« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/08/25

بسم الله الرحمن الرحيم

/ الخطاب العصري دوره في الاستنباط والارشاد/باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (47)

 

الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (47) / الخطاب العصري دوره في الاستنباط والارشاد/

 

وصل بنا البحث الى دوران بين التقية والمبدئية او العمل بالاحكام الاولية وهذا ما يصطلح عليه كما مر بنا في العرف العصري الحديث بالدوران بين بالبرغماتية المصلحية والمناهج المبدئية او الثورية او الاصولية ،

انه من الضروري على الباحث في العلوم الدينية ان يقف على الاصطلاحات العصرية في زماننا الراهن ونعني بالاصطلاحات العصرية هي الموازية للاصطلاحات التقليدية الموجودة في الفقه الشرعي وفي كل العلوم الدينية وبالذات حتى في الفقه الفردي ، فمعرفة الاصطلاحات المتوازية له دور كبير جدا في ابعاد عديدة وهذه المحاذاة نوع ترجمة الفقه الشرعي الى خطاب عصري حتى لو لم تكن هذه الترجمة والمحاذاة دقيقة وليكن هناك نسبة ما صحيحة فبالتالي له دور ، فقد الباحث ما يوفق مائة بالمائة وانما ستين او حتى اربعين بالمئة لكن هذه الاربعين افضل من الصفر ،

ثم ان الترجمة الثقافية اهم من الترجمة اللسانية فالترجمة تارة صوت الى صوت واخرى ترجمة لسان وتارة ترجمة معنى لمعنى والتي يسموها بالترجمة العلمية وهذي اهم واخطر ، فالمهم ان الباحث عندما يقف على الترجمة العصرية ولو نسبيا وان لم تكن مطابقة بالدقة فهذا المقدار من الترجمة ضروري لاسباب اولا عصرنة الخطاب الديني ومواكبة الدين والوحي لتغطية البيئات العصرية وهذا يتم على صعيد الترجمة والبعد اخر هو فهم الناس وهناك بعد ثالث وهو حيوية تطبيق الدين ثم بعد رابع يلتفت الى ان هذه المواد الموجودة عند المذاهب البشرية الوضعية وما تشتمل عليه من ادلة او شواهد او اثارات تفيده في البحث الديني بالتالي الدين يشترك مع البشر حتى مع الملاحدة لانه في العقل وفي الفطرة ، فبالتالي اذن هناك لغات مشتركة مع الكل في اللغة التصورية ولو لم تكن تصديقية فبالتالي قضية معرفة المحاذاة بين الفاظ الاصطلاحات العصرية الراهنة مع الفاظ الفقه امر بالغ الاهمية يعني كما نراجع كتب اللغة يجب ان نراجع الاعراف المعاصرة في اصطلاحاتهم ولغاتهم لترجمة فهم المعاني الشرعية وكثير من الحاجز الموجود بين ابناء البشر او ابناء المسلمين حتى مع الدين سببها عدم قيامنا نحن رجال الدين بهذه الوظيفة العلمية المهمة جدا وهي عملية المحاذاة والترجمة العصرية التي تعبد الطريق امام كثير من المعوقات.

فالاخفاقات في الترجمة لا تحجبنا ولا تمنعنا عن الخوض في الترجمة العلمية وان كانت حتى محاولة غير تامة وفيها اخفاقات نحاول محاولة ثانية ثالثة الى ان تستتم الترجمة بشكل تام وان لم يكن كاملة اقل بشكل غالبي فالترجمة شيء مهم والترجمة عبارة عن خطاب عصري للدين ولابناء الزمان الراهن والا كيف نبين لهم الالفاظ للمعاني الصعبة؟ مثل ما لو الصيني يريد ان يفهم اللغة العربية فيجب ان يفهم المحاذاة بين الالفاظ الصينية والالفاظ العربية هذا على صعيد اللسان واما على صعيد المعنى وهو اهم .

ان كثيرا من التساؤلات والاثارات والشبهات والاعتراضات على الدين سواء في الفروع او في العقائد سببها عدم القيام بهذه الخطوة بشكل متين ودقيق فاالمذاهب الاخرى كثير ما تشنع ومن باب اللا علمية والتهريج واللامنهجية يقولون التقية نفاق كلا التقية عبارة عن نظام امني ، انتم انفسكم كرجال دين مع حكامكم تزاولون التقية ليل والنهار خوفا من بطشة السلطان .

الان غيبة صاحب الامر ما معناها منذ الف سنة والامام غائب ؟ في كثير من كلمات علمائنا لها تفسير غير صحيح هم يفسرون الغيبة بمعنى الابتعاد والنأي هذا غير صحيح يقولون الغيبة مقابل الحضور وهذا معنى خاطئ حتى في كلمات كبار من الاعلام الغيبة مقابل الظهور وليس مقابل الحضور اذا جعلت الغيبة مقابل الحضور يعني هو ليس بحاضر وهذا معنى باطل وتنشأ لنا اشكالات من المذاهب الاخرى كيف امام وقائد ولا يتحمل المسؤولية؟ نفس علماء المذهب يغفلون في هذه الترجمة العلمية وتتولد منها اشكالات لا تعد ولا تحصى فهذي خطوة جدا مهمة في اي بحث في العلوم الدينية ، فالغيبة مقابل الظهور والخفاء وان كان هو حاضر في كبد المعركة وفي كبد المسؤولية وهو دائما يتحمل المسؤولية في الارض لكن بخفاء وليس مزاولة المسئولية عن صخب بالعكس هذا من اضعف انواع الادارة وانما الادارة الذكية الناجحة ان تكون دائما بخفاء وسرية وهذا معنى يفهمه البشر حتى الذين كانوا يعترضون على مذهب الامامية الان انكفئوا عن هذه الاشكالات والترهات الرخيصة .

هذا كله سببه اننا نحن علماء المذهب ليس لدينا ترجمة دقيقة فهذه خطوة مهمة وهو الالتفات الى اصطلاحات المناسبة والعصرية وبالتالي العقل البشري يلتفت لحقائق الى مذهب اهل البيت ناصعة كان الاخرون يحسبونها مساحات مظلمة بالعكس هي اعجازية ومدهشة ولكن انتم لم تفهموها بشكل مناسب او ربما تقصير حتى من داخل المسيرة العلمية وحتى في نقاشات علمائنا الكبار فيما بين بعضهم البعض كثيرا ما ترى عدم وضوح المصطلح الديني لدى الطرف الاخر فهنا اذا اردنا ان نترجم التقية لعلنا لن نظفر عليها ، مثلا في برنامج الذكاء الاصطناعي يقول لك هذه الترجمة تسعين بالمئة وليس مئة بالمئة او هناك برنامج سبعين بالمئة بالتالي هناك درجات في الترجمة هكذا في الترجمة العلمية ليس بالضرورة ان تكون مئة بالمئة قد تكون سبعين او تسعين فاذا اردنا ان نترجم التقية نترجمها بنظام الخفاء والسرية واللي لا يؤمن بالخفاء والسرية هذا اصل ليس بعاقل ولكن التقية لها ضوابط وحدود فالتقية تأتي بمعنى السرية والخفاء والاخفاء وهو من اعظم معانيها .

معنى اخر للتقية الخوفية ان يتمظهر بما يروق للطرف المعتدي ولكن بسبب قهره يتجارى معه وان كان في الواقع ليست بمنهجه كما لو توضأ الانسان بوضوء اهل الخلاف .

معنى ثالث هي المداراة وهو نظام وليس هناك من عاقل ينفي المداراة، فالمداراة سواء داخلية بين مسلم او غير مسلم هي ثلثي العقل فهذه المداراة يمكن ان تترجم بالدبلوماسية فضروري ترجمته بترجمة عصرية وان لم تكن ترجمة دقيقة تامة فهذه هي درجات الوصول والاحاطة بالمعنى ولابد ان لا يستهين الانسان بترجمة الخمسين او الاربعين بالمئة تحت ذريعة انها ليست مئة بالمئة وليست ثمانين حتى لو كانت كذلك فانت وصلت لنصف المسافة اربعين بالمئة يعني بعض المسافة وستين بالمئة اكثر .

هذي نكتة مهمة وهذه البحوث ترتبط بادارة التدبير الفردي والاسري والاجتماعي على صعيد المسؤولية العامة سواء ادارة سياسية ادارة بين دولتين فهذه الترجمة وهذي العناوين تعبد الطريق لامتثال الانسان وادائه وظيفته تجاه هذه الاحكام الالزامية الموجودة .

كذلك في علم الاخلاق احد اخفاقات الانسان في علم الاخلاق سواء على الصعيد الفردي وتهذيب الانسان نفسه بينه وبين باريه او بينه وبين اصحابه او بينه وبين اسرته او بين اصدقائه او اخلاق الانسان على الصعيد البعد الاجتماعي العام يعني تفاعل الانسان مع البعد العام في المجتمع او البعد العام في السياسة البعد العام العسكري الاقتصادي الانسان عنصر يرتبط مع البيئة التي حواليه بدوائر صغيرة ودوائر كبيرة ومتوسطة فالانسان اجتماعي بالطبع يعني في معيشته شاء ام ابى هو هكذا وهذا التفاعل يسمى بالاخلاق.

لذلك قالوا في علم الحكمة اخلاق فردية اخلاق اسرية اخلاق في السياسة والسياسة يقصدون منها البعد العام في تفاعل الفرد مع المسؤولية العامة اخلاق او القواعد الادارية

من ثم هذا الامر مر بنا هذا العام مرارا ان قواعد الاداب الموجودة عندنا في الشرع لا سيما في مذهب اهل البيت وخاصة في كتاب الوسائل كنموذج هذه الاداب بالدقة هي قواعد ادارة التدبير فاحد اسباب الاخفاق في الاخلاق على الاصعدة المختلفة والاخلاق او قل في النظم الاداري والتدبيري لدى الانسان احد الاسباب الكبيرة جدا جدا هو عدم الوعي العلمي لمفردة من مفردات علم الاخلاق .

كثير من الاخوة يطرح هذا السؤال انه ما هو الطريقة للنظام التربوي الاخلاقي يلتزم به الانسان مع نفسه وما هو الطريق لتهذيب الانسان نفسه عبر الرياضات النفسانية او الروحية؟

هناك مدارس عديدة وكلها مشروعة هي مدارس مطابقة للدين لا انها مخالفة احد ابسط اسهل الاليات والمدارس الرياضة الاخلاقية او التهذيب الاخلاقي للرياضة النفسانية او لتنمية مهارته في التدبير والموازنة في فعله وعمله وادارته احد الاسباب والاليات السهلة هو الوعي العلمي بالمعاني وهذه وان لم تكن ممارسة عملية وليكن ولكنه مؤثر في الانسان .

القرآن الكريم يطلق على المعصية والمخالفة بالجهل وفي بيان الامام الكاظم و ربما بقية الائمة وهذا من المعاجز العلمية لهم ان الجهل له خمسة وسبعين جنديا او وزيرا وكذلك العقل هو خمسة وسبعين جندي يعني سبب كلها تصب في التعقل وفي ازدياد التعقل وخمسة وسبعين جندي للجهل يعني كلها تصب في زيادة الجهل وشدة الجهل واشتداده واكبر وزراء العقل هو العلم واكبر وزراء الجهل هو اللا علم .

نحن نفكر ان الجهل حالة عرضية تعرض للانسان وكذلك الجاهلية الاولى او قوله تعالى رب السجن احب الي مما يدعونني اليه فاصب اليهن واكن من الجاهلين ولكن ليس الامر كذلك سلمان المحمدي حكمته بحسب توصيف النبي واهل البيت اعظم بكثير من لقمان فلقمان عقدت له سورة في القرآن فكيف بسلمان؟ فسلمان من ضمن حكمه التي ادلى بها يقول لم يعص الله عاص قط الا بالجهل والجهل له خمسة وسبعين سبب يوقعك فيه فالمهم اكبر وزراء العقل هو العلم واكبر وزراء الجهل هو اللا علم فاطوع شيء يربي الانسان به نفسه ويكمل نفسه هو الوعي العلمي وهو التصور حتى لو لم يكن تصديق معه فضلا عن التصديق فنفس التصور بركة ونور ، امير المؤمنين من معاجزه العلمية يقول اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به يعني نفس التصور دين والتدين وهو بداية مسير الديني .

فنحن لا نستهين ونستصغر بالتصور هذا التصور حتى لو بدون ممارسة وبدون عمل وبدون تصديق هو ثروة ونور كبير ورحمة كبيرة لذلك القرآن الكريم يقول افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها التدبر يعني تصور وليس تصديق وليس استنباط قراءة القرآن لعوام الناس ليس حراما وانما يستحب ان يقرأ بقدر ما استطاع والقراءة بتدبر ثوابها اضعاف اضعاف قراءة لقلقة اللسان ، التدبر هو التصور وليس التصديق اول درجات الذكر والتذكر هو التصور وهذا التصور ليس حرام للعوام نعم التصديق بلا تخصص وبلا دليل لا يجوز فاذا كان القرآن مستحب لاجهل العوام بل واجب كذلك قراءة رواية اهل البيت ما المانع للعوام؟

في علم الاخلاق الوعي العلمي هو مجرد التصور ولو لم يحصل التصديق اذن هذه خطوة منهجية مهمة عملية الترجمة وهي مؤثرة ولو ترجم على صعيد التصور وليس على صعيد التصديق فلا يمكن ان نقول لان العوام ينحرفون فاذن لا يقرأون الروايات ؟ فهل نقول ان لا يقرأون القرآن؟ نعم دواء الجهل السؤال يجب ان يرجعوا العلماء والعالم يرجع للعلماء والاعلم اذا لم يرجع للعلماء فسعيه العلمي ناقص وغير صحيح فكيف بغير العالم؟ فالانفتاح على العالم واجب وانفتاح العالم على العالم واجب فضلا عن غير العالم وواجب على المتخصص فضلا عن غير المتخصص اما ان نمنع قراءة الروايات ونحجب طلاب العلم ان يقرأوا الروايات هذا امر من العجائب وهذه منهجية منكوسة .

النجاشي يذكر في ترجمة الكليني ان سيرة الامامية في عصره كانت على اقامة مجالس ختم القرآن وختم الحديث عند عموم المؤمنين فعملية حجب وابعاد المؤمنين عن قراءة رواية اهل البيت هذا منهج عاطل وخاطئ نعم انما يلزم كل من يقرأ القرآن او الروايات ان لا يستنبط او يحكم بالتصديق من دون تخصص وحتى المتخصص اذا لم يستوعب الفحص لا يسوغ له ان يستنتج استنتاجا جزميا صدقيا وانما يجب عليه ان يتريث ويتأنى فكيف بغير المتخصص؟ نعم هذا امر اخر اما انه نمنعه عن القراءة هذا كلام باطل حتى زيارة اهل البيت هل احد يتوهم ان زيارتهم لا يقرأها العوام مع ان زياراتهم مملوءة بالمعارف المعقدة ازيد من روايات المعارف الاخرى فهل نقول للعامي اذا قرأت زيارة الغدير او زيارة الجامعة او زيارة عاشوراء يحرم عليك التدبر ؟ نعم يحرم عليك الاستنباط بدون تخصص حتى العلماء ولو كانوا اعلم الدهر بدون ما ينفتحوا على بقية العلماء يحرم عليهم ان يجزموا بالاستنباط وانما لابد ان يراجعوا جهود الاخرين وينفتحوا عليها ولكن ان لا يقرأ ولا يتدبر هذا امر اخر ، فهل العامي يقرأ زيارة اهل البيت بعمياوية؟ فالانفتاح على الروايات وعلى الايات امر ضروري جدا على من كل الطبقات .

فالتدبر ضروري والزيادة على التدبر الانفتاح على بيئات العلماء المختلفة ايضا ضروري وهذا وظيفة العالم فضلا عن غير العالم فاذن هذه الترجمة العصرية شيء مهم فالاخلاق اذا اراد الانسان ان يربي نفسه يجب ان يتزود بالوعي العلمي في لغات عناوين الاخلاق .

فنرجع الى باب التقية يمكن ان تفسر بالبرغماتية ولكن هذا ليس تفسيرا دقيقا وليس تفسيرا خاطئا يعني هناك اشتراك بين المعنيين وسنبين وجه الاشتراك والاختلاف بين عنوان البروغماتية وابواب التقية لاحظوا قد يكون بين عنوانين تحاذي ومحاذاة وترجمة وان لم تكن الترجمة مئة بالمئة حتى ولو خمسين بالمئة فقد يفسر الشيء بالشيء الاشتراكي بمقدار خمسين اربعين ثلاثين هذه النوع من الترجمة العلمية سواء في علم الفقه والاصول والعقائد والتفسير فهذا منهج تعليمي استنباطي فاذن ليس من الضروري كما يقولون في الكفاية وكذلك علماء المنطق ليس من الضروري في شرح الاسم ان تكون المطابقة مئة بالمئة او ثمانين او حتى سبعين حتى لو كانت خمسين اربعين ثلاثين بمقدار ما كافي يعني بدل ما يكون المعنى مظلم مبهم رمادي جدا نبقى على ثلاثين بالمئة فهو بصيص نور نعم ليس بكافي ونهاية البحث لكن لبداية البحث افضل من العدم ويسمى شرح الاسم .

فهذه نوع من منهجية الاستنباط نلتفت اليها ضروري انه الترجمة ليس يشترط فيه ان تكون مطابقة مئة بالمئة لاحظوا علماء العلوم المختلفة يقولون بين هذا العنوان والعنوان اشتراك وهناك اختلاف يعني المقدار المشترك يوضح احدهما الاخر ومقدار يختلف يعني ليسا متطابقين بالدقة وهذه نقطة مهمة جدا وقد يكون الوفاء بينهم ثمانين لكن يبقى عشرة بالمئة فيه اختلاف او عشرين .

فاذا يا ايها الباحث لا تجرجر كل احكام احد المعنيين على الاخر هذا في البحث العلمي جدا مهم فازدياد المشتركات بين ماهيتين لا يخدعنا عن وجود فوارق ولو خمسة بالمئة او عشرة وعشرين او وجود فوارق بين معنيين وماهيتين وعنوانين ثمانين بالمئة هذا لا يخدع عنه .

فممارسة المناهج من دون تفطن وهندسة المنهج يسبب لدى الانسان تخبط فاصل الخطوة التي مرت بنا اليوم هو ترجمة المعاني الوحيانية لمعاني عصرية امر ضروري وحتى العلماء الان بيننا وبينهم الف سنة من جهود في علوم دينية ولا سيما علماء الامامية فترجمته للوضع المعاصر بحاجة الى دربة ، مثلا افترضوا عندنا اللغة السريانية والعبرية والمسمارية والحجرية فهل لانها قديمة لا نتعرف عليها ؟ فالمعاني متفقة بيننا وبينهم وان كانت لغتهم قديمة فتقادم اللغة لا ينفي ان بين البشر مشتركات حتى قبل الاف القرون فتحت شعار الحداثة والتغيير لا يمكن ان نرفض كل الماضي او نقول انه شيء متهالك اكل عليه الدهر والشرب هذا ليس منطق صحيح حاجز اللغة اللسانية هذا ليس بحاجز حاجز اللغة الاصطلاحية في المعاني العلمية ليس بحاجز .

لذلك البحث في العلوم الدينية لها عدة وظائف لكي يكون مترجما في هذا العصر ومحيى له احد الوظائف انه يكتشف الترجمة للموضوعات التي مرت بنا احد الوظائف انه يعرف المشتركات احد الوظائف ان المعاني القديمة مثلا الكتاب المبسوط والشرائع والنهاية والمقنعة للمفيد ومقنعة الصندوق والسرائر وكشف اللثام وكتب الشهيدين يفهمها فاذا هو غير مأنوس بلغتهم فكيف يكون مترجما للغة المشهور .

لذلك احد افات الدراسة الحوزاوية الحديثة التي تطلق الماضي يسبب انه احداث الجدار بين هذا الطالب وتراث القدماء فلا يفهم الاصطلاحات لالف سنة من العلوم الدينية في الفقه والتفسير والكلام والاخلاق والسيرة سوف مع انها هي لغة عربية وليست لغة سريانية بل حتى لو تعلم واحاط بلغة الماضي هذا لا يكفي وانما يجب ان يحيط بلغة العصر الراهن والا لا يستطيع ان يكون مبلغا كفوا للدين ، فاذا هو لا يفهم بحوث العقائد بلغتها العصرية يفكر ان هذه البحوث العقائدية الموجودة في التراث كلها بعبع ظلامي ظلماني لانه لا يعرف ترجمته العصرية يفكر انها هي فروض عنقائية لانه لا يحيط باللغة العصرية .

فاللغة العصرية يجب ان يحيط بها فاذا يحيط بها يفهم بان هذه المعاني القديمة التقليدية الوحيانية العقائدية ليست بعبع بل هي معجزة علمية عصرية فانت مشكلتك حتى في عصريتك وليس مشكلة التراث بالعكس هو نير لكن انت لا تعرف نوره فليس المشكلة في الدين وفي تاريخانية الدين فهذه الادوات اذا لم يلم بها الباحث جيدا المشكلة فيه وليس في الدين وليس في اهل العصر وانما فيه ، اهل العصر كثيرا ما خامات صافية بريئة لكن انت لم توصل لهم الخطاب الصحيح فالمشكلة فيك وعليك وظائف كثيرة اذا لا تتقنها وتجيدها لاتكون مرشحا ومؤهلا كفوءا لتبليغ الدين .

احد تفوقات اهل البيت على سائر الانبياء هو قدرة ترجمانهم للوحي اكثر من غيرهم فالترجمة شيء مهم احد الفضائل المذكورة لاهل البيت انهم يعرفون لغت كل البشر مع احترامنا للرواة لكنهم مستضعفين علما فيحسبون هذا غلوا المشكلة فيك وليس في التراث لان هذا الامام الذي نصبه الله اماما قائدا تربويا لكل البشر كيف يتفاعل مع اخرين وهو لا يعرف لسانهم وثقافتهم وعلومهم واصطلاحاتهم العصرية ؟ وكيف يتفاعلون معه؟ وكيف يمكن ان يكون المربي الاول للبشر؟ هذه ليست افراطية المشكلة والازمة فيك وليس في التراث اذا ترمي التراث بتروهات مريضة هذا نابعة من قصورك انت سواء راوي كنت او باحث او عالم المشكلة ليس في التراث المشكلة فيك انت وليس المشكلة في اهل العصر .

فالباحث العلمي والمبلغ والمسؤول الديني في اي موقع من المواقع اذا لم يتقن هذه الادوات ما يمكن ان يقوم بمسؤوليته بكفاءة بل والعياذ بالله سيكون عائقا بدل ان يكون جسر تواصل وسيكون حجاب قاطع الطريق بدل ان يكون سبيل هداية ، ينقل عن احد العلماء وهو السيد حجة الكوه كمري يقول ان الرجل الدين ان لم يبلغ مبالغ قوية في الكفاءة بدل ان يكون سبيل للدين يكون قاطع طريق.

 

logo