46/09/11
باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (55)
الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (55)
نستعرض الليلة جملة من كلمات الاعلام التي تصب في ان على الامة التعاون على اقامة احكام الله عز وجل ونستعرض كلمات الفقهاء القدماء باعتبار انهم عن المعصوم في اقامة حكم الله ومثلا نستعرض كلام الشيخ الطوسي النهاية وهو نفس كلام الشيخ المفيد في المقنعة وهو متطابق مع كلام ابن براج في المهذب ولكلام ابن ادريس وابن الزهرة وكذلك الحلبي في الكافي وسلار في المراسم وابن حمزة في كتاب الوسيلة وصياغة التركيب العبارة عندهم متقاربة وذكروه في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الباب عبارات متقاربة جدا:
فأما إقامة الحدود ، فليس يجوز لأحد إقامتها ، إلا لسلطان الزمان المنصوب من قبل الله تعالى ، أو من نصبه الإمام لإقامتها .ولا يجوز لأحد سواهما إقامتها على حال . وقد رخص في حال قصور أيدي أئمة الحق وتغلب الظالمين ، أن يقيم الإنسان الحدعلى ولده وأهله ومماليكه إذا لم يخف في ذلك ضررا من الظالمين ، وأمن من بوائقهم . فمتى لم يأمن ذلك لم يجز له التعرض لذلك على حال .ومن استخلفه سلطان ظالم على قوم ، وجعل إليه إقامةالحدود ، جاز له أن يقيمها عليهم على الكمال ، ويعتقد أنه إنمايفعل ذلك بإذن سلطان الحق ، لا بإذن سلطان الجور . ويجب على المؤمنين معونته وتمكينه من ذلك ما لم يتعد الحق في ذلك ، وما هو مشروع في شريعة الإسلام . فإن تعدى في ما جعل إليه الحق ، لم يجز له القيام به ، ولا لأحد معاونته على ذلك .اللهم إلا أن يخاف في ذلك على نفسه ، فإنه يجوز له حينئذ أن يفعل في حال التقية ما لم يبلغ قتل النفوس . فأما قتل النفوس فلا يجوز فيه التقية على حال .وأما الحكم بين الناس والقضاء بين المختلفين ، فلا يجوزأيضا إلا لمن أذن له سلطان الحق في ذلك .وقد فوضوا ذلك إلى فقهاء شيعتهم في حال لا يتمكنون فيهمن توليه بنفوسهم . فمن تمكن من إنفاذ حكم أو إصلاح بين الناس أو فصل بين المختلفين ، فليفعل ذلك ، وله بذلك الأجروالثواب ما لم يخف في ذلك على نفسه ولا على أحد من أهل الايمان ، ويأمن الضرر فيه . فإن خاف شيئا من ذلك لم يجزله التعرض لذلك على حال . ومن دعا غيره إلى فقيه من فقهاء أهل الحق ليفصل بينهما ، فلم يجبه وآثر المضي إلى المتولي من قبل الظالمين ، كان في ذلك متعديا للحق مرتكبا للآثام .
ولا يجوز لمن يتولى الفضل بين المختلفين والقضاء بينهم أن يحكم إلا بموجب الحق ، ولا يجوز له أن يحكم بمذاهب أهل الخلاف . فإن كان قد تولى الحكم من قبل الظالمين ، فليجتهد أيضا في تنفيذ الأحكام على ما تقتضيه شريعة الايمان . فإن اضطر إلى تنفيذ حكم على مذاهب أهل الخلاف على النفس أو الأهل أو المؤمنين أو على أموالهم ، جاز له أن ينفذ الحكم ما لم يبلغ ذلك قتل النفوس ، فإنه لا تقية له في قتل النفوس حسب ما بيناه .
ويجوز لفقهاء أهل الحق أن يجمعوا بالناس الصلوات كلها وصلاة الجمعة والعيدين ويخطبون الخطبتين ويصلون بهم صلاة الكسوف ما لم يخافوا في ذلك ضررا . فإن خافوا في ذلك الضرر ، لم يجز لهم التعرض لذلك على حال .
انتهى
وهذه كعبارة النهاية وهي عبارة مفيد في المقنعة وعبارة السيد المرتضى وعبارة السلار وابن حمزة وابن ادريس وابن زهرة انه يجب بمقدار المقنع على الفقهاء في زمن الغيبة اقامة الحدود ويجب على المؤمنين تمكينهم ومعونتهم في ذلك يعني واضح اعتاد هذي فتاوى القدماء في باب القضاء في زمن الغيبة وفي باب الحدود يعني السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والسلطة التشريعية وحتى عند صاحب الجواهر نفس التعابير موجودة يعني امر متسالم عليه وهو تمكين الفقهاء .
فكلامنا في هذه العبارات : يجب على الامة التمكين واعانة وتقوية اقامة احكام الله ...
مر بنا اقامة احكام الله بصورة محدودة او متدرجة بحسب القدرة بيد الفقهاء النواب لكنها بصورة كاملة بيد الامام المعصوم اذا كانت عندنا مطلقات اقامة حكم الله في الارض وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ليقوم الناس بالقسط او كونوا قوامين لله شهداء على الناس ولو على انفسكم والايات التي مرت بنا حول اقامة العدل في الارض وما شابه ذلك معناه انه انتم حاولوا ذلك على المدى البعيد .
اذن اصل المشروعية الالهية على بناء القوة تدريجا بنسبة معينة للفقهاء في الغيبة واما اعداد القوة بالطراز الكامل فهو على يد الامام المعصوم لانه لا يمكن ان يقيم ذلك الا الامام المعصوم ، ففي المرتكز في فتاوى الفقهاء في باب اقامة القضاء واقامة الحدود او اقامة بقية احكام الله ان على الامة ان تنهض بالتمكين والتعاون وذكروا في مجال اخر انه حتى لو كان من خلال النظام الجائر يجب ان لا ينقطع ايضا النفوذ المشروع في هذا النظام ولو بمقدار نسبي وذكروه في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في اواخره وذكروه في باب المكاسب المحرمة وهذا يعني ان مشروع اقامة كيان الحق بالتدريج باعداد القوة هذا امر مطلوب وعلى الامة القيام به والنهوض به في مقابل المانعين او الظالمين او الطاغين .
فما ذكروه في المكاسب المحرمة هو مطلق الولاية والولاية تولي ولاية النظام الجائر يعني السلطة بالذات ويشمل السلطة القضائية والسلطة التشريعية وهو ذكر من الواجبات العامة اذا امكنه ان يدفع الضرر وان يجلب النفع ويقلل الظلم فنلاحظ ان مسؤولية اقامة العدل باي درجة من المساحة النسبية اذا كان ممكن لا يسوق التواني عنه لاحظ انت في نظام الدولة العباسية اللي هو في زمن الامام الكاظم هناك رواية في قرب الاسناد معتبرة انه استأذن علي ابن اليقطين ان يخرج من وزارة هارون قال الامام لا اذن لك في ذلك يعني واجب ان تقوم به وبعبارة اخرى اقامة الحق والعدل في جملة من الصور لا يسقط بمقدار ما توفر من القدرة يؤتى به وبالمقدار المستقبلي يعد له الى ان يصل تمكين الامة لامام العصر يعني هي حالة تدريج وليس ملاحظة المقطع الراهن فقط لان ملاحظة المقطع الراهن وظيفته بحسب القدرة المتوفرة لكن بلحاظ المقاطع اللاحقة يجب الاعداد والتمكين والاستعداد لاقامة الحق بشكل اوسع واوفر واكثر .
لاحظ النظام الجائر كالنظام العباسي او الاموي يجب اختراقه وحتى المقدس الاردبيلي في المكاسب المحرمة يقول تولي ولاية الجار من المحرمات والمفاسد الكبيرة كيف الفقهاء يقولون يجوز او يستحب ان يكون عونا للظالمين ؟ وهذا اشكال معروف عن المقدس الاردبيلي في مجمع الفائدة وكلهم اجابوا عن هذا الاشكال ان مقصود الرواية والفقهاء في النص والفتوى المتسالم عليه ليس الجواز يعني تساوي الطرفين او الندب يعني الاستحباب وانما هذا واجب كفائي وانما الاستحباب يعني انت ايها الفقيه الفلاني متمكن بالنسبة اليه في استحباب لا انه من رأس هو مستحب وانما الحكم واجب وهو دفع الضرر عن المؤمنين وابعاد الحرمة عن المحرومين وكبح جماح الظالمين هذه امور واجبات كفائية انما انت مستحب لك لا ان المراد الاستحباب بقول مطلق .
اذن نلاحظ ان الفقهاء وفقا للنصوص التي افتى بها الصدوق والكليني والمفيد والمرتضى والطوسي وابن براج وابن زهرة بلا خلاف بينهم في جملة من الابواب كلها تصب في الولاية التنفيذية يعني تولي ولاية الجائر او في ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كلهم في هذا الصدد ان بمقدار ما يتوفر من قدرة ومكنة لاقامة احكام الله ورعاية كيان الايمان وتوسعته وتقويته واعداده فيجب وليس مستحب فاصل الحكم هو واجب كفائي فلا يتوهم ان هذا من باب الاستحباب فكيف يزاحم الحرمة الغليظة؟
نحن لسنا في قراءة التفاصيل اكثر مما في صدد قراءة القواعد الفوقية ، نحن كمثال نصور نظام الجائر كبحيرة قذرة اذا استطاع المؤمنون ان يشقوا في هذه البحيرة القذرة طريقا و ان يوجدوا شيئا من التطهير لكي يستقي البقية ماء طاهرا فهذا باي قدر واجب وهذا يستلزم الارتطام بقذارات وليكن ولكن انت حاول بمقدار قربك من الماء الطاهر ان توجدوه هذا حال النظام الجائر مهما بلغ جوره وكفره .
هناك حالة اخرى انه نفس الفقيه والعالم من اتباع اهل البيت يستطيع ان يبني كيان وهذه البحيرة افضل من تلك حتى لو لم تكن بحيرة صافية ونقية جدا لكن بمقدار من الصفاء فيه فهذا افضل وموجود في نهاية الشيخ الطوسي وفي مقنعة المفيد انه يجب على المؤمنين معونته لان هذه البحيرة الثانية افضل من البحيرة الاولى حتى لو كان فيها شوائب وسقطات وذكر هذا الشيخ الانصاري في وسط كتاب البيع في بحث الولايات الحسبية ان هذه المسؤولية العامة تجب في الدرجة الاولى على الفقهاء و اذا بسبب او باخر ما تمكن الفقهاء فح تصل الى عدول وصلحاء المؤمنين واذا لم يوجدوا فتصل الى فساقهم يعني الامر اهميته بهذه الدرجة لان هذه المسؤولية العامة لا تسقط اذا كان احد من المؤمنين ليس من الصلحاء ولكن يستطيع ان يدفع عن المؤمنين وعن اهل الايمان ويحامي بيضة الايمان فيجب عليه يتولي يتولى السلطة التنفيذية فبمقدار ما يمكن دفع الجور والظلم والكفر والباطل فح يجب على كل طبقات المؤمنين معونته كما قرأنا كلام الشيخ الطوسي والمقنعة يعني بمقدار ما يقيم الحق لا بمقدار ما يجاوز الحكم وحتى الفقيه انما يعاون بمقدار حدود الحق ولا يتجاوز .
اذن حتى في ظل البحيرة القذرة لا يسوغ للمؤمنين ولا للفقهاء ان ينكفئوا عن اقامتها بمقدار ما عندهم من قدرة فيجب الا نخلط بين المقطع الفعلي والمستقبلي وبين الفترة الفعلية والمستقبلية بالعكس القيام بمقدار ما يمكن في الفترة الراهنة يهيئ الارضية للفترة اللاحقة اكثر فاكثر ، فاذا كان في ظل ولاية الجور لا يسقط مسؤولية القيام باقامة العدل على المؤمنين والتعاون فيما بينهم في ذلك فكيف بك في فرض انه امكنهم من دون نظام جائر ان يقيموا نظاما فهذا واضح انه مطلوب ،
اذا كنا في بحيرة قدرة هكذا واجب علينا فكيف في بحيرة ليست فيها تلك قذارة فكيف بك في الواجب على عاتق كل المؤمنين ان يهيئوا الطريق للبحيرة النقية الصافية للامام المعصوم؟ وكل هذا في الحقيقة واجب ومن مسئولية الامة بدءا من اضعاف الاحوال الى اوسط الاحوال الى اعلى الاحوال واجبهم تمكين دولة الحق ودولة الظهور كل الدرجات لازمة وواجبة كي تقوم ثورة الظهور ويمكن فيها اقامة الحق اكثر فاذا كان الحق بمقدار نسبي لازم فكيف بمقدار ما هو اكثر واكثر؟
البعض يقول اقامة الكيان على يد العلماء يستلزم مخالفات نقول له في نظام الجور انت يجب عليك ان تقتحمه وفيه كل مخالفة لكن يمكنك ان تقلل من المخالفة والفساد فكيف بك في هذا المقدار؟ ثم هذا المقدار يجب تمكين الفقهاء فما هو الحال في المعصوم هذا واجب فاوجب لكن اذا هذا المقدار الانزل ادنى درجات الواجب فكيف بالوسط وكيف بك بالقمة العليا التي لا يضاهيها شيء فكل هذه الدرجات في الحقيقة مسئولية على عاتق الامة بل على عاتق المسلمين بل على عاتق البشرية جميعا لان هناك واجب فطري التي يطمح فيها كل البشر وهوبسط العدل ودفع الظلم وهذا بالتالي انشودة بشرية عند الكل وقاسم مشترك بين كل البشرية كما ينادي به القرآن كما مر بنا .
فمن هذا يتضح ان قضية اعداد القوة لبسط الحق هذا مسير طويل او قصير هو مسؤولية الكل ، ربما سمعتم بالثورة الدستورية قبل مائة سنة يسمى بالمشروطة باللغة الفارسية صار البحث انه هل الفقهاء لهم اشراف او هم يتصدون ؟ نقول ليس قصة فقهاء حتى تهيئة دولة الظهور والقصة ليست تولي نظام الجائر هل يتولي المؤمن او الفقيه او العالم هي في الحقيقة خارطة طريق واحدة ذات درجات مثلا في قضية بيع السلاح على الاعداء الكثير من الفقهاء يرى انه لا يقام كيان وحكومة بدون المعصوم وهذه فكرة عشعشت في اذهان الحوزات العلمية في بعض اطيافها لكن هذه رؤية خاطئة وليست لها ارتكاز عند العلماء ، لاحظ المجلسي الاول والثاني والشيخ البهائي والمحقق الكركي وكثير من علمائنا الكبار شيدوا الدولة الصفوية في ايران بلا اي تردد ولا تلكؤ اذا تلكأ المقدس الارذبيلي هم لم يتلكأوا سواء الاصوليين منهم او الاخباريين ، الشيخ الصدوق في الدولة البويهية بكل ثقله دعم هذه الدولة وحتى الشيخ المفيد ذكر هذا في تصحيح الاعتقاد في كلامه في واما القول في التقية .
ذكرت لكم انه علي ابن يقطين وعبد الله ابن سنان ومحمد ابن اسماعيل ابن بزيع وقائمة موجودة من فقهاء تلاميذ الائمة اخترقوا النظام العباسي او الاموي ولم يتوانوا ولم يفتروا في اقامة الحق بصورة خفية او علنية لان اقامة الحق لا بد منه ولو بالتدريج واذا كان اقامة الحقوق وايصاله للمؤمنين بمقدار نسبي لازم فكيف بما هو اكثر؟ وكيف بك بتهيئة الارضية لاقامة الحق على يد الامام؟ فهذه ليست خطوة واحدة انت لاحظ فتوى الفقهاء لو تجمعها تجدها متفق عليه عند الكل في الابواب الفقهية ولسنا نقتصر على الحكومة الاسلامية في الغيبة الكبرى وانما كلامنا في تهيئة الظهور فيجب ان نقفز الى مطمح اكبر فنحن تجاوزنا اختراق الانظمة الفاسدة واقامة الحق الان وصلنا الى مراحل اعظم وسنتجاوز المراحل بمشيئة الله وبهمة المسلمين لدولة الظهور على يد الامام المعصوم وحتى لو كانت هناك خربطات هذا لا يبرر الانكفاء عن السعي والاصلاح فكل بحسبه .
مر بنا في منطق القانون الشرعي لو ارى كل اخواني متخاذلين مفسدين انا مسؤوليتي لا تسقط عن الاصلاح وبث الهمة في الاخرين ، انا مسؤول عن نفسي وعن الاخرين والاخرون مسؤولون عن انفسهم وعني فكل مسؤول عن الاخر وهذا ما تقبل التساقط يعني المسؤولية مطلقة بقدر ما يمكن من الاصلاح اما اترك الامور على غاربها هذا ليس منطق ، يعجبني الكتاب الذي نقحه الشيخ عبدالهادي الفضلي وجمع فيه فتاوى الكثير من الفقهاء من السيد محسن الحكيم والشيخ مرتضى ال ياسين والميرزا عبدالهادي والسيد مهدي الشيرازي وكثير من الفقهاء انه هل للاسلام نظام وحكم؟ وهل يمكن للانسان ان يدعو لاقامة احكام غير احكام الاسلام؟ كلا بالعكس يجب السعي لاقامة احكام الشرع
انت لاحظ حرمة بيع السلاح على الاعداء هناك فتوى متفق عليها بين العلماء الاصوليين والاخباريين القدماء والمتأخرين ان بيح السلاح وهي القوة الساخنة وليس الناعمة لاحظ فتوى الفقهاء ونص الائمة ان القوة الساخنة لا يجوز ان تبذل للاعداء وانما يجب خزنها وحفظها يعني بيضة الايمان وكيان دار الايمان يجمع بين القوى الساخنة فضلا عن الناعمة لاجل الحرب الباردة او الساخنة واللطيف عنوان المسالة هو السلاح يعني القوة الساخنة اما القوى التي ما دونها بطريق اولى يعني في صدد جمع القوة واعدادها لا اننا نجمد ونقفل اعيننا واذهانا على هذه المسألة كأنما نكون حرفيين وانما نقرأها في ضمن قواعد تربط لنا منظومة من الابواب والمسائل .
في المكاسب المحرمة مسألتين عموديتين قضية التعاون على البر والتقوى في اصلاح المجتمع في بيع العنب على من يصنعه خمرا ومسألة ثانية متفق عليها هي ما ذكروه في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لاقامة الحق خذها مع الايات الكريمة التي استعرضناها وان الخطاب لاقامة دولة العدل العالمية ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الارض اصلا خطاب الجهاد الابتدائي ليس محصورا ومخصوصا بالمعصوم مع احترامي لشعراء الامامية كالسيد حيدر الحلي الذين ينخون صاحب العصر والزمان نحن نقول الامة هي مقصرة في العون والتعاون وليس المعصوم حاشاه ان يتوانى ويفتر ماذا يهيجك؟ قل ماذا يهيج الامة بعد واقعة الطف الفضيعة؟ والامام العصر هو الثائر .
عندنا في زيارة الصاحب هو سلاحه شاهر يعني حتى القوى الساخنة والقوة الباردة عنده غير مجمدة وانما مفعلة ولكن الله لم يأذن له بشكل مطلق ان تنصروا الله ينصركم فمقدار من المسؤولية على الامة يجب ان تقوم بها ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم لا ان نقعد مكتوفي الايدي واضح ان هناك تدريج الى ان تصل الى القمة فلابد ان نتكلم عن مشروعية الحكومة الدينية الاسلامية في بقعة من بقاع المسلمين والمؤمنين يجب ان نتكلم كيف نهيأ الارضية الى قوة عالمية تكون هي البيئة لظهور الصاحب يجب ان تعشعش في اذهاننا وافكارنا ان نتجاوز هذا البحث الثاني ونقفز الى المرحلة الاعلى بدون تقاعس .
فعلى ضوء هذه الخارطة الكبيرة في ابواب الفقه والعقائد وايات كريمة كثيرة يمكن نقرأ ابواب التقية اذا كانت التقية معناها السرية فهذا على طول الخط يعني مصدر قوة والتقية يعني الاضطرار هذا شيء مؤقت يجب الا يكرس كشيء دائم يعني حكم ثانوي ولم يكتب له ان يكون حكما اوليا مستداما دائما انما هو علاج مؤقت لكي تحافظ على القوة المتوفرة لتمكين بناء قوة اكثر ترفع بها شبيه ان تصلي دائما بالتيمم كلا صل بوضوء وبماء نقي طاهر كما بين الامام الهادي في طريقة امير المؤمنين انها لم تكن تقية جزع او سكون او جمود او خوف وانما تدبير لعلاج الامة اكثر فاكثر وفعلا عالج امير المؤمنين الموقف فغيبت الامة في السقيفة تماما الى ان عاد امير المؤمنين بعد خمسة وعشرين سنة والقوة للامة وهي اليد الضاربة التي ارجعت الحق لامير المؤمنين الى ان قوض خلافة السقيفة ومسارها .
فاذا نقرأ التقية بهذا المعنى حينئذ نصل الى قضية البروغوماتية التي مر الحديث عنها جدلية في العلوم السياسية بين الواقعية يعني انت متوفرة عندك هكذا قدرة لماذا ترفع شعارات اكبر من قدرتك؟ فالبروغماتيون هكذا نظريتهم بخلاف المبدئيين دائما يرفعون شعارات بواقعية يقولون انتم المبدئيون او الاصوليون تنادون دوما بالمبادئ والقيم لماذا لا تنظرون للواقع؟ هنا تأتي جدلية التجاذب والتحدي بين مدرسة البروغوماتية الواقعية والمسلمات المبدئية ايهما صح؟ وهل هناك طريق هو الاصح؟
مثلا ثورات الزيدية كانت تسجل مؤاخذة على امام الباقر والصادق والكاظم فالائمة لا تفزهم الثورات الزيدية ولا يجمدهم ولا يقعدهم طغيان الطغاة بل كانوا يعملون على خارطة طويلة المدى فكثير الان ربما عشعش في ذهنه في اطياف الحوزة العلمية ان التقية التي مورست في زمن وفي مكان لابد تبقى الى الابد وهذا كنفس النمط الذي مارسه الامام الصادق في العلن بلا شك الامام الصادق قدوة ولكن الكلام في ان الكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري لهم قدرة وكانت لهم ادوار معلنة وكانت لهم ادوار خفية فمن الغفلة بمكان ان نظن ان الامام له دور واحد كلا وانما يتعدد ادواره فكل امام يقوم بتعدد ادوار وهناك شواهد قاطعة على هذا لكن جملة من ادوار الائمة كانت خفية لاجل الخفاء الديني والسرية الدينية .
مر بنا كلمة حلس يعني الشيء الذي يستفاد وينتفع به في كل الادوار والبساط الذي ينتفع به في كل الادوار ولا يعلم السارق او العدو فائدته يعني كن انت عنصرا فاعلا وفي اللغة هذا معناه فلايعشعش في اذهاننا معانى خاطئة باطلة لا يريدها اهل البيت فهل يا ترى ادوار ائمة اهل البيت هي كلها ادوار معلنة ؟
كثير من التراث المغربي بمستندات تاريخية يدل على انشطة الامام الصادق وكذا في ايران والعراق مع انه في الصورة الظاهرة هو قابع في المدينة المنورة ويقيم اكبر جامعة دينية بحيث حتى تلاميذ المذاهب الاخرى مضطرين للخضوع له علميا فمع انه له نشاط في الظاهر له انشطة في الخفاء يعني الائمة كلهم عندهم ادوار غيبة يعني ادوارهم الخفية مغيبة عن عيون الجمهور والسلطات وحتى عن عيون الخواص فالنظام السري الخفي الذي كان يمارسه كل الائمة هي هكذا ، انت لاحظ ابن الامام الباقر ارسل من قبل ابيه الى كاشان وقام هناك معركة واستشهد ، او ارتباط الامام الهادي بالدول التي اقيمت انه كيف تكون علاقة بين دولة عباسية مكارة والدولة الزيدية ، او كيف كان دور السيد عبدالعظيم الحسني؟ كان حلقة وصل بين الامام الهادي والامة .
المهم ملفات كثيرة خفية قام بها ائمة اهل البيت فكل امام له ادوار كثيرة بما فيهم حتى سيد الرسل فليس يقتصر بها على الادوار المسموح بها في العلن اما الخفاء فيكونوا جامدين مجمدين حاشا الامام ذلك لانه اذا كان المجال مفسوحا ومفتوحا في الخفاء حاشاه ان لا يقوم به ، كما ان الامام الحجة يقوم بعظيم الادوار في كبد الاحداث ولا احد ينتبه حتى علماء الامامية بل حتى الخواص بل حتى الحواريين ممن يحيطون به في الغيب لا يلتفتون لكل انشطته فلا يمكن ان تستشهد بمقطع معين على الكل ، فليس الخضر الان جامد القرآن يقول حتى موسى ما تحمل ادواره ومع انه هو نبي من انبياء اولي العزم كان مكلفا بالظاهر لكن الخضر عنده عمل سري خفي عن اعين الظالمين كذلك ابو الطالب كيف كان له دور؟ هو اكبر حصن مدافع عن الاسلام فهو الحصن الحصين للدين ثلاث عشر سنة والاخرون في عشر سنوات كله فرار في احد وحنين وخيبر ترى واحد منهم يأتي بعد ثلاث ايام ويقول له النبي لقد ذهبت بها عريضة
عبد الله وعبد المطلب وعبد مناف واجداد النبي قاموا بادوار هيأوا الحجاز الى اكبر معلم في الانبياء هل من الحكمة ان الله يبعث اعظم معلم الى ناس اكثر تخلفا من ايران والعراق والشام ومصر بعث الله لهم النبي ابراهيم وموسى ونوح وعيسى كلا هؤلاء الناس هيئ لهم اساتذة اعظم هذا دور اباء النبي كان اعظم مما قام به النبي ابراهيم هذا منطق تاريخي عقلي لا يقبل الريب ثم الكتاب والقرآن هل بعثه الله لناس غير مؤهلين هل هذا معقول؟ بينما المسيحيين واليهود والمجوس والاقباط عندهم ثقافة هذا غير معقول فاباء النبي قاموا بادوار عظيمة .
فالخفاء في ما قام به اولوا العزم اعظم منه في العلن فمعجزة القرآن في العقل والعلم وليس في السحر والطب وقام بهذا العبء اباء النبي نعم الناس كانوا متخلفين في قضايا كثيرة ولكن اباء النبي اوجدو في النور فيهم فالادوار الخفيفة لايمكن ان تلغيها ولا يمكن ان نقتصر في ان الامام الصادق فقط كان يقوم بالعدوار الظاهرية وذكرت لكم كتب ومصادر في المغرب العربي مؤلفوه في القرن الثاني والثالث يقولون الرسل الصحفيين من جعفر محمد حتى هشام و زرارة وجابر ابن يزيد الجعفي لا يعلمون به لان الامام عبارة عن ترسانة الهية لا احد يدرك افاقه هذا هو الشأن في الدول العظمى فكيف بك بالامام ؟ هل نظن ان ممارسات الامام الصادق الباقر فقط معلنة ؟ لا يجوز هذا الكلام؟