46/10/28
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (82) معرفة المهدي مفتاح للظهور
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (82) معرفة المهدي مفتاح للظهور
في بحث الدفع والدفاع وصل بنا البحث الى هذه القاعدة التي مرت بنا ان معرفة الامام المهدي اذا تعمقت وكانت حق المعرفة فان هذا من الاسباب الكبيرة لمفتاح الظهور ومن الاعدادات القوية جدا لتوطئة دولة الظهور وهذا ليس شيء تعبدي بل شيء يدركه العقل الفطري ان الامة البشرية فضلا عن الاسلامية فضلا عن امة الايمان كلما كان ارتباطها بالقيادة اوكد كانت سلاسة تدبير وادارة القيادة لمعالي الامور اقوى وكلما كان ارتباط الامة بالقيادة اضعف واقل فان هذا سيحجم قدرة القيادة في التدبير والادارة وهذا امر بين عقلا وفي كل تاريخ الامم وتجارب البشرية .
مثلا النبي موسى قال يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم فامر النبي موسى بني اسرائيل ليواجهوا هذه الدولة العظمى وما اكتفى بفرعون ثم امر النبي موسى ان يواجه دولة عظمى قابعة في اراضي الشام وكذا بيت المقدس فقال ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم قال ان فيها قوما جبارين والجبار او العمالقة في اصطلاح الوحي يعني الدولة العظمى وليس المقصود الشخص الطويل القامة وقد ورد في الاخبار ان النبي ابراهيم كانت قاعدته العسكرية لمحاربة هم العمالقة لاحظ كيف التاريخ طمس هذا الملف من حياة النبي ابراهيم مع انه ورد في الروايات عندنا ان احد انشطة النبي ابراهيم ليست مواجهة نمرود وانما مواجهة دول عظمى اخرى لكن للاسف هم يطمسون هذه الحقائق سيما للانبياء والرسل والائمة والاوصياء ولبيوتاتهم .
فالرواية موجودة عندنا ان كأنما من السنن المرسلين هو محاربة العمالقة يعني الدول العظمى الطاغية في زمانهم وهذي قاعدة لطيفة في باب الدفع والدفاع ان من سنن الانبياء هو ذلك فموسى واجه فرعون ثم امره الله بمواجهة دولة عظمى والنبي ابراهيم واجه نمرود وامر بنفس الشيء وكذلك النبي نوح واجه الطغاة في زمانه وهود امر بمواجهة النظام السياسي اي عاد الطاغية التي عتت عن امر ربها ، اذ طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد .
هذا شرح لاعلى حكومة خفية الهية وسوف نتعرض له انه هنالك حكومة خفية فوق حكومة سيد الرسل وفوق حكومة صاحب العصر والزمان وفوق حكومة الائمة حكومة تجلي الله ولها طابع عجيب خاص ان ربك لبالمرصاد فصب عليهم ربك سوط عذاب هذه الحكومة الالهية هي الدرجة العليا ولها ملف خاص بها اطيعوا الله واطيعوا الرسول فاطيعوا الله هذه درجة خاصة من الحكومة ان الحكم الا لله مع انه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فالحكومة الالهية الخفية طبقات الطبقة الاولى حاكمية الله الطبقة الثانية هي يد الله وليست شريك له وهي حكومة سيد الرسل الطبقة الثالثة حكومة اهل البيت وعلى رأسهم امير المؤمنين فهناك طبقات من الحكم وهذه الحكومة عظيمة من الطبقة الاولى .
قد تسنى لي ان القيت عشر جلسات في مشهد الرضا قبل سنتين باللغة الفارسية عن حكومة الله ولها نظام وقواعد خاصة عجيبة يعني بحيث ان الانسان لا ييأس ابدا من الاصلاح ولا يتعثر ابدا وهذا بدون تواكل ولكن بعمدة التوكل هذه خصيصة للحكومة الالهية الاخرى ونحن نسير الى تجلي هذه حكومة الله وهذه الحكومة موجودة لمن الملك اليوم ، ينكشف ان هذه الحكومة العميقة بالاصطلاح السياسي الخفية هي ليست حكومة صاحب العصر وليست حكومة امير المؤمنين وليست حكومة رسول الله بل حكومة الله هذه الدائرة لها صلاحيات خاصة بعد ذلك تأتي بالتفاصيل اي حكومة السيد الرسل بعدها حكومة امير المؤمن الى ان تصل لحكومة الامام المهدي .
فالمقصود هذه الحكومة لها معالم عجيبة ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا هذه الحكومة لاتخلف فيها قدر انملة في حين ليست هي جبرية لكن لا تخلف فيها فمن سنن الانبياء محاربة الدول العظمى الجائرة سواء محاربتهم بالناعم او ساخن لان الكيان الطاغي المتجبر في الارض كما يقول الباري الذين طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد والله في قبال الفساد لذلك هذه اهم قاعدة في ضمن قاعدة الدفع والدفاع وهذا هو معنى الجهاد الابتدائي ان الطغاة في الارض ان لم يقلعوا فستبقى الارض بكثرة الفساد فيها وهذا منطق القرآن واللطيف القرآن الكريم هنا يقول ليس من الضروري ان يكون الطاغية واحدة لان عاد هو مجتمع طاغي وكذلك ثمود والنظام اجتماعي طاغي متفسق باكمله منفلت وكذلك عاد ليسوا شخصية خاصة بخلاف نمرود وهارون وقارون وهامان وفرعون فهم طغاة ، فالطغيان قد يكون نفس النظام الاجتماعي كله نظام طاغي فاسد خطير على البشرية .
اللطيف في بداية سورة الفجر القرآن يذكر نماذج متعددة قصيدة خطيرة كثمود او عاد او شعيب او قوم لوط وليس شخص خاص فهو نظام متبدد متفلت خطير فالطبيعة الاجتماعية خطرة كلها مسرطنة الذين طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب لان الحكومة الالهية تقتضي ان ربك لبالمرصاد هذه تشير للدولة العميقة الاولى فمن سنن الانبياء محاربة الدول العظمى الطاغية في الارض لاحظ في ذي القرنين ان يأجوج ومأجوج يفسدون في الارض كذا وذي القرنين مثلا ضربه الله لامير المؤمنين فهو ليس نبي ولا رسول ولكن كان مع اتصال مع الله ولكن ليس بنبي وهذه هي مغزى الجهاد الابتدائي يعني الطغاة والنظم الاجتماعية الفاسدة يجب ان تغير والا يكثرون الفساد في الارض وهذا الفساد سيعم حتى البيئات الطاهرة وهذه سنة عظيمة ذكرها سيد الانبياء انما هلك الامم من قبلكم بسبب عدم ازالة الطغاة في الارض او في الامم اذا كان سرق فيه ملك لم يجروا الحد عليه واذا سرق الصغير قطعوا يده مع انه يجب ان تبدأ العلاج من الاكبر لا من الاصغر وهذا الحديث متواتر عند الفريقين بالفاظ متعددة وليس بلفظ واحد فاذا لم تعالج الكبير كانه لا زالت الغدة الاكبر التي تسرطن كل البدن فعالة ونشطة على حالها فبالتالي دائما كانما انت تنتهي وتنشغل بجزئيات لا نهاية لها وتارك العلة والسبب الاصلي فالمنطق العقلي ما يقوله سيد الانبياء .
من ثم هذه قاعدة تصب في نفس تلك القاعدة؟ هذه كلها قواعد تبين فلسفة الجهاد الابتدائي وهذا الجهاد الابتدائي ذكرنا اننا وان لم نخالف المشهور فيه ولكن اوجدنا الصلح مع رأي السيد الخوئي والمشهور ان المسئولية في اعداد الارضية للاصلاح في الارض على البشرية وهذا والاصلاح هو مسؤولية الامام الثاني عشر اذن محاربة الطغاة بالناعم بالتدريج بالفكر بالثقافة امر ضروري لانه حتى بدأوا يخافون من ثقافة العدالة وثقافة الحق وثقافة الباطل والفحشاء .
فاذن هناك السنة متعددة في الروايات فلسفة الجهاد الابتدائي وفلسفة توسع دولة نظام الحق ونظام الايمان وراية الايمان وهذا على عهدة البشرية فمن سنن الانبياء حرب الطغاة في زمانهم ولذلك قتل الانبياء وصلبوا ولوحقوا وطردوا وشردوا حتى النبي نوح كان محاصر الف عام بسبب انهم يواجهون الطغاة ولو بالناعم اذن الرواية وردت هكذا ان القاعدة العسكرية التي ينطلق منها النبي ابراهيم في محاربة العمالقة هي مسجد مسجد السهلة او مسجد سهيل هذا المسجد له خصوصية يعني مركز قيادة فالذي عرقل النبي موسى عن هذه المسؤولية هو خذلان امتهم اذهب انت وربك فقاتلا انها هنا قاعدون .
لاحظ احد اهداف الجهاد ان الاماكن المقدسة يجب ان تحرر من النظم الجائرة والا تكون بيد اهل الباطل والجائرين لانه قال فانها محرمة عليهم لاحظ نفس الحرمان من الاماكن المقدسة هي عبارة عن حوبة الهية ونقمة وهذا يبين لنا فلسفة الاماكن المقدسة وانقطاع اي فئة مؤمنة او مسلمة عنها يدعوها الى الحرمان والانحراف وهذا من الغايات المهمة لاعداد القوة والحفاظ على الاماكن المقدسة قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض فانقطاعهم عن الاماكن المقدسة يسبب تيه وضلال لذلك كثير من الفئات المؤمنة انقطعت عن الاماكن المقدسة وعن الحوزات العلمية فانحرفت ولهذا تجد ان مدارس اهل البيت تتمركز في عواصم المقدسات تجمع بين غايتين عظيمتين الذي ينقطع عن الاماكن المقدسة وعن البيئة العلمية وعن البيئة المقدسة تلقائيا يكون في تيه وانحراف وباطل وهذا نظام الهي مبني في عالم الدنيا والارواح وهذه كلها قواعد عامة لاعداد القوة والمسئوليات العامة .
فاخفاق النبي موسى بسبب تخاذل الامة عنه وهكذا اذا اردنا ان نلمس مدى انصياع امة الاسلام لسيد الرسل وبالتالي هي انصياع الى الله نلاحظ ان في اواخر حياة سيد الانبياء الباري تعالى يخاطب الامة بالايات الاخيرة في سورة المائدة وهذه الاية في الشهرين الاخيرين قبل استشهاده بالسم يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته هذا الوعيد او التهديد او الضغط من الباري ليس تركع وتباطؤ وتمنع من النبي واللطيف قال والله يعصمك من الناس ولم يقل يعصمك من المسلمين والله لا يهدي القوم الكافرين او كما يقول القرآن في سورة البراءة ولو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور حتى جاء الحق وظهر امر الله فالاية تدل على ان هناك من يقلب الوضع العام على سيد الرسل .
اذا تقليب الامور والفتنة الاجتماعية والسياسية والعسكرية والنفسية هي زعزعة من اطراف عديدة طبعا حسب بعض المفسرين المدققين من تلاميذ العلامة يقول في سورة براءة خمسة عشر فئة كانت تحيط بالنبي تقلب وتفتن بانواع الزلزال والزعزعة على رسول الله وسورة التوبة من اواخر السور نزولا لا من اوائلها وليست من السور المكية يعني فيما يعني انه نزلت في اخر عهد الرسول وهو يعيش زلزالا من المناوئين الداخل وكان رسول الله يتقيهم والقرآن يفصح باعلى صوته ان سيد الرسل قد يتقي حتى في بيان اصول الدين وليس فروع الدين فهذا ليس خطوة سياسية او عسكرية او تشريع فرع من الفروع وانما قد يكون في نفس اصول الدين وتخشى الناس والله احق ان تخشاه وكما مر بنا لولا ان قومك حديثي عهد لالاسلام لاقمت الكعبة كما في زمن النبي ابراهيم ولكن قومك ضعيفي الايمان وحديث عهد بالاسلام .
فحسب ايات الغدير قد يتقي النبي في التصريح بشيء من اصول الدين بدليل انه قوله تعالى وان لم تفعل فما بلغت رسالته فالرسالة كلها هباء وسدى كمنطق قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى فهل مودة اهل البيت من الفروع؟ فلو كانت كذلك لما عادلت كل الدين فاية المودة دالة على ان ولاية اهل البيت من اصول الدين وليس من فروعه وليس كالمعاد بل اهم من المعاد لان الاخير لم يرد عندنا بهذا التعبير الغليظ الذي ورد في القرآن على ولاية ومودة اهل البيت فهي اشد من التعبير الذي ورد عن هذا دليل على ان الاصل الثالث في الدين هو الولاية اما المعاد والجنة والنار فرع ولاية علي .
فاذا في تشهد الصلاة صرح بانه اقول ما هو تبع لولاية علي فما بالك في اصل الولاية؟ الحر تكفيه الاشارة وهذي احد وجود دلالة الروايات الواردة في تشهد الصلاة على الشهادة الثالثة وان الساعة اتية لا ريب فيها وما هو النبا العظيم في القيامة؟ ليس الاعتقاد بالمعاد لان الذي في الميعاد هو المحاسبة على الله ورسوله و ولي رسوله وكذلك اول ما يسأل عنه العبد هو هذا ، هذه القيامة الصغرى والقيامة الكبرى نفس الكلام والا لم جعل لعلي هيمنة على الجنة والنار؟ لان مقامه مهيمن عليهما الان انت تشهد بالجنة وهو تبعه ولا تشهد بالمتبوع هل هذا يعقل فهذه الايات تدل على ان ولاية اهل البيت هي ثالث الاصول وان لم تفعل فما بلغت رسالته وكان التوحيد بلا هذا لا نفع في الشهادة الاولى ولا الشهادة الثانية وهذا حتى نص ايات الغدير مثل تقييد اليوم بالشهادة الثالثة رضيت لكم الشهادتين والا فلا نفع فيهما فحقيقة الشهادتين تتجلى في الشهادة الثالثة لان الشهادة الثالثة هي ولاية الله لا ان تقل فقط اله ازلي قل الله ولي والا لا فائدة فيه فقد استمسك بالعروة الوثقى لا ان تقول يد الله مغلولة او ان تقول انما وليكم الحكام البشر انما وليكم الله لا الدول العظمى هذه ذات ازلية مجمدة وقالوا يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان مع ان يد الله شيء مخلوق .
فاذن الشهادة الثالثة تجلي لولاية الله وفي الدرجة الثانية ولاية الرسول وفي الدرجة الثالثة ولاية امير المؤمنين فاذن ولاية امير المؤمنين رمز لولاية الله وليس لولاية امير المؤمنين في نفسه ولكن ما تتجلى تماما هذه الولاية الا بالشهادة الثالثة لامير المؤمنين كما انه بدون الشهادة الثانية لا فائدة في الشهادة الاولى لا ان الله ذات ازلية فقط اعتقد بها مجمدة فتشريع الحاكمية لله وليس للبشر والا فائدة فيه .
فاذن الايات الواردة في ولاية اهل البيت تركز على انها من اصول الدين وهذا اصل ثالث وليس فقط من اصول الدين وان هذا الاصل الثالث ليس بدون الاصلين الاولين هنا اهل البيت يقولون كيف الفقاهة مهمة من عرف حقنا من القرآن زالت الجبال ولم يزل ايمانا ومن عرف حقنا من القرآن لم تلتبس عليه اللوابس نلاحظ في ايات الغدير ان الامة كانت عصية على سيد الرسل في اخر شهرين من حياته المقدسة وفي الاصل الثالث من اصول الدين الذي بدونه لا يرضى لكم الاسلام دينا فالاسلام غير مرضي يعني اسلام باطل اسلام ناقص اسلام منحرف ومشوه فتتشهد في الصلاة بالاسلام الناقص غير المرضي مع ان الله يقول هذا كمال التشهد وحقيقة شرعية للتشهد في اي مكان وفي اي هوية فدليل حاكم تفسيري يقول الماهية والحقيقة الشرعية للتشهد اينما كانت انا رب العزة اقولها فليس في التشهد في الصلاة شيء او حقيقة شرعية تختلف عن الابواب الاخرى فاذا كانت الامة عصية على سيد الرسل في اخريات حياته وتمانع وتشاغب وتقلب الامور على رسول الله؟ فيخشى النبي من الامة ان تتمرد وتتعصى على اصل من اصول الدين وهو الاصل الثالث لا يرضى الرب بدونه .
فالشهادتين في منطق الله وفي ايات الغدير ناقصة فلا تقل هذا كمال مستحب الكمال هنا بمعنى اللزوم والقوام يعني رضاي مشروط بهذا فاذا الله يسخط من هذا كيف يتقرب به؟ وهذا في علم الاصول يسموه بالحكومة التفسيرية دليل حاكم تفسيري لدليل اخر فاذا كانت الامة تمانع وتتمرد على الرسول في اصل من الدين فاي امة هذه؟ لاحظ سورة المعارج سأل سائل بعذاب واقع الكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج انا اتعجب من بعض الاعلام الكبار يقول لماذا لم يناد رسول الله بالشهادة الثالثة في الاذان في زمانه نقول له يا شيخنا هو القرآن يبين لك ان الامة تتمرد كانما هو ينظر ويرى ان الارضية وردية لرسول الله لو كانت وردية كيف صارت السقيفة؟ الم يأمروهم بالالتحاق بجيش اسامة وتمردوا عليه؟ الم يأمرهم باتيان دوات وكتاب؟ فنفس ايات الغدير يبين الله ان الرسول في اشد تقية حول الاصل الثالث في الدين؟ يعني كانما مثل تدريجية البيان في فروع الدين نفس الشيء في اصول الدين هكذا فالخمر لا يتحملون الناس تحريمه دفعة واحدة سببه هو عدم معرفة سيد الرسل حق المعرفة فتتنازعهم الاهواء وحتى في رواياتهم وكتبهم في علم الكلام وتفاسيرهم يصورون لك رسول الله تارة الوحياني وتارة شخص عادي تتنازعه الميول البشرية والعلامة الطبطبائي في سورة البراءة فند دعاواهم فعدم معرفة سيد الرسل يعرقل قيادته في اخريات حياته في مطلب مصيري في اصل بيان الدين فالمسألة وصلت الى هذا الحد .
فمعرفة القيادة الالهية الاصطفائية اكبر عامل لتعبيد الطريق ولنجاح قيادة تلك الدولة الالهية الاصطفائية وبدونها يتعثر المسير وتنوجد الكثير من العقبات المانعة التي تحجم المسيرة عن السير التكاملي و احد اسباب ان سيد الانبياء كلما قام به في ثلاثة وستين سنة انما هو البشارة والنذارة الصغرى وليست صغيرة اما النذارة الكبرى والوسطى والصغيرة هذه سيقوم بها سيد الانبياء في دول الرجعة يعني البشرية ليست بهذه السهولة تستجيب وتسلس قيادتها بسبب عدم معرفتها الكاملة بشخصية سيد الانبياء وشخصية سيد الاوصياء .
كما يقول كثير من الباحثين من اهل المعنى سبب تقدير الله رحيل سيدة النساء انهم لا يستأهلونها وكذلك رحيل سيد الانبياء هذا ليس غلو لكنك مستنقع في التقصير والجحود والتمرد فيستعصي عليك الانقياد الكامل فهذا التركيز على المعارف والعقائد مهم والا لا يمهد الطريق للامام المهدي فدولة الظهور مرهونة بالمعرفة الخاصة لصاحب العصر والزمان وليس فقط الامامة الالهية العامة لان بناء المشروع الالهي لا يتلكأ مرة بعد كما حصل في صفين ، اذ النصر قريب وكان بالامكان ان ترتاح البشرية من الامويين ففي منطق الوحي اموية الفكر كاليهودية وجهان لحقيقة واحدة وهذه من القواعد المهمة في المسؤولية العامة فالنهج الاموي في بيانات الوحي عين النهج اليهودي عملة ذات وجهين .
فرفع الراية الاموية او اليهودية شيء واحد حتى ان ابا سفيان مع هند كانوا في معركة اليرموك في نهاية الجيش يهتفون بنفس هتافات راية قريش في احد وهو شعر فاضح اخلاقي يعني لاحظوا نفس المنطق الشجرة الملعونة والنهج الاموي المرواني وهذا امر متواتر بين المسلمين ان الشجرة الملعونة هو النهج الاموي وهذا سر من الاسرار ومن التحديات العظيمة التي ستواجه صاحب العصر والزمان في دولة الظهور مواجهة هذين النهجين خلف كل بقعة وخلف كل مكان وفي اي موطن النهج الاموي والنهج اليهودي فبدون معرفة خصوصيات الامام المهدي لن يكتب للامة ظهور لانه ستتكرر واقعة الجمل والنهروان باسم المبادئ العليا فيحارب المعصوم نفسه باسم شعارات العدل والحق فملحمة الخوارج واجه بها سيد الرسل وامير المؤمنين ويطعن فيهما الخوارج في حنين طعنوا في رسول الله في امانته وفي عدله فبشعار العدل والحرية حوكما رسول الله وامير المؤمنين فهل بشعار العدل يحارب المهدي؟ هذا امر عجيب .
اذن معرفة الامام المهدي ضروري قرب الظهور وسابين اننا اذا لم نصل الى هذا الاستشعار وهذه المعرفة وهذا التسليم بهذا الايمان بالدرجة المطلوبة للظهور فالمشكلة فينا بتعبير الخاجة الطوسي في شرح التجريد وجوده لطف وتصرفه لطف اخر وعدمه منا.