46/09/28
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (66) خارطة القواعد في المسؤولية العامة
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (66) خارطة القواعد في المسؤولية العامة
في ضمن نقل سلسلة اقوال الاعلام في ما نسميه خارطة الطريق او الهيكل الاصلي لابواب المسؤوليات العامة نجد ان ابن شهر اشوب في كتابه متشابه القرآن او فقه القرآن وايضا العلامة الحلي في التذكرة واخرون استدلوا على وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسؤوليات العامة بنفس ايات وظائف دولة ظهور الصاحب عج ، مثلا استدلوا كل هؤلاء الاعلام من المتقدمين وجملة من المتأخرين استدلوا بهذه الاية الكريمة : كنتم خير امة اخرجت للناس مع انه في بيانات اهل البيت خير ائمة ووظائف الائمة المعصومين هذه تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر مع ذلك استدلوا بها على باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ايضا استدلوا مثلا بهذه الاية ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فهنا لام الامر اي انها موجهة لاصحاب الولاية والقيادة مع ان في رواياتنا خطاب لائمة اهل البيت اي خطاب للقيادات مع انه المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ولكن ولتكن منكم امة وليس كلكم هذا بلحاظ دور القيادة والادارة مع ذلك استدلوا بها على باب المسؤوليات العامة .
ايضا من الايات وهي مرتبطة بوظائف دولة الظهور : الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهى عن المنكر وكذا ونريد ان نمن على الذين استضعفوا ايضا جعلوا هذه ايات وظائف دولة الظهور جعلت في كلام الاعلام من ادلة امر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالتالي المسؤوليات العامة وهذا يعزز لدينا كم نقطة يعني فهم هؤلاء الكبار :
اولا : ان اقامة دولة الظهور وظيفة مشتركة بين الامام المعصوم والامة ، فالامة دورها الاعداد وتهيئة الارضية ، طبعا الامام ع من اول الخط الى اخر الخط هو في كل الشؤون والشجون حامل للمسؤولية باعظم ما يمكن ان يسمح له والا هو يزيد من تحمل المسؤولية اكثر من هذا ، قال تعالى انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر نفس النكتة يعني هم يتحملون المسؤولية الا تنصروه فقد نصره الله .
فلما يقال ان الامام له دور القيادة وكذا لا ان الاعداد هو لا يساهم فيه وانما بالمقدار المسموح له والمأذون له وهناك تعابير موجودة في وصف الامام المهدي انه يزيد في طاعة الله على ما يؤمر ، وحتى ايات الحسبة ليقوم الناس بالقسط وما شابه ذلك او انزلنا الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط او كونوا قوامين بالقسط فكلها من ايات الحسبة هذه استدلوا بها على المسؤوليات العامة فبالتالي هذا يعطينا ان الامور الحسبية او وظيفة الظهور وظيفة مشتركة بين الامام الثاني عشر والامة .
النقطة الثانية :
ان المسؤوليات العامة في الغيبة الكبرى من بدايتها من زمن سيد الانبياء هي متصلة بدولة الظهور بنفس الخارطة وبنفس الطريق وبنفس المسار فهذه الظروف والموضوعات اذا ينظر لها بحرفية ما بحثه الاعلام في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول هذا الباب يغاير باب الجهاد وهذا صحيح فباب الجهاد حرفيا يغاير باب الدفاع فعنوان قيود وشروطه يغاير باب المرابط والحراسة فهذه الابواب حرفيا تفصيليا قوالبيا تغاير باب التقية لكن بالدقة هذي الابواب الستة من باب القضاء باب الحدود باب اقامة الكيان والحكم والنظام الاسلامي والديني بقدر الوسع وايضا تولي ولاية الجائر واختراقه هذي ابواب كلها تقع تحت ظل قواعد موحدة مشتركة وتصب في اعداد القوة وتصب في الايات التي لم نكمل قراءتها ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وتصب في ان الاسلام يعلو ولا يعلى عليه وتصب في ولا تدعو الى السلم وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين وتصب في ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا هذه الايات كلها تصب في لزوم وصول كيان الايمان الى القمة في العزة والقوة وانما ذي ظرف سواء تسميه جهاد او دفاع او مرابطة او حراسة او اعداد قوة او ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او ابواب التقية او ابواب القضاء والحدود هذي ابواب تصب في هذه القواعد بحسب اختلاف الظروف وبحسب اختلاف الامكانيات وهذا الاختلاف انما هو مقطعي والا الغاية والمسير والصراط واحد .
عقدنا العام الماضي ربما سبعين جلسة من اول شهر رجب الى الان نحن وراء هذا اللب وهذي الخارطة والتركيز عليها وبالتالي فان الظهور ايضا وظيفة مشتركة على عاتق الامام وعلى الامة ايضا وما يقع على الامة هو اكثر الزاما ومسؤوليته ، ﴿ان تنصروا الله ينصركم﴾ او ﴿ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم﴾ هذا مظافا الى ان الخطابات التي خوطب فيها الائمة ايضا خوطبت بها الامة بمعنى انها متعاونة ممهدة معدة مناصرة للائمة ع ، فبهذا المعنى الخطاب عام .
من ثم نصل الى بحث فقهي وعليه لغط كبير ولكن هذا اللغط في الحقيقة يخدم ما نحن فيه انه هل وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هل وجوب عيني او وجوب كفائي ؟
ذهب الى الوجوب العيني الشيخ الطوسي في جملة من كتبه واصر على ذلك المحقق الحلي في الشرايع وايضا ذهب الى الوجوب العيني التلميذ الابي وهو من قم وهو فقيه من الفقهاء الكبار وصاحب كشف الرموز وكذا غالب المتكلمين ذهبوا الى انه وجوب عيني بدلالة العقل ،
في قبال هذا الراي السيد المرتضى واكثر المتكلمين وابن ادريس ذهبوا الى انه واجب كفائي وليس وجوب عينيا والذي نراه نحن هو صحة كلا القولين لان الوجوب الكفائي كمسؤولية هي مسؤولية مشتركة وهذي المسؤولية المشتركة ليس الانسان مسؤول عن نفسه فقط ولا مسؤول عن انجاز هذا الفعل الذي يريده الله عز وجل ان ينجز ويقام بنحو الحتم والبت فقط ، وانما الانسان في المسؤولية المشتركة هو مسؤول عن امتثال ومشاركة ومساهمة المؤمنين في هذه المسؤولية كما في قوا انفسكم واهليكم؟ هنا في الواجبات الكفائية في الحقيقة تأتي هذه الاية بكل عمومها قوا انفسكم واهليكم نارا كل المؤمنين اهل لك؟
المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء هذه ولاية لكل احد يأمرون او يأتمرون بالمعروف احد القراءات لسورة العصر في اية وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر في احد القراءات العشرة المعروفة وائتمروا بالحق وائتمروا بالصبر ، حالة التواصي فمسئولية الواجب الكفائي هي في الحقيقة طبيعتها مسؤولية ذات الزوايا متعددة ، فمن جهة الرعاية والاهتمام المسؤولية في الواجب الكفائي المشتركة هو وجوب عيني ليس وجوب كفائي ،
طبعا الكفائي على هذا البيان الذي تبين لنا هو كل مسؤولية مشتركة وذات الزوايا وابعاد عديدة فالاهتمام بانجاز هذا المطلوب الشرعي هذي وجوب عيني نعم تختلف شدة الوضع بحسب المؤمنين وقدراتهم وموقعيتهم ولكن هي وجوب عيني وليست وجوب غير عيني والانسان فيها مسؤول عن نفسه وعن غيره .
ففي الحقيقة من راى من الفقهاء كالشيخ الطوسي والمحق الحلي وجماعة من هذا القبيل انه عيني نعم كلامهم صحيح من جهة انه الانسان هو مسئول بقول مطلق عن انجاز هذا الفعل حتى لو كان شيخ وشيخة مرأة او رجل فهو مسؤول بهالمعنى انه ولو بالواسطة ولو بان يحرض من لديه الكفاية .
نعم فاذن من هالجانب يصير عيني ومن جانب اخر اللي في قبال العيني يكون الاخرون بنحو التشارك وما شابه ذلك فبعبارة اخرى هناك صلح بين القولين القول بانه عيني هذا صحيح فالانسان مسؤول عن نفسه وعن وعن وعن ومن جهة اخرى ايضا مسئولية مشتركة تقع على الجميع فالانسان مسؤول عن الفعل ومسؤول عن انجازه ومسؤول عن قيام الاخرين بالمسؤولية يعني هناك تولي لكل من الاطراف لبعضها البعض داخل نسيج المؤمنين .
فائتمروا هي ليس فقط امر ومأمور وانما كل منهما امر ومأمور فالصحيح اذن في هذا الواجب العيني انه من هذا القبيل وهذه نكتة مهمة لطيفة تركز علينا على حقيقة المسؤولية المشتركة والواجب الكفائي في هذا الجانب وتصب بالتالي وتعزز ان هذه الابواب في المسؤولية العامة هي ابواب تصب في قواعد مشتركة واحدة .
النقطة الاخرى ايضا ذكرها غير واحد من المتقدمين كالراوندي وابن شهر اشوب ان ضابطة الحسبة في المسؤوليات العامة كلما احبه الله لا انه الزمه وانما في المصالح العامة كلما احبه الله لازم وواجب وضروري الاتيان به وهو مسؤولية مشتركة على الجميع ، مثلا ان الله لا يحب الظالمين معناه ان مقاومة الظالمين لا بد منه او ان الله يحب المتقين يعني ان بناء المجتمع على التقوى لازم ومن هذا القبيل من امثال يحب ولا يحب واراد الله وكذا .
فاذن في المصالح الحسبية العامة كلما رغب الله فيه وبين رغبته وارادته وحبه له هذا معناه انه لابد ان يؤتى وهو واجب مشترك وكلما كرهه الله وتبرم منه الله تعالى في المصالح المشتركة وفي الصالح العام وفي المسؤوليات المشتركة هذا حرام ويجب على الجميع تفاديه والانزجار عنه ، هذه ايضا نكتة تصب في المسؤوليات العامة وتصب بان هذي المسؤوليات كلها على طريق واحد .
نقطة اخرى نذكرها في هذا المجال مهمة يستفاد من مجموع كلمات الفقهاء المتقدمين وطبقة المتأخرين ومتأخري المتأخرين ومتأخري الاعصار والمعاصرين وركزت عليها الروايات بشدة واذا لا نبالغ هي مستفيضة ان لم تكن متواترا بالفاظ متعددة بهذا اللسان : لتأمرن بالمعروف او لتنهن عن المنكر او ليسلطن الله عليكم شراركم ، او ان الله يبغض المؤمن الضعيف الذي لا ينهى عن المنكر ولا يأمر بالمعروف لاحظ على عكس ما يقال ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مشروط بالقوة ذاك في البعد الفردي كما يقول السيد محسن الحكيم اما في المنكر الاجتماعي والمنكر السياسي والمنكر في المسؤوليات العامة والمعروف العام المفروض على المؤمن ان يحصل لديهم القوة فيبغضه الله اذن لانه مقصر في تحصيل القوة .
اذن لاحظ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الاجتماعي او السياسي او المسؤولية العامة هذه غير مقيدة بالقدرة مقطعيا لكنه مقدور على المدى البعيد بان يهيء القوة وكما مر بنا التقوقع والانحباس في النظرة المقطعية خطأ وخطأ لان خارطة الطريق واحدة يجب ملاحظة المستقبل ولنا وظيفة من الان نحو المستقبل رحمة الله على الاصوليين في باب مقدمة الواجب قالوا المقدمات المفوتة اي المقدمات التي الان انت تخاطب بها مع امكانية القدرة من الان تخاطب بالمقدمات اما المفوتة لماذا؟ لانه ان لم تهيئها الان سوف تفوت عليك فاللازم ان تعد من الان للوظيفة المستقبلية .
اذن طبيعة المسؤولية العامة المقدمات المفوتة فيها حرام تفويتها وملزم الانسان بها ويشبه الاصوليون بهذا انه من لا ينطلق مع رحلات السفر للحج قبل اسابيع او قبل اشهر سابقا للحج الواجب تفوته الفريضة بل بعض البلدان لازم يتهيأ من قبل اكثر من سنة نعم الان غير قادر لكنه على المدى البعيد قادر وان لم يلزم نفسه بالاعداد لانجاز المقدمات المفوتة سوف يفوته كما هو منطق القرآن الكريم ولو اراد الخروج لاعدوا له ، اذن اعدوا لهم ما استطعتم من قوة بهذا اللحاظ يعني نظرة مستقبلية .
هذا من اكبر ما اصابت كيان مجتمع المؤمنين طيلة عشرة قرون هو في النظر المقطعي والحال ان المسئولية العظمى في النظرة المستقبلية او قل النظرة المستقبل هي العمدة لا النظرة المقطعية لاجل المقطعية نعم الان انت عاجز فاولا بصر الاخرين بنور الايمان تتكون كتلة ديمغرافية وهذي الكتلة تتوسع وتقام نظام اجتماعي الى ان يصل الى النظام السياسي فتصير انظمة شعوب مجتمعات عديدة مؤمنة على يديها يقام وظائف دولة الظهور بالتالي سلسلة تداريج .
هذي النقطة الجديدة انه لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر او ليسلطن الله عليكم شراركم ، المراد من هذا البيان هو المجازية ويعني فيما يعنيه ان الوضع الاجتماعي والسياسي يتبدل ولو بالتدريج يعني لا تنزوون عن المسؤولية السياسية الاجتماعية ولو تامرون بنحو ناعم ولو بالتدريج ولو بنحو المقدمة المفوتة ، وان انزويت عن المسؤوليات العامة تلقائيا كما يقول الشيخ لطف الله الصافي يترك زمام الحكم للاشرار وهذا لامعنى له .
فاذن معنى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في طابعه الاجتماعي انه ولو بحسب القوة الناعمة يجب تحمل هذه المسؤوليات في الطابع الاجتماعي والسياسي لا انه ينزوي المؤمنون عن ذلك ولو ليس المراد بها بنحو صاخب او بنحو ليس فيه خفاء هذا بحث اخر ولكن لابد من القيام به . مثل ما مر قضية قضية تولي ولاية الجائر واختراق نظامه فهذه الروايات التي تقول هناك صلة وطيدة بين التقاعس عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء في الاجتماع السياسي وسرقة نظام الحكم من قبل الاشرار والعصابات تظهر جليا لان المسؤولية ان لم يقتحموها المؤمنون سيقوم بها الاعداء وبالتالي سيوظف هنا مقدرات الامة وثرواتها الى الفساد والافساد في الارض شرقا وغربا فاذا الصلة واضحة وطيدة بين مسؤولية باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومسؤولية الحكم والاقتحام وعلي بن يقطين هو مصداق لهذه القاعدة انه يجب التغلغل والاختراق في النظام السياسي حتى اذا لم يكن كله بيدك فانت لا اقل في نافذة محددة اقتحمها وتغلغل فيها مثل عبد الله ابن سنان هو من تلاميذ الصادق وعلي بن يقطين ومحمد بن اسماعيل بن بزيغ وجمهرة كبيرة من فقهاء الائمة ومراجع الامة انذاك اقتحموا وزارات الدولة العباسية او الاموية ونفعوا المومنين .
فلاحظ باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر احد مصاديقه هو تحريم الامام الكاظم خروج علي ابن اليقطين من الدولة العباسية وان يترك الامور على غاربها اذن لتأمرن بالمعروف او تنهون عن المنكر او ليولين الله عليكم شراركم يعني الوضع السياسي سواء ناعم او غير ناعم يجب ان يخترق النظام الجائر لذلك بعضهم قال نظرية السيد شريعت مدار في بداية الثورة والسيد الخميني تصب في مصب واحد ولكن احد السيدين كان يراها بهذه الالية والاخر بالية اخرى وحتى رؤية السيد الخوئي مع رؤية بقية الاعلام بالدقة هي مسيرة واحدة وان كانت اختلاف في الاليات والظروف ونقلنا عن السيد محمد الروحاني والسيد احمد الخنساري انهم كانوا يرون ان في بلاد العراق وايران لا معنى لان تراعى التقية التي كانت في زمن الامام الصادق في المدينة المنورة لان هنا بني كيان للمؤمنين فهنا يصير تخاذل عن القوة .
مر بنا هنا قاعدة عند الاعلام وهي حرمة بيع السلاح عن الكفار هذي يعني سواء قوة ساخنة او ناعمة لا تعطيها لغيرك فاي عقل يقول به؟ بالعكس خارطة الطريق ان تتنامى القوة وتتصاعد اكثر فاكثر هذه كلها مؤشرات عديدة تدل على ارتكاز الاعلام من الفقهاء في العصور المختلفة على لزوم اعداد القوة ان العزة لله وللرسول وللمؤمنين او قوله عليه السلام الاسلام يعلو لا يعلى عليه هذه كلها تصب في مسار خارطة واحدة انما الاختلاف في الاليات والا الهدف شيء واحد وانه مسئولية دولة الظهور للامام وهي بالذات تقع على الامة قبل ان يقع على قضية القضاء والقدر وقضية ارادة الامام الحجة طبعا هو خليفة الله ويده ووجهه بلا شك لكن القرآن يبين سنة الله ان تنصروا الله ينصركم فاذا تصيرون اقوياء الله يمددكم اكثر ويهيئ لكم الطرق ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم اما من منطق الضعف فلا .
حيث ذكر الاعلام مسألة تولي ولاية الجائر في المكاسب المحرمة ولم يستشكل فيه احد وافتوا به وله صور متعددة مثلا المحرم منه ان يزج الانسان بنفسه ولا يمكنه ان يصلح بان يفسد اكثر مما يصلح فيكون عونا للظلمة وصورة اخرى انه لديه مهارات سياسية امنية قضائية ويستطيع ان يصلح ويدفع الضرر عن المؤمنين هذه الصورة كلهم اوجبوها ولم يتنكر فيها الا الشيخ ابراهيم القطيفي البحراني الذي كان بينه وبين المحقق الكركي توتر وايضا المقدس الاردبيلي لكن كل الاعلام خالفوا هذين العلمين في مسألة تولي ولاية الجائر هذه المسألة وهي بعبارة اخرى التغلغل في الانظمة المختلفة مر بنا امس كانت منذ النبي يوسف حيث نظام مصر كان نظام وثني مع ذلك النبي يوسف زج بنفسه واقترح على الملك انه اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم .
ايضا قضية مؤمن ال فرعون كان متغلغلا في النظام الفرعوني ولكن بالسياسة الناعمة مع انه كان يمارس التقية لكن بالتالي تصب تقيته في نصرة النبي موسى ومشروعه واثنى النظام الفرعوني من البطش بالنبي موسى يعني مانعه بالطريق الناعم فهو دافع عن النبي موسى بكثير من الامور وهو وان كان استشهد ولكن وقاه الله سيئات ما مكروا بمعنى انه حافظ على ايمانه .
الامام الصادق يقول ابو طالب كان كمؤمن ال فرعون يظهر الكفر ويكتم ايمانه ، لكن بموقف ابي طالب حصلت اكبر نصرة للدين الاسلامي طيلة ثلاثة عشر سنة في مكة وهي فترة عصيبة جدا باعتبار ان النبي كانت يده منعزلة عن السلاح فناصره ابو طالب بالتقية لتقوية وتمدد الاسلام الى ان وصل الحد انه ارادت قريش ان تجعل حصارا اقتصاديا عليه لانه تمدد انتشار النبي في الافاق بل ارادوا ان يقتلوا النبي بعد شهادة ابي طالب او ينفوه لانه سياسة ابي طالب زادت قوة سيد الانبياء لا انها كرس الضعف فالمصلح بين الطرفين قد يتظاهر بالحيادية لكن هو يضعف جهة وينصر اخرى خفية فابو طالب ما كان حياديا وانما كان ناصرا لرسول الله بل كان اكبر ناصر له فكان يمارس التقية بشكل جعلها من كيان الاسلام كيانا عظيم فهذه هي فلسفة التقية لمزيد من اعداد القوة ولمزيد من التنامي والقوة لا لتكريس الضعف .
ثم نصل الى قضية الامام الثامن علي بن موسى الرضا فهو كان ولي العهد وهو الوحيد من الائمة الذي قبل منصبا رسميا في دولة الطرف الاخر وان كان ذلك عن اكراه فاللا مأمون العباسي بهذا الاجبار والاكراه اراد ان يشوه صورة الامام الرضا او يضعف مكانته ولكن بالعكس نور ال البيت تمدد اكثر وصار تمدد للامام الرضا ولمذهب اهل البيت في الاندية والمؤتمرات يعني هذه الولاية الاجبارية استثمرها الامام الرضا لتكريس عظيم نور مذهب وحق اهل البيت بعكس ما كان يهدف اللا مأمون فالامام رغم انه انخرط صوريا في دولة العباسي لكنه استثمرهذا لبناء حقه وفوت الفرصة على الدولة العباسية بدعم كيانها عبر امام الرضا ، والامام نفسه قارن بينه وبين يوسف انهم في مسيرة واحدة وهو اعداد القوة في بناء الحق وبتعبير السيد اليزدي في حاشيته على المكاسب المحرمة في مسألة بيع السلاح وحرمته انه اعظم شيء في هذه القواعد هو بناية راية الحق لامامة اهل البيت واعادة دولة الظهور وقال هذه حتى اعظم من اعدوا لهم ما استطعتم من قوة .
كذلك العهد النبوي المكي اللي هو عهد تقية فاستفاد النبي التمدد والتقوية والاستقواء بالطريقة الناعمة وسحب البساط من تحت يديهم فما استطاعوا ان يواجهوه الا باسلوب ساخن كذلك فترة الخمسة وعشرين سنة لسيد الاوصياء وايضا عهد الامام الحسن وما اتى به من الهدنة والصلح احبط الهرج والمرج في طوائف الامة كالخروج على معاوية وذهب مع الطائفة المؤمنة في القوة بشكل هادئ وبالنمط الذي يريده هو لا بالنمط اللي يريده الخوارج ولا معاوية مثل ما يقال انكفأ الامام الحسن وجعلهما يتناطحان فيما بينهما وهذا من ذكاء الامام الحسن .
كذلك نأتي الى قضية الامام زين العابدين والباقر والصادق فان نفس تصفيتهم من قبل الدولة الاموية والعباسية دليل على انه كانوا يمارسون بناء قوة الايمان اكثر فاكثر الى ان تضطر الدول ان تصفيهم وتغتالهم وورد في الزيارة : كلما طلع منكم نجم كذا كذا ثم حتى قضية عاشوراء اصبح في المجتمع امر رسمي يعني هذي قضية ديموغرافية في المجتمع يعني بناء مجتمعات على بنية الايمان هو انجاز عظيم يعني نحن في سلسلة خارطة الطريق السنا ننظر له كمقطع تاريخي معين كما اصر عليه السيد احمد الخنساري والسيد الروحاني اننا نحن في منعطف طريق ننتقل من الاقوى فالاقوى ، نعم قد يكون هناك منخفضات لكن انت في مواقع متقدمة يجب ان تكون اقوى فاقوى واكفأ فاكفأ.
يحرم بيع السلاح يعني يحرم اعطاء القوة التي بيدك وان تحرص على جانب المالي والفكري والنسيج الاجتماعي والامني والعسكري والنقدي والاقتصادي .
هناك قد تكون اثارة موجودة لدى جملة من الاعلام انه هذه المسألة متفق عليها في المكاسب المحرمة في تولي ولاية الجائر والتغلغل والاختراق لانظمتهم وهذا يختلف عن انك تؤسس كيان وذكرت لكم تأسيس كيان هذا يوافق عليه الشيخ المفيد والطوسي والمرتضى والمتأخرون وذكروا في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انه اذا كانت الارضية والامكانية موجودة يجب على المؤمنين ان يعاونوهم لا ان يتقاعسوا ويتركوا الامور بيد الاشرار حيث قرأنا عبارة الشيخ الصافي وهو من النمط التقليدي من الفقهاء ومع ذلك يقول ان تترك الامور للاشرار يقودون البلاد والعباد فهذا لا يتوهمه احد .
البعض يقول هناك فرق بين اختراق النظام العباسي والاموي والنظام الفرعوني ان تتغلغل وتصلح السلبيات والمفاسد وبين ان تؤسس كيان باسم راية الحق والايمان؟ هذه ضررها اكثر من نفعها هؤلاء يدعون انه ليس فقط الجهاد الابتدائي خاص بالمعصوم وانما الدفاع بقول مطلق ايضا خاص به انا اطرح فقط تساؤلات لانه ليس مجال في الليلة فالجهاد الابتدائي يؤمن به السيد الخويي في منهاج الصالحين وبجزم وان هذا من الواجبات الكبيرة وهذا خلاف المشهور وان كنا ذكرنا الصلح بين السيد الخوئي ورأي المشهور انه خاص بالمعصوم يعني قيادة وارادة ولكن اعدادا فكلام السيد الخوئي في محله في الجمع بين القولين .
طبعا محمد باقر الخراساني يذهب الى هذا ولكن هناك جمع بين كلام الاعلام بما نقلناه الليلة من كلام الرواندي والعلامة والسيوري وابن شهر اشوب ان الاعداد للامة والقيادة لصاحب الزمان فالجهاد الابتدائي باللغة العصرية يعني اقامة دولة في كل الارض دع عنك الجهاد الابتدائي في نفس دار الاسلام او الايمان فاقامة هذا الكيان قد يسمى بالدفاع يعني ادفع الظالمين او الطغاة لاقامة والعدل البعض قال حتى الدفاع بهذا القدر واقامة الحكم هذا ايضا من خصائص الامام المعصوم وقلنا ان بقدر الامكان هذه نظرة واقعية مقطعية وليست نظرة واقعية مستقبلية فالمستقبلية بالعكس اعداد القوة مرتكز بانه لا تسلب منكم الامارة الى الطرف الاخر ولكن تبقى هذه الجدلية الموجودة انه اذا اسسنا كيان باسم التشيع تصير مشكلة ولعل ابرز من ذكر هذا هو الشيخ ابراهيم القطيفي وكان توتر عجيب بينه وبين الكركي وهو زعيم الشيعة انذاك ودخل بكل ثقله في الدولة الصفوية وسدد كيانها كمثل ما صنع المجلسي الاول والثاني .
فالاثارة هي هكذا انه اذا كان النظام للطرف الاخر فيجب علينا ان نتغلغل ونقوى ونخترق وهذا متفق عليه نصا بالنصوص المتواترة مثل علي ابن اليقطين حرم عليه موسى بن جعفر الخروج يعني الائمة كانت عندهم دول اختراقية في دولة بني العباس يعني من يجرد روايات باب المكاسب المحرمة يجد العناصر المفصلية في النظام العباسي وحتى النظام الاموي فهم ما كانوا مجمدي اليد فهناك نظرة تقول انه نخترق نوع من هذه الانظمة اما انه مؤسس فلا لاجل سلبياتها فهل هذا الطرح او الجدلية سليم ام لا؟ غدا نخوض فيه .