46/10/29
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (83) معرفة المهدي مفتاح للظهور
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (83) معرفة المهدي مفتاح للظهور
كنا في مباحث المسؤوليات العامة ودولة الظهور والاعداد له وهو من اعظم المسؤوليات في الغيبة الكبرى عموما ومر بنا قاعدة تستفاد من كثير من الايات والروايات وتتصيد بشكل واضح هو تمرد الامم على الانبياء اما بقول مطلق او بشكل نسبي او حتى عدم الانقياد المطلق وعدم التفاعل المطلق لاحظ الاية فلا وربك ... قسم وتغليظ من الباري تعالى بمقام الربوبية وسيما خطاب لسيد الانبياء فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فهذه الاربعة امور اذا لم تتوفر في الايمان يصير الايمان مهلهلا ناقصا ضعيفا فلا بد من هذه الامور فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك او يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت .
ان كل حكم وقانون لا يوافق ما قننه الله يكون طاغوت وهذا ورد في كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت هذا معناه وهذا هو الطغيان يعني تحكيم غير حدود الله المأخوذة من الثقلين فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك تشريعيا قضائيا تنفيذا واللطيف لم يقل ليس يرضوا بحكمك وانما يحكموك يعني يهيئون قدرتك في الحكم وهم يمكنوك من الحكم يعني وجود الارضية لبسط سلطانك ونفوذك وقوتك وهذا هي نفس دولة الظهور والمراد هنا قائد السماء المصطفى واوصيائه ونوابه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني يمهدون لك ، فكيف اؤمن بصاحب العصر والزمان ولا امهد ولا يكن لي دور في التمهيد والتوطئة ونشر للمشروع المهدوي ومشروع الثقافة المهدوية ومشروع الظهور .
ان تعبير الامام الصادق فاجعلوه حكما يعني انتم تعطونه بسط اليد مع ان المشروعية ليست من الامة فيحكموك ليس يقبلون وانما يحكمون ويمهدون ويبسطون اليد بكل الاليات وبالمتابعة وبتهيئة الارض وابعاد المعاندين المخالفين ، وانما بقدر معرفة الامة بالمصطفين تكثر انقيادهم بخلفاء الله في الارض وبقدر الجهل يقل انقيادهم او لا يسلس انقيادهم وخضوعهم .
هنا الصياغة الفقهية في الفقه السياسي والعقائدي انه ما هو دور الامم؟ دورهم حتى يحكموك فهل هذا معناه ان المشروعية تؤخذ من الامة؟ كلا مع انه يقول اطيعوا الله واطيعوا الرسول واذا لم تبايع الامة امير المؤمنين اذن مشروعية الامامة لامير المؤمنين مرهونة بقبول الامة وبمتابعة الامة له ؟؟ فهل شرعية حاكميته لانه بايعه الانصار ورضوا ان يأتوا ويؤسسوا دولة سياسية دينية في المدينة المنورة ؟؟ البعض هكذا يحلوا له ان يستظهر فلو كانت المشروعية هكذا كيف ينيط الله عز وجل الايمان بذلك وظيفة فلو كانت هي اختيارية للامة هي تختار فلماذا الله ينيط الايمان بذلك؟ ينيط يعني معناها ان وظيفتها ان تحكّم الرسول وان تبايعه لا انه اذا بايعت الرسول يجب عليها ذلك .
فهل بيعة انصار اخذت في مشروعية الامة لرسول الله؟ مثل ما يقال الفرق بين قيد وجوب او قيد الواجب انه قيد الوجوب لا يجب تحصيله وان لم يحصل فلا حكم في البين ، لله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فلا يجب ان نحصل الاستطاعة على مسلك مشهور الطبقات المتاخرة وان حصلت الاستطاعة فتجب حجة الاسلام فهي قيد وجوب وغير لازم تحصيلها فهل الامة غير ملزمة ببسط يد الرسول واوصيائه ومنهم الامام الثاني عشر؟ يعني يقولوا لهم نحن لسنا ملزمين ببسط اليد لصاحب العصر والزمان ؟؟ هذه تعابير عجيبة تصدر من هنا وهناك ان الله سيبسط اليد له اما نحن البشر فغير مسؤولين .. اي منطق هذا؟ اذا كان كذلك فانصار سيد الشهداء يوم كربلاء وجب عليهم نصرته لانهم بايعوه فلما حل لهم البيعة ليلة العاشر كان يجوز لهم ان يفارقوه هل هذا منطق صحيح؟ ان الذين يبايعونك تحت الشجرة انما يبايعون الله فهل طاعة الله في احكامه مرهونة بان يبايعوا الله؟ واذا ما بايعت فلا يجب عليك طاعة الله هل هذا معقول؟ فالبيعة صندوق انتخابات فالعقد الاجتماعي او البيعة ليست هي مصدر الشرعية في منطق اهل البيت ومنطق القرآن اذن هو ما دور البيعة او الانتخابات او قبول الامة لرسول الله؟ لماذا قال رسول الله لامير المؤمنين ان وجدت انصارا فجاهدهم؟ يعني اصحاب السقيفة وان خذلتك الامة عليك ان تبقي لنفسك مسؤوليات اخرى لانه عليك مسؤوليات كثيرة لا تفرط فيها فما هو دور قبول الامة لرسول الله ولامير المؤمنين؟
القبول يترجم بالبيعة او بالانتخابات هي عناوين مؤداها شيء واحد فليس لها دور في المشروعية انه يشبه قيد وجوب او قيد واجب ما الفرق بينهما؟ قيد وجوب يعني حكومة الرسول ليس واجب علينا ان نمهد ونبسط لها اليد او نبايع الرسول او سيد الشهداء او نبايع امير المؤمنين ، في غدير الخم هل الزم الرسول الامة بمبايعة علي بن ابي طالب؟ او خيرهم ؟ هذا بحث حساس عقائدي وان كانت لغته فقهية فالامة لها دور لكن هل دورها في اصل المشروعية ام ماذا؟ فقيد وجوب يعني اصل حكومة النبي وحكومة الله وحاكمة اوصياء النبي مرهونة بقبولهم وانتخابهم وان لم تنتخبهم ام انه قيد واجب كالوضوء وكالساتر في الصلاة واذا كان قيود الواجب هل يلزم على المكلف تحصيلها ام لا؟
صحيح الصلاة ما تصلح بدون وضوء وما تتحقق ولكن نحن ملزمون بتحصيله وبتمهيده اذا قمتم للصلاة تؤمرون بالوضوء فاذا كان قبول الامة وبيعتها لرسول الله ولامير المؤمنين ولفاطمة وللائمة الى صاحب العصر والزمان اللهم ان هذه بيعة له في عنقي الى يوم القيامة اذن هذه البيعة قيد واجب ولها معنى اخر يعني ملزم انا بهذه البيعة وان لم تتوفر البيعة يتأخر الظهور فانتخبه اماما يعني اوطأ له وامهد واشارك في مشروع راية اهل البيت فهذا قيد واجب يعني دولة الظهور ما تقوم به .
دولة الظهور يعني هي دولة عالمية في كل الارض والتمهيد لا يكون بتفاليس وانما التمهيد لها عبئ ثقيل فكل شيء بحسبه وبحسب الروايات كل شيء بحسب طاقتك ونصرتي لكم معدة سيما لو كان مشروعك جحفلي والعبئ ثقيل هذا لا تعد له بدولة وانما بدول ومجتمعات .
احد الكتب التي صدرت من جانب الغربي ان شعارات دولة الظهور لا تنتشر لشعوب العالم هذا اخطر من شعارات الشيوعية او الاشتراكية علينا فلاحظ نشر الثقافة المهدوية على مستوى الشعوب والغربيين من العدل والقسط هذا خطر لان هذا حافز فطري قد يؤلب الشعوب المستضعفة على عصابات انظمتهم وهم ذكروا ذلك وكتب مطبوعة فهم عندهم هكذا انه اي اتفاقية مع الطرف الاخر الشرقي ان لا ينشر ثقافة اهل البيت في القارة الامريكية الجنوبية لان هذه شعوب عالم ثاني وليس شعوب عالم ثالث وهذه الشعوب اذا تشبعت بثقافة ال البيت سوف تنشر الثقافة في العالم كله لان مذهب اهل بيت الازمة فيه انه يحاكم عصابات الحكم من انطلاقته الاولى في خطبة الصديقة وهذا خطر يعود الشعوب ان تحاكم الانظمة وتراقبها .
فانظر هم اين يبصرون نقاط الخطورة في اعداد المشروع المهدوي ونشر الثقافة الحسينية والصادقية ونشر مجموع المذهب وبالذات المهدوية وهذا اعداد خطير يمهد ويبني الارض لاستقبال بشرية وهذا خطر ، احد البنود السرية التي تؤخذ في اي عهود واتفاقات هي عدم نشر ثقافتهم فالحسين خطير اينما ذهب وليس في العراق في كربلاء وليس في النظام البائد وانما اين ذهب فهو خطير وكذلك مشروع الامام المهدي .
فالمقصود اذن هل هو قيد وجوب او قيد واجب؟ او هو مقدمة عرفية وعقلائية حيث قيد الواجب هي مقدمة شرعية اما المقدم العرفية والعقلائية لا يقال ان الصلاة بدونها لا تصح فعندنا ثلاث خيارات اما قيد وجوب يعني اصل المشروعية او قيد واجب يعني لا تصح الصلاة بدونه او اصلا لا قيد وجوب ولا واجب وانما هو مقدمة عرفية وتكوينية بحيث لو افترضنا ان الشيء وجد بدونها اصلا لا يخل بصحتها لا بمشروعيته ولا بصحته فقبول البشرية او انتخابها لرسول الله ولاوصيائه لا قيد وجوب ولاقيد واجب انما هو مقدمة اعدادية عرفية محضة فالايمان ملزم به البشر فهذا الايمان انتم به ملزمون الزاما عينيا عقائديا وهو اكبر فرائض الله على خلقه وهذا دليل على اخذ الولاية في التوحيد وفي الشهاديتن فلا يمكن الشهادة الاولى بدون الثالثة اشهد ان عليا ولي الله يعني اشهد ان الله ولي اذا تريد ان تجرد الشهادتين فحوى عن الشهادة الثالثة انت لم تؤمن بالله حتى الشهادة الثانية اشهد ان محمدا رسول الله تعني فيما تعنيه ان لله حكما وحاكمية فلا يكفي في الايمان بالله ان اتشهد بان الله ذات ازلية ابدية سرمدية ، هو الاول والاخر هذا لا يكفي ، انا اعتقد به ما ورد سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو ، هذا لا يكفي لا بد ان تقول الله هو الولي فان الحكم الا لله لابد ان تقر به حينئذ يتم التوحيد فالشهادة الثانية او الثالثة هما تعبير عن اركان التوحيد الله .
كما يقول الامام الرضا الى ها هنا التوحيد انما يمثل حاكمية الله الرسل والانبياء ويمثل ولاية الله الاوصياء والائمة فهذه الاية في سورة النساء وعشرات امثالها لها دلالة حاكمة تفسيرية على توضيح معنى الشهادة الاولى والثانية وهي نفس اية الغدير التي لها دلالة حاكمية تفسيرية لمعنى الشهادة الاولى والثانية وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم يد الله مغلولة غير الحاكمية وانما الولاية والقدرة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان فلا يمكن ان تقول ليس من حق الله ان يقول اني جاعل في الارض خليفة وهذا حق الابالسة ولا تتصرف في شؤون عبادك دع الناس تنتخب من تشاء دع البيعة تكون فلتة دع قبيلة بني اسلم اربعة الاف هم يفرضون من هو الحاكم هذا لا يمكن وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من امرهم ، امرهم بيده وليس بيدهم .
فمعنى ان تقول حقيقة ان الشهادة الثالثة ليست هي الشهادة الاولى يعني الله ليس هو الولي او فلا وربك لا يؤمنون باصل الله وبالذات الالهية حتى يحكموك يعني نلاحظ كيف هذه فريضة عظيمة بسط يد من جعله الله خليفة في الارض هو حكم مرتبط باصل ايمان البشرية يحكموك يعد ليس يقبلوا حكمك وانما هم يبسطون اليد لا انه احكم الامم المتحدة وانما نحكم يد الله في ارضه وخليفته ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ، قضيت يعني شرعت وقضيت يعني انفذت ، كله يعبر قضيت .
عندنا ايضا اية اخرى شبيهة وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم والاية ليست في مورد حكم قضائي فمورد نزول الاية حكم تشريعي اذا قضى الله يعني شرع وقنن وهذا دليل على ان القضاء والحكم ليس خاصا بباب القضاء بنفس استعمالات القرآن والنصوص وانما تستعمل في مطلق الحكم السياسي والقضائي والتشريعي ، يحكموك في كل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ومن يعصي الله يعني العصيان في التشريع والعصيان في القضاء سواء ، فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، فهم الذين يبسطون لك السلطة القضائية في العالم والسلطة الاعلامية لان الاعلام سلطة ، الحكومة ما تقتصر على السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية الان الاعلام بيد السلطة والسلطات الان الى ما شاء الله كل هذه السلطات التي هي حاكمية الله فلابد ان يمهدوا لبسط اليد والقدرة لوصيه الثاني عشر فلا وربك لا يؤمنون يعني كل الشهادات فهذا دليل على ان التحكيم هنا ولاية وان الرسول كما هو رسول هو امام وولي انما وليكم الله ورسوله فالرسول هو ولي وامام ولا يمكن ان تقول الله هو فقط خالق وليس ولي وانما يجب ان تقول انه ولي وحاكم والا لا يتم الشهادة الاولى .
فالايات تقول بان الاقرار بان الله ولي ليس امر خارجي وانما صميمي لاحظ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك تدل على ان الولاية هي اصل الدين الثالث يعني ثالث اصول الدين اي معاد تتكلم عنه؟ ثبت العرش ثم انقش ، فاصل الايمان منوط به ليس فقط يدل على ان الولاية اصل من اصول الدين وانما يجعله ثالث اصول الدين يعني لا فرق انه ولاية الله تتجلى في ولاية الرسول ثم في ولاية امير المؤمنين فالاية الكريمة عندما تقول انما وليكم الله ورسوله هذا الاقتران بين الله ورسوله هل هو شرك؟ وهل يشرك الله مخلوقا معه؟ انما وليكم الله ورسوله باعتبار ان رسول الله شفيع ويبذل قدرات الله فليس له شريك وانما له وكيل وخليفة اني جاعل في الارض خليفة ، هو الله لا ينحسر عن مكان فمن يخلف الله ؟ لم سماه الله خليفة؟ لو انحسر شيء عن الله لما كان هو الله فلا تنحصر قدرته ولا علمه يرجع البصر اليك خاسئا وهو حسير فالانحسار ضعف والباري لا ينحسر يعني لا يضعف .
معنى انه يقول هذا خليفة معناه انه علم ادم الاسماء كلها يعني ظهور الاسماء الالهية كلها في خليفته الخليفة يعني اية فالخليفة ليس يخلف الله بعد انحساره الخليفة بمعنى اية يخلفه يعني اذا رأيته رأيت الله ، رضا فاطمة رضا الله ، فاذن انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون هم الائمة عليهم السلام ومن المحال ان تجعل فكرة التباين الماهوي في المفاد هذي لا تتفق مع قواعد العقائد البديهية في القرآن وفي المذهب ولان المعنى واحد ولا تقل لي هذي امور اخرى هذي امور اساسية في اصل التوحيد بحسب منطق القرآن .
فلا وربك لا يؤمنون .. يعني اصل الايمان بالله لابد ان يكون الايمان بصلاحية الله بالتشريع للرسول يريدون ان يفرقوا بين الله ورسله والرسول يد الله مظهر حاكمية تشريعية ومظهر السلطية التشريعية لله كيف تريد ان تفرقوا بينهما؟ يريدون ان يفرقوا بين الله واوصياء الرسل لا يمكن لان اوصياء الرسل والائمة هم مظهر ولاية الله كما ان لسيد الرسل الولاية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني يمهدون لولايتك ولحكومتك العالمية لان غاية حكومة الرسول ان يظهره على الدين كله فنخاطب نحن في هذا الزمان فلا وربك لايؤمنون ... فنحن لا نؤمن حتى نحكم حكومة الرسول المقررة لها في القرآن ان تمتد الى كافة ارجاء الارض .
فلا وربك لا يؤمنون اولئك الصحابة حتى يحكموك فيما شجر بينهم وليظهروا على الدين كله يعني المهدي نفسه هذا المشروع لرسول الله قدر الله ان يجريه على الامام الثاني عشر وحكومة الرسول هي حكومة الامام الثاني عشر بكم فتح الله وبكم يختم ايضا هي حكومة رسول الله واصلا نحن نخاطب بنفس الاية في عصرنا فلا وربك لا يؤمنون المسلمون او البشرية حتى يحكموك يا رسول الله في حكومتك التي تتجلى بيد وصيك الثاني عشر .
فهذه الاية عامة فلا نحكم المحاكم الدولية او الامم المتحدة وانما يحكمون خليفة الله ثم لا يجدوا في انفسهم حرج ولا ان تقول هذه احكام الرسول بالية واكل عليه الدهر وشرب فالذي عنده هذه القناعات يجد حرجا ، ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فهذه الاية حتى يحكموك فيما شجر بينهم نحن نخاطب بهذه الاية كمسؤوليات عامة ان نعد للظهور باعداد يناسب لها لانها هي اعداد قطري مثلا ، فانت يجب ان تعد لمشروع عالمي لا ربط له بالقطر او الجغرافيا فالله عز وجل يحملنا مسؤولية كل المستضعفين في الارض وهي نفسها وظائف الدولة النبوية المهدوية ولا زلنا نحن نخاطب بها وبتمهيدها .
ثم لا يجدوا في انفسهم فكرهم عقولهم قناعتهم حرج وتمرد على التشريعات الالهية او ان يقول الطرح العصري : امثل ، انا لا اتكلم عن الاليات وانما اتكلم عن نفس الطرح الفوقي فلا يمكن يصير تنظير في الوسط الخاص العلمي ان نرفع اليد عن الضروريات انهزاما امام الطرح العلماني والغربي ويسلموا تسليما فاولا يمهدون ثم فكريا ينقادون ونفسيا ومشاعريا ينقادون ويميلون اليك كل طبقات ذواتهم .
ومن يضلل لله يجعل صدره حرجا ضيقا كأنما يصعد في السماء فشرح الصدر حكم الله ورسوله فكرا نفسا بقناعات عقلية وفكرية ونفسية وهو ايمان اما اذا صار في قلوبنا وفكرنا او عقلنا حرج وتبرم فهذا كفر فيجدوا يعني وجدان فهناك تمرد ليس هناك نفرة وكراهية وحشرجة وشبهات وشكوك وهذا صعب .
ان ذلك العبد الذي قطع امير المؤمنين يده فاخذ يدور في سكك الكوفة بمداح امير المؤمنين فكرامة لهذا الايمان ارجع امير المؤمنين له يده لان هكذا عنده تسليم وهذا صعب مستصعب او محال بالنسبة الينا اذا في قضاء الله عز وجل وقدره يؤدبنا نتمرد عليه تبرما فنفس الكراهة والتبرم والنفور هذا خلاف الايمان ومصير الله ومصير اهل بيته صعب ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت واللطيف قال يحكموك ثم قال قضيت كلمة القضاء والحكم وغيرها تستعمل بمعاني مطلق السلطة ويسلم يعني لا يكفي انه مهد واعد ولم يتبرموا وانما يجب ان يكون عنده استمرارية متابعة وانقياد وكدح ويسلموا تسليما يعني لابد من التسليم والاستمرارية والانقياد والمعاونة والنصرة تبلغ الاوج .
لاحظوا يسلموا تسليما في هذه الاية من النساء مع اية الصلوات في سورة الاحزاب ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ، يسلموا تسليما يعني الولاية او السلطة التشريعية هذا استعمل في سورة النساء بمعنى الولاية اذن في سورة الاحزاب امر بالصلاة على النبي وامر بالولاية اذن معنى الصلاة على النبي مقرونة بالال يعني الولاية فكما قال علي بن موسى الرضا في احتجاجه مع اللامأمون العباسي قال من ايات اصطفائنا في القرآن هي اية ﴿ان الله وملائكته يصلون﴾ قال قرنا نحن بالنبي .
فهنا بحث التوحيد والنبوة ان الله وملائكته هذه الاية ربما فيها خمسة عشر جهة دونتها من مجموع بيانات برهانية في الوحي ويراهن عليها سيد الانبياء ويقول هي حجة عظيمة اصطفاء وسؤدة سيد الانبياء وامير المؤمنين يقول هذا دليل على سؤدد سيد الانبياء على جميع الملائكة وعلى جميع الانبياء وعلى جميع المخلوقات ﴿ان الله وملائكته يصلون على النبي﴾ اي برهان هذا؟ هل المركز هو الله او النبي؟ وهذا بحث لذيذ مرتبط بالشهادة الثالثة في تشهد الصلاة ومرتبط ببحوث عقائدية كثيرة ومرتبط بان ثالث اصل في الدين الله محمد وعلي هذه الاية يحاجج بها النبي اليهود وامير المؤمنين ويحاجج بها علي ابن موسى الرضا والائمة اذ طلب منه الا مأمون العباسي في محضر علماء الجمهور ان اتني باثني عشر شاهد بين في القرآن على اصطفائكم اهل البيت ، فاحد الشواهد التي اتى بها الامام الرضا انه اتى بهذا الاحتجاج فهنا ان الله وملائكته يصلون ما المركز؟ هل الله مركز او رسوله؟ فهل الله يغالي في محبة رسوله؟ وهذه الاية جدا خطيرة لكن هذه الاية من ضمن البحوث الخطيرة فيها قرن التوحيد والنبوة والامامة ، و ثم التسليم والا صلاته ودعاءه لافائدة فيه فما ربط هذه بصلاة الفريضة هناك بحوث عجيبة وغريبة في هذه الاية وبراهين متفجرة .