46/08/20
/ أبواب التقية والمعروف والمنكر/باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٤٤)
الموضوع : باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٤٤)/ أبواب التقية والمعروف والمنكر/
مر بنا ان هيكلية ابواب الامر بالمعروف والنهي عن النهي عن المنكر تحتاج الى تدوين واستدراك الكثير من القواعد المهمة الواردة في النصوص والايات ولم يدرجها الاعلام في ذلك الباب والهيكلية التي مرت مرتبط بما يتعلق بتربية المجتمع وترشيده وهدايته فهذا كله مرتبط بابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء عنونه الفقهاء او لم يعنونوه فالامر يدور مدار الضابطة والادلة .
من جانب اخر نلاحظ صاحب الوسائل ادرج كل ابواب التقية في هذا الباب طبعا التقية في كل باب بحسبه لكن القواعد والخطوط العامة لابواب التقية صاحب الوسائل في هذا الباب ادرجه والسبب في ذلك ان التقية لها اقسام عديدة وبالاصطلاح العصري نستطيع ان نقول عن التقية انها عبارة عن النظم الامني والمنهج الامني فسبب ادراج صاحب الوسائل التقية في ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لان التقية بالذات ترتبط بالحياة الاجتماعية مع الاخرين في الجانب الامني وبلحاظ التعامل والتعايش والعشرة مع الاخرين فقد يكون النظام ظالم فلذلك هذا منبه على ان باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مرتبط بالبيئة العامة الاجتماعية بابعادها الكثيرة السياسية العسكرية الامنية فهذه لفتة صناعية لسبب ادراج التقية في هذا الباب .
اذن الضوابط التي تنضبط بها ابواب التقية مرتبطة بضوابط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لانه في التقية انت قد تتقنع بما يريده العدو بسبب تفوقه في القوة فتتقنع بما هو منكر وانت لا تقتنع بان هذا هو معروف فهو يريد الظلم والجور والسياسات العدائية للدين ولاهل الدين هذه كلها امور منكرة سواء التقية في العمل وفي البيان مثلا تأتينا روايات ان الماهية العبادية مثلا تتكون من عنصرين او ثلاث او اربعة والحال ان هذه الماهية العبادية تتكون عناصرها مثلا من عشرة فلماذا الامام بين ان عناصر هذا المركب العبادي اثنين او ثلاثة ؟ انه بسبب التقية .
فهذا النقص في ماهية العبادة يتبناه المذاهب الاخرى فلماذا الامام يجاريهم تقية؟ لان النقص في الماهية العبادية شيء منكر تشريعي على صعيد التشريع والتنظير مرتبط بالمنكر فالباطل والانحراف والضلال كله من المنكر مر بنا ان اعلى مراتب المنكر هو العقائدي منه والفكري والتنظيري وكذلك الحال في الامر بالمعروف ، وليس المراد من المعروف صرف المعروف العملي المادي فاعظم البر والمعروف هو المعروف العقائدي وكما ان من احيا نفسا فقد احيا الناس جميعا فاعظم الاحياء خوالاحياء في العقائد فلا يقتصر المنكر بالعمل وانما في الاخلاق والبعد السياسي والعسكري والاجتماعي والعقائدي والفكري كل هذا منكر .
فالتقية بالدقة هي الالتزام بشيء غير مشروع بسبب ظروف اضطرارية مثلا انت تغسل الارجل هذا ليس مشروعا بنص القرآن وامسحوا برؤوسكم وارجلكم فهي معطوفة على رؤوسكم وامسحوا برؤوسكم وليس امسحوا رؤوسكم كلها وانما التبعيض وارجلكم سواء قرأت بالفتح او الكسر لا فرق هي عطف على ما قبلها فاذا كان ما قبلها بعضي يعني برؤوسكم بارجلكم ثم قال وامسحوا وليس غسل فاذن الوضوء بغسل الرجلين او بغسل الرأس هذا ليس الوضوء الذي امر به الله وانما هذا بدعة لكن الانسان يلتزم به للاضطرار وللظروف القاهرة .
اذن اصل ابواب التقية عبارة عن الالتزام بغير المعروف بل الالتزام بشيء منكر ولكن تحت ظروف قاهرة وضغط قهري والارهاب ، اذن له صلة واضحة بابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
هكذا الامر التقية في البيان فوردت لدينا في تشهد الصلاة ادلة انه يكتفي بالحمد وتقول الحمد لله وهذا لا يعمل به احد ، كذا ورد لدينا في رواية تشهد انه يكتفي بالشهادة الاولى هذا لا يعمل به لادلة اخرى مفسرة وحاكمة كما ان الروايات التي تكتفي بالشهادتين هذه الروايات باجماع العلماء لا يمكن العمل بها بمفردها لان الصلاة على النبي والال عند مذهب الامامية واجب بالضرورة وهذا عنصر ثالث فلا يمكنني ان اعمل بادنى التشهد والشهادتين هذا ليس مرادا سواء بسبب التقية او غير التقية سواء نحملها على التقية او على الحصر النسبي كما انه لم نعمل بروايات خاصة واردة في ان ادنى التشهد هي الشهادة الاولى ، ايضا وردت عندنا روايات ان ادنى التشهد هو الحمد لله هذا يؤول او يحمل على التقية كذلك ما ورد عن ان التشهد هي الشهادتين فقط قطعا لا يعمل به لان الكل يقيده لا اقل في الصلاة وفي العنصر الثلاث اللي هي الصلاة على النبي فاذن التقية في البيان موجودة مع ان النص وارد في صحيحة الفضل بن شاذان عن الامام الرضا ان التشهد الذي يقال في الاذان بعينه يقال في الصلاة والتشهد الذي ورد في الاذان طوائف وليس روايات ثلاث يعني كل لسان فيه روايات والطائفة الاولى عدة روايات وكذلك الطائفة الثانية والثالثة ورد فيها طوائف ثلاث وهذه الروايات عمل بها ابن براج والشهيد الاول وكذلك الشيخ الطوسي في المبسوط قال في المبسوط من يعمل بها بما هي جزء واجب لم يأثم يعني عمله على الموازين وان كان هذا الاجتهاد لا يرتئيه الشيخ لاختلاف اراء الاجتهادية ولكن من عمل بها له وجه على الموازين ومفادها الجزئية الواجبة للشهادة الثالثة والدولة الحمدانية والبويهية عملت بها والصدوق هو كان مفتي الدولة البويهية دع عنك كلام الصدوق في من لا يحضره الفقيه كما يقول المجلسي الاول هذا كلام محتف بعشرة قرائن على التقية .
فالمقصود ان قضية التقية في البيان او في العمل هي عبارة عن البيان بشيء غير صحيح تقنعا واخفاء للشيء الصحيح او في العمل ، فمن ثم اذن مرتبط بابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهنا بحث حساس اذا كانت التقية بالدقة مرتبطة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه الابواب ليست مقيدة بالقدرة نعم بلحظ الوظيفة الفردية مقيدة ولكن بلحاظ المسؤولية العامة غير مقيدة بالقدرة ونقلنا فتوى السيد محسن الحكيم ان هذه الشروط التي يذكرها الفقهاء في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انما هي في المنكر الفردي والمعروف الفردي التي اهميته متوسطة اما اذا كان المنكر مرتبط بمعالم الدين وبدعائم الاسلام وببيضته وحوزة الاسلام فالقدرة لابد من تحصيلها وليست قيد وجوب فعدم الضرر ليس قيد وجوب اذا كان في مجال المنكر الاجتماعي والسياسي او العقائدي .
حتى انه في فتوى السيد الخوئي في المنهاج مثلا هجوم العدو على ارض الاسلام او ارض الايمان السيد الخوئي في باب الجهاد يقول هذا الدفاع ما يشترط وجوبه باذن الامام المعصوم فضلا عن مشروعيته لان هذا الدفاع مطلق وليس مقيد فاذا لم يكن له قيود وبالتالي غير مقيدة بالقدرة هنا محل البحث وبيت القصيد ان التقية على المستوى السياسي او العسكري يعني بعبارة اخرى مجاراة العدو والتوافقات مع العدو لاجل تجبره وقدرته وهذا هو معنى التقية ان الطرف الاخر اقوى منك كذلك التقية في باب السياسة والعسكر والاقتصاد وادارة الحكم في البعد الاجتماعي السياسي العام او في الخطاب العقائدي هل هذه التقية قيودها وضوابطها كالتقية الفردية التي وقعه ليس خطير وفي المعروف الفردي وقعه ليس خطير اما في المنكر السياسي او العقائدي او الاجتماعي وقعه خطير ومر بنا القيود المأخوذة تختلف عن تلك القيود فانت في المنكر السياسي ان لم تكن لك قدرة يجب ان تستحصلها .
مثلا انتم المؤمنون ليست لديكم علوم ادارة للدولة فيجب عليكم تحصيلها وليس لديكم مثلا قدرة بناء شبكة كهرباء والتي تعتبر الان في العصر الحديث الشريان الدموي لجميع التنميات في البلد وليست فقط خدمات بل ازدهار البلد في شتى المجالات حتى الانترنت والعالم الافتراضي والرقمي قائم على الكهرباء فانتم ليست لديكم علوم للبناء الذاتي للكهرباء فيجب تحصيلها وليس فقط تحصيل علوم بل لابد ان يصلوا الى درجة ان يكونوا عمالقة في هذا العلم وليس الكل يتجه الى الطب والهندسة .
او مثلا في الاقتصاد انت مضطر ان تبيع نفطك باشراف دولة عظمى واموالك تذهب الى بنوك الدولة العظمى وتلك الدولة تملي عليك سياساتها فيما هو مالك وليس فقط هنا وانما كل العالم حتى روسيا والصين لابد ان تنصاع الى تلك الدولة العظمى هذا النظام المالي يجب ان نحصل القدرة والعلوم المالية والنقدية للتحرر من هذه العبودية لانه هو قيم على ثروات كل الدول والشعوب يقول انا املي سياساتي كيف تتصرف في اموالكم والا ادرجكم في البند السابع يعني كل ثرواتكم تكون معطلة وليس لها تسويق فمن اللازم ان تنبري عقول من هذه الامة من جسم الايمان تكسر هذا الاحتكار العلمي في مجال ادارة البنوك نعم انت الان مضطر ويجب ان تجاري ولكن هل التقية السياسية الاقتصادية النقدية المالية المقطعية هل نحولها الى تقية دائمة او يجب علينا تحصيل القوة لتغيير موازين القوى لان التقية مبررها الضعف والعجز وهلم جرا فهل العجز نؤبده فيكون مستداما ونكرسه فيكون مستداما او ان في اي مجال في المسؤوليات العامة انما نستجيب له مقطعيا لا دائما يعني في حين انت الان تبني السياسة النفطية الاقتصادية الامنية العسكرية الادارية للدولة على ضوء جور هذا الجبار المتجبر لكن لا تكرس ان هذا مستدام سواء في فكر النخب او الشعب او الشباب بحيث النخب ترى ان هذا هو الطريق الطبيعي الصحيح فهو يمارسه على انه صحيح كلا وانما هو دواء سام اضطراري فلا بد ان يكون السعي لتبديل هذا السم وهذا الاضطرار من العجز الى القوة ولتغيير موازين القوى .
المشكلة في ابواب التقية وفي مدونات الاعلام انه لم ينبه على هذا المطلب انه عنوان ثانوي مؤقت وليس عنوان مستدام ونقصد منه التقية الخوفية او التقية بسبب العجز لان التقية لها اقسام وانواع اما معنى الخفاء والاخفاء هذه ليست عنوان ثانوية وانما عنوان اولي لاحظ الخلط بين باب التقية الاولية المستدامة وبين التقية المقطعية الثانوية المؤقتة هذا من الطامات في ابحاث الفقه فضلا عن نفس المكلفين لان هناك تشويش واضطراب في التدوين او في تلقي المكلفين لهذه الابحاث بشكل مختلط مندمج والمسؤولية تقع على الوسط العلمي وعلينا جميعا لتنقيح وتفكيك هذه الملفات وهذه الابحاث فكم فارق عظيم بين التقية بمعنى الخفاء والاخفاء وحرمة الاذاعة والاظهار وبين التقية بمعنى الاستجابة لما هو باطل بسبب العجز الذي يعبر عنها بالتقية الخوفية وبين التقية المداراتية .
فتحديد ان هذا القسم من التقية ادلة تشريعه ومشروعيته ينحدر من اي قاعدة اذا كانت تقية بمعنى الخفاء والاخفاء هذا يكون بشكل دائم ومستمر وهذا خلق عظيم من صفات الله عز وجل فليس من الصحيح اعلان الحقائق للكل كي يسوء استفادتها العدو او حتى الصديق الحميم الساذج اذن التقية بمعنى الاخفاء هذا ليس عنوان ثاني وانما اولي ومستدام واما التقية بمعنى الخوف ومجاراة الباطل هذا ثانوي مقطعي لا يسوغ تبديله الى شيء مستمر وبتعبير الاعلام الحكم الثاني لا ينقلب الى اولي ، لان الثانوي يعني دواء مسكن يجب ان تتشافى انت منه لا انه تبقيه وتكرسه .
لاحظ التقية المداراتية لماذا نقول للناس حسنا؟ يعني التعامل بالاخلاق والتعامل بالحد الادنى من الاخلاق مع بقية الملل والنحل والمكونات فهذا امر مستدام لكن نفس المداراة البعض يمزج ويخلط بين المداراة القسم الثاني والثالث كلا ليس المداراة ان اذوب في لون الطرف الاخر الخاطئ فانت خلطت بين القسم الثاني والثالث فكل المعضلة ان يخلط الساسة او المنظرون او من لهم موقعية ومسؤولية عامة بين الاقسام الثلاثة للمداراة فالمداراة شيء والذوبان شيء اخر يعني القسم الثاني انت تتزيأ وتقوم بعمل على هيئة الخاطئ للطرف الاخر من اهل الباطل او الضلال والطغيان والتجبر هذا القسم الثاني مؤقت واللازم في المسؤولية تبديله .
لاحظوا ان عدم المواجهة العسكرية من امير المؤمنين في السقيفة هو سببه عدم النصر الصحابة له والنبي امر امير المؤمنين انه ان وجدت ناصرا فعليك بمواجهتهم وان لم تجد ناصرا فلا تفرط في نفسك لان بقاء الدين بامير المؤمنين كي يعتدل الاسلام فلولا وجود امير المؤمنين فالى من تلجأ الامة؟ لكن هل امير المؤمنين كرس خذلان الانصار؟ كلا وانما خلال خمسة وعشرين سنة امير المؤمنين قلب الموازين وليس هو جليس البيت اعوذ بالله من هذه التعبير تعبير خاطئ جدا فلا تقل جليس او منزوي او منعزل بل كان في قمة النشاط .
هذا موجود في الزيارة الغديرية للامام الهادي ان امير المؤمنين سعى في قلب موازين القوى الى ان وصلت ذروتها ان كل الامة تهتف بالحق وتدين الباطل بعد خمسة وعشرين سنة وكانت اول بيعة جماهيرية وهذه لم تقع لا للاول ولا الثاني ولا الثالث لا جماهيرية ولا من اهل الحل والعقد ، فالخليفة الاول البيعة الاولى فرضها على الجميع وايضا البيعة الثانية فرضت على الامة بكل ما اوتيت من تدبير امني ببني اسلم وقبائل اخرى خارج عن المدينة وبني امية والبيعة للثالث ايضا فرضه الثاني على الامة فالبيعة الوحيدة التي كانت جماهيرية بتمام معنى الكلمة كانت لامير المؤمنين فهل هذه اتت بالصدفة؟ او تغييرات تكوينية قاهرة؟ كلا هو حتى عثمان يقول ما اعطي هذا الوعي للامة الا علي ع لان هذه مسار السقيفة فاعطى الامة هذي الوعي بان تنتفض على منهاج السقيفة خلال خمسة وعشرين سنة هو امير المؤمنين فكل الصحابة توحلوا في الماديات والثروات والبذخ والذي بقى طاهرا مطهرا في سياسته المالية والاقتصادية والنظام القضائي والنظام التشريعي ما يبدع ولا يحدث بعد رسول الله ومطهر في سلوكه ومنهاجه السياسي هو علي ع فهذا طاهر طهر مطهر في كل المجالات والابعاد فوجدتالناس والمسلمين فيه المصداقية وانجذبت اليه وتعرى خط السقيفة وابلج الصبح حتى انه بكى عمار في اليوم الذي بويع امير المؤمنين قال الان ابلج الصبح يعني الامة وعت ان من هذا في قبال مسار وخط السقيفة فطلقته الامة واتت الى مسار الوعي اذا لم نقل كل الامة فلا اقل اكثرية .
فلاحظ امير المؤمنين عندما يفرض عليه القسم الثاني من التقية مجاراة للخطأ والخطيئة لا يسكن اشهد انك لم تهن ولم تضعف ولم تسكن يعني تجمد فليس معنى التقية حتى القسم الثاني ان تسكن وانما هي مقطعية يجب ان تعمل تحت الستار وتحت الطاولة وتبدل موازين القوى وهذه هي القسم الثاني من التقية الخوفية ان تجاري الباطل والمنكر ولكن مجاراة مؤقتة في الظاهر لا في برنامجك الاصلي الخفي بخلاف تقية الاخفاء والتقية المداراتية هذه مسارات مختلفة لا نخلط بين بعضها البعض وهذا من القواعد المهمة في باب التقية والتي هي شعبة من ابحاث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
طبعا لما نقول شعبة ليست استدواقية وانما لها ارتباط بابواب النهي عن المنكر ارتباط حقيقي ، التقية في القسم الثاني ان تتظاهر بالمنكر لدى الطرف الاخر نتيجة الاضطهاد والقوة والقهرة ولكن ليس في عزمك ان هذا حق وانما هذا يبقى باطلا انما ما تسلكه او تلتزم انت من باب الاضطرار اذا لابد من السعي في تغيير موازين القوة فلا يجوز لك ان تكرسه كشيء دائم اذن القسم الثاني من التقية لم يقل احد بجواز تجذير البيئة والظروف بل بالعكس البيئة الموضوعية يجب السعي لتغييرها ولازالتها ولتبديدها ولو بالتدريج ولو بالف خطوة ولو بمليون خطوة فمن الان ابدأ بالخطوة الاولى لان هذا الوضع لا يريده الشارع
لاحظ ان الائمة يعبرون عن التقية التي هي القسم الثاني وليس الاول والثالث والرابع والخامس يعبروا عن التقية الخوفية بانها شرك يعني هذا الشرك انت مضطر ومقهور به يعبدوا لا يشركوا بك شيئا ويقول القرآن عن هذه التقية الا من اكره وقلبه مطمئن فاكره يعني هذا في نفسه غير محبوب لله ولكن الانسان معذور بان يرتكب هذا المنكر من باب تغيير هذا الوضع كما يقول القرآن الكريم واذا رأيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار الا متحرفا لقتال فصحيح المتحرف يدبر ولكن ليس مقصوده الادبار دائمي وانما ادبار مؤقت للانقضاض اللاحق .
فالتقية في القسم الثاني بالضبط هي متحرفا لقتال فيدبر ويجاري الطرف الاخر وفي الظاهر يتماهى معه لكن في الواقع ليس هو يريد ان يدبر وانما يريد ان يغير موازين القوى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان يعني قلبه شيء مستور برنامجه عزيمته خطة استراتيجيته ليس على وفق هذا الوضع الضاغط والجو المنحرف الباطل والمنكر انما في العلن هكذا اما في الخفاء وفي الواقع هو يخطط لتغيير موازين القوى وبهذا البيان تنحل عندنا جدلية كبيرة موجودة ان الالتباس والتلبيس الموجود في اذهان المتشرعة والمؤمنين او اهل العلم بالخلط بين الاقسام المتعددة للتقية ، .
فالتقية ديني ودين ابائي صحيح لكن بمعنى الحكم الاضطراري المشروع وان يكون مؤقتا لا ان الحكم الاضطراري مستدام من قال لك هذا ديني فالتقية من القسم الاول بمعنى الخفاء والاخفاء والسرية في الامور استر ذهبك وذهابك ومذهبك اما التقية المداراتية هذا ايضا تعايش سلمي اما القسم الثاني يعني نكرس الضعف والعجز والاستضعاف كيف تقرأ هذه القراءة؟ فالتقية لا تشرعن لنا تكريس المحرومية والضعف والعجز والانبطاح والانهزام .
هناك قصة معروفة ان وفدا من الموالين والمحبين وفدوا على الامام الرضا وهو حجبهم مدة عديدة لعلها استغرقت هذه الايام شهور الله اعلم في الغربة وبعد ان دخلوا عليه كان غاضبا عليهم قالوا يا ابن رسول الله بعد هذه المدة المديدة ونحن محبين موالين صادقين وهكذا تستقبلنا؟ قال نعم لانكم تتقون حيث لا ينبغي ان تتقوا ولا تتقون حيث ينبغي ان تتقوا ، يعني التقية التي بمعنى الستر والاخفاء حتى المتمسكين والتقليديون بين المؤمنين ليس عندهم مسؤولية في السرية وانما يكشف المعلومات ومواقع الضعف عند المؤمنين على العلن بكل حماقة وسذاجة هذه ليست تقية اما التقية الخوفية التي تتماها بزي الباطل فلا . يعني تستمر التقية ايضا بمعنى المداراة التعايشية في كيفية التعامل ضرورية فيجب الا يشنج ويوتر القضايا فهو لا يراعي الثالثة ولا الاولى وانما يكرس الثانية اللي هي ذوبان وتماهي .
فلكل اقسام التقية احكام وضوابط والخلط والتماهي بينها يسبب زوال لماهية الدين ثم يقول الامام تتقون حيث لا ينبغي ان تتقوا فهذا يعني القسم الثاني لانها محدودة ولا تتقون يعني في السرية والستر والاخفاء حيث ينبغي ان تتقوا فالمداراة ليست تماهي في الذوبان وانما تتعامل معهم بخلق حسن لا بتشنج الاجواء ولا بالتوتر رحم الله من حببنا ومن زرع محبتنا في قلوب الناس وهذا ليس معناه التماهي مع الطرف الاخر فنحن نخلط بين القسم الثاني اللي هي التقية الخوفية واللي هو مؤقت مع المداراتية
السيد عبد الحسين شرف الدين نموذج عجيب يعني لم يوار في العقائد في حين لم يشنج مع الطرف الاخر فجمع بين القسم الثاني والثالث القسم الثاني المؤقت والثالث المستدام وراعى القسم الاول يعني لم يبرز الحقائق بشكل جلي وانما بشكل خفي وكذا غيره من الاعلام فالموازنة بين الاحكام واختلاف الاحكام هذه ربما حتى في تدوين الفقيه اشتباه حتى على مستوى الكبار والعصمة لاهلها فهذا خطر وخطا .
غدا نستثمر هذا البحث عن جدلية مهمة الان حتى في علم السياسة والعلوم الاجتماعية والاستراتيجية جدلي البراغماتية ومدرسة المبادئ هل انت مبدئي ام برغماتي؟ فهل انت برغماتي واقعي او خيالي مبدئي؟