46/09/30
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (68) خارطة القواعد في المسؤولية العامة
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (68) خارطة القواعد في المسؤولية العامة
كان الحديث ان كلمات الاعلام من الشيخ المفيد والطوسي وبقية القدماء الى المتأخرين هو ان اقامة الكيان السياسي وظيفة واجب وانه لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر او ليولين عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم وهذا البيان مستفيض والمصداق الابرز هو المنكر والمعروف الاجتماعي والسياسي اي النظام السياسي ... او ليولين الله عليكم شراركم اذ مع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سيولي الله عليكم خياركم اذن واضح ان العمود الفقري لباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو اقامة الحكم هل يكون بيد الاخيار او بيد الاشرار ؟ لانه ينبوع الخير هو حكم الاخيار وينبوع الشر هو حاكمية الاشرار .
ففلسفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كفقه مقاصد وغايات اكد عليها في بيانات اهل البيت وكما ورد ايضا في الروايات فريضة تقام بها بقية الفرائض واللطيف ان هذا البيان في وصف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بعينه ورد في وصف ولاية اهل البيت انه لماذا هذه الولاية اعظم من الصلاة والزكاة والصيام والحج لان الولاية مفتاحهن فنفس الاوصاف وردت في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يدل على ان عمود هذه الفريضة هو بحث الحكم وان النظام الشرعي يكون بيد من؟
اذن هذه بيانات وشواهد دامغة على انه دوما السعي والمسير لبناء القوة والقدرة بالصلاح والاصلاح والصالحين والاخيار ورأس هذه المشروعية من الامام الثاني عشر وانه نصرته وعونه نصرة لراية اهل البيت فاذن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة ولائية لذلك لاحظ حتى التعبير في الايات المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لاحظ ارتباط باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الولاية ولذلك ورد المنافقين والمنافقات بعضهم من بعض فعندنا كيان نفاق وكيان الايمان وولاية الايمان وولاية النفاق نسيج اجتماعي وبنيان وعدم الاكتراث بهذه البنيان هو عدم الاكتراث بالولاية ومناصرة لها والية هذا البناء في كل ظرف كيف تكون ؟ هل بالقوة الناعمة او القوة الساخنة ؟ ولكل منهما وقت معين .
الخلط الذي يحصل في روايات كثيرة النهي عن الخروج او عن القيام لاجل عدم حسن التخطيط والتوقيت لاستعمال القوة الساخنة لانه اذا كانت القدرة المؤمنة ليست بدرجة عالية في الامكانيات امام العدو فهذا يسبب ثنائها شبيه ما ادى به الامام الحسن ان سبب الهدنة مع معاوية انه لو تكالبت الخوارج والامويون الفرق المختلفة ضد مسار المؤمنين فهو تنحى جانبا لكي يكون الاصطكاك فيما بينهم .
فمتى تستخدم القوة الساخنة بنحو ساخن؟ او بنحو الحرب الباردة او استخدمها كقوة ناعمة هذي كلها لها ظروفها وانه متى تستخدم الحرب النفسية والمكر والامن والكيد لها وقت معين لا ان الروايات تدعو الى اللامبالاة او عدم التصدي لبناء تشييد كيان الحكومة ، اصلا ليست اصلا الروايات معللة وذكروا الفقهاء في ابحاث الفقه السياسي شواهد دامغة ان كل راية ترفع فهي راية ضلال المقصود يعني من يدعو الى حكم غير اهل البيت لا ما يدعو الى حكمهم فلا تسمى في الروايات راية ضلال او طاغوت فالتحذير من كل راية ترفع لانه باعتبار اضطهاد المؤمنين تحت ظلم بني امية وبني العباس فربما تخدعهم كل راية تحرر لان اصحابها قد هم اصحاب مصالح ومآرب سياسية .
فمن ثم الائمة يؤكدون انه لا تستوثقوا بكل احد انظر ما هو شعاره وما هو حقيقة مرامه لا انها في صدد منع القوة الساخنة بقول مطلق بالعكس الروايات تؤكد على عكس ذلك تقول لا بد من توازن القوة الساخنة واستعمال القوة الساخنة وسنقرأ في الروايات وددت ان الخارجي من ال محمد يخرج ولا زلتم بخير ما خرج او لا زالت الزيدية وقاء لكم فمجموع هذه الروايات وجمعها كثير من الاعلام في بحوث الفقه السياسي وعمدتها ما جمعه صاحب الوسائل في ابواب الجهاد الباب الثالث عشر والثاني عشر لا اقل جمع ثمانين بالمئة من تلك الروايات .
فمقابل هذه الايات التي هي من محكمات القرآن التي ذكرناها مثل اعدو لهم ما استطعتم من قوة والاسلام يعلو ولا يعلى عليه ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا او لا تدعوا الى السلم وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين هذه الايات تحث وتأمر في ابواب متعددة استعرضناها كلها في مسار وخارطة واحدة وهي بناء القوة كيف تكون ؟ ومتى تكون ؟ وهذه بحاجة لخبراء؟ وبحاجة الى توقيت ومعرفة الشروط .
فهذه مسؤولية ليس نخبة واحدة بل مجموع المؤمنين كل حسب الثغر الذي هو فيه اما هذه الروايات فهي لا تخالف محكمات القرآن وانما في صدد كيفية الاستعمال لان في القرآن ايضا لسان التقية وهذا مر بنا بحث مهم التقية ليست على زي ووتيرة واحدة وانما على اشكال بحسب الضعف الموجود عند المؤمنين وبحسب ما يتمكنون من القوة لا انهم يفرطون في تكريس الضعف ولا انهم يفرطون في استعمال القوة وهي ليست لديهم ، طبعا بلحاظ نظرة مقطعية والا بلحاظ النظرة المستقبلية الاعداد لابد ان يكون ولو بخفاء .
فاذن مجموع القواعد الموجودة اذا يلاحظها الانسان في الابواب والايات والغايات القصوى من هذه الابواب لا يصح قراءة رواية او طائفة من هذه الروايات بمعزل عن هذه المنظومة وهذا الحث من اهل البيت على ان السلطة القضائية تكون مستقلة عند المؤمنين وان الاجرائية كذا حتى موارد المالية وحتى دولة الظل او دولة المجتمع او دولة مجتمع الظل كل هذه واضح فيه انه خطة بناء ديموغرافي في الدرجة الاولى من الائمة لتحصين دار الايمان وهذه غير دار الاسلام ودار الفجار فتلاحظ الدار الذي يحكم ليس فقط النسيج الديموغرافي الاجتماعي لذلك عبر في الروايات الذين رصدهما صاحب الوسائل لهذا البحث عبر بدار التقية او دار الفجار او دار الايمان او دار الهدنة او دار الكبار اي الطواغيت و دار الاسلام .
فلاحظ اصلا الدار تطلق بلحاظ النسيج ديموغرافي الاجتماعي وبلحاظ الحاكم وكما قال السيد احمد الخوانساري والسيد محمد الروحاني الان المجتمع الديموغرافي في غالب العراق او غالب ايران ليس كالمجتمع في زمن الامام الصادق ذاك الظرف موضوعه شيء وهذا الظرف موضوعه شيء اخر لان اذا مجموع القواعد تحسبها تجدها شيء اخر لا ان بينها تناقض وتخصيص واستثناء انما هي منظومة ترتبط بمقدار ما تتهي الظروف وتهيئة الظروف على كاهل المؤمنين والنخب ولو بالتدريج وليس انه نقرأ احد الطوائف بانه هو البرنامج الدائم لأنه في الروايات ذكرت حتى الصيحة فهل هذا هو بشكل مؤبد ؟ كلا وانما تأكيد اهل البيت على ان هناك راية لا تحتاج الى فحص وهي راية الصاحب التي لها علامات خمس وفيها علامات اعجازية عقلية اما البقية حتى في المؤمنين يجب ان يتفحص عن برنامجه وغايته هل غايته الدنيا ام الاخرة؟ هل غايته الاستئكال غير الاستئكال لا انه عدم اعداد القوة يعني تفرجوا كما يتفرج الغريب من بعيد هذا ليس المراد وانما يعني بقية النداءات والنهضات يجب ان تفحص نواياها وقياداتها وبرامجها مثل ما ذكر الشيخ المفيد يعين المؤمنون الفقيه ما دام يقيم حدود الله فاذا خالف فلا يعان خلافا لصاحب العصر والزمان لانه معصوم .
فهذا التأبيد في الروايات الى الصيحة بهذا اللحاظ يعني تقسيم الرواة والبقية يجب ان تفحص وسنقرأ هذه الروايات وانما اسرده سرد اجمالي لبيان المقام لربما لا يسعفنا الوقت لذلك ابينها بشكل اجمالي اما قضية انه لو يشكل الحكم وبالتالي هذا الحكم اذا كان باسم اهل البيت فاذا حصل فيه فساد وافساد يصير نظرة سوء حول مذهب اهل البيت وهذه تسبب فتنة عقائدية وهي اشد من الفتنة السياسية .
الجواب عن ذلك :
انه يجب على من يتصدى ان لا يشوه ولو افترضنا انه غير معصوم وليس عنده سيطرة وليس عنده قدرة وبالتالي اهل الدنيا وان كانوا منتسبين للايمان كثر، فالناس عبيد الدنيا حتى المؤمنين ولكن هذا لا يبرر ان تترك الامور على غاربها ، طبعا المؤمنين ليسوا كلهم في درجة التقوى والاخلاص والطهارة وفي حب الدنيا واحدين ، لكن هذا لا يعطي ذريعة انه تجعل الامور حبلها على غاربها او انه اجعل لمن يبيد اسم اهل البيت ويبيد كل معالم المجتمع المؤمن اسمح له بذلك ، فلا هذا ولا هذا وانما توازنات لا بد من ملاحظتها .
كما يقول الشيخ لطف الله الصافي وغيره من الاعلام وهل يدع الحكم للاشرار؟ وهذا اليس خلل في عقله؟ فبالتالي الاصلاح ما امكن والا الكلام الكلام الان التغلغل في الحكومات الجائرة التي هي اشد انحرافا من حكومة اتباع ال البيت فهذا التغلغل كيف يكون ؟ وكيف يقي نفسه؟ يعني كيف تصور ان الوزير في حكومة الجور يستطيع ان يتفادى الفساد اكثر مما لو كان وزير في حكومة ترفع راية اهل البيت نقول هذا لو كان في دولة الجور لكان اكثر هو على الاقل في دولة الامراء والوزراء والحكام المؤمنين فيمكن ان يحاججوا بمنطق مذهب اهل البيت اما هذا الطرف الاخر كيف تحاججه وتعاتبه؟
فبالتالي هذه التفرقة من جهة برغماتية ومن جهة واقعية انه المشاركة في الحكم الجائر واجب بقدر المستطاع والقوة وكذلك دفع الضرر عن المؤمنين الكلام الكلام يعني تقليل شرية الحكم فمن الواضح ان هذا اقل مؤنة اذا استلمه المؤمنون الان حتى لو كان المؤمنون ابناء الدنيا وليس ابناء الاخرة ايضا هذه الشرية يجب ان يتغلغل فيها لا انه يتكتر وانما يقتحمها ويقلل الشر لان المسيرة قائمة على تقليل الشر ودفع الفساد ودفع الضرر عن المؤمنين فهذا شيء واجب سواء انحراف مالي اخلاقي اداري حقوقي .
هب انك تقول ان هذه ليست شرعية وهذا اكثر ما يمكن ان تقوله فانت قائل بعدم شرعية اقامة حكم المؤمنين بالتالي نقول اي حكم غير شرعي يجب التغلغل فيه والانخراط لتقليل الضرر فاذا انت فرضت حكومة اللامؤمنين فيها نسبة من الشرعية او اللاشرعية يجب ان تتغلغل وتخترق لتقليل الشر والاصلاح فاذا كنت بمنطق فقهي هذه النتيجة واذا بمنطق عقلي نفس الشيء .
نعم الانسان يجب الا يشوه اسم مذهب اهل البيت وهذه الدماء الطاهرة لهم وهذه الطهارة والنور هذا شيء طبيعي لذلك نقول بالعكس انه يبين للانسان ان التشويه يبعده ويزيله وما شابه ذلك ويعاتب ويحاكم اذا كان تابع للمؤمنين فبالتالي هذا ليس مبرر وكما ذكر السيدان السيد احمد الخنساري والسيد محمد الروحاني مع انهما ليسا ثوريين قالوا بيئة التقية ما يصح مقاييستها مع زمان الصادق او الباقر فانت لاحظ لماذا اختلفت سياسة الامام الكاظم والصادق مع الدولة العباسية ؟ لان جماعة المؤمنين اصبحت قوتهم اكثر لانه كان قد قدر ان موسى ابن جعفر هو مهدي ال محمد وهذا لا ينافي ان الحتمي هو الامام الثاني عشر - لان عالم البداء والتغيير بمعنى انه البيئة كانت مساعدة في الامام الكاظم الا انه حصل التخاذل او التقصير في التدبير والدهاء والمكر وهو من الاخطاء الكثيرة عند المؤمنين التي تؤكد الروايات عليها .
فهذا يدل على انه اذن ظرف التقية حتى السياسية في زمن الامام الصادق ما تمارسها بعينها زمن الامام الكاظم فهي تختلف بحسب قوة المؤمنين فانتشر المؤمنون في البغداد والا هارون السفيه العباسي لماذا سجن الامام الكاظم؟ هذا التقرير موجود في الطبري والكشي من الجواسيس الذين يرفعون تقارير الدولة العباسية ان اتباع الامام موسى ابن جعفر يشكلون قوة ضاربة مخيفة للدولة العباسية وهذا اثار هارون السفيه ان يقوم بسجن الامام مدة مديدة من السنين .
كذلك لاحظ خطاب الامام الرضا مع اللامأمون العباسي كانت موقعية نفوذ الامام اكثر من الامام الكاظم لنه ازدادت قوة المؤمنين فكان يتكلم الامام الرضا على المكشوف ويحاجج الدولة العباسية ثم عاد الوضع الى تخندقات ديموغرافية متعددة في زمن الامام الهادي والعسكري فبدت شبكة الوكالة فبدأ الامام الهادي يامر السيد عبدالعظيم الحسني باوامر ونحن نقطع بان الاخير لا يمكن ان يتكلم عن نفسه فهو مخلص خالص فكيف ان السيد الحسني يزج بالعلويين الثوار ليقيموا دولة في شمال ايران ؟
فاذن لاحظ الخط البياني في نفس زمن الائمة تختلف وسيرتهم تختلف حتى انه صاحب الفخ ارتباطه بالامام الكاظم بالخفاء موجود وهو اسمه الحسين بن علي حتى هناك كلام ان الامام الصادق مع دولة الادارسة في المغرب كان ايعاز منه ، لا تقل بانه لا نذعن بهذا الكلام اذا لم يكن تصريح معلن من الامام الصادق ، اي عقلية هذا ؟ تطالب بهذا الشيء؟ هذه امور سرية خطيرة كيف تريدها في العلن ان يجاهر بها ائمة اهل البيت؟ كما هو الحال بين المختار وزين العابدين ربما اثناء ظل المختار يضطر الامام زين العابدين ان يصرح بتصريحات ضد المختار لصعوبة الظرف وكذلك التوابين ظرفهم صعب ولذلك حتى زين العابدين بعد ما انجلت الغبرة بدأ يمدح المختار .
فما الفرق ان الدويلة في زمن زين العابدين والشيعة قلة؟ مع ذلك اقامت دولة؟ يعني هل يمكن تقول في فترة اقامة الحكم صحيح ولكن ليس بصحيح الى ظهور الصاحب ؟؟ هل هذا معقول؟ انما هي تابعة للظروف اول من قام بحركة عسكرية من دون تصدي الامام المعصوم في الظاهر هم المختار والتوابين كيف يمدحهم الامام الصادق في كامل الزيارات؟ هو عمل عسكري وقوة ساخنة لكن هي تحت راية اهل بيت وليس ضدهم وهذا ايضا فيها لغط ومدح ذم وكثير من الباحثين الذين خاضوا في هذه الروايات وقالوا صعب ان نجمع بينها قلت ابدا ليس بصعب هذه الروايات كلها لها زوايا ايجابية وسلبية يعني بالتالي لاحظ اهل البيت يجعلونه في المجهر فالسلبية قد تكون من زيد او للتغافل او اي شيء معين ، يعني في جانب سلبي والا بداية اقامة دول الزيدية في شمال ايران في عهد السيد عبدالعظيم الحسني وكذلك في عهد الامام الهادي .
نفس التفسير الامام العسكري اثنان من المؤمنين مع ابويهما اتيا الامام وصارت حالة ارتباط والا لماذا كان عبدالعظيم الحسني مطالب من قبل الدولة العباسية لانه كان همزة وصل بين العلويين الثوار والدولة العباسية وكان همزة الوصل بين العلويين الثوار والامام الهادي اذا انت تريد تقول اذا لم يعلن الامام هذه صريحا جهارا فلا نقبل ان هناك موقف مشرعنة من الامام الهادي نقول اي منطق هذا في الاستدلال؟ لانه في عالم السياسة وعالم الحروب الامنية لا تتوقع من الائمة ان يصدر من عندهم اعلانا جهارا بالموقف فانا اريد ان ابين الظروف والزوايا قبل ان نلجأ الى بيان التقية وما شابه .
فاذن سيرة ائمة اهل البيت من الامام زين العابدين او الامام المجتبى هو هذا والا الظروف في زمن امير المؤمنين تختلف لماذا هو فترة25سنة لم يتصدى عسكريا وبعد ذلك تصدى؟ لان الظروف تختلف ونحن نزور امير المؤمنين بهذه الاوصاف: اشهد انك لم تختلف ولا تقلبت اقوالك ، فنرى في خمسة وعشرين سنة ما واجه الامام عسكريا لكن بعد ذلك واجه بلا هوادة في الجمل والنهروان وصفين فكيف تقرأ انت خمسة وعشرين سنة له مع الست سنين ؟ هذا كله لاختلاف الظروف لا ان الوتيرة عند الائمة واحدة ولا ان امير المؤمنين يختلف حكمه عن الباقر والصادق الى صاحب العصر فقد تخدع انت ببعض لسان الروايات او ان الامام الحسن بما اتخذه من موقف فالامام الحسين يتخذ موقف اخر كلا انما هو بحسب الظروف والقواعد والموازين فتختلف الحالات عن بعضها البعض .
حتى الامام زين العابدين باعتراف عبدالله بن عباس شارك عسكريا في كربلاء كما نقله النعماني في الغيبة والكافي في بعض الروايات تشير الى ان الامام شارك في بداية المعركة عسكريا واصيب بجراح شديدة اقعدته وهذه هي الحالة التي كان يعاني الامام منها يوم عاشوراء فكيف الامام زين العابدين يشارك في الجانب العسكري؟ ثم يتخذ جانب الانكفاء والانعزال ثم بعد ما تنجلي الغبرة يمدح ما فعله المختار وقبل ذلك كان يدينه ؟ هذه الضرورات تقتضيها الظروف فهذا ليس من باب التلون حاشاهم وانما هي ظروف القدرة كيف هي؟ وهم ساسة العباد .
كذلك في حال الامام الصادق وذكرت لكم ان في ملفات الامام الصادق وجدت علاقات من مصر الى المغرب العربي والان هذه طفحت في كتبهم التاريخية ولم يكن يطلع عليها الفريقان في انشطة الامام الصادق انه قابع في المدينة في الظاهر فكيف يدير الامور والموازنات كما يديرها في خراسان والعراق عبر وسائط وعبر ايدي فهل انت تريد الامام الصادق في بيئة المدينة يتخذ اسلوب ساخن كما يتخذه في خراسان ؟ فهو اسلوبه في مدينة وفي مكة غير اسلوبه في العراق وفي خراسان وذلك نتيجة الظروف والقوة والقدرة ، وان اسلوبه ايضا مع دولة الادارسة في المغرب العربي غير ذلك .
هناك نص ينقله ابو الفرج الاصفهاني ان الامام الصادق هو الذي اشار الى بني الحسن ليؤسسوا دولة الادارسة وهذا حتى موجود في مصادر تاريخ المغرب العربي هذه سيرة قطعية اجمالية موجودة فيجب ان نلتفت ان الامام الواحد بلحاظ الجغرافية والبيئات في الزمن الواحد او الازمنة المختلفة يتغير موقفه وسياسته وهذا شيء طبيعي لانه تابع للموضوع وكما قال السيد احمد الخوانساري والسيد محمد الروحاني ما يمكن ان موضوعا واحدا وبيئة واحدة تسربها على كل الازمنة فهذه الالسن من الروايات هي بلحاظ ظرف القوة ورتبة القوة واستعداد الناس وتخاذلهم .
هناك رواية لا اود ان اذكرها واعظم بها واعظم ولكني مضطر لقراءتها لكي ابين مطلبا مهما فيما يرتبط بامير المؤمنين مع حواريه الاربعة اعظم بهم واعظم كسلمان ومقداد وعمار وابي ذر قال امير المؤمنين لو وجدت فيكم شدة بأس جعفر وحمزة لقاتلت بكم الجبال فلاحظوا الظروف تختلف واستعداد الموالين والمحبين والتابعين تختلف ، فحمزة بركان هائج ، لكن تجد جعفر ابن الوليد يتخاذل ويرجع الى المدينة وتعيره النساء بانهم فرارين اما جعفرنا ثبت فهذه ليست خسارة وانما في منطق المبادئ هذا صمود في ابناء الايمان فكان من جعفر صمود وهو الذي نجح الفتوحات الاسلامية وهو اول من نادى بالتكبير في مواجهة العدو واخذ المسلمون السنة منه لانه يستنزل نصر الملائكة وهذا في مؤتة .
فالقضية ترتبط باعدوا له ما استطعتم من قوة هذه معادلة عظيمة في هذه الاية الكريمة لا تدعو الى السلم وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين الان علم فيكم ضعفا فخفف عنكم لاحظ نفس منطق امير المؤمنين مع الاربعة فيقول لهم لو علم فيكم صبرا نقول تحملوا الباس اما اذا عندكم خواء نفسي شيئا ما وهناك اقبال على الدنيا هنا يصير ضعف ، اما نحن هنا فخارجين عن الموضوع بالقياس اليهم .
الائمة كثيرا ما يشترطون لو كان فيكم كذا لصار كذا كهارون المكفوف لكنت اخرج مثلا وما يقرب من هذا المضمون قال ايتني بعشرين مثل هذا من الكوفة او من خراسان اذن هي قضية ظروف وهذه الظروف قد في المقطع الراهن المؤمنون لا يقدروا ان يخلقوه لكن في المستقبل يستطيعون وهذه وظيفتهم ان يخلقوا ذلك ولذلك لاحظ في الروايات التي يستشهد بها على عدم القيام بعضها تقول ان كانت راية الضلال فلماذا يقيدها الامام؟ لانها في قبال راية الهدى .
هناك روايات عديدة عند العامة فضلا عن الخاصة ان هناك جماعة توطئ للامام المهدي ولا يكون الظهور الا بتمهيد وتوطئة من جماعة محقة فدائية بطولية وطرقها من العامة اكثر من طرقنا اربع خمس روايات من طرقنا وطرقهم طرق متعددة فلاحظ دولة الظهور التي هي ابرز واشد وظيفتها لابد من مشاركة الامة فيها ان تمهد لها وعندنا لسان من الطوائف والروايات كثيرة يقولها الامام الصادق والباقر وزين العابدين والكاظم في قبال من كان يعاتب الائمة انه لو وجدت فيكم كذا لصار كذا .
فما نقول خط احمر مغلق من قبل اهل البيت هذا فهم خاطئ لا يوجد فقيه يصرح بهذا الفهم الخاطئ عكس ذلك موجود في بيانات اهل البيت والايات والفتاوى اذن ان نصوغ صياغة ما انزل الله بها من سلطان من ايهام بعض هذه الروايات ان في زمن الغيبة محرم قيام حكومة هذا بيان ما انزل الله به من سلطان وانا ذكرت هذه الامور على نحو الاجمال لا التفصيل والا الشواهد التفصيلية كثيرة والروايات التي جمعتها كثيرة معللة دائما مثلا الجهاد مع امام عادل يؤمن على اقامة احكام الله والعدل ، الجهاد يعني توسعة الدولة الاسلامية فهذه معللة ، لذلك السيد الخوئي لم يعتبر ان هذه وظائف خاصة بالامام المعصوم ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله فما تترك الامور على غاربها وهذا بنفسه نصرة لصاحب الزمان وهو في كبد الاحداث ، اصلا انت لما تؤسس للصاحب تؤسس مجتمعات بالقوى الناعمة الفكرية العقائدية وبالقوة الاخرى ؟ بالعكس هذه تكون تمهيد ارضيات واليات.