46/10/21
باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٧٧)عدة محاور ملتبسة قبال المسؤولية
الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٧٧)عدة محاور ملتبسة قبال المسؤولية
هناك جملة من الروايات وردت متعددة بعضها عند الفريقين وبعضها من طرقنا وهي متعددة لا سيما في غيبة النعماني وهي دالة على جملة من النقاط العظيمة التي توصلنا اليها عبر القواعد العامة وسنقرأ هذه الروايات وهي مسندة متعددة لا سيما قد تعرض لها النعماني التلميذ الاول للكليني في كتابه الغيبة هذه الروايات مفادها ان الظهور للصاحب يمهد ويوطأ له مواقف الامة ومن المسلمين بل حتى من غير الاثني عشرية من سائر فرق المسلمين طبعا في الصدارة هم اتباع اهل البيت والمؤمنين بالمعنى الاخص ولكن معهم اناس اخرين .
فمفاد هذه النصوص المتعددة جدا اولا ان مسؤولية اقامة الحكومة في الغيبة الكبرى والقوى العسكرية والقوى المالية والامنية مسؤولية ضرورية وهي التي تنتشل واقع المؤمنين من حضيض الضعف والذل الى ارهاصات تقرب الى قيام حكم العدل والحق يعني الاقتراب من الظهور في الحقيقة هو تهيؤ البشر والمسلمين والمؤمنين والمستضعفين ونوع مناصرتهم لمشروع السماء او لمشروع الدين ونوع تحرره من قبضة الشياطين والظالمين فتظهر هذه الروايات ان مسؤولية التخلص من الجائرين والاصلاح والافساد في الارض لن يكون بدور معلن من صاحب العصر نعم دوره غير معلن موجود على طوال الخط لكن كدور معلن لا يكون ذلك .
لاحظ المختار قام بالدور العظيم من دون ان يكون هناك دور معلن من الامام زين العابدين ونحن دائما نقيده بالدور المعلن اما اصل الدور فدائما الائمة في كبد الاحداث صغيرها وكبيرها وللاسف كثير من الابحاث التاريخية او الفقهية والكلامية تخلط بين الدور المعلن والدور غير المعلن الواقعي وهذا خطأ كبير ، الان في العلوم السياسية والاجتماعية والانسانية يفرق بشكل واضح جلي بين اصل الدور وبين كونه خفي او معلن هذا مبحث يجب ان نعيه بشكل واضح .
طبعا بشهادات روايات وبصمات كثيرة ان لاهل البيت ادوار كثيرة بعبارة اخرى هذا الدور الذي يقوم بعهدته الامام الثاني عشر طيلة الف سنة من الغيبة وكل ابائه كانوا يقومون به لكن للاسف القراءة لادوار الايمة ناقصة نظن ان ادوارهم هو ما اعلن عنها وما كان شيء رسمي وكانما نحن نحصر السلطة والقوة في المعلن الرسمي والحال انه دوما الحكومات والقوى وسلطنتها وقدراتها المخفية هي اكثر واقوى من المعلن فهذه النظرة الكلامية والفقهية السائدة في الفقه وفي الكلام او التفسير او في العلوم الدينية بين الفريقين ان الحكومة هي الرسمية ولا غير هذه مقولة اكل عليه الدهر وشرب .
الان في العلوم الاجتماعية او العلوم الانسانية او العلوم الاخرى هناك حكومات كثيرة مثلا حكومة وسلطة المال وسلطة الثقافة يعتبروها سلطة خطيرة وسلطة الاعلام وسلطة دولة الظل وسلطة الاجهزة الخفية يسمونها الان الدولة العميقة في العلوم السياسية وهذه العلوم السياسية تتكلم عن هذه الانواع من الدول فانواع من السلطات من اعراق حضارات البشر وان لم يصطلح عليها بانها سلطات ودول لكن هي سلطات حقيقة ففي الحقيقة عندما يقال دولة او حكومة فيدرالية او ما شابه بالدقة ليس المراد فقط الحكومة المعلنة الرسمية هي في الحقيقة السلطة متوزعة بين لوبي التجار ولو بالاعلام ولو الدولة العميقة ولو بدولة الظل ولو بالثقافة ولو برجال الدين في المجتمعات ولو بالنخب فهي مركب من السلطات فما عندنا سلطة بسيطة ولكن كيف تتوازن وتتلاءم؟ هذا بحث اخر والا هي مركب دائما .
من باب المثال الان نفس المرجعية الدينية سلطة وحكومة من الحكومات بمنطق العلوم السياسية سواء رجل الدين في النصارى او في اليهود او في المسلمين او في المذاهب الاسلامية المختلفة كلها نوع من السلطة ، فالفتوى سلطة تشريعية لانها تستطيع ان تجمد وان تبعث المجتمع لاحظ احجام السيد الخوئي عن الفتوى في الحرب العراقية الايرانية ثمان سنوات اللي كانت لاجل القضاء على المؤمنين من الطرفين فالسيد الخوئي باحجامه كان يشل النظام البائد فهذه سلطة وكان يشعر بها النظام السابق بالتالي يصير سلطة وقوة وقدرة فاذن الفتوى سلطة تشريعية .
اذن الامام الصادق كان يمارس سلطة وتلاميذه كزرارة وابو بصير وعمار السباطي وهشام بن الحكم كانوا يمارسون السلطة التشريعية فكيف به هو؟ بل كان يؤثر حتى على سلطة القضاء في الدولة العباسية عبر تربية تلاميذ القضاة من العامة فلو ندرس قائمة القضاة الذين تربوا على يد الامام والباقر والصادق والكاظم والرضا وائمة اهل البيت كانوا منفتحين بهذا المعنى وليس بمعاني اخرى حتى تربية كوادر من الطرف الاخر يسهمون نسبيا وهذه قائمة كبيرة من تلاميذ قضاة العامة عمدة تتلمذهم على الامام الصادق وهذه ليست دعوة عاطفية وانما هي مسجلة في التراجم وكتب الفريقين فكان الائمة يمارسون السلطة ولكن بالوان .
لذلك من باب الفائدة لماذا لا يجوز تقليد الميت ابتداء ؟ من عمدة الوجوه الذي اعتمد عليه ان الفتيا سلطة وولاية والفقيه لما يموت تنقطع ولايته فكيف يكون البقاء على الميت جائز بينما التقليد ابتداء غير جائز ؟ انما يجوز البقاء على الميت باذن الحي وبولايته وسلطنته لا من الميت نفسه الميت سلطته قد ذهبت ففكرة عدم جواز تقليد الميت ابتداء او حتى في البقاء لا يجوز ان ترجع الى الميت نفسه لان السلطة انتهت وهو ليس كالامام المعصوم .
فالمقصود ان الفتوى سلطة والقضاء سلطة ومن ثم عبر عنه بالحكم وهذا كان يمارس في زمن الائمة وهناك عدة روايات يقول فيها الامام الصادق مخاطبا للمؤمنين انظروا الى رجل منكم نظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فاجعلوه حكما او حاكما فاني قد جعلته عليكم حاكما اذن القول بان الائمة ما كانوا يشاركون في السلطة بالوانها المختلفة هذا خطأ تنظيري مفهومي بلحاظ اللغة خطأ وبلحاظ علم الفقه خطأ وبلحاظ علوم السياسية خطأ وبلحاظ علوم الاجتماع خطأ اصلا نفس تصفية ائمة اهل البيت واغتيالهم ومحاصرتهم وتشنج السلطة العباسية والاموية منهم مع انهم في العلن لم يكونوا يعطون للسلطة الاموية او العباسية اي ذريعة واي مستمسك ولكنهم عندما يحسون ان الامام اخذ في تمدد القوة يقومون بتصفية الائمة ما منا الا مقتول او مسموم دليل على انه ما منا الا وله نفوذ وسلطة في عموم المسلمين ما ان تتنامى ويحس الطرف الاخر بالخطر يصنعون معه كما صنع الكافرون بجدهم في مكة وان كان الكافرون ليقتلوك او يثبتوك او يخرجوك نفس الكلام .
فهذه النظرة الموجودة في الفقه التقليدي ان الائمة لم يمارسوا سلطات او لم يدفعوا الفقهاء والعلماء الى السلطة لممارسة بناء وبنيان السلطات هذه مقولة مسامحية لابد ان تقيد بان الائمة لم يكونوا يمارسوا دورا معلنا لا انه لم يكن يمارسوا دورا نعم الدور المعلن الذي يحس به العدو في الطرف الاخر هذي ما كانوا يمارسوها للجهة الامنية واضحة يعني ومن ثم ادارة واشراف ونظم وتدبير فقط من بعيد وفي عمق الخفاء والسرية هذا شيء طبيعي .
فاصل الفرض انه الائمة يسوغون بناء وبنيان السلطة وكانوا يمارسونها ويجعلون تلاميذهم الفقهاء يمارسونه ومن ثم هذه الروايات الكثيرة ما خرج خارج الا وكان وبالا في شيعتنا وكالفرخ لم يستو جناحاه فتتلقه الايدي هذا كلها صحيح هذي اشارة الى انه انت لا تخرج في العلن وبعد لم يستو جناحاك وقوتك لا ان معناه ان بنيان السلطة محرم على المؤمنين هذا منطق باطل فهذه الروايات لها محامل ويجب ان نعي مفادها وهذا شيء طبيعي ، كالطير لم يستو جناحاه يعني اصبر ليستوي جناحاك ثم مارس وهذا المعنى تأكيد على لزوم القدرة لا انه بمعنى العدم .
فهذه الروايات التي يستند اليها لنفي مشروعية الحكومة او ما شابه ذلك هي ادل على المشروعية منها على عدم المشروعية وانما تشير الى تدبير وارشاد ونظم والا اذا الانسان ما عنده قوة كيف يعلن فلا بد يعتمد اسلوب الخفاء والامنية والسرية هذا شيء طبيعي منطقي اما اذا صار عندك قدرة في بلاد من البلدان هل تسلمه للغير وتترك الامور على غاربها؟ اي منطق هذا؟ اذا كان العلماء لا يسمحون ببيع السلاح الى الطرف الاخر فالنظام والقدرة اكبر سلاح ومعنى هذه المسألة في المكاسب المحرمة يحرم بيع السلاح يعني اذا مسكت بالقوة وبنيت القوة يحرم ان تعطي هذه القوة الى الاعداء وهذا منطقي وعقلي ولا معنى لان تقول هذه القدرة التي بيدي اتركها للاعداء يعبثون ما يعبثون .
كما قرأنا كلام الشيخ الصافي يقول لا يعقل ان الائمة يقولوا السلطة اتركوها للاشرار فهذا لا يتفوه بها عاقل مع ان الشيخ هو من النمط التقليدي ونقلنا عن السيد احمد الخنساري والسيد محمد الروحاني العلمين الكبيرين الجليلين مع انهما من الفقهاء التقليديين الا انهما يقولان بان بلاد ايران والعراق ليستا بيئتها كزمن الامام الصادق وكيفية التقية في زمن الامام الصادق لا تنطبق هنا لان القدرة هنا هي بدولة الايمان كيف انت تخلي يدك وتفرغها وتعطيها للاعداء؟ لا معنى له .
فهذه النظرة الفوقية الشمولية لممارسة السلطة وبنائها باستطاعته الاجابة عن كثير من التنظيرات التقليدية الخاطئة الموجودة على صعيد الابواب الفقهية سواء في ادوار الائمة المعصومين او في ادوار العلماء او في ادوار المؤمنين وعموما كما يقولون معالجة موضوعية لهذه الابحاث مقدمة على المعالجة الحكمية المحمولية يعني ليس من باب التخصيص بل من باب نفس الموضوع ثبت العرش ثم انقش .
فهذي اول نقطة ان المسؤولية في بنيان دولة الظهور هي على عاتق الامة والامام له دور معلن وغير معلن والظهور ليس حضور فرق بين الظهور والحضور وهذا خلط حتى عند كثير من علمائنا الاعلام في الفقه والكلام والتفسير وهذا عقائديا خطير وفقهيا كذلك يعني من الاشياء المقعدة المقعسة الميأسة التي تسبب تقاعس وجمود انه نخلط بين الظهور والحضور .
ورد في زيارات وروايات عديدة كثيرة تبين ان الامام حاضر في الاحداث وعلى عاتقه المسؤولية والادوار الكبرى وسينكشف ذلك لا انه مجمد فهذا اعتقاد باطل في صاحب العصر او هو مغلول اليدين قالت اليهود يد الله مغلولة ، يد الله يعني اني جاعل في الارض خليفة هذا هو يد الله غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان فيد صاحب العصر وقدرته هي قدرة الله مبسوطة وليست مغلولة نعم هي غير مبسوطة الى درجة الاعلان اما ان تكون غير مبسوطة مطلقا هذه فكرة يهودية فالامام يد الله وجه الله وجنبه ولسانه ونوره وبيته وعرشه فاليهود قالوا يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا انتم ايديكم قاصرة لا يد الباري قاصرة، الدول العظمى قاصرة لا يد الله قاصرة فكيف نقول صاحب العصر والزمن يده مجمدة؟ او ان امير المؤمنين خمسة وعشرين سنة يده مجمدة؟ هذه عبارة باطلة .
نعم الامة لم تبسط للائمة الى درجة يشكلوا الدولة المهدوية الالهية هذا صحيح ولكن ليس معناه انه بقية انحاء وانماط وانواع دول الائمة لا يقومون بها هذا محور ايضا من المحاور الذي يسبب التقاعس في المسؤولية الفقهية والنظرة انه اذا امامي جامد انا اجمد واذا امامي نشط انا انشط من قال لك الامام جامد؟ خطأ الزيدية تجاه الامام الصادق او الباقر او الكاظم هو هذا ولكن الصحيح ان الائمة لم يمارسوا الدور المعلن مثل زيد الشهيد او يحيى ابن زيد بينما الدور الخفي كانوا يقومون به .اذن قضية الظهور والحضور يجب ان لا نخلط بينها .
المحور الثاني هو انواع الدولة الان في كل علوم الاكاديمية الدول المختلفة وليست فقط الدولة المعلنة واصلا انت لا يمكن ان تقف على دولة قوامها بالدولة المعلنة الرسمية عمدة الدول بالدول غير المعلنة في بطن وخفاء تلك الدول فالمال له دولة والاعلام له دولة والقضاء له سلطة والنخب لهم سلطة ، فاوراق الضغط تتوازن فيما بينها كما يقولون التوازن بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية متعددة كيف توجد بينهم توازن؟ كذلك هنا ما شاء الله من السلطات الاجتماعية بل الدولية والبشرية هذا محور اخر يجب ان لا نغفل عنها ومن يتوهم ان الائمة يقولون هذه السلطات وهذه النمط من الدول لا تمارسوها في الغيبة الكبرى مع هذه القواعد الكثيرة الموجودة فهذا في تيه عظيم .
حينئذ نقرأ رواية عدم النهوض وعدم الحركة وعدم الثورة نقرأها بهذه القراءة انه انت لا تحاول تقفز لادوار معلنة وانت بعدك ادوارك لم تستتم قوة وهذا امر منطقي حقيقي او ان تجعل مشروعك بغير محورية اهل البيت وراية الثقلين حينئذ قضية مشروعة الحكومة في الغيبة الكبرى او ما هو اعظم منها وهو تمهيد الظهور او تمهيد الحضارة الدينية كل هذي بالحسبان وتقع مسؤوليتها على الامة فهذه روايات مستفيضة كيف توازن بينها بالقواعد ومحكمات القرآن .
مر بنا النعماني روى هذه الرواية وابن حيون في شرح الاخبار في القرن الخامس وهي موثقة الحلبي ففيهم فقهاء بنو فضال وهم ثقات وان كانوا فطحية موثقة كالصحيحة ولها اربع طرق اخرى عن ابي جعفر يقول كاني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه فاذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم يعني القدرة العسكرية السيف في الفقه هو استعمال القوة العسكرية فاذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه يعني ما يكتفون بذلك حتى يقوموا ولا يدفعونه الا لصاحبكم يعني توطئة له .
فمن الواضح ان الظهور وحتى الجهاد الابتدائي مسؤوليته تقع على عاتق الامة لا الامام ، اي بمعنى الدور المعلن ايها المؤمنون لا تطالبوا الامام المعصوم بالدور المعلن فيقضى عليه وانما له ادوار خفية اذن فمسؤولية الظهور ومسؤولية اقامة الدولة المهدوية ومسؤولية الجهاد الابتدائي بمعنى اعداد القوى على الامة وليس على الامام بقيد الدور المعلن لاالدور الخفي والا الدور الخفي هو اول المسؤولين والمجاهدين والمحامي والحاملين لمسؤوليات الدين .
ثم تقول لا يدفعونه الا الى صاحبكم قتلاهم شهداء اما اني لو ادركت ذلك لاستبقيت نفسي وهذا ليس معناه كما اشار في جهاد هؤلاء احذر من ان اقتل لا اني لا اشارك لكن لاحظ كيف تكون القراءة معكوسة؟ فما قال اما لو ادركت ذلك شاركت ما اسهمت وهذا معنى الشهادة فالشهادة ليس معناها ان تجعل نفسك بذلة رخيصة للعدو يغتالك ، امير المؤمنين كان يطلب الشهادة ولكن في احد وفي بدر وفي خيبر كل الاعداء يقولون لا نجرأ ان نقترب منه يعني يلتهمنا اذن نحن نفهم معنى الشهادة غلط بان لا نحذر عسكريا وامنيا ونكشف اوراقنا بالعكس كلما ازددت خفاء وتمنعا من العدو هذا هو الشهادة ، ان تكون غير مبالي بالخوف وبالموت غير ان تكون غير حذر فرق بين اللامبالاة وبين عدم الحذر ، اللا مبالاة ليس بالتدبير وليس بان تقول لست ابالي بالتخطيط ولست ابالي بالمسؤولية الامنية والسر والخفاء هذا ليس معنى الشهادة ، فانت مغامر في حين السرية التامة ومغامر في حين الحذر التام والامن التام والاقتدار التام ما يقعشني الخوف فنحن حتى في مجال مفاهيم العسكرية تختلط عندنا المفاهيم والقواعد انه ما الفرق بين الحذر والجبن؟ ربما نحن نمارس جبنا في الموقف السياسي ولكن بحذر ونخلط بينه وربما نمارس جبنا في الموقف العسكري ولو انهزام يسير باسم الحذر هذا خطأ اذن ما الفرق بين الحذر والجبن العسكري والحذر والجبن السياسي ؟ فيجب ان لا تخلط المفاهيم .
في رواية عظيمة عن الامام العسكري الحذر اذا خرج عن حده يصير جبن الاية الكريمة تقول خرج موسى من المدينة خائفا يترقب ليس معناه الجبن والهلع وانما بمعنى اليقظة والحذر والخوف السلبي لا يمارسه الانبياء ولا الاوصياء الخوف بمعنى الحذر واهبة الاستعداد هذا صحيح وضروري فليس معنى الشهادة هو التفريط في الجانب الامني امير المؤمنين لا يوسوس في شجاعته ولكن كان احذر جيش رسول الله ، وحشي قاتل حمزة لما سئل لماذا لم تستهدف امير المؤمنين؟ قال لا استطيع لانه يرمقني ويجتاحني فحذر امير المؤمنين انه ما ان يرى العدو يستهدفه الا واباده يعني ابادة استباقية فكيف نجمع هذا مع الشهادة؟ وبعد احد اخذ ع يبكي بكاءه شديدا عند رسول الله انه لماذا لم استشهد؟ اي شهادة يطلبها امير .
لذلك يقول الباقر اما اني لو ادركت ذلك لاستبقيت وليس لجمدت يعني ما جعلت العدو ينال مني هكذا طبعا الائمة لا ينازعون قضاء الله وقدره هذا صحيح ولكن ليس معناه انه يفسحون المجال للعدو وللاسف نحن نفسر الروايات بشكل مقلوب وهذه منهجية خطرة خاطئة وخطيرة في بيان المسؤوليات .
الرواية اللاحقة ايظا في غيبة النعماني وهي موثقة كالصحيحة الى صالح ابن السهل عن ابي عبدالله جعفر بن محمد في قوله تعالى سأل سائل بعذاب واقع قال تأويلها عذاب يأتي في الثوية في الكوفة نارا حتى ينتهي الى الكناسة يعني الكوفة حتى تمر بثقيف هذه النار المقصود بها قدرة عسكرية قوية لا تدع وترا لال محمد الا احرقته وانتقمت منه وذلك قبل الخروج المعلن للقائم فالقدرة العسكرية مطلوب ان يؤخذ بوتر اهل البيت هذا غير اللي صنع المختار .
ان الانتقام ليس قضية حقد وعقد نفسية ومن اوصاف الله المنتقم وهل الله يمارس اخلاق سلبية؟ حاشاه معنى الانتقام يعني تطهير الارض او المدن من براثن الانحراف المعادي لاهل البيت لكي تستتب البنية في هذه المدن المبنية على الايمان وهذه قاعدة لطيفة ان الاخذ باوتار اهل البيت قاعدة عظيمة لا يدعون وترا لال محمد الا احرقته معناه ليس ان المختار استطاع ان يأخذ كل وتر اهل البيت كلا ،/ والا بعد استشهاده الامام السجاد ترحم عليه وكذلك الصادق والائمة لانه اخذ بوتر اهل البيت وهو الانتقام لاهل البيت؟ ومعناه ليس احقاد ولا عاطفة متعصبة يعني ان الظالمين والمنحرفين واهل الباطل الذين مانعوا اهل البيت ان يقيموا المشروع الالهي هذا بخس لحقوق ولمشروع اهل البيت المشروع الملقى على عواتقهم هذه ظلامة على البعد السياسي والحضاري والاجتماعي فمانعوهم ان يقيموا ما عليهم من مسئوليات .
فهذا يدل على ان تطهير الارض من اهل الباطل والانحراف واقامة بنيان الايمان هذا هو اخذهم بوتر واوتار اهل البيت وترهم انهم بخسوا ومنعوا وظلموا وابعدوا عن هذه المسؤولية العظيمة التي فيها رحمة للعالمين ، فالانتقام لهم بمعنى ازاحة اهل الباطل والظالمين هذه القاعدة في نفسها قريبة الافق مع القاعدة التي مرت في كلام السيد اليزدي في حاشيته على المكاسب في مسألة حرمة بيع السلاح على الاعداء هناك ذكر السيد نفس الكلام ان حرمان اهل البيت من اقامة العدالة والسلطة ازالة هذا المانع اعظم قاعدة يعني نفس الولاية فمعنى اخذ الوتر والانتقام للسيد الشهداء ولظلمة ال البيت هذا معناه .
فحقهم ليس ملوك كسرى او قيصر حقهم فيما القي على عاتقهم من مسؤولية نشر العدل ونشر النور ونشر الحضارة الدينية فهذا اصطلاح وحياني لا يدعون وترا لال محمد الا احرقته النار والنار يعني القوة العسكرية وهذا بيان انه ما ان تنوجد قوة عسكرية لدى المؤمنين يجب ان يثبتوا بنيان الايمان وهذا نوع انتقام لاهل البيت بهذا المعنى يعني بنيان واسهام في بناء مشروع اهل البيت في هذه الربع ساعة الاخيرة تم المرور على جملة من القواعد الجديدة منها قضية الوتر ومنها ما مر بنا من قواعد اخرى تم استعراضها.