46/11/05
الظهور وقواعد المعرفة بالمهدي تنظير ومشاعر/ باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (87)/العقائد
الموضوع: العقائد / باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (87)/ الظهور وقواعد المعرفة بالمهدي تنظير ومشاعر
مر بنا ان من اعظم اسباب الانتصار والعون والاعانة والاعداد للمشروع الالهي هو معرفة القائد الذي اصطفاه الله لقيادة الامة فعدم المعرفة بالقيادة الاصطفائية من قبل الله يوجب تعثر المشروع الالهي وتأخر نجاح المشروع الالهي لا لاجل ان الله عاجز ولا لاجل ان الله فقير ولا لاجل ان من نصبه الله للقيادة بحاجة وعوز للبشرية او للملائكة او للمعجزة وانما هناك ادلة كثيرة ان من اصطفاهم الله سيما اهل البيت بامكانهم وبقدرتهم غير الغيبية وغير الملكوتية وغير الملائكية ان يتفوقوا على البشر ويؤهلهم الله ان يحققوا النصر والظفر والنجاح من دون الاتكاء على البشرية لكن هذا النصر ليس هو مرغوب عند الله لان سنة الله جرت على الامتحان ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم هو يستطيع ان يغير لو كفرتم انتم في الارض جميعا يستبدل غيركم ولكن سنة الله جرت على الامتحان لا جبر ولا تفويض .
مر بنا في بحث المتكلمين ان هناك علم كلام فردي وكلام اجتماعي كما ان هناك فقه فردي وفقه اجتماعي وعندنا فقه سياسي ونظامي يعني على صعيد النظام السياسي ما هي الخلفية العقائدية للنظام السياسي؟ او للنظام الاجتماعي اعني الادلجية يجب الا تقرأ قواعد علم الكلام ببعدها الفردي يعني لا جبر ولا تفويض في فعل الفرد بل الامة البشرية كذلك .
من اشتباهات الفلاسفة يظنون ان الملائكة مجبورون فالملك مجبور على فعله وهذا خطأ بالغ جدا فالملائكة ليسوا مجبورين وانما يفعلون عن علم وقدرة واختيار نعم ليست لديهم شهوات ونزوات ولكن لديهم علم وقدرة وارادة واختيار ويتكاملون وفي بيانات اهل البيت الملائكة المقربين يتكاملون فضلا عما دونهم يعني يجازيهم الله بجزاء على تكاملهم وعلى اختيارهم فيصدر ما يصدر منهم بعلم وقدرة واختيار ويتكاملون .
اذن بحث الجبر والاختيار من الخطأ حصره في علم الكلام او الفلسفة او حصره في الفعل الفردي للبشر ، بحث الجبر والاختيار من اهم الامور على صعيد الاجتماعي والفعل الجمعي والعقل الجمعي لانه اذا كانت الافراد مختارة فالجمع هكذا مختار لاحظ تعبير القرآن ما اروعه ان الله لا يغير ما بقوم ومن النظريات العظيمة في القرآن ان الامة لها مسؤولية جمعية واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وبحسب بيانات ال البيت الانسان في القبر يسائل عن المسؤوليات العامة قبل ان يسأل عن المسؤوليات الفردية فموقفك من المسؤوليات العامة ما هو لان الولاية هي مسؤولية عامة وكذلك النبوة وكذا التوحيد اعظم من الصلاة .
حتى مر بنا ان من بيانات القرآن وبيانات اهل البيت الصلاة انما احتلت ان تكون عمودا للدين وان قبلت ما سواها وان ردت رد ما سواها لان الصلاة كتلة عقائدية من اولها لاخرها فتكبيرة الاحرام عقاعد والحمد عقائد والسورة عقائد والركوع خضوع لرب العالمين يعني سواء الاجزاء الواجبة او الافعال المستحبة هي تمثل عقائد وعبودية لله والوقوف العبد الاسير بيد مولاه هذه عبودية لله اما الوقاية اناء الليل واطراف النهار فذكر السجود وذكر الركوع وذكر التشهد عقائد والتشهد اسمه فيه يعني عقيدة وهذه العقيدة مشروطة بان تكون ايمانية وهل يحتمل الايمان يبطل ما هو شرط فيه وهي الشهادة الثالثة ؟ انما هي واقعها بلحاظ العقيدة لا ان التشهد عقيدة فالتسليم عقيدة لان التسليم احترام وتحية فالصلاة من بدئها الى انتهائها كلها عقائد واناشيد واذكار عقائدية فليست الصلاة عمل محض وانما هي انعكاس العقيدة على العمل بلون عقائدي فالصلاة من اولها لاخرها كلها عقائدية وليس فيها ما هي غير عقائدية فاذا كانت عقيدة يعني ليس بعد فردي وانما البعد العام فالانسان اول ما يسأل عنه في القبر هو المسئولية العامة بانك ماذا قدمت لمشروع الله ومشروع ال البيت؟ وما موقفك تجاهه؟ قبل ان تسأل عن اسرتك واولادك وزوجتك ووالديك انت تسأل عن الوالدين الاخرين الذين بهما اهتديت فالمسؤولية العامة على خلاف ما يتوهم الانسان او يسأل عنها اولا وبالذات هي ليست المسؤولية الفردية فلا تعطي للصلاة طابع فردي هي طابع عام عقائدي مسؤولية عامة عندما تقول الله اكبر لا يكبر احد على الله فالصلاة مسؤولية عامة .
فحينما نقول لا جبر ولا تفويض امر بين امرين اصلا هذا لان الانسان فعله جمعي ومسؤولية جمعية فلانه جرى سنن لله في التغيير والفرج ان يتم على طرفيه ان تنصروا الله ينصركم واقرضوا الله قرضا حسنا واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله قالوا انطعم من لو يشاء الله اطعمه فالمقصود ان الله اعطى مسؤولية حتى في الرعاية والكفالة المالية هم يقولون لا المال جبر كلا ليست جبر سنة الله في توزيع المال ليس على نحو الجبر ولا تفويض وانما امر بين امرين كذلك الحال في اقامة المشروع الالهي .
الشواهد التاريخية قطعية دامغة على ان كل معصوم كان بامكانه تحقيق النصر بدون مساعدة الحواريين والملائكة وانما بمجرد تفوقهم البشري في الادارة لكن الله ما يرضى بهذا النصر وانما يريد نصر على منطق ان تنصروا الله ينصركم مع ان الله يقول وما النصر الا من عند الله وهذه من محكمات القرآن ومن يقول بالجبر غير محق في الاعتقاد ومعنا لا جبر ولا تفويض هي تحكيم قاعدة المسئولية لانه ليس جبر كي نكون معذورين ولا هو تفويض يعني ما نسائل عنه وانما امر بين امرين فاذن ما دام دور للبشرية وفي هذه المسؤولية العامة والقواعد الكثيرة التي مرت بنا الظهور وحتى الجهاد الابتدائي مر بنا صحيح ادارته وقيادته من صلاحيات المعصوم حصرا لكن من الذي باعداد الارضية وتمكين المعصوم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني يمكنوك تمكين من قبل سيد الانبياء وخاتم الاوصياء .
فهذه المسؤولية تقع على البشر وهي مشتركة وليست احادية البعد ولسنا جبرين بل نحن ننضوي تحت راية المسئولية الاختيارية هذه المسئولية ينجح فيها المعرفة الكبيرة التامة بالمعصوم وعدم المعرفة بوصية الانبياء يوجب التمرد ، لماذا تمرد القريبين من النبي والصحابة في الساعات الاخيرة؟ وهذا حديث متواتر وتطاولوا لسانا عليه نفس الكلام واسباب عديدة منها عدم الايمان وعدم المعرفة او لماذا الامة ارادت ان تتمرد في واقعة الغدير بنص القرآن ولو بتحريك من اصحاب الشغب ؟ فالنبي كان يعيش في وجل كما يقول القرآن في سورة البراءة وقلبوا لك الامور كل هذا البناء الثلاثة وعشرين سنة مستعدين ان ينقلبوا عليه كما قال يزيد لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولاوحي نزل وابو سفيان يقول للعباس ان ملك ابن عمك عظيم قال انه نبوة وليس ملك لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور.
اذن سببه قصور الامة انهم عاوقوا امير المؤمنين عن اقامة مشروع العام وكذا الامام الحسن والحسين والوحي لا يلدغ من جحر مرتين فبالنسبة الى مرحلة الامام الثاني عشر وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون اذن هنا عامل مصيري مهم ومدى معرفة البشرية والامة الاسلامية معرفتهم بالامام المهدي قد تكون معرفتنا بالامام الصادق اكثر بكثير من الامام المهدي وهذا ليس لان معرفتنا به فيه افراط بل فيها تقصير فمعرفتنا بهؤلاء الانوار هي دون اللازم ودون الواجب كما قال سيد الانبياء في حديث متواتر ان ما تبدون به انتم من محبة وموالاة لنا النبي واهل بيته دون اللازم الواجب وذاك في حديث متواتر قاله النبي وهو حديث جذع النخلة هناك يصرح سيد الانبياء ان الذي تقوم به الامة والخواص دون الحد الواجب وفيها مدرسة من المعارف العجيبة والعظيمة جدا جدا مدرسة عرفانية نبوية وفيها عبرة عظيمة متواترة لا يرتاب فيه ضعاف الايمان هناك يصرح سيد الانبياء بذلك .
فمعرفتنا بالائمة هذا دون اللازم فليس هناك مطالبة بان اخفض علاقتي بالامام الصادق او بالامام الحسين او الرضا او الكاظم لكن المطلوب بقية الائمة الذين علاقتي باهتة او ارتباطي قليل بهم يجب ان اصعد منها لا ان اخفض علاقتي منها فحتى العلاقة المتميزة بالائمة يجب ان اصعد منها فضلا عن العلاقة الضعيفة ببقية المعصومين لا سيما الامام الثاني عشر وسنأتي الان بادلة متواترة تبين اننا مقصرون او ناقصو المعرفة وناقصو المحبة وناقصو الارتباط وناقصو الموالاة مع الامام الثاني اثني عشر وهذا احد اسباب تأخير الظهور يعني لو تم علاج هذا الامر على الصعيد البشري وعلى الصعيد الاسلامي والايماني لقرب الظهور ومن احد الاسباب الكبرى لتعجيل الفرج بحسب الادلة تبين ان هناك اسباب اكثر تأثيرا في تعجيل الظهور عكسها في تأخير الظهور منها هذا المطلب العقلي الامني او الحس الامني او الحس الاداري انه ما دام المؤمنون في تخلف عن عدوهم لا يكتب لهم الظهور والفرج وسنتعرض لها .
من احد الاسباب قضية المعرفة وهي البصيرة يعني المعرفة بالامام الثاني عشر فنقص المعرفة يسبب فتور في العلاقة وعدم نصرة كافية وان لو امتحنا بالظهور لاسلمت الامة قائدها للعدو كما اسلمت الامة قائدها امير المؤمنين في صفين للعدو وهو في السقيفة وفي مواطن عديدة بل اسلم الصحابة سيد الانبياء فريدا في صلح الحديبية وفي الغدير فدخل الله على الخط والله يعصمك من الناس اذن الامر حساس جدا وهو عدم المعرفة الكافية .
الان معرفتنا ببقية الائمة هذه المعرفة غير موجودة مع الامام الثاني عشر فالامام الثاني عشر بالذات معرفتنا بهدون الواجب بكثير وعلاقتنا ومشاعرنا معه دون اللازم بكثير وليست قضية مستحبة هي قضية لازمة لزوما عينيا على كل فرد فرد ولها تداعيات على قيام الفرد بمسؤولياته العامة تجاه مشروع ال البيت .
السيد الميلاني زميل السيد الخوئي وهو مقدم عليه زمانا يعبر عن ارتباط الانسان بصاحب الزمان انه يجب ان يتعهد المؤمن وعنده رعاية يومية في القلب والمعرفة والمشاعر وليس شهرية واسبوعية لان هذه كالشجرة وكالانترنت اذا ما تقوي الراوتر والكهرباء فالانترنت يصير ضعيف وبحسب الرواية الموجودة في الوسائل بل نصوص القرآن الكريم انه لماذا الصلاة افترضت يوميا؟ احد فلسفاتها اقم الصلاة لذكري ولذكر الله اكبر لان ذكر الله يهفت من دون تجديد باليات وهي الصلاة اليومية كما ان ذكرنا لسيد الانبياء ورفعنا لك ذكرك ان يقرن ذكر الله بذكر سيد الانبياء ووردت الروايات ان احد فلسفات تشريع الصلاة اليومية ان لا ينسى المؤمنون سيد الرسل فالصلاة ذكر لسيد الانبياء وتوجه اليه وهو ليس كلام ادمي، فالتوجه الى النبي نجوى الله .
عند العامة حتى الوهابية مستحب في وسط الصلاة التشهد الوسطى تبتدأ تسلم على النبي وتخاطبه بل كل العامة عن بكرة ابيهم يأتون في صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في التشهد الوسطي الاول يبتدأون السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته في وسط الصلاة ورواياتنا لا تفند عملهم هذا روايات عن الائمة مفتى بها لا يفندون العمل بهذا الشيء حتى الوهابية يأتون بها في وسط الصلاة في كل روايات التشهد في الصلاة وفتاوى العامة تبتدئ التشهد على النبي والسلام عليه والرواية روى عن عبد الله بن مسعود ان تقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته لاحظ ان روح الصلاة عند ضروري المسلمين خطاب مع الله اولا وتبعا مع النبي هذا بضرورة المسلمين اما العلمانية بحث اخر حتى لو غلفت بغلاف اسلامي .
العامة عندهم ان عبد الله ابن مسعود ابطل صلاة الناس لانه ما قال السلام عليك ايها النبي وانما قال السلام عليكم وهناك فتوى الفقهاء التفصيل بين السلام عليك ايها النبي وبين السلام عليكم فالسلام عليكم مخرج عن الصلاة اذا اتيت به وسط الصلاة لانه مبطل كلام ادمي .
يجب التبحر في صناعة الصلاة كما تبحر المتقدمون فالمسؤولية العامة للامة تجاه قائدها كلما قلت المعرفة يقل ارتباطها قد هو عنده معرفة نظرية لكن ارتباط المشاعر هابط والانترنت ضعيف هذا ايضا لا يؤثر لانه ليس فقط جانب فكري وانما جانب قلبي وفتحت باب فهمي يعني الفكر بلذيذ مناجاتهم اي جانب المشاعر للانسان فالانسان ليس فكر محض وانما فكر ومشاعر وهذا يسمونه بالرياضة المعنوية فقه القلوب لا يمكنك ان تتنكر لهذه الحالة فعلم الكلام فكر لكن اين المشاعر ؟
زين العابدين والصحيفة السجادية وادعية الائمة والمناجاة الخمسة عشر والزيارات للائمة هذه مشاعر وليست محض فكر وطقوس فكرية مشاعرية وليست فكر محض جامد وانما تفاعل مشاعري ، كذا شعائر الامام الحسين ليست فكر محض جامد وانما فكر متفاعل متفجر بمشاعر عاطفة نفس مشاعر الامام الحسين عرفان معنوي عظيم بسرعة يوصلك وعموم مشاعر اهل البيت كذلك فالمعرفة باهل البيت كما يقول السيد الميلاني ليست معرفة نظرية كلامية جافة جامدة او فلسفية جامدة يجب ان يكون فيها تفاعل يوصي السيد هادي الميلاني في درسه يوميا تلاميذه ليكن لنا على اقل تقدير خمسة دقائق خاصة بالتوجه الى الامام الثاني عشر مشاعريا قلبيا وهناك صورة موجودة فوق رأسه مكتوب السلام على الامام الثاني عشر لانه لدى الكل هناك نقص من الارتباط الروحي لمشاعر الفكري تجاه الامام الثاني عشر فهذا ليس بنحو الاستحباب بل هذا اخلال بالوجوب العيني .
انت ارجع الى الحديث المتواتر في حديث الجزع يخاطب الرسول فرد فرد منا انكم مقصرون في الواجب العيني المفترض عليكم في اية المودة فالمودة ليست فكر ولا مشاعر محضة وانما مزيج بين الاثنين فاذا كانت المحبة اشد ارتباط يسمى مودة ولا يسمى معرفة فقط يسمى مودة يود احدهم لو يعمر الف سنة لاحظ الحرص والشوق الشديد يسمى مودة ودونها ليست مودة وانما محبة انتم محبون وليستم شيعة ، الشيعة ودود لا يقر له قرار له مشاعر وفكر هذي تسمى مودة .
سيد الانبياء في الحديث المتواتر الجذع يقول كلكم مقصرون معرفة واسباب التقصير في المشاعر هو التقصير في المعرفة النظرية هذا على صعيد المؤمنين اما على صعيد المسلمين والبشرية كيف نحدث الشوق من البشرية لهذا الرجل العظيم رئيس العالم نبين بنود اهدافه ومشروعه منقد لكم ايها البشرية هذا صاحب العدل المبسوط على صاحب القسط هذا صاحب رجعتكم من العصابات والانظمة لو نعرف البشرية به لانجذبت اليه هذا نوع من الاقبال للبشرية فكرا وافكارا تجاهه فاذا انعطف الميل البشري والاسلامي والايماني له يصير من اقوى اسباب الظهور وقربه .
فلاحظ هذا صعيد بشري واسلامي وايماني معرفي ومشاعري وهذه المعادلة لا يستراب فيها ونحن مقصرون ونفس دعاء الندبة معناها كم انتم ايها المؤمنون او المسلمون مقصرون في الارتباط بهذا الرجل الذي اعده الله لكم ؟ لاحظوا في البداية هذا الدعاء معرفة نظرية ودعاء الندبة هو معجزة فوق عقل العلماء تركيبته معنويا عقليا ولغة لا يصل اليه لا عقل الفلاسفة ولا عقل العرفاء ولا عقل الفقهاء ولا المتكلمين هو فوق عقل البشر الحمد لله على ما جرى في اوليائه ثم يبدأ بسلسلة الانبياء والاوصياء معرفة نظرية ثم يبدأ المشاعر يبكى الباكون ويعج العاجون فكم نحن البشرية والمسلمون مقصرون جفاة مع هذه المسؤولية اهتمامنا متمركزة في اماكن اخرى بينما الذي سنسائل عنه في القبر وهو انعكاس المساءلة في القيامة وعقباتها وعن مساءلة الصراط سنسائل في الدرجة الاولى عن المسؤوليات العامة وعن الدين وهذا قبل ان نسأل عن الاسرة والاولاد التوحيد عن الدين والنبوة يعني دين فانت اين موقفك ماذا صنعت بها؟ انت تاجر موظف سياسي عسكري امني ماذا موقفك عن الدين؟ هل تفكر فقط في وضعك الشخصي؟ اما في الوضع العام ما هو موقفك؟ ولا سيما المرتبط بنا ؟
هذا اول ما سنسائل عنه في القبر لاحظوا هذه ليست لقلقة لسان من ربك؟ من نبيك؟ وان من مواقفك كم عندك مسؤولية .
احد المراجع الكبار وهو السيد الكلبيكاني والرؤيا لا حجية فيها لكنه منبه للمحكمات وارشاد قال في الرويا اني ندمان في مرجعيتي انه كانت عندي امكانيات اوظفها لنصرة اهل البيت وظفت ثمانين بالمئة منها جعلت عشرين منها معطلة يعني انا الان ندمان لماذا هذه العشرين بالمئة من الامكانيات ما وظفتها مع انه من المعروف بينهم انه غير متهاون في ذلك ولكن روي بعد وفاته الشريفة وذكر هذا المطلب .
لاحظ المسؤولية والمساءلة انه هذي الامكانيات الموجودة عندك اين هي ؟ دعاء الندبة يشرح لك الجانب النظري وفيه براهين تقصر عنها المتكلمين والفلاسفة والفقهاء والمفسرين فهو يشرح العصمة بطريقة لا يخطر على المتكلمين ولا المفسرين ولا الفلاسفة يشرح نظريا ببراهين اعجازية تفوق عقل البشر بعد ذلك يبدأ الدعاء يعني هناك وظيفتان لدينا وظيفة نظرية وظيفة مشاعرية اين وظيفتك المشاعرية؟ ليضج الضاجون ويعج العاجون مؤمن او مؤمنة ذكرا فحنا فهذه المشاعر امواج ترتبط به عجل الله فرجه ونحن مقصرة فيها جفاة غلاظ غظاظ .
الان نبدأ في الجانب النظري ما هي الخصائص التي بينتها؟ الروايات المستفيضة وبعضها متواترة في شخص الامام الثاني عشر لكي نرى انه كيف نحن مقصرون في حقه؟ كلامنا في ادنى المعرفة وليس في اعلاها ، ذكرت ان سيد الانبياء في حديث الجذع يبين ان من ناحية المشاعر دون القدر اللازم من التفاعل والشعور والمشاعر والميول النفسية تجاه النبي واهل بيته سيد الانباء يقول هذا الجذع الذي ترونه جامدا هو اكثر شعورا منكم انتم ميتي القلوب والمشاعر ثم قال النبي والله لو تركته لبقي متفجعا الى يوم القيامة نحن نظن ان هذه معجزة للدلالة على نبوة سيد الانبياء كلا هي معجزة تبين وظائف كثيرة نحن مقصرون في هذا الحديث المتواتر في سيد الانبياء فهو يأتي معانقا للجذع ، انت لما تتفاعل مع سيد الانبياء ومع اهل البيت .
الامام الرضا يقول من اقبل علينا اقبلنا عليه ومن ادبر عنا ادبرنا عنه ، اذا اقبلت البشرية على الامام الثاني الثاني عشر سيقبل عليهم واذا تدبر عنه سيدبر عنهم اما اذا نصنع تاجيج فكري وروحي لارتباط البشرية بهذا المنجي فهذا الموعود يقبل علينا لولا وجود الحجة بقيام الناصر اذن هذا سبب واضح عظيم كبير نحن في خلل كبير في الجانب النظري والجانب مشاعري وسنذكر تبعا للروايات المتواترة كيف نحن في المعرفة النظرية للامام الثاني عشر مقصرون؟ يعني موقعية الامام الثاني عشر في الاربعة عشر معصوم ما حفظناها ونفس الاربعة عشر معصوم ما حفظنا مقامهم ومعرفتنا وارتباطنا بهم فما يمكن ان يكتب الفرج لان هذا معلق عليه الفرج والظهور ان تعرفه ادنى المعرفة واذا لم نعرفه سنكون نحن اول المعترضين عليه .
هناك ثلاث ايات في سورة البقرة تبين ان اليهود انقلبوا على ما وعدوا به من مجيء سيد الانبياء ولا تكونوا اول كافر به مع انهم هاجروا من الشامات قبل مئتين سنة او اكثر اسسوا واعدوا جانب عسكري لسيد الانبياء خيبر وغيرها لنصرته بعد ذلك ولكن قلبوا هذا الاعداد ضد سيد الانبياء الاية الاخرى وكانوا يستفتحون على الذين من قبلهم فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به يعني انقلاب المنتظرين لما ينتظرونه فثلاث ايات في سورة واحدة تبين ان المنقلبين ينقلبون على من ينتظرونه لعدم معرفتهم فهم اعدوا السلاح والاموال ونزحوا من الرفاهية والرغيد عشرات السنين في حر الحجاز وقلة الماء ورغد العيش والعاقبة لعدم المعرفة حاربوا رسول الله فالمعرفة الاجمالية لا تكفي هذه الايات الثلاث ليست نازلة في اليهود فقط المنتظرون لسيد الانبياء وهم اصدق انتظارا منا لانهم اعدوا العدة واعدوا الجيوش فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به هذه الاية نازلة في اليهود لكنها عبرة للمؤمنين لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب وفي الروايات او البيانات عن اهل البيت من هو خارج الاسلام سيكون له وفاء بالثاني عشر اكثر ممن هو داخل فيه وسببه قلة المعرفة وقلة المشاعر كيف من انكر واحدا من الائمة كمن انكرهم جميعا ايضا من جفا واحدا من الائمة كمن جفى الائمة كلهم ومن ادبر عن واحد منهم كمن ادبر عنهم ، فانكر واغلظ وادبر والجفاء هو شيء واحد .
من وصلك فقد وصل رسول الله ومن قطعك فقد قطع رسول الله هذه ليست فاطمة فقط وانما ايضا مع الامام الثاني عشر ، كي نلتفت الى هذه الطائفة من الروايات المستفيضة او المتواترة حول خصائص الامام الثاني عشر لانها تقول خصائص الجو العام ليس مستبصر ولا زلنا في غفلة ساهون وصعب علينا التفكير بها فضلا عن الالتزام بها قلبيا ومشاعريا.