46/10/24
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (80) قواعد المسؤولية في روايات الممهدين للظهور (3)
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (80) قواعد المسؤولية في روايات الممهدين للظهور (3)
مسؤولية الأمة في تمكين صاحب العصر (عج) من الظهورالرواية الاولى التي مرت بنا وهي لها ثلاث واربع طرق من الخاصة ولها طرق من العامة فتكون مستفيضة بين مجموع الفريقين فهم رووا بطرق متعددة ومستفيضة عندهم فضلا عن المجموع ما بيننا وبينهم فهذه الرواية الاولى عظيمة من جهة انها مستفيضة جدا بين الفريقين ومتنها الوارد هو انه يخرج قوم بالمشرق ... والروايات بالفاظ متقاربة ابن ماجة في سننه والصحاح المتقي الهندي والجويني وابن كثير والسيوطي ذكروها بطرق متعددة بعضها مرفوع يرفعه الى رسول الله انه قال يخرج اناس من المشرق فيعطون للمهدي سلطانه وفي بعض النسخ يوطئون للمهدي سلطانه فالحديث مستفيض مجموعا وليست احاد وانما مصادر عديدة عند العامة .
نظير هذا البحث عندهم حديث يسندوه الى امير المؤمنين عن رسول الله : يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث الحراث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطأ او يمكن لال محمد كما مكنت قريش وهذا الكلام باطل لان قريش تمنعت وليس مكنت فاشد ما اؤذي النبي من قريش ومن ثم المهاجرين هاجروا من بيئة الكفر الى بيئة الاسلام اما الانصار فنصروا الحق فالانصار اكثر مديحا وفي منطق اهل البيت الانصار ليس خصوص الاوس والخزرج فان امير المؤمنين اول الانصار اما قريش فهم : لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فلا يؤمنون وهذه شهادة من القرآن ان غالبية قريش لا يؤمنون الى نهاية المطاف نعم قد يسلمون صوريا ولكنهم لا يؤمنون اذن القرآن لا يمدح قريش انما لتنذر قوما ما انذر اباءهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون فاكثرهم لا يؤمنون لا يبصرون غافلون بينما المسلك الاخر يريد ان يوثق ويعدل كل قريش .
القرآن الكريم يقول اكثرهم لا يؤمنون وهم فسروا الهجرة بالجغرافيا لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون يعني هذا اخبار من الله فهم قد يسلمون بلسانهم لكن بقلبهم لا يؤمنون ، احد المستبصرين الكبار يقول هذه الاية وامثالها جعلتني استبصر لان القرآن يشهد انه ليس كل من كان من اوس وخزرج يعني من الانصار وانما بمعنى اخر .
قوله ص : حتى يمكن لال محمد شبيه تمكنه ارضك طوعا اذن التمكين مسؤولية الامة ان تنصروا الله ينصركم ولكن لا ينافي مسئولية الامة ، نجد في سورة محمد يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم فسوف ياتي الله بقوم ... فاذا انتم لا تقوموا بالمسؤولية اخرون ياتون ويقومون بهذه المسؤولية لان فلسفة هذه الدار قائمة على الامتحان لا على الاكراه وهناك وقفة لطيفة في قوله عليه السلام : اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارض وتمتعه فيها طويلا غاية الامر هذي المسؤولية منا واعداد وليست فاعلية حقيقية ولكن هذه الفاعلية من الله وفي هذا الدعاء الشريف تنبيه وايقاظ لمسؤوليتنا تجاه هذه الامور ان نتولى مشروعه وان ننصره ونقوم بهذي المسؤوليات والخدمة .
امير المؤمنين في خلافته الظاهرية خمس سنين عندما اعترض عليه لما و لم؟ قال لو اردت ان اقوم وازيل كل الباطل الذي اسس على عهد من قبلي لثار علي جيشي هذا فلاحظ هم لم يسلموا تسليما وتسليمهم نسبي وهذا يعاوق اقامة العدل والقسط فهل بلغت نفوسنا درجة من التطويع والتطبيع والتسليم للحق بلا تمنع ولا تمرد ولا جموح ؟ الله اعلم .
كثير روايات عن اهل البيت تنذر المؤمنين والموالين المحبين قبل غيرهم انهم سيبتلون بهذا الامتحان وربما اكثرهم لا يبلغ درجة التسليم المطلق فالامتحان شديد كما ان رسول الله قال لبني هاشم يوم الدار لتقومن بالامر او ليأخذها غيركم وهذا ليس فقط في الامامة والوصاية وانما المسؤوليات اخرى التي وقعت على عاتق ابي طالب واي مسؤولية هي وكذا على حمزة وجعفر وعبيدة ابن الحارث لا تقومن بها او ليزوين الله الى غيركم فيذهب منكم شرف الدنيا والاخرة .
فاذن هي مسؤولية وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه يعني وتمكنه اسكان صاحب الامر في الارض من مسؤولية البشرية اجمع وليس خصوص المؤمنين ولا الخصوص المسلمين بل البشرية جمعاء فهي عندما تهتف بمشروع الامام الثاني عشر تجد عصابات الدول العظمى يخافون من انتشار شعار يملؤها قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا .
انا من اسبوعين اتابع تقارير عن الظواهر الكارثية في المجتمع الغربي سواء امريكا او اوروبا فيها ظواهر كارثية اجتماعية يستغيث المجتمع منها كانهدام الاسرة والطبقة العظمى من الشعب هي متوسطة ومحرومة فكيف يعيشون في طاحونة ابتزاز للطبقات الاثرياء؟ وغيرها من المشاكل التي يعيشونها والمستضعفين من النساء والرجال واقعا لسان حال هذه الشعوب التي الان ترزح تحت قيود واغلال النظام الرأسمالي تئن ولكن لا يهتدون سبيلا فالمشاكل الاجتماعية في النظام الاجتماعي المؤسس على النظام الرأسمالي المنفلت اخلاقيا قانونيا غير شرع السماء فيه انفجارات اجتماعية وكوارث وعواصف بالاعصار المزلزل الاجتماعي وهذا غير الاعصار الاقتصادي اللي دائما نستذكره فهذه تقارير من مصادرهم عجيبة مزلزلة يعني هذا الفرد المحروم او الموظف اذا فصل عن عمله سيبيت في الشوارع وفي عمله يبتز ويستبعد والا يهدد بالفصل يعني يموت في مجتمع مادي قاسي ويصير متسكع في الشوارع واذا بقي في عمله الرأسمالي يبتز وهو اخطر من العبيد والاماء اصلا كل جهاز النظام التجاري القانوني القضائي البوليسي الامني عبارة عن عصابات لرزح غالبية المجتمع تحت وطأة وابتزاز الاثرياء سواء ابتزازهم المالي الاخلاقي ان يستعبدوا المجتمع رجالا ونساء واطفالا .
فنحن نجد تقارير مذهلة هم وباحثون اجتماعيون رسميون هم يذكرون هذه التقارير وكيف ان سيد الانبياء عيشنا الى هذا اليوم في نعيم نسبي وان كانت السقيفة وبنو امية وبنو عباس حرمونا من النعيم الاعظم لكن رغم ذلك مقدار ما بقي سليما من سنن واحكام للنبي فنحن في نعيم بالقياس الى اولئك والا الفرد المسلم والمؤمن حتى من ناحية العيار المالي يعيش في نعيم في البلدان المسلمين بالقياس اليهم فانت لا تقل بالارقام اللي يدخل عليها انت انظر الى الضرائب التي تأخذه الدولة لو يفصل من العمل يتسكع يعني عصابات رأس المال يمتصون دمه وقيمه الفطرية يبتزونه اشد ابتزاز كله تحت اسم القانون وهذه تقاريرهم .
هذا فضلا عن الجانب الروحي بيننا وبينهم كما قالت الصديقة فاطمة في خطبتها مشكلتنا في الامة الاسلامية مشكلة الحكام والامامة والقيادة منذ السقيفة الى الان لا زالت الامة الاسلام تعيش مشكلة الحاكم وهي المشكلة الاساس وهذه نقطة مهمة من قواعد المسؤوليات الاجتماعية حددتها فاطمة وهي معنى الجهاد الابتدائي فالجهاد الابتدائي ليست اسلمة العقائد وانما اسلمة الانظمة الحاكمة انه يجب اقامتها على وفق العدل والا قريش لماذا حاربت النبي ودبرت لاغتياله في مكة والمدينة الى اخر حياته ومات مسموما ؟ اصلا النبي باجماع المسلمين مات مسموما اما من الطرف الذي سماه هل اليهود او المسلمين هذا بحث اخر القرآن يشير الى اصابع في المسلمين هم دوما على برنامج مع سيد الانبياء بالتالي نظام قريش النظام الرأس مالي ابتزازي واقطاعي وهو نفسه الان لدى البشرية .
بتعبير ذلك الخبير الذي كان عضوا في مؤسسة البنك الدولي وبروفيسور وعنده كتاب في هذا المجال يقول هذا الاستعباد الرأسمالي اشرس واقسى واكثر دموية بالاف الاضعاف على الاستعباد في القرون الوسطى حيث الان استعباد شعوب باكملها ظلما وجورا وهو بروفيسور عضو البنك الدولي وهو روسي واجريت معه لقاءات كثيرة قال بحكم خبرتي في النظام الرأسمالي هو اشد استبعادا وابتزازا واسترقاقا للبشرية ، سابقا يسترقون الخدمات الان يسترقون العقل والروح لشعوب البلدان الان تجد كل الشعوب الغربية مع اختلاف نسبي تسعين بالمئة من ثرواتهم بيد اقل من عشرة بالمئة من الشعب وهذه تقارير من الامم المتحدة وهذه التقارير ليست لهذه السنين وانما منذ عقود الى الان هي بيد الاقلية في كل بلدان الرأسمالية ولكن الكلام ليس فقط في الثروة وانما كمد الانفاس وحتى عرض وشرف هذه الشعوب المحرومة محل ابتزاز بالية القانون ورأس المال رجالا ونساء عرضا وشرفا فاصل القانون لعصابات الحكم وهي تقارير مذهلة .
فسبب ادانة الصديقة لمشروع السقيفة انه اعادة للنظام الجاهلي الرأسمالي الاقطاعي القرشي ونظام الاحزاب واليهود اللي هي الرأسمالية الاخرى والتي لا ترحم احدا لذلك لاحظ في سورة الحشر مشروع الله ومشروع اهل البيت ان ثروات الارض يجب ان تقع بيد علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة من ذرية فاطمة ما افاء الله ... يعني كل ثروات الارض لما ذا يجعل الله للقربى ؟ حتى نزول الاية في فاطمة باجماع المسلمين شراكة مع امير المؤمنين لان وقوع هذا الفي بيدهم يكفي العدالة الحرية السياسية الاخلاقية الحرية في كل المجالات وليس في المال لذلك الدول والسلطات المختلفة كلها بالمال والمال عبارة عن شريان دموي يقوي كل السلطات والا بدون مال ستكون دولة فارغة مثل دولة اصحاب داعش او دول اسيرة في افغانستان او في الشام تمويلها تماما من الطرف الاجنبي زحتى رواتب الموظفين فاي سيادة واي مسؤولية لهم ؟؟
فالمال يعني السيادة فاذا كانت فاطمة بنص القرآن في سورة الحشر وكذا سورة الروم وات ذا القربى حقه وسورة الاسراء وات ذا القربى حقه وسورة الانفال تنص على تحكيم ولاية فاطمة فيما هو مفتاح كل السلطات وهو المال فكيف لا تكون لفاطمة ولاية وحاكمية وقيادة؟ وهل الامام شيء وراء ذلك؟
نرجع الى الحديث فاذن هذا الحديث يوطئون او يمكنون كيف سنة الله جرت في سيد الانبياء انه ينصر ويمكن هذه القاعدة نفس الحديث رجال بالمشرق يعني تعززها سنة الهية والبشر يجب ان يقوموا بهذه المسؤولية ويوطؤون او يمكنون لال محمد كما مكنت الانصار لرسول الله وليس قريش حيث الاخيرة هي تمنعت وجمحت و وردت رواية عن الصادق قال له الراوي ان شاء الله يوطئ الباري لصاحب العصر والزمان بيسر وبدون اي مؤونة قال لو كان كذا لمكن لمن هو اعز من الامام الثاني عشر وهو سيد الانبياء لا والله لا يكون حتى ببذل المسؤولية والجهد فلا تقل متى ظهور الصاحب فنحن نقف فوق التل كاننا منجمين ومشاهدين للعبة الاقوياء من يفوز من الفريقين هذا ليس منطق الوحي وفي الدعاء الفرج معناه ايها الداعي قم بالمسؤولية فانت مسؤول .
اللطيف في هذا الحديث من طرق العامة يوطئون او لا يتركونه حتى يسلمونه لصاحبكم ، طبعا سيد الرسل كان قبل الانصار ومعهم وبعدهم لكن كان له دور معلن وخفي فهم يوطئون للدور المعلن لسيد الانبياء مع انه هو الاول في الادوار وفي المسؤولية والاخر ومر بنا عندما نقول يوطؤون للامام ليس انه متفرج وانما هو موجود في كبد المسؤولية لكن ادواره الخفية بشكل وادواره المعلنة بشكل اخر وسنتابع الاحاديث التي فيها تأصيل وتأكيد على القواعد العامة في المسؤولية .