« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/09/14

بسم الله الرحمن الرحيم

/ الولاية وفقه المقاصد لأبواب الفقه/باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (59)

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (59)/ الولاية وفقه المقاصد لأبواب الفقه/

كان الكلام في جدلية التجاذب بين البراغماتية او المذهب الواقعي الذي يتعامل مع الواقع بما هو راهن ويوازن المسيرة والمنهج بما هو راهن وبين اصحاب مدرسة المبدئية او الاصولية الذين يتطلعون الى القمة في الوصول للهدف وكل من المنهجين او المدرستين لها ايجابياتها ولها سلبياتها او تحفظات عليها يعني التوازن في القوى اذا اريد منه تكريس الوضع الراهن فهذا شيء سلبي لانه بدون تنامي وبدون تغيير للوضع من ضعف الى قوة من جمود الى حركة كما مر في وضع امير المؤمنين من بعد السقيفة الى عهد الثالث وحتى الثاني هناك كما يقال حركة في الامة ترفض مشروع السقيفة فامير المؤمنين لم يسعى لتكريس وضع السقيفة في حين انه دارى ، ولا هو تحت شعار المبدئية استخدم القوة الساخنة ولكنه بين بين .

فالمداراة الية مهمة في برنامج التقية او الامن والخفاء والسرية لاحظ الفرق بين الخفاء والبيان والكتمان ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون والاصل هو البيان ، وانزلنا اليك الكتاب لتبين للناس ما انزل اليهم فالكتمان او الخفاء ليس اصل لكن التدريج في البيان هذا لابد منه ففي حين هو ليس كتمان بقول مطلق وليس بيان بشكل مفرط وانما امر بين بين يعني ربما في الوضع الراهن ما يمكن اما ان نستقر على هذه الوضعية هذا ايضا غير صحيح فالقضية دراماتيكية يعني فيها تجاذب معقد بين مذهب الواقع البروغماتي ومذهبي المبدئي .

شبيه ما يقال الامام الحسن تعاطى مع الوضع الراهن لكن هل تعاطى ليكرس الوضع الراهن؟ كلا وسنبين ان تعاطي الامام الحسين كما يقال انه جانب المبدئية فهذا توازن بين مدرستين وان كان كل امام هو في نفسه ميزان وحق اكبر هذا صحيح ولكن في صلح الامام الحسن بنود الصلح للاسف ما تقرأ بشكل جيد فاول بند من بنود الصلح ان الحسين لا يبايع ولا يكون في هدنة حتى معاوية قال اذن ماذا صنعنا؟ اذا انت تهادن واخوك ما يهادن فما نصنع شيء ، ورفض معاوية ذلك لكن الامام الحسن اصر على هذا الشرط فمعاوية وعمرو بن العاص تخيلا ان الامام الحسن مضطر للصلح والهدنة واصر الامام الحسن على هذا البند في المفاوضات ولم تعقد الهدنة بعد وهذا من دهاء الامام ع وهو فوق دهاء عمر بن العاص ومعاوية فهذه المفاوضات هي لا تسمى اتفاق وانما هدنة المفاوضات هي مجرد مداولة الى ان استدرج الامام الحسن معاوية جيشه بالكوفة وتداخل الجيشان بعد كل اساليب معاوية من الخدعة والخيانة فرأى معاوية ان هذا لا يمكن ان تستتب له فهنا صار وضعية الامام الحسن في وضع اقوى والخوارج لما رأوا هذه القوة من الامام الحسن وحتى بعض الحواريين اصروا على انه ارفض الصلح من منبته الامام الحسن ما قبل .

فالامام الحسن اصر على ذلك ومعاوية ظن بان عمر ابن عاص تواطأ مع الامام الحسن ضده فاراد ان يفتك بعمرو ابن العاص قال الم تقل لي ان الحسن مضطر للصلح؟ الان هو ليس مضطر الا ان تكون بينك وبينه دسيسة لاحظ كيف استدرج الامام الحسن معاوية؟ وهذا تدبير من الامام الحسن وهذا نصر ما مأذون له الامام الحسن والا كان بامكانه ان يوجه الضربة القاضية لمعاوية .

المهم فاصر الامام الحسن على هذا البند وخداع معاوية بكل الياته في الجوسسة والشائعات والفتنة ذهبت سدى لانه التحم الجيشان في الكوفة والى الان لم يعقد الصلح والهدنة والامام الحسن مصر على بنوده فاستجاب معاوية للبند الاول انه الحسين لا يدخل في هذا الصلح ولا يلزم بهذه الهدنة وانما يبقى على حاله وان السلاح يبقى بيد الامام الحسين وجماعته وان قسم الميزانية بيت المال يخصص على الشهداء من جيش امير المؤمنين وكثير من البنود في الحقيقة انتزعها الامام الحسن من معاوية تحت هذا الضغط .

فكما يقال في حين الامام الحسن بروغماتي لكن ذلك ليس لتكريس الضعف بل هو نوع من اخذ النفس لمعاودة الطريق ولذلك قلنا خطاب الامام الحسن مع معاوية وحتى مع اصحاب السقيفة الاول والثاني والثالث وهو صغير السن هذا الخطاب ليس فيه نعومة يعني ربما من اصرح الائمة هو الامام الحسن في بطلان الطرف الاخر ومسار السقيفة يعني صحيح هو في جانب الفعل عقد هدنة وصلح لكن في جانب الخطاب حسيني لكي يوازي الامام والا يصير التكريس للضعف فما كان الامام الحسن يواري يعني يخفي الحق بالعكس كان شاهر ظاهر حتى بالنسبة لمواقف اهل البيت وموقف النبي والقرآن من الاول والثاني والثالث ابدا ما كان مواربة من الامام الحسن فكان يذكر الحقائق على حالها .

لو تلاحظون كتاب الاحتجاج للطبرسي واحتجاج الامام الحسن على معاوية وعمرو بن العاص تجده اصرح امام من ائمة اهل البيت مع الطرف الاخر هو اصرح من امه فاطمة الزهراء وهذا جانب مغفول من الامام الحسن وهذا خطأ وهذا هو نوع توازن فيجب ان يكون توازن بين الواقعية والبرغماتية وبين المبدئية كما ان الامام الحسين في جانب مبدئية لكن في الخطاب اذا تلاحظون خطابه يوم عاشوراء او حتى في احتجاجاته عنده مداراة فلابد من ملاحظة كلا الجانبين يعني نحن نرسم خطة معينة لتصحيح الوضع الراهن والافق المتطلع اليه فلا بد من التوازن ومن اليات .

فعندنا مداراة لكن ليس بقول مطلق وعندنا اخفاء ليس بقول مطلق فالسيد البروجردي مثلا كان خطابه مع الطرف الاخر مداراتي ولكن خطاب السيد عبدالحسين شرف الدين لم يكن متشنج لانه من العاصرين وزملاء وكلاهما حضرا في درس صاحب الكفاية الا انه هذا له هذا البعد والاخر له بعد اخر وهذا يخلق التوازن فبالتالي شرف الدين في كتبه المراجعات والنص والاجتهاد يضع النقاط على حروفها بدون تشنج ، تماما كالصدوق والمفيد ايضا متعاصران وان كانا يعتبران كاستاذ والتلميذ المفيد في لسانه حسيني لكن في العمل هو حسني الصدوق في اللسان والكتابات نهج منهج الامام الحسن لكن عملا هو الذي قوم وشيد ودفع الدولة البويهية الى ان تعلن الشعائر الحسينية والشهادة الثالثة وفي بغداد وفي محافظات كثيرة في ايران والعراق ، فالذي زجهم الى ذلك هو الصدوق يعني الشهادة الثالثة في التشهد والاذان واعلان الشعائر في الشوارع هو من قبله لانه كان مفتي الدولة البويهية وهو محل اعتمادهم انتقل من قم الى ري بطلب منها وظل معهم

المفيد في تصحيح الاعتقاد ينتقد الصدوق انه لا يراعي التقية طبعا في الكلام المفيد يختلف عن الصدوق فالصدوق في الكلام مداراتي والصدوق الف من لا يحضره الفقيه في اخر حياته كما يقول المجلسي في روضة المتقين ان الصدوق في اخر حياته كان في ظل حاكم سمرقند فحينها هو قال ان الشهادة الثالثة ليست من الاذان فهناك شواهد قطعية على ان هذا الكلام صادر تقية لان الصدوق هو الذي اطلق الموقف للبويهيين وحصلت فتنة شديدة من قبل النواصب الاخر الذين يريدون ان يكبحوا هذه الشعيرة في بغداد واستمرت الدموية من قبل النواصب الى ثلاث قرون الى ان ثبتت هذه الشعيرة .

كذلك العزاء في الشوارع للامام الحسين الى سنة352 ما كان في شوارع المدن الاسلامية وانما في بيوتهم والذي اقحم ونقل هذه الى المرحلة العلن هو الصدوق راجعوا ترجمته في اعيان الشيعة او طبقات اعلام الشيعة فالصدوق هو مفتي البويهيين وهم لا يقومون بها الا اذا يستشيروا ويعتمدوا على فقهاء الاثني عشرية انا اذكر نماذج من التوازن بين البراغماتية او التقية والمبدئية لانه لابد ان يكون توازن وهذا اذا لا يكون هناك سيكون جمود بل على خارطة مسيرة تنامي القوة فالدولة البويهية تأسست سنة ثلاث مئة واثنين وخمسين وفي بغداد واكثر محافظات ايران وصلت الى قريب الموصل وهي عاصرت دولة اثنى عشرية ثانية وهي الدولة الحمدانية من الموصل الى حلب الى حسكة الى ادلب حيث نصف سوريا تحت دولة الحمدانية فدولتان اثني عشريتان في ايران وفي العراق ، اما حلب فدائما بين كر وفر تارة تحت الدولة الشيعية واخرى تحت الاخر ولذلك جذور التصوف فيها قوية واكثرية السنة فيها ليسوا سلفية ولا اخواني المسلمين وانما صوفية والسبب في ذلك هو تعاقب الدول الشيعية على سوريا فالصدوق في حين هو زج ودفع الدولة البويهية الى ذلك حيث الشعائر الحسينية لم تكن في عهد الائمة فلماذا انت ايها الصدوق تقوم بهذا الامر؟ حتى المفيد يقول الصدوق ورطنا لانه هذا يصير عبء على فقهاء الامامية في بغداد فالصدوق حج الى بيت الله الحرام بعد قيام الدولة البويهية وقام بهذه الخطوة وتأسيسه واعلان الشعائر الحسينية في الشوارع والمدن فهو حج الى بيت الله الحرام من الري عن طريق بغداد والعراق الى ان ذهب الى الحجاز سنة360 يعني بعد ان دارت الفتن الدموية حول الشعائر الحسينية والشعيرة الثالثة في الاذان وحضر كل علماء بغداد من الامامية الاثني عشرية واحتفوا بقدوم الصدوق استاذ المفيد واستاذ ابن قولويه الذي هو من علماء قم هاجر الى بغداد وصار المرجع الاعلى فيها وهو زميليالصدوق وكلاهما ترعرعا في قم ولكن احدهما بقي في الري وهو الصدوق الابن وابن قولويه الابن في بغداد وهو استاذ الشيخ المفيد والغضائري

ثم كبار علماء الامامية احتفوا بالصدوق وفي مرأة ومشهد منه اتي بالشهادة الثالثة في الاذان وفي تشهد الصلاة واتي بالشعائر الحسينية وهو مسموع الكلمة حتى من قبل علماء الامامية في بغداد مع ذلك لم يردع الصدوق بل نفس سكوته هو يعتبر تقرير والدولة البويهية صعدت في ذلك ، فهل الصدوق ممن يمانع الشهادة ثالثة في الاذان او تشهده .. واضح انه ليس كذلك فهذا امر قطعي واضح بين فهو مسموع الكلمة نافذ الكلمة .

فلاحظ الصدوق في كتاباته ليس كالمفيد المفيد اكثر صراحة لكن المفيد في سياسته العملية حسني وفي خطابه حسيني الصدوق في فعله حسيني يعني ياخذ جانب المبدئية من الاحكام الاولية وان كان في خطابه يخفف كالامام الحسين فعلماؤنا دائما في حالة توازن لانه اذا تقتصر على الوضع الراهن وتقيم سياساتك والياتك سوف تكون في حالة جمود وسكون ولا تلاحظ اعداد القوة ، واذا فقط تلاحظ اعداد القوة والمبدئية كأنما تتنكر للوضع الراهن انه له موازنات قوى معينة .

اذن هذا التوازن دائما في اتباع اهل البيت موجود السيد الخميني والسيد الخوئي بينهما حالة توازن وبعد ذلك السيدين العليين يعني هذا التوازن لا يمكن ان نقول احد الاطراف حق مطلق والاخر باطل مطلق لان القوة الناعمة والساخنة بمفردها لا تكفي لابد من توازن منظومة حلقات .

قبل ذلك موقف امير المؤمنين وفاطمة حيث كانت فاطمة بلا اي تقية ومواراة ومواربة هي مامورة من النبي بذلك وفي وصية النبي لامير المؤمنين يبين بان فاطمة هي مأمورة وهذا المنهج الذي اتخذتها هي مأمورة من النبي والوحي كما ان امير المؤمنين مامور فهذه حالة توازن لانه اذا اغفلنا المستقبل واعداد القوة هذا خطأ وان لاحظنا المستقبل ولم نلاحظ الوضع الراهن فكانه دائما نفكر في خيال وهذا خطأ لازم تنطلق من الوضع الراهن والحاضر الى المستقبل لا انك تتقوقع في الوضع الراهن الحاضر وتقيم كل سياساتك وبرامجك وهدفك ومنهاجك على الوضع الراهن فلا الدبلوماسية بقول مفرط يعني كانه الدولة فقط فيها وزارة خارجية وليس فيها وزارة دفاع فانه لا يمكن ذلك او فقط فيها وزارة دفاع وليس فيها وزارة خارجية لا يمكن ذلك واذا الدولة ليس فيها وزارة امن وتخطيط للمستقبل ما يمكن او ليس فيها داخلية لا يمكن ففي الحقيقة هناك جبهات متعددة والامر هذا لا بد منه ليرسم الطريق والخارطة بين الحاضر الراهن الذي هو بلا شك ليس بكامل والمستقبل الواعد هذا توازن لابد منه .

هذا الكلام في حقيقة التقية ايضا يجري انها هي ليست لتكريس وابقاء الوضع الضعفي وانما عبارة عن امتصاص وممانعة قوى الطرف الاخر عن الضغط وذلك لاجل فسح المجال للنشاط اكثر ومر بنا التقية لها معاني عديدة والخفاء هو من اعظم معانيها ومعنى اخر للتقية هو الخوفية والاضطرارية انه انت تلبس لباس الطرف الاخر لكن لست لاجل الذوبان فيه وانما لاجل دفع شره وان تستقيم لك الامور .

لاحظ ما الفرق بين لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين وبين قوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر ولا يوادون من حاد الله ورسوله فالبعض يقلب المداراة الى موالاة مع الطرف الاخر وهذا خطأ ، فالمداراة شيء والموالاة شيء والذوبان والتماشي شيء اخر نعم كشيء نظري ربما شخص ينظر ويتبجح ولكن كآليات عملية دقيقة تطبيقية الامر في غاية التعقيد وغاية الصعوبة .

مر بنا في هذه الليلة الفرق بين الموالاة والمجاراة القرآن الكريم كثيرا ما يذم بعض من كان مع رسول الله انهم يوالون اهل الكتاب والكفار يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة السوء فلنجعل علاقات مع الطرف الاخر والموالات معهم من الكبائر هو ولي لمن وعدو لمن عاداكم لا يمكن وانما ولي لمن والاكم فالمجاراة لا بد ان نميز بينه وبين الموالاة وان نميز بين البراغماتية يعني كوضع راهن والمبدئية التي نغفلها او ان الخطاب الداخلي نجعله كالخطاب الخارجي هذا مشكل في كل مجالات الامور .

الامام الرضا يقول ان وحي القرآن وكلمات سيد الانبياء بالدقة ليس فيه كتمان وانما يبين الوحي الحقائق في صورة خفية يعني جمع بين الامرين عدم الكتمان وبين البيان لان الكتمان ايضا خطر فالبيان مبدئية والكتمان والخفاء مطلب اخر ويبين ذلك الامام للامأمون العباسي فالاخير يقول له يا ابن رسول ما الدليل على اصطفائكم وعصمتكم وامامتكم الالهية ؟ فيأتي له الامام الرضا باحاديث وهم لا يعرفون ان مضمونها هو الامامة الالهية ويتعجبون انه كيف احاديث متواترة النبي اودع هذه الحقائق العظيمة في اسلوب التعريض ، فقال كيف انتم تدعون انكم تعلمون الغيب غير النبوة قال ع : الم يرووا المسلمون هذا الحديث عن النبي: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله؟ قال نعم قال فكلما ازداد ايمانا ازداد النور ولا شك ان اهل البيت اعظم المسلمين ايمانا فالنبي اودع عمود الوحي في هذا الحديث الشريف .

كذلك مثلا الصلاة على النبي واله يستشهد به الامام الرضا قال هذه في تشهد الصلاة شرعت والتشهد هو عقيدة فالصلاة على الال تذكر كعقيدة وهذا الامر شرحه السيد المرتضى قال الصلاة على الال جزء التشهد وهذا يعني ان ال عقيدة والا كيف يصير جزء التشهد؟ لاحظ هي ولاية النبي والال بصيغة الصلاة ، امير المؤمنين يقول هذه الاية ان الله وملائكته يصلون على النبي هذه الاية اعظم اصطفاء ذكره وهي اعظم من قوله تعالى في شأن ادم اني جاعل في الارض خليفة وقلنا للملائكة اسجدوا ، هنا ان الله وملائكته يصلون يعني جعل المركز هو الله فكيف ان الله وملائكته يصلون؟ وما هذا التفخيم من الله؟ فلاحظ عظمة سيد الانبياء وهناك اجماع المسلمين ا لا تصلوا علي الصلاة البتراء وهذا ضروري في كل مذاهب المسلمين تشريع الندب او الوجوب في الصلاة على الال في تشهد الصلاة يعني امر اعتقادي .

هذا مثال للبراغماتية والمبدئية والباري في القرآن والنبي في احاديث متواترة لم يرفع اليد عن ولاية اهل البيت لكنه بكنايات وباغلفة وبتعريض وبتلويح وهذا امر بينه السيد المرتضى في كتاب الشافي ورسائله وتصدى الى فقه النصوص العقائدية القرآنية المتواترة النبوية ولم يتحدث عن المصادر وانما قال انجزها الاخرون وانا فقط اتكلم في فقه المتن ودراية النصوص الوحيانية في العقيدة ويغوص فيها الى الاعماق وهذا هو دأب السيد المرتضى ، البعض يتخيل ويظن ان اصول الدين لا يمكن ان تكون بالكناية والتلويح ولابد ان تكون صريحة وهذا خطأ وكما تبين دلالات الوحي ويشرحه السيد المرتضى انه اصول الدين لابد ان يكون قطعي مبده بحسب الادلة لا بحسب الاذهان وهذا مطلب عجيب حتى ربما خفي على الكبار ، ان الضرورة في اصل الدين ان يكون قطعيا مبده بحسب الادلة لا بحسب الاذهان ولا بحسب ادراك الناس فالنبي والقرآن اعتمدا على الخفاء مع انه امر بديهي وهذا معشعش في كثير من الاذهان عندنا وعند الطرف الاخر ان اصول الدين ما يمكن ان يكون بالتعريض والكناية مع ان الكناية ابلغ من التصريح كما في بيان امير المؤمنين كل الانبياء بعثوا بالتصريح الا رسول الله بعث بالتعريض لفلسفات عديدة .

اصلا البيان الوحياني سواء بلسان القرآن او الحديث النبوي او الحديث القدسي قائم على التعريض يعني فيه طبقات من المعاني وان للقرآن ظهرا ولظهره باطن ولبطنه باطن الى سبعين ابطن وكذلك اهل البيت يعني هذه تعريف طبقات المعاني فبعض القراءات الساذجة حتى في الوسط العلمي عندنا وعندهم ان غير الصريح ليس بحجة وهذا كلام غير صحيح لان بحوث اصول الفقه كلها بحوث معقدة وليست صريحة فهل هي ليست بحجة؟ حتى بعض الاخباريين الحشويين هكذا يفكرون وهناك حشوية من الاخباريين والاصوليين اما المحققين منهما يفهمون ان الدلالة له دلالات باطنية بشرط ان تكون موزونة فقد تكون بنية من بنى اصول الدين لكن يعبر عنها الوحي بالخفاء وهذا بيان متواتر في بيانات اهل البيت ان الحجة يعني امام كما في نهج البلاغة وفي كلام الرضا وفي كلام الصدوق وكلام كل الائمة لا تخلو الارض لله من حجة اما شاهر ظاهر مشهور او مستتر خائف ، مستتر يعني ليس معلن حجيته لكن هو حجة .

ربما هناك دولة عظمى لها قوة ملئت قوتها بالاعلام او وزارة الدفاع او الوزارات الرسمية اما الوزارات الخفية السرية ليس كذلك بالعكس هي الدول الان قواها بالسر اكثر من العلن والسر والخفاء لا يفقد قوة الشيء ولا يفقد ان هذا الشيء بنيوي ، هو الله خالق الخلق هل هو ظاهر؟ كلا ظاهر الايات هو يعني لا ينال باليد مع انه اساس الاسس قالوا ارنا الله جهرة فهل اذا لم يروا الله جهرة فالله غير موجود؟

لذلك ورد في منطق اهل البيت انه يمكن ان يكونوا اباء النبي حجج واوصياء وحتى في تعبير المجلسي ان هناك من ذهب الى انهم انبياء واوصياء المهم هم مصطفون والدليل على ذلك نصوص قرآنية كثيرة بينها اهل البيت والروايات المتواترة كقوله والارحام المطهرة والاصلاب الشامخة وهذا معناه التطهير والعصمة وليس معنى التطهير انه لم يقترفوا الذنب كبقية العدول طبعا الحجية ممكن تكون قطعية ومبدهة بحسب الادلة لا بحسب اذهان العلماء او ادراك الناس فلربما معادلة فيزيائية اكتشفها الفيزيائيون المتأخرون وهذه المعادلة هي اساس كل المعادلات السابقة فهل التخلف ببنيوية هذه المعادلة جهل القرون السابقة بها؟ كلا لان هي طبيعة علم الفيزياء هكذا ومبده وقطعي ولو غفل عنها الكثيرون فبنيوية الشيء في منظومة علم من العلوم ليس بالضرورة يكون شاهر ظاهر فلاحظ ان الوحي في القرآن او عن لسان النبي يلقي الامور بلغة كنايات وتعريض وايماء وتلويح .

البعض يقول اذا ايماء وتنبيح تنبيه وتلويح واشارة فهذه الدلالات لا نعترف بها ، نحن نقول علم البلاغة والمعاني والبيان هي علوم واحد معاجز القرآن هي في العلوم العربية يعني استثمر قواعد العلوم اللغوية من المعاني والنحو والصرف والاشتقاق والبيان والبديع وفقه اللغة ونحت اللغة ربما خمسة عشر علما في اللغة استخدمه بدرجة يعجز البشر عن استثمار تلك القواعد وعلى صعيد التطبيق وهذا هو معنى الاعجاز القواعدي واستثمار القرآن له فهل يمكن ان نقول ليست بحجة؟ كلا لان العرف عاجز فهذه نكتة خفية في كثير من الابحاث الكلامية او التفسيرية ان في الميزان في اصول الدين انه لا يكون ظني مبده فهل هذا بحسب اذهان العلماء او ادراك الناس او بحسب الادلة ؟ كلا انه بحسب الادلة وهذا مبحث صعب ووعر مرتبط بابحاث كثيرة في علم الاصول والكلام والتفسير .

نحن كنا في التوازن بين كثير من اليات البرغماتية والواقعية والتقية او الخفاء او الاضطرار وبين اليات المبدئية هذا التوازن شيء ضروري وهذا حتى في التنظير السياسي والعسكري والامني والاداري فالامر معقد وصعب .

لاحظ القرآن الكريم يقول في القوة الساخنة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ولا يقل ان استعملها وانما اعدوا ربما انت الان تريد ان تعيش في السلم مع الطرف الاخر وليكن ولكن هذا لا يمنع ان تعد القوة لا ان تتخدر بابرة مخدر بالعلاقة الطيبة ولتكن علاقات طيبة ولكن ليست هناك مأمونية عن عدوان الطرف الاخر فعليك باعداد القوة وهذا غير استعمال القوة وهذا خلط يحصل بين اعداد القوة الساخنة وبين استخدام القوة الساخنة ، فاعداد القوى الساخنة ضمن البروغماتية ولكن لا ينافي ان تعده يعني تجعل توازن كما ان القوة الناعمة هي ناعمة لكن تختلف عن الحرب الباردة ، هناك فرق بين القوة الناعمة والحرب الناعمة والحرب الباردة هذه اصطلاحات عصرية علمية تختلف عن بعضها البعض فكل هذه الاليات لابد من التوازن بينها فعدم التوازن يسبب ما يسبب اما تكريس الضعف باسم البراغماتية او التقية فهذا خطأ كبير وهذا نوع من التعقيد او التشويش في الاليات وانه هل هو التوازن بين الية هذا المنهج او ذاك المنهج؟

الان القرآن الكريم قال قاتلوا ما المراد منه؟ هل المقصود اميتوا ؟ كلا وهذه نكتة مهمة قاتلوا قتل كتب عليكم القتال ليس اماتة الطرف الاخر وانما استخدام القوة الساخنة وليس الهدف منه اراقة الدماء وانما الرعب يعني ترهبون به عدو الله وعدوكم يعني تردعون ، فالقضية مرتبطة بان اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ليس معناه استعمال القوة وكذلك كتب عليكم القتال ليس معناها سفك الدماء وانما قاتلوا يعني استخدموا قوة الضغط الساخنة كرعب وهذا امر مسجل لدى البشرية لان ثمانين بالمئة من الحروب هي نفسية وليست حروب سفك الدماء فلاحظ حتى في قاتلوا مزج بين القوى الساخنة . فخلاصة المطلب ان عملية التوازن بين الواقعية الراهنة وقد تسمى بالتقية بكل معانيها والمبدئية المستقبلية هذا التوازن شيء ضروري والاغفال عن احد الجانبين وعدم التوازن بينهما فيه ما فيه من الاخفاقات

 

logo