46/09/17
/ العالم بأمر الله أو بأحكام الله/باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (62)
الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (62)/ العالم بأمر الله أو بأحكام الله/
نقلنا البارحة محصل كلمات الاعلام ان الابواب العامة للمسؤوليات العامة او الفقه السياسي من الجهاد والدفاع والمرابطة وابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتقية والقضاء وابواب اقامة الحدود والشهادات فهذه الابواب التي فيها المسؤوليات العامة كلها تندرج تحت قواعد الامر بالمعروف بالمعني الاعم والنهي عن المنكر بالمعنى الاعم فالمعروف قمته هو ولاية ائمة العدل الذين نصبهم الله ائمة للناس قوله تعالى : اني جاعل في الارض خليفة ، والمنكر قمته هو ائمة الجور لان منهم ينشا كل فساد من مخالفة احكام الله ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية ولم يناد في القرآن بشيء كما نودي بالولاية اي ولاية ائمة العدل وهي عظيمة والتحذير من ولاية ائمة الجور وهي عظيمة .
كما في اية الكرسي قوله تعالى : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله .. فجعل مقابل الايمان بالله الكفر بالطاغوت والطاغوت هم ائمة الجور اي من يؤمن بالله يؤمن بائمة العدل واوليائه وخلفائه فجعل حد التوحيد الى هنا كما يقول الامام الرضا ان السر الذي لم يناد في القرآن وفي الحديث النبوي والوحي بشيء كما نودي بالولاية يعني لا تبلغ الصلاة ولا الاحكام الاخرى هذا المبلغ والا لماذا يكون قمة المعروف هو ولاية ولي الله وقمة المنكر هو ولاية الجائر والطاغوت ؟ يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ؟
ورد اصطلاح في بيان الوحي ان الامام هو العالم بامر الله ما الفرق بين العالم بامر الله والعالم باحكام الله ؟ فالفقهاء بحسب محدود علمهم عالمين باحكام الله وكل بحسب قابليته وحدوده فالعلم التنظيري الواقعي ليس من نصيب والمراجع انما مساحة منه واقعي ومساحة منه ظاهري فالمسافة بين المعصوم وفقهاء الامة كبيرة وبلا قياس في العلم او في العمل ، فالعلم الموجود عند الفقهاء قسم منه ظاهري وقسم واقعي وحتى الظاهري يختلفون العلماء فيه كما هي في تشخيص الاحكام الظاهرية فالاحكام الظاهرية لا يحاط به فضلا عن الواقعية ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله لانها مسئولية ، وليست المسؤولية كما قد يثيره السفسطيون او التشكيكيون لكن نريد ان نقول ما الفرق بين العالم بامر الله وهو الامام المعصوم والعالم بالاحكام والاحكام الظاهرية الذي ليس محيط به الفقهاء قسم منه واقعي وقسم ظاهري وكل جيل من الفقهاء يحقق امور لم يحققها الجيل السابق او هناك علماء سابقون حققوا امور لا يحيط بها المتأخرون نتيجة عدم الاحاطة بانجازات المتقدمين .
فبعض الامور المتقدمون انجزوا والمتأخرون لم ينجزوا فيها طبعا بحسب مهارة المتأخرين بعض اساتذتنا كالسيد الروحاني يقول وصل باب المعاملات في فترة الشيخ الانصاري والسيد اليزدي والاخوند الى مرحلة عالية وبعدهم نزلت انجازاتهم فالشروح القوية للمكاسب الاعم من البيع الكثير لا يحيط بها او مثلا في كتاب خلال الصلاة كمركب صناعي ودقيق كثير مما انجزه الشيخ عبد الكريم الحائري والميرزة النائيني في كتاب الصلاة او اللباس المشكوك من بعدهم لم يصل اليه وهذا تعبير السيد محمد الروحاني انه بعض الاحيان الانجاز والمستوى البياني والعلمي ينزل .
فالمقصود ان قضية الاحكام الظاهرية واحاطة الفقهاء عليها هو بمستويات ومسؤوليات هذا كله في الاحكام الظاهرية فكيف بكيان الاحكام الواقعية؟ هذا على مستوى التنظير لذلك فكرة ان العصمة اكتسابية هذا خيال باطل لا يمكن اكتساب العصمة وانما العصمة فقط للدائرة الاصطفائية ، فاذن في جانب التنظير هذا هو الكلام ومر بنا ان القرآن الكريم في سورة الحشر لم يرشح احدا من الانبياء لاقامة العدل الشامل في الارض لا ابراهيم ولا موسى ولا عيسى والذي هو حي وايضا النبي ابراهيم له رجعة ولم يرشحه ولا النبي نوح ولا داوود ولا سليمان فضلا عن بقية الانبياء وانما الذين رشحهم الله لبسط العدل في الارض بحسب سورة الحشر وسور اخرى هم فقط سيد الانبياء وعلي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة من ذرية الحسين قوله تعالى : ما افاء الله على رسوله يعني ثروات الارض من اهل القرى كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم اي طبقية واستئثار وكتل ، فما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى وهذا دليل حاكمية فاطمة وامير المؤمنين لانهم اول درجات القربى للرسول .
ان قضية فدك لا يقرأها قارئ انها نزاع فردي مع السقيفة فدك كانت فيء واعطى الرسول ادارتها لفاطمة في دولته النبوية فرمزية فدك من جهة ولاية فاطمة على الاموال العامة وليست قضية فدك ان فاطمة كامرأة مسلمة ورثت من ابيها المسلم وانما فوق هذه القضية هي قضية الفيء قوله تعالى : وات ذا القربى حقه في سورة الروم والاسراء يعني نفس الانذار من الله للرسول حول الغدير وان لم تفعل فما بلغت رسالته فباصرار واصرار واصرار نزل على سيد الانبياء الصغار ، فالفيء هو ولاية فاطمة في الاموال العامة كما في سورة الروم وهذا باعتراف اكثر مفسري الفريقين فولايتها اعظم من الملك الشخصي .
نقلنا في الجزء الثاني من مقامات فاطمة كلمات علماء الجمهور يعترفون ان وراثة فاطمة من ابيها ليست وراثة البعد الفردي وانما وراثة اصطفاء يعني مقامات النبي ترثها فاطمة كما يرثها امير المؤمنين فيتشاركان والذي يظن بان ايات الوراثة الموجودة في القرآن هي في الوراثة الفردية وبعد الاحوال الشخصية هذه نظرة خاطئة فايات الوراثة في القرآن ليست حصرية كما في الوراثة الفردية وفي قوانين الاحوال الشخصية وانما الوراثة في القرآن تشمل كلا الوراثتين الوراثة بالبعد الفردي والاحوال الشخصية وتشمل الوراثة الاصطفائية .
فورث سليمان داوود ليس المراد منه ذاك البعد الشخصي او ويرثني ويرث من ال يعقوب وانما هذه وراثة اصطفائية فبالتالي ايضا ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين هذه ليست قبلية اصطفائية وانما اصطفائية ال ابراهيم وال عمران اصطفاء الهي ، فهنا القرابة للاصطفاء وليست للارث الفردي كاحوال شخصية يعني ان الله اصطفى ال ابراهيم هنا القرابة منشأه الاصطفاء فالاصل ان القرابة هي سبب للاصطفاء الا ان يكون مانع كما ان الوراثة في الاحوال الشخصية لها شرائط بان لا يكون قاتل وان لا يكون ملة اخرى فما يرث بالقرابة سببه الارث الفردي .
ففي الاحوال الشخصية ان كان الوارث واجدا للشرائط فيورث وان لم يكن فليس مؤهل للوراثة هذا في بعد الفردي والدنيوي وقوام الاحوال الشخصية اما في الوراثة الاصطفائية ايضا القرابة سبب لكي يرث السيد محمد سبع الدجيل الامامة من الامام الهادي لانه الولد الاكبر فيرثه اصطفاء لكن الله اختار الامام العسكري وكذا اسماعيل ابن الامام الصادق بسبب القرابة اذا لم يكن له عصيان يرث الامامة لكن الله ما اختاره وكذا علي الاكبر لو قدر ان يبقى وهو الاسن من زين العابدين فبسبب القرابة يرث ولكن الله اختار زين العابدين وكذا المحسن وابراهيم ابن النبي وحتى ورد في طريق الفريقين انه لو كان ابني ابراهيم حيا لكان نبيا .
فالقرابة من النبي سبب للاصطفاء فان الله اصطفى ال ابراهيم ولماذا القرابة؟ يعني القرابة والعشيرة ليست عنصر قبلي وانما عنصر اصطفائي وكثير من العامة نقلوا بان فاطمة طالبت بالارث الاصطفائي ونقلناه في الجزء الثاني من مقامات فاطمة وان كان علماء الامامية ربما اكدوا على الارث الفردي ولكنها هي وراثة اصطفائية فهي ترث هذه المقامات من النبي وكذا يرثه امير المؤمنين ان الله اصطفى ال ابراهيم وال عمران ثم يقول ذرية بعضها من بعض فنفس التنسيل سبب لارث الاصطفاء والله سميع عليم قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي مما يعني ان القرابة هي سبب لارث الامامة .
هذا هو منطق القرآن ان بيوتات الانبياء سبب للاصطفاء من ثم اعظم وارث لسيد الانبياء هما علي وفاطمة ففدك اعطيت لفاطمة وفدك انا زرتها يا سبع قرى ضخمة تبعد عن المدينة المنورة في الطريق الى الرياض مئة وثلاثين كيلو ثم على مفرق الطريق على اليسار تأتي الى فدك وعلى اليمين الى ثمانين كيلومتر يأخذك الى خيبر وانا ذهبت الى خيبر ولاحظت مشاهد معاجز امير المؤمنين بمسافة مئة وسبعين كيلو عن المدينة باتجاه تبوك شمالا فبين خيبر وفدك امير المؤمنين فتح سبع قلاع بنفسه وبمفرده بدون استعانة المسلمين فامير المؤمنين فتح سبع قلاع اكبرهن خيبر وكانت جدا عصية ثم عبر طريق الجبل وفتح ست قلاع اخرى وبينهما حاجز سلسلة جبلية وفدك كانت اثرى منطقة مال للدولة النبوية ، فهل ان النبي كسرى وقيصر بان يعطي امواله لقرابته؟ حاشى له هو اكبر صاحب ايثار وانما يعطيه باعتبار ولاية فاطمة على الاموال العامة يعني في زمن الرسول الحقيبة المالية والميزانية لبيت المال هذه الوزارات اسندت لفاطمة .
فاذن فاطمة حاكمة وليست فقط طاهرة مطهرة معصومة بحسب نص القرآن وهذا ما يفسره الامام الكاظم للا مهدي العباسي انه فدك هي كل الدولة الاسلامية لانها هي ولاية فاطمة وليست خصوص قضية ارض ما افاء الله على رسوله وهذي في سورة الحشر يعني ثروات الارض لفاطمة وولدها الاحدى عشر يرثون ولاية الفئ من رسول الله عبر امير المؤمنين وفاطمة وهذا نظام قانوني عقائدي موجود في القرآن وحتى بحسب النصوص الروائية فهذه هي موقعية فاطمة .
لذلك كفوية فاطمة لعلي ليست كفوية قبيلة خزرج وقبيلة اوس او قضية مفاخرة قبائل وانما كفوية اصطفاء فلماذا نفسر هذه المعاني النيرة في القرآن بمعاني قبلية جاهلية هذه معاني سامية فالقرآن يبين بان ثروات الارض لن يستتب العدالة فيها بتوسط النبي ابراهيم وموسى وعيسى الحي الحاضر او ادريس جد نوح الحاضر ولا الياس الحي الحاضر وهذا باتفاق الفريقين على حياة بعض الانبياء ولكن الذين اهلهم الله علما وعملا هم فقد سيد الانبياء واولهم في الطبقة الاولى علي وفاطمة .
هناك اربع روايات يرويهم الصدوق عن الباقر والصادق احداهما مسندة والاخرى مرسلة فعن الباقر مسندة وعن الكاظم ايضا كذلك فاثنتان مرسلة واثنتان مسندة يرويهما الصدوق في كتاب الخصال او العلل او معاني الاخبار فهذا الذي ينسب للصدوق انه يطعن في الشهادة الثالثة في الاذان هذا تقية وليس جدي لانه هو الذي حرض البويهيين باعلانهم الشهادة الثالثة جهارا في دولتهم في محافظات ايران وبغداد ومحافظات العراق ولكن يبدو هو كان تحت ظل حاكم سني في اخر حياته في سمرقند فكتب كتاب من لا يحضره الفقيه فكانت المسألة متشنجة بين الفريقين واتقى فيها الصدوق ذاك الحاكم السني وهو يذكر في اول كتاب الفقيه انه كتب الكتاب لذلك الحاكم ، فالصدوق يذكر ان حي على خير العمل نداء ليس للصلاة وانما هو نداء للولاية وليست للنبوة ولا التوحيد وانما الولاية وهي ولاية الله والرسول وولاية اهل البيت طوليا ، فروايتين منهما وهي حي على خير العمل مسندة وروايتان مرسلة والتي يقول فيها بر فاطمة وولدها اعني ولايتهم .
فاقول انما اصطفوا الولاية ارثا من امهم فاطمة ومن ابيهم امير المؤمنين فنص المعصوم يقول حي على خير العمل يعني هي الولاية وبالتالي بر فاطمة المقصود بالبر هو الوفاء بعهد وولاية فاطمة وولدها . فاذن نص القرآن يدل على ان القرابة سبب للاصطفاء كما يبين الامام الرضا وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين في قراءة عبد الله بن مسعود وابي بن كعب .
الامام الرضا في احتجاجاته على اللا مأمون العباسي ذكر ان هذه احد الايات البينة حيث في اصطفاء اهل البيت وامامتهم حيث قوله تعالى: وانذر عشيرتك الاقربين نزلت في بدايات الاسلام فحصلت حادثة يوم الدار اذ امر النبي عليا ان يدعو اربعين رجلا من بني هاشم خاصة وهذا الحديث متواتر بين الفريقين وهو حديث غدير خم المخفي الذي بدأ من الايام الاولى في الاسلام في نطاق بني هاشم فقط ولا يعلم بها الا هم ، فهناك اقام النبي محفلا وحاول ابو لهب ان يفشله واقامه النبي مرة اخرى وايضا هو شاغب ثم اقامها ثالثا فلم يستطع المشاغبة ، والنور العظيم في هذا المحفل ليست قضية مسرحية فحاشا ان يكون كذلك وانما يعرض الله عز وجل الوصاية على اربعين رجلا من بني هاشم من امثال ابي طالب وحمزة والعباس وعبيدة ابن الحارث وجعفر الطيار وابو لهب ولكن الاخير وئد ارضية الاصطفاء في نفسه فاستعرض النبي من منكم يا بني هاشم يؤازرني ويناصرني على ان يكون وصي وخليفتي وشريكي من بعدي ؟ فالكل سكتوا .
ان البنود التي ذكرها النبي في هذا الحديث المتواتر عظيمة جدا بل الاسلام كله موجود فيها حيث قال بعثت اليكم يا بني هاشم خاصة وبعثت الى الناس عامة وفي الفاظ اخرى لهذا الحديث بعثت اليكم يا بني هاشم بخاصة يعني بحقيبة خاصة وبتكاليف انكم قياديين دون الناس وبعثت الى الناس بعامة يعني ببنود عامة فعرض النبي طبقتين من المسؤوليات الاولى انه من منكم يكون سيد الاوصياء فعرضها على ابي طالب وحمزة وجعفر الطيار والعباس فهذا ليس عرض صوري فان هذا ليس من شأن الله .
هذا الامر لم يخض فيه علماء الكلام وهذا مما ينبه على ان العقائد والمعارف الموجودة في القرآن وفي تراث الحديث لم يستخلص منها علماء الكلام الا قسما قليلا والا الكثير منها موجود الى الان بشكل خام ويحتاج الى استخراج وتكرير وتصفية فلاحظ كيف الفقه يزداد ويتوسع ، اذ حاول الفقهاء ان يستخرجوا من ابار التراث ابواب لم يكن يعهدها حتى القدماء فهكذا في بحث المعارف ،
هذا حديث متواتر وليس باحاد وفيه امور كثيرة انه كيف تعرض سيد سيادة الاوصياء على اخرين فهي كما عرضت على امير المؤمنين عرضت على ابي طالب وحمزة والعباس وعبيدة بن الحارث وجعفر الطيار لكن لم يجرأ في تحملها الا شخص واحد فرسول الله قال لامير المؤمنين هي لك وانت لها ، نعم المسؤولية الثانية قبلها ابو طالب وحمزة والعباس و وعدهم النبي ان يكونوا ملوك الدنيا والاخرة يعني قيادات ، فهذا اصطفاء اخر بالدائرة الاصطفائية الثانية فقضية ان القرابة سبب للاصطفاء هذا بحث عظيم خاض فيه شيئا ما المحدثون والمفسرون والمتكلمون ولكنه ملف عظيم في القرآن ولم ولن تفهم حقيقة فاطمة الا ان يفهم هذه الشيء واشرنا اليه اشارات في مقامات فاطمة الاصطفائية في الجزء الثاني من كتاب مقامات فاطمة .
فاذن قضية الفيء هذه ملحمة والقرآن يتحدى فيها البشرية سواء الشيوعية والرأسمالية ونظام التجارة الحرة ونظام السوق التي تدعي انها تنشر العدل في الارض بل يتحدى النبي عيسى او ابراهيم انه لم ولن يتمكن احد من نشر العدل في الارض الا قرابة النبي كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم ، ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى وهذا لمكان اللام وليست قضية ملكية شخصية وانما ملكية الولاية وهي ملكية عظيمة بعد ذلك يذكر الله الطبقات المحرومة واليتامى والمساكين وابن السبيل ولم يكرر اللام حيث ليست لهم ولاية وانما هم مصرف وهم من الطبقات المحرومة .
من ثم علماء الامامية والائمة عندهم نوعين من الحجج على السقيفة، حجج امامة امير المؤمنين وحجة فدك ، ففدك حجة للولاية وليست حجة نزاع فردي انه قضاء دولة السقيفة لم تقض بالعدل في قضية ارث فردي وفي الاحوال الشخصية ، فهذا امر لم يخطئ اصل منهاج السقيفة وهذا لا يتعقل ، لان فدك رمز عقائدي منهجي في اساس العقيدة واساس الفقه وليست قضية انه امرأة صالحة مسلمة مؤمنة لها ملك شخصي والدولة بالاشتباه استولت عليه ، كلا فان هذا لا يبطل اصل منهج السقيفة والخلافة لانه في الاحوال الشخصية كثيرا ما يصير اخطاء فالقضية ليست هكذا وانما القضية بانها هي ولية الاموال العامة فبالتالي هم لم يقرروا ما قرره القرآن .
من ثم هي ع في فدك امرة وناهية حتى بالامر العسكري وتطالب الانصار بالنهضة العسكرية امام مشروع السقيفة ولم تقل لهم انا اوصلكم امر علي عليه السلام وانما هي تأمرهم وتستحثهم مرتين وتقول لهم : وفيكم العدة والمواثيق التي عاهدتموها النبي تنطبق الان فيكم فقالت اما كان المرء يحفظ في ولده؟ فهل المراد المرء من جهة رسول الله او من جهة مسلم من المسلمين؟ انه من جهة رسول الله فهو امام حق حاكم من قبل الله فهذه المواثيق التي انتم تحفظونها في رسول الله تحفظونها في فاطمة وهي ولية ايضا وامير المؤمنين كذلك .
فنرجع الى انه ما الفرق بين العالم بامر الله والعالم باحكام الله فالامام المعصوم عالم بامر الله وكذلك الخضر ، اما النبي موسى فهو من اولي العزم ولكنه عالم باحكام الله الواقعية والظاهرية ولكن الذي امتاز فيه الخضر انه عالم بامر الله ، فما الفرق بين العالم بامر الله والعالم باحكام الله ؟
مر بنا في بداية البحث الفقهاء والمجتهدون عالمون بقسم من الاحكام ظاهرية وليس احاطة كاملة ولكن ما الذي كان عند الخضر ولم يكن عند موسى؟ انه هو الولاية وهو العلم بامر الله فما الفرق بين العلم بامر الله والعلم باحكامه؟ فان النبي موسى كان عالما باحكام الله وايضا كان له سهم من امر الله ولكن السهم الاخر كان للخضر فامر الله اصطلاح شرعي شبيه ان نقول الشريعة ما فرقها عن الدين وعن الملة وعن الحكمة وعن السنة وعن الفريضة فيجب ان نعرف هذه الاصطلاحات الوحيانية ولكل جعلنا شرعة ومنهاجا ، والائمة خاضوا فيه ولكن في العلوم الحوزوية بحاجة الى التحقيق اكثر .
فمن ضمن العناوين الوحيانية هو امر الله وحكم الله فما الفرق بينهما؟ الفرق بين الطريق والدين عشرة قوانين لو ترى الكتابات الموجودة عند الفريقين حتى فضلا عن الكتابات الاسلامية للمثقفين خلطت بين الشريعة والدين ، فان الدين عند الله الاسلام و واحد ولكن الشريعة متعددة والمنهاج كذلك وهذه باسس دستورية لمنظومة الدين والعلوم الدينية واذا لا تعرف هذا يحصل فوضى .
فما الفرق بين امر الله الذي خاص بالمعصوم وبين احكام الله؟ النبي موسى رغم احاطته بالشريعة وبالاحكام الواقعية والظاهرية لكن ليس عالم بامر الله ، امر الله شيء اخر امر الله يعني التزاحمات والتوازنات بين جميع الابواب في الجانب التطبيقي يعني العلم بالموضوع وتداعياته فتارة انا اعرف الموضوع ولكن تداعياته فلا ، هذا الموضوع او تشييده له تداعيات وامواج اجتماعية الى يوم القيامة هذه المساحة من الموضوع يحيط بها الجانب الوحياني بتشخيص الموضوع انه صح او خطأ سيما الموضوع السياسي والعسكري والاجتماعي والبشري .
كثير من مواقف امير المؤمنين لا تفهم لاننا نريد ان نحلل موقفه عليه السلام كشيء مقطعي فلا يمكن ان تفهموه حتى الانبياء لا يمكن ان تفهم سننهم وسيرتهم لانهم لا يبرمجون افعالهم وخططهم على فطرة مقطعية راهنة بل يحسبون التداعيات الاجتماعية في البشر الى يوم القيامة وهذا حساب حضاري فليس هناك دولة من الدول تستيطع ان تصنع استراتيجية لمئتين سنة وانما خمسين سنة مئة سنة اما الى يوم القيامة هذا يقوم به الوحي من دراسة الموضوع وسلسلته ومعرفته وتداعياته وامواجهه فهذا لا يعرفه الا الوحي هذا العلم بهذه الوسع حتى الله لم يوحيها الى النبي ابراهيم ونوح وموسى وعيسى وانما اوحاها فقط لسيد الانبياء ولقرباه من ثم هم عليهم السلام في التنظير ليسوا كالشيوعية والرأسمالية من المدارس البشرية او حتى الاصطفائية وانما في التطبيق والتنظير لهم علم وحياني ، من ثم تستتب على ايديهم العدل في الارض .
ان القرآن في اية الحشر يتحدى البشر العاديين بل حتى يتحدى النبي عيسى ان هذا الشأن ليس لك وانما هو شأن سيد الانبياء وقرباه فكون النبي عيسى مرشح لان يكون وزيرا للامام المهدي هذا نص القرآن لان المرشح لهذا الموقع فقط من ذرية فاطمة .
الان اليهود ملكوا الصين وروسيا وامريكا واوروبا بمؤسسة النقد الدولي والبنك الدولي فعلم النقد لم يهتد الى عفريتيته الدول العظمى وانما اليهود منذ ثلاثة الاف وخمس مئة سنة يعني خمسة وثلاثين قرن تجارب من قارون الى الان عندهم في الصرافة وهم لم ينشروها لذلك كل التعاملات المالية في العالم بيدهم لا بيد غيرهم من المسيحيين الاثرياء في امريكا واوروبا ولا بيد الدول العظمى وانما بيدهم هم وهذا العلم لا ينشروه وانما يتداولوه في عوائلهم .
فقضية ان العدل في المال وفي النقد كيف يكون في العدل الجمركي؟ كيف يكون في الصناعة وفي الزراعة وفي الحقوق هذا لم يؤهل الله عز وجل له الا قربى النبي كيف هذه المنظومة المعقدة العظيمة الذي لا يصل اليها اي ذكاء صناعي هذا مؤهل له علي وفاطمة واولادهم في اية الفيء .
نحن نريد ان ندقق ان الفرق بين العالم بامر الله والعالم باحكام الله فانت قد تعلم بالقوانين اما الاهم والمهم في القوانين وكيف نظام التزاحم والورود والحكومة والحاكمية ونظام التقدم والاولوية وانقلاب النسبة الذي يبحثها علماء الاصول واجتماع الامر والنهي والضد والمحصل من كل هذه المنظومة موضوعيا كبرويا يسمى امر الله يعني التنسيق العالي بلا ان يفرط الله في ملاك من الملاكات فهو يسمى امر الله .
لماذا المعصوم هو اعدل العدلاء؟ لانه في شرح العدالة ينشط كل الطاقات ويعطي فرصة لكل الطاقات ويراعي تنمية كل الطاقات والمحفزات وينشر حينئذ الجزاء بالعدل يعني المعصوم لولب منسق بين البشر والبيئة والهواء والملائكة فهذه كلها عوالم يجب ان تنسق بين بعضها البعض فاللولب المنسق هو اني جاعل في الارض خليفة لذلك هو عالم بامر الله ولا يكفي العلم باحكام الله ولا يمكن للفقيه ان يعترض على الامام لان الفقيه حفظ شيئا وغابت عنه اشياء ، وكذلك محيطات من العلوم النبي عيسى ما يمكن ان ينالها والنبي عيسى لا يمكن ان يعترض على الامام المهدي لانه حفظ شيئا وغابت عنه محيطات من العلوم ، فالمعصوم يجمع وينسق وهو اللولب المنسق بلا تصادم وبلا تزاحم وبلا تناقض وهذا هو تعريف المعصوم من اهل البيت .
ان امامة اهل البيت غير امامة النبي ابراهيم فامامة النبي ابراهيم محدودة اما امامة اهل البيت شيء اخر فهذا العالم بامر الله في ملف المعروف كله ولايته لولي الله يعني يجمع الاحكام على تنسيق تام بلا تفريط في باب من الابواب لذلك الولاية اعظم من الصلاة واعظم من اي باب اخر لان الحفاظ على الصلاة ليس فيها حفاظ على الدين كله بخلاف الولاية التي فيها الحفاظ على الدين كله وولاية ائمة الجور فيه فساد الدين كله فالصلاة لا تحافظ على كل احكام الله وعلى ابواب الدين وانما الذي يحافظ بالبرهان القانوني والقرآني على كل هذه هي فقط الولاية .