائص اخرى يجب ان نتعرض لها وضرورية .
ثم انه ما هو اثر هذا التخصيص الاصطفائي وانعكاسه على معرفتنا وعقيدتنا وكيفية تعاملنا ؟ اثره ان انشدادنا الى الامام الثاني عشر يجب ان يكون متميزا جدا بعد الخمسة اصحاب الكساء صح هم صلوات الله عليهم الاربعة عشر نور واحد اولنا محمد اخرنا محمد اوسطنا محمد بعبارة عامية الماركة واحد المركز الدولي المحمدي لكن داخل الدولة المحمدية والكيان المحمدي وبيت سيد الانبياء داخل هذا البيت هناك مراتب ومقامات ومنازل تجد شخص نائب رئيس الوزراء ونائب الرئيس وزير اول ووزير ثاني فهناك مراتب لايمكن ان نتنكر او نتغافل عنها .
مر بنا مرارا الجمع بين ضابطتين وحيانيتين في العقيدة وينعكس على الاداء والتعلق بهؤلاء المصطفين :
الضابطة الاولى : لا نفرق بين احد من رسله ان الذين يريدون ان يفرقوا بين الله ورسوله كذا كذا عليهم فهذا وحيانيا مرفوض وضلال وكفر وجحود وباطل فنحن في الارتباط مع الكل سواسيا فلا نفرق بين احد من رسله ومن جانب اخر القرآن يعزز ويؤكد ويصر على ان تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض هذا ليس تناقض في القرآن وانما معناه انه في اصل الحجية واصل الارتباط ما يمكن لك ان تتنكر لانزل نبي في الانبياء في درجات الانبياء تتنكر لنبوته ان انكرت نبوته انكرت كل هذه السلسلة كاملة .
فالطبيعة للنبوة في الانبياء والرسل هي واحدة من حيث السنخ ما يمكن التنكر ولو لادناهم او لبعضهم دون بعض يجب الايمان بمجموعهم وانهم على خط واحد ومسيرة واحدة ولا يمكن ان توجد بينهم تناقض وعداوة وتنافي هذا كله باطل فهم على جادة واحدة يصدق بعضهم بعضا ويعضد بعضهم بعضا وليس هناك تناقض لكن في حين نؤمن بانهم على وتيرة واحدة ونهج واحد وليس بينهم تناقض ولا تعارض لكن نؤمن بان بينهم مراتب وشؤون .
فسيد الانبياء غير بقية الانبياء القرآن نفسه في سورة ال عمران يقول انما استحق الانبياء ابراهيم موسى وعيسى ونوح وداوود وسليمان استحقوا النبوة ببركة تبعيتهم وانقيادهم وانصياعهم وتسليمهم الى سيد النبياء واوصيائه وتدل عليه الاية من سورة ال عمران مع منظومة اخرى للايات فهذا جانب لا نفرق بين احد من رسله ولكن مراعاة المراتب هكذا لذلك سيد الانبياء يقول اذا جعلت محور الانبياء النبي موسى انتم متهوكون تهوكتم في عين تجعلون المحور التوراة دون القرآن? يخاطب به فلان وفلان من كبار الصحابة .
لاحظ الكتب السماوية نؤمن بالله ورسله وكتبه لكن اذا تريد تجعل كتبك كلها حجة هو التوراة سوف تنحرف فلا يكفي ان تقوم بكل الكتب اجعل المركز القرآن لاالتوراة ولا الانجيل تقول انا اؤمن بقانون الدولة الدستوري واؤمن بقوانين الدولة النيابية والبرلمانية وبقانون الوزارات لكن اخبط بينها بان اجعل القانون الوزاري حاكما على القانون الدستوري حينئذ انت تنحرف قانونيا وهذا القانون الوزاري هو نفس قانون الدولة وقانون المحافظات ونفس قانون الدولة كيف اجعله مركزي مهيمن على القانون الدستوري انت ستنحرف فالقانون الدستوري له موقعيته فحينئذ انت لا تكن قانوني وانما انت قانوني اذا امنت بالقانون الدستوري والبرلماني ومنظومة القوانين البرلمانية ومنظومة القوانين الدستورية ومنظومة القوانين الوزارية ومنظومة القوانين البلدية والمحافظية يجب ان تراعي المراتب والا تنحرف فليس جزافا ان نجعل القانون الدستوري مهيمن ثم بعده البرلماني ثم الوزاري ثم بعد المحافظات البلدية ثم بعده الاقضية هذه كلها سلسلة ما يمكن التفريط بها .
لذلك سيد الانبياء يقول من جعل التوراة مركزا وجعل القرآن في ظله فهو تهوك يعني انحراف وضلال مع انه التوراة كتاب سماوي ونؤمن به والقرآن كتاب سماوي ولكن ما يصير تجعله في رتبة واحدة هذا يسبب انحراف نظير ذلك في القرآن هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب يعني مركز مهيمن واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ، فالذين في قلوبهم زيغ فتنويون يجعلون المتشابهات مركزا للقرآن والذي اسمهم ضالون مضلين لانهم غلو في المتشابهات وهو الغلو في التوراة ان تجعله في مصافي القرآن .
فالنبي موسى لا تجعله في مصاف سيد الانبياء فانت كل شيء مقدس واصطفائي اجعل له رتبته اذا تريد ان تجعل الوحي الذي ينزل به جبرائيل عين الوحي الذي يأتي به روح القدس هذا انحراف الامام الصادق يغضب تعصبا كيف يجعلون الوحي الارضي للنبي في مصاف الوحي المعراجي للنبي وذلك في عدة روايات يعني حتى طبقات الوحي تختلف للنبي الواحد يقول فامامة امير المؤمنين لم ينزل بها جبرائيل وانما تلقاها النبي في اعلى اعلى قنوات الوحي لانها اصل الدين الثالث تحتاج الى قناة وحيانية ضخمة فوق اعتبار جبرائيل فتناسب كل شيء بحسبه وبالتوثيق لا يكفي وحيانيته يجب ان يكون اعلى .
اذن لاحظ الانبياء كلهم رتبة واحد والكتب السماوية كلها رتبة واحد والوحي كله واحد لكن ان لم تراع تحكيم الاعلى على الادنى تنحرف وان حكمت الادنى على الاعلى فتنحرف بعبارة اخرى الامام الثاني عشر ان حكمت عليه بقية التسعة هذا انحراف وخطأ فبعد الخمسة اصحاب الكساء يجب ان يكون المركزية للامام الثاني عشر .
في سورة المائدة يقول الله عز وجل ﴿هو الذي انزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب﴾ يعني كل الكتب السماوية ولكنه مهيمن اذن هنا العقيدة الصحيحة ولكن ان جعلت القرآن مساو لتوراة فهذا انحراف فلا يمكن ان تأخذ من التوراة وتأخذ من القرآن خذ منهما على ان يكون اليد العليا هوالقرآن خذ من القانون الدستوري ومن القانون البرلماني على ان يكون المهيمن والمحكم هو القانون الدستوري لاالبرلماني فلا تعكس لانه يسبب انحراف لان انضباط القانون البرلماني ليس كانضباط القانون الدستوري وانضباط القانون الوزاري ليس كانضباط القانون البرلماني .
في روايات المعراج مواطن عديدة رواه الفريقان يقدم سيد الانبياء جبرائيل من باب الاحترام فجبرائيل قال لا تقدم عليك هذه ليست مجاملات هذه حقائق تكوينية يوصف سيد الانبياء المطاع في ملكوت الله القرآن يصفه جبرائيل بانه مطاع ثم امين ذي قوة عند ذي العرش مكين لكن الوحي يقول تمكن جبرئيل بالنسبة لسيد الرسل في الملكوت قطرة في بحر والقدرات الملكوتية لجبرائيل ولاسرافيل ولعزرائيل ولميكائيل بكل هذه المنظومة بالنسبة الى القدرة التي اعطاها الله لسيد الانبياء في الملكوت هي قطرة في بحر .
فالقضية نظامات واذا تعكس تتبدل الخريطة والخارطة ويسميه سيد الانبياء بالتهوك يعني نمط من الانحراف الخاص انت لابد ان تحكم الحجة الاقوى على الحجة الادنى هذه عقيدة صحيحة ، المفسرون قالوا المتشابه بالدقة ليس متشابه وانما بالقياس الى من فوقه متشابه والا لا يوجد في القرآن الكريم شيء مجمل ما يمكن ان تفسره اما لغة او بحسب العلوم الدينية او بالاستعانة بعترة اهل البيت وبالتالي القرآن يبين لماذا يسميه القرآن متشابه? والقرآن يصف الايات الكريمة ايات بينات لكن اهل البيت فيسموه متشابه لان ضابطية ميزانية الايات الادنى بالقياس الى الايات الاعلى الا تريد تتحكم بالميزانية يصير تشابه وفتنة وزيغوية وانحراف .
فاذا لم تراعي مراتب الحجية في القرآن ستكون فتنة فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله الحجية في الكتب وفي الملائكة والانبياء منظومة واحدة من يكفر ببعض ويؤمن ببعض كافر بالكل كيف تقول انا قانوني وتتبع القانون الدستوري والقانون البرلماني وما تتبع قانون البلديات هذا تمرد على القانون لكن لا ان تحكم قانون البلديات على القانون الدستوري ولا القانون البرلماني على القانون الدستوري هذا لا يمكن لابد ان تحفظ الرتب لهذه الامور واذا ما تحفظها ولو اتبعت الوحي ولو اتبعت الائمة انت ستكون منحرف .
فاذا ثبت بالادلة القطعية تقدم الامام الثاني عشر على التسعة فجعل الامام تاسعا او تقديم بقية التسعة عليه هو انحراف فالتوراة لا ينحرف ولا ايات القرآن نحن المنحرفون اذن القضية ليست مجرد ترف علمي القضية لها انعكاسات وتداعيات في كيفية تولينا للاربعة عشر معصوم امتوهكون انتم ليس فقط في تقديم التوراة على الانجيل وانما في تقديم امام على امام اعلى فهذا خطأ هذا تهوك وفي تقديم كتاب سماوي على كتاب سماوي اخر ايضا تهوك هذا التهوك انحراف خاص تقديم الحجة الادنى على الحجة الاعلى.